صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 

ملفات

 

لاحق

<<

07

>>>

04

03

02

01

>>

سابق

 

سينما تجريبية، وفيديو آرت

ترجمة وكتابة: صلاح سرميني

 

   
     

تُعتبر السينما التجريبية ممارسةً فنيةً وثيقة الصلة بالفنون التشكيلية، والسينما التقليدية (السائدة)، هي فنٌّ قائمٌ بذاته، تتطوّر على هامش الصناعة، والنظام التجاري.

من الناحية الجمالية، تتموقع غالباً خارج الأطر النمطية، ولا تخضع لقواعد مُسبقة، ولكنها ترتقي برموزها التعبيرية الخاصة، وجمالياتها، ووسائل عرضها، ومنذ العشرينيّات، شكّلت السينما التجريبية لنفسها تاريخاً نوعياً (1).

 

تعريف

يبدو من الصعب تعريف السينما التجريبية بدقة، مفهوم التجريب، وعلى الرغم من أهميته، يثبتُ بأنه لا يكفي لتصنيف السينما التجريبية.

وقد اُستخدمت العديد من المُصطلحات للدلالة عليها، انطلاقاً من تياراتها المختلفة (سينما خالصة، سينما مطلقة، سينما الفنّ، سينما الأندرجراوند، إلخ) (2).

يمكن القول، بأنّ فيلماً ما يصبح تجريبيّاً من اللحظة التي تتموقع خطوته الإبداعية جوهرياً في جانب الشكل، وهذا يعني غالباً، إن لم نقل دائماً، بأنه يُنجز خارج الصناعة السينمائية، على الأقلّ، وفي أحيانٍ كثيرة، في هوامشها، وبدون الأخذ بعين الاعتبار الهموم الصناعية، الاقتصادية، التجارية، الدرامية، والسردية،...إلخ.

تسير السينما التجريبية غالباً ضدّ تيار المعايير السينمائية المُعتادة، من حيث المدة الزمنية مع أفلام من 25 ساعة (Four Stars) لـ"أندي وارول"، أو 24/1 من الثانية (Le Film le plus court du monde) ـ الفيلم الأقصر في العالم ـ لـ "إروين هوبير"، و(V.I.I. (Very Important Image ـ صورة مهمة للغاية ـ لـ"مانويل غوميز"، أومن حيث الجانب السردي (Empire) لـ"وارول"، فيلم بمدة ثماني ساعات، تمّ تصويره بعلب أفلام وُضعت في الكاميرا واحدةً بعد الأخرى، تُصور في لقطة ثابتة "مبنى أمباير ستيت"(3).

يمكن أن تكون السينما التجريبية تجريدية، أو تُظهر أشكالاً واضحة، ولكنها، في كثيرٍ من الأحيان، ترتكز على أولوية الأحاسيس، وبشكلٍ خاصّ، وعن طريق الأنظمة الوافرة لتراكب الصور، أو المونتاج السريع، تتوّجه مباشرةً إلى العين، أكثر من الفكرة، ولهذا السبب، فإنها تغرف ممارساتها التعبيرية من تقنيات، وأشكال التجسيد الخاصة بالموسيقى (كما الحال في السينما الحروفية لإيزيدور إيزو، موريس لوميتر، ورونالد ساباتييه)، أو الرسم (أفلام ستان براكاج، لين لي، أو ليتون بييرس).

عادةً، يشتغل السينمائي التجريبي على الصورة المعروضة بطريقةٍ تشكيلية أكثر منها سردية ـ ومن بينها يستجوّب الهوية المادية كاشفاً عن ظواهر الهيئة، والكيان (منح الأهمية للشريط عن طريق خدوش، أو رسم علاماتٍ على الصور المنفردة للشريط الفيلمي، اللعب مع شاشة العرض، أو ظلام الصالة، الاشتغال على جهاز العرض، ومنها التلاعب في سرعة تدفق الشريط في الآلة...إلخ).

في عام 2002، كتب مدير التصوير جيمي غلاسبرغ: يُذكرنا هذا النوع من السينما بـ "أصل الصورة نفسها مع la camera obscura  ـ الغرفة المظلمة ـ لليوناردو دافنشي، ورُبما بأسطورة الكهف لأفلاطون" (4).

بالنسبة للباحثة الأكاديمية نيكول برينيه:

"يتعامل الفيلم التجريبيّ مع السينما انطلاقاً من قدراتها، وليس من استخداماتها، ويهتمّ أيضاً باستدعائها، نشرها، وتجديدها، كما مُعارضتها، إزالتها، أو توسيع حدودها"(5).

