كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الدورة ال 61 لمهرجان برلين السينمائي

الشباب والاتجاهات التجريبية ثيمات مستحدثة.. وعروض فيها جواهر سينمائية

قيس قاسم – برلين

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة الحادية والستون

   
 
 
 
 
 
 

مهرجان برلين، مثل كل المهرجانات الكبيرة، يسبق كل دورة من دوراته، كلام كثير وتوقعات باحتمال ظهورها بأقل مستوى من الدورات التي سبقتها، كما هو الحال عندما أعلن بعض النقاد ومتابعي السينما عن تشاؤمهم من تقليص عدد أفلام المسابقة الى 22 فيلم فقط، وقلة الأسماء الكبيرة، نسبيا، والرهان على الشباب والتركيز على الكثير من الأعمال التجريبية، ولكن ومثل كل مهرجان كبير فإن الأيام الأولى من كل دورة تتكفل هي بنفسها بإزاحة الكثير من الكلام الذي سبقها وتبرهن على قدرته في ايجاد الجديد من الأفكار والموضوعات التي تكرسه كواحد من أكبر ثلاث مهرجانات سينمائية في العالم، وتكفي هنا الإشارة الى الإحتفائية الخاصة بالمخرج السويدي انغمار برجمان وكيف خصصوا له معرضا فوتوغرافيا وثق جزءا من حياته وطبعوا عنه كراريس ونظموا عن أعماله ومساهماته السينمائية المهمة ندوات وحلقات دراسية، الى جانب عرض بعض أفلامه وتسجيلات جديدة كشف عنها لأول مرة في هذة الدورة.

ومثل كل مهرجان يكثر الحديث، سنويا، عن علاقته بالسياسة واهتمامه بها، وإذا كان موضوع المخرج جعفر بناهي واختياره عضوا (غائبا) في لجنة التحكيم كونه مسجونا في ايران وإنسجامه مع مواقف مهرجانات أخرى سبقته في هذا مثل كان وروتردام وجوتنبرج، فإن أفلاما كثيرة عرضت فيه أحيت الموضوع السياسي بقوة ومنها فيلم زميله أصغر فرهادي "انفصال نادر وسيمين". في هذا العمل الرائع يغور فرهادي في أعماق مشاكل ايران السياسية بطريقة بعيدة عن المباشرية والمساس الفاقع بالسياسة كونه يتناول في، الظاهر فقط، علاقة عادية بين زوجين مشرفة على الانتهاء، وعبر تقربنا من تفاصيلها يقربنا الفيلم بدوره من واقع ايران السياسي والاجتماعي.

ثمة أفلام فيها النقد السياسي أشد قسوة من الفعل السياسي نفسه وهذا الفيلم واحد منها، فهو من جهة يعري طبيعة المجتمع الذكوري وكيف تُستغل المرأة فيه وتُعامل بطريقة دونية وعلاقة هذا التشابك الاجتماعي المختل بالنظام السياسي الذي يغذيه ويحميه من جهة أخرى. إشتغل فرهادي بإسلوب سردي غني يعرفه جيدا، فهو سينمائي حكائي من الطراز النادر وهذا ما لمسناه في فيلمه "عن ايلي" الذي عرض في مهرجان أبو ظبي الأخير، وفي جديده نلمس ذات القدرة على حكي أكثر من قصة في الفيلم الواحد، وفريق عمله منسجم مع حسه وبحثه عن التفاصيل المناسبة والمنسجمة موضوعيا مع رؤياه فنرى الكاميرا تبادر لقص  جزء مما تعرضت له عائلة نادر، من الأب المصاب بمرض الزهايمر الى الزوجة  الراغبة في التخلص من هيمنة الزوج ومتطلباته الكثيرة الى طفلتهما التي تريد البقاء تحت رعايتهما سوية. مستوى التمثيل مدهش وكل أبطاله تقريبا أجادوا أدوارهم مما رفع من عمل، نقول انه يستحق جائزة "البرليناله"، ودونها يظل فيلما يستحق التقدير كونه مس السياسي عبر الفن السينمائي، برشاقة، مستغلا كل قدراته الكبيرة في توصيل أفكاره ورؤيته للصراع الدائر في بلده.

وعلى ذات المستوى من الهاجس السياسي كان "بديل الشيطان" الذي يدور حول عدي صدام حسين وشبيهه لطيف يحيى. بفيلم لي تاماهوري حضر الموضوع العراقي مجددا خاصة وأن الفيلم قد اعتمد كثيرا في مادته على كتاب "كنت ابنا للرئيس" والذي سجل فيه شبيه عدي جزءا كبيرا من تجربته الشخصية ومن خلالها قدم صورة عن واقع العراق خلال فترة  الثمانينات. الفرق بين الفلمين أن عمل أصغر مهم في حين كان عمل النيوزلندي تاماهوري ضعيفا، يعتمد الفضول السياسي عند المشاهد مصدرا لنجاحه بدلا من المقدرة الاخراجية وسيلة لعرض الأفكار والمتغيرات السياسية في العراق وغيره منهجا للعمل السينمائي الحقيقي، كالذي تناوله وبإسلوبية خاصة الروسي الكسندر مينداجه في فيلمه "في يوم السبت" وموضوعه عن انفجار المفاعل النووي تشرنوبيل وكيف تسبب تأخير الاعلان عنه الى كارثة نووية راح ضحيتها الكثير وما زالت آثاره قائمة الى الدرجة التي يشبه فيها البعض مخلفاتها على المستوى الانساني بكارثة اسقاط القنبلة الذرية على مدينة هوراشيما اليابانية. ينطلق الفيلم ليكشف ما جرى السكوت عنه، وبسببه تضرر جزء كبير من العالم غير أوكراينا التي انفجر فيها، ينطلق من حكاية أحد الشباب الحزبيين والذي كان يعمل في المفاعل نفسه وعلم من خلال علاقاته الحزبية بخبر تفجيره وكيف سعى لتخليص نفسه وصديقته من خطر الموت بسبب الانبعاثات النووية المتسربة منه الى أي منطقة بعيدة عن موقعه لكن ظروفا كثيرة تدخلت وأجلت عملية هروبة ليعود خلال تلك الليلة الى زملاء فرقته الموسيقية التي اتهمها يوميا بإفساد الذائقة الشيوعية وتشجيع المجتمع  الإقبال على الثقافة الغربية عبر تسجيل أغاني فرقة البيتلز الانكليزية وغيرها من الموسيقى الغربية وقت انقسام العالم الى غربي وشرقي. الساعات ال 36، الفاصلة بين الانفجار والاعلان الرسمي عنه، تحولت الى ساعات حشر كان هذا الشاب الوحيد الشاهد عليها والمتواطيء في اخفائها. في هذا العمل المذهل جسد صاحبه الموقف الأخلاقي للسطات السوفيتية التي كان همها الأول الحفاظ على سمعتها حتى لو كان على حساب ملايين البشر، وكيف وجد الشباب نفسه وفي لحظة مراقبته للجحيم القادم، أسيرا للضوابط والمصالح التي أنتقل بسببها من الحياة السوية الناشدة للفرح أي كان مصدره الى حزبي، انتهازي، يرضي قادته رغم لفظهم له في لحظة الحقيقة القاسية ولهذا ظل في داخله منقسما بين ذاك الذي كانه يوما وبين الذي صاره اليوم. "في يوم السبت" سنتذكره طويلا ونتذكر أن عارضه العالمي الأول كان مهرجان برلين في دورته ال 61 وليس أي مهرجان أخر.

