شعار الموقع (Our Logo)

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

كتبوا في السينما

 

 

 

 

 

 

عَمِل في 15 فيلماً أميركياً وتعلّم في 3 أشهر ما يتعلّمه المرء طوال فترة الجامعة

محمود المسّاد: صعبٌ عليّ كمخرج أن أصبح ممثّلاً يمتثل لمخرج

نديم جرجورة

 

 

 

 

 

زار المخرج الفلسطيني الأردني المقيم في هولندا محمود المسّاد بيروت مؤخّراً، كممثل في <<انتظار>>، الفيلم الروائي الطويل الجديد للمخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي اختار لبنان محطّة ثانية في مسار تصويره الفيلم، بين دمشق وعمّان. إنها المرّة الأولى التي يؤدّي فيها المسّاد دوراً تمثيلياً، لا يختلف كثيراً عن <<دوره>> الحقيقي كمخرج سينمائي. فالفيلم رحلة في الجغرافيا تذهب بثلاثة فنانين فلسطينيين إلى تخوم الذات الإنسانية والوجع الفردي والمعاناة الجماعية في داخل المتاهة الفلسطينية في فلسطين وبعض دول الشتات العربي.

في خلال إقامته الطويلة في هولندا، التي قصدها في نهاية العام 1994 بعد أعوام من الاغتراب في عواصم أوروبية عدّة بحثاً عن السينما وعاملاً فيها، أنجز المسّاد أفلاماً وثائقية هولندية عدّة، منها: <<حي ماك آرثر>> (1997) و<<تضاريس الإنسان>> (1999) و<<عادات>> (1999)، قبل أن يحقّق في مطلع الألفية الثالثة شريطه البديع <<الشاطر حسن>>، مُستعيداً فيه الحكاية العربية المعروفة عن الشاطر حسن، كي يُسقطها في الواقع العربيّ الراهن في <<المنفى>> الأوروبي.

<<السفير>> التقت محمود المسّاد قبل أيام قليلة على انتقاله وفريق عمل <<انتظار>> إلى عمّان لاستكمال المراحل الأخيرة من التصوير.

شخصان اثنان جذبا محمود المسّاد إلى السينما: والده الذي عمل في التجارة وخاله، أول مصوّر سينمائي في الأردن: <<ذات مرة، اشترى أبي آلة كاميرا 16 ملم وأفلاماً خاما. صوّرتُ أول فيلم لي بآلة كاميرا <<سوبر 8>>، حين بلغت التاسعة من عمري. جاء خالي إلى الأردن في الأربعينيات، وعمل في مجال التصوير. أخبرني أشياء كثيرة عن عالم الكواليس، فأثار مُخيّلتي. هذان سببان مباشران أدخلاني عالم السينما. إذ ببلوغي سنّ المراهقة، واجهتُ خياراً صعباً سائلاً نفسي عمّا أريد أن أكونه. وجدتُ حينها أن أَنْسَبَ شيء لي <<مهنة>> لها علاقة بالأفلام، فأي موضوع يثير الاهتمام يمكن للسينما أن تعالجه. قرأتُ كتباً كثيرة مُتخصّصة بالسينما في مراهقتي. أمضيتُ عاماً ونصف العام في الجامعة، ثم تركتها، مُقدّماً طلب انتساب إلى <<أكاديمية الفنون السينمائية>> في نيويورك، التي درس فيها ستيفن سبيلبيرغ. حصلتُ على الموافقة، لكن أهلي عارضوا بشدّة، خصوصاً خالي على الرغم من أنه مصوّر. بعد مرور أعوام طويلة، أدركتُ سبب معارضتهم لي، لكن في تلك الفترة لم أفهم ذلك: أرادوا الأفضل لي. فالأهل يطلبون الأفضل لأولادهم، دائماً. لا أقول إني نادم على خياري. أعرف أنه ليس سهلاً العمل في هذا المجال. الأهل عارضوا؟ نعم، هذا رأيهم. لم أكن أصدّقهم. اعتقدت حينها أنهم يحاربونني. اليوم فقط أفهم موقفهم: انتبهوا إلى صعوبة العمل قبل أن أدخل مجاله. الآن، أسأل نفسي أحياناً: لماذا تورّطت في هذه المهنة؟ لكن، بعد ذلك، أعتاد العمل وصعوبته. في مراحل تنفيذ <<الشاطر حسن>>، مثلاً، تساءلتُ مراراً: لماذا لم أختر مجالات أخرى؟ لكن، بعد انتهاء أي عمل لي، أرتاح وأنسى التعب والتساؤلات>>.