وتحت مُسمّى السينما التجريبية، يمكن جمع تياراتٍ، ومدارس، منها السينما التجريدية التي تميل إلى السينما التخطيطية الخالصة، السينما الحلمية، أو السوريالية، سينما الأندرغراوند، السينما البنائية، وبطريقةٍ رُبما متأخرة، ونادرة، السينما الاحتمالية، ومع النظرة الهزلية المُعتادة للاحتمالية، يمكن بحقٍّ اعتبار عموم السينما التجريبية انتحالاً متوّقعاً(6).

في كثير من الأحيان، تستعين السينما النضالية المُعاصرة بمبادئ السينما التجريبية، ويمكن أن تلتحق بها سواء عن طريق نمط الإنتاج، أو الجانب الشكليّ، وبدرجةٍ أقلّ، تلجأ السينما التسجيلية إلى نفس الشيء، وخاصةً عندما تقدم الصورة الشعرية متساميةً نحو التجريد، أو عندما تُجدد قواعدها المتعلقة بها في السينما المباشرة، أو السينما الحرّة.

يبدأ تاريخ السينما التجريبية، كما نظّر لها بي.آدامز سيتني في الولايات المتحدة فترة السبعينيّات، مع ما قبل السينما، ويستمرّ حتى اليوم، ويُشكّل فضاءً كاملاً من سينما يُنظَرُ لها على أنها تجريبية.

هذه السينما المُوازية، ويمكن القول "السينما الثانية"، والتي ماتزال غير معروفة بشكلٍ جيد، ومنذ انفصالها عن السينما التجارية، والصناعية، ومع الطليعة التاريخية، والمتعددة التخصصات في بداية الثلاثينيّات، كانت، وتقريباً، بشكلٍ كامل، غائبة من "التأريخ" الرسمي للسينما.

في الثمانينيّات، والتسعينيّات، ساهم اشتغال المؤرخين، والنقاد بدخولها قاموس لاروس للسينما، والموسوعة العالمية، في الوقت الذي تضاعفت الأعمال المُتخصصة.

وفي نهاية الألفية الثانية، منح وصول التقنيات الرقمية رواجاً كبيراً للسينما التجريبية، وتحديداً بفضل تقنيات العرض الجديدة للإخراج المباشر الذي سمح بتعاونٍ وثيق مع تخصصات أخرى، وفي المقام الأول، الموسيقى، والرقص.

 

تاريخ

تُعتبر السينما التجريبية استمراريةً للأعمال الفنية التي أُنجزت في إطار الطليعة التاريخية فترة العشرينيّات، مثل المُستقبلية، والدادائية، والسوريالية التي كانت حركات متعددة التخصصات (7).

 

الأصول

ارتبطت الكلمتان "تجريبيّة"، و"سينما" معاً، وللمرة الأولى، في عام 1930 مع المجلة الأمريكية "السينما التجريبية"(1930-1934) (8).

أدى ظهور الصوت في السينما، ونهاية الرعاية التمويلية إلى توقف التيارات الطليعية الأولى في السينما (الدادائية، السوريالية، أو ذات الصلة بالبلدان المُنتجة).

كتب إيريك بولو:

"يؤشر عام 1929 على تراجع الطليعة في فرنسا، وألمانيا، نتج، في جانبٍ منه، بسبب ظهور الصوت في السينما، وارتفاع تكاليف الإنتاج، ولهذا، توجه عدد من السينمائيين، والفنانين نحو أشكال تسجيلية، أو إعلانية، ولكن المناخ السياسي بشكلٍ خاصّ أقلق مستقبلها(9)، ولكن، مباشرةً، وخارج الأماكن المؤسّسة (فرنسا، ألمانيا، إيطاليا)، ظهرت تياراتٍ غير رسمية لم تكن مرتبطةً بأيّ عقيدة، وكانت غالباً نتاج مناضلين، وهواة، أو نقاد، كما كان الحال في الولايات المتحدة : لويس جاكوبز، روبرت فلوريه، جيمس سيبليه واتسون، أو ميلفيل فولسون فيبير.

وقد تمّ إعادة تقيّيم ذاك التيار الأمريكي في بداية الألفية الثانية في إصدار مختاراتٍ من الأفلام بعنوان:

 (1894-1941Unseen Cinema, early american avant-garde Film) (10)

وحازت على صدى نقدياً، وجماهيرياً قوياً(11).

أيضاً، في الثلاثينيّات، تشكلت تيارات تلقائية في بولونيا، تشيكوسلوفاكيا، سويسرا، بلجيكا، وفي عام 1949 تأسّس في مدينة Knokke-le-Zoute البلجيكية، وتحت عنوانEXPRMNTL المهرجان الدولي الأول لهذا النوع من الأفلام، وانعقد خمس دوراتٍ فقط : في عام 1949، و1958(في بروكسل)، ومن ثمّ في الأعوام 1963، 1967، 1974، وكان موعداً لا غنى عنه لهواة هذا النوع من الأفلام(12).

