ملفات خاصة

 
 

«الجونة السينمائي» يواجه عاصفة تكهنات بعد تأجيله المفاجئ

يسري نصر الله لـ«الشرق الأوسط»: الصعوبات الاقتصادية وراء القرار

القاهرة: انتصار دردير

الجونة السينمائي

الدورة السادسة

   
 
 
 
 
 
 

أثار القرار المفاجئ لمهرجان الجونة السينمائي بتأجيل دورته السادسة التي كانت مقررة إقامتها خلال الفترة من 13 إلى 22 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، التكهنات حول استمراره في أعقاب الاستقالات المتتالية لبعض كوادره البارزة. واعتبر متابعون بيان المهرجان «غير مقنع»، لعدم إشارته إلى أسباب التأجيل، أو تحديد موعد جديد لانعقاد المهرجان، الذي تواصلت فعالياته خلال العامين الماضيين رغم تداعيات جائحة كورونا.

وذكرت إدارة المهرجان، في بيانها، أول من أمس: «أنه حرصاً على تعزيز الدور الحيوي الذي يلعبه مهرجان الجونة السينمائي على المستويين الفني والسياحي، محلياً وعالمياً، تقرر تأجيل الدورة السادسة آخذاً في الاعتبار التحديات العالمية الحالية، التي قد تعوق إضفاء الصبغة العالمية والإقليمية، التي تسعى إدارة المهرجان لتحقيقها والتأكيد عليها منذ دورته الأولى».

وشدد المهرجان على نيته أن تكون الدورة المقبلة انعكاساً قوياً لرسالة «الجونة السينمائي» ليكون منصة فاعلة إقليمياً وعالمياً في القريب العاجل، وأوضح كذلك أن «تأجيل هذه الدورة سيتيح مزيداً من الوقت لوضع استراتيجية متكاملة للدورة السادسة ترتقي إلى التوقعات المتزايدة من المهرجان، وتسمح بالتركيز على الجانب الفني والسينمائي للدورات المقبلة»، منوهاً بأن «اللجنة المنظمة ستقوم بالإعلان عن الاستعدادات والمستجدات التي تطرأ على الفعاليات بشكل دوري في الفترة المقبلة».

وأعربت الناقدة ماجدة خير الله، عن مخاوفها من أن «يؤدي تأجيل الدورة السادسة لمهرجان الجونة إلى تفككه» على حد تعبيرها، وتضيف لـ«الشرق الأوسط»: «أخشى أن تهتز الأمور ويذهب أفراد فريق العمل للبحث عن مكان آخر، لأن ما حدث كان غريباً، وربما يشير إلى وجود خلافات داخلية لا نعرفها دفعت لتأجيل انعقاده، لكن يظل السبب الحقيقي غير معروف».

وتابعت: «حزنت لتأجيل المهرجان بعدما حقق مكانة بين المهرجانات الكبرى، وصار نقطة تلاقٍ مهمة بين السينمائيين المصريين والعرب والأجانب، كما تميز باختيارات أفلامه في مختلف البرامج والفعاليات».

ويرى متابعون أن الدورة الخامسة للمهرجان كانت مؤشراً للوصول إلى هذه النتيجة، فقد شهدت تقديم المخرج أمير رمسيس استقالته من منصبه كمدير فني للمهرجان قبل حفل الختام، دون الخوض في أسبابها، فيما أشارت تقارير إلى وجود خلاف في وجهات النظر بين رمسيس وبعض مسؤولي المهرجان.

كما قدمت الفنانة بشرى، مدير العمليات والمؤسس المشارك للمهرجان، استقالتها من منصبها في شهر مارس (آذار) الماضي، وبررت قرارها في تصريحات صحافية قائلة: «إن وجودها بمهرجان الجونة على مدى سبع سنوات أثر على عملها كممثلة»، معتبرة استقالتها فرصة لأخذ فترة راحة وإتاحة المجال لدماء جديدة تتولى المسؤولية»، غير أن إدارة المهرجان لم تعلن طوال الفترة الماضية عن عناصر جديدة تؤدي مهام رمسيس وبشرى، ما أثار كثيراً من التساؤلات.

