تجربة جديدة تحاول انهاء احتكار السينما الامريكية لعقول الجمهور المصري، وذلك من خلال بانوراما الفيلم الاوروبي التي بدأت مؤخرا وتستمر حتي يوم 28 من الشهر الحالي.. وتقدم 14 فيلما متميزا بالاضافة لعدد من الأفلام التسجيلية الهامة.. وتقام البانوراما بمبادرة من الاتحاد الاوروبي الذي قدم دعما يصل الي 50 بالمائة لترويج افلامه في المنطقة العربية وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة وعدد من الجهات الكبري ومنها هيئة تنشيط السياحة والسفارة الفرنسية والمركز الثقافي الفرنسي ومؤسسة يورميد وغيرها.. ويستمر عرض الافلام يوميا مع عقد ندوات لأصحابها من مخرجين وممثلين.. وهو ما حاز علي اعجاب النقاد والجماهير.. قد افتتحت البانوراما بفيلم 'السيد ابراهيم وزهور القرآن' للنجم العالمي عمر الشريف والذي حضره عدد كبير من النجوم والنقاد وتدور أحداثه حول 'مومو' وهو شاب في الثالثة عشرة من العمر ليس له سوي صديق واحد هو السيد ابراهيم صاحب محل البقالة العربي الذي يقوم بدوره عمر الشريف، والذي يساعده علي التغلب علي أحزانه ووحدته وقد حصد الفيلم عددا من الجوائز العالمية في مقدمتها جائزة سيندار أفضل ممثل. وداعا لينين وعن فكرة اقامة هذه البانوراما تقول المخرجة ماريان خوري المنسق العام للبانوراما نقوم بعرض 14 فيلما أوربيا تحمل موضوعات مختلفة وذلك لتعريف الجمهور المصري بنوعية جديدة من السينما بعيدا عن سيطرة السينما الأمريكية التي احتلت عقول الجمهور لفترة طويلة. وأضافت ماريان خوري أن الاتحاد الاوروبي يساهم في ترويج السينما الاوروبية من خلال الدعم بحوالي 50 % خاصة بمصاريف الشحن ولكن الموزعين في نفس الوقت لايكتفون بهذا الدعم والمخاطرة بترويج فيلم قد لايلقي نجاحا في الأسواق لذلك لم يكتمل المشروع فقررنا اقامة البانوراما لاختبار مدي اقبال الجمهور علي تلك النوعية من الأفلام فلاحظنا تعطش الجمهور بالفعل لمشاهدة سينما مختلفة. وقد راعينا في اختيار الأفلام أن تتناسب مع أذواق الجميع سواء الجمهور العادي أو المتخصصين في السينما ولذلك نقدم أفلاما للمتخصصين مثل فيلم 'فليني أنا كاذب كبير' و'القرب من النجوم' وللسن الصغيرة فيلم 'أنا قيصر' و'الحانة الاسبانية' ولعشاق السينما نقدم أفلاما 'وداعا لينين' و'هابلوكونيلا' و'السيد ابراهيم وزهور القرآن' وقد لاحظنا الاقبال الجماهيري علي مختلف النوعيات.. كما نقوم بإمداد الجمهور بمعلومات عن الأفلام التي يشاهدونها.. بالاضافة لذلك نحاول استضافة عدد من النجوم العالميين حتي يتعرف عليهم الجمهور عن قرب وهناك محاولات كبيرة حتي تأتي النجمة ايزابيلا ادجاني لحضور عرض فيلمها في البانوراما وعموما فكرة البانوراما الأوربية قديمة لكنها كانت تنتظر الوقت المناسب لتنفيذها.. وأشار جابي خوري إلي ان البانوراما مجرد تجربة لكي تكتمل الصورة امام المشاهد المصري بتعرضه لمختلف الانواع من السينما ولكنها ليست معركة مع الفيلم الامريكي انما اتاحة الفرصة لرؤية مدارس مختلفة من السينما العالمية غير المصرية والامريكية. تجربة