وتتوزع أعمال المهرجان علي عدة تظاهرات كالتالي..
*تظاهرة أفلام المسابقة الرسمية: تعرض الأفلام الروائية الطويلة التي يتم
اختيارها للمشاركة في مسابقة المهرجان ..
*تظاهرة الأفلام خارج المسابقة: وتعرض أفلاما خارج المسابقة
الرسمية..
*تظاهرة أفلام التكريم أو الاستعادات: مكرسة لعرض مجموعة أفلام احد
السينمائيين المكرمين في كل دورة..
*تظاهرة مسابقة الأفلام الروائية المتوسطة والقصيرة( من عشرين الي
ستين دقيقة): تعرض الأفلام الروائية المتوسطة والقصيرة التي يتم اختيارها
لتتسابق علي جوائز الملتقي..
ويقوم "ملتقي أصيلة لأفلام الجنوب-جنوب" بتنظيم مؤتمرات صحافية لأفلام
المسابقة, ونقاشات عامة حول الأفلام, وندوات بمشاركة السينمائيين الحاضرين
وتتألف لجنة التحكيم الدولية من 7 أعضاء علي الأكثر, تختارهم إدارة الملتقي
,وتمنح اللجنة الجوائز التالية: جائزة أصيلة ألكبري أو الذهبية(20الف
دولار) والفضية( 12 ألف دولار) وجائزة السيناريو(7000دولار) وجائزة أفضل
ممثل ( 7000 دولار) وجائزة أفضل ممثلة (7000 دولار) وجائزة أصيلة الذهبية
للفيلم المتوسط او القصير ( 5000 دولار) وجائزة أصيلة الفضية للفيلم
المتوسط أو القصير (5000 دولار) ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الدورة الأولي
للملتقي موريتس دي هادلن الرئيس السابق لمهرجان البندقية, ويشارك في اللجنة
رئيس المركز القومي للسينما في مصر الناقد علي أبو شادي.وتشارك مجموعة
كبيرة من الأفلام الروائية الطويلة في مسابقة الملتقي من ضمنها فيلم " زنار
النار" لبهيج حجيج من لبنان , و" الملائكة لا تحلق في الدار البيضاء" لمحمد
عسلي من المغرب, و" الزائر" لبسام زوادي من البحرين, و" طهران في السابعة
بعد الظهر" لأمير شهاب رازافيان من إيران, و" من نظرة واحدة " لإيهاب لمعي
من مصر, و" مارغام" لراجيف راغافان من الهند و" الجزيرة" لرستم ابدراشيف من
كازاخستان وغيرها..
وفي مسابقةالافلام المتوسطة والقصيرة تشارك مجموعة كبيرة من الأفلام مثل
فيلم " ابيض" لانطوانيت عازرية من سورية وفيلم " أرض النساء" لجان شمعون من
لبنان , ويحكي عن المناضلة الفلسطينية كفاح عفيفي وهو جزء من مشروع " نساء
رائدات " إنتاج ماريان خوري, وفيلم " طوي عشبة" لوليد الشحي من الإمارات
وغيرها.ويكرم الملتقي
RENCONTRE DASILAH DES FILMS SUD-SUDفي دورته الأولي الوليدة المخرجة وكاتبة
السيناريو المغربية المتميزة فريدة بليزيد, ويعرض لها بمناسبة تكريمها
ثلاثة أفلام روائية طويلة هي " باب السما مفتوح" و" كازبلانكا كازابلانكا"
و" كيد النساء. ولاشك أن موقع مدينة أصيلة سوف يكون له تأثيراته بأجوائه
السحرية علي الملتقي, وكنت دعيت إلي موسمها الثقافي عدة مرات منذ سنوات,
وكتبت عنه لبعض المجلات العربية الصادرة من لندن وباريس مثل " الدستور" و"
الوطن العربي " و"الفيديو العربي" المجلة السينمائية الشهرية التي كنت
أترأس تحريرها عام 1985 في لندن,وهنا ما كتبته عن المدينة بعنوان" أصيلة
علي حافة المحيط والزمن" في العدد 16 -السنة الثانية- يناير1985 من المجلة
المذكورة, لا عطاء فكرة عن " أرضية" الملتقي وروح المكان..