ورغم حضور انتشال التميمي، مدير المهرجان، لفعاليات «كان السينمائي» فإنه على غير العادة لم يقم المهرجان حفل استقبال للتمهيد لدورته السادسة مثلما اعتاد.

وأثار قرار تأجيل المهرجان كثيراً من ردود الأفعال على مواقع السوشيال ميديا، ووصف الفنان الفلسطيني كامل الباشا هذا الخبر بأنه «مؤسف جداً»، راجياً أن يكون تأجيلاً لا إلغاء للمهرجان الذي شكل حالة عربية وعالمية سينمائية فريدة.

وقال المخرج السينمائي المصري مجدي أحمد علي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجونة السينمائي حقق نجاحاً كبيراً وتسبب في حراك للسينما المصرية والعربية، فبينما يوجد بالمغرب 43 مهرجاناً سينمائياً، فإن عدد المهرجانات المصرية مخيب للآمال، إذ مفترض أن يكون هناك مهرجان في كل محافظة، كما أن الجونة من المهرجانات المهمة التي تؤكد دور رجال الأعمال في التنمية الثقافية، لا سيما أن نجيب وسميح ساويرس يهتمان بهذا الأمر ويقيمان مسابقة باسم أحمد فؤاد نجم وأخرى أدبية وفنية».

ورجح أن «تكون الأسباب الاقتصادية وراء قرار تأجيله»، موضحاً: «المهرجان نظم دورتيه السابقتين في ظل أزمة كورونا، ولم يتوقف رغم توقف مهرجانات عالمية كبرى».

بدوره، نفى المخرج المصري يسري نصر الله، عضو اللجنة الاستشارية الدولية للمهرجان، الشائعات التي ترددت حول توقف المهرجان، مؤكداً أن «فكرة إلغاء المهرجان غير مطروحة»، موضحاً في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، أن «ما حدث هذا العام من مشاكل اقتصادية ورفع سعر الفائدة جعل المهرجان يتخذ قرار التأجيل تحسباً للصعوبات الاقتصادية المتوقعة في الفترة المقبلة، محاولاً إيجاد توازن لضمان استمراره في تقديم رسالته، لأن الجونة السينمائي يقدم دعماً للسينما المستقلة، ومنصته تعد من أهم المنصات الداعمة لصناع الأفلام في المنطقة العربية».

واستبعد نصر الله تأثر المهرجان بهذا التأجيل، قائلاً: «هناك مهرجانات كثيرة توقفت خلال وباء كورونا أو بسبب الصراعات السياسية، ونظمت نفسها مجدداً، لأن العالم في ارتباك حقيقي، واقتصادات السينما تحتاج إلى إعادة نظر في ظل هذه الظروف».

ونجح مهرجان الجونة على مدى دوراته الخمس السابقة في استقطاب أفضل الأفلام العالمية التي انفرد بعروضها الأولى، وكرم كبار النجوم المصريين والعرب والأجانب ومنحهم جوائز الإبداع، ومن بينهم عادل إمام، وداود عبد السيد، وخالد الصاوي، ومي مصري، وهيام عباس، وفورست ويتكر، وسيلفستر ستالوني، كما ساند عدداً كبيراً من صانعي الأفلام العرب، وأسهم في تمويل أفلامهم عبر منصته السينمائية.

 

الشرق الأوسط في

21.06.2022

 
 
 
 
 

مصير (الجونة)!

طارق الشناوي

استطاع مهرجان (الجونة) خلال خمس دورات منذ انطلاقه 2017 أن يجد لنفسه مكانًا ومكانة مميزة على خريطة المهرجانات العربية والعالمية، فوجئنا قبل ساعات ببيان التأجيل.

المهرجانات لا تغير مواعيدها إلا فى حالات نادرة، مثل جائحة كورونا التى دفعت عددًا منها إلى إقامته افتراضيًا، كذلك الظرف الخاص الذى يمر به البلد، مثلما حدث فى دورة عام 2013 لمهرجان (القاهرة) التى تأجلت للعام التالى بسبب قيام ثورة 30 يونيو للتخلص من كابوس الإخوان، أو كما حدث فى (كان) عام 1968 عندما تضامن المهرجان مع ثورة (الشباب) فتم إلغاء الدورة.