هامة اما علي ابوشادي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية فأشار إلي انه قدم التسهيلات المناسبة لعرض افلام البانوراما التي تعتبر اول عمل حقيقي ثقافي محترم منذ فترة طويلة قمنا بتنفيذه بناء علي أوامر وزير الثقافة الفنان فاروق حسني وعن ترويج الفيلم الاوروبي في الأسواق المصرية اشار الي انها تجربة لفتح الباب امام سينمات عديدة ممثلة لخمس وعشرين دولة بحيث يقتصر عرضها فقط علي المهرجانات وليس الهدف هو مهاجمة الفيلم الامريكي . وأكد اشرف مصيلحي مدير دار العرض التي اقيمت بها البانوراما انها اول مرة في مصر تعرض افلام اوروبية بشكل مكثف ولكن الهدف من البانوراما هو عرض الأفلام الاوروبية والأفلام التسجيلية بكثافة والتي لاحظنا ان الاقبال عليها يتساوي مع الأفلام الروائية ولم واشعر بالمخاطرة لعرضها في السينما علي الرغم انني لم اتوقع النجاح لكن فوجئت بمطالبة بعض المتفرجين بتخصيص دار عرض للأفلام الاوروبية فقط علي مدار العام لمعرفة مقياس نجاح تلك النوعية من الافلام. المنفي ومن أهم الأفلام التي تعرضها البانوراما فيلم 'المنفي' بطولة لبني ازاباك واخراج توني جاتليف وهو مخرج جزائري الأصل، وقد حصل علي جائزة أفضل اخراج في مهرجان 'كان' هذا العام وتدور أحداث الفيلم حول زانو وصديقته نعيمة اللذين يعيشان في فرنسا وهما من أصل جزائري ويقرران عبور فرنسا واسبانيا للوصول الي الجزائر البلد التي اضطر أفراد أسرتيهما الي الرحيل منه بسبب نفيهم وبذلك قطعا طريق المنفي الذي سار فيه أجدادهم في الاتجاه المعاكس بحثا عن أصولهما لكنهما وبعد الوصول يكتشفان عدم القدرة علي التأقلم مع العادات الشرقية التي لم يعتادا عليها وهو ما يجعلهما يشعران بغربة شديدة. وقد اعتذر مخرج الفيلم عن عدم الحضور بسبب اصابته بنوبة قلبية بينما حضر الفيلم عدد من الفنانين والمخرجين منهم الفنان محمود حميدة والمخرج خالد يوسف. والذي أكد أن الفيلم لا يسيء للثقافة العربية كما يدعي البعض لأنه صورها بأسلوب فلكلوري لكنه عكس الحقيقة والواقع وعن فكرة اقامة البانوراما الأوربية قال خالد يوسف: انها فكرة عظيمة خاصة في ظل سيادة الفيلم الأمريكي الذي يطرح ثقافة لا تعبر إلا عن العنف والجنس وسوبرمان الذي لا يقهر وهي ثقافة رسخت في عقلية الأجيال الجديدة التي لا تشاهد سواها والتنوع ودخول أفلام بديلة مهم جدا لتشكيل الوجدان لذلك أطالب كل المؤسسات الثقافية مساندة هذا المشروع وألا يكون مجرد اسبوع في السنة ولكن يمتد وأن تكون هناك نافذة نطل من خلالها علي ثقافات وسينما مغايرة. عالم بوش كما عرضت البانوراما عددا من الأفلام التسجيلية الهامة في مقدمتها فيلم 'العالم كما يراه بوش' والذي أحدث ضجة كبيرة ويستمر عرضه حتي نهاية البانوراما، ويروي الفيلم الأيام الصعبة التي عاشتها أمريكا منذ هجمات سبتمبر وحتي غزو العراق وكيف استطاع عدد من الرجال السيطرة علي بوش وسياسة أمريكا الخارجية كما عرض فيلم 'عندما تغني المرأة' للمخرج مصطفي الحسناوي والذي حضر ندوة الفيلم وأكد انه واحد من سلسلة