شعار الموقع (Our Logo)

 

 

أضفى تواجد الكاتب والمخرج الفرنسي الكبير آلان روب غرييه أغلب أيام مهرجان الاسكندرية السينمائي في دورته الأخيرة والتي انتهت منذ أيام جوا خاصا حميميا، كنا نراه ونجالسه، ونشعر بمتعة في الحديث معه.. فهو جزء من التاريخ الأدبي والسينمائي الفرنسي والأوروبي وبل والعالمي كان يتحرك بيننا بخفة ظل يسير كإنسان عادي بلحيته البيضاء.وقميصه الأبيض المغلق على الرقبة بدون رباط ونتبادل معه الحديث في أمور مهمة عن مسيرته وكذا في أمور يومية عادية.

لا أحد من مثقفي العالم لا يعرف «آلان روب غرييه» فهو أحد رواد حركة «الرواية الجديدة » في فرنسا مع ناتالي ساروت وصمويل بيكيت وكلود مسيمون ومرغريت دوراس وميشيل بوتون مع اختلاف رؤاهم وكما يعرفه النقاد السينمائيون يعرفون دوره في حركة «الموجة الجديدة» في فرنسا رغم اختلاف مواقف بعض السينمائيين المحترفين .

وهو من الأدباء المخرجين «آلان روب غرييه» أثرى المكتبة الفرنسية بأكثر من ثلاثين كتابا من بينها تسع روايات ومذكرات شخصية روائية كما أخرج تسعة أفلام روائية طويلة.

كرم مهرجان الاسكندرية الكاتب المخرج الفرنسي عرض له ثلاثة من أفلامه «الخالدة 1963» و«الرجل الذي يكذب 1968» و«قطار أوروبا السريع 1966»، واقام له لقاء في مركز التذوق وسط الاسكندرية التي ازدحمت بروادها. أداره الدكتور رفيق الصبان قبل عرض فيلمه «الخالد» الذي اعتذر عن مناقشته بعد العرض لأن عمره 82 سنة ولا يتحمل التعب كما قال.

قدم الصبان الضيف بأنه مشهور ككاتب أكثر منه كمخرج وله دور مهم في حركة الرواية الجديدة، قام وزملاء له بتحويل الأدب الفرنسي إلى إتجاه مختلف، ثم إتجه للسينما بعد أن كلفه المخرج الفرنسي آلان رينيه بكتابة سيناريو فيلم «العام الفائت في مارينباد» ثم كتب سيناريو فيلم «حبيتي هيروشيما» لآلان رينيه «وعندما إتجه للإخراج قلب مفاهيم السينما هو ومرغريت دوراس وقد أثارت أفلامه موجة كبيرة من النقد».

يتحدث آلان روب غرييه نفسه عن فيلمه «الخالدة». إنني أحب أن أعمل أفلاما عن مدن خيالية.. هنا اسطنبول.. وغيرها مارينباد وهونغ كونغ ونيويورك هي مدن واقعية وخيالية في آن واحد لأنها توجد في مخيلتنا مدن لها ماضي موجود في الخيال أماكن أقدمها كما أتصورها.

و عرض على إثنين من المنتجين كانا قد شاركا في إنتاج فيلم «هيروشيما حبيبتي» و كان لديها أموال مجمدة في تركيا أن أصور فيلما في اسطنبول حتى يستثمرا هذه الاموال، فذهبت إلى استانبول وأقمت فيها شهرين واستعدت ذكرياتي مع زوجتي كاترين وقام انقلاب عطل استكمال التصوير، و لما جاءت حكومة جديدة إستكملناه، ولكن بصعوبة بسبب الخلافات مع طاقم الفنيين، وقد نال الفيلم جائزة لدي دولوك في فرنسا، وكنت أتصور أن الجائزة ستساعد على نجاحه جماهيريا ولكنه فشل بسبب هجوم النقاد عليه.

تصوري لاسطنبول في الفيلم كمدينة خيالية وأسوار ونسائية مثل الحريم مما يثير الخيال الجنسي للرجال وخاصة الرجال الفرنسيين.

عن فيلم «هيروشيما حبيبتي» قال غرييه كنت معجبا جدا بالمخرج آلان رينييه وكان منتج فيلم «هيروشيما» يريد أن تكتب السيناريو له سيمون دي بوفورار، وقد أردت أن أكتب فيلما كما أراه وليس سيناريو. لا أعرف كتابة السيناريو، إنني أكتب مقاطع يعمل لها مونتاج.

ويستطرد كما طلب مني أنتونبوني أن أكتب له سيناريو ـ رغم أنه قريب مني ـ اختلفنا ولم أكتب له.

أما فيلم «العام الفائت في مارينباد» فقد عرض في مهرجان بإيطاليا ونال جائزته الكبرى وكانت إيطاليا ضد فرنسا بسبب الموقف الفرنسي من حرب الجزائر.

وردا على سؤال حول الفيلم والرواية قال غرييه «الفيلم قد يكون مثل الرواية كلاهما محاولة اكتشاف ما يدور في عقل البشر ولكن التعبير يختلف في كل منهما ـ عندما أكتب ألتزم بمادة ولغة الكتابة وعندما أخرج ألتزم بمادة الفيلم الصور ولذلك لا تلعب اللغة دورا في أفلامي ـ ولا أؤمن بقول فرويد ونظريات التحليل النفسي حول اللاوعي والاحلام من المستحيل أن يروي الإنسان حلمه».

ويقول غرييه سيبقى التعبير بالكلمة.. الكتابة ستبقى.. الرواية ستبقى.

من الطريف أن السينمائيين التقليديين وقفوا ضد أفلام غرييه ـ طالب بعضهم أن يتعلم سينما قبل أن يخرج وهذا يشبه موقف نقاد الأدب الذين استقبلوا رواياته الأولى بانتقادات لاذعة وطالبوه بأنه يعدد إلى مهنته الأصلية كمهندس زراعة.

هذا ما ذكره الناقد المصري المقيم في باريس صلاح هاشم في دراسته عن آلان روب غرييه وهو صاحب اقتراح دعوته وتكريمه بمهرجان الاسكندرية وعن دور غرييه في حركة الرواية الجديدة يقول هاشم:

يعتبر آلان روب غرييه بأعماله وكتاباته النقدية ومذكراته سندباد. والاب الروحي. للرواية الجديدة في فرنسا التي ظهرت في وقت كانت فيه الرواية الفرنسية التقليدية تعاني أزمة شديدة ويضيف أن أهم ما يميز الروائي الجديد ليس طموحه أو طاقته على التخيل بل الرفض والعراق والصراحة اللذين يجابه بهما الواقع.

وقد ندد غرييه عام 1960 في وثيقه شهيرة بأعمال التعذيب التي كان يمارسها الجيش الفرنسي الاستعماري أثناء حرب تحرير الجزائر، كما شارك في حركة المقاومة الفرنسية ضد النازي.

أما عن أفلام غرييه فإن هاشم يقدم رأي المخرج بأن الأعمال السينمائية الكبيرة هي التي يقل فيها الكلام وعن غرييه أنه اكتشف أن له مخيلة فوتوغرافية تجعل السيناريو صالحا للتصوير وهو لا يحاول اقتباس أعماله الروائية في السينما - لانه لا يقبل بإستخدام العمل الواحد في السينما والرواية في آن واحد.

البيان الإماراتية في 7 أكتوبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

مكرماً بمهرجان الاسكندرية

آلان روب

أحب أن أصنع أفلاماً عن مدن خيالة

القاهرة/ فوزي سليمان