ما قرأته فى البيان الذى أصدره (الجونة) أشار إلى أن هناك مأزقًا فنيًا أدى إلى تأجيل الدورة للحفاظ على المستوى الذى ارتبطت به، الحقيقة أن تباين المستوى بين دورة وأخرى أمر وارد، فى الدورة الأخيرة لمهرجان (برلين) وجدنا المستوى الفنى متواضعًا بالقياس بالأعوام السابقة.

كما أن المهرجان لايزال لديه قرابة أربعة أشهر على افتتاحه يستطيع خلالها أن يحصل على الأفضل.

يحلو للبعض اختصار (الجونة) فى معارك الفساتين، توصيف قاصر وظالم، يستقى المعلومات من رواد (السوشيال ميديا)، الذين لا يعنيهم سوى الحديث عن فتحة صدر الفستان وكم سنتيمتر فوق الركبة.

المهرجان طوال دوراته السابقة استقطب العديد من أهم الأفلام والتكريمات والتظاهرات، وكان عنوانًا مشرفًا لنا، جزء كبير من النجاح الذى حققه مهرجان (القاهرة) فى زمن (محمد حفظى) يعود إلى أن المنافس الذى يسبقه بنحو شهر ونصف الشهر يستقطب فعاليات مهمة، ولهذا يسعى (القاهرة) لتقديم ما هو أفضل، المنافسة بين المهرجانين أشعلت طاقات فريقى العمل، ودفعت الدولة للاهتمام أكثر بمهرجان (القاهرة).

الأخوان ساويرس (نجيب وسميح) استعانا بأحد أهم خبراء المهرجانات فى العالم، الصديق انتشال التميمى، شعلة نشاط وقدرة على تذكر التفاصيل ودراية سينمائية وإعلامية واختيار فريق العمل، أهَّلته لتحقيق كل هذا النجاح.

نجيب ساويرس، مؤسس المهرجان، ترك كل التفاصيل لشقيقه الأصغر سميح، أقام سميح لأول مرة بمفرده حفل استقبال (الجونة) الدورة السادسة فى ( كان)، تعودنا فى الدورات السابقة أن نجيب ليس فقط صاحب الحفل ولكنه يمارس هوايته فى الوقوف على (الدى جى)، هذه المرة لم يشارك حتى بالحضور، وجود نجيب يضفى طاقة إيجابية افتقدناها فى حفل الاستقبال.

المهرجان مؤسسة وليس فردًا، الأخوان (نجيب وسميح) يدركان ذلك، المشروع من الصعب اعتباره مرحلة، هناك من يردد أنه استنفد أغراضه، حيث ساهم فى تسويق منتجع (الجونة)، ما أعلمه أن المهرجان يسوق نفسه ذاتيًا من خلال الرعاة، فهو كمشروع اقتصادى نجح فى الوصول إلى التوازن الاقتصادى، أو كحد أدنى فى طريقه لتحقيق ذلك، ثم إن استمراره صار هدفًا، لصالح مَن اغتياله؟

تجاربنا مع تأجيل المهرجانات الناجحة غير مشجعة على الإطلاق، فهى تعيد إلينا ما حدث قبل بضع سنوات مع مهرجانى (أبوظبى) ثم (دبى)، يصدر بيان لتأجيل الدورة، وبعدها نكتشف أنه تمهيد لإسدال الستار نهائيًا.

هناك تفاصيل تجعل هذا الأمر حتى كتابة هذه السطور غير وارد، المهرجان لم يستغنِ عن كوادره الفنية والإدارية، ولو كان المطلوب هو إغلاق الصفحة تمامًا فلن يُبقى المهرجان على شىء.