خلق حياة وعالم

منذ بداية تعلّقه بالسينما، وجد المسّاد أن هناك أمراً جميلاً في عملية تنفيذ فيلم ما: أ<<ن تفكّر بقصّة لترويها فتتصوّرها وتصوّرها، أي أن تعيد خلق الحياة، وأن تخترع عالماً قائماً بذاته. هذا جميلٌ للغاية. هناك صورة قابعة في ذهني منذ زمن بعيد: عشرات الرؤوس المُتطلّعة صوب الشاشة، أي صوب كل من عمل في صناعة هذا الفيلم. جميلٌ أن تفعل شيئاً يستمتع به الناس. أنظرُ إليهم وهم سارحون بما يشاهدونه أمامهم. طبعاً هناك مشكلة كبيرة في حال بدا الفيلم سيئاً. حينها، أشعر بأن الناس ضحايا، أو أنهم مُرغمون على المُشاهدة. باختصار: هذا الجمهور يُشاهد عالماً أنت خلقته. أدخلتهم في عالم مبني على واقع مع أن الحدث من صنعك أنت. جميل أن تبعدهم عن أنفسهم. أن تدفعهم إلى عدم التفكير بشيء إلاّ بهذا العالم الذي أوجدته لهم. عليك أن تصنع المستحيل كي يدخل الجمهور الصالة ويشاهد فيلماً من دون أن يفكّر بيومياته أو بما سيفعله غداً أو ما أشبه ذلك. هذا يعني أن هناك خطباً ما في الفيلم وخللاً ما في علاقة الفيلم بالمُشاهد>>.

ترك محمود المسّاد الأردن لغياب الإمكانيات المادية والمعدّات اللازمة لصناعة السينما: <<شعرتُ بأني لن أتمكّن من صنع شيء هناك. حاولت. أردت أن أسافر إلى أميركا، لكن لم أُوَفّق لمعارضة الأهل. سافرتُ للمرّة الأولى إلى دبي، في نهاية الثمانينيات، لكني لم أجد أي مستقبل لي فيها. عدتُ إلى الأردن ومنها إلى رومانيا، حيث درستُ السينما لفترة قصيرة فقط، لأن فرصة مهمّة سنحت لي فاغتنمتها: قرّرت شركة إنتاج أميركية أن تُصوّر عدداً من الأفلام الأميركية هناك بسبب التكاليف الإنتاجية القليلة. اخترت العمل الميداني مُفضّلاً إياه على الدراسة. أردتُ أن أعمل في كل شيء. هذا حلم أن أنظر في عين كاميرا 35 ملم وأن أشاهدها أيضاً. لا أريد أن أكون ناقداً بل صانع أفلام. يجب أن يكون للمرء خلفية وثقافة. هذا صحيح. لكن الدراسة الجامعية نظرية أكثر منها عملية. هناك شرح ممل. المعلومات مهمة عن آلتي التصوير <<سوبر 8>> و<<سوبر 16>> وغيرهما. لكن الثورة التقنية قضت على كل هذا. حتى ال 35 ملم بدأت تخفّ نسبة العمل بها. حظي كبير أن أعمل ميدانياً في شركة أميركية قرّرت إنتاج خمسة عشر فيلماً. في خلال ثلاثة أشهر تعلّمتُ ما يدرسه المرء في الجامعة في خلال ست سنوات>>.

