ملفات خاصة

 

>>>

06

07

08

09

10

<<<

14

<<<

 
 
 
 
 
 
 

عماد حمدي: اجتهد وحاول بقدر ما أتيح له، لا بقدر ما يستحق

 

بقلم: محمود عبدالشكور*

 
 
 
 
 
 

ينتمي عماد حمدي إلى جيل رائد رسّخ مفهوم نجم السينما، بعيدا عن أبطال المسرح، فالمعروف أن أبطال المسرح، كانوا نجوم الأفلام المصرية الأولى، من يوسف وهبي ونجيب الريحاني إلى بشارة واكيم وعلى الكسار، ولكن هذه المعادلة سرعان ما كسرتها الرغبة في تقديم ممثلين ووجوه للسينما وحدها، وكان عماد حمدي وحسين صدقي في طليعة هذه الأسماء. ينتمي عماد حمدي إلى جيل رائد رسّخ مفهوم نجم السينما، بعيدا عن أبطال المسرح، فالمعروف أن أبطال المسرح، كانوا نجوم الأفلام المصرية الأولى، من يوسف وهبي ونجيب الريحاني إلى بشارة واكيم وعلى الكسار، ولكن هذه المعادلة سرعان ما كسرتها الرغبة في تقديم ممثلين ووجوه للسينما وحدها، وكان عماد حمدي وحسين صدقي في طليعة هذه الأسماء.

المدهش أن مسيرة عماد حمدي، الذي صار من أوائل فتيان الشاشة، كادت تتعرض للفشل بعد استقبال الجمهور السيء لفيلمه الأول "السوق السوداء" للمخرج كامل التلمساني، ولكن الطريف أن الجمهور نفسه استثناه من الغضب، وأشادوا به، وكانت تلك البداية .

قدم عماد حمدي في أفلامه الأولى نموذجا للشاب المصري المتعلم، خافت الصوت، الرومانسي والنبيل، كان عنوانا على هذا الجيل الذي يحمل طموحات ما بعد الاستقلال، ويستحق النجاح بجهده وتعبه، وكان أداؤه البسيط البعيد عن مبالغات المسرحيين، بالإضافة إلى حضوره الجسدي القوي على الشاشة، من أسباب النجاح والاستمرار.

لكنه انتقل الى مرحلة النضج فى الستينيات، وفي السبعينيات، وأثبت أن بداخله ممثل كبير، يتجاوز النمطية، فقدم ادوارا هامة في أعمار زمنية متفاوتة، مثل دور الأب في فيلم "أم العروسة"، ودور الأب في "الرجل الذي فقد ظله"، ودور مؤنس زكي الشهير في فيلم "ثرثرة على النيل"، ودور الأب البائس في فيلم "سونيا والمجنون"، ودوره العظيم في فيلم "المذنبون"، الذي حصل عنه على جائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة، ولا ننسى دوره المميز في فيلم "خان الخليلي"، وفي المسرحية التي تحمل نفس الاسم، والتي أعدت أيضا عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة.

في الدراما التليفزيونية كانت له أيضا أدوار مميزة مثل دوره في حلقات "عيلة الدوغري" للمخرج يوسف مرزوق، ولعل ختام أدواره الكبرى المميزة، دوره في درة أفلام الواقعية الجديدة، وهو دور الأب أيضا في فيلم "سواق الأوتوبيس" للمخرج عاطف الطيب، وكثيرون لا يعرفون أنه قام بتصوير بعض مشاهد دور الأب في فيلم "العار"، ولكنه اعتذر عن استكماله، لأسباب صحية ونفسية، وكانت قد تدهورت احواله عقب وفاة توأمه عبد الرحمن، وانتظر النهاية في هدوء.

مسيرة هذا النجم والمشخصاتي الكبير تلخص تاريخ السينما المصرية في أطوارها، المختلفة، وتثبت الجهد الفردي قبل أي شيء آخر، وربما لو كانت هناك مؤسسة أو وكيل أعمال يدير هذه المواهب، لاستفدنا أكثر من قدرات عماد حمدي وسواه.

رحمه الله، اجتهد وحاول بقدر ما أتيح له، لا بقدر ما يستحق.

 
 

* ناقد سينمائي مصري

 
 
 
 
 
 
 

خاص بـ «سينماتك» في

 

01.08.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004