يعيش نور الشريف حالة من التوهج الفني .. ففي ظل انشغاله بتصوير مسلسل تليفزيوني جديد إستعدادا لرمضان القادم.. يعود لاستئناف عرض مسرحيته 'ياغولة عينك حمرا' حتي لا يبتعد عن المسرح أو يهجر السينما تحت إغراءات التليفزيون.. فقد عثر أخيرا علي حل لأزمة التمويل التي وقفت حائلا دون تنفيذه لأكثر من مشروع سينمائي.. وعلي المستوي الشخصي يشعر نور بحالة من السعادة بعد أن تخرجت إبنته الصغري 'مي' في الجامعة الامريكية ويتمني أن يري إبنتيه في فستان الزفاف ويحلم باليوم الذي يصبح لديه أحفاد. مع نور الشريف إلتقينا في حوار لا تنقصه الصراحة.. قلت لنور الشريف: لماذا تفرض حالة من السرية علي المسلسل الجديد 'الرجل الذي'؟ قال: لا أخفي عليك أن حالات القرصنة قد زادت في الفترة الأخيرة ففكرة أي عمل يمكن السطو عليها بل يستطيع هؤلاء تصوير العمل والانتهاء منه ولا يفرق معهم الأمر وقد تعرضت لمواقف مشابهة فقد أخترت رواية عالمية لتقديمها في فيلم وعهدت بذلك إلي السيناريست رفيق الصبان وكنا نجلس في أحد الفنادق حيث كان يجتمع عدد من الفنانين كل يوم جمعة وتحدثت لأحد الاصدقاء المنتجين عن مشروعي القادم وإذا به بعد أيام قلائل يعود لي بسيناريو عن الرواية نفسها ولما سألته ألا تعرف أنني أعد فيلما عنها قال أعرف لكنني أردت أن أختصر عليك الوقت وأحضرت لك السيناريو جاهزا!! لهذا فأنا أتحفظ إلي حد ما في تفاصيل العمل. · وما الذي أثار إعجابك ودفعك لقبول هذا العمل؟ - لأنه يناقش فكرة جديدة لم تتطرق إليها الدراما من قبل في عمل كامل وأعني بها أزمة منتصف العمر عند الرجل والمرأة علي السواء.. فقد تطرقت إليها بعض الاعمال في مشهد أو موقف درامي لكن لم تتناولها كقضية مهمة في الأعمال الدرامية. · وماذا عن دورك في المسلسل؟ - أجسد شخصية رجل يعيش أزمة منتصف العمر فبطل المسلسل.. سعيد مسعود أبو السعد يفاجأ بأنه قد تجاوز الخمسين وأن أبنته تستعد للزواج ويكتشف أن عمره قد تسرب بلا جدوي وتبدد بلا معني.. فيصاب بأزمة ويلجأ إلي طبيب نفسي ويخبره الطبيب بأن عليه أن يعيش حياته بشرط آلا يسبب أذي للآخرين فيعيد النظر في حياته فقد تزوج زواجا تقليديا وعاش حياة عادية ولن يستطيع تعويض مافات من عمره ولن يكفي عمره لأحلامه فيقع في علاقات عابرة تفقده توازنه.. وهي المرحلة التي أطلقت عليها كاتبة أمريكية.. أزمة منتصف العمر الرائعة.. فهي أزمة لاشك ولكن كيف يمكن للمرء أن يعيشها دون خسائر أو متاعب هذا ما يطرحه المسلسل.. · هل عشت أنت شخصيا أزمة منتصف العمر؟ - نعم عشتها وأعيشها وهي مرحلة صعبة في حياة أي إنسان لكنني أتخذ.. من المخرج الكبير يوسف شاهين نموذجا أحتذي به فلديه أحلام لاتنتهي وكلما أنتهي من تصوير عمل تحمس لعمل جديد ومن الضروري أن يتمسك الانسان بأحلامه دون تفريط وأن يسعي وراءها ولا يتخلي عنها.. · كيف تري هذه المرحلة من حياتك وقد أصبحت أبنتاك عروستين؟ هل تحلم بأن تراهما عروستين؟ أم تخشي هذا اليوم؟ - بالعكس أتمني أن أري سارة ومي عروستين بفستان الزفاف وأن أراهما سعيدتين في حياتهما وأن أطمئن عليهما.. وأن كنت مثل كل الآباء يعتقدون أن زواج البنت راحة ثم يكتشفون أنهم سيظلون يحملون همومهم حتي آخر يوم في حياتهم.. وما أتمناه في زوجيهما أن يحافظا عليهما ويغمراهما بالحب.. أما المرحلة التي أعيشها فأنا سعيد بها وأري أنني كنت محظوظا فلم أعان في بداياتي مثل نجوم آخرين وأسندت إلي أدوار البطولة وأنا لازلت طالبا في معهد الفنون المسرحية وقدمت خلال مشواري أعمالا فنية متميزة في السينما والتليفزيون والمسرح وإذا نظرت بشكل عام إلي مشواري فأنا راض عنه بشكل كبير · هل تعمدت أن تعود بمسلسل اجتماعي بعد الانتقادات العديدة التي وجهت لمسلسل 'رجل الأقدار'؟! - أري أن مسلسل 'رجل الاقدار' تعرض لظلم كبير سواء في توقيت العرض الذي جعلني أفكر في عدم تقديم أعمال تاريخية أو دينية طالما أن العرف السائد هو عرض هذه المسلسلات بعد منتصف الليل.. كما تعرض لظلم كبير في الانتاج فرغم أن هذه النوعية من الأعمال تحتاج لتمويل ضخم إلا أن الساعة الانتاجية محددة سلفا وفي الوقت الذي تمنح فيه وزارات في سوريا أماكن التصوير بالمجان فإننا دفعنا مقابل التصوير في أحد المواقع ألف جنيه للساعة الواحدة.. أما عن الجانب الرقابي في العمل فقد وافقت المؤلف علي وجهة نظره بأن نتجنب قضيتي التحكيم والفتنة حتي لا نثير المشاكل وقد فوجئت بهجوم كبير علي بسبب المسلسل في أحد المساجد .. وعثرت علي شريط من شرائط الارصفة فيه هجوم علي الحوار الذي دار بين عمرو بن العاص ومعاوية وطلب منه الأول أن يترك له مصر خالصة وهناك 47 مصدرا يؤكد هذا الحوار في حين الذين يهاجمون لا يمتلكون دليلا ولا يواجهونني ويملكون تأثيرا علي الذين يسمعونهم فيأخذ بعضهم ما يقولون علي أنه أمر مسلم به.. · وما معني عنوان المسلسل 'الرجل الذي'؟ - عنوان المسلسل الأول هو 'عيش أيامك.. عيش لياليك' لكن أسرة المسلسل استطلعت رأي بعض الشباب ففضلوا 'الرجل الذي' مع أنني أميل للأسم الاول أكثر.. · لكن 'عيش أيامك.. عيش لياليك' قد يوحي أنه يلعب علي تيمة 'الحاج متولي'؟ - لا.. هو يختلف تماما عنه ولكنه يحمل دعوة لأن يعيش الانسان حياته ويتمسك بأحلامه طالما أنها لن تضر بالآخرين. · يبدو أن التليفزيون نجح في أن يأخذك تماما من أحلامك السينمائية؟ - كيف يأخذني وتصوير المسلسل لا يستغرق أكثر من ثلاثة أشهر وأظل 9 شهور من السنة متفرغا لأعمالي الأخري.. وفي السينما كانت لدي مشكلة في التمويل والحمد لله عثرت علي جهة إنتاج ملائمة وأعدكم أن يشهد العام القادم عودتي السينمائية سواء في فيلم 'الطير المسافر' وفيلم آخر يتم كتابته حاليا مع أحد كتاب السيناريو.. بالاضافة الي مشروع مهم بدأت فيه وهو الانتاج السينمائي بأسلوب 'الديجيتال' وسوف أقدم من خلاله مجموعة من الشباب الموهوب خريجي معهد السينما والمسرح لتقديم تجاربهم في أفلام ديجيتال فإذا كانت هناك تجربة مميزة سأعرضها علي الموزعين لنحولها الي عرض سينمائي واذا لم يحدث ذلك يتم تسويقها كسهرة تليفزيونية بحيث نضغط التكلفة وندفع بوجوه جديدة في الكتابة والتمثيل والاخراج لانني علي قناعة أن الشخص الموهوب يكون لديه كبرياء يمنعه من أن يعرض موهبته علي الآخرين وهذا هو دورنا أن نلتقط هؤلاء الموهوبين وندفع اليهم.. · وهل ستكون بطلا لبعض هذه التجارب؟ - اذا وجدت دورا مناسبا.. فلن أتردد لكن الأمر ليس مشروطا بوجودي وهدفي الأهم أن نفتح الباب أمام المواهب الشابة ليأخذوا فرصتهم بدلا من أن تتاح لهم متأخرة مثلما حدث مع المخرج 'هاني خليفة' الذي قدم تجربته الأولي بعد سنوات عديدة من تخرجه في معهد السينما ومثلما حدث قبل ذلك مع مجدي أحمد علي الذي أخرج أول أفلامه وعمره 45 سنة.. بينما قدمت أنا سمير سيف في أول أفلامه وعمره 28 سنة وحينما وصل لسن ال45 كان قد قدم عددا كبيرا من الأفلام واكتسب مزيدا من الخبرات. · هل ستقدم ابنتك سارة تجارب اخراجية من خلال الورشة خاصة بعد أن تأخر ظهور عمل فني يحمل اسمها كمخرجة؟ - سارة تحصل الان علي 'دورة تدريبية مكثفة' في المونتاج وقد انضمت لها شقيقتها مي بعد أن حصلت علي بكالوريوس الاعلام من الجامعة الأمريكية هذا العام.. ومشكلة سارة انها لا تتعجل شيئا وقد قلت لها إن أحلامها بتقديم مسرح ذي طبيعة خاصة لن تجد فرصة في الوقت الحالي وعليها أن تبحث عن بدائل لأحلامها سواء في السينما أو التليفزيون وأتمني أن تكون قد اقتنعت بذلك وأن تبدأ في تنفيذ تجربة فنية تحمل اسمها فهي تأخذ عملها بجدية وحب. · كان لابنتك مي بعض التجارب التمثيلية في طفولتها.. فهل تمنيت أن تستمر كممثلة؟ - لا.. بالمرة.. فأنا لم أسع لفرض شيء عليها ولا هي نفسها اختارت مجال التمثيل.. فالاختيار يظل لها وقد اختارت سارة دراسة المسرح واختارت مي الاعلام وجمعهما حب الفن بشكل عام وأنا سعيد بذلك علي الأقل لأضمن أن أجد من يحافظ علي ما أتركه من أفلام اعتبرها ثروتي الحقيقية، فشركة الانتاج التي كونتها مع بوسي قد تنتهي برحيلنا لكن اهتمام سارة ومي واتخاذهما نفس المجال جعلني أثق أنهما سوف تستكملان ما بدأناه أو علي الأقل تحافظا علي ما تركناه دون تفريط فقد رفضت باصرار بيع أفلامي التي أنتجتها رغم كل الاغراءات وأتمني أن تظل هذه الأفلام التي أنتجتها رغم كل الاغراءات وأتمني أن تظل هذه الأفلام في حوزة شركتي دون تفريط فيها. · زيارتك الأخيرة للصين هل أسفرت عن اتفاقات انتاجية؟ - اتفقت مع بعض الجهات علي الانتاج المشترك بعد أن اختفي الفيلم المصري من الصين في الفترة الأخيرة وهم يرحبون بعودته لمواجهة هيمنة السينما الأمريكية ولحرصهم علي عدم خسارتهم للسوق المصري الذي يعد سوقا مفتوحا أمام عديد من منتجاتهم ولذلك فهم حريصون علي أن يحدث تبادل فني بيننا وقد اتفق حسن حامد رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون مع الجانب الصيني علي تبادل اعلامي يقضي بأن يعرض التليفزيون المصري مسلسلا من انتاجهم في مقابل أن يشتروا حق عرض مسلسل 'ليالي الحلمية' واذا تم تنفيذ هذا الاتفاق فسوف يفتح الباب أمام الأعمال التليفزيونية والسينمائية الأخري لنستفيد من شعب تعداده مليار و400 ألف نسمة وهذا هو الأمل الوحيد للوقوف أمام طغيان الفيلم الأمريكي عندنا وعندهم. · تنقلت بمسرحيتك 'يا غولة عينك حمرا' بين أكثر من مسرح.. فهل سعيت شخصيا لعرضها علي مسرح بوسط البلد؟ - لا كانت هذه رغبة المخرج عصام السيد فهو كمدير لمسرح التليفزيون رأي أن عرض المسرحية في وسط البلد سيكون أكثر تأثيرا وأتمني أن يتم هذا الاتفاق لأننا بدأنا عرضها علي مسرح مدينة الانتاج الاعلامي وهو ليس مسرحا دراميا رغم أن به امكانيات فنية عالمية إلا أن المسافة بين أول صف وخشبة المسرح بعيدة جدا وبه مشكلة الصوت اذ لابد من استخدام ميكرفون وهذا ما لا أفضله فقد اعتدت أن أمثل علي المسرح بدون ميكرفوني حتي لا يفقدني التواصل مع الجمهور لأننا نعاني من قلة عدد المسارح.. وبعض مسارحنا في القاهرة لا تعد مسارح حديثة بالمعني المفهوم فالمسرح القومي أهم مسرح في القاهرة ساحة الخشبة والكواليس صغيرة ويناسب أكثر عروض كلاسيكية لا تحتاج لتغيير ديكورات كثيرة ولا لتغيير مناظر أثناء الفصل الواحد. · في المشهد الأخير للمسرحية تقدم مونولوجا طويلا باللغة الفصحي.. وهو ما اعتبره البعض مباشرا أكثر من اللازم فهل أدخلت عليه تعديلات