شعار الموقع (Our Logo)

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

كتبوا في السينما

 

 

 

 

 

 

مهرجان بيروت الوثائقي السادس يستأهل حقّ العرض الأول

تجريب حرّ وأحياناً ليس سوى إدانة سياسية

نديم جرجوره

 

 

 

 

 

 

مشاهدات في “مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية”

معالجات إنسانية مؤثرة ومحاولات تطمح ولا تصل

رانيا الرافعي

“مهرجان  بيروت الدولي للافلام الوثائقية”  docudays  الذي افتتح دورته السادسة بفيلم “ابناء نساء الليل” للمخرجين  زانا بريسكي وروس كوفمان اتاح لمشاهديه قراءة هذا الشريط  من زاوية انسانية مؤثرة، كأننا نرى العالم في اعين ابناء نساء الليل المهمشين. ففي خضم  الاحداث السياسية التي تفرق العالم في نظرة تشاؤمية وعنيفة، يظهر هؤلاء الاطفال الذين يعيشون في عالم يحكم عليهم مسبقا وهم بريئون من كل ما يحصل حولهم في مجتمعاتنا التي تسعى الى تعليب الانسان وقولبته. يبدأ اطفال الهوى رحلة بحثهم عبر التصوير الفوتوغرافي عما هو اعمق وابعد من الاطر التي تضمّنا تحت عناوين سطحية. فالبحث هنا عن الانسان في هؤلاء الاطفال المعوّقين اجتماعيا، عن منفذ لروحهم عبر آلة التصوير. فلو استطاع اطفال كالكوتا  تغيير العالم بنظرة اكثر انسانية وعمق يكون ذلك درسا ليبحث عما هو اهم من الصراعات الحضارية والاجتماعية والسياسية يقدم “ابناء نساء الليل” الصورة وسيلة للتساؤل  والتغيير. ولعله يطرح تغيير من هم وراء الصورة للعيش في عالم اقل عنفا وتسييسا. فيلم الافتتاح هذا كان اختياراً ممتازا ليبدأ فيه المهرجان دورة جديدة بعين تهدف الى الانفتاح والبحث.

الى مجموعة من الافلام العالمية والمحلية، المتنوعة شكلا ومضمونا، المتفاوتة النوعية. واهمية هذه الافلام ليست في حقيقتها بقدر ما هي في اختلاف وجهات النظر التي تنقل الينا العالم، فالافلام الوثائقية  مرآة حقبة معينة من التاريخ،  وشكل الافلام ومضمونها وتنوعها تعكس واقعا او اكثر من واقع بعيدا عن الموضوعية كي تتجه اكثر نحو البحث وفردية الرؤية ونقل الصورة و”الواقع”. هذان التنوع والفردية سلاح ذو حدين في هذا العصر الذي اضحى فيه دور الصورة والاعلام اساسياً  في تنشئة المجتمعات وخلق آرائها وتوجهاتها. وهذا الاختلاف نفسه في توثيق ما نسميه بالواقع او الحدث يدعونا الى التفكير في ما نتلقاه قبل ان تتشربه عقولنا، وان نحاول تلقي الصورة في اطارها السياسي والاجتماعي، لئلا نقع ضحية التسييس والقولبة. فكثرة المعلومات في عصرنا تكاد توقعنا في لغط بين “صورة الواقع” و”واقع الصورة”. وقيمة هذا المهرجان في وفائه للاختلافات التوثيقية.

فيلم سينما “كارافان” للمخرجة اللبنانية لارا سابا يجول بنا في مناطق لبنانية مهمشة حيث تحاول المخرجة في اطار مشروع “سينما كارافان” ان تظهر تفاعل سكان تلك المناطق مع السينما التي يجهلونها تماما وردود فعلهم على هذه الشاشة الكبيرة التي تبث صورا يستنكرونها احيانا، فكرة الوثائقي جيدة اذ تعالج دور السينما في تطور فكر المجتمع. لكن المعالجة ساذجة قليلا تفرض علينا مع تعليقات المخرجة مضمونا يبعدنا عن نقطة الفيلم الاساسية، اي علاقة هؤلاء الناس مع الفن السابع.