أصيلة مدينة مغربية صغيرة, تقع علي ساحل المحيط الاطلسي, علي بعد 42
كيلومترا من مدينة " طنجة ".يعمل سكانها بحرفة الصيد, ويبلغ تعدادهم مايزيد
قليلا عن 20 ألف نسمة, وفي كل عامو وعلي مدار خمس سنوات, يعقد في هذه
المدينة التاريخية العريقة موسم ثقافي بارز في اطار واقعنا الثقافي الذي
يبعث علي الحزن.في أصيلة وخلال شهر كامل تكتسي المدينة بأجواء العيد, وتصبح
الثقافة خبزها اليومي, وهذه محاولة لرسم أجواء العيد في أصيلة بالكلمة
والصورة..
"..كان ياما كان..
كان ياما كان هي بداية الزمن الأصيلي..
يكون العشق في أصيلة للكلمة وبالكلمة.يكون العشق في أصيلة للون
وباللون.يكون العشق لموج البحر وجدران القلعة القديمة التي تشرف علي المياه
وتدخل في الصخر وتعانقه.
يداعب النور القادم مع الموج عيون الأطفال علي الشاطييء الرملي.يسقط فوق
يافطة " ممنوع السباحة".يلقي السلام علي شباك الصيادين, ويرسم خطوطا
مستطيلة ومتشابكة فوق القوارب.
يكون العشق في أصيلة أولا للإنسان, لأهلها الذين يحملون فوق جباههم طابع
المدينة: اليد الممدودة أهلا في ترحاب والمرسومة بالحنة.
يطلب مني أن أكتب عن العشق, فأرتبك كعاشق, يطلب منه أن يفصح عن عشقه, ومن
العشق ما يحرق.
تلتقي بأصيلة في الصباح, تلتقي بأصيلة في ساعات الأصيل وفي الغروب, فتلتقي
كل مرة بأصيلة جديدة, ومن يد أصيلة الي يد أصيلة أخريو تدور في حلقة العشق
الذي هو صوفي ومتدثر بمتعة التوحد مع كل العناصر,وبلطف العشاق ووداعة
الصغار, تسحبك أصيلة إلي زمن خاص من سحر خاص, فتدعو أن تكون إلها من آلهة
الاوليمب, أو طائرا من طيور البحر, ولو كنت طائرا من طيور البحر لحلقت إليك
أصيلة.
تكون ريح أصيلة مضمخة بعطر الصفاء الذي يغسل القلوب من أدرانها وأوساخ
المدن, فنتعلم في أصيلة أن نحب أنفسنا والآخرين والعالم.
تعلمنا أصيلة بطيبة أهلها أبجدية الصفاء.
في سوق أصيلة تصعلكنا, صعدنا وهبطنا في طرقاتها وفي جمال عيون بنات أصيلة
تغزلنا غزلا رقيقا ومحببا, ومن الغزل مالا يغضب , وفوق أرصفتها جلسنا في
الشمس, وأكلنا سمكا مشويا, بشوك ومن دون شوك, وسرنا في الليل نخاطب القمر
بالغناء, وتعلمنا في أصيلة دفء الصحبة, وفي أوطيل " وادي المخازن" وداخل
غرفة بسريرين لها شباك يطل علي النخل والبحر وشاطيء المحيط, أفرغ كل منا ما
في جعبته من حصاد أيام الذل والمرارة, ولعنا تغييب الإنسان علي الأرض,
وكانت النسائم القادمة من البحر ترتد من الجدران إلي النافذة ومنها إلي
البحر ثانية وهي تحمل معها ألم الأيام السوداء والمظلمة في حياتنا والي غير
رجعة..
وكنا نتسامح في أصيلة بالعناق في الصباح والمساء, وكأنه العناق تخف له
أجسادنا, فنصبح في المدينة طيرا سابحا, ويصبح اسم المدينة : مدينة الطيور
السابحات, بفعل الزمن الاصيلي!
