عندما يحل الليل تتحكم قوى الشر بدون ضوابط بكل شيء السحر الشيطاني الاسود، مصاصي الدماء، وقوى شريرة اخرى. ان قوة هؤلاء خارقة ولا نستطيع مصارعتهم باسلحة عادية، لكن على خطى «صيادي الليل» يسير الذين دافعوا عصوراً طويلة ضد اولاد الظلام وانتصروا عليهم دون المساس بالاتفاق المعقود قبل آلاف السنين بين قوى النور وقوى الظلام.. اسمهم حراس الليل ووظيفتهم الحفاظ على التوازن اللازم بين الخير والشر الذي باختلافه يجلب الدمار والحرب والثورات والكوارث الكونية. تم انتاج هذا الفيلم عن رواية الكاتب سيرجي لوكيانينكو «حارس الليل» وهو اول ثلاثيته «حارس الليل»، «حارس النهار»، «حارس المساء». هذه الرواية مكتوبة باسلوب الخيال الذي يعتمد على الامثولات الشعبية والحكايات التي تحمل مغزى وتروى على افواه الناس. بشكل او بآخر هي استمرارية للتقاليد الثقافية التي بدأها الكاتب الكبير ميخائيل بولجاكوف في رواية «ماستر ومارغاريتا» باستطاعة السينما الروسية ان تجمع اموالاً اكثر تتخطى ما تجمعه السينما الاميركية. قال ميخائل شفيدكوي مدير وكالة الثقافة والسينما الاتحادية الروسية في لقائه مع وكالة الانباء الروسية «نوفوستي»: ثبت من خلال عرض فيلم «حارس الليل» ان المبالغ التي جمعت من خلال شباك التذاكر حطمت الرقم القياسي وتخطت حاجز 15 مليون دولار اميركي شهر ويعتبر هذا الفيلم ظاهرة فريدة ليس فقط نم الناحية الفنية فحسب بل ومن الناحية الصناعية والاقتصادية. ويرى مدير الثقافة والسينما ان هناك عدة اسباب لهذا النجاح: أولاً ـ تم التقاط اللوحات الفنية التصويرية بشكل صحيح آخذين بعين الاعتبار رغبة جمهور الشاشة الكبيرة المهتم والمحب لمجموع المواضيع الخيالية والمتحررة من قيود الشكل التقليدية. وثانياً: تم القيام بالآلة الدعائية بشكل صحيح مما ادى إلى الوصول إلى هذه الارقام القياسية والنجاح لدى المشاهدين. واضاف ايضاً: ان هذا الطرح اثبت ان السينما الروسية تستطيع ان تجمع الاموال التي تتجاوز تلك التي تجمعها قنابل الموسم الاميركية والغربية. هذه ظاهرة فريدة لمركز صناعة الثقافة الجديدة ويجب ان نؤيد مثل هذه الحالات الفريدة. وحسب رأيه ان السينما الروسية تفتقر إلى الدعاية والاعلان، والادوات لهذا الامر ليست كافية إلى حد هذا اليوم. في الماضي مارست المهرجانات السينمائية الدولية والمحلية على حد سواء العمل الدعائي للسينما او لفيلم بعينه، لكن اليوم يجب الاتجاه إلى شركات العلاقات العامة العدوانية. واضاف: ليس لدي اي توجس او هواجس بأن السينما الروسية سوف تتطور بهذا الاتجاه لان هناك 80 لوحة فنية تم تصويرها او انها جاهزة للتصوير الآن تبرز التنوع في الموضوع الذي يؤديه الممثلون. «حارس الليل» حقق رقم قياسي سيلحق به رقم آ خر وحصيلة شباك التذاكر تضرب هوليوود! هذا الفيلم الروسي الذي يناقش موضوع مصاصي الدماء وآخرين مستمر في ملء صالات العرض واثارة اهتمام المحللين حيث حصل في الاسبوع الاول عندما اثبتت آلة العلاقات العامة العملاقة للقناة التلفزيونية الروسية الاولى بانها تستطيع قلب الامور رأسا على عقب. ملايين المشاهدين يتابعون النجاح المنقطع النظير للافلام المحلية. على ما يبدو ان النقاد لم يكونوا على حق عندما رفضوا اعطاء الفيلم حقه ولم يتصوروا ان تهبط نسبة المبيعات لفيلم «حارس الليل» في الاسبوع الثاني لتصل إلى 20% فقط وهي افضل الحالات التي وصلت اليها حتى الآن المبيعات في روسيا لأن افضل نسبة هبوط كانت 30% كرقم قياسي بالنسبة لافلام هوليوود والافلام الغربية المشهوة. اصبح الآن مفهوم ان الاسطورة القديمة لمصاصي الدماء حسب رواية سيرجي لوكيانينكو باستطاعتها ان تسير بنفس المستوى مع افضل افلام هوليوود وتصارع من اجل الحصول على تسمية «قنبلة الموسم» علما ان فيلم «حارس الليل» كان يعرض بالتوازي مع افلام غربية قوية مثل فيلم «عودة الملك» و«تيرميناتور ـ 3» وافلام اخرى جمعت حوالي 14 مليون دولار فقط خلال كل فترة عرضها في روسيا بينما عندما اطلع منتج ومدير توزيع «حارس الليل» على النتيجة خلال اسبوعين من العرض كانت النتيجة مذهلة اذ كان المبلغ يتخطى مؤشر 10.1 ملايين دولار اميركي وهذه النتيجة ميزت مؤشرات «حارس الليل» عن