في عام 1952 كتب هانز ريختر:

"وهكذا، توقفت مؤقتاً تظاهرة بسبب العواصف السياسية الأوروبية، تمّ استعادتها عن طريق جيل ينتشر هنا، وهناك، اليوم، من المؤكد بأنها لن تتوقف مرةً أخرى، وعلى العكس سوف تتوسع"(13).

منذ عام 1951، الأفلام الحروفية لإيزيدور إيزو(Traité de bave et d'éternité) ـ معاهدة لعاب، وأبديةـ، وموريس لوميتر(Le film est déjà commencé ?) ـ هل بدأ عرض الفيلم؟ ـ أعادت التواصل مع بعض تقاليد ما بعد الدادائية (العمل على الشريط الحساس عن طريق خدشه، تمزيقه، التعارض بين شريط الصورة، والصوت)، بينما ظهرت في الولايات المتحدة فترة الأربعينيّات، سينما تمّ تصنيفها بدايةً ما بعد سوريالية (كتابات جان ميتري بالأخصّ) مع أعمال مايا ديرين، كينيث أنغر، أو غريغوري ماركوبولوس، وأصبح الأخيران من بين الشخصيات الرئيسية لسينما الأندر غراوند.

في عام 1958 صوّر ستان براكاج فيلمه (Anticipation of the Night) ـ استباق الليل ـ حيث تمّ  المونتاج خلال التصوير مباشرةً، داخل الكاميرا، وخلق تنوّع التعريض للضوء مادةً بصريةً، وغنائيةً تختلف عن الأعمال السابقة للسينما التجريبية .

في الستينيّات، تضاعفت التصنيفات، أو الأنواع: سينما أندر غراوند، سينما حميميّة، سينما بنائية، وقدم الباحث بي. آدامز سيتني خريطةً لها في كتابه "السينما الرؤيوية".

 

خلق وسط معين

بدأ الوسط ينظمّ نفسه على المستوى العملي (كانت شروطاً ضرورية لتطوّر التوزيع، وظهر نقاد يرتبطون بالحركة، ويعرفونها من الداخل) عندما أنشأ جوناس ميكاس، وأصدقاءه عام 1962 في نيويورك The Film-Makers' Cooperative  (تعاونية السينمائيين)(14)، أول مؤسّسة توزيع للسينما المستقلة، والتجريبية بدون أهدافٍ ربحية، حيث يُدير السينمائيون بأنفسهم تأجير، وتوزيع أفلامهم، ويحصل الفنان على نسبةٍ مئوية، ويسمح الباقي باستمرارية المؤسسة(15).

بينما تأسّست في فرنسا ثلاث تعاونياتٍ على نفس المنوال:

جماعة السينما الشابة في عام 1971(16).

Paris Films Coop في عام 1974(18) ـ اسمها اليوم  Cinédoc Paris Films Coop(17) .

جمعية Light Cone(19) في عام 1982(20).

كما تأسّست تعاونيات في بلدان أخرى: بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، كندا، أوستراليا،...

في المجلة التي حررها متخصصون من كلّ أنحاء العالم: السينما الطليعية (التجريبية، والنضالية) ـ مجلة CinémAction العدد 10-11 ربيع/صيف 1980 ـ  ولكلّ البلدان التي تمّ دراستها (الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، إيرلندة، ألمانيا الاتحادية، الدانمارك، السويد، هولندا، بلجيكا، سويسرا، إيطاليا، إسبانيا،  البرتغال، العالم العربي، اليونان، تركيا، إيران، أمريكا اللاتينية، أستراليا، اليابان، أوروبا الشرقية، وفرنسا)، كان يتبع كلّ نصّ قائمةً بعناوين التجمّعات التجريبية، والنضالية.

توّحد ذاك التنوّع في الإنجازات عندما سافر جوناس ميكاس، وبي. آدامز سيتني إلى جميع أنحاء العالم في نهاية الستينيّات، كي يقدما مختاراتٍ من السينما الأمريكية الجديدة، وهكذا أدرك سينمائيون من بريطانيا، الدانمارك، ألمانيا، فرنسا ... بأنهم ليسوا معزولين، وبدأت فكرة السينما التجريبية العالمية تأخذ جسداً، وشكلاً عندما ظهر خلال السبعينيّات عدد من الكتب.

في عام 1974 نشر بي. آدامز سيتني كتابه "السينما الرؤيوية: الطليعة الأمريكية" (تُرجم إلى اللغة الفرنسية، وفي عام 2002 أُعيد النظر في محتوياته، ونُشر تحت عنوان "السينما الرؤيوية : الطليعة الأمريكية من عام 1943 وحتى 2000"(21)، وفيه منح هذه السينما تاريخاً، واتجاهاً، ومدارس.

