شعار الموقع (Our Logo)

 

 

كان لتجربة السينمائي ايلي خليفة في فيلمه الروائي القصير الأخير “ان اكسپرس” وقع حسن لدى الجمهور الذي شاهده ضمن مهرجان “ايام بيروت السينمائية”.

مضى  خليفة في تنفيذ فيلمه من دون البحث عن تمويل او دعم خارجي، بل التقط بنفسه كاميراه الصغيرة مع مجموعة من المحترفين المتحمسين لخوض تجربة “ ان اكسپرس” التي أكدت ان لبنان ارض خصبة للتجارب السينمائية، وان العاملين في مجال السينما في لبنان يبنون في حماسة ووفاء صورة تشبههم وسينما تتوجه الى الناس.

مع ايلي خليفة كان هذا اللقاء.

·         ذكّرنا بأعمالك السابقة؟

- صوّرت فيلم “تاكسي سريس” عام 1996، ثم فيلم “ميرسي ناتكس” عام 1998، وبعد ذلك أسست مع سابين صيداوي حمدان شركة انتاج عام 2000، وعملت قبل فترة منتجاً منفذاً في فيلم دانييل عربيد “معارك حبّ”.

·         كيف تصف تجربتك هذه كمنتج منفذ؟

- كان العمل على الفيلم صعباً فهو في الاصل مشروع صعب ويتطلب الكثير من العمل والجهد. ولكن النتيجة كانت جيدة ومرضية ونال الفيلم عدة جوائز كما رشح ولا يزال يُرشح لمهرجانات عالمية.

·         كم تبلغ صعوبة تأسيس شركة انتاج سينمائية في لبنان؟

- ليس بالأمر السهل على الاطلاق، وخاصة اننا لا نعمل في مجال الاعلانات والتلفزيون. لكننا ننوي توسيع نطاق عملنا شيئاً فشيئاً لندخل كل هذه المجالات، فنحن لا نستطيع الاعتماد على الافلام السينمائية القليلة العدد في لبنان.

·         حتى لو لم تقتنعوا كثيراً بنوعية العمل التلفزيوني او الاعلاني؟

- كلا، بالتأكيد، لا نعمل على شيء ان لم نقتنع بنوعيته، حتى لو كان في مجال التلفزيون او الاعلان.

فريق عمل مجاني

·         ماذا عن فيلمك الجديد “ان إكسپرس”، هل بحثت له عن تمويل ولم تجد؟

- كلا، قررت ألا أبحث عن تمويل لـ”ان إكسپرس” فالفيلم يتناول قصة شخصين فقيرين يملكان “ان” حالته مزرية ويحاولان استعماله بأي طريقة لكسب المال والعيش في هذا البلد. قررت تصوير فيلمي بلا مال. الفريق التقني عمل مجاناً، لكن لكل منهم حصة في الفيلم.

·         لم يحصل الفيلم اذن على دعم من لبنان او من فرنسا او من أي دولة أخرى؟

- أريد أن أوضح شيئاً. لم أشأ ان اتلقى دعماً من اوروبا. فالاوروبيون غالباً ما يبحثون في افلامنا عن الموضوعات التي تجذبهم، كالحرب مثلاً، فهم يدعمون الافلام التي تلائم نظرتهم الى الشرق او الى لبنان، وفيلم مثل “ان إكسپرس” ليس له هذا الطابع الاكزوتيكي الذي يبحث عنه الاوروبيون.

·         هل فكرت في الجمهور الذي سيشاهد ان إكسپرس”  وهل سيكون اجنبياً ام لبنانياً؟

- يحب اللبنانيون افلامي لأنها قريبة من اللبنانيين ومشكلاتهم، فهي تتوجه أولاً الى الناس وتتناول المسائل الاجتماعية وتعالج الوضع الذي يعيشه اللبنانيون. كما عرض الفيلم في واشنطن ومونپولييه. وفي عرض الافتتاح ضمن مهرجان بيروت دي سي كانت الصالتان مليئتين واحتشد الجمهور لمشاهدة الفيلم. وأود الاشارة الى ان “ان إكسپرس” لم يصور كفيلم قصير مدته الكلاسيكية 15 دقيقة، بل اردته ان يكون “سيتكوم” للتلفزيون ومدته 26 دقيقة وسأعمل ان يكون جزءاً من سلسلة تعرض على شاشة محلية. لكني اضطررت الى صنع نسخة سينمائية ليعرض في المهرجانات. لكن رغبتي من وراء هذا الفيلم ان اصور شيئاً للتلفزيون ذا نوعية جيدة ويتوجه مباشرة الى الناس ومشكلاتهم. فمعظمهم يشتكون من ان ما يعرض على الشاشة بعيد عنهم.