علمتنا أصيلة أن ننظر إلي أنفسنا,.. ان نتأمل في ذواتنا وهويتنا وثقتنا
بأنفسنا.
جمعتنا أصيلة بعد تشتتنا وضياعنا في زمن الانكسارات, وفتحت لنا فيه جدارا
وبابا سحريا يفضي إلي الغبطة.
هنا لا يدفعك أحد, ولا تزعجك أبواق سيارة مسرعة, ولا يطلب منك أحد بغيظ أن
تسير علي الرصيف, وان تحترم القوانين حتى لا تدهسك حافلة..
يسير كل شيء علي مهل.تسير علي الرصيف أو لا تسير.تسير علي قدميك أو علي
رأسك,.. لن يستوقفك أحد هنا.أصيلة تتركك وحالك.أنت حر.
لكنك حين تودع أصيلة, سوف يستوقفك نخيلها علي شاطيء البحر.يستوقفك ذلك
الذكاء العجيب الذي يلمع في عيون أطفالها.تستوقفك جدرانها البيضاء لتحكي لك
عن وقائع ذلك الزمن العريق الذي عاصرت أحداثه, ثم يهب عليك هواء المدينة
المشبع بالملح, وضحكات الأطفال, ولقاح العشق, فتدور في مدينة الدهشة
,كدرويش أسكرته نشوة الوجد وزرقة البحر.
في خلال موسم أصيلة الثقافي تتحول المدينة الي خلية للمبدعين من كل جنس
ولون, وتصبح اتيلييه او "ورشة" للفنانين, وبينهم لا كبير ولا صغير..
وقلنا: بعد غرناطة,لن تكون هناك مدنا أخري, نرحل فيها, فتعيد إلينا صبا
الدهشة ولذة الكشف وحمي المغامرة, مدنا تعلق فوق صدورنا شارة العشق
والفروسية والفتح, إلي أن هبطنا أصيلة, هبطناها كما الطيور الصغيرة التي
تتعلم التحليق فوق صخور شاطيء البحر, هبطناها بسلام, ودلفنا إلي ساحة الزمن
الأصيلي بحكاياته ومدينته وجدرانه المنقوش عليها قصة "مجانين أصيلة".
في أصيلة كنا في هذا الصيف علي موعد مع السحر.
ولأننا عشقنا أصيلة المدينة وأهلها وموسمها, قلنا بأن هذه " الجزيرة" لن
يكتب لها البقاء, إذا ظلت وحدها ومعزولة في العراء, وواقع الثقافة العربية
البور, ولابد من تعميم تجربة" الموسم" في بلاد العرب, قبل أن تصبح أصيلة
هيكلا ثقافيا منفردا وفريدا, يتآكل رويدا من داخله, وككل المؤسسات التي تدب
فيها الشيخوخة بعد حين, لابد لها وأن تسقط متهالكة من القدم, ولتبزغ اذن
أصيلة عشرات المرات في مدننا العربية, ولتكن جميعها ظلا لنا يحمينا من كل
هذا العبث الذي صارت إليه حياتنا..
ولتعيد ألينا أصيلة وغيرها من التجارب الثقافية الجديدة المتوهجة بالحياة,
تعيد إلينا ثقتنا بأنفسنا من خلال إيماننا بقدرة الثقافة علي بناء الإنسان
الجديد في بلادنا, قدرتها علي تطوير حياتنا, وأثرها في تأصيل معرفتنا
بأنفسنا..
ولتغفر لنا أصيلة عشقنا لها, ولتغفر لنا سحرنا بها, فقد كنا ننوي أن نكتب
عنها وعن موسمها وأهلها, فإذا بنا نسطر في نهاية المطاف رسالة الغرام هذه,
لتكون وردة تشبكها أصيلة في شعرها, وهي ترقد هناك علي حافة الماء, تحت
الشمس الأفريقية المتوهجة بالنور.. " ..
وسوف نتوقف قريبا عند أبرز أعمال وأفلام الملتقي في رسالة ل" خاص بسينماتيك"
من أصيلة..