صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

90

89

88

87

86

 

مراسي الفنّ السابع

ترجمة: صلاح سرميني

 
   
 
 

تأسّست سينما العوّامة (أو عوّامة السينما) على إحدى القنوات المائية الباريسية في قلب حدائق لافيليت في عام 2008.

وتعتمد نشاطاتها على نظام جمعية خاضعة لقانون عام 1901، وتُعتبر منصةً لمخرجي الغدّ، ومفترق طرقٍ حقيقيّ للقاءات، حيث يختلط عامة الناس، والمهنيين.

وينتظم فيها عروض الأفلام القصيرة، والمهرجانات، والفعاليّات حول صانعي الأفلام، والمُنتجين، تقدم سينما العوّامة، أو عوّامة السينما برنامجاً انتقائياً طموحاً، ومُتطلباً.

وهي عروض مجانية، تتيح توقعاته إمكانية اكتشافٍ لأكبر عددٍ ممكن من الناس شكل الفيلم القصير، الذي غالباً ما يُساء فهمه، ونادراً ما يُعرض في الصالات التجارية.

خلال الاجتماعات، والمناقشات، كتاب السيناريو، والممثلين، والفنيين، والمصورين السينمائيين، والديكور، والملحنين يشاركون خبراتهم مع الجمهور.

مكان لقاء وديّ، مفترق طرقٍ للأفكار، والطاقات الإبداعية، حيث تُولد رغباتٌ جديدة في الإنجاز، والتعاون، وترغب الجمعية أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لمُبدعيّ الغدّ.

أفلامٌ روائية، كوميدية​​، أفلام قصيرة هجينة، أفلام قصيرة تجريبية، كلّ الفضول لها مكانه في عوّامة السينما.

تبرمج العوّامة الأعمال الواعدة لصانعي أفلام الغدّ، ويتبع العرض نقاشاً بحضور المخرجين.

كلّ شهر، تترك عوّامة السينما المجال مفتوحاً (كارت بلانش) لمؤسّسة، أو مدرسة أفلام، أو منتج، أو مخرج.

فرصة بهدف اللقاء، والمناقشة، وتبادل الآراء مع الفنانين في جوٍّ دافئ.

*****

يدعو طاقم عوّامة السينما الراغبين من الهواة كي يعيشوا تجربة مبهجة من خلال إنجاز فيلماً قصيراً في يوم واحد.

مغامرةٌ جماعية، نهجٌ في موقعٍ للفنّ السابع، وتدريب سريع على تقنيات، ومهن السينما، من كتابة السيناريو إلى التمثيل، بما في ذلك التأطير، والإخراج، إلخ.

في فرقٍ مكوّنة من 8/12، يشرف عليها مدربون محترفون، تشارك لحظة من السينما من خلال كتابة سيناريو معاً - محاكاةٌ ساخرة، كوميديا ​، فيلم إثارة، إعلان، إلخ.

الإكسسوارات، والأزياء، والديكورات تحت تصرف المجموعة، الفريق يُقسّم الأدوار: مَن أمام الكاميرا، ومَن خلفها في مهمات مثل: مدير الإنتاج، أو السكريبت، أو المصور، أو المخرج.

بمجرد تصوير الفيلم، يتمّ المونتاج في الموقع نفسه، ومن ثم عرض الفيلم، أو الأفلام بعد ذلك على الشاشة الكبيرة في نهاية اليوم.

يشارك كلّ فريق انطباعاتهم عن اليوم، ويغادرون مع فيلمهم على قرص DVD.

تمّ تصميم ورش العمل هذه بروحٍ من الودّ، والتبادل، والمُشاركة.

مسموح إنجاز أفلام من كل الأنواع، بما في ذلك الأفلام الصامتة.

حيث أن المشاركين سوف يدركون بأنفسهم أنه مع حواراتٍ، أو بدونها، يمكن التعبير عن أشياء كثيرة في الفيلم الأول، أو أيّ فيلم.

ربيع 16

إذا كنتَ شاباً ناضجاً، وتميل إلى فتاةٍ أصغر منكَ بكثير، فهذا الفيلم مناسبٌ لكَ

وإذا كنتِ تميلين إلى شابٍ أكبر منكِ بكثير، فهذا الفيلم يناسبكِ

هذا الفيلم قطعة حلوى سينمائية على الطريقة الفرنسية، علاقة حبٍّ حذرة، أقرب إلى التابو، ولكن المخرج، والممثلة سوزان ليندون (ابنة الممثل فانسان ليندون، والممثلة ساندرين كيبرلان)، قدمتها بحياءٍ نادر في السينما الفرنسية.

فيلمٌ قليل الكلام، كثير المشاعر، والأحاسيس، وتجسيدٌ شاعريّ للرغبات الجسدية التي تحققت، أو رُبما لم تتحقق.

فيلمٌ يتأرجح ما بين حلم فتاةٍ مراهقة، وواقع رجل ناضج.