 

الجزيرة الوثائقية في

17.02.2011

 
 
 
 
 

الألمان أول من اكتشف كيفية صنع أفلام ثلاثية الأبعاد.. وتحية من برلين لإنغمار بيرغمان

سنوات ضوئية بروباغاندا بثلاثة أبعاد

محمد رُضا

بينما كان مخرج أسترالي اسمه فرانك مورا ينقب بحثا في المواد الأرشيفية الألمانية المصورة، تمهيدا لإنجاز فيلم وثائقي عن كيف استخدم النازيون السينما لخدمة إعلامهم، فوجئ باكتشافه فيلمين قصيرين (مدة كل منهما 30 دقيقة) مصنوعين بالأبعاد الثلاثية.

بذلك يكون الألمان أول من اكتشف كيفية صنع أفلام ثلاثية الأبعاد في العالم. فالسائد هو أن الأميركيين أنجزوا ذلك النظام في مطلع الخمسينات، لكن ها هي القرائن تشير إلى أن السينما الألمانية هي التي سبقت نظيراتها حول العالم، فتاريخ هذين الفيلمين يعود إلى سنة 1939.

إنه اكتشاف بالغ الأهمية يعيد النظر في أشياء كثيرة، من بينها أن هناك قيمة بالغة الأهمية حتى في الأفلام ذات القصد الإعلامي أو ما يسمى بسينما البروباغاندا. فالغاية لإتقان اللغة السينمائية التي من خلالها يتم التعبير عن الفيلم (أي فيلم) لم تتوقف، والكثير مما نراه اليوم في هذا الصدد هو تطوير لما كان سائدا. فنحن نعلم أن الألوان استخدمت حتى حينما كانت السينما ما زالت عبارة عن أفلام قصيرة صامتة في السنوات العشر الأولى من القرن العشرين، وأن التعبير عن زمانين، ماض وآن، في فيلم واحد على طريقة «فلاش باك» تم أيضا في تلك الفترة، بل إن نطق السينما كان مثار محاولات لعدة سنوات طويلة قبل أن ينبري «مغني الجاز» للنطق - جزئيا - سنة 1927.

وبالنسبة للمؤرخين، فإن هذا الاكتشاف الجديد بالغ القيمة وسيعيد إرساء جديدا على التاريخ الفعلي للسينما، مما يعني أنه كلما اعتقدنا أننا فهمنا التاريخ واعتبرناه مرجعا موثوقا، تبدت لنا حقائق جديدة تغير مفهومه تغييرا كاملا، وهذا ليس فقط بالنسبة للسينما، بل بالنسبة لكل شؤون الحياة.

* سبعة أيام برلينية: تعدد القضايا وغياب الهم الجماعي

* البعد الشاسع بين السينما العربية وكل ما عداها يتكشف هذا العام مع كل يوم يمر من أيام هذا المهرجان السينمائي الكبير. لقد لاحظنا هنا، كما لاحظ سوانا، غياب السينما العربية، لكن هذا الغياب هو قاعدة وليس استثناء، بينما بات غياب سينمات أخرى من المنطقة ذاتها هو الاستثناء وليس القاعدة.

فمبدأيا، لا يوجد منطق وراء غياب السينما العربية، بل مناهج تفكير خطأ تتمدد في اتجاهات ثقافية واجتماعية وسياسية تجتمع تحت مظلة «اللا اكتراث». لكن حتى هذا التجمع لا يعني أنه السبب الوحيد وراء الغياب الذي يزداد وضعه فداحة، حينما نلاحظ الاهتمام الكبير الذي يبديه المجتمع السينمائي بالسينما الإيرانية والتجاهل الكامل للسينما العربية.

هذا على الرغم مما نعرفه جميعا من العداوة المتبادلة بين إيران والغرب، مما يوعز إلى فكرة أن الغرب ربما يحب من يعاديه. وبالتالي، إذا ما كان هذا صحيحا، فإن السينما العربية التي ليس لديها منهج معاد ولا تنطلق من وضع آيديولوجي متزمت تخسر أشواطا حتى قبل أن يصل الفيلم إلى شاشات المهرجانات الدولية.

هذا الكلام يأتي على ضوء الاستقبال الجيد الذي أحاط بفيلم أصغر فرهادي الجديد «نادر وسيمين: انفصال»، الذي تم تقديمه في المسابقة الاثنين الماضي، وهو الفيلم المقدم رسميا باسم إيران، أي أن الدولة التي جلبت على نفسها انتقادات المحافل الدولية لحكمها الجائر على المخرج جعفر بناهي، هي ذاتها التي استقبل فيلمها بترحيب شديد، بل وباعتقاد شامل بأن هذا الفيلم جدير بالجائزة الكبرى إذا ما قررت لجنة التحكيم ذلك.

المحير في الموضوع أن الفيلم فيه نقد لجوانب سلبية في المجتمع الإيراني، لكنه ليس في الأسلوب العاكس لسينما ذاتية الطرح، كتلك التي في أعمال بناهي. فهل يعني ذلك أن المسؤولين هناك لا يمانعون النقد إذا ما ورد ضمن خانة الحكاية الاجتماعية المعهودة، ويعارضونها إذا ما كانت ضمن أسلوب سرد يرصد الحالة على نحو من يسلط الضوء عليها؟ وما الفرق حينها إذا ما كان العملان ناقدين؟ أم أن المسألة هي أن بناهي مقصود لذاته؟ في حين أن فرهادي لا يزال معتبرا من أبناء النظام الذي سيتاح لهم تناول ما يريد ما دام أنه في النهاية يصور المسألة على أساس أنها قصة لا أكثر من ذلك أو أقل؟

* فيلم اليوم

* شكسبير لا يزال بيننا (Coriolanus) كوريولانوس إخراج: راف فاينس تمثيل: راف فاينس، غيرارد بتلر، برايان كوكس بريطانيا / المسابقة – 2011

* «ولماذا هو غاضب لهذا الحد؟» سأل ناقد إسباني مخضرم الجالس لجانبه أول ما انتهى الفيلم البالغ 122 دقيقة. وهو ليس سؤالا عاديا يطلب جوابا بقدر ما هو ملاحظة تمتد لتشمل كل الفيلم، الذي هو الإخراج الأول للممثل المعروف الذي سبق له أن قدم العمل ذاته على خشبة المسرح طويلا.

«كوريولانوس» كما تقدم سابقا، مسرحية لوليام شكسبير من بين أقل مسرحياته انتقالا إلى الشاشة، لكنه كباقي أعمال شكسبير، فإن «كوريولانوس» في الوقت ذاته عمل تراجيدي يمضي بعيدا في تشريح النفس الواحدة وعواطفها المتشرذمة بين العقل والعاطفة وبين المنطق وغيابه وبين القتل لمبدأ والقتل كانتقام. فيلم فاينس يحتوي على هذه العناصر بوضوح ويثير، كما المسرحية، البحث في التاريخ. كل ما في الأمر من اختلاف، أن بحث شكسبير في هذا النطاق تعامل والزمن الغابر له، فهو كتب عن تراجيديا بطلها جايوس ماركوس كوريولانوس الذي عاش في القرن الخامس الميلادي (كتب شكسبير هذه المسرحية ما بين عامي 1606 و1608) في حين نقل المخرج هذه الأحداث إلى عالم اليوم غير عابئ بغياب المبررات.