فيلم “منفى وامبراطورية” لدريد منجم، ورغم محاولات المخرج المستجدية بعد العرض وقبله تسامحا من الجمهور اللبناني لما يحويه الفيلم من تعاطف مع الهجوم الاميركي على العراق!، واجه استنكار الجمهور اذ صور المخرج الجنود الاميركيين كأنهم المنقذون، الى مشاهد لعراقيين يحيون فرحين حملة الانقاذ، رغم ادعاء دريد منجم  انه صور فيلمه في حيادية تامة. لكن سذاجة نظرته الى حرب العراق لا يشفع بها شيء.

في المقابل كان شعوري امام فيلم راني بيطار “بس... لأنو” الذي يتناول لبنان واللبنانيين (لا ادري ان كان يتكلم عنهم بعامة) انه انجز في عفوية تامة بين المخرج واصدقائه، لكنه حصر هذه الرؤية العفوية عن البلد بدائرة محدودة من شباب لبنان، يفكرون في الطريقة  نفسها. فطبيعة الفيلم التي تريح المشاهد قليلا تزيلها حدوده الضيقة. التي تتحدث عن “لبنان؟”، فنقول للمخرج بس... شو؟ ولأنو... شو؟، “وقع خطوات على حجارة الرصيف” للبنانية رين متري يشفي الغليل عبر فيلم يحيي “ذكرى” مقهى “المودكا” بعد عدة محاولات فردية وجماعية لوقف عملية محو الذاكرة التي تجرف ما تعلقنا فيه ببيروت. وثائقي يعكس حقبة بين مرحلتي التذكر والنسيان بكثير من الحنين والعاطفة غير المبتذلة.

“مرحبا بكم في اوروبا” ممتع جدا في شكله ومعالجته المميزة لأزمة الاعضاء الجدد في الوحدة الاوروبية، فرغم انه وثائقي تجريبي، يبحث عن طرق مختلفة للتعبير بالصوت والصورة ناقلا الينا مشاعر سكان تلك الدول، من سلوفانيا الى سلوفاكيا فالمجر، حيال انضمامهم الى الوحدة الاوروبية، فنخرج من الفيلم بانطباعات مرئية نعيد تركيبها كل على طريقته.

“العجوز والنهر” يشبه قصيدة بطيئة ومنسابة بين كلمات تشاو تيونغ غان البالغ من العمر 78 عاما، والنهر الذي يجتازه بعد طول غياب. يحاكي الوحدة والحنين، المتحول والثابت، المتحرك والجامد. قصيدة لرجل يكتب قصة حياة ونهر يجرف ذكريات، بعضها يصمد وبعضها الاخر ينساب مع النهر.

“مقامر، آلهة ومخدرات” فيلم رائع للمخرج بيتر ميتلر تقودنا بنيته من عالم الى آخر في اسلوب متين فنشعر بالروابط والسراديب التي تبني الكوكب، لنجد ما يجمع الناس في كل مكان وما يقذف بهم الى عوالم مختلفة، والكل في بحث لاهث عن المعنى والامان في سديم الصور والمعلومات والكلمات، والاعاصير التي تلف سكان الارض.

النهار اللبنانية

8 نوفمبر 2004

تستمرّ العروض اليومية الخاصة بالدورة السادسة ل<<مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية>> في تقديم تنويع سينمائي وثائقي يعكس وقائع وتفاصيل إنسانية مختلفة من مجتمعات وحكايات وأساليب عدّة، وذلك في صالة سينما <<أريسكو بالاس>> في منطقة الصنايع، بدءاً من السادسة مساءً.

