ملفات خاصة

 

>>>

01

02

03

04

05

<<<

14

<<<

 

 
 
 
 
 
 

عماد حمدي.. هذا الصوت المرئي

 

بقلم: رامي عبدالرازق*

 
 
 
 
 
 

(وأنتِ. أنتِ يا توأم الروح، يا منية النفس الدائمة الخالدة، يا انشودة القلب في كل زمان ومكان، مهما هجرت ومهما نأيت، عندما يوشك الفرص الاحمر الدامي على المغيب، أنظري إليه، واذكريني).

صغيرا كنت استمع إلى صوت عماد حمدي في تيتر واحد برامج السينما الرائعة خلال سنوات الثمانينيات، وكنت اتساءل لمن هذا الصوت، وتلك الكلمات، ومن أي فيلم، فتأتيني الإجابة إنها كلمات يوسف السباعي من فيلمه الرومانسي الشهير بين الأطلال بصوت وبطولة عماد حمدي وفاتن حمامة وإخراج عز الدين ذو الفقار.

يملك عماد حمدي صوتا لا يمكن أن يمر عبر الإذن دون أن يتشرب به كامل انتباه المتلقي، صوت رخيم عريض بنبرات ترتكز على مخارج الفاظ قوية وواضحة وثابتة الإيقاع.

منذ أفلامه الأولى (الصقر على سبيل المثال الذي ظل ممنوعا من العرض خلال الحقبة الملكية) مرورا بمرحلة الفتى الذهبي للشاشة خلال نهايات الأربعينيات وحتى منتصف الخمسينيات، يتمكن عماد حمدي من الاتكاء على صوته كأداة ماسية الجودة في الاداءات المختلفة للأدوار اشتهر بها – المنزل رقم 13 مع كمال الشيخ وبين الأطلال مع عز الدين ذو الفقار واثار في الرمال مع جمال مدكور - ثم تدريجيا ينتقل صوته من مرحلة الشباب والرجولة إلى صفوة المؤدين الكبار اصحاب الرصيد السمعي الضخم لدى الجمهور، هكذا لا نتصور مونولوجات أنيس افندي في ثرثرة فوق النيل- إخراج حسين كمال- بصوت أخر غير صوت عماد حمدي خصوصا حين يختم تعريته لشلة العوامة الفاسدة بوصف نفسه بأنه نصف ميت.. نصف مجنون.

دعونا نعيد الأنصات إلى هذا الصوت المرئي، تمجيدا لأرثه الناصع واحتفاء بحضور النبرات الخالدة التي لم تخفت أو تغيب عن ذاكرتنا السينمائية.

 
 

* ناقد سينمائي مصري

 
 
 
 
 
 
 

خاص بـ «سينماتك» في

 

01.08.2024

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004