شعار الموقع (Our Logo)

كتبوا في السينما

 

مختارات

جديد الأفلام الروائية القصيرة، والتسجيلية في السينما العربية

السينما المصرية الشابة ووعد التغيير

بعض الحقائق عن السينما العربية تكشفها الدورة الرابعة لمهرجان الفيلم العربيّ في روتردام 

إحتفاءٌ بالعلاقة بين مدير التصوير طارق التلمساني والمخرج خيري بشارة

مباشرة العمل في مشروع " صمت وذاكرة "

مساحاتٌ سينمائيّة

السينما المصرية الشابّة, ووعد التغيّير

بقلم: عائشة المحمود

الكويت

15 يونيو 2004

 

خاص بـ "سينماتك"

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يتحدث الكثيرون عن السينما الصاعدة التي يقودها جيل السينمائيين الشباب الذين يمثلون تياراً جديداً من السينما التي تعد بالجديد, والمميز, والأفضل, هذا الجيل الذي جاء ليحطم أسطورة جيل تربّع على عرش الفنّ السابع, ومنحه  تميزاً كما يُشاع حوله, فقد قيل بأن السطوة والغلبة هي لهؤلاء, فلم يعد هناك مكان لعادل إمام, واحمد زكي, ومحمود عبد العزيز, وغيرهم من رموز السينما العربية التي تربعت لسنوات عدة على قمة  الفنّ السابع في عالمنا العربي .

وبعيدا عن هذه  الصراعات, والدعاية المُبالغ فيها, فإن الجيل الواعد, أو المستقبليّ تربطه بجيل الرواد, أو العمالقة علاقة صداقة قوية, ولربما كانت علاقة أسرية مميزة,... فهذا التناحر, والاختلاف, لانراه إلا على صفحات الجرائد, والمجلات الفنية التي تزيد النار وقوداً, لا لشيء, فقط لزيادة مبيعاتها, وللتغلب على الكساد, وتحقيق الرواج المنشود لها، ولنتناول بصدق, وحيادية عناصر هذه السينما ومالها, وما عليها في نقاط أختصرها على النحو التالي:

أولا: القضايا المطروحة عبر هذه الموجة الجديدة من السينما الشبابية: نلاحظ عادةً بأنّ الطرح السينمائي لهذه النوعية من الأفلام عائم ومسطح, للقضايا المصيرية والهامة, إذّ يكتفي بالتعرض لقشور المشكلة, وإبراز  ظواهرها بدون المحاولة في التوغل لإيجاد الحلول الجذرية المفيدة لها, بينما, لو أستعيض عنها بمحاولة جدية للغوص في عمق القضايا الاجتماعية, وطرح الرؤى البديلة لحلها, وعلى سبيل المثال, سوف أتعرض لفيلمين يعتبرا رمزين هامين من رموز هذه السينما, والذي قام ببطولتهما العبقرية الواعدة >كما تصفها صحفنا, وإعلامنا العربي< (محمد هنيدي), انهما (صعيدي في الجامعة الأمريكية), و(همام في امستردام).

في هذين الفيلمين طرحت قضايا تهم الفئة الشابة من المجتمع, حيث قدمت بعض الأطروحات التي تمثل هموماً شبابية بالغة الخطورة و التأثير, في الأول:  خطر الحداثة, وشراسة التغيير, والتمدين, وفي الثاني : خطر الهجرة, ووهم الثراء, وعلى الرغم من أهمية القضيتين, لم يكن الطرح على مستوى القضية, فجاء العمل ساذجاً, يهدف للإضحاك, وإستدراج الجمهور إلى صالة العرض دون هدف عميق, وبالنسبة لي, أرى بأن هذه الأفلام يتم تحميلها من الأفكار والرؤى أكثر بكثير مما تستحق, أو مما صُنعت من أجله.

ثانياً: أرى بأن هذا النوع من السينما الجديدة يستهوي قطاعاً هاماً من الجمهور, ولا أخجل بأن أكون واحدةً من هذه القطاعات التي تُسارع إلى صالات العروض السينمائية فور الإعلان عن نزول فيلم جديد لأحد الممثلين الشباب, ولكن, أنا ومثلي الكثير لا أشاهد هذه الأفلام كي أحصل منها على رسالة تترك عميق أثرها في وجداني, وتحفر على جدران ذاكرتي رموزاً يصعب علي تجاوزها إلى عمر طويل, مثلما يحدث معي عند مشاهدة أحد الأفلام الأجنبية الثقيلة، فأنا اذهب فقط لأشاهد فيلماً مضحكاً يُنسيني قسوة الحياة, وينقلني لواقع أكثر جمالاً وطرافةً،  بالإضافة إلى أنني أحب أن أشاهد نجوماً من الشباب يماثلوني في مرحلتي العمرية, وان كانوا على النقيض مني في مراحلهم الفكرية, الأمر لا يعدوبأن يكون ذلك مجرد حب مشاهدة الذات منعكسةً على الشاشة.

ثالثا: ما يُحسب لأغلب أفلام هذه الفئة, أنها أفلام ذات إنتاج ضخم ورفيع لم يكن متوافراً لدى الأفلام العربية السابقة, وعندما أتحدث هنا عن السينما, فأنا اقصد المصرية على وجه الخصوص, فعلى سبيل المثال: هناك فيلم " أفريكانو " الذي تم تصويره في جنوب أفريقيا بإمكانيات عالية المستوى, وتقنيات متميزة، ومثله الإنفاق على تصوير الأفلام في مواقعها الفعلية, بغض النظر عما تكلف من تكاليف إنتاجية ضخمة, مثل فيلم " همام في امستردام " الذي صُورت أغلب مشاهده في الخارج, ومن هذه الأمثلة الكثير, وهذا الأمر لم يكن دارجاً, أو متعوداً في السينما المصرية التابعة لجيل الرواد, أو سينما ما قبل فئة الشباب، كما أن الرؤى الإخراجية جميلة, متميزة, وبعيدة عن الرتابة  التي أمطرتنا بها السينما المصرية لأعوام طويلة.

رابعاً : أودّ بأن أوجه نصيحةً أخيرةً لأصحاب هذه السينما، إن سينماكم جميلة, وجيلها واعد, ولكن, أرجوكم بأن تلتفتوا إلى القضايا الاجتماعية البالغة الخطورة, والتي يمكن معالجتها بعمق, وأهمية أكثر, بدلاً من التشتت في موضوعات عدة, تتنوع بين الاجتماعي, والاقتصادي, والسياسي,00 الأمر الذي يشتت أذهاننا ويجعلنا في النهاية لا نخرج بشيء, سوى وجبة دسمة من الضحك، فالمضامين السياسية الثقيلة لا تحتملها أفلامكم الخفيفة, لكم حبيّ وتقديري, فعلى أكتافكم سوف ينهض تاريخ جديد لسينما قادمة.