صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

65

64

63

62

61

 

لاتا مانجيشكار

رحيل أسطورة هندية

كتابة: جمال الدين بوزيان

 
   
 
 

كادت تكون من آلهة الهند، أغلبنا يعرف صوتها، ولا يعرف اسمها، أو شكلها.

رحلت أسطورة الغناء الهندي لاتا مانجيشكار يوم 06 فبراير 2022 عن عمر 92 سنة، متأثرةً بمُضاعفات إصابتها بفيروس كوفيد 19، بعد مشوارٍ فنيٍّ مُتخم بالنجاحات، والتميّز، والسيطرة على ميدان الغناء في الأفلام على مدى يقارب الـ 70 سنة.

غنت، و مثلت وهي طفلة صغيرة في المسرحيات الغنائية التي كان ينجزها والدها، لكنها احترفت الغناء في الأفلام (كمغنية بلاي باك) سنة 1942، أيام سينما الأبيض والأسود، و بالضبط في فيلم  Kiti Hasaal  وكان عمرها آنذاك 20 سنة، وهو فيلم بلغة المراتية، و للأسف، تمّ حذف الأغنية في النسخة النهاية للفيلم عند عرضه، لكن لاتا استمرت دون توقف خلال سنوات الأربعينيّات، و لم تتوقف حتى السنوات الأخيرة قبل وفاتها، وغنت تقريباً بكل لغات، ولهجات الهند، وحتى بالإنجليزية، ولكنها مشهورة أكثر بأغاني أفلام بوليود الخالدة.

هي أكبر إخوتها، وهي من سبقتهم بعالم الغناء، والفن، بعدها أصبحت أخواتها الثلاث (Asha – Usha – Meena) وأخوها Hridaynath من أهم ّنجوم الغناء في الهند، ولكن، وحتى وفاتها، بقيت لاتا هي سيدة الغناء الهندي بدون منازع، وهي الملهمة، والقدوة لكل مطربة تحلم بدخول عالم الغناء، خاصة في الأفلام.

كلّ الهند تقلد لاتا، في بوليود، وفي سينمات الجنوب الهندي، وسينمات الأقاليم الهندية الأخرى، حتى في  لوليوود (سينما باكستان)، وفي سينما البشتون أيضا يقلدونها، و عندهم بإقليم البشتون الباكستاني مغنية شابة اسمها لاتا، صوتها شبيه كثيراً بصوت لاتا مانجيشكار.

مشوار لاتا أكبر من أن تحتويه صفحة في جريدة، أو جريدة كاملة لوحدها، هي تحتاج لكتابٍ عن قصة حياتها، جوائزها، وألقابها لوحدها يلزمها مقال لوحدها، أما أغانيها الشهيرة، وأفلامها التي غنت فيها، وأصبحت من أعظم كلاسيكيات الهند، فهي تحتاج لعدة وقفات.

شاركت في الغناء مع أختيّها أشا، ويوشا، كما شاركت في ثنائيات مع محمد رافي، وموكيش، وكيشور كومار، وكومار سانور، وأوديت نارايان، وآخرون كثيرون، كما لديها الكثير من الأغاني المنفردة.

عاصر صوت لاتا تقريباً أكثر من 10 أجيال من الممثلات، بدأ بـ كوسوم ديشباندي، ونور جيهان، مروراً بنرجس، ومادهوبالا، مينا كوماري، نيمي، هيلن، رينا روي، زينات أمان، ريخا، هيما ماليني، سريديفي، أيشواريا راي، كاجول، راني موخرجي، كاريسما كابور، بريتي زينتا، ووصولاً لـ سهى علي خان، و مقدها جودسي.

حيث تعتبر هي المغنية الأطول عمراً مهنياً من كل بنات جيلها، عدد أغانيها حسب موسوعة ويكيبيديا تعدى 1090 أغنية، بينما مواقع أخرى تذكر عدد 25000 أغنية بـ 36 لغة، و 2000 فيلم، وبعضها وصل حتى لذكر 50000 أغنية.