وبدءاً من السبعينيّات، ارتبطت "مدارس وطنية" بنقادٍ، ومؤرخين، ومن بينهم: سكوت ماكدونالد، دافيد كورتيس(23)، دومنيك نوغيز، باولو بيرتيتو، كسافييه غارسيا باردو، دومينيك بايني، يان بوفيه، رافائيل باسان، أو نيكول برينيه بالطليعة التاريخية، وأنواع السينما الأمريكية المعاصرة الموصوفة، أو التي تمّ التنظير لها عن طريق "سيتني" (سينما حميمية، سينما تصميمية، سينما بنيوية....).

ولكن، ظهرت تياراتٍ أخرى في بلدان متعددة (مدرسة الجسد(24)، سينما ما بعد بنائية، التجريدية، فيلم بدون كاميرا، السينما المُنفتحة...).

وبدءاً من الثمانينيّات، بدأ النقاش حول فنّ الفيديو، والفنّ الرقمي كما سوف يتوّضح في نهاية هذه الدراسة.

 

مختبرات الفنانين (في فرنسا)

فيما يخصّ العمليات الفنية بعد التصوير، كانت المختبرات الاحترافية تتردد في تحميض، وطبع الأفلام التي لا تلتزم بمعطياتٍ تقليدية للإضاءة، والتحميض، وهكذا تشكلت مختبرات بيتية ـ كانت تستحوذ على طاولة مونتاج، وجهاز مشاهدة،..  إلخ تخلت عنها المختبرات الكبرى التي كانت بدورها تُجهز نفسها تدريجياً بالفيديو، والتقنيات الرقمية.

منذ 1966(25)، وحالما تأسّس مختبر London Film-Makers' Co-op ، امتلك مختبراً حِرَفياً يسمح للسينمائيين بإنجاز معظم مراحل إبداع، وتشطيب أعمالهم، ومع ذلك، توّجب الانتظار حتى التسعينيّات كي تتشكل شبكة دولية حقيقية من المختبرات المستقلة.

في عام 1992 أنشأ أعضاء مجموعة Metamkine (26) في غرونوبل ورشة MTK من أجل تدريب السينمائيين على استخدام أدوات المونتاج، والتحميض، والطبع.

في تلك الفترة، تشكل في فرنسا عدد كبير من مختبرات الفنانين، على سبيل المثال:

L’Abominable في عام 1996 (باريس، وضواحيها)(27).

L'Etna في عام 1997(باريس، وضواحيها).

Mire في نانت عام 1996(28).

Ad libitum Atelier cinématographique  عام 1999 في إيزير.

وحديثاً مختبر Bioskop في أفيرون.

اليوم، تتعامل مجموعة مؤسّسات من هذا النوع مع الشريط الخام كما الرقمي، وتنتظم لقاءاتٍ، واجتماعاتٍ دولية بين المختبرات في مواعيد غير منتظمة(29).

وهناك شبكة تجمع 27 مختبراً مستقلاً، منها 9 في فرنسا(30).

 

التوثيق (في فرنسا)

في عام 2000 انعقدت في "السينماتك الفرنسية" تظاهرة استعادية شاملة للسينما التجريبية لا مثيل لها سابقاً في فرنسا، وكانت بعنوان: "شابة، صلبة، وصافية، تاريخ سينما طليعية، وتجريبية في فرنسا".

بإدارة نيكول برينيه، وكريستيان لوبرا، اللذان أصدرا في العام التالي كتاباً ضخماً بنفس العنوان، يتكوّن من 600 صفحة، وساهم في الكتابة عدد كبير من المشاركين، وأعيد نشر نصوص نادرة من العشرينيّات، والثلاثينيّات وتمّ فحص، وتحليل كلّ جوانب هذه السينما منذ بداياتها (ما قبل السينما) وحتى فجر القرن الواحد، والعشرين.

منذ 1985 تأسّست دار نشر للكتب المتخصصة (Paris Expérimental) بإدارة كريستيان لوبرا (أصدر كتباً مهمة تُرجمت لأول مرة إلى الفرنسية).

وهناك أيضاً دور نشر للفيديو، والأقراص الرقمية لأفلام تجريبية، كما حال شركة Re:Voir التي أسّسها السينمائي الأمريكي بيب شودوروف في عام 1994، وفي عام 2002 أسّس الثنائي مارك هورشلر، وسيلكه شميكل شركة Lowave ، تُسهل هذه المؤسّسات معرفة السينما التجريبية في فرنسا، وجميع أنحاء العالم.

بالتوازي، ومنذ عام 2000، بدأ الثنائي فريدريك دوفو، وميشيل آمارجيه بإنجاز سلسلة أفلام تسجيلية بعنوان  Cinexpérimentaux، تهدف إلى التعريف بفنانين معاصرين (مارسيل هانون، دفوسكين، روسيه، أوستروفسكي، كاراباش...)، وفي عام 2010 أنجزا فيلماً طويلاً بعنوان :

(Cinémas de traverse) حول ممارسة السينما التجريبية في أربع قارات.

