ملفات خاصة

 
 
 

السينما "أهم أشياء الحياة" في مهرجان "مراكش"

جيمس غراي يتسلم "النجمة الذهبية" ولجنة التحكيم ترفض "تسييس الفن" ونادين لبكي: ماذا عن المسؤولية؟

نجلاء أبو النجا 

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة التاسعة عشرة

   
 
 
 
 
 
 

احتفى مهرجان "مراكش" السينمائي الدولي في دورته الـ19 بالمخرج الأميركي الكبير جيمس غراي ليكون أحد أبرز المكرمين هذا العام.

وشارك غراي في فعاليات سابقة بالمهرجان لكنه لم يحصل من قبل على ذلك التكريم الرسمي، إذ كان عضواً منتظماً بلجنة تحكيم النسخة الـ12 في 2012، ورئيساً للجنة التحكيم خلال النسخة الـ17 عام 2018.

صاحب "الساحات"

وجيمس غراي هو مخرج أميركي من مواليد 1969، اشتهر بتقديم السينما الأقرب إلى الكلاسيكية، التي أحياناً ما تتطرق إلى الأجواء الرومانسية وقضايا العائلة، واستهل مسيرته في الإخراج عندما كان عمره 25 سنة بفيلم "أوديسة الصغيرة" (Little Odessa )، وحاز خلاله على جائزة النقد بمهرجان "السينما الأميركية" في دوفيل، وجائزة الأسد الفضي بمهرجان "لا موسترا" في فينيسيا، وفي عام 2000 قام بكتابة وإخراج فيلمه الثاني "الساحات" (The yardas) بمشاركة الممثلين مارك وولبيرغ وتشارليز ثيرون وجيمس كان، كما حقق فيلم "عاشقان" (Two lovers) نجاحاً كبيراً وترشح في مهرجان "كان" على رغم أن غراي استغرق أقل من 40 يوماً لإخراجه.

وقدم غراي عديداً من الأفلام المهمة في مسيرته، منها ثلاثة أفلام مهمة جداً في حياة النجم العالمي خواكين فينيكس، وهي "المهاجر" و"نحن نملك الليل" و"عاشقان"، ومن أفلامه المهمة أيضاً فيلم "مدينة زد المفقودة".

وشارك في بطولة أفلامه أهم نجوم هوليود، وعلى رأسهم ماريون كوتيار وإيفا منديز ومارك ويلبرج وبراد بيت وجوينيث بالترو وأنتوني هوبكنز وآنا هاثاواي وغيرهم من النجوم.

صديقة العمر

حضرت النجمة العالمية ماريون كوتيار لتقديم صديق عمرها بحسب قولها والاحتفاء معه بالنجمة الذهبية، وسادت بينهما أجواء المودة على السجادة الحمراء والمسرح أيضاً. وأشارت كوتيار إلى أنها تعاملت مع غراي سينمائياً، وشعرت أنه مخرج شديد التميز والدقة والحرفية، إضافة إلى حسه الإنساني الكبير ومشاعره الفياضة التي تضفي روحاً خاصة وبصمة مختلفة على كل شيء يقدمه، وبحسب قولها فهو "رجل يستحق التكريم لأنه مخرج غير عادي وإنسان فريد من نوعه في جميع النواحي".

وفي كلمته على المسرح، قال غراي بعد استقباله بحفاوة كبيرة وسط مشاركة عدد كبير من النجوم العالميين في حفل تكريمه مثل ديان كروغر وفانيسيا كيربي وطاهر رحيم وجولي ديلبي، إنه سعيد جداً بوجوده في هذا التكريم واستقبال صديقته المفضلة ماريون كوتيار له، مشيراً إلى أن هذا الوجود سبب له كثيراً من السعادة والبهجة لأنها الإنسانة والفنانة الأفضل في الحياة على الإطلاق من وجهة نظره، وكانت وما زالت أفضل ممثلة من حيث الموهبة بالنسبة إليه لدرجة أنه كتب وأخرج فيلم "المهاجر" لأجل أن تلعب بطولته.

وتابع غراي "مرت سنوات طويلة على بدايتي مع الفن والإخراج السينمائي، وطوال حياتي لم تتغير قناعاتي بأن السينما أهم الأشياء في الحياة، وأهم الأعمال على الإطلاق، وبمرور سنوات عمري التي تقترب من الـ53، شاهدت كثيراً وكثيراً من الأعمال السينمائية، ولا يزال إيماني راسخاً ويتجدد بأن الفيلم السينمائي هو أقرب شيء لقلوب الناس وعقولهم مهما اختلفت الأزمنة والثقافات".

وأشار غراي إلى أن "السينما والجمهور العالمي كله كانوا على موعد في السنوات الأخيرة الماضية مع ظروف صعبة، لكن علينا ألا نستسلم فلابد أن ننهض".

وناشد السينمائيين قائلاً "عليكم تعويض ما فات ومناهضة الظروف، فكلنا في أمس الحاجة إلى الجهود لننهض من جديد، ببساطة لأن السينما ستظل هي الأقرب إلى أحلامنا، وليعلم كل الصناع في هذا الفن العظيم أنهم يهبون حياتهم لأرقى الفنون التي عرفتها الإنسانية، وعليهم ألا يتوقفوا أبداً".

