شعار الموقع (Our Logo)

 

 

«المسيسيبي يحترق» «إكسبريس منتصف الليل» «بيردي»، «قلب ملاك» عناوين أفلام مهمة حفرت اسم مخرجها الإنجليزي آلان باركر في سجل تاريخ السينما العالمية ليس بما حققته من جوائز المهرجانات السينمائية الدولية فحسب، إنما لما يتسم به هذا المخرج من أصالة وما حققته أفلامه ـ حتى الأميركية منها رغم أنها أنتجت خارج النظام الهوليوودي الضخم الإنتاج.

وقد نشأ آلان باركر في أسرة تنتمي إلى الطبقة العاملة الإنجليزية، ولد عام 1944 والده فنان رسام وأمه تعمل في الضيافة البحرية، وعاش في أحد أحياء لندن الشعبية وقد نمى فيه والده روح الصنعة الفنية التي يجب أن تتم بإتقان وساعده عمه على معرفة أسرار الحجرة المظلمة فعرف قيمة الصورة الفوتوغرافية التي قادته إلى عالم الصورة السينمائية.

وكان يتردد على دور السينما يشاهد الأفلام بانبهاى وتأمل وعمل في شركة للاعلانات، ونجح في إخراج أفلام اعلانية مشوقة إستعان في أحدها بالممثلة المعروفة جوان كولينز.ثم بدأ يمارس الإخراج السينمائي عام 1976، وكانت جودي فوستر بطلة أول أفلامه «باجي مالوني» الذي حقق نجاحا، يرى الناقد كريستوفر دوهيرتي أن هناك سمتين تميزان أفلام باركر كمخرج وككاتب: حبه للموسيقييوالتزامه القوي بالعدالة السياسية والاجتماعية.

وقد ظل باركر طوال سيرته مستقلا عن هوليوود، متحررا من سيطرتها وتجمع أفلامه بين الحساسية الأوروبية والمراس الهوليوودي، وروح الفكاهة الإنجليزية ويصف بعض النقاد إبداعه بأنه سينما صافية، وأن الجانب الإنساني فيها يحتل المقدمة ولهذا فإن أفلامه تعجب المثقفين كما تعجب عامة المشاهدين وتذهب مباشرة إلى القلب.

جاء «السير آلان باركر» إلى مهرجان ميونيخ السينمائي الدولي الأخير 26 يونيو ـ 3 يوليو 2004 تسبقة سمعته، ومن هنا كان الاحتفاء به والنقاش معه، وعرضت له مجموعة من أفلامه أكسبريس منتصف الليل ـ الذي يعود إلى العام 1978 إنتاج إنجليزي ـ أميركي.

عن سيناريو للمخرج المعروف أوليفر ستون الذي فاز عنه بالاوسكار، وهو قائم على قصة حقيقية عن شاب أميركي اسمه بيلي.. هايس أدت محاولته لتهريب مخدرات إلى صدور الحكم بسجنه في سجن تركي ـ وقد فشلت التماساته إلى السلطات التركية وكذا فشل التدخل الأميركي المحدود، وكان الشاب يصل إلى حالة من الجنون مما دفعه إلى القيام بست محاولات للهروب وبدا هذا أمراً مستحيلا، وقد إستطاع باركر أن يصور الجو الخانق المقبض للحياة في السجن والمأساة الكابوسية للشاب في محاولته المستحيلة للهروب.

«بيردي» إنتاج أميركي 1984 كل من تردد على مهرجان كان ذلك العام يظل يذكر هذا الفيلم المؤثر ـ وهو مأخوذ عن رواية ناجحة للكاتب وليام هوارتون ويذكر بطله بيروني الشاب ضحية حرب فيتنام الذي يعاني من آثار هذه الحرب المدمرة نفسيا وحيث يجري علاجه ويتخيل بيروني نفسه طائرا..

وهذا معنى «بيردي» وهذا كان هاجسه المسيطر عليه منذ طفولته ويحميه هذا الهاجس من مواجهة الحقيقة وآلام سنوات الحرب في فيتنام وبعد فشل الطبيب في علاجه يأتي صديق طفولته «آل» لمحاولة إخراجه من خيالاته المزعجة وهلوساته ويروي الفيلم وجهة نظر آل من خلال فلاش باك مع الاستعانة بوسائل العلاج النفسي ومعتمدا على ما يربطه به من صداقة قوية أثار الفيلم الاعجاب بقدرته في تصوير المشاعر وبنهايته الجدلية.

فيلم «قلب ملاك» إنتاج مشترك بين أميركا وكندا وبريطانيا 1987 يدور بين هارلم حي الزنوج في نيويورك ونيواورليانز في الخمسينيات (من القرن العشرين) في جو الجريمة الغامض والتحقيق البوليسي، البطولة للنجم دي نيرو، يعطي باركر لونا رماديا يجسد الجو النفسي.

«المسيسبي يحترق» إنتاج أميركي 1980 وثيقة سينمائية قوية عن حقوق الإنسان يهبط بنا باركر إلى جحيم العنف والقسوة وإلى الجانب المظلم من الروح الإنسانية من خلال تحليل حادث اغتيال ثلاثة من الناشطين في حركة الحقوق المدنية في أميركا.

ضوفي المقابل يأتي فيلم التعهدات، إنتاج أيرلندي بريطاني أميركي 1991، ليقدم الجانب الممتع والجميل من الحياة من خلال الحان واستعراضات موسيقية وراقصة وأغان حول الحب والرقة والعنف والمتعة «حياة دافيد جيل» إنتاج أميركي الماني 2003 يقول عنه ناقد صحيفة لوس أنجلوس تايمز أنه فيلم يرضي جميع الاذواق يستعيد تراث الماضي السينمائي إلى جانب رؤية عصرية.

البيان الإماراتية في 27 أكتوبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

يصفون ابداعه بالسينما الصافية

آلان باركر.. التزام بالعدالة السياسية والاجتماعية

القاهرة/ فوزي سليمان