في مارس 2011 أصدرت مكتبة السينما "فرانسوا تروفو" دليلاُ بعنوان "سينما تجريبية، وفنّ الفيديو" يتكوّن من 114 صفحة، يوثق مقتنيات المكتبة من السينما التجريبية وُفق النوع، أو النوع الفرعيّ (سينما تجريبية، طليعية، التجربة الفيلمية، الأفلام التجريدية)، بلد الإنتاج، سينمائيين، فنانين، كتب، مقالات، مجموعات كتابات موضوعاتية.

وينتهي الملف بمختاراتٍ من الأقراص الرقمية لأفلام بعض المخرجين المُشار إليهم سابقاً، وأفلاماً تسجيلية حول فنانين.

 

التعليم (في فرنسا)

بشكلٍ عام، ظهر التعليم النظريّ للسينما متأخراً في فرنسا: بعد 1968(31)، وفي اطاره العام، ومنذ السبعينيّات، تطوّر التعليم المُتخصص بالسينما التجريبية مع الروّاد: دومنيك نوغيز، كلودين إيزكمان، غي فيهمان.

اليوم، هناك عدد من الأكاديميين يهتمون بتعليم السينما التجريبية، وكما كتب فانسان دوفيل بمناسبة تظاهرة "شابة، صلبة، وصافية" التي انعقدت في السينماتك الفرنسية عام 2000:

"ترتبط هذه التظاهرة مباشرة بمنهج جديد من التعليم، يُكمل عشقاً كلاسيكياً بالانفتاح على التجريبيّ، ومن خلال ذلك، اليوم، نجح بعض الجامعيين في تجديد الفائدة التي يمكن أن نجلبها إلى السينما، وتبدو نهاية التسعينيّات بأنها تعلن تحوّلاً في طريقة استقبال الصور، لن تتوقف الاختيارات الجمالية وُفق نظاماً نمطيّاً، وكلاسيكياً، ولكن، سوف تخضع أكثر إلى عطش صوراً متلوّنة ثرية بمساهماتٍ تناصيّة، وهكذا، يمكن أن يتغذى التفكير حول السينما بالفيلسوف سانت أغوستان، أو بإعلاناتٍ معاصرة، كما جان ميتري، وجورج سادول، ما سوف يقود السينما في استمرارية خطابٍ حول تاريخ الفنّ ـ التصويري، أو غيره ـ، بربطه مع عصره"(32).

 

العروض (في فرنسا)

في فرنسا، يهتمّ مركز جورج بومبيدو، والسينماتك الفرنسية ببرمجةٍ منتظمة للسينما التجريبية، وهناك أيضاً مؤسّسات أخرى تقوم بنفس المهمة بشكلٍ متقطع، المجال واسع يجمع برمجة لأعمال سينمائيين (غي مادان على سبيل المثال عام 2009 في مركز جورج بومبيدو(33)، وباولو جيولي في السينماتك الفرنسية عام 2010)(34)، تقديم أعمال مهمة، يسبقها ندوات، أو شراكة مع تظاهرات مثل "اللقاءات الدولية باريس/برلين/مدريد"(35) مخصصة للوسائط التعبيرية الجديدة، والأفلام التجريبية، وفنّ الفيديو، والتجربة التسجيلية، والإنشاءات السمعية/البصرية، ويستقبل مركز جورج بومبيدو سنوياً الجانب الفرنسي لهذه التظاهرة.

هناك مهرجانات للأفلام القصيرة تتضمّن أقساماُ تحت عنوان مختبر، أو تجريبي، كحال المهرجان الدولي للأفلام القصيرة في كليرمون فيران، مهرجان الأفلام القصيرة في بانتان (Côté Court)(36)، أو قسم الأفلام التجريبية لمهرجان الأفلام القصيرة في إكس(37).

وقد شجع تعدد مهرجانات الأفلام القصيرة في السنوات الأخيرة على نشر السينما التجريبية المُكوّنة بنسبةٍ كبيرة من الأفلام القصيرة، لأنها أقلّ تكلفةً.

كان المهرجان الدولي للسينما الشابة في إييّر (1965-1983) التظاهرة الرائدة في فرنسا(38)، برمجت أعمالاً من كلّ المقاسات الفيلمية التي شاركت من سينماتٍ صاعدة (الموجة التشيكية الجديدة، الموجة البرازيلية الجديدة، التجارب الأولى للسينمائي الفرنسي فيليب غاريل).

منذ البدايات عرض المهرجان أفلاماً تجريبية، في عام 1973 تأسّس قسم خاص تحت عنوان "سينما مختلفة"، وخلال عشر سنوات قدم كلّ عام تنويعاتٍ كبيرة من الأفلام التجريبية (كانت تُصنف أيضاً بأنها مختلفة) قادمة من كلّ أنحاء العالم.