وشكر غراي الملك محمد السادس على دعمه الكبير للسينما، وأعرب عن حبه الشديد للمغرب وارتباط عائلته بها لدرجه أنهم يحسدونه كثيراً على حضور هذه الدورة بينما لم يكن في مقدورهم الحضور معه.

وعرض في نهاية التكريم أحدث الأفلام التي كتبها غراي وأخرجها وأنتجها أيضاً، وهو فيلم "زمن أرماجدون" بطولة آنا هاثاواي وأنتوني هوبكنز وجيرمي سترونغ ودومينيك لومباردوزي.

بعيداً من السياسة

أقيم أيضاً على هامش الدورة الـ19 لمهرجان "مراكش" السينمائي مؤتمر مهم للجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي يترأسها المخرج الإيطالي باولو سورنتينو، وتضم في عضويتها الممثلات الألمانية ديان كروجر والبريطانية فينسيا كيربي والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي والممثل الفرنسي الجزائري طاهر رحيم والمخرجة المغربية ليلى مراكشي.

وشددت اللجنة بالإجماع على أهمية عدم الخلط بين القضايا السياسية والعمل الفني في صناعة السينما، مؤكدة أن العمل السينمائي لديه طبيعة خاصة تحكمها العناصر الفنية.

وقال المخرج الإيطالي ورئيس اللجنة باولو سورنتينو "لا أحبذ بصفة شخصية تناول القضايا الآنية نظراً إلى تشابك تفاصيلها وعدم وضوحها فالزمن وحده كفيل بفهمها، لذلك من التسرع طرحها في أعمال فنية، ويمكن أن يناقش العمل الفني قضايا تاريخية محسومة ومفهومة بمرور الوقت بشكل أفضل".

وتحدث سورنتينو عن جائحة كورونا، وقال إنها أثرت بدرجة كبيرة في صناعة السينما في العالم، إذ سببت بعض الإفلاس الفني والمادي، مما جعل بعض صناعها لا يجد ما يقدمه، أو غير قادر على تقديم ما يريده أو ما لديه.

واتفقت الممثلة البريطانية فانيسا كيربي مع رئيس لجنة التحكيم، رافضة سيطرة السياسة على الفن. وأشارت إلى أنه "ليس معنى وجود السياسة في عمل فني أنه أكثر أهمية من عمل آخر، بل على العكس فالفيلم يجب أن تكون له رسالة إنسانية عميقة، والعمل الرائع هو ما يربطني بأشخاص ومشاعر تتجاوز الحدود والمعتقدات والحواجز كافة" على حد قولها.

في المقابل اختلفت عضوة لجنة التحكيم نادين لبكي مع الآراء السابقة، وأكدت أن "صناع الفن وبخاصة السينمائيين والمخرجين والكتاب لابد أن يكون لهم رأي بارز وواضح في القضايا التي يمر بها العالم، لأن لديهم كلمة ومسؤولية، ونحن نعيش زمناً صعباً سيطرت عليه صراعات سياسية وحروب وتكتلات وأمراض وأوبئة، ودائماً نجد أنفسنا بحكم الظروف في حيرة كبيرة، وأحياناً لا نعرف ما الذي يمكن أن نقوم به".

من جانبها رفضت الممثلة الألمانية ديان كروجر التطرق إلى الشأن السياسي مفضلة الحديث عن الوضع الفني فقط، وأشادت بفكرة المهرجانات الفنية في كل أنحاء العالم، وقالت إنها فرصة لاكتشاف التجارب والمواهب الجديدة، وتنتج منها مشاريع وأفكار فنية مهمة تجمع معظم الاتجاهات والثقافات في آن واحد لخدمة الفن والسينما معشوقة الملايين.

 

الـ The Independent  في

14.11.2022

 
 
 
 
 

"أشكال" فيلم طويل يحرر قصصا تونسية من محليتها

نظرة على الحياة بعد ثورة يناير تمنح مخرج الفيلم العديد من الجوائز.

في أول فيلم روائي له، استطاع المخرج يوسف الشابي أن يحمل أحداثا وقصصا تونسية إلى جمهور السينما في عدد من المهرجانات الدولية المهمة، وينقل له صورة عن واقع شديد المحلية لكنه لا يتحرك بمعزل عن العالم والتغيرات الكبرى الحاصلة فيه، لذلك كان فيلمه قادرا على افتكاك العديد من الجوائز.

مراكش (المغرب)عاد المخرج التونسي يوسف الشابي من فرنسا إلى موطنه لينجز أفلاما تنطلق من مواضيع محلية لكنها تتحرر منها لتعبر عن الواقع الاجتماعي التونسي وتسرد جزءا من ملامحه وأحداثه وتطوراتها لجمهور السينما في كل مكان.

ويعتبر “أشكال”، الذي عرض السبت، في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أول فيلم طويل للمخرج التونسي الشاب يوسف الشابي، وهو عمل سينمائي يمزج ببراعة بين القصة البوليسية والخيال.

"أشكال" حصد ثلاث جوائز، في حفل اختتام مهرجان مونبلييه للسينما المتوسّطية في دورته الرابعة والأربعين

ويعد فيلم “أشكال”، ثاني فيلم يعرض ضمن قائمة الأربعة عشر فيلما طويلا، التي تتنافس في هذه النسخة من المهرجان للفوز بـ”النجمة الذهبية” المرموقة، واستفاد الفيلم من دعم منصة “ورشات الأطلس”، البرنامج المخصص للإنتاج السينمائي الذي يهدف إلى دعم جيل جديد من المخرجين من أفريقيا والشرق الأوسط، عملا مشوقا مذهلا، يمزج بين عناصر التحقيق البوليسي والخيال.