فاينس يصنع فيلما يريد طرح ذات المسائل السياسية والاجتماعية التي شكلها شكسبير، كأرضية صراع في مسرحيته تلك، وهو (فاينس) ينجح في الإتيان بالمسببات، فالفيلم لا يزال يتحدث عن جوانب لصراع دام، وأحد هذه الجوانب اقتصادي بين من يملك ومن لا يملك، لكن الجانب الذي يطغى، وعن صواب، هو متى يعترض القائد الذي يحاول دخول السياسة طريقه بنفسه، لأنه يشعر بأن ثأره لعدوه يأتي في المرتبة الأولى فيفقد صوابه، ومن ثم حياته، في سبيل اندفاع جله عاطفي؟

فاينس نقل الأحداث كما وردت في المسرحية، لكنه بنقله لها زمنيا أمد الفيلم ببعد جديد. الفيلم ليس تراجيديا شكسبيرية الملامح بقدر ما هو فيلم معارك وحروب يمضي بعيدا في عنف المواقع.

* ما يحفظ للفيلم عنفوانه هو أن المخرج لا يغفل متابعة شخصيته الرئيسية، كوريولانوس التي يقوم بتشخيصها بنفسه، ومحاولاته التي تنطلق أولا من فصل نفسه عن السياسة، بعد انتصاره ضد عدوه تالوس (غيرارد بتلر)، ثم قبوله بمنصب سياسي قبل أن يمضي في محاولة الانتقام من عدوه ذاك، ثم تلبد تلك الرغبة حين يجد لزاما الانضمام إليه في حربه ضد المصالح السياسية قبل أن ينتهي وإياه في منازلة أخيرة.

يخرج فاينس مشاهده بمطرقة هاوية على الأبصار والآذان والأدمغة. ليس لديه وقت للتفنن، لكن عمله في الوقت ذاته ليس رديئا، وإن كان يبحث لنفسه عن ناصية أسلوبية بصرية أفضل لا يستطيع تأمينها. هناك قوة بصرية مركبة من الشخصيات والتصرفات والأماكن طوال الفيلم. كذلك فإن الإبقاء على النص الشكسبيري من دون تغيير (بنفس مفرداته وتعابيره غير المستخدمة اليوم) يمنح العمل تميزا آخر من ناحية، وباعثا على قدر من الانفصام في المرامي، كما لو أن فاينس يريد أن ينجز التاريخ والحاضر في الوقت ذاته.

* بلا محور

* الإجابات تحتاج إلى بحث، لكن ما هو مؤكد أن هذا الفيلم تحديدا من بين بضعة أفلام رفعت درجة الحرارة في المهرجان خلال الأيام القليلة الأخيرة. فمن بعد بداية واعدة بفيلم واحد، هو الأميركي «نداء جانبي»، الذي لا يبدو أنه سينجز أي نجاح على صعيد الجوائز، طغت جملة من الأفلام التي تبدو كما لو ضلت طريقها إلى شاشة هذا المهرجان، من بينها الفيلم التركي - الألماني «ألمانيا» لياسمين سيمديرللي، و«كهف الأحلام» لفرنر هرتزوغ (ألمانيا) و«السبت البريء» لإلكسندر مينداز (روسيا)، وعلى الأخص «الجائزة» لباولا ماركوفيتش (المكسيك) و«مرض النوم» لأولريخ كولر (ألمانيا). وحتى الفيلم الكرتوني «حكايات الليل» للفرنسي ميشيل أوسيلو لم ينجز جمالا للتنويع الذي افترض أنه سيحدثه.

كذلك فإن أفلاما تم تقديمها خارج المسابقة وإنما ضمن البرنامج الرسمي، كأعمال رئيسية لم تأت بمستوى فني كبير، كما الحال مع «مدخل الخدم» للفرنسي فيليب لو غواي، وبقي لفيلمي «مجهول» لخوام كوليت سيرا و«وحدة النخبة 2» إيجابية أنهما من النوع التشويقي الذي حد من استغراق المشاهدين في النوم خلال عروض الأفلام المذكورة.

لكن مع دخول المهرجان نصفه الثاني سخن الجو فجأة. وصارت لدى المرء أعمال يتحدث عنها الحضور بإعجاب أو على الأقل، باختلاف بين استحقاقها للجائزة أو عدمه، أو حتى ما إذا كان فيلما جيدا أو مجرد محاكاة للجودة.

ما يتكشف عنه هذا الوضع هو أن ما يضعف المهرجان ربما التنويع الشديد، ليس في الأساليب فقط، بل في الطروحات. على عكس السنة الماضية حين تصدر موضوع الإسلام والمسلمين المهاجرين طروحات ثلاثة أفلام عرضت في المسابقة الرسمية، لجانب الفيلم التركي «عسل»، الذي نقل شريحة حياة ثقافية من الأناضول إلى الشاشة الكبيرة بذكاء مفرط، فإن أفلام هذه السنة ليس لها محور جامع، بل حكايات تذهب في كل اتجاه، حسب ما أثار رغبة السينمائي الواقف خلف عمله.

* 14 فيلما لبيرغمان في برلين

* تلقي الدورة الحادية والستين من مهرجان برلين السينمائي الدولي نظرة تقدير لمخرج كان قد رحل قبل ثلاث سنوات بعد أن جال طويلا في السينما وأنجز لها بعض أهم أعمالها.. إنغمار بيرغمان.

التحية التي يلقيها المهرجان على ذلك المخرج السويدي اللامع تضم أربعة عشر فيلما من أعماله، من بينها أفلام من مرحلته الأولى، مثل «أمطرت على حبنا» (1948)، و«الساحر» (1958)، وأفلام وضعته للمرة الأولى في مواجهة مع نفسه وعالمه مثل «الختم السابع» (1957)، و«عاطفة» (1968) وأخرى أقدم عليها بعدما أصبح ذا شهرة ذائعة، كما الحال في «فاني وألكسندر» (1981).

والحقيقة أن تقدير بيرغمان ومراجعة أعماله من زاوية البحث المفعم بالرغبة في الوقوف على أسرار صنعة سينمائية لا يزال ذا أسلوب عمل فريد، أمر لم يتوقف عن الحدوث منذ أن رحل في الثلاثين من شهر يوليو (تموز) سنة 2007. بل هو لم يتوقف مطلقا منذ اكتشاف الأوروبيين أولا ثم العالم، البيرغمانية كأسلوب فني يختصره المخرج بنفسه ويضم وجهة نظره في الحياة وفي الموت واهتمامه الكبير بمسائل الدين والنفس البشرية والتأنيب المعذب للضمير وسوى ذلك من الحروب داخل النفس البشرية. ففي الوقت الذي كانت فيه السينما قد اعتادت اتخاذ الفرد مكانا للانطلاق صوب المحيط الأوسع للحديث من خلاله عن العالم، عمد هو إلى الفرد واتخذه مناسبة للمضي في عمقه.

