|
برتولوتشي: لقاء |
حملت حقائب سيدني بواتييه هوليود ــ محمد رضا |
|
توم هانكس لديه فرصة كبيرة لا يريد تفويتها فرصتان في الحقيقة فرصة احتلال مساحة أعياد الميلاد المقبلة, وفرصة الوصول من خلالها إلي ترشيحات الأوسكار, هذه الفرصة هي فيلم بولار أكسبرس, فيلم فانتازي من بطولته وهو ثالث فيلم لهانكس هذا العام( من بعد قاتل السيدة وترمينال والثالث له مع المخرج روبرت زميكيس بعد فورست جامب ومقطوعCastAway كلاهما كانا من أنجح ما مثله هانكس تجاريا إلي اليوم مقطوع وحده جذب234 مليون دولار في أمريكا وحدها وأكثر من ذلك بقليل حول العالم · تلعب خمس شخصيات في هذا الفيلم أليس هذا كثيرا؟ هل هذا كثير؟ لا أدري الذي أعجبني في المسألة بأسرها أنه لم يكن مطلوبا مني تغيير ملابسي, حسب كل شخصية أرتدي ملابس كل شخصية مرة واحدة فقط ويقوم الكومبيوتر لاحقا بإلباسي إياها حسب الحاجة · هذا يدفعني للتساؤل عما كنت ترتديه خلال التصوير إذن؟ ملابس خفيفة لا أغيرها الكومبيوتر يجيء ويخلع عني ما يريد ويلبسني ما يريد · هل صحيح أن مارلون براندو كان مرشحا للعب واحدة من هذه الشخصيات؟ نعم لكنه رحل قبل التنفيذ كان مرشحا لكي يؤدي شخصية الأب. · شاهدت العرض الخاص للفيلم ورغم أنني عادة ليس من السهل إدهاشي, الا أن هذا الفيلم مثير للعجب من حيث كيف تم تمثيل الشخصيات في مقدمة ووسط الأنيماشن الرسوم المتحركة؟ صحيح لكن أرجو أن يكون واضحا لقرائك أن هذا الفيلم ليس كرتونيا لم يتم مزج الحركات كما في روجر رابيت ولا نحن كممثلين سجلنا أصواتنا في ستديو مختلف كل حركة وكل وجه وكل ممثل أدي دوره كاملا بنفسه الصوت تم تسجيله خلال التصوير لكن الكومبيوتر أنيماشن تدخل من حيث وضع الملابس كما ذكرت أو من خلال وضعنا في الديكور المطلوب · لم يتم بناء ديكورات لا ولم نصور في أي مكان من الأمكنة التي تراها علي الشاشة هذه كلها جاءت من بعد ثم رسمت بالكومبيوتر لكننا كنا حقيقيين ليس بيننا من أضيف لاحقا علي الكومبيوتر وحين كنا نمثل كنا جميعا في التصوير لم يمثل أحد منا أمام فراغ كما العادة هذه الأيام كانت هناك كاميرات كمبيوتر من حولنا كنا نمثل علي المسرح لهذا الفيلم · كانت الكاميرات تصوركم من كل ناحية؟ نعم كنا نستطيع أن نمثل أمام جمهور لو أردنا نفس الأسلوب عوض الناس كانت هناك كاميرات حمال حقائب · واضح أنك معجب جدا بهذا الفيلم ماذا تتوقع منه؟ أتوقع منه أن ينجح, لكن المسألة ليست النجاح المادي لقد نجحت والممثلون الآخرون في تمثيله ونجح بوب( روبرت زميكيس المحرر) في إخراجه هذا نجاح كبير ومشوار طويل منذ أن بدأت خطواتك في التمثيل خمسة أدوار ولا تستسهل واحدا منهاأنا لست ممثلا لأنني أستسهل أي شيء, قبل التمثيل كنت حمال حقائب في أحد الفنادق لقد وجدت ذلك بالصدفة نعم اشتغلت هذه المهنة هل تريد أن تعرف حملت حقائب من؟ إذا كان الموضوع لا يزعجك مطلقا حملت حقائب المغنية شير وحملت حقائب كارل ويذرز قدت سيدني بواتييه إلي المطار ذات مرة حملت حقائب بيل غوسبي كنت في التاسعة عشرة من العمر وكنت أكسب15 أو16 دولار ا بقشيش في اليوم الواحد. · في أحد أدوارك تؤدي دور صبي في الثامنة من العمر, ولن أسألك كيف فعلت ذلك وما دور الكومبيوتر في ذلك, إنما هل فتح لك ذلك الدور بابا موصدا استرجعت من خلاله كيف كنت صغيرا؟ نعم ولا لا أدري هناك مشاعر مختلفة تهبط عليك إذا مثلت دورا كهذا لكني لا أعتقد أن استرجاعي لذكرياتي ينتظر مني تمثيل فيلم ما · في كبير قبل عشرين سنة تقريبا مثلت دور صبي في جسد رجل لكن ليس هناك من تشابه في رأيك؟ لا ذلك الموضوع مختلف نحن هنا صغار كل الممثلين الصغار في الفيلم هم ممثلون راشدون رواية صعبة · هذا الفيلم هو أيضا من إنتاجك كيف حدث أن وجدت نفسك مهتما به؟ ما الذي دفعك إليه؟ ماذا كان عليك أن تتعلم لأجل إتقان الدور؟ القصة من أفضل ما كتب من روايات كريسماس معروفة ومشهورة هنا في أمريكا منذ عدة سنوات تحتل في منازل العديد من الناس مكانة كبيرة إنها جيدة مثل كريسماس كارول ومهمة مثل معجزة في الشارع42 وعائلية مثل أفضل سنوات حياتنا( كلها روايات تم تحويلها إلي الشاشة الكبيرة المحرر)حين فكرت في إنتاج الرواية اتصلت بالكاتب كريس فان ألبيرغ وقلت له: أريد أن أكون الشخص الذي ينتجها فيلما لا أدري كيف ولا أعرف الآن ماذا سأفعل حتي أغيرها إلي فيلم, لكني معجب بها وأريد أن أحاول لا أعتقد أنه كان فكر في بيع حقوقها للسينما لكني فعلا رغبت فيها ولسنوات تساءلت أنا وشركائي كيف يمكن لنا تحويلها إلي فيلم إنها صعبة المعالجة كثيرة الشخصيات لها أكثر من طريقة لكن بعض الطرق لن تكون نافعة. ربما إحدي المصاعب أن القصة تقع في30 صفحة · في29 صفحة بالتحديد هذا كان أمرا صعبا بالفعل ماذا فعلت؟ اتصلت ببوب وسألته مباشرة: كيف تسرد حكاية من هذا النوع؟ قال لي لا أعرف تركتها معه لفترة وأعتقد أن الفكرة عاشت في باله لدرجة الإلحاح وفي أحد الأيام اتصل بي وقال لي إنه وجد الطريقة المناسبة لقد تابع التطورات التكنولوجية وخرج بالطريقة التي صنعنا بها الفيلم الذي شاهدته مليون لكل دقيقة · أريد العودة إلي موضوع مارلون براندو لأني كنت مشتركا في مشروع تحمس له لكنه رحل قبل البدء بالتصوير هل تحمس براندو لتمثيل إحدي الشخصيات فعلا؟ مارلون براندو كان فكرة جيدة خطرت لنا في إحدي جلسات دراسة الموضوع وأرسلت إليه السيناريو ونبذة عن الدور واتصلت به مرتين ثم تجالسنا لنحو ساعة تحدثنا فيها في كل شيء الرجل كان لديه الكثير مما يريد أن يقوله وتحدث فعلا في كل شيء ما عدا في موضوع الفيلم لذلك أعتقد أنه لم يتحمس له كان واضحا أن الفكرة لن تختمر أو تتحقق معه لا أدري إلي أي حد درسها · هل صحيح أن بولار أكسبرس كلف175 مليون دولار؟ كل دقيقة من الفيلم تكلفت مليون دولار الفيلم في نحو ساعتين · ماذا تقول في أن بعض الممثلين الذين لا يجدون عملا ينتقدون الممثلين الذي يؤدون أربعة أدوار أو خمسة أدوار في الفيلم الواحد يقولون لو اكتفي الممثل بدور واحد لنال كل منا نصيبه؟
جيري لويس لعب عشرة أدوار في عائلة
المجوهرات لكن الحقيقة هي أنني لم أمثل هذه الأدوار الخمسة لأني أريد أن
أستحوذ علي
كل شيء مثلتها لأن مثل هذه الأدوار المتصلة بهذا النوع من الفانتازيا تتيح
مثل هذا
الوضع أنا لا آخذ أعمال غيري لكن نعم هناك بطالة وأسبابها
كثيرة ولا تتوقف علي أو
علي أي ممثل يؤدي أكثر من دور في الفيلم الواحد بل ضع اللوم علي التقدم
التكنولوجي
في السابق كان هناك ممثلون يرتدون
زي الغوريللا لأن التكنولوجيا لم تكن تستطيع أن
تؤمن تنفيذ هذا الدور حاليا هو بلا عمل ثم ماذا عن تلك الزبالة التي
يسمونهاRealityTelevision · هل سمعت هذه الملاحظة بنفسك؟ لا قرأتها · في المبدأ مقبولة لكن هناك الكثير مما يحدث حولنا يضع بعض الممثلين الجيدين خارج اللعبة هذه ثالث مرة تعمل فيها تحت إدارة روبرت زميكيس هل الفكرة هي تشكيل ثنائي كما كان الحال مثلا بين أنطوني مان وجيمس ستيوارت أو ألفرد هيتشكوك وجاري جرانت؟ لا ليس علي الإطلاق كل ما في الأمر هو أننا صديقان كثيرا ما نلتقي من دون أن نتحدث في مشاريع مشتركة نتحدث عن عمل يريد تحقيقه أو عمل أريد أنا القيام به أو في أي مسائل أخري لكن حين يري أنني أصلح لفيلم يقصدني به والعكس صحيح قبل أن أمثل فورست جامب لم أكن أعرفه وبعده مرت سنوات لم نتحدث بشأن فيلم مشترك إلي أن جاء مقطوع ثم سنوات قبل هذا الفيلم أعتقد أنطوني مان وجيمس ستيوارت, وهو مثال جيد جدا لما تقصده بالسؤال, عملا معا في الخمسينيات بمعدل ست مرات في ذلك العقد وحده* الأهرام العربي في 20 نوفمبر 2004 |