ويسلط الفيلم، الذي تبلغ مدته اثنتين وتسعين دقيقة، الضوء على الشرطية فاطمة التي لعبت دورها فاطمة أوصيفي، وبطل (محمد حسين قريع)، اللذين يكتشفان جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد مباني “حدائق قرطاج”، أحد أحياء تونس، الذي أنشأه النظام السابق، نظام الرئيس زين العابدين بن علي وتم إيقاف بنائه بعنف في بداية ثورة يناير 2011.

وبينما تستأنف الأشغال في مواقع البناء تدريجيا، بدأت فاطمة وبطل البحث في هذه الحالة الغامضة، لكن هذه الحادثة لا تبدو وحيدة حيث حدثت حالة مماثلة قبل أن يتمكنا من كشف ملابسات الحالة الأولى.

ويأخذ التحقيق منعطفا مثيرا ويبدأ البحث عن مرتكب الجريمة، حتى لو بدا أنه يعقد مهمة ضابطي الشرطة.

ويعود الفيلم بالمشاهد إلى ما قبل بداية ثورة يناير ليستعرض جزءا من الأحداث ثم يأخذه في رحلة بحث طويلة عن الحقيقة، مصورا له أوجها من تونس التي قد يعرفها أبناؤها جيدا لكن يجهلها الآخرون.

ويبدو المخرج في هذا الفيلم كمن يقدم مسحا تاريخيا لجملة من الأحداث الواقعة في مكان وزمان تونسي، وهي أحداث يسائل من خلالها واقع ما بعد ثورة يناير التي لم تنته منذ انطلاقها، ولم تحمل التونسيين نحو مستقبل أفضل، بل ظلت في حالة إعادة لا متناهية وغريبة سياسيا واجتماعيا، تعكس حالة من الاحتراق تعيشها الذات خلال سيرها في طريق مفتوح ومرهق من التساؤلات التي لا إجابة عليها.

وفي حين أن الفيلم انخرط في فضاء تونسي ضيّق إلا أن تركيزه على الواقع وتقديمه على أنه تأريخ سينمائي جعله يأخذ بعدا كونيا خصوصا من خلال ربط الأحداث في تونس بما يجري في العالم.

وأعرب يوسف الشابي، الذي كان مرفوقا بالممثلة فاطمة أوصيفي والممثل رامي حرابي، وكذلك المنتج فارس لعجيمي، في حديثه قبل عرض فيلمه في مراكش، عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في مهرجان مراكش السينمائي، هذا الحدث السينمائي الكبير وبرؤية فيلمه في قائمة الأفلام الطويلة التي تم اختيارها للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وأضاف أنه شارك في “ورشات الأطلس” في سنة 2019 واستفاد من تأطير ودعم هذه المنصة، مؤكدا أن فيلمه الطويل يستكشف قضايا سياسية واجتماعية وكذلك موضوعات من خياله السينمائي.

من جهتها، أشارت أوصيفي إلى أن عمل هذا المخرج الشاب يفسح المجال لمحبي الأفلام لاكتشاف تونس المعاصرة من زاوية مختلفة، مع الكثير من الخيال والإبداع.

يذكر أن يوسف الشابي، الذي ولد في تونس سنة 1984، أخرج فيلمين قصيرين هما “نحو الشمال” سنة 2010 و”الأعماق” سنة 2012، اللذان تم اختيارهما في العديد من المهرجانات الدولية. وفي سنة 2012، شارك في إخراج الفيلم الوثائقي “بابيلون” الحائز على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان مارسيليا للفيلم الوثائقي وتم تقديمه في متحف الفن الحديث في نيويورك.

ويعرف المخرج بفنّه الشامل، وهو الذي جمع بين الإخراج والكتابة والموسيقى والإنتاج، وبعد إتمام دراسته في فرنسا عمل مساعد مخرج في أشرطة سينمائية عديدة.

كما عمل مساعد مخرج في فيلمين طويلين هما: “الدواحة” لرجاء لعماري و”ثلاثون” لفاضل الجزيري.

الفيلم يفسح المجال لمحبي الأفلام لاكتشاف تونس المعاصرة من زاوية مختلفة، مع الكثير من الخيال والإبداع

وحصد فيلمه “أشكال” آخر أكتوبر الماضي ثلاث جوائز، في حفل اختتام مهرجان مونبلييه للسينما المتوسّطية في دورته الرابعة والأربعين، وهي: الجائزة الكبرى وجائزة النقاد وجائزة أفضل موسيقى.

وسبق أن نال الفيلم إعجاب منتجي السينما وإشادة النقاد، في عرضه العالمي الأول ضمن “قسم نصف شهر المخرجين”، خلال الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي في شهر ماي الماضي.

وبالإضافة إلى فيلم “أشكال”، هناك 13 فيلما طويلا تتنافس على “النجمة الذهبية” في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة عشرة.