مارسيل مازيه المُفوض العام لقسم السينما المختلفة في مهرجان إيير (39)، ورئيس جماعة السينما الشابة أسّس في باريس عام 1999 مع سينمائيين آخرين، وعاشقين لهذا النوع من الأفلام، مهرجان السينمات المختلفة، والتجريبية(40)، أداره برنار سيرف، وخُصص بالكامل لهذا النوع، وبمناسبة دورته الـ 12 (في ديسمبر عام 2010 أدخل قسماً تنافسيّاً(41)، ويعتبر هذا المهرجان مبادرة من جماعة السينما الشابة، والتي تبرمج أيضاً عروضاً منتظمة(42)، وتصدر فصلياً نشرة بعنوان Etoilements (43)

بدورها، تنظم تعاونية أخرى  Light Coneعروضاً منتظمة عن طريق فرعها المُسمّى Scratch، وفي كلّ عام، تخصص للسينما المُسمّاة  élargi مهرجاناً بعنوان Scratch Expanded(44).

وهناك جمعية   Braquage/Aménagements expérimentaux (45) تبرمج عروضاً للأفلام التجريبية، ويوجد في فرنسا مهرجانات أخرى، مثل (Le 102) في غرينوبل(46)، وأخر تنظمّه جمعية Mire في نانت(47).

 

آفاق السينما التجريبية (في فرنسا)

في السنوات الأخيرة من القرن العشرين، أُعيد تنظيم المشهد المتحفيّ الفرنسي، وامتلكت معظم المتاحف قاعاتٍ تسمح بعرض أفلاماً ذات صلة، أو بدونها مع المعارض المؤقتة التي تُنظمها، كانت هذه الأفلام في الغالب قديمة، تسجيلية، أو تجريبية، ويعتبر مركز جورج بومبيدو، المؤسّسة الرائدة في هذا المجال، حيث أوصى منذ عام 1975(أيّ عامين قبل افتتاحه للجمهور) بحفظ، وتقديم الأفلام في نفس مستوى الأعمال الفنية التشكيلية.

وُفق القانون رقم 75-1 بتاريخ 3 يناير 1975 يضمن المركز، وبعلاقةٍ مع المنظمات العامة، أو الخاصة المتشاركة معه "تشغيل، وتنشيط إنتاجاُ ثقافياً مخصصاً لكلّ أشكال الإبداع الفني، وبشكلٍ خاصّ، الفنون التشكيلية، البحث الصوتي، والموسيقى، الجماليات الصناعية، الفنّ السينمائي، بالإضافة للمطالعة العامة"(48).

اليوم، يتواجد انفتاحٌ ممكن في الفنّ المعاصر في شكل إنشاءات سمعية/بصرية، فيديو، أو سينما، وأيضاً استخدام مباشر لصالة العرض كجهاز رمزيّ للسينما، يمكننا الإشارة إلى فنانين مثل بيير هويغ، فيليب بارينو، ماتيو بارنيه، إسحاق جوليان، دوغلاس غوردون،....

في عام 2006 و2007 نظم فيليب ـ آلان ميشو المسؤول عن المتحف الوطني للفنون المعاصرة لمركز جورج بومبيدو معرضاً بعنوان "حركة الصور"(49)، وفيه تحاورت أفلام تجريبية، وفيديو فنانين، مع أعمال تشكيلية، وشاركت تلك التظاهرة في تيار تفكير نُسميه "سينما المعارض"، وأوصت بخروج الأفلام "التجريبية" من صالات السينما كي تُعلق على قضبان المعارض، والمتاحف(50)، ويدعم هذه النظرية "دومنيك بايني"(51).

في نهاية عام 2000، جمع المدافعون عن السينما التجريبية، فنّ الفيديو، والفنّ الرقمي جهودهم حول القضية الحاسمة للحفظ الثقافي، والميراثي(52) لما نُسميه الآن، ولعدم وجود تسمية أفضلTime  Based Medias (الزمن المُرتكز على وسائل الإعلام).

في يناير عام 2009، خصصت مجلة Art Press عدداً استثنائياً لهذه القضية(53).

في عام 2007 تكوّنت جماعة24/25 (يعود مرجعية اسمها إلى سرعات تدفق الفيلم السينمائي، والفيديو)، وجمعت ممثلين عن المؤسّسات العامة المُهتمّة بالمُقتنيات السمعية/البصرية:

الأرشيف الفرنسي للفيلم/المركز الوطني للسينما.

المكتبة الوطنية للفيلم.

المركز الوطني للفنون التشكيلية.

المعهد الوطني للسمعي/المرئي.

متحف الفنّ المعاصر في "فال دو مارن".

متحف الفنّ المعاصر في باريس.

متحف الفنّ المعاصر/مقتنيات الأفلام، والوسائط التعبيرية الجديدة لمركز جورج بومبيدو.