يُذكر أن حفل الختام يُقام عند السابعة والنصف من مساء بعد غد الأربعاء، تُعلن في خلاله النتائج النهائية للمسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الطالبية والقصيرة، وتُوزّع الجوائز على الفائزين بها، قبل أن يُعرض <<حكاية جريدة>>، الفيلم الجديد لمحمد سويد.

يحقّ لمهرجان سينمائي يُقام في لبنان أن يكتسب ميزة <<العرض السينمائي الأول>> لهذا الفيلم أو ذاك، شرط أن يبلغ المهرجان مستوى فنياً وثقافياً جيّداً، وأن يتطوّر حضوره من دورة إلى أخرى، باستقطابه أفلاماً متنوّعة من جنسيات وهويات وأساليب عمل مختلفة، وأن يكون فاعلاً، إلى حدّ ما، في المناخ الثقافي والفني المحلّي. يحقّ له أن يكون متميّزاً، كأن يطرح نفسه مهرجاناً متخصّصاً بنوع سينمائي معيّن، أو كأن يصبح <<نافذة>> حيّة تُطلّ منها الأفلام العربية والدولية على الجمهور اللبناني. يحقّ له أن يلعب دوراً في إشاعة، أو في محاولة إشاعة مناخ ثقافي صحيّ وسويّ في داخل بؤرة الفساد وجحيم الفوضى التي تعيشها بيروت ثقافياً وفنياً وإبداعياً، من دون تناسي مصائبها الأخرى، في الاقتصاد والمجتمع والأخلاق. يحقّ لمهرجان سينمائي يُقام في لبنان، على الرغم من العراقيل والأزمات والمصاعب، أن يتباهى بما حصل عليه، بجدارة، من تراكم ثقافي ونوعيّ، ومن علاقات جدّية وسوية مع مهرجانات ومؤسّسات سينمائية وثقافية دولية نشأت على الثقة والموضوعية. يحقّ له أن يتباهى، أيضاً، بما لا تملكه المهرجانات الأخرى.

أسئلة المهرجان

هذه حقوق شرعية بدا واضحاً أن <<مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية>>، بعد ست دورات متتالية، اكتسبها بجهد فردي ومثابرة يومية ورغبة صادقة في التحوّل إلى مرآة محلية للنتاج الوثائقي العربي والغربي. هذه سمات أساسية التقى عندها متابعون للمهرجان منذ انطلاقته، مع أن سؤال حقّ <<العرض السينمائي الأول>> لا يزال معلّقاً: فهؤلاء يرون أن هذا الحقّ يُمكن أن يلغي فرص عرض هذا الفيلم أو ذاك أكثر من مرّة في مدينة لا تُعرض فيها إلاّ الأفلام الشعبية والتجارية. ويعتقدون أن المهرجانات المُقامة في لبنان لم تصل إلى مستوى يسمح لها بالتمسّك بهذا الحقّ، معتبرين أن الأفلام اللبنانية والعربية تحديداً بحاجة إلى تواصل أكبر بينها وبين الجمهور اللبناني الذي نادراً ما تُتاح له فرصة (كالمهرجان) لمشاهدتها. ينطبق هذا على الغالبية الساحقة من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، لأنها لم تستطع، لغاية الآن، أن تفرض حضورها في المشهد السينمائي المحلي والدولي معاً، ولم تنظّم دورات سنوية ثابتة ومتتالية كما هي حال <<مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية>>، الذي ينظّم دورة واحدة في كل عام من دون انقطاع منذ تأسيسه في العام 1999، والذي أثبت حضوره الثقافي في المشهد السينمائي الوثائقي العربي والدولي، خصوصاً أنه المهرجان العربي الوحيد المتخصّص بالفيلم الوثائقي من دون سواه، مما أتاح له تأسيس علاقات <<متينة>> بمؤسسات ومهرجانات دولية متخصّصة بالفيلم الوثائقي. لا يعني هذا انتقاصاً من المهرجانات اللبنانية الأخرى التي تنحو في اتجاه إثبات الحضور والتحوّل إلى مرآة صادقة وشفّافة للنتاج السينمائي اللبناني والعربي والدولي الجديد، ك<<أيام بيروت السينمائية>> التي اختارت أن تُقيم دوراتها مرّة واحدة في كل عامين، و<<نما في بيروت>> (أو بالأحرى <<وُلد في بيروت>> كترجمة للإسم الفرنسي) المتخصّص بالسينما اللبنانية، والمنفتح على تجاربها وآفاقها وتحوّلاتها. لكن <<مهرجان بيروت الدولي للأفلام الوثائقية>> لا يزال أكبرها عمراً، وأقدمها تجربةً سمحت له (هذه التجربة) أن يبدأ بفرض شروط لا بُدّ منها في طريقه إلى تفعيل حضوره الدولي.