يذكر أنه التزاما بالتوجه الذي اختاره مهرجان مراكش السينمائي، تشارك في المسابقة الرسمية أفلام طويلة تعد الأولى أو الثانية لمخرجيها، بحيث تستهدف الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية والترويج لها. ويتنافس في مسابقة هذه الدورة 14 فيلما من ضمنها عشرة أفلام هي الأولى لمخرجيها، وستة منها من إبداع مخرجات سينمائيات.

وتتمثل الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، إلى جانب “أشكال”، في كل من “الثلج والدب” للتركية سيلسين إيرغون، و”الروح الحية” لكريستيل ألفيس ميرا (البرتغال)، و”أستراخان” لدافيد دوبيسيفيل (فرنسا)، و”سيرة ذاتية” لمقبول مبارك (إندونيسيا)، و”أزرق القفطان” لمريم التوزاني (المغرب)، و”أغنية بعيدة” لكلاريسا كامبولينا (البرازيل). كما يتعلق الأمر بأفلام “بترول” لألينا لودكينا (أستراليا)، و”حذاء أحمر” لكارلوس كايزر إيشلمان (المكسيك)، و”رايسبوي ينام” لأنتوني شيم (كندا)، و”أمينة” لأحمد عبدالله (السويد)، و”حكاية من شمرون” لعماد الإبراهيم دهكردي (إيران)، و”طعم التفاح أحمر” لإيهاب طربيه (سوريا)، و”برق” لكارمن جاكيي (سويسرا).

 

العرب اللندنية في

14.11.2022

 
 
 
 
 

على هامش فعاليات «مراكش للفيلم الـ19»..

الممثلة التونسية فاطمة أوصيفي: السينما مرآة للواقع وتعكس حالة المجتمع بصورة حقيقية

مراكش ـ «سينماتوغراف»

قالت الممثلة التونسية فاطمة أوصيفي إن السينما يجب أن تكون مرآة للواقع وتعكس حالة المجتمع بصورة حقيقية مشيرة إلى أن تجربتها السينمائية الأولى من خلال فيلم "أشكال" كانت انعكاسا للحياة الاجتماعية التي مر بها المجتمع التونسي خلال فترة معينة.

وأضافت الفنانة التونسية - في تصريح على هامش مهرجان مراكش الدولي للفيلم - أن مخرج العمل يفسح المجال لمحبي الأفلام لاكتشاف تونس المعاصرة من زاوية مختلفة مع الكثير من الخيال والإبداع وقالت "إنها تعيش بين تونس وفرنسا وأنها عبرت من خلال دورها في الفيلم الذي يعرض ضمن فعاليات المهرجان عن تفاصيل الحياة في تونس" موضحة أن الفيلم يطرح تساؤلات عدة عن الفترة التي مرت بها والتغيرات التي حدثت في تونس خلال السنوات الأخيرة وأن شخصية فاطمة في العمل تحاول من خلالها البحث عن خيوط جريمة معقدة وأن الفيلم يمزج بين عنصري التشويق والخيال والتحقيق الشرطي.

ولفتت إلى أن العمل يتحدث عن الشرطية "فاطمة" التي تكتشف وزميلها جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد أحياء منطقة "قرطاج" حيث تدور أحداث الفيلم في إطار بوليسي بهدف الكشف عن تفاصيل الجريمة الغامضة التي لم تكن الوحيدة والتي أعقبتها حالة مماثلة مما أربك إجراءات الكشف عن الجريمة الأولى واتخذ التحقيق منعطفا آخر إذ بدأ البحث عن مرتكب الجريمة وتنطلق أحداث الفيلم لتستعرض أشكال الحياة والنماذج البشرية داخل المجتمع التونسي في هذه الحقبة.

فيلم "أشكال" الذي تبلغ مدته 92 دقيقة هو ثاني فيلم يعرض ضمن قائمة 14 فيلماً طويلاً التي تتنافس في هذه النسخة من المهرجان للفوز ب` "النجمة الذهبية" واستفاد من دعم منصة "ورشات الأطلس" وهو البرنامج المخصص لدعم الصناعة السينمائية ويهدف لدعم جيل جديد من المخرجين من إفريقيا والشرق الأوسط ويمزج الفيلم الذي يعتمد في لغته السينمائية على عامل التشويق بين عناصر التحقيق البوليسي والخيال.

 

####

 

«تحت الشجرة» في عرض خاص ضمن فعاليات «مراكش للفيلم الـ19»

مراكش ـ «سينماتوغراف»

يُعرض الفيلم الروائي تحت الشجرة للمخرجة أريج السحيري ضمن فعاليات النسخة الـ19 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش (11- 19 نوفمبر)، غداً 15 نوفمبر الساعة السابعة والنصف بتوقيت المغرب، وذلك في أعقاب حصوله على التانيت الفضي في أيام قرطاج السينمائية حيث شهد عرضه الأول في العالم العربي، وكان تحت الشجرة قد وقع عليه الاختيار ليصبح ممثل تونس في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لعام 2023.

ويعود الفيلم إلى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إذ سبق ونال مشروع الفيلم جائزة أطلس بوست برودكشن التي يقدمها المهرجان، وسيحصل الفيلم على عرضين ضمن قسم العروض الخاصة، الأول بحضور طاقم العمل يوم السبت 12 نوفمبر الساعة 9:30 مساءً في سينما كوليزي، بينما يُقام العرض الثاني يوم الثلاثاء 15 نوفمبر الساعة 7:30 مساءً في قصر المؤتمرات بقاعة السفراء.