وجمعيات مهتمة بتوزيع، وحفظ السينما التجريبية، وفيديو الفنانين، تهدف إلى تضامن بنوك المعلومات الخاصة بكلّ واحدة منها، ووضعها في بوابة إلكترونية لخدمة المهتمين:

جمعية Light Cone.

جمعية Le Peuple qui manque (54) .

جمعية Circuit-court(55).

جماعة السينما الشابة  Collectif Jeune Cinéma

جماعةHeure exquise(56) .

جمعية  Pointligneplan (57).

Instants vidéo

Cinédoc

Vidéoformes

في عام 2009 قادت تعاونية Light Cone هذا المشروع، وبمساعدة شركائها، أنشأت بوابة خاصة بعنوان 24/25(58)، وهي أداة بحث في 13 أرشيف، ومقتنياتٍ سمعية/بصرية فرنسية مخصصة للصورة المتحركة: سينما طليعية، وتجريبية، أفلام فنانين، فنّ الفيديو، سينما معارض، أفلام تسجيلية إبداعية، تجارب فيلمية،....

تمتلك عموم هذه المجموعات من المقتنيات تكامليةً مثالية، تسمح بتغطية مجموعة ضخمة من الأعمال المتفردة ممثلةً كلّ الحركات الطليعية الكبيرة منذ العشرينيّات، وحتى الإبداع المعاصر الأحدث، وتشكل دولية الأعمال المتمثلة مجموعة متحدة من الأعمال استثنائية كلياً في أوروبا، وقد منحت وزارة الثقافة الفرنسية دعماً لكلّ جمعية، ومؤسّسة من أجل تحويل هذه الأعمال إلى دعاماتٍ رقمية(59).


هوامش، ومراجع:

(1)      قاموس لاروس للسينما، صفحة 521، طبعة عام 2001.

(2)      قاموس لاروس للسينما، بإدارة "جان لو باسيك"، صفحة 763، طبعة عام 1996.

(3)      قاموس لاروس للسينما، صفحة 764 و2263.

(4)      "جيمي غلاسبيرغ"،  AIXPES : Films expérimentaux، المنصة الإلكترونية الخاصة بالجمعية الفرنسية لمدراء التصوير في فرنسا( AFC)، عام 2002

(5)      نيكول برينز، الأطلنطي، بإدارة نيكول برينز/كريستيان لوبرا، شابة، صلبة، وصافية، تاريخ السينما الطليعية، والتجريبية في فرنسا، باريس، دار نشر "مازوتا" بالتعاون مع "السينماتك الفرنسية"، عام 2001، صفحة 17.

(6)      أصل السينما، أرشيف.

(7)      السينما التجريبية، من الأرشيف الألكتروني لنادي سينما مدينة كاين(فرنسا).

(8)      السينما التجريبية 1930-1934، دار نشر أرنوبرس للفن المعاصر، العدد 36، نيويورك، 1969.

(9)      إيريك بولو، الخروج من السينما، جنيف، دار نشر مامكو، 2013، صفحة 80.

(10)                    المنصة الإلكترونية unseen-cinema، تظاهرة كبرى، انعقدت في جميع أنحاء العالم، ومن خلالها أثارت الاهتمام حول تنوع السينما التجريبية (وفي هذه المناسبة تمّ في عام 2005 إصدار قرص مدمج يحتوي على سبعة أفلام).

(11)                    نفس المرجع رقم (10).

(12)                    ماريا بالاسيوس كروز، " في بلجيكا : سينما الحدود"، المنصة الإلكترونية Cinergie.be، 9 يوليو 2009.

(13)                    هانز ريختر، "فن أصلي، الفيلم"، مجلة دفاتر السينما، العدد 10، مارس 1952، صفحة 11-15.

(14)                    موقع The Film-Makers' Cooperative.

(15)                    البيان، المنصة الإلكترونية cineastes.net.

(16)                    مقدمة العرض الخاص بمرور 40 عاماً على تأسيس (جماعة السينما الشابة) في مركز جورج بومبيدو عام 2011.

(17)                    الاحتفالية الخاصة بمرور 36 عاماً على تأسيس جمعية Cinédoc في في مركز جورج بومبيدو عام 2010.

(18)                    المنصة الإلكترونية لجمعية Cinédoc.

(19)                    المنصة الإلكترونية لجمعية Light Cone

(20)                    الاحتفالية الخاصة بمرور 360 عاماً على تأسيس جمعية Light Cone في في مركز جورج بومبيدو عام 2012.

(21)                    تلخيص موجز في المنصة الإلكترونية لجمعية Paris-Expérimentalعن كتاب (الطليعة الأمريكية من 1943 وحتى )2000، تأليف ب.آدامز سيتني، 2002 .