مع اعادة العرض؟! - لا أري عيبا أن أقول هدفي بشكل مباشر.. وأن أقول إن مصلحتنا أن نبقي معا وأن الأمل الوحيد في مستقبلنا أن يكون لدينا تعليم صحيح واقتصاد قوي لا يجبرنا علي الاستجابة لضغوط خارجية باسم المعونة.. وقد كنت أود أن أقوله بالعامية إلا أن المؤلف كرم النجار أقنعني ووجدت انه علي حق فتحويله الي العامية سيفقده الكثير من مضمونه. · لكن هذا العرض وقبله 'لن تسقط القدس' لم يحققا النجاح الذي حققه عرض 'يا مسافر وحدك' فبماذا تفسر ذلك؟ - لأن العرضين الأخيرين يحملان رؤية سياسية بينما 'يا مسافر وحدك' عرضا يغلب عليه الفلسفة الدينية وعلاقة الانسان بالآخر وما القيمة الحقيقية في حياته وهي مسرحية انسانية وهي من أكثر العروض التي أحببتها.. وفي مسرحية 'لن تسقط القدس' كان من الضروري أن تقول رأينا مع بداية الانتفاضة الثانية وفي 'يا غولة عينك حمرا' تتعرض للهيمنة الأمريكية غير المبررة.. · هل تحرص علي أن تقول رأيك السياسي في هذه المرحلة؟ - نعم من المهم جدا ولو اختلفت فكريا مع نص لن أقبله كممثل وقد كان هناك اتفاق مع المسرح القومي أن أخرج عرضا فقلت إما أن أقدم عرضا يتناول مشاكل المجتمع المصري حاليا لو توافر النص أو أقدم نصا عالميا يلقي ظلاله علي مسألة الهيمنة الأمريكية وقد قرأت 40 مسرحية عالمية ولم أجد ما أنشره وحينما قرأت مسرحية كرم النجار قلت أخيرا عثرت علي ما أتمناه واتصلت به لأعرض عليه اخراجها فاكتشفت أنه باعها للتليفزيون وأن حسن عبدالسلام سيخرجها فقلت لهم أنا معكم وقد أضفي عليها المخرج الكبير عناصر الجذب الجماهيري وأضاف لها مشاهد غنائية. · ولو أخرجتها أنت.. ماذا كنت ستضيف اليها؟ - أعتقد انها سيكون دمها ثقيلا فأنا تشغلني الفكرة أكثر من المتعة وكنت سأقدمها في اطار ما يسمي 'بمسرح القسوة' لدرجة أن الناس تفزع حينما تسمع عظام بشر تطحن وتحقق صدمة للمتفرج.. وقد اخترت أخيرا مسرحية 'رجل لكل العصور' لأخرجها للمسرح القومي في الموسم الشتوي. · كيف تري تجربة مسرح التليفزيون الجديدة؟ - أنا متحمس لها وأتمني ألاتتوقف وألا يتم اجهاضها وان كان من الصعب أن نحكم عليها الآن وأعتقد أنها تجربة هامة وهناك نقطة لم يتوقف عندها الكثير وهي أن التليفزيون لا يعرض المسرحيات الجادة واذا عرضها يكون في الثالثة صباحا فهناك حساسية كبيرة بين التليفزيون وعروض الدولة.. وربما ينجح مسرح التليفزيون في ازالة هذا الحاجز.. وأتمني أن يكون مسرح التليفزيون مجالا لتفريخ نجوم جدد كما حدث في الستينات والذي تعرض لهجوم كبير وقتها في الصحافة ثم اكتشفنا فيما بعد أنه قدم أجيالا ومواهب عديدة وأنا سعيد بتجربة مسرح الهناجر ولا أمل من الحديث عنها وآمل أن تتكرر في كل محافظات مصر.. فأهم تجربة مسرحية قدمت هذا العام كانت من خلاله وأعني بها 'اللعب في الدماغ' لخالد الصاوي. وكل ما أتمناه أن بعض الأقلام التي تكتب لمسرح التليفزيون وتتعرض لرفض أعمالها ألا تهاجم تجربته لمجرد رفض عرض لها وآن الأوان أن نفصل بين النقد والمصلحة فلا يجب أن يجمع شخص بين كتابة السيناريو والنقد السينمائي أو أن يجمع بين التأليف المسرحي والنقد حتي نضمن الموضوعية وحتي لا يتحول شخص واحد لمنافس وقاض أو خصم وحكم. أخبار النجوم في 24 يوليو 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
آخر الرجال المحترمين يشعر بالاشتياق لدور الجد: نور الشريف: نفسي أشوف بناتي بالفستان الابيض! إنتصار دردير |
|