صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

110

109

108

107

106

 

المهرجانات السينمائية (4)

كتابة: صلاح سرميني

 
 
 

ما هو دور المدير الفني في مهرجان سينمائي؟

نظرياً، المدير الفني لمهرجانٍ سينمائي، هو الشخص المسؤول تماماً عن الجانب الفني للمهرجان:

طبيعة المهرجان.

تحديد أقسام المهرجان، ومسابقاته، وبرامجه الرئيسية، والموازية.

الإشراف الكامل على برمجة كل الأقسام المكوّنة للمهرجان.

تحديد آليات الاختيار.

الإشراف على مبرمجي، ومستشاري كلّ الأقسام.

الإشراف على اختيار لجان التحكيم.

الإشراف على اختيار الإعلاميين، والصحفيين، والنقاد.

الإشراف على دعوات الضيوف بشكلٍ عام.

الإشراف على كل الأقسام الموازية للمهرجان بما فيها الندوات، والسوق، وورشات العمل.

إلخ...

المدير الفني هو المسؤول عن كل شيء في المهرجان، من أصغر التفاصيل وحتى أكثرها تعقيداً.

أمثلة من مهمات المدير الفني :

هو الذي يحدد طبيعة المسابقات المختلفة.

مثلاً في مهرجان فرنسي:

مسابقة خاصة بمخرجي القاطنين في المدينة التي ينعقد فيها المهرجان، وتُسمّى مسابقة محلية.

مسابقة خاصة بالمخرجين الفرنسيين، والمقيمين في فرنسا، وتُسمى مسابقة وطنية.

مسابقة خاصة بالأوروبيين، والقاطنين فيها، وتُسمى مسابقة أوروبية.

مسابقة لمخرجين من كل أنحاء العالم، وتُسمى مسابقة دولية.

هو الذي على سبيل المثال يقرر إلغاء مسابقة، وتعويضها بمسابقة أخرى.

وهو الذي ـ على سبيل المثال ـ يقرر إدخال برنامج، أو مسابقة للأفلام التجريبية، أو أيّ نوع من أنواع السينما.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يختار تيمة تخصصية.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يوجه المهرجان نحو نوع معين من الأفلام.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يقرر تنظيم برنامج للسينما الهندية.

هو الذي ـ على سبيل المثال ـ يقرر تكريم هذه السينما، أو هذا المخرج.

ولكن

هل يقرر، ويعمل لوحده؟

لا، بالطبع...

 

من أهمّ المدراء الفننين العرب، السينمائي الإماراتي مسعود أمر الله.

أضواء المدينة

صلاح سرميني

كان يمكن أن يتحوّل فيلم "أضواء المدينة"، إنتاج مصر عام 1972 إلى فيلمٍ من الدرجة الثالثة، ومع ذلك تمكن مخرجه فطين عبد الوهاب من رفعه إلى درجاتٍ أعلى يرضى عنها الجميع، أو تقريباً، ويستمتعون بها.

كوميديا موسيقية غنائية بالمعنى الحقيقي للكلمة، تجمع كلّ ما أحببناه، ونحبّه من ممثلي تلك الفترة.

فريقٌ تمثيليّ يعزف مثل أوركسترا، كلّ ممثل/عازف يختلف عن الآخر، ولكنهم معاً يقدمون سيمفونية تمثيليةً ممتعة.

لا أحدّ منهم أقلّ، أو أكثر أهمية من الآخر، لكلّ واحد دوره/آلته، وطريقته الفريدة في العزف، والأداء، حتى سعاد (شادية) هاوية التمثيل أصبحت جزءاً من هذا الفريق/الأوركسترا، وحتى عادل (أحمد مظهر) المنتج في الفيلم أصبح بدوره جزءاً من هذا الفريق.

بينما ضيوف شرف ظهروا للحظاتٍ في مشهد احتفالي/احتفائيّ، وكانوا متفرجين (عودة إلى هذا المشهد لاحقاً).

وكما فريق الممثلين، واللون التمثيلي لكلّ واحدٍ منهم، كانت الألوان بدورها "كيتش"، متناقضة، وفاقعة، تتناسب مع عناصر أخرى في الفيلم، الديكورات مثلاً، الحوارات مثلاً، الملابس مثلاً.

كنت أتمنى أن أشاهد هذا الفيلم المتحفيّ بنسخةٍ أصلية 35 مللي، وفي إحدى صالات الأحياء في القاهرة، أو صالة في الهواء الطلق، وعلى شاشةٍ كبيرة، وأقضي معه ساعتين من الضحك المتواصل، والتسلية المرحة، كي يأتي بعده استراحة، ومياه غازية، ثم فيلم آخر من الدرجة الثانية، أو الثالثة.