ومؤخراً أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن اختياره للفيلم في قسم اختيارات عالمية ضمن فعاليات النسخة الثانية التي ستُقام في ديسمبر المقبل، وكان قد حصل على جائزة لجنة تحكيم EcoProd في مسابقة نصف شهر المخرجين في مهرجان كان السينمائي حيث شهد عرضه العالمي الأول، ثم شارك في في مهرجانات تورونتو السينمائي الدولي في كندا، وكارلوفي فاري وسراييفو، ومهرجان لندن السينمائي، ومهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، كما نافس في المسابقة الرسمية لمهرجان ملبورن السينمائي ومسابقة سيني فيجن في مهرجان ميونخ السينمائي.

وحصل تحت الشجرة على إشادات نقدية من أهم وسائل الإعلام العالمية، إذ وصفه ستيفن سايتو على موقع The Moveable Fest بأنه "التجربة الروائية الأولى الساحرة لأريج السحيري"، وقال روب ألدام عبر موقع Backseat Mafia "تحت الشجرة فيلم مكثف متقن الصنع." وكتبت الناقدة لوفيا جياركاي على موقع هوليوود ريبورتر "تحت الشجرة تجربة ممتعة أخاذة وتقدم نسيجًا بسيطًا أنيقًا من التفاعلات المعقدة"، أما موقع سكرين دايلي في حين توقعت آمبر ويلكينسون الكثير للفيلم إذ كتبت "من المرجح أن يحلق الفيلم بعيدًا بفضل التجسيد الجذاب للمغازلات الصيفية والاكتشاف المرهف للعلاقة بين الأخوات في مواجهة خلفية ذكورية".

تدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد أثناء موسم الحصاد الصيفي بين الأشجار، حيث يعمل مجموعة من المراهقين تحت أعين العمّال الأكبر سنًا، ويختبرون مشاعر الحب، ويحاولون فهم بعضهم البعض، كما يستكشفون عالم بناء العلاقات القوية.

تحت الشجرة هو أول فيلم روائي لأريج السحيري التي سبق لها إخراج الفيلم الوثائقي الطويل الفائز بالعديد من الجوائز عالسكة، وفاز مشروع الفيلم بجائزة MAD Solutions ومهرجان الجونة في ورشة فاينال كات فينيسيا.

 

####

 

ينافس في المسابقة الرسمية لـ«مراكش للفيلم الـ19»

«أشكال».. عمل سينمائي تونسي يمزج الخيال بالقصة البوليسية

مراكش ـ «سينماتوغراف»

عاد المخرج التونسي يوسف الشابي من فرنسا إلى موطنه لينجز أفلاماً تنطلق من مواضيع محلية لكنها تتحرر منها لتعبر عن الواقع الاجتماعي التونسي وتسرد جزءا من ملامحه وأحداثه وتطوراتها لجمهور السينما في كل مكان.

ويعتبر “أشكال”، الذي عرض السبت الماضي، في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أول فيلم طويل للمخرج التونسي الشاب يوسف الشابي، وهو عمل سينمائي يمزج ببراعة بين القصة البوليسية والخيال.

ويعد فيلم “أشكال”، ثاني فيلم يعرض ضمن قائمة الأربعة عشر فيلما طويلا، التي تتنافس في هذه النسخة من المهرجان للفوز بـ”النجمة الذهبية” المرموقة، واستفاد الفيلم من دعم منصة “ورشات الأطلس”، البرنامج المخصص للإنتاج السينمائي الذي يهدف إلى دعم جيل جديد من المخرجين من أفريقيا والشرق الأوسط، عملا مشوقا مذهلا، يمزج بين عناصر التحقيق البوليسي والخيال.

ويسلط الفيلم، الذي تبلغ مدته اثنتين وتسعين دقيقة، الضوء على الشرطية فاطمة التي لعبت دورها فاطمة أوصيفي، وبطل (محمد حسين قريع)، اللذين يكتشفان جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد مباني “حدائق قرطاج”، أحد أحياء تونس، الذي أنشأه النظام السابق، نظام الرئيس زين العابدين بن علي وتم إيقاف بنائه بعنف في بداية ثورة يناير 2011.

وبينما تستأنف الأشغال في مواقع البناء تدريجيا، بدأت فاطمة وبطل البحث في هذه الحالة الغامضة، لكن هذه الحادثة لا تبدو وحيدة حيث حدثت حالة مماثلة قبل أن يتمكنا من كشف ملابسات الحالة الأولى.

ويأخذ التحقيق منعطفاً مثيراً ويبدأ البحث عن مرتكب الجريمة، حتى لو بدا أنه يعقد مهمة ضابطي الشرطة.

ويعود الفيلم بالمشاهد إلى ما قبل بداية ثورة يناير ليستعرض جزءاً من الأحداث ثم يأخذه في رحلة بحث طويلة عن الحقيقة، مصورا له أوجها من تونس التي قد يعرفها أبناؤها جيدا لكن يجهلها الآخرون.

