شعار الموقع (Our Logo)

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

كتبوا في السينما

 

 

 

 

 

 

المنتج التونسي العالمي طارق بن عمار.. طاقات استثمارية في حقل «الفن السابع»

عمان - ناجح حسن

 

 

 

 

 

 

تشكل ظاهرة المنتج السينمائي العالمي التونسي الأصل طارق بن عمار مدعاة فخر واعجاب لسائر السينمائيين العرب لما امتلكه من طاقات وقدرات تسويقية ناجحة في اقتحام السينما العالمية. وهو الشاب المولود العام 1949 الذي انهى دراسته الجامعية في حقل الاقتصاد الدولي من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الاميركية، وقرر آنذاك تأسيس شركة «قرطاجو - فيلم» في مدينة تونس، وبذلك كان في طليعة مؤسسي شركات الخدمات السينمائية المقدمة للافلام العالمية التي يجري تصويرها في منطقة شمال افريقيا، مشجعا بذلك المخرجين من كافة ارجاء العالم على تصوير اعمالهم السينمائية في تونس، مستفيدا من الاجواء المناخية والجغرافية التي تشكل الطبيعة التونسية وتنوع الأمكنة من صحارى وواحات وسواحل ومياه ونماذج عمرانية مدعمة بتشريعات قانونية تجلب الكثير من المستثمرين في مجال الافلام السينمائية وصناعتها. وهكذا فقد استقبلت تونس في مدنها الموزعة على ساحل البحر المتوسط وفي قلب الصحراء وواحاتها ما يزيد عن ستين فيلما خلال عقد من السنوات فقط، وتراوحت جنسياتها من السينما الاميركية الهوليوودية تحديدا والضخمة الانتاج مثل: «حرب النجوم» لجورج لوكاس (1977)، «مسيح الناصرة» للايطالي فرانكو زيفريللي (1977)، «انديانا جونز» لستيفن سبيلبرغ (1980)، وانتهاء بالافلام التي قام بن عمار بانتاجها لحسابه الخاص مثل: «لاترافياتا» لزيفريللي، «ساعتان الاربع قبل ميلاد المسيح» لجان يان (1982)، «القراصنة» لرومان بولانسكي (1986) كما ساهم طارق بن عمار في انتاج مجموعة اخرى من الافلام من الانتاج المستقل عن الشركات الهوليوودية دعما ومؤازرة لطاقات ومواهب سينمائية رأى فيها بحدسه الخاص سيكون لها مستقبل واعد في عالم الفن السابع وفي مسعى لايجاد اشكال جديدة من الابداع السينمائي بحيث يكفل لها التطور والمزاحمة على السوق السينمائية التقليدية بعد ان يكون قد وجدت طريقها الى مهرجانات عالمية مثل «كان» و«البندقية» و«برلين» وسواها.

وبالفعل قدم اعمالا لمخرجين قادمين من اوروبا، والولايات المتحدة مثل: جيري شاتزبرغ، هنري فرنوي، لويجي كومينشيني، برايان دي بالما، وروبرت ردفورد، وتعدت اعماله حاجز الخمسين فيلما عالميا حتى العام 1990.

بعد ذلك اتجه بن عمار الى السوق الايطالية واسس فيها شركته الشهيرة «شينيتا للافلام» التي انتج من خلالها عشرات الافلام السينمائية والبرامج والمسلسلات التلفزيونية وشاركه في اعماله رئيس الوزراء الايطالي الحالي سيلفيو بريسلكوني وتوطدت علاقتهما خلال حقبة التسعينات من القرن الماضي عندما نجحا في تطوير شبكة من القنوات التلفزيونية العربية (ايه ار تي) الموجهة للعالمين العربي والافريقي، وتوسعت استثماراته الاعلامية عندما اصبح المستشار الاعلامي للامير الوليد بن طلال وللاسترالي ريبورت مردوخ، والالماني ليو كيرش.

ومع بدايات الألفية الثالثة عمل على تعزيز شركته الايطالية «شينيتا» واستحدث استوديوهات جديدة في موطنه الاصلي لمنطقة الحمامات، وفعل من المركز السينمائي التونسي (ساتباك) وامتلك اسهما تتجاوز النصف احيانا لقنوات عالمية شهيرة مثل (تي في وان) الفرنسية، والقنوات الايطالية وانشأ فروعا لتوزيع الافلام العالمية داخل السوق الاوروبية وتحديدا في فرنسا، وايطاليا والكل يذكر جرأته في توزيع فيلم «آلام المسيح» داخل فرنسا رغم تخوف الكثير من الموزعين هناك.

وفي مهرجان قرطاج السينمائي الاخير الذي جرى بالعاصمة التونسية الشهر الفائت، التقى ضيوف المهرجان عن قرب مع المنتج والمستثمر السينمائي طارق بن عمار واطلعوا على احدث مشاريعه الاستثمارية السينمائية في موطنه الاصلي، وتفاجأوا بحجم الامكانيات التقنية والانتاجية التي وصفها في استوديوهات «امبير» التي انشأها على اطراف العاصمة التونسية بالتعاون مع مجموعته الكبيرة من الشركات الاوروبية في فرنسا وايطاليا، والتي بدأت اعمالها منذ فترة قصيرة فحسب، فقد جرى تصوير ما يبلغ ستة افلام من الانتاج المبهر في السينما العالمية لما تتماز به الاستوديوهات من سعة وفخامة وديكورات مكلفة ذات تصاميم تقترب من الانماط العمرانية في عهد الامبراطوريات الرومانية القديمة حيث الاعمدة الرخامية، والمعابد، والساحات، والحمامات، والملابس التاريخية ويمكن تحويلها الى حقبة اخرى، مثل الامبراطورية الصينية، او الى ارض الفراعنة، وما قبل التاريخ اي الانسان في عصره الاول، وهذا الامر اوضحه بن عمار نفسه للعشرات من ضيوف المهرجان النقاد والصحفيين الذين استضافهم بالاستوديوهات وقام معنم بجولة على مرافق شيدت على مساحة ليس بالقليلة، تتمتع باجهزة التهوية، والفرق الخاصة بالممثلين وعمليات الماكياج، واجزاء فسيحة مخصصة لورش النجارة، والنسيج والرسم، والخزف، والديكورات، والمكاتب، والخدمات فقد بدت كقلعة حصينة مشرعة ابوابها للسينمائيين من ارجاء العالم ووعد بمنح العرب والافارقة معهم اسعارا خاصة، وغير مكلفة مقارنة مع استوديوهات اوروبا، وكان ابن عمار يشير الى ضيوفه وهو بصحبة صديقه النجم جوني هوليداي انه في النصف الاول من العام المقبل سوف يجري افتتاح مختبرات العمليات الفنية للافلام بقمرت وستتولى الاهتمام بكل العمليات التقنية والفنية وتحدث ايضا عن مشاريعه السينمائية القادمة مثل انتاج فيلم عن شخصية «هنيبعل» التاريخية وآخر عن «سيان بيار» بطولة صديقه النجم عمر الشريف، وفيلم آخر عن «الاسكندر المقدوني» وجميعها من الانتاج الضخم المليء بالمجاميع والاحداث الملحمية القادمة من بطون روايات التاريخ.

الرأي الأردنية في 6 نوفمبر 2004