فاعلية أسلوب

·         مع أن لغة الفيلم السينمائية لا تشبه ما يعرض عادة على التلفزيون.

- هذا صحيح، صورته بكاميرا صغيرة mini DV ثم صورته بكاميرا 16 ملم كي اختبر فاعلية هذه الطريقة وجماليتها. واهيئ الآن فيلماً روائياً طويلاً في الطريقة نفسها التي لا تكلف شيئا تقريباً.

·         هل ازعجك انك لم تعمل مع مدير اضاءة ومصور وانك كنت تعمل على الضوء والكادر والاخراج وحدك؟

- على العكس، منحني ذلك حرية كبيرة. كانت تجربة غنية لي، كما اردت ان اصور “ان إكسپرس” بنفسي لاختبار هذه الطريقة في العمل، وعندما رأيت النتيجة اقتنعت بأنني استطيع تصوير فيلم طويل بكاميرا “ميني دي ي”.

·         لماذا توقفت فترة طويلة ولم تصور فيلماً بعد “ميرسي ناتكس”؟

- صحيح، بقيت اربع سنين بعد “ميرسي ناتكس” لم أصور فيلماً خاصاً بي، لكني عملت على افلام آخرين. تجربتي على فيلم برهان علوية كمخرج مساعد افادتني كثيراً، كذلك تجربتي على فيلم دانييل عربيد كمنتج منفذ. كما عملت على فيلم جان شمعون “طيف المدينة” وفيلم ميشال كمون الجديد “فلافل” كمصور. أحب تجربتي على أفلام سواي فأنا أتعلم الكثير. علماً ان الأمور في لبنان تستلزم وقتاً اطول لايجاد تمويل للافلام القصيرة او الطويلة.

·         هل تبحث حالياً عن تمويل لفيلمك الطويل؟

- ابحث عن تمويل بين لبنان وسويسرا والمانيا. في أي حال، سأصور الفيلم بما أملك، حتى لو كان قليلاً، فممثل الفيلم الرئيسي الماني معروف وهو متحمس جداً للقدوم الى لبنان ولا يهمه ان كان الانتاج كبيراً او صغيراً. أحب السيناريو كثيراً.

·         كيف عملت مع الممثلين؟ هل كان هناك ارتجال كثير في الاداء؟

- ما يهمني لدى الممثل تعابيره واحساسه بالدور، فلو بدّل في الحوارات عليه البقاء ضمن المعنى. لا يؤثر ذلك على العمل. أحب ان اترك للممثلين بعضاً من حرية الارتجال شرط ان تكون لمصلحة الفيلم.

·         لِمَ لا تعمل ايلي خليفة في التلفزيون والاعلان؟

- أحب التلفزيون كثيراً لكني لا أعمل على شيء لست مقتنعاً به. هدفي ان انتج شيئاً ذا مستوى ونوعية، سواء كان اعلاناً او مسلسلاً تلفزيونياً. معظم الاحيان تعرض عليّ أعمال تهريجية لأن افلامي ذات نكهة كوميدية، وهناك فرق شاسع بين التهريح والكوميديا. آمل في العمل على “سيتكوم” ذي معالجة مماثلة لـ”ان إكسپرس”.

وعلى هامش اللقاء مع ايلي خليفة، كانت مداخلة للمنتج كريسيتيان كاتفاغو: “لإيلي خليفة لغة سينمائية مميزة جداً وخاصة به. انه يعمل في إطار سينما المؤلف. لذلك على سينمائي مثل خليفة ان يتمتع بحرية تامة عند تصوير افلامه وان لا يساوم للعثور على انتاج لافلامه. ولو استطاع ان يصور فيلمه الطويل بالحرية نفسها التي حظي بها في “ان إكسپرس”  فستكون النتيجة رائعة”.

النهار اللبنانية في 1 نوفمبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

إيلي خليفة يروي تجربة فيلمه الجديد “ان إكسپرس”:

أنجزت فيلمي بلا مال وأطمح الى روائيّ طويل بالحرية نفسها

رانيا الرافعي