(22)                    تلخيص موجز في المنصة الالكترونية الخاصة بإصدارات جامعة كاليفورنيا عن كتاب (مغامرات الإدراك) تأليف سكوت ماكدونالد.

(23)                    المنصة الالكترونية  http://www.oztion.com.au/buy/auction.aspx?itemid=9856616 (المنصة غير متاحة حالياً).

(24)                    دومنيك نوغيز، " قصة قصيرة بأقصى سرعة عن اسينما الفرنسية التجريبية من 1950 وحتى 1980"، المنصة الإلكترونية للسينماتك الفرنسية عام 1999.

(25)                    المنصة الإلكترونية https://zebralab.info/?page_id=507.

(26)                    النص التعريفي بمجموعة metamkine في المنصة الإلكترونية http://Metamkine.free.fr/metamnotes.htm

(27)                    النص التعريفي بمختبر L’Abominable  في المنصة الإلكترونية http://www.l-abominable.org/

(28)                    النص التعريفي بمختبر Mire في المنصة الإلكترونية http://www.mire-exp.org/

(29)                    الشمس على جلدي، قصة قصيرة عن معرض"، كونستانس بارتلمي، أطروحة 2، غرينوبل، بإشراف فيليب تييه 2015.

(30)                    النص التعريفي بشبكة Filmlabs في المنصة الإلكترونية http://www.filmlabs.org/index.php/site/historique/.

(31)                    برنار باستيد، "مكانة السينما في الجامعة، والتوثيق، جامعة باريس 3 نموذجاً"، نشرة مكتبات فرنسا، العدد 2، 2007، صفحة 23-28.

(32)                    فانسان دوفيل، "السينما التجريبية في فرنسا، دراسة استعادية"، مكتبة الفيلم، عام 2000.

(33)                    من الموجز التعريفي عن حلقة "غي مادين" في مركز جورج بومبيدو بباريس عام 2009.

(34)                    عروض تكريمية لباولو جيولي في السينماتك الفرنسية عام 2010.

(35)                    من أرشيف اللقاءات الدولية باريس/برلين/مدريد.

(36)                    من أرشيف مهرجان Côté Court في بانتان(ضواحي باريس).

(37)                    من أرشيف مهرجان الأفلام القصيرة في مدينة إكس (فرنسا)

(38)                    من أرشيف المهرجان الدولي للسينما الشابة في إيير(فرنسا) ـ المنصة الإلكترونية غير متاحة حالياًـ.

(39)                    من المقدمة التعريفية بمهرجان إيير(فرنسا) في مدونة "مارسيل مازيه"(المدونة غير متاحة حالياً).

(40)                    مهرجان السينمات المختلفة، والتجريبية في باريس، المنصة الإلكترونية لجماعة السينما الشابة.

(41)                    من أرشيف المنصة الإلكترونية لجماعة السينما الشابة في باريس .Cjcinema.

(42)                    نفس المصدر رقم (41).

(43)                    نفس المصدر رقم (41).

(44)                    موجز سهرة الختام لمهرجان Scratch Expanded في باريس، المنصة الالكترونية لجمعية Light Cone.

(45)                    من أرشيف المنصة الإلكترونية لجمعية Braquage.

(46)                    من أرشيف المنصة الالكترونية rebellyon.info، 30 عاماً على تأسيس مهرجانLe 102  في غرينوبل (فرنسا).

(47)                    نفس المصدر رقم (28).

(48)                    القانون رقم 75-1 بتاريخ 3 يناير عام 1975 والذي يقضي بتأسيس المركز الوطني للفن، والثقافة المعروف باسم مركز جورج بومبيدو.

(49)                    التعريف الموجز لمعرض (حركة الصور) في المنصة الإلكترونية لمركز جورج بومبيدو بباريس.

(50)                    من أرشيف معرض (حركة الصور) في مركز جورج بومبيدو في باريس.

(51)                    لماذا نعرض السينما ؟ دومنيك باياني.، مجلة 24 صورة (24 images)، العدد 140، ديسمبر 2008/يناير 2009، صفحة 48-51.

(52)                    المنصة الالكترونية للمؤسسة الكندية  DOCAM.

(53)                    المنصة الإلكترونية لمجلة   Brefالمتخصصة بالأفلام القصيرة، مايو 2009.

(54)                    الموجز التعريفي للمنصة الإلكترونية Le Peuple qui manque .

(55)                    المنصة الالكترونية لجمعية Circuit-court.

(56)                    الموجز التعريفي لجماعة Collectif Heure Exquise.

(57)                    المنصة الالكترونية Pointligneplan.

(58)                    المنصة الالكترونية 24/25.

(59)                    مجلة  Les Inrocks، منصة 24/25 بنك مركزي هائل للصور.

سينماتك في ـ  18 يونيو 2019

* نشر في مجلة عالم الكتاب الإصدار الرابع، العدد32، مايو 2019

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004