إن <<العرض السينمائي الأول>> حقّ مشروع لا يمكن الحصول عليه إلاّ بعد اكتساب سمعة جيّدة ومحترمة في عالم المهرجانات السينمائية العربية والدولية، وإحدى الأدوات المهمّة لتفعيل المصداقية الثقافية والفنية إزاء الجمهور والسينما معاً. أما بخصوص اختيار أفلام من دون غيرها، وحرمان هذا الجمهور من مشاهدة بعضها بسبب هذا الحقّ، فالمسألة مرتبطة بآلية اختيار الأفلام في المهرجانات كلّها، وفي نوعية الأفلام وأشكالها، وفي مدى استجابتها للشروط الفنية والتقنية والدرامية. إذ لا شيء يؤكّد أن الفيلم الذي <<ترفض>> إدارة المهرجان إشراكه في إحدى دوراتها بسبب عدم تلبيته لشرط <<العرض السينمائي الأول>> أفضل وأهمّ من أفلام أخرى اختيرت للمسابقة الرسمية أو لتظاهرة ما. كما أن هذا <<الحق>> ليس معياراً نقدياً للتعاطي مع قيمة الفيلم، بل شرط من الشروط المعتمدة في الاختيار، أو بند من بنود نظامه الداخلي، أو مكسب من مكاسبه لإثبات حضوره وفعاليته عربياً ودولياً.

التجريب الوثائقي

خارج إطار هذه التساؤلات النقدية، فإن الدورة السادسة قدّمت أنماطاً عدّة من صناعة الفيلم الوثائقي. هناك مثلاً <<عقول متحرّكة>> (المملكة المتحدّة، 2003) للمخرج والمنتج آندي غلين، الذي حقّق أربعة أفلام قصيرة للغاية (مدّة كل واحد منها ثلاث دقائق) استعان فيها بشهادات واقعية لمصابين بأمراض عقلية مختلفة، كي يتوغّل في الذات البشرية ومتاهة الروح والجسد، على خلفية بصرية نتجت من تقنية التحريك وال<<غرافيك>> كي تصنع من الألم النفسيّ والقلق الروحي مساحة حيّة للتجريب السينمائي. بدت صناعة الفيلم الوثائقي، مع <<عقول متحرّكة>>، مزيجا واضحا من آلية السينما التجريبية المتفلّتة من القيود التقليدية في السرد والتصوير والتوليف إلخ... واختيار شكل السرد الروائي أساساً لتحطيمه وتجاوزه بما امتلكه الفيلم الوثائقي من لغة مختلفة لهذا السرد. <<مرحباً بكم في أوروبا>> (السويد، 2004، 10 د.) لأنديرس فورسمان الذي اعتمد التوليف أداةً لفهم تداعيات انتساب دول أوروبية جديدة إلى الاتحاد الأوروبي. ذلك أن القوانين التي فُرضت على هؤلاء الأوروبيين الجدد فتحت أمامهم أفقاً غامضاً لمستقبل مجهول، فهم ظنّوا أن هذا الانتساب سيمنحهم غداً أفضل في حين أن الواقع مناقض لأحلامهم. صُوّر الفيلم في المجر وسلوفينيا وسلوفاكيا، والتقط نبض الشارع وانكسار ناسه مولّفاً هذا كلّه بلعبة بصرية أقرب إلى التجريب الفني منه إلى أي شيء آخر. في المجال التجريبي نفسه، الذي يُقدّم صورة مختلفة للفيلم الوثائقي، عُرض فيلم <<ذكريات>> (ألمانيا/إسبانيا، 2003، 8 د.) للمخرجة الألمانية كريستينا فون غريف. فالذاكرة المشبعة بالعنف والقهر والتمزّق الجسدي والروحي والمادي، التي أنتجتها الحرب الأهلية الإسبانية في عهد الديكتاتور فرانكو، شكّلت مادة حيّة لتجريب بصري عكس بشاعة اللحظة التاريخية، التي ظهرت في الفيلم بفضل تقنية توليفية أعادت صوغ المشهد بلعبة فنية تداخلت صُوَرها وتفاصيلها وحكاياتها بعضها ببعض. لا يختلف فيلم <<جليد>> (مصر، 2004، 7 د.) لرامي عبد الجبّار، بصرياً، عن الأفلام السابقة. إنه محاولة تجريبية لتصوير نصّ شعريّ بتناسق مع مشهديات متتالية عن الحب وقسوة الحياة والبحث عن الإنسانيّ والروحيّ والسعي إلى فهم القدر ومواجهته.