Seize Printemps

إخراج  Suzanne Lindon

إنتاج: فرنسا 2021

Variety

نيويورك، 1983، تبحث كريستين بيأسٍ عن عملٍ، وينتهي بها الأمر بأن تقبل وظيفةً مؤقتةً في صالةٍ مخصصة لعرض الأفلام الإباحية.

يوماً بعد يوم، وتدريجياً، تصبح مهووسةً بأصوات، وصور الأفلام التي تُحيط بها، ومن ثمّ، مفتونةً بأحد المتفرجين، وهو رجل أعمال يُدعى لوي، وهكذا تبدأ كريستين في متابعته ...

*****

Variety  هو أول فيلم روائي طويل لبيت جوردون، المولودة عام 1955، وهي مخرجة، وأستاذة في جامعة كولومبيا.

كما أنها شخصية بارزة في السينما الأمريكية المُستقلة، والتجريبية، والطليعية، وقد تناولت بالفعل موضوعات الجنس، والعنف، والمواد الإباحية في أفلامها القصيرة.

من خلال هذا الفيلم، ارادت أن تدخل في مواجهة مع الحركات الداعية إلى حظر المواد الإباحية في الولايات المتحدة، والتساؤل عما تمثله، خاصةً بالنسبة للنساء.

 

"أحبّ أن ألاحظ، لطالما كنت مفتونًة بالسينما، والمتعة السرية، القريبة من التلصص، التي أشعر بها عندما أرى الممثلين على الشاشة.

نظراً لأن المبدأ الأساسي للسينما هو أن ترى، وأن تُرى (التلصص، وجانبها المنحرف، الاستعراض)، أردت أن أصنع فيلماً يتناول هذه الجوانب".

(بيت جوردون)

 

من أجل تجسيد الطابع المُعقد لكريستين، بحثت المخرجة عن بطلةٍ هيتشكوكية، شقراء، وباردة، ولكن، بشيءٍ مختلف.

هذه المرة، لن تخضع للرغبات الذكورية: سوف تصبح متلصصةً، مهووسةً برغبتها.

بيت جوردون تحول الرجل "الشخص المُشاهد" إلى "كائنٍ مُراقب"، وعكس الأدوار المعيارية للغاية.

وهكذا، فإن هذا الفيلم المفاهيمي، الذي يذكّرنا بالعمل الجريء للفنانة صوفي كايل، وجماليات نان جولدين -التي مثلت دوراً في الفيلم، وكانت المصورة الفوتوغرافية أيضاً – يظهر أنه عملٌ سينمائي مثير للاهتمام.

 

"تكمن احدى التحيزات الأصلية للفيلم في اختيار امرأة شابة لتلعب دور بديل المتفرج فيما يتعلق بالمتفرج ـ المُتلصص، قامت بيت جوردون ببناء شخصية كريستين بمهارةٍ شديدة بطريقةٍ غامضة إلى حدٍّ ما؛ رغبتها في الرؤية ستكشف عن نفسها شيئاً فشيئاً، مما يقود المُشاهد في سعيه الخاص".

(جاك بيتا، سينما 85 رقم 314 ، فبراير 1985).

 

" أحب المُشاهدة، لطالما كنت مفتونةً بالسينما، وبهذه المتعة السرية عند مشاهدة الممثلين على الشاشة، نظراً لأن الشرط الأساسي للسينما هو العلاقة المُتبادلة بين أن تُشاهد، و أن يُنظر إليك (بين التلصص، والاستعراض)، فقد أردت أن أصنع فيلماً يعالج هذه الثنائية.

في VARIETY ، تعمل كريستين في صالة السينما المُخصصة بالأفلام الإباحية كموظفة قطع التذاكر، يتموضع الفيلم على جانب المتفرج المًتلصص، باستثناء أنه في هذه الحالة، يتمّ عكس الدور الذي يقع عادة على عاتق الرجل، حيث تصبح كريستين نفسها مهووسة بزبونٍ تنظر إليه أولاً ثم تبدأ في متابعته.

هوسها، بطريقةٍ ما، إباحيّ، لقد استخدم هيتشكوك بالفعل شخصية "المرأة الشقراء"، ولكن دائماً ككائن غريب الأطوار بالنسبة لنظرة الرجل.

تغتصب كريستين هذا الدور، تصبح المُحققة في فيلم إثارة حيث تتشكل المنطقة من خلال لغة الرغبة".

بيت جوردون، 1984

فيلمٌ أمريكيٌّ من إنتاج الولايات المتحدة 1983، وإخراج بيت جوردون

أقسام مهرجان كان السينمائي

صلاح سرميني

تتوزّع فعاليات مهرجان كان السينمائي في أقسام مختلفة (وهي كلها رسمية):

ـ المسابقة الرسمية (الأفلام الطويلة، الأفلام القصيرة، وأفلام الطلبة).

ـ نظرة ما.

