شعار الموقع (Our Logo)

 

 

عرف علي العبيدي في الاوساط الثقافية التونسية بقربه من الادباء والكتاب لا سيما وهو الذي تشغله السينما ويسعي من فترة الي اخري الي ايجاد الاضافة في الفكرة وفي العمل، ورغم ندرة اعماله السينمائية فانه كان باحثا وباستمرار عن افكار تشغل الآخرين وتستند الي رؤية ولذلك كان كثيرا ما يميل الي الافلام ذات البعد الحضاري والانساني.

اخرج فيلما بعنوان برق الليل ثم فيلما آخر بعنوان الرديف 54 راصدا لمختلف التحولات والاسئلة التي عاشتها تونس منذ بداية القرن الماضي وصولا الي مرحلة الاستغلال، فضلا عن بعض الافلام القصيرة وغيرها من الاعمال الاخري.

في هذه الايام. يعمل علي انجاز فيلمه الجديد بعنوان اللمبارة وهو من صنف الافلام الطويلة وقد اعد هو بنفسه السيناريو مقتبسا عن رواية ألفها.

البطولة في هذا الفيلم لمحمد علي بن جمعة وبسمة العشي والهام الشريف وكمال الغازجي وريم الرياحي.

الانتاج لشركة منيال قرطاجنة وذلك في دعم من طرف وزارة الثقافة التونسية ومؤسسة الاذاعة والتلفزة بتونس والوكالة الفرانكفونية.

وينتظر ان يتواصل التصوير لفترة ستة اسابيع حيث تحوم الفكرة الاساس للشريط حول مسألة الهجرة غير الشرعية واسبابها.

حول هذا العمل كانت لنا جولة في مكان التصوير وتحديدا بمنطقة قمرت في المطعم القديم المحاذي للبحر المعروف قديما باسم الصياد وقد جمعنا بعض الافكار حول شريط اللمبارة من المخرج ومدير التصوير وبسمة العشي الممثلة في هذا الفيلم:

·         حدثنا عن شريطك هذا اللمبارة ؟

هذا الشريط يمثل مرحلة اخري فيها الكثير من المحاولات الجديدة ولكنها محاولات لا تتقاطع مع الافلام السابقة التي انجزتها وهي علي قلتها وبالخصوص لا تقطع مع افكاري ومع رؤيتي. فانتاجي ليس غزيرا ولكن افكاري كثيرة. اني اتعامل مع الانسان في علاقته بوطنه وفي خضم سياق عالمي مشوب بالتقلبات والتغيرات كثيرمن التهديدات. في برق الليل هناك صراع في المتوسط بين الامبراطورية العثمانية والاسبانية الصاعدة وفي الرديف 54 هناك الاستقلال الوطني وبداية قطبي الحرب الباردة واليوم هناك عولمة تريد ان تقضي علي الخصوصيات الوطنية واركز في هذا الشريط اللمبارة علي هذه العلاقة بين السياق العالمي الذي يهدد كل الكيانات الوطنية وبين معاناة الفرد في المجتمع وظاهرة السفر غير الشرعي اطار لهذا.

·         وما الجديد اذن؟

اما الجديد، فانني في هذه المرة لم اقتبس من ادب الآخرين بل من ادبي الشخصي، فشريط اللمبارة هو رواية من تأليف المخرج وقام هو بنفسه بتحويلها الي سيناريو ثم الي فيلم.

الجديد الآخر. هو انني اعالج قضايا آنية تحدث الان وهنا وليست تاريخية مثلما هو الشأن بالنسبة لبرق الليل والرديف وبذلك اريد ان ابرهن علي امرين.

الامر الاول هو ان السينمائي يجب ان يكون اديبا، اما الامر الثاني فهو ان الوطنية لا تُطرح في الماضي والتاريخ فقط فهي قضية اقوي واخطر في حاضرنا.

وهنا اود توجيه نداء الي كثير من السينمائيين التونسيين والعرب الذين هالتهم هجمة العولمة فراحوا ينظرون ويبشرون باقتراب اندثار الكيانات الوطنية وهذا خطأ، فالعولمة ايجابية عندما تمكن الناس من التعارف والتحابب وتبادل الخبرات ولكنها خطيرة ومقيتة عندما تستغلها قوي الهيمنة لاعادة استرجاع العهود الاستعمارية في طبخات جديدة وهكذا، فان الشعور الوطني يجب ان يقوي اليوم في كل مكان من المعمورة لمقاومة الجوانب السلبية والخطيرة للعولمة.