ويبدو المخرج في هذا الفيلم كمن يقدم مسحاً تاريخياً لجملة من الأحداث الواقعة في مكان وزمان تونسي، وهي أحداث يسائل من خلالها واقع ما بعد ثورة يناير التي لم تنته منذ انطلاقها، ولم تحمل التونسيين نحو مستقبل أفضل، بل ظلت في حالة إعادة لا متناهية وغريبة سياسيا واجتماعيا، تعكس حالة من الاحتراق تعيشها الذات خلال سيرها في طريق مفتوح ومرهق من التساؤلات التي لا إجابة عليها.

وفي حين أن الفيلم انخرط في فضاء تونسي ضيّق إلا أن تركيزه على الواقع وتقديمه على أنه تأريخ سينمائي جعله يأخذ بعدا كونيا خصوصا من خلال ربط الأحداث في تونس بما يجري في العالم.

وأعرب يوسف الشابي، الذي رافقه (الممثلة فاطمة أوصيفي والممثل رامي حرابي، وكذلك المنتج فارس لعجيمي)، في حديثه قبل عرض فيلمه في مراكش، عن سعادته الكبيرة بالمشاركة في مهرجان مراكش السينمائي، هذا الحدث السينمائي الكبير وبرؤية فيلمه في قائمة الأفلام الطويلة التي تم اختيارها للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وأضاف أنه شارك في “ورشات الأطلس” في سنة 2019 واستفاد من تأطير ودعم هذه المنصة، مؤكدا أن فيلمه الطويل يستكشف قضايا سياسية واجتماعية وكذلك موضوعات من خياله السينمائي.

من جهتها، أشارت أوصيفي إلى أن عمل هذا المخرج الشاب يفسح المجال لمحبي الأفلام لاكتشاف تونس المعاصرة من زاوية مختلفة، مع الكثير من الخيال والإبداع.

يذكر أن يوسف الشابي، الذي ولد في تونس سنة 1984، أخرج فيلمين قصيرين هما “نحو الشمال” سنة 2010 و”الأعماق” سنة 2012، اللذان تم اختيارهما في العديد من المهرجانات الدولية. وفي سنة 2012، شارك في إخراج الفيلم الوثائقي “بابيلون” الحائز على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان مارسيليا للفيلم الوثائقي وتم تقديمه في متحف الفن الحديث في نيويورك.

ويعرف المخرج بفنّه الشامل، وهو الذي جمع بين الإخراج والكتابة والموسيقى والإنتاج، وبعد إتمام دراسته في فرنسا عمل مساعد مخرج في أشرطة سينمائية عديدة.

كما عمل مساعد مخرج في فيلمين طويلين هما: “الدواحة” لرجاء لعماري و”ثلاثون” لفاضل الجزيري.

وحصد فيلمه “أشكال” آخر أكتوبر الماضي ثلاث جوائز، في حفل اختتام مهرجان مونبلييه للسينما المتوسّطية في دورته الرابعة والأربعين، وهي: الجائزة الكبرى وجائزة النقاد وجائزة أفضل موسيقى.

وسبق أن نال الفيلم إعجاب منتجي السينما وإشادة النقاد، في عرضه العالمي الأول ضمن “قسم نصف شهر المخرجين”، خلال الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي في شهر ماي الماضي.

وبالإضافة إلى فيلم “أشكال”، هناك 13 فيلما طويلا تتنافس على “النجمة الذهبية” في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة عشرة.

يذكر أنه التزاما بالتوجه الذي اختاره مهرجان مراكش السينمائي، تشارك في المسابقة الرسمية أفلام طويلة تعد الأولى أو الثانية لمخرجيها، بحيث تستهدف الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية والترويج لها.

 

موقع "سينماتوغراف" في

14.11.2022

 
 
 
 
 

تكريم المخرج الأميركي جيمس غراي في ثاني أيام مهرجان مراكش للفيلم الدولي

مراكش: «الشرق الأوسط»

جاء اليوم الثاني (السبت) من فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في دورته الـ19 حافلا بالفقرات الفنية والأنشطة الموازية، التي استعادت بها التظاهرة نشاطها مجددا، بعد سنتين من التوقف الاضطراري، بفعل تفشي وباء «كورونا».

وترأس الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، حفل عشاء أقامه الملك محمد السادس، بمناسبة الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة السينمائية التي كانت فعالياتها قد انطلقت الجمعة، بقصر المؤتمرات، بحضور شخصيات مرموقة من عوالم الفن والسينما والثقافة.

كما كان الموعد مع حفل تكريم المخرج وكاتب السيناريو والمنتج الأميركي جيمس غراي، الذي تسلم «النجمة الذهبية» من يدي الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار، التي سبق أن أدت دور البطولة في فيلمه الرابع «المهاجر»، سنة 2013.

وشكر غراي ملك المغرب محمد السادس والأمير مولاي رشيد، وكذا إدارة المهرجان، على منحه «النجمة الذهبية»، معربا عن سعادته بالحضور إلى مراكش، التي قال إنها تحتل مكانة خاصة في قلبه، كما تثير إعجاب أفراد عائلته، مستحضرا مشاركته في دورة 2018 التي ترأس خلالها لجنة التحكيم، مشيدا بمستوى الإنتاجات السينمائية التي تعرض بهذا المحفل الفني الكبير.