منافسيه الرئيسيين على منصة الشرف وفي حلبات المكاتب. الامر المثير للفضول يكمن في ان طوابير الراغبين في الحصول على التذاكر امام صالات العرض مسترة، فعلى ما يبدو لم ينضب التأثير الايجابي على دخل الفيلم الذي يعرض بالتوازي مع افلام عملاقة هوليوودية اخرى. مع كل هذا لم يهدأ القائمون على الفيلم بما وصلو اليه من نتائج بل تابعوا دعايتهم الضخمة للفيلم بكل الامكانيات المتاحة أمام رغبات المشاهدين التي لا تزيد ان تنطفيء. وهكذا تم انشاء موقع خاص لهذا الفيلم على شبكة الانترنت يتيح للراغبين في الحصول على معلومات عن سير اوضاع الفيلم. ان نجاح توزيع وعرض فيلم «حارس الليل» احدث صدمة اذ انه لم ينجح اي فيلم روسي حتى الآن في احداث هذه الحالة في الصحافة الغربية كما فعل «حارس الليل». الصحيفة الالمانية «Die Welt» كتبت تحت عنوان «الروس ماضون»: ان الصراع على سطح الصندوق الاسمنتي الموسكوفي والذي شارك فيه حوالي 2000 شخص يأسر الارواح بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لقد حصلت ثورة في مجال صناعة السينما الروسية ووضعت المخرج تيمور بيك مامبيتوف في المقارنة مع بيوتر جاكسون مخرج ومنتج انجح مشروع سينمائى في تاريخ هوليوود، «بي.بي.سي. نيوز» اولت فيلم حارس الليل اهتمامها في مقالة بعنوان «انبعاث السينما الروسية». اما الاسبوعية الاميركية «نيوزويك» حكت لقرائها التأثير العاصف لفيلم الخيال الروسي حيث ينسحب العمود الفقري من ظهر البطل ليتحول إلى سيف وكيف ينفصل مسمار من جسم طائرة ليسقط في فنجان قهوة وكيف تنمو ارجل عنكبوتية لدمية بلاستيكية. اما «الواشنطن بوست» سمت فيلم «حارس الليل» انه رمز الاقناع وبداية عصر جديد في صناعة السينما الروسية. حسب المعطيات الاولية في الفترة ما بين 5 ـ 16 اغسطس تم بيع 600 الف نسخة من فيلم «حارس الليل» ما بين اقراص مدمجة واشرطة فيديو عادية ومجموع المبالغ التي جمعها الفيلم في الفترة ما بين 8 يوليو وحتى 16 اغسطس بلغت اكثر من 775,753,15 دولارا اميركيا. وسيطرت هذه الاشرطة على واجهات المحلات المختصة قاطبة وهي موجودة بنسختها الاصلية مدعمة بملصق الفيلم الذي يدل على ذلك وتم تشديد الرقابة لمنع القرصنة وبيع نسخ مزيفة. ان فيلم «حارس الليل» يحتل المركز الاول بلا منازع في الوقت الحاضر ومستمر في توسيع الهوة بينه وبين قنابل الموسم الغربية حيث وصل عدد المشاهدين خلال شهر إلى حوالي 4 ملايين و126 الف مشاهد والمبالغ فاقت بـ 30% المبالغ التي تم جمعها من شباك التذاكر لاكثر الافلام الغربية نجاحاً مثل «عودة الملك» وافلام اخرى.«حارس الليل» هو الخبر الثقافي الاول في الصحف حيث شاهده الملايين وتخطى في كسر الارقام القياسية امام كل الافلام الغربية والهوليوودية على الاطلاق. انها نتيجة رائدة والمبالغ التي يجعها الفيلم في ازدياد كما المشاهدين ايضاً واصبح يسمى القنبلة رقم 1.كاتب السيناريو سيرجي لوكيانينكو قال: اننا اعطينا هوليوود الكثير على مدى اعوام طويلة فإذا لم نتعلم انتاج سينما نوعية وعالية الجودة سنبقى هكذا دائماً. كنا نحتاج إلى قفزة نوعية فأتى حارس الليل خطوة طويلة إلى الامام. فيلم حارس الليل هو صراع بين قوى الخير وقوى الظلام والسحر الاسود الشيطاني والعجوز الشريرة والغيلان، ماذا نرى؟ اننا نرى في هذا الفيلم العجائب بكل معنى الكلمة، باختصار «حارس الليل» يعتبر كبرياء السينما الروسية امام عظمة هوليوود. ويختزن اقوال معروفة للكاتب الكلاسيكي الروسي الذي يقف على منصة الحداثة «فكتور بيافين»: «قوى الليل، قوى النهار ـ هي واحدة» هكذا تبين منذ البداية. في المستقبل القريب سيتم انتاج افلام سينمائية وتلفزيونية لروائع الروايات الروسية المشهورة مثل «المعلم ومارغاريتا» للكاتب الكبير بولجاكوف و«اسطورة شعبية موسكوبية» للكاتب اكسينوف، و«كازاروزي» للكاتب يوزيفوفيتش وروايات الكاتب اكونين وينتظر ايضاً ان روايات الكاتب الكبير سولجينيتسين ستنخرط في هذه الملحمة السينمائية. البيان الإماراتية في 8 سبتمبر 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
فيلم يتخطى الحدود «حارس الليل» مطرقة السينما الروسية على أبواب هوليوود إعداد: مرعي أبازيد |
|