بيرغمان، من بين كل مخرجي السينما ومبدعيها، مثل الجنوح للأقصى في عملية البحث عن القضايا النفسية الغارقة عميقا في شخوص أبطاله. ولم يكن ذلك بعمليات تصويرية معقدة. لم تكن لديه رغبة في تحويل الكاميرا إلى شكل قائم بذاته يعيق حركة الشخصيات ويقطع دابر التواصل بين المشاهد وبين ما يقع على الشاشة. على ذلك أسأل أي متابع من تلك الفترة عن المخرج «الأصعب» فهما، فإن الجواب شبه الدائم هو إنغمار بيرغمان. وحسب مذكراته الشخصية المنشورة سنة 1988 تحت عنوان معبر هو «المصباح السحري»، وقع إنغمار بيرغمان في حب الفن منذ أن دخل المسرح لأول مرة حين كان في الخامسة من عمره. كتب: «من حينها، عشت عالما خياليا من صنعي لازمني ولم أحد عنه أو أفكر في صده».

ولد في 1918 في مدينة أوسالا، في السويد. والده كان راعي أبرشية لوثرنية قبل أن يصبح قسيسا للعائلة الملكية. الصبي بيرغمان نشأ في بيت محافظ ومتشدد في ما يتعلق بالمناهج والتعاليم الدينية. هذا التشدد نتج عنه ابتعاد المخرج عن التعاليم الكلاسيكية للدين المسيحي ومروره بفترة زمنية طويلة من الأسئلة التي كانت تقلقه حول الوجود والحياة والموت، فقد انعكست على أفلامه، مثيرة الكثير من النقاش والجدال حول ما تطرحه. وأحد من تلك الأسئلة التي تتابعت من فيلم إلى آخر يكن في محاولة عدم الإجابة عن سؤال حول أين الصواب وأين الخطأ في السلوك الإنساني؟ بل طرحه بكل ثقله أمام الكاميرا لإظهار النزاعات الصغيرة، والكبيرة في دواخل شخصياته. طرحت أفلام المخرج قضايا شائكة تتعلق بدواخل النفس البشرية وما يدور فيها وبالسير على حافة ضيقة بين الحياة والموت لجانب معالجتها قضايا وحدة الفرد في أعماقه هربا من المواجهة أو خوفا من كشف مستور نجحت في إخفائه لحين، لكنها لم تنجح في نسيانه.

تخرج بيرغمان من الجامعة في استوكهولم سنة 1940، وبعد عام واحد عمل كمخرج مساعد في مسارح المدينة، ثم أخذ يعمل مستشارا للسيناريوهات. في عام 1944 كتب فيلما بعنوان «عذاب»، قام ألف سيوبيرغ، وكان أحد مشاهير السينما السويدية إلى الستينات، بإخراجه. بعد عامين كتب فيها عدة سيناريوهات أخرى، انتقل بيرغمان إلى الإخراج بنفسه في فيلم سماه «أزمة» سرد فيه قصة فتاة شابة تعيش مع والدها أستاذ الموسيقى بعدما هجرتها أمها وهي طفلة. ظهور الأم فجأة ينقلب هناء مؤقتا، خصوصا حين تنقلها من الريف إلى المدينة.

كان ذلك الفيلم تمهيدا لعدة أفلام تحدث فيها عن أزمات النفس البشرية كتابة أحيانا وإخراجا وكتابة أحيانا أخرى، لكن لا شيء كان مميزا أو دالا على أن هذا المخرج سيصبح يوما ما من كبار مخرجي السينما حول العالم.

لقد عرف عن بيرغمان أنه كان يمضي وقتا طويلا وهو يفكر في عمله المقبل (أسابيع وشهورا أو حتى سنوات) وهو اتبع بعد ذلك الطريق الذي يتبعه كل من يريد التأكد من أن ما في باله هو الذي سيصل إلى الشاشة بطريقته هو. وأول خطوة في هذا الصدد هو أن يكتب السيناريو بنفسه. وهو كان في البداية شديد الحرص على إيصال رؤيته إلى حد أن كل التفاصيل التي في باله عليها أن تنفذ كما يريد بما في ذلك الطريقة التي على الممثل أو الممثلة نطق الكلمة وتحريك اليد أو نوع النظرة. لكن لاحقا، في الثمانينات وما بعد، أخذ يمنح ممثليه حرية أكبر.

 

الشرق الأوسط في

15.02.2011

 
 
 
 
 

«أحمر شفاه» فلسطيني تــحت حذاء جندي إسرائيلي

ثلـج برلـين أفضل من رياحها

زياد عبدالله - برلين

في يوم، أول من أمس، من مهرجان برلين السينمائي، مضى مخرج إسرائيلي خلف حياة امرأتين فلسطينيتين، بينما مخرج ألماني يعود إلى «الهولوكوست»، عبر لوحة لمايكل أنجلو. الطقس بارد لدرجة أنه لا يفكر إلا باختراق الأجساد والوصول بيسر إلى العظام، الألمان يقولون «الثلج أفضل» وما من ثلج حتى يخفف من وطأة الرياح العاتية التي على المتابع لمهرجان برلين أن يختبرها وهو يعبر الساحة المترامية في «بوتزام بلاتز»، الأمر الذي يستدعي اللجوء إلى محطات المترو للوصول إلى العروض من تحت الأرض، كما أن لطقوس السجادة الحمراء أن تمضي على العجل، ولتكون المساحة المتاحة لالتقاط الصور في داخل فندق «حياة»، إذ لا يمكن لنجم أو نجمة احتمال درجة الحرارة وهو يتلقى آلاف فلاشات التصوير، المصورون أيضاً لن يحتملوا ذلك، وحده الجمهور من يرضى بانتظار نجمه أو نجمته في هذا البرد القارس. المفارقة العجيبة التي ستمضي برفقتها لدى مشاهدة الفيلم الإسرائيلي «أحمر شفاه»، تتمثل بأن عليك في برلين أن تشاهد مشكلات عربية خالصة، لكن بدمغة إسرائيلية، كما لو أن هذه الدمغة جواز العبور لتكون تلك الإشكاليات طافية على سطح شاشة برلين، وعلى شيء لن يستغرق طويلاً لتكون أيضاً برفقة سؤال آخر: ما الذي يدفع مخرجاً إسرائيلياً لتقديم فيلم ناطق بالانجليزية والعربية، بل إن العبرية لن تظهر في الفيلم لأكثر ما مجموعه دقيقتان أو ثلاث؟ ومع البحث عن خلفية هذا المخرج الذي يخوض تجربته السينمائية الأولى، ويحمل تجربة تلفزيوينة طويلة، سنكون أمام حقيقة أن المخرج من مواليد تورنتو في كندا، وهو وعائلته التي لم تهاجر إلى فلسطين إلا عندما كان المخرج جوناثان شاغال قد بلغ 11 من عمره، ولعل هكذا سيرة ستشكل سيرة أغلب سكان اسرائيل مع تفاوت تواريخ الهجرة والاستيطان في فلسطين.