افتُتحت ليلة أمس الأول السبت بفيلم <<بلا رصاص، مع رصاص>>، أول فيلم تُنتجه جمعية <<آنديميديا بيروت>> التي تُعنى بتقديم إعلام مغاير للسائد، يكشف جوانب لا يُقدّمها هذا الإعلام السائد، تحت شعار <<لا تكره الإعلام، كن أنت الإعلام>>. لا تهتمّ الجمعية بالشكل الفني والتقني، ولا تُنتج <<أفلاماً سينمائية>>، بل تسعى جاهدة إلى فضح المستور والمخفي في المجتمع، وتحاول أن تجعل الكاميرا عيناً ثاقبة لإدانة سلطة أو جماعة قامعة. واجهت هذه الجمعية أكثر من تحدٍّ في أكثر من دولة، كما قال أحد الشباب اللبنانيين الثلاثة الذين تحدّثوا عن الجمعية وقدّموا الفيلم. ذلك أن عملاء أميركيين تابعين ل<<وكالة الاستخبارات المركزية>> و<<المكتب الفيدرالي للتحقيقات>> تعرّضوا لنشطاء في الجمعية في قبرص وبريطانيا، وصادروا أجهزة كمبيوتر خاصة بهم، وأخذوا منها المعلومات كلّها الموجودة فيها.

أما الفيلم، فلا علاقة له بالسينما إطلاقاً. لا يريد الشباب اللبنانيون من المشاهدين أن يتعاطوا معه فنياً أو تقنياً، لأن مضمونه أهم: التقاط نبض الشارع اللبناني في حيّ السّلم، إثر اندلاع قتال عنيف بين الجيش اللبناني ومتظاهرين لبّوا دعوة <<الاتحاد العمالي العام>> للتظاهر ضد ارتفاع أسعار البنزين وغلاء المعيشة قبل أشهر قليلة، فسقط عدد من القتلى والجرحى، مما أدّى إلى زعزعة الثقة بين اللبنانيين والقوى الأمنية والسلطة السياسية. اختار الفيلم بعض الجرحى كي يُلقي ضوءاً على مأساة إنسانية نتجت بسبب سوء إدارة المواجهة مع متظاهرين فقراء، وزار مصوّروه أهالي بعض القتلى، فإذا بالفيلم يتحوّل إلى شهادة نضال إيديولوجي ضد السلطتين السياسية والعسكرية في لبنان، بعيون أناس تعرّضوا للإساءة من رجال النظام الحاكم.

السفير اللبنانية في 8 نوفمبر 2004