لكن، للأسف، بعض المواقع وقعت في أخطاء كثيرة حول أفلام عديدة نسبتها للمغنية لاتا، بينما غنت فيها شريا غوشال، ومغنيات أخريات، مثل فيلم  Héroïne مع كارينا كابور، وفيلم Goliyon Ki Raasleela Ram-Leela مع ديبيكا باديكون، ورانفير سينغ.

لذلك، العدد المذكور في ويكبيديا يبدو قليلاً مقارنة بكثافة الإنتاج الهندي الكبير جداً، ونظراً للعمر المهني الطويل جداً للمغنية الراحلة لاتا مانجيشكار.

ورغم هذا، الأرقام الرسمية، والحقيقية، قد نجدها لاحقاً في مواقع، أو وكالات أخبار موثوق فيها، أو شركات إنتاج لها علاقة بهذه الأغاني، والأفلام نفسها.

لأنه من الصعب جداً إحصاء أغاني لمطربة عمرها الفني 70 سنة، وإنتاج بلدها من الأفلام يُقال بأنه يفوق الألف فيلم في العام.

جديد المخرج الهندي سانجايّ ليلا بهنسالي

جمال الدين بوزيان

بعد انقطاع سنتين، سانجاي ليلا بهنسالي يعود هذا العام بفيلمٍ مع عالية بهات

من المُنتظر أواخر شهر فبراير، صدور الفيلم الجديد للمخرج الهندي المعروف سنجاي ليلا بهنسالي، بعنوان جانجباي كاثياوادي، القصة حسين زايدي، بينما شارك بهنسالي في كتابة السيناريو مع الكاتبة اتکرشینی واشستھا، كما شارك في التوزيع، والإنتاج، والتأليف الموسيقي لأغاني الفيلم، وهو أمرٌ معروفٌ عن هذا المخرج الهندي، تعدد مواهبه، ومشاركته في جوانب كثيرة خلال إنجاز أفلامه.

الفيلم هو سيرةٌ ذاتيةُ مقتبسةٌ عن كتابٍ لنفس الكاتب حسين زايدي بعنوان "ملكة مافيا مومباي"، يحكي قصة فتاة بسيطة تنجح في السيطرة على عصابات مدينة مومباي.

يُنتظر أن يكون الفيلم إضافةً جديدة للممثلة عالية بهات، هو أول تعاملٍ فنيّ بينها، وبين بهنسالي، الذي كان له دور كبير في نجاح أيشواريا راي،  ديبيكا باديكون.

يشارك في بطولة الفيلم ممثلون صاعدون، أو ممثلون من الصف الثاني كما يُقال، مثل:

شانتانو ماهيشواري، أنديرا تيواري، فارون كابور، جيم صربه، ومن المشاهير فيجاي راز، والسينمائية و الممثلة سيما باهوا.

و كذلك يظهر في الفيلم النجم أجاي ديفغان و هوما قريشي كضيفي شرف.

فيلم بهنسالي الجديد، مبرمج رسميا للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي القادم، قبل عرضه في صالات السينما الهندية.

Boomika

الطبيعة تُصلح أخطاءنا

جمال الدين بوزيان

رُبما المُشاهد غير المتابع، يعتبر أفلام الرعب أمراً جديداً، ودخيلاً على السينما الهندية، بينما في الواقع هي مواضيع تمّ التطرّق لها في السينمات الهندية بكلّ أنواعها منذ الأربعينيّات، لكن، بشكلٍ متقطع، وغير مستم، وتنوّعت أفلام الرعب في بوليود، وسينمات الجنوب في الأول، بين ما يشبه الرعب مخلوطاً بتوابل المسالا (فيها غناء، وقصص حب، وأكشن، واستعراض)، واستقرت مؤخراً على شكلها المعروف حالياً، كأفلام رعب مثل تلك التي نراها في الأفلام الأجنبية، لكن لديها خصوصيتها الهندية، ولو كانت خصوصية بعيدة عن الاستعراضات، والغناء، بل هي خصوصية لديها علاقة أكثر بالتراث الهندي، وقصص الهند المخيفة، ومعتقدات الهنود المتناقضة، وأساطيرهم التي لا تنتهي.

