صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 

ملفات

 

لاحق

<<

07

>>>

04

03

02

01

>>

سابق

 

الجزائري أحمد زير، وسينما الشظايا

ترجمة وكتابة: صلاح سرميني

 

   
 
     
أحمد زير   السينما الجزائرية بحرية
     

أحمد زير، سينمائيّ جزائريّ هاوي بين قوسين، هو منذ عام 1979 يصوّر، ويعرض أفلامه من مقاس 8 سوبر مللي، وقد تعاونت مؤسّستان هما (Circuit-Court) الفرنسية، و(Cinémémoire) الجزائرية، وعمدتا إلى ترميمها، وتحويلها إلى دعامةٍ رقمية كي تصبح في متناول الجمهور العريض، وكانت فرصة للجمهور الفرنسي لاكتشاف أعمال زعيم السينما التجريبية الجزائرية المجهولة تماماً عند هواة السينما في الغرب، وفي هذه الفترة بعد "الثورات" العربية، هي وسيلة للتعرّف على رؤية غير معروفة، ومتفردة عن المجتمع الجزائري.

ينجز "أحمد زير" أفلامه في هامش السينما الرسمية، ويحوّل نقص الموارد إلى قوة، ويتمكن من عمل كل شيءٍ من لا شيء، ويمنحنا درساً في الطاقة الإبداعية، يستخدم الكاميرا مثل مكبّر الصوت، وفي مساحة واسعة من الحرية يعبر عن القضايا الإنسانية الكبيرة: الحرب، الحب، الكرامة، السلام، الحداثة، والهوية.

تقدم أفلامه بأصالةٍ، وأمل، وبدون كوابح، وتنازلاتٍ، صورةً عن المجتمع الجزائري يتبني من خلالها وجهة نظر الأكثر ضعفاً، وعلى الرغم من كل العقبات التي يصادفها، يصور في هامش الإبداع الرسمي بواسطة كلّ الدعامات التي تقدمها السينما: سوبر 8 مللي، 16 مللي، فيديو، وهكذا أخرج حوالي 50 فيلماً، منها 35 حصلت على جوائز في مهرجاناتٍ جزائرية، ودولية.

بدءاً من عوالمه الخاصة المُتجذرة في الثقافة البربرية، وعن طريق الروائي، التحريك، أو التسجيلي يتمكن من طرح تساؤلاتٍ عن الشرط الإنساني العالمي، في فيلمه الأخير "صور، مشاعر، وتاريخ"، وخلال 11 دقيقة، يقدم 130 سنة من الاحتلال الفرنسي في الجزائر، أخرجه في عام 2010 بدءاَ من صور منجزة بمقاس سوبر 8 صورها مستعمرون، وجنود زمن الاحتلال الفرنسي، وأدمج فيها أول فيلم أنجزه بدعامةٍ رقمية Cessez-le-feu (وقف إطلاق النار) الذي أخرجه سنة 2003 بمناسبة عام الجزائر في فرنسا، ولم يكن حقاً أكثر حواراً من أفلامه التي صورها بمقاس 8 مللي، بالنسبة للكلام، يفضل "أحمد زير" الصور التي تتحدث عن نفسها.

وبفضل جمعية (Circuit-court) التي رممت أفلامه، وحولتها إلى دعامة رقمية، وجمعتها في قرص مدمج، أصبح بالإمكان اليوم مشاهدة 21 من "شظاياه" المُتفردة التي صورها خلال الفترة من عام 1979 وحتى 2011، وهي تمزج بين التاريخ، الذاكرة، والسينما التجريبية، لا تتجاوز المدة الزمنية لكل واحد منها 16 دقيقة، ترتعش معظمها بالشعر، والصورة المُرتعشة التي يحدثها مقاس الـ 8 مللي، شعراً ينهل من اليومي الجزائري المُعاش.

سينمائياً، يحب "أحمد زير" اللعب على التكرار، وتأثيرات الإعادة، والصور المتضاعفة، وكأنها انعكاسات مرايا، وحتى عندما تتكرر اللقطات، هناك غالباً تفصيل يتغير، ملابس البطل كما الحال في Solo، أو كلمة كما الحال في Express.

سينماتك في ـ  18 يونيو 2019

* نُشر في جريدة الدستور العراقية، العدد 4315، 27 يناير 2019

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004