توقف مهرجان (الجونة) خسارة فادحة للقوى الناعمة للوطن، فهو أحد أهم أسلحتنا الثقافية التى يجب علينا الحفاظ عليها!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

 

المصري اليوم في

21.06.2022

 
 
 
 
 

إلغاء مهرجان الجونة خسارة كبيرة

زياد بهاء الدين

حزنت لقراءة البيان الصادر عن إدارة مهرجان الجونة السينمائى منذ أيام، معلنًا إلغاء المهرجان الذى كان مقررا إقامته فى منتصف شهر أكتوبر، بسبب ما وصفه بـ«التحديات العالمية الحالية».

أتصور أن هذا الإلغاء المفاجئ سيبعث الارتياح لدى من كانوا لا يرون من المهرجان إلا سجادة حمراء، وثيابا مثيرة للجدل، وحفلى افتتاح وختام صاخبين، ومجوهرات وحُلى. والحقيقة أن التركيز الإعلامى (إلى حد الهوس) على هذه المشاهد وحدها رسّخ فى أذهان الناس الانطباع بأنه مهرجان للأزياء الغريبة، لا مناسبة فنية عالمية جديرة بأن نفخر بها، وفرصة لمشاهدة أفلام عالمية، واستقبال نجوم ومخرجين ومنتجين دوليين، والاحتفاء بتراث السينما المصرية وكبار فنانينا ومبدعينا.

إلغاء أى مهرجان فنى أو أدبى أو ثقافى - فى كل الأحوال وتحت أى ظرف - أمر مؤسف، لأنه تعطيلٌ لقناة من قنوات الفن والإبداع والتذوق، وإهدارٌ لفرصة التعرف على ما يجرى فى العالم من حراك فكرى وثقافى، وحرمان الفن المصرى من مناسبة لاقتحام الساحة العالمية.

وإذا كنا نريد للسينما المصرية أن تستعيد المكانة التى تميزت بها فى عقود سابقة و«القوة الناعمة» التى نتحدث عنها كثيرا، فإن هذا لن يتحقق بتذكر الماضى ولا النظر بحسرة إلى «أفيشات» أفلام الخمسينيات والستينيات، ولا بإلغاء مهرجان اكتسب مكانة على خريطة مهرجانات العالم، بل بدخول معترك المنافسة العالمية وتشجيع الإبداع والنشاط الثقافى. وإذا كان هذا على حساب بعض الأزياء والتصرفات الحمقاء.. فلا بأس.

من جهة أخرى، فإن اقتصار النظر على مظاهر الاحتفال والصخب التى لابد أن تحيط بأى مهرجان سينمائى دولى يطمس حقيقة اقتصادية لا تقل أهمية عن المضمون الثقافى.. فالسينما «صناعة» حقيقية، لا تعبير مجازيا. صناعة تُشغّل أعدادا غفيرة، ليس فقط فى عملية الإنتاج الفنى، وإنما فيما يصاحبها من رواج لأدوات ومعدات وخدمات وصناعات وملابس ومأكولات وحراسة وتوريدات من كل نوع.. توفر كلها فرص عمل وتفتح بيوتا وتدعم الاقتصاد. وحينما يقام مهرجان عالمى فى مصر، سواء - الجونة أم أخاه الأكبر مهرجان القاهرة - فإن هذا يعنى سفرا وإشغالا لفنادق وانتعاشا لسائقى السيارات والعاملين فى المطاعم وأصحاب البيوت المؤجرة والنشاط السياحى برمته.. يضاف إلى ذلك ما يجلبه مهرجان مماثل للبلد من دعاية سياحية مجانية وجذبا لأنظار وفضول الملايين حول العالم يتابعون نجومهم المفضلين حينما يظهرون ووراءهم معالم مصرية، فتظل تداعب خيالهم حتى يحققوا حلم السفر.

وأما الاعتقاد بأن إلغاء المهرجان هذا العام - فى ظل ظروف اقتصادية قاسية للغاية - فيه مراعاة لشعور الناس وتجنب لاستفزازهم، فهو فى رأيى يغفل أن الأثر الاقتصادى الحقيقى لهذا الإلغاء هو ضياع فرص عمل ومبيعات ورواج وسياحة وإنتاج وعملة أجنبية، أظن أننا بأمس الحاجة إليها، خاصة الآن.