الأفلام التسجيلية عن النساء الرائدات في العالم العربي والتي تم إنتاجها بمساهمة اليوروميد ( المجموعة الأوربية ). كما عرض فيلم 'سيدة القصر' للمخرج اللبناني سمير حبشي والذي يعرض من خلاله حقبة من التاريخ اللبناني الحديث من خلال شخصية السيدة نظيرة جنبلاط التي احتلت موقعا قياديا في لبنان . وأقيمت ندوة حول الفيلم أدارها الناقد رفيق الصبان والذي اكد ان السينما الاوروبية لاتستطيع ان تمنع غزو الافلام الامريكية للجمهور المصري ولكن تجربة البانوراما يمكن ان تخترق سوق الافلام الموجودة من خلال افلام اوروبية نالت جوائر عالمية وهذا النجاح الذي حققته البانوراما يمثل انفراجة امل كبيرة وبالنسبة للتنوع الموجود في الافلام فأري أن الاختيار سليم جدا لا شهر المخرجين من بينهم المخرج الاسباني بيدروا المودوفار والمخرج الايطالي لارس فون تريد . ولاحظت ان الجمهور المصري قام بمتابعة هذه الأفلام والاقبال ايضا علي الأفلام التسجيلية ومن بينها 'عندما تغني المرأة' وفيلم 'سيدة القصر' الذي يعبر عن تاريخ لبنان الحديث من خلال شخصية السيدة نظيرة جنبلاط والدمج بين اللون الروائي والتسجيلي ببراعة شديدة باستخدام بعض التقنيات مما جعل المشاهد يتعايش مع الشخصية من اللحظة الأولي حتي نهاية الفيلم علي الرغم من قلة المواد الارشيفية. وأكد مخرج الفيلم سمير حبشي ان الفيلم موجه للمشاهد اللبناني علي وجه الاخص لانه تحدث عن فترة تاريخية هامة بالنسبة للدولة لذلك حضره 11 الف متفرج في السينما اللبنانية مع العلم انه أول فيلم تسجيلي يتم عرضه هناك. مع مخرج الفيلم كما عرض الفيلم التسجيلي المغربي 'فاما بطولة بلا مجد' وقالت مخرجته انها عرضت من خلاله جزء من كفاح المرأة المغربية من خلال تاريخ السيدة فاما التي توفيت في عمر 73 عاما منذ ستة أشهر والتي كافحت في وقت كان صعبا جدا علي المرأة وتبدو فاما وهي سيدة عجوز تسير طوال الفيلم متكئة علي عصاها دلالة علي كفاحها ومقاومتها التي استمرت لسنوات طويلة . رحلة سعيدة كما تعرض البانوراما فيلم 'رحلة سعيدة' للممثلة العالمية الفرنسية 'ايزابيل ادجاني' والذي تدور أحداثه في يونيو 1940 مع قرب احتلال القوات الألمانية لباريس حيث يضطر الوزراء والصحفيون وكبار البرجوازيين والجواسيس وغيرهم الي الهرب من المدينة ويلتقون في فندق سبلانديد بمدينة بوردو ومن هولندا يعرض فيلم 'راقصة في الظلام' الحائز علي جائزة السعفة الذهبية و جائزة أحسن ممثلة في مهرجان كان السينمائي الدولي عام 2000 ومن ألمانيا فيلم 'نادي بوينا فيستا' الاجتماعي كمايعرض الفيلم الفرنس 'الحانة الاسبانية' الذي حاز أيضا علي السعفة الذهبية في مهرجان كان وتدور أحداثه حول شاب في الخامسة والعشرين من العمر يرحل الي برشلونة لاستكمال السنة الدراسية الأخيرة ويقيم الشاب مع 7 طلاب من دول أوروبية مختلفة. أخبار النجوم في 25 سبتمبر 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
نافذة جديدة علي السينما الغربية بانوراما الفيلم الأوربي تسعي لكسر احتكار هوليوود! إعداد: ماريان نبيل |