تجري في القاهرة الاستعدادات الختامية لانطلاقة الدورة الثامنة والعشرين لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي سيقام بالفترة الواقعة ما بين نهاية الشهر القادم والعاشر من شهر كانون الاول المقبل، ويضطلع برئاسته الصحفي والكاتب المعروف شريف الشوباشي وكيل وزارة الثقافة. فقد انتهت اللجان المتخصصة بالمشاهدة والاختيارات في انجاز اعمالها، واختيار افلام المسابقة من بين العشرات من الافلام السينمائية القادمة من ارجاء المعمورة والتي تتطلع لان تكون في مسابقة المهرجان والتنافس على جائزة الهرم الذهبي، اضافة الى جائزة مخصصة لافضل فيلم عربي، وافضل عمل اول، وجائزة السيناريو، واحسن ممثل وممثلة وسواها من جوائز فرعية اخرى، وسيكون في اقسام المهرجان الاخرى العديد من الافلام العالمية التي لاقت اصداء نجاحها في مهرجانات دولية اخرى. ومما يذكر ان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو المهرجان العربي الوحيد في منطقة الشرق الاوسط الذي يعترف به اتحاد المنتجين السينمائيين العالميين بصفته الدولية ويعد واحدا من افضل عشرة مهرجانات سينمائية بالعالم. ومن هنا تأتي صعوبة شروطه في الافلام داخل المسابقة حيث تسري قواعد المهرجان بان لا يكون قد سبق لها العرض في اي مهرجان آخر، وبذلك يتيح المهرجان الفرصة للناقد السينمائي والضيوف المهتمين بصناعة وتسويق السينما الاطلاع على آخر انجازات السينما في الكثير من بلدان العالم للمرة الاولى. فقد منح المهرجان في اعوام سابقة جوائزه الرئيسية لافلام قادمة من اليونان، والصين، وبلجيكا، وايران وسواها وتخضع الافلام المتسابقة. لتقييم لجنة تحكيم يختارها المهرجان كل عام من اهم الاسماء اللامعة في حقول الفن السابع المتنوعة ويحضره نجوم ومخرجون ومنتجون ونقاد من العالم، ويحتفي المهرجان كل سنة باحدى السينمات. وفي هذه السنة وقع الاختيار على تكريم السينما الايطالية التي ستكون ضيف شرف المهرجان وسيكون فيلم الافتتاح واحدا من احدث نتاجاتها وهي المرة الثانية التي يجري بها الاحتفاء بضيف المهرجان ففي الدورة السابقة تم استضافة وتكريم السينما الفرنسية، وفي ذهن القائمين على المهرجان تكريمات واحتفاءات اخرى في السنوات السابقة وغالبا ما يتم اختيارها لسينما تسعى الى اثبات نفسها في عالم معاصر وبعيدا عن هيمنة الانتاج الهوليوودي مع ان المهرجان لا يخلو عادة من افلام اميركية سواء من الانتاج الهوليوودي او انتاج الشركات الصغيرة المستقلة عن هوليوود وعوالمها، ويجهد القائمون على المهرجان في توجيه الدعوات كل عام الى نجوم مشهورين في عالم السينما الاميركية والاوروبية ولكنه كان يصطدم بنزق وطلبات تعجيزية من بعضهم، ويتم في النهاية صرف النظر عن دعوتهم. وكان شريف الشوباشي قد اشار منذ بدايات العام الجاري بانه بصدد استضافة السينما الايطالية وتكريمها في مهرجان القاهرة نظرا لتلك القيمة الفكرية والجمالية التي يتمتع بها الانجاز الايطالي في ميدان السينما منذ عقود من الزمان ولما قدمته السينما الايطالية ورجالاتها من تيار عريض وجارف في السينما العالمية اطلق عليه الواقعية الجديدة اضافة لما يتمتع به انجاز السينما الايطالية والحالية من قامات ابداعية مثيرة للاعجاب والجدل، يكشف عنه حجم مشاركتها في المهرجانات الدولية وما تحصده من جوائز، وكان قد جرى قبل عام احتفاء بالسينما المصرية في واحدة من المهرجانات السينمائية الايطالية العديدة «تاورمينا». وسيقوم المهرجان بتوجيه الدعوة لعدد من نجوم ونجمات الشاشة الايطالية ومن اجيال متفاوتة، وتقرر ايضا ان يكون رئيس لجنة تحكيم المهرجان من ايطاليا واختير بالفعل المخرج المخضرم بوبي افاتي الذي يبلغ العقد الثامن من عمره ولا زال في قمة نشاطه ويرأس مؤسسة السينما الايطالية. وعرف من بين قائمة النجوم المدعوين الممثلة مونيكا بولتيشي بطلة افلام «مالينا» و«الام المسيح» وهناك الممثلة «لورا موريتي» ونجمة ايطالية الصاعدة اوليفيا مايناني حفيدة النجمة الشهيرة انا مانياني. وستشهد هذه الدورة تكريم النجمة ليلى فوزي والفنانة صباح والمونتير سعيد الشيخ اضافة الى حضور عدد وفير من اشهر مخرجي ونجوم السينما بالعالم مثل الاميركي كوينتين تارانتينو صانع افلام «بالب فيكشن» و«كلاب المستودع»، «اقتل بيل» وسواها والذي سبق له ان ترأس لجنة تحكيم مهرجان (كان) السينمائي الدولي العام الحالي. ومن جملة ضيوف المهرجان المخرج اليوغسلافي (الصربي) الشهير امير كوستاريكا الذي حقق اكثر من تحفة سينمائية: «بابا في رحلة عمل»، «زمن الغجر» وسواها من افلام انتزعت اعجاب عشاق السينما بالعالم وحصل اكثر من مرة على سعفة كان الذهبية وجائزة لجنة تحكيم بالمهرجان، وتجري الاتصالات ايضا مع المخرج الايطالي المعروف بيرناردو بيرتولوتشي والنجم الاميركي ميل غيبسون اضافة الى المخرج الاميركي المثير للاعجاب والجدل مايكل مور والذي سبق له الظفر بجائزة سعفة كان الذهبية العام الحالي عن فيلمه التسجيلي الطويل «فهرنهايت 11/9» وينتظر دعوة توم كروز وجوليا روبرتس، ونيكول كيدمان ومنتجين لهم باع طويل في السينما. وكان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي سبق ان ترأسته اكثر من شخصية فنية وثقافية وفكرية من مصر قد مر بظروف مادية صعبة بعد ان احجم كثير من المؤسسات الداعمة ورعايتهم له، وظلت فعالياته ممولة من وزارة الثقافة المصرية. الرأي الأردنية في 30 أكتوبر 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
عمان/ ناجح حسن |