«سيكولوجي»

هذه الخلفية ستضعنا أيضاً أمام الخيار الذي وقع عليه جوناثان شاغال في فيلمه الذي يمكن اعتباره الأول سينمائياً، فهو يضعنا ومن البداية أمام لارا (كلارا خوري) التي تروي لنا كيف صارت عليه حياتها هي الفلسطينية التي تعيش في لندن ومتزوجة من انجليزي ولديها ولد منه، وهي تروي ذلك أثناء الاحتفال بعيد ميلادها، ومن ثم تدخل على حياتها أنعام (ناتالي عطية)، ولتبدو حياتهما حياة مشتركة في كل شيء، وهنا سيمضي الفيلم على مستويين سرديين، الأول في الزمن الحاضر، والثاني استعادي لحياتهما المشتركة، وصولاً إلى النهاية التي ستكشف عن شيء آخر غير الذي نراه، كونهما وهما تستعيدان حياتهما الماضية ستكونان عرضة لحذف أو تحريف أحداث بعينها، أو سردها بإجراء تعديلات عليها، وفقاً لآليات الذاكرة الانتقائية التي تجد تعديلاً للذكريات المؤلمة، بحيث تأتي بها بما يتناسب مع الخيال أو شيء من هذا. الفيلم «سيكولوجي»، وهذا دقيق جداً، كونه يأتي من أعماق الشخصيتين الرئيستين، حيث أولاً علاقتهما الملتبسة والمملوءة بشتى أنواع التناقضات، لارا هادئة لكنها تختزن الكثير في داخلها، وهي التي تربح دائماً، بينما أنعام فشبقة ومستهترة وهي ستدفع أثماناً باهظة، وكلما عاد الفيلم بالزمن، فإننا سنعثر على ما يميز كل شخصية على حدة، لكن يبقى ما حصل مع هاتين المرأتين في فلسطين هو المنعطف الذي غير حياتهما وتحديداً أنعام التي نراها وهي مراهقة امرأة عابثة تنتقل من شاب إلى آخر، وما إلى هنالك من طيش جارف، وحين تقرر هي ولارا التسلل عبر الحواجز والوصول إلى إسرائيل لمشاهد فيلم في السينما، فإن ما سيقع على أنعام وعلى مرأى من لارا، سيكون نقطة الفصل في حياتها، إذ إنها وحين يتمكن جنديين من كشفهما ومعرفة أنهما فلسطينيتين، فإن جندياً منهما سيقدم على اغتصاب أنعام، وهنا سنكون أمام سردين مختلفين في الفيلم، الأول يحدث املاءات تعديل ذاكرة أنعام التي ترينا بداية ووفق ذاكرتها، أن الأمر تم برغبتها كما لو أنه فعل حب، لكن سرعان ما يتضح ما يتناقض وذلك في السرد الثاني، كما سيكون عليه الجزء الأخير من الفيلم، وعليه يمسي الحب فعل اغتصاب مهين، وأحمر الشفاه الذي تسرقه أنعام من أمها سرعان ما يقع منها ويصير إلى جانب حذاء الجندي، بل إنها تحبل من ذلك الجندي الذي يجسد العدو بأعتى صوره، وتجهض نفسها بقسوة كما لو أنها تنتقم من نفسها، التي تقول بداية لذلك الجندي «لماذا تخافون منا؟ أنتم لا تعرفون إلا الخوف»، وتضيف «أنا بالنسبة إليك (بووم)» وتقوم بذلك لتخيفه بوصفها قنبلة متفجرة.

نازية ويهود

ضمن مسابقة برلين السينمائي، وعلى هدي النازية واليهود، الموضوع الذي علينا أن نقع عليه مع كل دورة برلينية جديدة، عرض أول من أمس، أيضاً فيلم ألماني بعنوان «عدوي الحميم» للمخرج ولفغانغ مرنزبرغر الذي يحكي عن صاحب أكبر غاليري في فيينا، وهو يهودي بحيث نكون أمام مصيره وعائلته مع صعود النازية، لكن من خلال تقديم ذلك في قالب درامي يمزج الكوميدي بالتاريخي، وفي اعتماد على لوحة يملكها صاحب الغاليري بعنوان «موسى» لمايكل أنجلو، التي يريها لصديق له هو ابن الخادمة التي تولت خدمة عائلته لأكثر من 25 سنة، لكن هذا الصديق سرعان ما يسمى «العدو الحمي»، عندما يصبح في قوات العاصفة النازية، ويفشي سر اللوحة التي يملكها صديقه، وبالتالي تمسي تلك اللوحة والوصول إلى النسخة الأصلية المسار الذي تتحرك فيه أحداث الفيلم، ونجاة صاحب الغاليري وأمه من معسكرات الاعتقال النازية لهدف الحصول على النسخة الأصلية التي يكون الفوهرر هتلر في طريقه لمشاهدتها. الفيلم مبني وفق سيناريو محكم، وسرد رشيق يضعنا أمام فيلم أقل تجهماً بكثير من فيلم «اليهودي سوس» الذي شاهدناه العام الماضي في برلين، وقد كان يروي مصير صناع فيلم بروباغندا نازية، استعمل كمحرض للجنود النازيين لتعذيب اليهود وما إلى هنالك ومن شحن نفسي كان يقدمه الفيلم، بينما يأتي «عدوي الحميم» من باب الفهلوة اليهودية، والقدرة على المحافظة على لوحة مايكل أنجلو بوسائل مضحكة في الفيلم، ولها أن تكون قدرة على المناورة واللعب على هوامش ما هو متاح بينما هم تحت رحمة النازية التي تتعقب مصائرهم. الفيلم لا يرغب إلا بتقديم حكاية مبنية بعناية فائقة، ومفارقات، كأن يمسي صاحب الغاليري نازياً بدل صديقه الذي يعامل كيهودي، ووفق منطق فكاهي يمتد له أن يأخذ سوء الفهم الذي يقع فيه الضباط النازيون إلى مساحات من الضحك والاستثمار الدرامي.

 

####

 

«خودروكوفسكي» صراع السلطة والمال في روسيا

برلين ــ د.ب.أ

يروي الفيلم الوثائقي «خودروكوفسكي»، الذي يحمل اسم الملياردير الروسي المسجون نفسه، قصة أقوى من الخيال، على حد تعبير مخرجه الألماني سيريل توشي. وقال توشي الذي كان يفكر في بداية الأمر بإنتاج نسخة درامية لصراع القوة بين السلطة والمال، وتحديداً بين ميخائيل خودروكوفسكي، والرئيس الروسي السابق الذي أصبح رئيساً للوزراء فلاديمير بوتين، «جميع أفكاري كانت أضعف من الحقيقة».

وعرض الفيلم للمرة الأولى في مهرجان برلين السينمائي هذا الأسبوع، بعد أقل من أسبوعين من قيام لصوص بسرقة النسخة النهائية من مكتب توشي في برلين، واختفت نسخة سابقة أيضاً من أمتعة توشي، أثناء وجوده في منتجع بالي الاندونيسي، حيث كان يقوم بطبعه. ولم تردعه تلك الممارسات، حيث عمل المخرج بشكل محموم قبيل موعد انطلاق المهرجان، لتجميع النسخة الأخيرة في وقت مناسب لعرضه في المهرجان. ورفض توشي التكهن بهوية مرتكبي حادث السرقة، مفضلاً الاعتقاد أن اللصوص كانوا فقط يريدون أجهزة الكمبيوتر من نوع آبل التي خزنت عليها الملفات.