اسم بوميكا في الهند معناه الأرض، وهو اسم علم مؤنث، خاص بالفتيات الهندوسيات، كما أنه اسم لديه علاقة بعلم الفلك التقليدي الهندي، وترتبط به بعض المعتقدات، والأفكار القديمة، المتعلقة خاصة بالأرض، والبيئة، والطبيعة.

لذلك، كان هو أحسن عنوان لقصة فيلم الرعب، والخيال التاميلي هذا، المُنتج سنة 2021، والذي تم إخراجه من طرف Rathindran R. Prasad، ولعبت فيه دور البطولة نجمة تاميلية من الجيل الشاب، اسمها Aishwarya Rajesh، وهي ممثلة تشبه كثيراً نجمة بوليود كاجول، وقد بدأت في السنوات الأخيرة تحظى بأدوار بطولة لافتة، مقارنة ببدايتها، كانت البطولة في هذا الفيلم مشتركة بينها، وبين عدد من الممثلين، والممثلات، أغلبهم نجوم جدد في عالم سينما التاميل، أو أصحاب الأدوار المساعدة، وهو الأنسب في الغالب في أفلام الرعب العالمية، التي تتطلب الكثير من الضحايا من بين شخصيات القصة، أو عدداً معتبراً من الممثلين.

مع متابعة أحداث الفيلم، نجد تحولاً في القصة، وتصبح الطفلة بوميكا ذات الـ 15 ربيعاً، هي بطلة الفيلم، حيث يعود بنا المخرج لماضي المنزل المهجور الذي كان مدرسة سابقاً، تسكن فيها طفلة مصابة بالتوحد اسمها بوميكا، هي رمز مباشر، وصريح للأرض، وللطبيعة التي تدافع عن نفسها ضدّ أيّ تغيير مضرٍّ بها، وتتوفى بسبب دفاعها عن شجرة كبيرة بدأ عمال البناء في قطعها لإنشاء مشروعهم، هو نفس المشروع الذي تسبب فيما بعد في وقوع عدة وفيات في ظروف غامضة لأغلب المشاركين في ذلك الاستثمار، وبسبب هذه الأحداث أصبحت المدرسة، والقرية مهجورتين لمدة 10 سنوات.

هو فيلم صديق للبيئة بامتياز، قصته تشبه الكثير من أفلام الرعب، والخيال في الهند، وفي العالم، حيث تتواصل روح فتاة متوفية مع مهندس معماري، وعائلته، وفريق عمله، لإبعادهم عن تنفيذ مشروعهم المضرّ بالبيئة.

الفيلم ليس مخيفاً كثيراً بقدر ما فيه من التشويق، مثل أغلب الأفلام الشبيهة به، بطلته طبيبة نفسانية ابنها مصاب بتأخر النطق، ويعاني من الانسحاب الاجتماعي، بينما بوميكا (الطفلة العائدة من الموت) كانت مصابة بالتوحد، وتعشق رسم الطبيعة، والأشجار، ومتعلقة جداً بالأرض، وهي التي تساعد الطفل في آخر الفيلم على الشفاء، والنطق.

شخصية حارس المنزل أيضاً كانت مؤثرة جداً في القصة، ومدروسة جيداً، طريقة كلامه، وجلوسه، وتصرفاته، ابن بيئة تاميلية ريفية فقيرة، ليس من نفس طبقة أبطال الفيلم.

بوميكا، هو من الأفلام التي تُسمّى "فيلم الليلة الواحدة"، حيث تدور أحداثه الرئيسية تقريباً في ليلةٍ واحدة، في منزل مهجور وسط غابات التاميل الطبيعية، وغلب الظلام على كثير من المشاهد، وانقطاع الكهرباء، والنور الخافت في كثيرٍ من الأحيان.

الفيلم خال من الأغاني، لكنه احتوى على القليل من الموسيقى التصويرية المناسبة جداً لنوعية القصة، وأحداثها، تتر النهاية فقط ترافقه أغنية هادئة، تمّ تأليف الموسيقى من طرف Prithvi Chandrasekhar، أما القصة فقد كتبها المخرج نفسه.

سينماتك في ـ  10 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 24.02.2022

 

>>>

65

64

63

62

61

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004