بعد رومانيا، أمضى المسّاد في إيطاليا عاماً واحداً فقط انتقل في نهايته إلى ألمانيا حيث أمضى عاماً ونصف العام، ليغادرها إلى محطّته الأخيرة، هولندا: <<كان ذلك في العام 1994. التنقّل سبّب لي مشكلة: كلّما أنشأتُ علاقات اضطررت إلى أن أتخلّى عنها حين أغادر البلد. هذا مزعج. قرّرت الاستقرار في بلد ما. أردتُ العيش في أميركا أو إنكلترا. لم تسر الأمور كما يجب. اشتغلتُ في هولندا. بدأت تحقيق أفلام قصيرة، وعملت في التصوير الفوتوغرافي. أنجزتُ أفلاماً وثائقية لحساب محطّات تلفزيونية هولندية حول مواضيع مختلفة. هذا ساعدني كثيراً، فهناك صعوبة لتحقيق أفلام متنوّعة، الروائية منها بشكل خاص، إذا لم يكن لديك المال اللازم. عليك بالمال، أو إثبات جدارتك كمخرج، أو العثور على قصّة يمكنك معالجتها بميزانية قليلة، كما حصل معي في <<الشاطر حسن>>. أنجزتُ أفلاماً وثائقية لم أختر مواضيعها، بل طُلب مني تحقيقها، ك<<حي ماك آرثر>> و<<تضاريس الإنسان>> و<<عادات>>. الأول عن منطقة في أمستردام اشتُهرت بكونها معقل الجريمة والفساد والمشرّدين القابعين في أزقّتها. سبّب الفيلم فضيحة، لأني صوّرته بعد أن صُرفت أموال طائلة لتأهيله وتحسينه و<<تنظيفه>> من موبقاته، وبعد أن افتُتح بشكله الجديد بحضور الملكة شخصياً. كشف فيلمي الواقع المزري للحيّ، فحدثت فضيحة حقيقية: كيف تُصرف أموال طائلة لتأهيله ولا يزال فاسداً بعد الافتتاح؟ هذا الفيلم صنع لي اسماً، علماً أني أنجزته بشكل جيّد. أما <<تضاريس الإنسان>>، فتناول نماذج إنسانية منتمية إلى بلاد مختلفة، ومتميّزة كلّها بسمات متنوعة. رويت عدداً من القصص والمواضيع من خلال هذه النماذج. عُرض <<عادات>> في مهرجان ضد العنصرية، كونه عالج عشر عادات لمجموعات بشرية مختارة من مجتمعات عدّة، تُقيم كلّها في أوروبا>>.

من حسن إلى رشيد

ولدت فكرة فيلمه البديع <<الشاطر حسن>> في نهاية التسعينيات، حين التقى شاباً اسمه حسن، روى له مشاكله: <<شعرتُ بحسن وبمشاكله، إذ بدا وضعه شبيهاً لي. لاسم حسن وقع جيّد على العرب. لذا، خطرت لي فكرة أن أنجز فيلماً عن العلاقة بين الحكاية المعروفة والواقع المزري. ليست المسألة أني فكّرت في الموضوع، بل دعني أقول لك إني <<شعرتُ به>>. تساءلتُ: لماذا يحدث معنا هذا؟ لماذا نترك بلادنا؟ الواقع الذي نعيشه كعرب مختلف تماماً عن القصص التي تُروى لنا. شباب ذوو كفاءات لا يعثرون على مستقبل لهم يليق بكفاءاتهم. أمجادنا القديمة؟ أشعر بأنها كذب بكذب. الواقع معاكس لها ونقيض. لا يمكن للمرء أن يعيش في ماضيه. هناك اليوم خوف من الاعتراف بأنك عربي. الاعتراف لنفسك أولاً، ربما>>.