كما عبر غراي عن سعادته بتقديم فيلمه «زمن هرمغدون» للجمهور المغربي؛ وهو الفيلم الذي قال عنه إنه فيلم شخصي للغاية، لا يعكس جوانب معينة من طفولته فحسب، بل يتطلع أيضا إلى المستقبل، ويقدم صورة عن بعض المشاكل والوقائع الجائرة التي ما زالت حاضرة في عالم اليوم.

وكان غراي قد خاطب إدارة المهرجان، قبيل وصوله إلى مراكش، قائلا: «أشكركم لأنكم شعرتم بهذه الموضوعات التي أتطرق لمعظمها في جميع أفلامي. شكرا لكم على هذا التكريم الرائع».

وإذا كان غراي واحدا من المخرجين الأميركيين الذين حققوا النجاح في عقد التسعينات إلى جانب كوينتين تارانتينو وبول توماس أندرسون وديفيد فينشر وويس أندرسون، فإنه يبقى من دون شك أكثر من لا يعرفه عامة الناس من بينهم، لكنه، في مقابل ذلك، أكثر من يحظى بتقدير عشاق السينما من بين باقي زملائه من المخرجين. ربما لأن أفلامه، بنقائها السردي وهوسها المزدوج بالعائلة والطبقة الاجتماعية، وبطريقة عرضها للمشاعر الإنسانية في شكلها الخام من دون أي قيود، تبدو وكأنها شيء من مفارقة تاريخية، كما لو أنها عودة لبزوغ العصر الذهبي لسينما هوليوود من جديد في فترة يتم فيها تعريف معظم الأفلام الأميركية بالرجوع إلى ثقافة البوب الشعبية وحركة ما بعد الحداثة التي كانت رائجة في تلك الفترة.

وتتميز سينما غراي بأنها عصرية وشخصية إلى حد كبير، فهي تحمل بصمة كلاسيكية مستوحاة من المخرجين الأوروبيين الكبار من حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لا سيما السينمائيين الإيطاليين أمثال فيديريكو فيليني ولوتشينو فيسكونتي وفيتوريو دي سيكا، والأفلام الملحمية التي أنجزها فرنسيس فورد كوبولا في عقد السبعينات، إذ إن قصص غراي حميمية وشاملة، من النادر أن نجدها تبتعد عن موطنه الأصلي نيويورك، حيث صور ستة من أحدث أفلامه الطويلة الثمانية. وكمثل أبطاله وبطلاته الذين يسعون جاهدين من أجل حياة أفضل في مدينة غالبا ما تدينهم منذ البداية، تبدو أفلام غراي كأنها مقيدة بنفس الموضوع – كما لو كان ذلك هو قدرها – مهما كانت جهودك، لا يمكنك أن تتخلص من أصولك. وبالنسبة للناقد جوردان مينتزر، فغراي كلما كانت أفلامه تشبه رؤيته الشخصية العميقة للفن وللسينما كطريقة للوصول إلى حقائق عاطفية عميقة، فإنها تحدثت بشكل مباشر إلى كل واحد منا.

وبرمج مهرجان مراكش لغراي، بمناسبة تكريمه، أربعة من أفلامه: «نحن نملك الليل»، و«عاشقان»، فضلا عن «زمن هرمغدون» و«إلى النجوم»، اللذين عرضا في ليلة تكريمه، بقاعة الوزراء التابعة لقصر المؤتمرات وبساحة جامع الفنا.

ويحكي فيلم «إلى النجوم»، وهو من بطولة براد بيت وتومي لي جونز وروت نيجا، قصة رائد الفضاء روي ماكبريد، الذي يخوض مغامرة بلوغ أبعد مدى في النظام الشمسي بحثا عن والده المفقود، وكذا لأجل حل لغز يهدد بقاء كوكب الأرض. وخلال رحلته، سيواجه ماكبريد حقائق تشكك في طبيعة الوجود البشري، وفي مكانة الإنسان في الكون. فيما يتناول فيلم «زمن هرمغدون»، الذي يؤدي فيه دور البطولة آن هاتهاواي وجيريمي سترونج وبانكس ريبيا وأونتوني هوبكنز، حكاية شخصية للغاية عن انتقال فتى من حي كوينز لمرحلة البلوغ خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، عن قوة العائلة، وعن سعي الأجيال المتعاقبة خلف الحلم الأميركي.

وفضلا عن غراي، والممثل الهندي الذي تم تكريمه في حفل افتتاح الدورة، ينتظر أن يكرم المهرجان، يومي الأربعاء والسبت المقبلين، كلا من المخرجة المغربية فريدة بنليزيد والممثلة الاسكوتلندية تيلدا سوينتون.

وعلى مستوى باقي فقرات المهرجان، دخلت الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية سباق المنافسة، بعرض فيلمي «الثلج والدب» لمخرجته التركية سيلسين إيرغون، و«أشكال» لمخرجه التونسي يوسف الشابي.

ويحكي «الثلج والدب» قصة شابة في مقتبل العمر تم تعيينها حديثا ممرضة في بلدة صغيرة يجتاحها فصل شتاء قاس ويبدو بلا نهاية، جعلها معزولة بالكامل عن العالم، وتجد نفسها في صراع من أجل فرض نفسها في مجتمع تسوده سلطة الرجال. وفي هذا الجو الشتوي، يتم اكتشاف الجوانب الأكثر تعقيدا من الطبيعة البشرية، من خلال الاختفاء المفاجئ لأحد رجال البلدة وانتشار شائعات مفادها أن الدببة خرجت مبكرا من سباتها. ورغم أن الدب هو «بطل» الرواية باعتباره عدوا مفترضا، فإن الخوف المتنامي من ظهوره كان أكبر من العدو نفسه.