فالانسانية سائرة للتوحد لا محالة لكن ذلك لن يكون علي حساب الخصوصيات الوطنية والعالم الذاتي للافراد.

·         ثمة ـ اذن ـ علاقة بين هذه العولمة وشريط اللمبارة ؟

العولمة التي نراها اليوم هي من ناحية تستغل تفتح المبادلات التجارية لتدمير الاقتصاديات الوطنية وهي ان تدعو لحدية الافراد، فهي تضعُ قوانين لمنعهم من التجوال وهو السبب الاساس للسفر غير الشرعي الذي هو موضوع فيلمي هذا.

·         وماذا عن ظروف التصوير؟

اولا، اريد ان اتوجه بالشكر لوزارة الثقافة والشباب والترفيه التي لولاها، لما اقدمت علي تصوير شريطي هذا، لكنني اريد ان اقول بأنني منذ شهرين وحتي الان اتعرض لمؤامرات من بعض زملائي السينمائيين الذين يصرون علي افشال عمليات التصوير واتوجه بالتالي بنداء الي كل من له قدرة علي ان يساعدني علي تجاوز هذه الصعوبات والعراقيل التي تكبلني وتضع مشروعي في خطر ولا اري لها سببا منطقيا.

·     شريط علي العبيدي اللمبارة ضم فريقا مميزا من التقنيين وهنا طرحنا سؤالا علي مدير التصوير عبد الله الرتيمي حول تجربته هذه المرة مع المخرج علي العبيدي فقال ما يلي:

تعاملت مع علي العبيدي في السابق في شريط برق الليل وانا متعود علي اجواء العمل معه وقد عملنا ايضا في شريطين قصيرين وانا افهمه جيدا وبيننا علاقة ود، لقد كانت ظروف التصوير جيدة، فالصورة مهمة خصوصا في موضوع هذا الشريط فهي ستعبر بل وستضيف عدة اشياء خصوصا في موضوع مطروح علي النطاق العالمي وهو السفر غير الشرعي ونسميه في تونس الحرقان .. ونجد في تصوير هذا الفيلم تعاملا مخصوصا مع الصورة باعتبارها ذاك المحمل الجمالي والابداعي والانساني، فالليل عنصر اساسي في فيلم اللمبارة .

·     بسمة العشي فنانة مسرحية مبدعة ولها تجربة مميزة في عالم المسرح ويذكرها الجمهور جيدا في مسرحية جنون للفاضل الجعايبي التي ابدعت خلالها. وفي هذا الفيلم، نجد بسمة العشي ممثلة قديرة مرة اخري ولذلك بادرنا بالحديث معها حول هذه التجربة فقالت:

فكرة الفيلم موحية في هذا العالم وفي بلادنا والمميز في الحكاية والسيناريو هو ان الحرافة اي المسافرين والمهاجرين بطريقة غير شرعية، نجدهم هذه المرة في وضعيات اجتماعية معقولة ولهم وعي سياسي ومنهم الجامعيون وشخصيات اخري وكل له حكاية خاصة عكس المهاجرين السريين الذين تعودناهم في اوضاع اجتماعية وانسانية مزرية.

وتجربتي من المسرح الي السينما اجد فيها عوالم مختلفة فالمسرح له اجواؤه والسينما تختلف، فالمسرح متعة وفيه بناء يومي وصولا الي التقديم وفي السينما هناك تيقظ وحضور جسدي والكـاميرا قريبة وصعبة، ومع علي العبيدي، اتعامل للمرة الاولي ولقد وجدت الاجواء مميزة والفريق متناســـق و دالي محــــمد علي بن جمعة كانت لي معه تجربة في مسرحية الجعايبي جنــــون والامور تسير علي احسن ما يــــرام في مرحلة التصوير، لقد تفاعلت كثيرا مع الفكرة في فيلم اللمبارة واترقب كثيرا ماذا ستعطي في هذا الشريط .

هذا وتتواصل عملية تصوير هذا الفيلم لعدة اسابيع اخري علي امل ان يكون الشريط جاهزا يوم 30 نيسان (ابريل) 2005 وتتوزع اماكن التصوير علي وسط العاصمة وقمرت وغار الملح وبجهة السان فوبان.

القدس العربي في 6 سبتمبر 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

المخرج السينمائي علي العبيدي في شريطه الجديد اللمبارة :

قضايا العولمة.. والهجرة غير الشرعية

تونس/ شمس الدين العوني