*****

"أضواء المدينة" المصري، و"جلد الحمار" الفرنسي

 

لا مجال للمُقارنة هنا بين فيلمين، الأول "أضواء المدينة" لفطين عبد الوهاب، وإنتاج عام1972، كوميديا موسيقية خفيفة، لطيفة، ومسلية، والفيلم الفرنسي "جلد الحمار"، إخراج جاك دومي، وإنتاج عام 1970، تحفةُ سينمائية لا تُنسى.

ومع ذلك، إذا حشرنا فضولنا في ثنايا الفيلمين، سوف نجد بعض التشابه، وبعض التعارض، وبعض الإشارات المبعثرة هنا وهناك، وحتى العكس تماماً.

وهي دعوةٌ لمن يرغب بمشاهدة الفيلمين من جديد، واستنباط هذه المفارقات.

مع التأكيد مرةً أخرى، بأنه لا يوجد أيّ مقارنة نوعية ما بين الفيلمين، إنها ليست أكثر من لعبة طريفة يمكن أن يلعبها "مجانين السينما."

سينما (Le Brady)

في 25 يونيو من عام 1956، أيّ قبل 65 عاماً، فتحت سينما Le Brady ، بشاشتها الوحيدة، أبوابها على مقربةٍ من 39 boulevard de Strasbourg في الدائرة العاشرة.

للوهلة الأولى، لا شيء يمكن أن يميّز هذه السينما من الدرجة الثانية عن غيرها.

ومع ذلك، من عشرات الصالات التي كانت تحيط بها، بقيّ منها فقط صالتيّ الأرخبيل، والأقصر.

سوف يُدين Le Brady ببقائها إلى مجموعةٍ من الظروف الناشئة عن الصدفة، وقناعات مُشغليها الثاقبة، ورُبما أيضاً قربها من المنطقة التاريخية التي وُلد فيها عرض الأفلام.

كما ستتميّز عن غيرها بفضل برامجها المُخصصة لأفلام الفانتازيا، والرعب لأكثر من ثلاثين عاماً، ثم بفضل شراء المخرج، والمنتج الفرنسي جان بيير موكي للصالة في عام 1994، والذي سيُديرها لمدة خمسة عشر عاماً تقريبا قبل أن يبيعها في عام 2011.

اليوم، السينما هي "صالة استمرارية"، مما يسمح للأفلام في نهاية مسارها بالبقاء معروضة .

كما تقدم انفتاحاً على سينما جمهور الشباب، والأفلام السينمائية في أوروبا والعالم (لا سيما من تركيا والهند)، بالإضافة إلى تمثيلات الأقليات الجنسية على الشاشة مع نادي السينما "Le 7e genre"(النوع السابع).

 

 

Le Brady

سينما الملعونين

 

يقدم هذا الكتاب "سيرة المكان"، Le Brady، آخر واحدة من صالات سينما الأحيّاء في باريس.

كان المؤلف جاك تورين يعمل في تلك الصالة تقنياً مسؤولاً عن عرض الأفلام في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومن تلك التجربة استمدّ نصاً وفيراً، مضحكاً، ومستنيراً.

يقوم بوصف زملائه، مالك الصالة المخرج الفرنسي الراحل جان بيير موكي الذي لا يتعب، ولا تقهره الظروف، ومحبّي الأفلام من فئة "B" المنخفضة التكاليف (أفلام الفانتازيا، أفلام الرعب الدموية جداً، أفلام المهارات القتالية: كونغ فو، أفلام الويسترن على الطريقة الإيطالية، أفلام الويسترن اليونانية، أو حتى الأفلام الإباحية)، ولكن، أيضاً المتفرجين غير العاديين الآخرين (مشردون، متقاعدون من شمال إفريقيا، عشاق اللقاءات الحميمية القصيرة)، وجميع المقيمين من الجيران في نفس الحيّ (البغايا، مصففي الشعر من أصولٍ أفريقية، السكارى، والمُدمنين).

يُعيد كتاب "لو برادي، سينما الملعونين"، بناء ذاكرة السنوات المُضطربة لصالةٍ مظلمة لا يمكن تصنيفها، مثل الفيلم التسجيلي الشخصيّ المُستوحى منها.

حكاياتٌ مبتكرةٌ، وجذابة تُرضي فضول أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أنّ المغامرة على الأبواب.

 

سيرة المؤلف

وُلد في 24 يناير 1973 في صوفيا (بلغاريا)، وصل جاك تورين إلى باريس عام 1976.

بعد دراسة فنون الجرافيك ثمّ السينما، أصبح قارئ سيناريو، ومساعد إنتاج في التسعينيّات.

في عام 2000، تمّ تعيينه كعامل عرض في سينما Le Brady.

يعمل الآن كمساعد إداريّ في إحدى الصالات الباريسية.

 "The Brady ، سينما الملعونين" هو كتابه الأول.