وأمضى توشي، وهو من أصول روسية، خمس سنوات في أبحاث وجمع مقابلات من أجل الفيلم، وكانت النتيجة أنتاج فيلم قائم على قرابة 30 مقابلة مع أفراد أسرة الملياردير الروسي وشركائه في العمل، ومستشارين لشركة «يوكوس» للنفط سابقاً، وحتى أقران سابقين في السجن في سيبيريا، وسافر إلى موسكو وسيبيريا وإسرائيل والولايات المتحدة لمقابلة شخصيات الفيلم، الذين كانوا قوام الفيلم المتعدد الأوجه حول خودروكوفسكي، إمبراطور النفط الذي تحول إلى فاعل خير وسجن عام ،2003 لإدانته بالتهرب الضريبي، وصدر بحقه حكم آخر في ديسمبر الماضي، بسبب اتهامات بسرقة نفط.

ويتضمن الفيلم أيضاً مقابلة نادرة مع خودروكوفسكي نفسه، وافق عليها قاض خلال محاكمة العام الماضي، وتوضح المشاهد خودروكوفسكي واقفاً في صندوق مقاوم للرصاص في قاعة محكمة يبتسم إزاء عبثية الاتهامات الموجهة إليه بأنه سرق 350 مليون برميل نفط من يوكوس. وقال إن مثل ذلك الاتهام يعني «ملء قطار يدور حول العالم ثلاث مرات، إنه محض هراء». وفي رده على سؤال حول سبب عودته إلى روسيا عام ،2003 وهو يدرك احتمال أن يتم القبض عليه، قال خودروكوفسكي (47 عاماً)، إنه شعر في ذلك الوقت بأنه يجب عليه الدفاع عن نفسه أمام القضاء. وأضاف «لقد كانت لدي أفكار ساذجة حول العدالة».

وتعود مقابلات الفيلم إلى أيام دراسة خودروكوفسكي عندما كان عضواً في اتحاد الشباب الشيوعي، وكان يملؤه الطموح، حيث أنشأ بنك «ميناتيب» بعد سقوط الشيوعية، الأمر الذي منحه السلطة والثروة اللتين سمحتا له في وقت لاحق بشراء شركة يوكوس. ويحاول توشي إيجاد أسباب لتبدل حظوظ خودروكوفسكي عام ،2003 بعدما أبدى ذلك الرأسمالي اهتماماً بالمشروعات الاجتماعية والسياسية، داعماً أحزاباً تعارض بوتين، ومتحدثاً عن الفساد الحكومي. وأشار توشي إلى أن بعضاً من أبطال الفيلم الوثائقي لم يستطيعوا السفر إلى برلين لحضور العرض الاول، حيث أصدرت السلطات الروسية مذكرات بحث دولية عن بعضهم، ولم يشعروا بالأمان إزاء احتمال قيام ألمانيا بتسليمهم.

مادة الفيلم الذي يستغرق 111 دقيقة، تم جمعها من مئات المقابلات التييعتزم الصحافي الآن إطلاقها على هيئة أفلام قصيرة على الإنترنت بخصوص مواضيع مثل ماضي خودروكوفسكي اليهودي، وكيف جمع أول مليون دولار، ودوره في المعارضة السياسية الروسية.

ويبدو في الفيلم إعجاب توشي الواضح برجل تم وصف كفاحه بأبعاد شكسبيرية، ولكن المخرج يحجم عن إصدار حكم نهائي على الشخص الذي حاول اقتفاء أثره لمدة خمس سنوات. وقال «لمناقشة ما إذا كان أي شخص ملاك أو شيطان، فإنه في الحالتين سيكون غير إنساني، أملي أن أظهر الشخص وفق طبيعته الحقيقية».

 

الإمارات اليوم في

18.02.2011

 
 
 
 
 

«ما لم نكن نحن فمن» سؤال «البرليناله» الكبير

«برلين السـينمائي» يختتم فعالياته اليوم

زياد عبدالله - برلين

«ما لم نكن نحن، فمن؟ ما لم يكن الآن، فمتى؟» تصلح العبارة التي أخذ منها المخرج الألماني أندريه فيل عنواناً لفيلمه أن تكون جملة ناظمة لما يشهده العالم العربي هذه الأيام، وعلى شيء يجعل منها أيضاً جملة ختامية لعروض الدورة 61 من مهرجان برلين السينمائي التي تنهي عروضها اليوم وقد حملت أفلام كثيرة تجاوزت الـ400 فيلم، ولتكون مسابقة هذا العام على شيء من التنويع في الموضوعات والاختيارات والأجيال، وعلى شيء يجعل ما قدم رهاناً على أصوات جديدة في السينما العالمية لم تضع الأسماء الكبيرة جانباً والتي حضرت بجوارها مثلما هو الحال مع فيلم فاندرز وفيرنر هرتزوغ (خارج المسابقة)، وقد قدم كل منهما تجربة وثائقية ثلاثية الأبعاد، بينما حملت المسابقة اسماً كبيرا آخر هو الهنغاري بلا تار وفيلمه «حصان تورينو»، وإلى جانبه أيضاً الفرنسي ميشل أوكلوت الذي قدم «انيماشن» ثلاثي الأبعاد بعنوان «حكايا الليل»، وعدا هذه الأسماء فالأفلام كانت لأسماء جديدة أغلبها يخوض تجربته الإخراجية الروائية الأولى.

مقترحات سينمائية

يمكن القول أيضاً إن هذه الدورة بدت ومن مقاربة مسبقة أنها دورة تخوض أفلامها في موضوعات لها أن تشكل عناوين سابقة للفيلم، لكن ومع مشاهدة كامل أفلام المسابقة بدت تلك الموضوعات مقدمة بعيداً عن «البروباغندا»، لا بل إنها مشغولة بتقديم مقترحات سينمائية مع إمكانية تتبع المفاصل التوثيقية والسياسية في سياق الأفلام التي عرضنا لها، إذ يمكن الحديث عن طهران اليوم مع فيلم اصغر فرهادي، لكن تبقى جمالية الأسلوب الذي قدم فيه فرهادي طاغياً على ما عداه، كذلك الأمر مع فيلم أندريه فيل الذي يمضي في تعقب جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية في ألمانيا واليسار الراديكالي في ستينات القرن الماضي، ونخص بالذكر هذين الفيلمين لأننا سنقدم لهما، ويمكن تعقب تلك الخلاصة في الأفلام التي قدمت لها في الأيام السابقة من «البرليناله»، بما فيها الفيلم الاسرائيلي «أحمر شفاه» الذي يتناول الاحتلال الاسرائيلي وقصة امرأتين فلسطينيتين لم تستطيعا الهرب من الدمغات المؤلمة التي خلفها الاحتلال عليهما، حتى وإن عاشتا في لندن بوصفهما قد صارتا إنجليزيتين.

