برتولوتشي: لقاء |
مصطفي محرم صاحب الثلاثية الاستثنائية في رمضان إبراهيم شعبان |
* هاجمت عصر عبدالناصر لأنني أكره الأوهام والأساطير * أميل إلي التفكير الفرويدي بأن الجنس أساس الدوافع الإنسانية * النقاد لايزالون مصابين بعقدة «الحاج متولي» * إلغاء المنتج المنفذ سيفتح الباب واسعا للانحرافات والسرقة! باعترافه هو شخصيا أصبح «مصطفي محرم» نجما من نجوم الشارع يعرفه الناس بالشكل وأشهر كاتب للدراما التليفزيونية علي مستوي الوطن العربي.. وهذا ما يثير حقد الكثيرين! فلقد عرضت له في سابقة لم تحدث من قبل ثلاثة أعمال كبري.. لثلاثة نجوم كبار علي أهم قناتين أرضيتين في مصر يشاهدهما عشرات الملايين الأولي والثانية، لكن السؤال: هل مارس مصطفي محرم مع كبار نجومه نور الشريف ونادية الجندي وإلهام شاهين ضغوطا؟ ـ هل نالت كل أعماله الرضا النقدي والجماهيري الذي ينتظره أي كاتب؟ قابلنا مصطفي محرم وعشنا معه زهوة الانتصار وواجهناه بنيران المدافع الموجهة لأعماله وقضاياه دون أدني مواربة وكان هذا الحوار. · البداية من قرار الوزير بعرض حلقات «بنت أفندينا» من بطولة إلهام شاهين... في النصف الثاني من رمضان رغم أنها لم تكن مدرجة في خريطة العرض.. هل كنت علي علم به قبل صدوره؟ ـ في هذه الفترة كنت في تونس، ولم تكن عندي أية خلفية ولا علم لي بأن «بنت أفندينا» سيعرض في رمضان بجوار «عيش أيامك» و«مشوار امرأة». · بصراحة... هل مارست ضغوطا كما فعل غيرك من المؤلفين والمخرجين والنجوم لعرض أعمالك في رمضان؟ ـ بحدة.. عمري ما اهتميت بأن تعرض أعمالي في رمضان أو غير رمضان ولم أمارس أي ضغوط ولم أسع لمقابلة مسئول أو أرفع سماعة التليفون نظير عرض أعمالي. · بعيدا عما حدث ومع الأخذ في الاعتبار جودة بعض الأعمال، هل يصح إفساح الشاشة لمؤلف نجم واحد في ثلاثة أعمال كبري؟ ـ النجوم الذين اشتركوا في هذه الأعمال لهم حق العرض، ما ذنب النجم أنه عمل لمؤلف له أكثر من عمل وخصوصا أن النجوم الذين تولوا بطولة هذه الأعمال نجوم كبار جدا فمن بعد نور الشريف، ونادية الجندي، وإلهام شاهين.. ما ذنبهم؟ الذي يحكم المسألة جودة العمل وهذه الأعمال قد لاقت نجاحا ساحقا ليس في مصر فقط، ولكن علي مستوي الوطن العربي وقد لمست ذلك بنفسي من خلال جولتي الأخيرة في بعض البلاد العربية حتي كادت الجماهير تحمل نور الشريف علي الأعناق. · ما رأيك في مدي مشروعية تدخل رقابة القنوات التليفزيونية بحذف بعض المشاهد من أعمال مجازة مسبقا.. وتفجرت تحديدا مع بداية عرض «بنت أفندينا»؟ ـ هذا الإجراء يثير السخرية والضحك ولا يفهم المعني المقصود من ورائه فهل مشاهدو القناة الأولي مشاهدون درجة ثانية لا يجوز لهم مشاهدة ما رآه الآخرون علي الفضائية المصرية والنيل للدراما والمحور... بالإضافة إلي الفضائيات العربية.. لابد أن يوقف الوزير هذه المهزلة فورا. · ما حقيقة ما قيل عن اعتصام نادية الجندي وبكائها أمام مكتب الوزير لمدة 4 ساعات قبل رمضان من أجل عرض المسلسل «مشوار امرأة» وهل كنت تساندها فيما فعلت؟ ـ لست أظن أن الوزير من النوع الذي يستسلم لدموع امرأة وتوسلاتها وطبعا هذه شائعات مغرضة... تقوم بها فنانة أخري علي خلاف مع نادية الجندي لم تحظ بعرض مسلسلها في شهر رمضان بل الذي أندهش له فعلا هو أن الفنان محمد صبحي يشيع هذا الكلام أيضا لأن مسلسله لم يحظ بفترة عرض مناسبة وكنت أربأ به عن قول ذلك لأنه فنان كبير، وبالنسبة لي لم أتدخل ولم أساندها ولا حتي اتصلت بها فكما قلت لك بعد أن ينتهي تنفيذ المسلسل فلا شأن لي في مسألة عرضه. · بصراحة لماذا هاجمت لجنة الخبراء والنقاد التي أمر بتشكيلها الوزير لاختيار أعمال رمضان؟ ألم تكن هي الطريقة الصحيحة فعلا لاختيار أعمال رمضان؟ ـ لم أهاجم لجنة الخبراء، ولكن أنا ضد اللجان، خاصة أن اللجان في مصر دائما تكون فريسة للضغوط والمجاملات وهذا من واقع خبرتي باللجان الفنية فليست هناك لجنة نزيهة في مصر خاصة في الأمور الفنية لذلك كنت أفضل أن تقوم رئيسة التليفزيون مع رؤساء القنوات باختيار الأعمال وهذا من حقهم... ولم يكن من المناسب إطلاقا التشكيك في قدراتهم. · في مسلسل «عيش أيامك».. ترسم مع نور الشريف صورة مدهشة لرجل في منتصف عمره، يكتشف أمورا جديدة في الحياة تدفق لتغيير سلوكه... لكن البعض هاجموا المسلسل بدعوي أنه حاج متولي مقلوب أو في ثوب جديد! يضحك.... هل كان الحاج متولي يعاني من أزمة منتصف العمر طبعا هذا شيء مضحك لو كان مطروحا في عقل النقاد عيش أيامك عمل مختلف تماما... لكن النقاد عندنا مصابون بعقدة الحاج متولي. · «عيش أيامك» لماذا كان نور الشريف هو أنسب من يقوم بأدائها من وجهة نظرك؟ ـ الفنان نور الشريف أنسب سنا وفنيا ليقوم بأداء هذا الدور فهو تقريبا مرّ بهذه الأزمة منذ زمن قليل وهو يدرك الحقيقة تماما وقد فهمت منه ذلك أثناء حواراتنا، وهي أزمة يعاني الكثيرون ولا يعلمون أنها أزمة حقيقية ولكن للتخفيف من حدة هذه الأزمة... قررت أن أعالجها كوميديا. · أعمالك الأخيرة مثل الحاج متولي، العطار، عيش أيامك، تركز فيها بشكل خاص علي العلاقات الاجتماعية وبالذات المشاكل العاطفية بين الرجل والمرأة لماذا؟ ـ لأنها هي القضايا المحركة لكل المشاكل التي يعاني منها المجتمع وهي القضايا المحركة لتفكير الإنسان المصري، وقد لا يدركها الفرد نفسه بشكل أقرب إلي اللامباشرة... ولكن في لحظات الأزمات تطفو علي السطح وتحدث انفجارا وأنا إلي حد ما أميل إلي التفكير الفرويدي أن الجنس أصل الدوافع الإنسانية. · مرة ثانية لم يستسغ النقاد ولا الصحفيون دور نور الشريف في «عيش أيامك» ويشعرون بأن ما قدمتموه معا أقل بكثير مثلا من «لن أعيش في جلباب أبي»؟ ـ هذه آراؤهم الخاصة ولكنها لا تعبر عن رأي القاعدة العريضة من الجمهور والجماهير الغفيرة التي تتابع الأعمال ويبدو أن جدة الموضوع والتناول الذي حرصنا أن نقدمه بشكل جديد.... من خلال اليوميات هو ما لا يستسيغه النقاد لكن الناس يعيشون كل يوم مع نور وأسرته. · رغم اختلاف التفاصيل في «مشوار امرأة» إلا أنك لعبت علي التيمة التقليدية لنادية الجندي... المرأة الصاعدة لقلب المال والسلطة والنفوذ.. لماذا؟ ـ وهل نادية الجندي في المسلسل صعدت؟ هي تقوم بدور امرأة فقيرة ثم انتقلت إلي مرحلة أخري تعمل فيها في الشركات، هي ليست امرأة ثرية أو ذات سلطة.. لكن ما أريد أن أقوله إن المسلسل كاسح بدرجة رهيبة جدا وهذا النوع من المسلسلات البوليسية الاجتماعية السياسية جديد علي التليفزيون... ويتسم بالجرأة الشديدة، ويكشف عن سلبيات كثيرة في المجتمع ويتعلق حوله الملايين من المشاهدين في مصر والوطن العربي يلهثون بأنفاسهم في متابعة حلقاته، خلينا صرحاء، الناس هاتتجنن علي نادية الجندي. · لماذا كان «مشوار امرأة» هو أكثر الأعمال مناسبة لنادية الجندي بعد غياب أكثر من 20 عاما عن التليفزيون؟ ـ أنا خير من يفهم في إمكانيات النجوم لأنني تعاملت معهم جميعا في السينما وأعرف إمكانياتهم تماما وأحظي بصداقاتهم وأعرف جيدا الأدوار التي يجيدونها وتحقق لهم جماهيرية لأنني في الأول والآخر صانع نجوم وأختار لكل نجم ما يناسبه. · ما أهم القضايا التي حرصت علي أن تناقشها في أعمالك هذا العام؟ ـ باختصار الفساد السياسي في «مشوار امرأة»، وتصحيح بعض المفاهيم الخاصة بعصر عبدالناصر في«بنت أفندينا» والجرأة في تناول التغيرات النفسية للزوج والزوجة المصرية في «عيش أيامك». · لماذا تتهجم علي العصر الناصري في مسلسل «بنت أفندينا» دون مواربة؟ ـ لأنني ضد الديكتاتورية وضد الظلم وضد استغلال السلطة والتمسك بها واحتكارها وضد الأوهام، لذا أكره عصر عبدالناصر. · لكن كثيرين يرون أن هذه ليست جرأة فاستغلال السلطة لايزال موجودا.. والديكتاتورية بصور شتي موجودة؟ ـ لم أهرب وأهاجم عبدالناصر فلقد نشرت لي سلسلة مقالات سياسية ضد احتكار السلطة والفساد السياسي في مصر الآن في جريدة «نهضة مصر».. وكان رئيس التحرير يتحسب من رد فعل كل مقالة. · إلي أي مدي كانت الدراما مختلفة في «بنت أفندينا» المأخوذة عن نص أدبي.. عن الدراما الأخري المؤلفة في «مشوار امرأة» و«عيش أيامك»؟ ـ خبرتي عريضة في التعامل مع النص الأدبي سواء في السينما أو في التليفزيون... وقد سبق أن تعاملت مع إحسان عبدالقدوس في «لن أعيش في جلباب أبي» و«رد قلبي» ليوسف السباعي، وثروت أباظة في «بريق في السحاب» ولا أختار من الأعمال الأدبية إلا ما يتفق مع توجهاتي. · ما رأيك في قرار الوزير الأخير بشأن إلغاء العمل بنظام المنتج المنفذ وقصر الإنتاج الدرامي علي القطاعات الرسمية في التليفزيون أو في المدينة؟ ـ سينكمش حجم الإنتاج وستكثر التكلفة وستكثر الانحرافات والسرقات، سوف تقوم المحطات الفضائية باستقطاب كل النجوم وهو الخطر الداهم علي الدراما، فالمنتج المنفذ كان يستطيع إنتاج العمل في 4 أشهر... لكن الجهات الرسمية لن ننفذ عملا واحدا قبل مرور عام كامل وكله مال سائب، مشكلة المنتج المنفذ أنهم كانوا قد فتحوا الباب علي آخره لكل من هب ودب.. وهذه كانت هي المشكلة. جريدة القاهرة في 16 نوفمبر 2004 |