أيًّا كانت الأسباب والمبررات الحقيقية لإلغاء مهرجان هذا العام، فأتمنى أن يكون هناك مجال لإعادة النظر فيها، وأن تتدخل الدولة لمساندة هذا الحدث الثقافى العالمى الذى تسعى الدول المجاورة بنا لاقتناصه، وأن نتضامن جميعا مع المهرجان وإدارته، لأن ضياع فرصة تنظيم مهرجان عالمى استقر لبضع سنوات وصارت له مكانة دولية خسارة للبلد والسياحة والاقتصاد والفن.

وختامًا، لقد أعجبنى تعليق الناقد والكاتب الكبير الأستاذ طارق الشناوى فى حديثه مع جريدة «الشروق» منذ يومين حين قال «إن مهرجان الجونة أحد العناوين المهمة للثقافة المصرية وقوتها الناعمة، ولابد أن ندعم فكرة استمراره لصالح الوطن».

 

المصري اليوم في

23.06.2022

 
 
 
 
 

تأجيل فاعليات الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي للعام المقبل

القاهرة/ خاص

أعلنت إدارة مهرجان الجونة السينمائي تأجيل فاعليات الدورة السادسة للمهرجان والتي كان من المزمع عقدها في الفترة من 13-22 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في موعد يتم تحديده لاحقا.

جاء هذا القرار حرصاً وإيماناً من إدارة مهرجان الجونة السينمائي على تعزيز الدور الحيوي الذي يلعبه مهرجان الجونة السينمائي على المستويين الفني والسياحي محلياً وعالمياً، أخذًا في الاعتبار التحديات العالمية الحالية والتي قد تعوق إضفاء الصبغة العالمية والإقليمية التي تسعى إدارة المهرجان لتحقيقها والتأكيد عليها منذ الدورة الأولى للمهرجان.

وقد تم الوضع في الاعتبار الظروف العالمية الحالية التي قد تحول دون خروج المهرجان بالصبغة العالمية التي تطمح اللجنة المنظمة للمهرجان في وجودها ليستكمل المهرجان دوره الحقيقي كمنصة سينمائية وفنية وثقافية هامة.

كما صرحت إدارة المهرجان عن نيتها أن تكون الدورة القادمة انعكاساً قوياً لرسالة مهرجان الجونة السينمائي منذ انطلاق دورته الأولى عام 2017 ليكون المنصة السينمائية الأهم إقليمياً، بل وعالمياً في القريب العاجل. كذلك سيتم وضع قائمة متنوعة من المدعوين لضمان تبادل الخبرات بين كافة الأجيال والجنسيات المهتمة بصناعة السينما التي لطالما تصدرت مصر ساحتها عربياً وإقليمياً وهو ما قد يتعذر تحقيقه في ظل الظروف العالمية الراهنة.

سيتيح التأجيل مزيداً من الوقت لوضع استراتيجية متكاملة للدورة السادسة ترتقي إلى التوقعات المتزايدة من المهرجان، لتسمح بالتركيز على الجانب الفني والسينمائي في الدورات المقبلة مع إتخاذ الخطوات الأنسب للمهرجان ليستمر في القيام بدوره الرائد والمساهمة في تطوير الشبكات الإقليمية والدولية الخاصة بصناعة السينما.

من المتوقع أن تقوم اللجنة المنظمة للمهرجان بالإعلان عن الاستعدادات والمستجدات التي قد تطرأ على فاعليات الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي بشكل دوري في الفترة المقبلة

 

المدى العراقية في

23.06.2022

 
 
 
 
 

صناع السينما يبحثون عن بدائل بعد إيقاف "الجونة"

المهرجان لم يكن ساحة لاستعراض الفساتين ومتخصصون يؤكدون: من الصعب تعويضه

حميدة أبو هميلة كاتبة

بعد أن هدأت العاصفة التي أعقبت الإعلان المفاجئ عن إيقاف مهرجان "الجونة" السينمائي في مصر هذا العام، وخفتت تأويلات البيان الذي جاء بطعم "الإلغاء" وليس مجرد التأجيل، يمكن الآن الحديث عن الطرف الذي كان ينتظر هذه الفعالية ليحصل على مساهمة ولو بسيطة في طريقه نحو تحقيق أحلامه. فما مصير مشروعات شباب السينمائيين الذين كانوا يضعون أملهم في هذه المنصة سنوياً من أجل ترويج أعمالهم وتطويرها، بخاصة تلك التي تتميز بطابع غير تجاري؟!

