دبي، دولة الإمارات العربية المتحدة، 15 أبريل 2012: خلال إحدى ورش
عمل مهرجان الخليج السينمائي، والتي حملت
عنوان "الأفلام القصيرة: بين المخرج والموزع"،
أكد أبرز وأهم المنتجين والموزعين السينمائيين
من منطقة الخليج على ضرورة إيجاد منصات توزيع
قوية وموثوقة للأفلام القصيرة في منطقة الشرق
الأوسط. وقد كانت هذه الجلسة باستضافة مؤسسة
الدوحة للأفلام.
ولقد كانت هذه الورشة إحدى أكثر الجلسات مشاركة خلال المهرجان، حيث
دعى خلالها العديد من مخرجي الأفلام القصيرة
من الجمهور الحاضر إلى ضرورة الحصول على دعم
أكبر من القطاع السينمائي، فيما حثّ الموزعون
كافة المخرجين أن يكونوا أكثر واقعية
وعملياتية فيما يتعلّق بالجدوى التجارية
لأفلامهم.
وقد أشرف على الورشة سامي المرزوقي، مدير سوق دبي السينمائي، وضمت
قائمة المتحدثين خلالها ألبيرز فرانك (منتج في
شركة "روبرت بوش ستيفتونغ" المحدوة)؛ وآندي
فوردهام (مدير مشاريع صالات السينما التقنية
والرقمية – شركة "جلف فيلم")؛ جون شاهين
(المدير العام - شركة إيطاليا للسينما)؛ ميشيل
كمّون (منتج ومخرج سينمائي – شركة "روي
للأفلام")؛ وماهي جولتشن-ديبالا (المدير
التنفيذي – شركة "فارس للأفلام").
وقد ألمح المشاركون في الورشة إلى أنه رغم إنتاج منطقة الخليج لأكثر
من 1000 فيلم قصير كل عام، إلا أن جزءاً
يسيراً منها فقط تجاوز المرحلة الأولى من
العروض. ومن خلال نقاشاتهم، هدف الخبراء
المتحدثون إلى تعريف مخرجي الأفلام القصيرة في
المنطقة بالأساليب والطرق الجديدة التي تضمن
لهم التطور والنمو بما يتجاوز مجرد المشاركة
في المهرجانات السينمائية لعرض أفلامهم.
وقالت ماهي جولتشن أن أحد أهم الأسباب وراء الافتقار لوجود شبكات
توزيع واسعة للأفلام القصيرة، هو أن معظمها
يتمّ إنتاجه عبر التمويل الحكومي. وأضاف في
هذا الصدد: "رغم أن المواضيع التي تتطرق لها
هذا الأفلام تعتبر هامة ومؤثرة، ولكن هذا لا
يعني بالضرورة أن تكون الأفلام ذات جودة عالية
من الناحية التجارية، ولهذا تكون المهرجانات
السينمائية هي المنصة الوحيدة التي تُعرض من
خلالها."
وقد نصحت الورشة السينمائيين بالابتعاد قليلاً عن المواضيع التي تتعلق
ببلادنهم والمناطق المحيطة بها، والعمل بشكل
مكثف على سرد قصص تجتذب جمهوراً عالمياً أوسع،
الأمر الذي ولّد ردات فعل متباينة بين
المخرجين، فدافع كل منهم بضراوة عن خيارات
وطرق معالجته السينمائية.
وقام ألبيرز فرانك بتقديم لمحة واقعية عن الجدوى الاقتصادية للأفلام
القصيرة، وقال في هذا السياق: "في حال حقق أي
فيلم قصير ردود فعل إيجابية على الساحة
السينمائية العالمية، فعندها يتوقّف عن
التطوّر والتقدّم، فالطريقة الوحيدة التي يمكن
أن يعرض من خلالها فيلم قصير على الجمهور،
خارج إطار فعاليات المهرجانات السينمائية، هي
عن طريق بيعه إلى المحطات والقنوات
التلفزيونية الصغيرة والمتواضعة، مما يجعل من
فكرة تحقيق مبالغ مالية طائلة من هذه الأفلام
القصيرة أمراً أشبه بالمستحيل."
فيما عمل ميشيل كمّون على وضع اقتراح للتغلب على التحدي النابع من
تنسيق الأفلام القصيرة، والمتمثّل بفترتها
الزمنية، فقال: "يفضّل الناس حضور أفلام بطول
90 دقيقة، على دفع المبلغ ذاته وحضور أفلام من
3 إلى 4 دقائق. ويمكن تجاوز هذه المشكلة بأن
يتمّ عرض الأفلام القصيرة، قبل بدء الفيلم
الطويل أو في الفترة الفاصلة ما بين فيلمين
طويلين."
ومن جهته، أشار آندي فوردهام إلى أن هناك توجهاً
واسع الانتشار في سوق السينما بالتركيز على
الأفلام الطويلة ذات الإنتاج الضخم، واقترح
اعتماد أسلوب رقمي لدعم قابلية تسويق الأفلام
القصيرة، وصرّح بقوله: "يغلب على الأفلام
القصيرة التي تمّ إنتاجها في المنطقة الطابع
الفني، الذي لا يمكن أن يحقق أرباحاً طائلة في
هذه المنطقة. وأنا شخصياً أرى أن على
السينمائيين، وخاصة منهم من يعمل على الأفلام
القصيرة، الانتقال إلى العصر الرقمي، باعتبار
أن التقنيات الرقمية تقدّم إحدى أقل منصات
العرض السينمائي تكلفة، وتحقق انتشاراً
عالمياً واسعاً."
ومن جانبه قال جون شاهين أن التحدي الذي يقف في وجه الموزعين يكمن في
أن المنطقة تفتقر لوجود منصات مخصصة لعرض
الأفلام القصيرة. وأضاف في هذا الصدد: "حتى مع
وجود صالات سينما خاصة لعرض الأفلام المستقلة،
إلا أنها لم تفتح أبوابها للأفلام القصيرة بعد."
ونوّه المتحدثون إلى أن التعاون مع المؤسسات الثقافية والتعليمية،
للترويج لعروض الأفلام القصيرة، يمكن أن يساعد
في زيادة شهرة الأفلام القصيرة وكثرة الحديث
عنها، مما يحفّز بالمقابل من إمكانات توزيع
هذه الأفلام.
كما استضافت مؤسسة الدوحة للأفلام مأدبة غداء للسينمائيين خلال مهرجان
الخليج السينمائي، الذي تختتم فعالياته يوم غد
الإثنين.
يُذكر أن "مؤسسة الاستثمار- دبي" تشكّل الراعي الرسمي للمهرجان، فيما
تمثّل "طيران الإمارات" الناقل الجوي الرسمي
للمهرجان، الذي يحظى بدعم من "هيئة دبي
للثقافة والفنون"، ويُقام بالتعاون مع "مدينة
دبي للاستوديوهات". لمزيد من المعلومات
والتفاصيل، يُرجى زيارة موقع المهرجان على
الإنترنت
(www.gulffilmfest.com)،
أو على: (www.facebook.com/gulffilmfestival)
أو
www.youtube.com/gulffilmfest
أو متابعتنا على تويتر عبر
(@gulffilmfest).
-انتهى- |