هناك أخيراً فيلمه الأول كممثل، <<انتظار>> لرشيد مشهراوي: <<كان رشيد يقول لي دائماً إنه يريدني ممثلاً في فيلم له. لم أصدّقه. لكنه ذات يوم جاء إليّ حاملاً معه سيناريو فيلم روائي جديد من دون أن يخبرني برغبته في أن أمثّل فيه. قرأته. أعجبني. وافقت، لأني أحسست أن هناك مغامرة مثيرة. لا أخاف الكاميرا، لكني اعتدت أن أروي حكايات من خلالها. لم أفكّر في أني سأقف يوماً أمامها. قرّرت الذهاب في المغامرة إلى النهاية. ولأني وافقت على الدور على الرغم من أني مخرج يمثّل بإدارة مخرج آخر، لم أتدخّل في أي شيء. نفّذت ما أراده رشيد. كمخرج، صعب عليّ أن أصبح فجأة ممثلاً وأنسى كل ما عداه. ضبطت أعصابي، لأنه يستحيل عليّ أن أتدخّل في عمل رشيد، فأنا أحترمه وأحترم عمله. لم يطلب منّي أن أساعده، بل أن أمثّل. اختارني كمحمود وأراد أن أمثّل كمحمود. هذا ما فعلته. لكل مخرج أسلوبه. يمكنني إبداء رأي حين ينتهي تنفيذ الفيلم. أحياناً، أقول تعليقات صغيرة، من دون أن أسبّب أي مشاكل. أتمنّى أن يكون الفيلم كما قرأتُه>>.

السفير اللبنانية في 18 نوفمبر 2004

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محمود المساد

أجبرت الهولنديين على إعادة النظر بالمشردين

دمشق - فجر يعقوب

يشارك المخرج الفلسطيني المقيم في هولندا محمود المساد في فيلم "انتظار" لرشيد مشهرواي, بصفته ممثلاً في الفيلم الذي بدأ تصويره أخيراً في دمشق, على أن تتكامل أحداثه في بيروت وعمّان وغزة لاحقاً.

هنا حوار مع المساد الذي اختير عضواً في لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية في الدورة الثالثة لمهرجان روتردام للفيلم العربي الذي عقد في أيار (مايو) الماضي:

·         تعمل على الحمض الريبي النووي في فيلم... لماذاDNA الآن؟

- أنا من هنا, من هذه المنطقة المتفجرة والتي تسمى الشرق الأوسط, وأعتقد بأنني أفهم ما الذي يحدث فيها. وتمكنت من خلال حياتي في هولندا من أن أرصد كل حركة تقوم بها "الميديا" وهي توزع علينا حصصنا من الأخبار. انظر إلى الذي حدث في سجن أبو غريب؟! لقد أهين المواطن العربي في كرامته وهذا لم يكن مصادفة, فعندما "قرر" الأميركيون وهم في أوج غطرستهم أن "يصلحوا الخطأ" الذي قاموا به في أبو غريب, قاموا بارتكاب الفاحشة, عندما قرروا أن يدفعوا لمن اغتصبوا وهدرت كرامتهم بعض الدولارات. عندنا الشرف والعِرض مسألة في غاية الأهمية والخطورة, وهذه مسألة لا يفهمها الأميركيون إلا على طريقتهم, وهذا واضح من طريقة تعاطيهم مع الأحداث, فكأنني بهم يحرفون مسار القضية كلها لأنهم يعرفون معنى الشرف عند العرب. وDNA الآن, لأنني أعتقد ببساطة أن مسألة الشرف موجودة في دمائنا منذ الأزل.

حرب لا تنتهي

·         هل تعتقد أننا الآن بدأنا ندخل تدريجاً مرحلة "ما بعد الشرف" ما دامت الأمور انتظمت بطريقة ما.؟

- برأيي أنه إذا ما أردت أن تعمل فيلماً عن الإرهاب فإن هذا قد يبدو مسألة شخصية. هذه الحرب لن تنتهي. والإنسان الغربي الذي يتعاطى مع هذه الوقائع المتلفزة تهمه فقط نتيجة ما يحدث من دون أن يهتم بالمسببات, أما الإنسان المتعصب دينياً, فإنه سيقبل هذا الموضوع في شكل شخصي. الإنسان العربي ببساطة لا يستطيع أن يعيش وهو فاقد لشرفه. وإذا أردت أن تعيش بعد مرحلة أبو غريب عليك أن تأخذ الحيز الذي تستطيع أن تعيش من خلاله, السمعة والأسرة, فإذا سلبتك سمعتك أولاً, فأنا أكون سلبتك كل شيء.

