شعار الموقع (Our Logo)

 

 

شهدت السينما الأفريقية تطورا ملحوظا خلال العقدين المنصرمين، أنعكس بشكل واضح في حجم أنتاجها ونوعيته، وأنتشاره العالمي. وساعدت مهرجانات عالمية، مثل كان وبرلين، جمهورا سينمائيا واسعا للأطلاع على تجاربها المتميزة. الى جانبها لعبت مهرجانات أخرى، أصغر حجما، دورا لا يقل أهمية عن دورها في التعريف بهذة السينما ومنها مهرجان السينما الأفريقية "سينمافريكا" في ستوكهولم الذي يوفر لجمهوره فرصة نادرة لتلمس تطور هذة السينما والتعرف بدقة أكبر على أخر نتاجاتها.

بانوراما السينما الأفريقية

مهرجان هذا العام هو السادس على التوالي التي تحتضنه ستوكهولم وترعى عروضه سينما الشعب زيتا، ويتميزكما يقول نبيل بلقاسم، رئيس جمعية سينمافريكا، بأتساع وتنوع عروضه بالمقارنة بالسنوات الخمسة الماضية وبالتفصيل.. في الدورة السادسة سيتعرف الجمهور السويدي على نتاجات دول أفريقية تشترك لأول مرة فيه، مثل أنغولا، غوانا بيساو، السنغال وجنوب افريقيا. ولهذة الأخيرة خصصت ثيمة منفصلة، بمناسبة مرور عشر سنوات على تخلصها من نظام الفصل العنصري، ستقدم فيها عروضا لأفلام جديدة مثل "أطفال من الثورة" و"رجل معقول" كما سيشارك سينمائيون منها في الندوات التي ستنظمها الدورة يتحدثون فيها عن تجاربهم ومشاكلهم أضافة الى "نظرة خاصة" لتطور الصناعة السينمية الفتية في البلاد. وعن الموضوعات الخاصة فيشير بلقاسم الى سينما المدينة، حيث سيحاول المهرجان الأبتعاد عن النظرة "الريفية" التقليدية التي أتسمت بها السينما الأفريقية والأنتقال الى المدينة والدخول في عمقها. فالأمراض الجنسية والشذوذ والجريمة المنتشرة في المدن كانت مغيبة الى حد كبير في السينما الأفريقية ولكنها بدأت بالظهور، ومهرجاننا يحاول عكسها بشكل واضح. أما على صعيد المشاركات الباقية فيعد فيلم " أبونا" من تشاد من أكثر الأفلام أهمية الى جانب الموريتاني "في أنتظار السعادة" والسنغالي "مدام بروت " ومن فرنسا هناك "لومومبا". كما هناك النظرة الى "المرأة الافريقية والسينما" التي تحاول تقديم بعض النماذج الإيجابية للنساء اللواتي أستطعن العيش بكرامة وشجاعة وسط مناخ أجتماعي معادي لهن.

سينمائيات عربيات

المشاركة العربية في المهرجان تركزت بفيلمي "رشيدة" و"بدوين هاكير". الأول أثار جدلا كبيرا لأن مخرجته يمينى بشير تناولت فيه التطرف الديني، أخطر مشكلة تواجهها الجزائراليوم. الفيلم يتحدث عن معلمة مدرسة تتعرض لضغوط كثيرة من قبل المتطرفين لأجبارها على ترك عملها وتغيير زيها، وبرفضها طلبهم تتعرض للتهديد بالقتل، فتضطر الى التخفي عن عيونهم في مكان بعيد في الجزائر. الفيلم يعد صرخة شجاعة بوجه الأسلاميين الأصوليين ويتميز بشغل سينمائي جيد. أما الفيلم التونسي المغربي المشترك "بدوين هاكير" للشابة ناديا الفاني فوضع بين أفلام الجيل السينمائي الأفريقي الشاب الذي يقدم سينما جادة تعرض الواقع بأدوات سينمائية متطورة وبمسؤلية أخلاقية. 

أكين أوموتوسو: نوليوود بستان السينما الافريقية

من ضيوف المهرجان النيجيري أكين أوموتوسو الذي يشارك بفيلمه الأول "الرب أفريقي" والذي صور في جوهانسبورغ وسيشارك ضمن ثيمة المهرجان "جنوب أفريقيا عشر سنوات على التخلص من الأبارثيد" يقول أموتوسو عن تجربته الأولى "عشت أكثر من عشر سنوات في جنوب أفريقيا حيث درست هناك في أحدى جامعاتها، تجربتي هذة كأفريقي من نجيريا وعلاقتي بالأفارقة الأخرين حاولت تجسيدها في هذا الفيلم" ويضف .. "الرب أفريقي" يعكس بالدرجة الأولى جوانب من شخصيتي. فأنا صورته بعد تخلص جنوب أفريقيا من الأبارثيد،  وقتها كانت الجامعة مليئة بشباب أغلبيتهم كانوا ينشدون الفرح والتسلية أثناء دراستهم ولكن أقلية أخرى كانت مهمومة بالسياسة وخاصة السياسة الداخلية ومستقبل البلاد. ومن أخطر ما يتناوله الفيلم هو موضوع التصادم الأفريقي ـ أفريقي وموقف سكان جنوب أفريقيا من الغرباء، يقول عن ذلك.. للكثير من الأفارقة، الوصول الى دولة جنوب أفريقيا حلم يشبه الحلم الامريكي ولذلك هم يتوجهون اليها بشوق ورغبة عارمة، لكنهم سرعان ما يصطدمون برفض وكراهية سكانها لهم، بما فيهم الأفارقة. ويكمل.. البعض لم تعجبه هذة النظرة النقدية للأفارقة الجنوبيين ولكني أعتقد أن أي فيلم لا بد له أن يقدم أفكارا، وهذة الحقيقة هي جزء من أفكار الفيلم، فليس صحيحا ان نحيل كل المشاكل وكراهية الأغراب الى البيض فقط، هناك أحباط عند الناس سببه سلوكيات بعض السود. وعن تجربته الأولى وصعوباتها يقول أوموتوسو.. لقد أستغرق تصوير فيلمي أكثر من ثلاث سنوات بسبب شحة المال، أغلب العاملين كانوا من المتطوعين، جابهتنا مصاعب كثيرة أثناء العمل، أتمنى أن لا تتكرر في فيلمي القادم. ورغم هذة الصعاب فأموتوسو يرى أن صناعة السينما الأفريقية في أزدهار بفضل أنتشار السينما الرقمية وأيضا بفضل نيجيريا التي تسمى اليوم" نوليوود" بسبب رخص الإنتاج السينمائي فيها وسرعة توصيله الى الجمهور، إنها بستان السينما الافريقية كما يحب أموتوسو أن يسميها.

موقع "إيلاف" في 26 سبتمبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بانوراما السينما الأفريقية

مهرجان "سينمافريكا" السادس في ستوكهولم

ستوكهولم/ قيس قاسم