رهان سينمائي

نعود إلى العبارة التي افتتحنا بها هذا المقال، ولنكون في صدد فيلم الألماني أندريه فيل If Not Us,Wh (ما لم نكن نحن فمن) الذي أخذنا بجمالية خاصة جداً إلى ما له أن يكون فيلماً يقول الكثير، ويتمركز على شخصيتين حقيقيتين لهما أن تكونا رهاناً سينمائياً أولياً لتقديم جرعة جمالية خاصة، وعلى شيء من بناء أدبي للفيلم إن صح الوصف، حيث الرهان على بنية الشخصيات وما يعصف بها من متغيرات، وفي سياق تاريخي محاصر بين ماضٍ مؤلم وحاضر غائم تتشابك فيه المفاهيم وتتصارع، وصولاً إلى ما سيعصف بتلك الشخصيات من تطلع وعشق جنوني حد الهيام والوله، والذي سرعان ما يمسي صراعاً وتدميرا ذاتياً على اتصال بثورة 1968 في ألمانيا الغربية في حينها، حيث النضال أممي وضد الامبريالية الأميركية.

يبدأ الفيلم مع بيرنوارد فيسبر (أوغست ديل) الذي يمتلك حلماً أدبيا كبيراً، سرعان ما يحوله إلى ناشر لأهم الكتب السياسية التحررية، لكن وقبل ذلك يقوم بإعادة نشر كتب والده المعروف بأنه كاتب نازي، لا بل إن أم فيسبر ستقول له: «لولا الفوهرر لما كنت موجودا»، كون هتلر من طلب من والده بأن يكون لديه ابن، كون والد برنوارد لم يكن يرغب بأن يكون لديه أطفال. طبعاً نحن نتحدث هنا في أواخر الخمسينات، وفيسبر مطارد بماضي والده الذي يريد التصالح معه وإن كان رافضاً له، فيسبر سرعان ما يلتقي بغيدرن انسلين (لينا لوزمس) التي تمسي حبيبته وسنده في كل شيء وتنشأ تلك العلاقة المفتوحة على كل أنواع الجنون، «أردت أن أحبك كثيراً بحيث لا تحتاج إلى أية امرأة أخرى»، تقول غيدرن لبيرنوارد، الحقيقة التي تتعرض إلى الكثير من الخيانات من بيرنوارد، ومن ثم من قبل غيدرن التي تنغمس في العمل السياسي. بعيداً عن أحداث الفيلم التي تتطلب سرداً خاصاً لنا أن نعود إليه، فإن قصة انسلين وفيسبر تمضي برفقة ما يشكل مفاصل الحياة السياسية والثقافية في برلين الغربية، وكل ما له أن يكون في النهاية عبوراً نحو ستينات القرن الماضي، حيث التظاهرات الطلابية ضد أميركا أثناء حرب فيتنام، والمنظمات اليسارية المتطرفة التي تؤمن بالعمل العنفي سبيلاً إلى التغيير، وعلى شيء من الفوضوية الاشتراكية، ولتكون ايسلين وغرامها بأندريه بيدر (الكسندر فيهلينغ) معبراً للغوص في تطلعات تلك الحركات، فأيسلين تتخلى عن فيسبر وابنها منه للنضال ضد الامبريالية، النضال الذي يعتمد التفجيرات لغة للتخاطب مع القوى الاستعمارية، وليكون بانتظارها ذاك المصير المأساوي، المصير نفسه الذي يتربص بفيسبر، ألا وهو الانتحار.

الفيلم محتشد بالأفكار والحيوات والعلاقات، مبني بإحكام وتناغم مدهشين، فالمخرج أندريه فيل في أولى تجاربه الروائية وقع على شخصيتين قادرتين على أن تختزلا مرحلة كاملة، شخصيتين فيهما من الغنى والتناقضات والصراعات ما يضعنا أمام جماليات فنية وثورية متأتية من الشخصيات نفسها.

فعلها فرهادي

بالانتقال إلى فيلم المخرج الإيراني أصغر فرهادي هناك ما يدفعني الى القول: لقد فعلها للمرة الثانية فرهادي، نعم فعلها وحقق فيلماً جميلاً آخر حملته الدورة 61 من «البرليناله»، فاتحاً الباب على مصراعيه أمام قدرة السينما على رصد الحياة دون أن تقع بأية مطبات قد تطرأ على الفيلم فتصيبه بعطب هنا وإدعاء هناك، ونقول مرة أخرى في إشارة إلى فيلمه الذي عرف فيه «عن ايلي» وقد حصل من خلاله على جائزة الإخراج منذ عامين في «برلين السينمائي».

جديد فرهادي يحمل عنوان Nader And Simin, A) Separation)، «انفصال نادر وسيمين» والذي سيأخذنا مباشرة إلى ما يؤسس له، ألا وهو التقاط طهران اليوم في أبعادها الاجتماعية والتي ستكون أي هذه الأبعاد هي الحامل الأهم لكل ما للسينما أن تتمحور حوله إن كانت مشغولة بالواقع، بمعنى أنه الواقع الحي هو الحامل الأوسع لكل الأبعاد الأخرى الاقتصادية منها والسياسية، إذ يكفي أن تقدم فيلماً محكماً ووفياً لعناصره الدرامية حتى يتضح كل شيء، دون لجوء الى إسقاطات أو اقحامات لا تعرف إلا الفجاجة والإساءة للسياق السردي للفيلم، وفرهادي أهم من يصنع ذلك، إنه مأخوذ بتقديم حكاية يصوغها الممثلون كما هم البشر الذين أخذت منهم هذه الحكاية، لتكون في النهاية تكثيفاً لمصائر وطبقات وصراعات تجري جميعها في إطار ما هي عليه إيران اليوم. الفيلم مبني على حوارات كثيرة ولقطات سريعة، تكاد فيه اللقطة أن تصير مشهدأً والعكس صحيح، كما أن الحوار لا يقع إلا لتطوير الأحداث، حوار درامي بحق وليس محادثة، إذ ما من جملة إلا في مكانها، وما من جملة إلا وتأخذ الأحداث نحو وقائع وتطورات جديدة. يبدأ الفيلم ونادر وسيمين أمام القاضي وقد قررا الانفصال، سيمين تريد السفر، بينما نادر فمن المستحيل أن يقدم على هذه الخطوة وهو يقوم برعاية والده المصاب بالزهايمر، ومن هذا القرار تنقلب حياة نادر رأساً على عقب، ومن قرار منطقي وبسيط يدخل نادر في نفق طويل من المشكلات من جراء استعانته بامرأة تعمل خادمة، ولتكتشف هذه المرأة أن عليها أن تقوم بالعناية بوالد نادر الذي تكتشف في أول يوم أنه قام بالتبول في ثيابه، طبعاً مع الأخذ بالاعتبار بأنها موجودة في البيت مع رجل غير محرم، وعليه فإنها لا تقوم بتنظيفه، إلا بعد أن تأخذ فتوى بجواز ذلك عبر الهاتف. المشكلات ستتوالى وصولاً إلى المحاكم، سيكون كل ما تقدم قابلاً للتناسل حدثياً بما يضعنا أمام مشكلات الطبقة الوسطى الإيرانية التي يمثلها في الفيلم نادر وسيمين وصولاً إلى الفقيرة منها التي تمثلها الخادمة وزوجها، وكله في إطار ما يسود المجتمع الإيراني الآن، ولتكون نقاط الالتقاء بين الطبقتين المتوسطة والفقيرة مساحة لإضاءة المنازعات وما يعيشه المواطن الإيراني من وطأة دينية واقتصادية واجتماعية.