ـ كلاسيكيات السينما.

ـ عروض الشاطئ.

ـ عروض خاصة خارج المسابقة.

 

وهناك أقسامٌ تنافسيةٌ أخرى تنعقد خلال فترة المهرجان، وينظمها، ويديرها مؤسسات فرنسية باستقلاليةٍ تامة عن المهرجان، وهي :

ـ أسبوع النقاد (النقابة الفرنسية لنقاد السينما).

ـ أسبوعا أفلام المخرجين (مؤسّسة مخرجي الأفلام).

ـ قسم "جمعية السينما المستقلة من أجل توزيعها."

 

إذاً، كلّ هذه الأقسام، أكانت تابعة مباشرةً لمهرجان كان، أو مؤسّسات فرنسية أخرى، تهتم (بالأفلام فقط)، ولا علاقة لها ب(مشاريع، أو سيناريوهات)، ولا تختار (مشاريع، أو سيناريوهات)، لا في (الإختيارات الرسمية)، ولا (غير الرسمية).

فقط، هناك ما يُسمّى "إقامة دراسية" يهتمّ بها قسم أفلام الطلبة  (Cinéfondation)، وفي كلّ دورة يتم اختيار مجموعة من المخرجين من كل أنحاء العالم من أجل اللقاء بينهم، وتطوير مشاريعهم بالتعاون مع محترفين من الصناعة السينمائية.

*****

بالمقابل، وبالتوازي..

مهرجان كان فرصةٌ سينمائيةٌ مهمة، ولهذا السبب، يُعتبر المكان الأمثل لاجتماع الفاعلين في مجالات السينما من كلّ الاختصاصات، أفراداً، ومؤسّسات خاصة، وحكومية، ويجتمع هؤلاء في إطار "سوق مهرجان كان"، أو خارجه.

وفي هذا الزخم الهائل، هناك مؤسّسات مانحة، وصناديق دعم، ومهرجانات، وإقامات دراسية، وتدريبية.

على سبيل المثال :

ـ يمكن أن يلتقي في مهرجان كان مجموعة من المخرجين حصلوا على منحة من مهرجان القاهرة (مثلاً)، من أجل نقاش مشاريعهم، وتطويرها، والبحث عن ممولين آخرين...لكن مشاريعهم لم تدخل، ولم تشارك، ولم يختارها مهرجان كان.

ـ هناك مؤسّسة سينمائية فرنسية (المصنع)، وخلال مهرجان كان تجمع كلّ المؤسّسات المانحة، وتلك المهتمة بمشاريع جديدة، وكل مؤسّسة تدعو مجموعة من المخرجين للاستفادة من هذه اللقاءات اليومية مع المخرجين، والمنتجين، والموزعين...إلخ.

بمعنى، هذه النشاطات الموازية لمهرجان كان، وأقسامه المختلفة، هي من تنظيم، وإدارة مستقلة من طرف هذه المؤسّسات الأهلية، والحكومية.

إذاً...

لا علاقة لمهرجان كان ـ بكلّ أقسامه ـ بمشاريع الأفلام، مكتوبة، أو بصدد الكتابة.

وفي حالة مشاركة مخرج في ورشة ما، أو إقامة ما، أو في ايّ مؤسّسة مانحة، لا يوجد هناك توصيف "اختيار رسمي"، أو "غير رسمي"، يعني، لا يمكن لمخرج أن يذهب إلى مهرجان كان، ويشارك في هذه الورش، والإقامات بطريقة غير رسمية، كل شيئ مجهز من البداية.

توصيف "اختيار رسمي" يُطلق على الأفلام الجاهزة، والتي يتمّ اختيارها في أحد اقسام المهرجان الرسمية، يعني المسابقة الرسمية للمهرجان، أو خارج المسابقة.

المهرجانات في حالة المشاريع هي (الحاضنة)، أو (المكان)) الذي تجتمع فيه، يمكن أن يكون دبي، القاهرة، كان، لوكارنو، أو برلين....ويمكن أن يكون جميعها، وهذا لا يعني بأن المشروع دخل هذا المهرجان، أو ذاك في الاختيارات الرسمية، أو غير الرسمية، حتى وإن جاءت المنحة من المهرجان نفسه (نقول حصلت على منحة من صندوق دعم مهرجان الجونة في مصر، ولا نقول دخل، أو شارك في المهرجان، لا في الاختيارات الرسمية، ولا غير الرسمية).

مهمة المخرج الانتقال بمشروعه من مهرجان إلى آخر، لأن هذه المهرجانات هي مكان عمل، وهو يعمل من أجل مشروعه، كما الصحفي الذي يذهب إلى مهرجان ما من أجل العمل.

هذه معلومات أساسية عن مهرجان كان، وآلياته، وهي تقريباً تنطبق على أيّ مهرجان.

سينماتك في ـ  18 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 07.07.2022

 

>>>

90

89

88

87

86

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004