فيما ينقلنا فيلم «أشكال» إلى تونس العاصمة، وتحديدا إلى إحدى عمارات حي حدائق قرطاج الذي أنشأه النظام السابق قبل أن تتوقف أعمال بنائه في بداية الثورة. سيكتشف عنصران من الشرطة، فاطمة وبطل، جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل. ومع استئناف عملية البناء تدريجيا، بدأ المحققان يتعمقان في لغز هذه القضية الغامضة، قبل أن تأخذ عملية التحقيق منعطفا محيرا عند وقوع جريمة مماثلة.

كما انطلقت فقرة «حوار مع...»، بلقاء مع الممثل الهندي رانفير سينغ، الذي لم يخف فخره بتكريمه في مهرجان مراكش وتأثره بدفء الاحتضان من قبل المنظمين والجمهور المغربي، على حد سواء؛ مشيرا، في هذا الصدد، إلى أن زيارته للمغرب مكنته من الوقوف على حجم العشق الذي يكنه المغاربة للسينما الهندية، الشيء الذي يؤكد، حسب قوله، سحر السينما وقدرتها الهائلة على الربط بين الشعوب والثقافات عبر العالم. وقال سينغ إن كل إنسان يسعى، وسط تعب وتعقيدات الحياة، إلى البحث عن مصدر للفرح والمتعة، مشيرا إلى أن ذلك ما يحضر بقوة في أفلامه الحافلة بمظاهر الفرح، عبر الأغاني والإيقاعات الموسيقية والرقصات الجماعية التي تحتفي بألوان الحياة. وختم بأنه يبقى من المهم بالنسبة إليه أن يكون الشخص الذي يروي قصة رائعة ويقدم رقصة.

 

الشرق الأوسط في

14.11.2022

 
 
 
 
 

عرض فيلم «تحت الشجرة» في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

أحمد السنوسي

يُعرض الفيلم الروائي "تحت الشجرة" للمخرجة أريج السحيري ضمن فعاليات النسخة الـ19 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من "11 لـ19 نوفمبر"، وذلك في أعقاب حصوله على "التانيت الفضي" في أيام قرطاج السينمائية حيث شهد عرضه الأول في العالم العربي، وكان تحت الشجرة قد وقع عليه الاختيار ليصبح ممثل تونس في مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية لعام 2023.

ويعود الفيلم إلى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إذ سبق ونال مشروع الفيلم جائزة أطلس بوست برودكشن التي يقدمها المهرجان، وسيحصل الفيلم على عرضين ضمن قسم العروض الخاصة، الأول بحضور طاقم العمل يوم السبت 12 نوفمبر الساعة 9:30 مساءً في سينما كوليزي، بينما يُقام العرض الثاني يوم الثلاثاء 15 نوفمبر الساعة 7:30 مساءً في قصر المؤتمرات بقاعة السفراء.

ومؤخراً، أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي عن اختياره للفيلم في قسم اختيارات عالمية ضمن فعاليات النسخة الثانية التي ستُقام في ديسمبر المقبل، وكان قد حصل على جائزة لجنة تحكيم EcoProd في مسابقة نصف شهر المخرجين في مهرجان كان السينمائي حيث شهد عرضه العالمي الأول، ثم شارك في في مهرجانات تورونتو السينمائي الدولي في كندا، وكارلوفي فاري وسراييفو، ومهرجان لندن السينمائي، ومهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، كما نافس في المسابقة الرسمية لمهرجان ملبورن السينمائي ومسابقة سيني فيجن في مهرجان ميونخ السينمائي.

وحصل تحت الشجرة على إشادات نقدية من أهم وسائل الإعلام العالمية، إذ وصفه ستيفن سايتو بأنه "التجربة الروائية الأولى الساحرة لأريج السحيري"، وقال روب ألدام "تحت الشجرة فيلم مكثف متقن الصنع." وكتبت الناقدة لوفيا جياركاي على موقع هوليوود ريبورتر "تحت الشجرة تجربة ممتعة أخاذة وتقدم نسيجًا بسيطًا أنيقًا من التفاعلات المعقدة"، في حين توقعت آمبر ويلكينسون الكثير للفيلم إذ كتبت "من المرجح أن يحلق الفيلم بعيدًا بفضل التجسيد الجذاب للمغازلات الصيفية والاكتشاف المرهف للعلاقة بين الأخوات في مواجهة خلفية ذكورية".

تدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد أثناء موسم الحصاد الصيفي بين الأشجار، حيث يعمل مجموعة من المراهقين تحت أعين العمّال الأكبر سنًا، ويختبرون مشاعر الحب، ويحاولون فهم بعضهم البعض، كما يستكشفون عالم بناء العلاقات القوية.

تحت الشجرة هو أول فيلم روائي لأريج السحيري التي سبق لها إخراج الفيلم الوثائقي الطويل الفائز بالعديد من الجوائز عالسكة، وفاز مشروع الفيلم بجائزة MAD Solutions ومهرجان الجونة في ورشة فاينال كات فينيسيا.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

14.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004