·         يكادDNA الشرف إذاً في فيلمك يغطي على كل شيء...؟

- الذين يحتلون بلادك لا ينظرون إليك بصفتهم محتلين فقط. هم يعملون في كل دقيقة على سلبك شرفك والعمل على تحجيمك. وأنا إذا حُجِّمت بطريقة ما, فإنني سأرى نفسي مضطراً للدفاع عن نفسي. انظر إلى أسامة بن لادن الذي عمل معهم منذ البداية, فهم عندما حاولوا التخلص منه بصفته "حثالة متعصبة" تمرد عليهم. والآن مع هذا العمى التدريجي الذي يسيطر على المنطقة والمنطق يقترح علينا جورج بوش نفسه عدواً وقائداً وخياراً واحداً, مع أنني أرى أن العدو يمكن أن يكون بن لادن أو بوش نفسه والعكس صحيح, وهو عندما يحشر الناس بين خياراته ويعتدي عليهم, بالتأكيد سـيختارون بن لادن!!

·         هل تعتقد بهذا المعنى أننا نذهب فعلاً إلى الحرب وأن فيلمك ينبه إلى شيء ما؟!

- هم يصطفون للحرب, وفيلمي لن يقدم أو يؤخر في سير الأحداث, وأنا أدرك هذا جيداً.

الشاطر حسن

·     في فيلم "الشاطر حسن", وقد عرفناك من خلاله, تروي حكاية طريد مغربي ومدمن مخدرات يعيش في مدينة أوتريخت الهولندية (مدينة رامبرندت)... وأنت تقول إن قسماً من الهولدنيين أعادوا اكتشاف مدينتهم بعد الفيلم, من خلال هذا الطريد... هل هذه شطارة أيضاً؟!

- لا... ليس الأمر هكذا. أنا جئت دخيلاً على هذا البلد, ولم أفعل شيئاً سوى أنني اكتشفت المدينة التي سأعيش فيها. لكنني أجبرتهم في مكان آخر على إعادة النظر بالمشردين الذين يمثلهم حسن.

·         ومن هو الشاطر حسن؟

- حسن قبل أن يصبح شاطراً في فيلمي كان مغنياً وغنياً في آن ولديه سائق سيارة أيضاً يعمل لحسابه. ولكن مشكلاته الزوجية دفعته إلى الإدمان والتشرد, وهو الإدمان الذي بدأ بالهيرويين ولم ينته حتى الآن. قصة حسن بسيطة, وهي قصة السمكة التي يجدها ويريد أن يقدمها عشاء لأمه, فتقول له أرجعني إلى الماء وأزوجك أميرة البلاد. هل وثق حسن بالسمكة, وهل وفت السمكة بوعدها أصلاً؟! حسن تزوج عن حب وزار بلاد العجائب, وعاش حياة ناجحة ولديه أولاد, وعندما انهار حلمه (الذي يشبه كثيراً هجرة بعض العرب إلى أوروبا) قال: "بعد الفقر لا يوجد سوى الوطن والبيت".

·         مُشاهد فيلمك هو ذاته وقد تغير... وأنت تغيرت أيضاً... من هو الشاطر حسن أنت أم هو؟

- الآن عندما أشاهد الفيلم أرى أن قصتي هي التي تبدأ معه. الشاطر حسن هو قصة أمي بالأساس. ونحن (أنا وهو) لدينا الآن كل شيء, وما زلنا في أسفل البرميل, لكن هذا لا يعني أننا كلنا في الأسفل.

·         هل تعتبر نفسك شاطراً؟

- حتى الآن أعتبر نفسي كذلك, ولكن قد أقع في مشكلة تسد عليّ منافذ الطريق, فيكون العمى التدريجي قد اكتمل...!!

الحياة اللبنانية في 26 نوفمبر 2004