كان العنوان العريض للمهرجان المستقل الذي يقف وراءه رجل الأعمال نجيب ساويرس، بأنه ساحة لاستعراض الأزياء، لكن المتابع لحلقات النقاش والورش والندوات، سوف يعرف بسهولة أنه كان محفلاً سينمائياً مهماً يعرض أبرز الأفلام العالمية والعربية، ويمنح مساحة للتواصل بين صناع السينما من مختلف دول العالم، ويعطي فرصاً شتى لإنتاجات لم تكن لتلقى الدعم بسهولة.

أفلام منصة "الجونة"

المهتمون بالسينما يبحثون الآن عن بدائل لمنصة "الجونة" التي كانت تصل جوائزها الإجمالية إلى 300 ألف دولار لأعمال في مراحل التطوير والتسويق والإنتاج. وهي أعمال أثبتت جدارتها في ما بعد بالمشاركة في فعاليات دولية والحصول على جوائز رفيعة، وبينها "كابتن الزعتري وبنات عبد الرحمن والرجل الذي باع ظهره ويوم الدين وسعاد و200 متر".

وعلى مدار خمس سنوات، شكل شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام مناسبة خاصة جداً للسينمائيين الطامحين لتنفيذ مشروعات، من خلال منصة "الجونة" التي انضمت لمسابقات أخرى تابعة للمهرجانات السينمائية في المنطقة، لتمثل جهة دعم كان العاملون في هذا المجال بحاجة ماسة إليها. الآن اختفت تلك المنصة، وأصبح التنافس أشد شراسة، حيث ينحصر في عدد أقل من المهرجانات العربية البارزة، بينها "القاهرة السينمائي الدولي والبحر الأحمر السينمائي، وأيام قرطاج السينمائية، ومراكش"، خصوصاً أن اختفاء مهرجان "الجونة" يأتي بعد أعوام قليلة من غياب مهرجانين سينمائيين مهمين هما "أبو ظبي ودبي" عن الخريطة، فهل ستكون تلك البدائل كافية؟!

يرى مدير المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أندرو محسن، أنه حتى في أثناء استمرار مهرجان "الجونة"، "لم يكن الدعم بشكل عام كافياً، لطالما كان عدد المشروعات أكبر من الفرص المتاحة"، لافتاً إلى أنه بجانب المهرجانات الكبرى التي تتضمن منصات مماثلة وبينها القاهرة والبحر الأحمر، "هناك أيضاً مؤسسات أخرى في المنطقة العربية معنية بصناعة السينما تستقبل مشروعات متنافسة، وتختار الأكثر مطابقة لشروطها وتمنحه من صندوقها الداعم".

وتابع محسن: "بالطبع غياب منصة الجونة سيكون له تأثير سلبي في هذا الصدد، وعلى الرغم من أن المبالغ الممنوحة لم تكن ضخمة بعد تقسيمها على الجوائز، لكنها كانت تساعد بكل تأكيد".

تمويل حكومي

التجارب السينمائية المختلفة تواجه دوماً مصاعب في التمويل، وهو أمر يشترك فيه المحترفون وكبار الصناع وليس فقط فنانو الجيل الصاعد، بالتالي فإن اختفاء مهرجان "الجونة" من المشهد سوف يزيد من تلك التعقيدات. وهنا يطرح مدير المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الحل القديم الجديد الذي ينادي به السينمائيون منذ عقود، "من المهم أن يكون هناك دعم من الجهات الرسمية، وهو أمر يحدث في كبرى الدول. فالمساعدات الحكومية للسينما أمر مطلوب بخاصة السينما الفنية والمشروعات غير التقليدية، المعروف أنها لا تحقق إيرادات كبيرة في شباك التذاكر كي يتمكن أصحابها من تقديم أعمال مغايرة للسائد".