صدر عام 2015

أنطوان، السندباد المُفلّس

من يُتقن اللغة الفرنسية، ويتابع القنوات الفرنسية، رُبما يعرف أكثر مني من هو الصحفي أنطوان دو ماكسيمي، ورُبما تابع بمرحٍ رحلاته المُفلسة في كلّ بلدان العالم، وخاصةً الأرياف، والمدن الصغيرة، والأحياء الفقيرة، والألطف، رغبته بالنوم مجاناً في بيوت أحد سكان المنطقة التي يزورها (وأعتقد ربما فعلها في مصر، ولم يصل بعد إلى السودان).

هذه المرة، في الهند، شبع من النوم في بيوت الفقراء، ويريد أن ينام في بيت أحد نجوم بوليوود.

إذا كنت تعتقد نفسك أفضل من الهنود، وتحتقرهم علناً، أو ضمناً، وأنت لا تعرف عنهم أكثر من صورة الفقر المُبكية التي يشتهرون بها، ولم تشاهد في حياتك أكثر من فيلمين، وربع من الأفلام الجماهيرية، ولا تفرّق بين فيلم هندي ناطق باللغة الهندية، أو التامولية، أو الأوردو، أو البنغالية.. فأنت مدعوّ من طرفي، وبالمجان، لمشاهدة هذا الفيلم الذي عاشه أنطوان دو ماكسيمي بنفسه، ربما، بعد المشاهدة، تحب الهنود، وتخجل من نفسك.

J'irai dormir à Bollywood  

أنا رايح أنام في بوليوود

إخراج  Antoine de Maximy

إنتاج فرنسا 2011

كنتُ أتمنى لو أستطيع أن أريها لكم

" بالفعل، لمدة عامٍّ، حاولتُ بيع السيناريو، وتسويقه، لم يرغب أحدٌ بشرائه، لذلك قررتُ أخيراً أن أبدا العمل، لأننا أردنا تصوير بعض اللقطات لإثبات أننا لسنا عاجزين عن صناعة الأفلام.

لذلك قمتُ بسحب المال من حساب التوفير الخاصّ بي، وبدأنا في التصوير، وسرعان ما نفد المال، ثمّ بعتُ كتب الفنّ، والاسطوانات التي أمتلكها، وبعض المجوهرات التي تخصّ زوجتي، لقد جمعنا بعض الأموال بهذه الطريقة، والتي تمت إضافتها إلى الراتب الذي حصلتُ عليه كمديرٍ فني.

ذهب كلّ شيء إلى الضروريات الأساسية، وتأجير الكاميرا، والنقل، وما إلى ذلك، لم يبقَ لديّ شيء لأبيعه ".

ساتياجيت راي، حول صعوبة إخراج فيلمه الأول Pather Panchali (شكوى الدرب) عام 1955، والذي جعله مشهوراً في جميع أنحاء العالم.

*****

نشر والدي الراحل ساتياجيت راي مجموعته الأولى من المقالات باللغة الإنجليزية عام 1976.

(Our Films Their Films) كتابه الوحيد عن السينما بتلك اللغة حتى نشر هذا المجلد - الذي يتضمن مقالاتٍ كتبها عام 1949، أيّ قبل أن يصبح صانع أفلام.

لقد مضى بعض الوقت منذ أن قررت شركتنا أن تجمع في كتابٍ واحدٍ (أو عدة كتبٍ) مقالات والدي التي نُشرت، بطريقةٍ مبعثرة، في مختلف الصحف، والمجلات في بلادنا، وخارجها.

لكن، لم يكن لدينا أيّ فكرة عن عددها بالضبط.

لم يهتم والدي أبداً بجمع نصوصه المنشورة، ومع ذلك، لدينا عدد قليل من المقالات في أرشيفنا.

بالنسبة للمقالات الأخرى، أطلقنا بحثاً تبين أنه صعبٌ، حيث أن معظم الصحف، والدوريات اليومية التي نُشرت فيها لم تعدّ موجودة.

في النهاية، مكنتنا جهودنا من العثور على عددٍ معينٍ من المقالات، والمقابلات، بأطوالٍ متفاوتة، والتي يبدو أنها توفر، من خلال نوعيتها، مادة لكتابٍ جدير بهذا الاسم (كنتُ أتمنى لو أستطيع أن أريها لكم)، والذي صدر عام 2016.

ما يزال البحث مستمرّاً.

هذه النصوص، التي لم يكن الوصول إليها متاحاً منذ فترة طويلة للقراء المُعاصرين، تقدم رؤى كاشفة حول تطوّر تفكير والدي في جوانب معينة من السينما كفنٍ بصريّ، وحول مهنته الخاصة كمخرج، ووجهة نظره حول هؤلاء المخرجين الكبار الآخرين، مثل شابلن، بيرجمان، جودار، وأنطونيوني".

سانديب راي

سينماتك في ـ  24 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 06.10.2022

 

>>>

110

109

108

107

106

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004