شعار الموقع (Our Logo)

كتبوا في السينما

 

مختارات

جديد الأفلام الروائية القصيرة، والتسجيلية في السينما العربية

السينما المصرية الشابة ووعد التغيير

بعض الحقائق عن السينما العربية تكشفها الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربيّ في روتردام 

إحتفاءٌ بالعلاقة بين مدير التصوير طارق التلمساني والمخرج خيري بشارة

مباشرة العمل في مشروع " صمت وذاكرة "

مساحات سينمائية

عندما تلعب "روبي" الكوتشينة

بقلم: عائشة المحمود

(الكويت)

 

خاص بـ "سينماتك"

 

 

 

 

 

 

 

1 أكتوبر 2004

 

 

 

منذ شهور, باشـرت دور الـعرض السينمائية في مصـر عرض فـيلم "سبع ورقات كوتشينة" للمخرج "شريف صبري"، وبطولة النجمة "روبي" إلى جانب عدد من النجوم في تجربتهم الأولى، وكلنا يعرف ما سبقه من جدل ونقاش حول عرضه, أو حظره من العرض, نظراً لما يتضمّن على الكــثير من المشاهد الساخنة لبطلة الفيلم، جدير بالذكر, بأنّه صُـــور قبل أن تعرف نجمته هذه الشهرة الكاسحة التي تعيشها الآن, ولكنه عُرض بعد تعديل الكثير من مشاهده, وإضافة الكثير من الأغاني, والفيديو كليبات التي يُزينها حضورها الطاغي.

بدايةً, لاتُعتبر "روبي" وافدةً جديدةً إلى عالم السينما, مثل نجمات الموجة الجديدة, ممن يظهرون ضمن خطوة فنية جديدة  في حياتهن الفنية، ولكن, كان ظهورها الأول في فيلم "سكوت حنصور" لـ"يوسف شاهين"، ومن بطولة الفنانة "لطيفة"، بالإضافة لظهور متواضع, يكاد لا يلحظه أحد في فيلم "فيلم ثقافي"، إنطـــلقت بعدها لتُشكل ظاهرةً فنيةً خطيرةً بعد تعاونها مع مكتشفها, ومخرج فيديو كليباتها, وفيلمها الأول "شريف صبري"، ونحن لا نختلف على  أن لهذه الصبية السمراء حضوراً جميلاً على الشاشة, كما أن إختياراتها الغنائية جيدةً مقارنةً بما يُعرض علينا من غثّ وسمين في دنيا الغناء هذه الأيام, وقد إستمتع الكثيرون بغنائها, ووجدوه جميلاً, وسلساً, حتى أنني تساءلت أكثر من مرة : لماذا تتعمّد هذه الحركات الغريبة, وهي تغني, مع أنّ أغنيتها حلوة جداً.

من جهة أخرى, تتمتع "روبي" بملامح شرقية جميلة للغاية، ولكنها إستغلتها بشكلّ  ـ للأسف ـ أجده, ومثلي الكثيرين, غير لائق, فظهورها كبطلة سينمائية للمرة الأولى في فيلم "سبع ورقات كوتشينة" الذي يسميه الكثيرون "فيلم روبي", والذي كان يحمل إسم "الشقة", ولكنه تغير, ليُعرض بإسمه الحالي, جاء فاضحاً, وجريئاً أكثر من اللازم, وهنا لا أعترض على الجرأة في معالجة القضايا, ولكني أعارض الجرأة المُتعمدّة التي لاتحمل أيّ قضية.

فمن أبسط الأمور, بأنّ عنوانه لايمتّ لمضمونه بأيّ صلة, وبعيداً كلّ البـعد عنه، والمُشــاركين في العمل كـــلهم من أصحاب الحضور السينمائيّ الأول, ولا يملكون رصيداً ســينمائيّاً يســـتندون عليه في شباك التذاكر، أي تمّ بيع الفيلم بناءً على إســـم "روبي"، فالجمهور الذي تدفق لحضوره, لم يدخل الصالة ليشاهد فيلماً, بل ذهب لمشاهدة "روبي"، وقد إستغل المخرج هذه النقطة أفضل إستغلال, حيث جاء ملصق الفيلم ليُظهر صورة "روبي" فقط, دون أيّ أحد آخر.

ونعرف بأنه قبيل عرض الفيلم, تمّ تشكيل لجنة مختصة من نقاد وصحافيين لمشاهدة الفيلم في نسخته الكاملة, وقد إقترح بعضهم حذف عدد من المشاهد, والأغنيات التي إشتمل عليها, وهو أمر لم يرضي نقاداً آخرين في نفس اللجنة, لأنهم وجدوا فيه إجحافا بحقّ الفيلم, وقد يكونوا مُحقين في رأيهم هذا، إلا أنّ ما أثار ضحكي بالفعل, هو ما ذكره أحدهم في مُسوغات سماحهم بالعرض, بأنّ الفيلم يعتبر أفضل عقاب لمن سوف يشاهده, فلقد إفترضوا, لكونه فيلماً فارغاً, وضعيفاً, بأنه لن يجد إقبالاً جماهيرياً, ولن يسترعي إنتباه أحد, ولكن, يبدو بأنّ حساباتهم كانت خاطئة, فقد إستقطب الفيلم, ومنذ أيام عرضه الأولى, حضوراً جماهيرياً قوياً, على عكس ماكان مُتوقعاً.

في الواقع, أنا لا أملك شيئاً ضدّ "روبي"، ولا ضدّ ما تقدمه, فالسينما أساسها التنوع, والمُراوحة بين الجيّد, والسيء, وإن غلب السيئ على ما عاداه، وأعتبر ظهور فيلم جديد لها ظاهرةً صحيةً تماماً, وأمراً لا أعترض عليه مطلقاً، ولكن, ما أعترض عليه فعلاً, بأن الفيلم إشتمل على مشاهد عريّ كثيرة جداً بلا داع، لم أتعود على مشاهدتها في الأفلام العربية,  وأجدها مبالغاً فيها, وتصل إلى حدّ الإبتذال, وأيّاً كانت الفكرة التي يريد  مؤلف العمل إيصالها لنا, فقد كان من الممكن بأن يوصلها بشكل أفضل مما هي عليه.

القليل من العقل مهمٌّ في التجارب السينمائية، وكما قلت سابقاً, "روبي" رائعةٌ بدون عريّ, وهي فنانةٌ موهوبةٌ, وذات مقدرة فنية كبيرة, تؤهلها للقيام بكلّ الأدوار, إن هي سمحت لنفسها بذلك,  ولكن, عليها أن تمنحنا الفرصة بأن نقدّر, ونحترم هذه الموهبة فيها.