إدارة مهرجان "الجونة" السينمائي كانت قد أعلنت في 19 يونيو (حزيران) عن تأجيل وقائع الدورة السادسة، التي كان من المقرر إقامتها في الفترة من 13 و22 أكتوبر، وقالت في نص البيان إن الإرجاء سوف يكون حتى "العام المقبل في موعد يتم تحديده لاحقاً". كما كانت التبريرات التي ساقها البيان رمادية وغامضة أثارت الحيرة والجدل، ولم تجب على كثير من التساؤلات.

ومن هنا استقبل المعنيون هذا البيان الرسمي بتوجس وقلق وغضب، وبينهم المخرج عمرو سلامة الذي كتب تدوينة عبّر فيها عن شعوره بالخسارة بعد تأجيل دورة 2022، جاء فيها: "توقف مهرجان الجونة بالتأكيد يضر بالمشهد الثقافي المصري، المهرجان أصبح من أهم المهرجانات في المنطقة، وبإلغائه توقف مصدر رزق لكثير من الشباب العاملين فيه، ومصدر للتعلم والتدريب، وكان سبباً للتواصل بين الفنانين المصريين، وأيضاً التواصل بين الفنانين المصريين والعرب والأجانب. كان فرصة لعرض الأفلام المصرية لجمهور عالمي والاحتفاء بها، وفرصة لمشاهدة أفلام عظيمة ومهمة عالمية، هذا غير الندوات والنقاشات".

خسارة محزنة... ولكن

كذلك وصف الناقد الفني رامي عبد الرازق توقف "الجونة" بأنه "خسارة كبيرة ومحزنة" للمشهد السينمائي العربي والإقليمي، معتبراً أن تعدد المهرجانات والمنافسة بينها يثري المجال، وهو أمر ينطبق على كل فعاليتها بما فيها مستوى البرمجة والتنظيم ومنصات الدعم.

ويرى عبد الرازق أن كل مهرجان يحاول أن يعطي أفضل ما لديه لإثراء الصناعة، مشدداً على أن "الجونة" السينمائي خلال أعوام قليلة "قطع شوطاً كبيراً في كل تلك النقاط، بالتالي تعويضه لن يكون سهلاً أبداً".

ويلفت عبد الرازق، النظر إلى أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي في السعودية، بات يمثل واحدة من أهم منصات الدعم للسينمائيين سواء في ما يتعلق بتطوير السيناريوهات على مستوى التمويل، أو غيرها من الأمور.

وأضاف، "المشروعات التي كان من المقرر تقديمها للجونة بالطبع سوف تتفرق على بقية المؤسسات والفعاليات في المنطقة العربية، وبينها مؤسسة الدوحة للأفلام ومهرجان مراكش وغيرها. فكل تلك المنافذ لم يكن ينبغي أن نفقد أحدها، فخسارة مهرجان الجونة لا تعوض، ومن الصعب ملء الفراغ الذي تركه، في ما يتعلق بعروض الأفلام ومستواها وتنوعها أو على مستوى الدعم. فالمهرجان عُرف بحصوله على عدد لا بأس به من الأفلام الجيدة والعروض الأولى المتميزة عالمياً وإقليمياً، وبالطبع جانب من تلك الأعمال سوف يذهب لمهرجانات أخرى".

ويعتقد عبد الرازق، الذي شارك على مدار 13 عاماً بشكل فاعل في مجموعة كبيرة من المهرجانات الفنية البارزة، أن أهمية "الجونة" تكمن أيضاً في حرصه على عرض أفلام قيمة من كبرى مهرجانات العالم، وهي قيمة كان يتميز بها مهرجان أبو ظبي قبل إيقافه.

 

الـ The Independent  في

27.06.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004