 

####

 

فيرث: أحترم الملك جورج الرابع

برلين ــ د.ب.أ

قال الممثل البريطاني كولين فيرث، أول من أمس، خلال مشاركته في مهرجان برلين السينمائي الحالي إنه يشعر بـ«احترام عميق أو حب» لشخصية الملك جورج الرابع التي جسدها في فيلم «خطاب الملك» الذي يشارك في المهرجان في نسخته الـ.61 يذكر أن فيرث مرشح للحصول على جائزة أحسن ممثل من المهرجان عن دوره في فيلم «خطاب الملك» الذي جسد فيه الملك جورج الرابع وهو يحاول التغلب على «تلعثم في النطق».

وفي مؤتمر صحافي قال فيرث إن تعلّم المزيد عن حياة الملك جورج الرابع منحه «احتراما غامرا يشبه الحب» للملك. وفي سياق متصل، قالت الممثلة هيلينا بونهام التي جسدت دور الملكة زوجة جورج الرابع: «تركت الفيلم وأنا أشعر باحترام عظيم لهما». يذكر أن هذا الفيلم الذي أخرجه المخرج البريطاني توم هوبر رشح لـ12 جائزة أوسكار. وقال هوبر عن أداء فيرث لشخصية الملك: «كان من الصعب أن أظن وأنا أشاهد الفيلم أنه ليس الملك». يذكر أن المهرجان المعروف باسم «برليناله» سيختتم فعالياته في العشرين من الشهر الجاري.

 

الإمارات اليوم في

19.02.2011

 
 
 
 
 

'دب برلين الذهبي' يُشعل الصراع بين 'الألم الإيراني' و'الجرأة الهولندية'

ميدل ايست أونلاين/ برلين

مهرجان برلين السينمائي يسلط الضوء على إيران من خلال دعوته المخرج جعفر بناهي واحتفائه بفيلم يتناول تناقضات المجتمع الإيراني.

يتنافس فيلم درامي إيراني مؤلم وآخر هنغاري جريء على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي التي تمنح مساء السبت في إطار الدورة الواحدة والستين للمهرجان.

النقاد كما الجمهور حيوا فيلم "انفصال نادر وسيمين" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي الذي كان قد نال جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج قبل عامين في برلين، عن فيلمه "عن إلي".

وفرهادي البالغ من العمر 38 عاما يمضي باستكشاف المجتمع الإيراني واختلاف مفاهيمه الأخلاقية من خلال قصة ثنائي يتخبط في أزمة.

وفي مقال يمتدح فيلم فرهادي، تكتب الناقدة السينمائية في مجلة "هوليوود ريبورتر" الأميركية المتخصصة، "في حين كان يبدو مستحيلا على السينمائيين الإيرانيين التعبير عن أنفسهم على خلفية الرقابة المفروضة، يأتي فرهادي لينقض ذلك".

ومهرجان برلين السينمائي سلط الضوء هذا العام على إيران، فخصص مقعدا للسينمائي جعفر بناهي ضمن هيئته التحكيمية التي تترأسها الممثلة الإيطالية-الأميركية إيزابيلا روسيليني.

وبناهي الذي حكم عليه بالسجن ست سنوات كما منع من إخراج الأفلام لمدة عشرين عاما على خلفية تصويره تظاهرات مناهضة للحكومة، كان قد تقدم بطلب لاستئناف حكمه لكن لم يسمح له بالسفر إلى برلين كما كان قد منع سابقا من حضور مهرجان "كان" ومهرجان "موسترا" في البندقية.

ويتنافس فيلم أصغر فرهادي مع "حصان تورينو" وهو فيلم هنغاري بالأبيض والأسود، يمتد على ساعتين ونصف الساعة ويحمل توقيع بيلا تار.

وينطلق هذا العمل السينمائي من حادث صادم في حياة الفيلسوف الألماني فريدريتش نيتشه، ليروي قصة فلاحين وحصانهما الذي يعاني من حالة سيئة.

خلال عرض الفيلم، بدا الجمهور وقد شعر بالملل. لكن النقاد أشادوا بأسلوب رائع وبنظرة جريئة.

ومن بين الأفلام الأخرى التي لقيت أصداء إيجابية في مهرجان برلين، نجد "مارجن كول" وهو فيلم تشويق أميركي تجري أحداثه قبيل الأزمة الاقتصادية. ويأتي هذا الفيلم من بطولة كيفين سبيسي وديمي مور. كذلك، نجد "كوريولان" الفيلم الذي يطبع بدايات الممثل البريطاني رالف فيينيس كمخرج سينمائي. ويأتي الفيلم كنسخة القرن الواحد والعشرين من تحفة شكسبير المأساوية.

وكانت الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف التي بدت ساحرة في أداء دور الأم في "كوريولان"، قد نالت جائزة الدب الفضي لأفضل ممثلة.

أما جائزة الدب الذهبي 2010، فكانت قد منحت للفيلم التركي "عسل" من إخراج سميح قبلان أوغلو.

 

ميدل إيست أونلاين في

19.02.2011

 
 
 
 
 

فيلم إيراني يحصد ذهبية مهرجان برلين السينمائي

ميدل ايست أونلاين/ برلين

أصغر فرهادي يرصد تناقضات المجتمع الإيراني من خلال تسليط الضوء على الفجوة الكبيرة بين طبقة المثقفين المنفتحة والطبقة الفقيرة المتمسكة بالتقاليد المحافظة.

حصل الفيلم الدرامي الايراني "انفصال نادر وسيمين" على جائزة الدب الذهبي كأفضل فيلم في مهرجان برلين السينمائي يوم السبت كما حصل افراد طاقمه على جائزتي افضل ممثل وممثلة في ليلة انتصار.

وقال منظمو مهرجان برلين ان تصوير المخرج أصغر فرهادي لزواج يمر بازمة كان مفضلا على نحو ثابت للفوز بالجائزة التي يرغب الكثيرون بالفوز بها وفوزه هو الاول بالنسبة لفيلم ايراني.

وفي الفيلم تواجه عائلة الاخرى في معركة قانونية تلقي الضوء على الفجوة بين الطبقة المتوسطة "المثقفين" والطبقة الافقر التي تتألف من ايرانيين تقليديين تميل معتقداتهم الدينية وشرفهم الى ان تكون الاكثر اهمية.

وحاز الفيلم على الثناء بسبب الاستكشاف الماهر للانقسامات الطبقية في ايران والمحافظة الدينية التي نجح في دمجها بالتوتر للرواية المثيرة للجريمة. وثمة جوائز تمثيل اضافية لفرهادي حيث مثلت ابنته سارينا.

واشاد فرهادي بزميله صانع الافلام الايراني جعفر بناهي الذي لم يستطع قبول دعوة برلين للمشاركة في لجنة التحكيم الرئيسية بعدما حكم عليه بالسجن ست سنوات وحظر من عمل افلام او السفر للخارج لمدة 20 عاما.

وحوكم لاتهامة بالتحريض على الاحتجاجات المعارضة في 2009 وعمل فيلم بدون تصريح وتسببت عقوبته في غضب في عالم صناعة الافلام العالمي.

 

ميدل إيست أونلاين في

20.02.2011

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004