شعار الموقع (Our Logo)

 

 

قال المخرج المصري يسري نصر الله أن فيلم »باب الشمس« لا يخضع لمفهومي »الاستسلام« و»الأمل«، إذ أن في ثنايا الفيلم يوجد هذا كله ومن الصعب اطلاق مثل هذه الكلمات على فيلم بأكمله بوصفه حياة، جاء ذلك خلال العرض الخاص للفيلم والمؤتمر الصحفي الذي عقد بسينما الدانة يوم أمس الأول حيث تم عرض الفيلم يومي السبت والأحد بحضور مخرج الفيلم وأبطاله وعدد من مسئولي »الدانة« وبعض المهتمين.

وجاء الفيلم من خلال عرض جزءيه (الرحيل) و(العودة) اللذان يسلطان الضوء على القضية الفلسطينية، وهو مرتكز اساسا على رواية »باب الشمس« للروائي اللبناني إلياس خوري، إذ جاء الفيلم عبر سرد الرحيل وسرد؟ العودة، أي منذ النكبة وحالات الطرد وحتى واقعنا الحالي.

الفيلم في مجمله يشكل نقلة نوعية في مسيرة تناول الواقع الفلسطيني، حيث أنه يبتعد عن الصراخ ويثبت حالة تاريخية معاشة فيها الكثير من الحزن وفيها الأكثر من الحلم، كما أنه يشكل منعطفا فنياً مهما في مسيرة المخرج يسري نصرالله عبر مرتكزات عدة أولها التعامل مع التاريخ بوصفه مكانا وزمانا وثانيا وأعتقد أنه الأهم تعامله مع الخط الثاني في الفيلم وهو الصوت، ومن سيشاهد في الفيلم سيلاحظ بالتأكيد أن الفيلم يحمل في طياته هذا المسار الثاني الذي ربما يكون صوتنا الداخلي.

وبعد مشاهدة الفيلم بدأ المؤتمر الصحفي الذي لم يكن مؤتمرا بالمعنى الرسمي، إذ أن الجلسة كانت حميمية بعيداً عن »المنصة« التقليدية، حيث وقف المخرج يسري نصرالله بين الحضور وبدأ بكلمته شاكراً إياهم على تفاعلهم وشاكراً سينما الدانة على تبنيهم عرض الفيلم في البحرين.

بعدها تحدث نصرالله عن الفيلم حيث قال أن الفيلم يرتكز على اتجاهين في الاساس »الرحيل« و» العودة« وأعتقد أن هاذين الاتجاهين يرد بعضهما على الآخر بشكل من الأشكال، ففي جزء »الرحيل« يبرز السرد، سرد المخيمات والناس الذين عاشوا النكبة، الحكايات التي يتبادلونها بصعوبة بالغة، وأكبر مشكلة واجهت (الياس خوري) وهو يكتب الرواية ومن خلال حديثنا المتواصل هو أن الناس لا يحبون الحديث عن هذه الاجزاء من التاريخ، كالمصريين الذين لا يحبون الحديث عن النكبة أو الفرنسيين عبر اللحظات المؤلمة في تاريخهم كاحتلال ألمانيا لفرنسا.. هذه القصص وهذه اللحظات المؤلمة في تاريخ الشعوب لا يحب الناس روايتها، لأنها لحظات صعب أن يفسرها الناس، لذلك تجد بأن هناك تسميات تظهر كرمز لهذه اللحظات كـ (النكبة - النكسة) التي تلخص موضوع تلك اللحظات التاريخية، وهي أيضا مرادف لقول شخصية خليل في توصيفه لبعض انحاء الفيلم لأية واقعة (زي المنام، زي المجانين).

ويضيف نصرالله: لذلك نجد أنه في الجزء الأول من الفيلم حافظنا على خصوصية الحلم في هذه اللحظات التاريخية، (يونس ونجيبه) والجانب الخيالي في الموضوع، قبل طرد الناس من فلسطين وقصة حب يونس ونجيبه.

ولتوضيح ذلك تجدون بأن الفيلم كلما يعود لمغارة باب الشمس نجد يونس نائما كما لو أنه دائم الحلم وهذه الطبيعة الفلمية حافظت عليها من خلال الرواية كما يقول خوري في الرواية ذاتها (رحلات إلى باب الشمس الأشبه بالمنامات)، كما ستلاحظون أيضا المرادفات في الفيلم كتكوين المشاهد في المغرة هي نفسها التي في المستشفى (الشمع، الورد) بمعنى المحافظة على الحلم أو فلسطين كما حكيت لنا.

وحول الجزء الثاني يقول المخرج أنه يرد عليه بشكل آخر أيضا، بمعنى كيف نرى فلسطين؟ نحن كجيل.. كيف حلمنا بالاشتراكية وتحرير فلسطين، وكيف رفضنا أيضا أن نكون ضحايا، وهذا الرفض ربما يرجع لكوننا فنانين.

العقلية الصهيونية مبنية على فكرة (أنا ضحية فأنا لا أحاسب) بمعنى (المساءلة) أي لا تحاسبني على ردود أفعالي، وبرأيي هذه أبشع اللحظات التي ممكن إن نتحول فيها إلى ضحايا، وأن لا ترى نفسك إلا ضحية.. ضحية الامبريالية او الديكتاتورية.. وهذه النقطة بالذات هي التي تعطلنا عن التقدم بأحلامنا.

الجانب الانساني في الموضوع هو أن نحاسب أنفسنا أيضا لأنه جزء من تركيبتنا الانسانية. ويختتم نصرالله حديثه بأن موضوع (باب الشمس) هو أنه لازال هناك أناس يحافظون على (آدميتهم) بالرغم من كل الفظائع التي ارتكبت في حقهم.

بعدها دار حديث مفتوح بين الحضور والمخرج، رد فيها على بعض الاسئلة، والتي تطرق فيها المخرج إلى الاجابة حول تفضيله لاستخدام كلمة المتفرج بدلاً من الجمهور وعن مدى أهمية تأثير النخبة التي تهتم للأفلام الجادة على المتفرج بشكل عام.

من الجدير ذكره أن المخرج نصرالله غادر صباح أمس متوجها إلى بيروت للاحتفال بعرض الفيلم هناك ومن ثم يتوجه إلى باريس لحضور حفل الافتتاح هناك.

فيلم »باب الشمس« يعرض للمرة الأولى في الخليج حيث تبدأ عروضه يوم غد الأربعاء بسينما الدانة.

الأيام البحرينية في 14 سبتمبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بحضور المخرج يسرى نصر الله وأبطال الفيلم

«الدانة» تبدأ غداً عرض

«باب الشمس» الفلسطيني طويل الأمد

خالد الرويعي