شعار الموقع (Our Logo)

 

 

يعد الفنان جميل راتب أحد القامات الكبيرة على الساحة الفنية في مصر في الفترة الحالية وما قبلها. وهو صاحب صولات وجولات على المسرح الفرنسي وفي اعمال اوروبية عدة, وعلى رغم قلة ظهوره الإعلامي فإنه يعطي آراء واضحة وعميقة تؤكد متابعته لكل ما يجري على الساحة وثقافته الواسعة. ويرفض راتب النظرة التشاؤمية للسينما المصرية حالياً, ويرى أن اقبال الجماهير عليها يؤكد أن "السينما بخير على عكس المسرح الذي يرى أن مبدعيه تقلصوا ويمر في مرحلة انعدام"

وفي الوقت الذي يشيد بدور التلفزيون ومكانته الحالية يرى أنه اصبح ذا سطوة ومتفوقاً على سائر المجالات الفنية الاخرى. "الحياة" التقت راتب وكان هذا الحوار:

·         في مسلسلك الاخير "مسألة مبدأ" جسدت شخصية الصعيدي, ألم يخيفك هذا الدور وانت بعيد الملامح عن أهل الصعيد؟

- الشكل وحده ليس المقياس في النظر والتعامل مع ادواري ولو حدث ذلك لكانت نظرتي سطحية, فأنا اقوّم الدور بدقة وعمق وأنظر الى العمل ككل لأعرف مضمونه ورسالته وهدفه وقد اعجبت جداً بهذه الشخصية, فهي تمثل أباً لابنتين وعلى رغم قسوته الظاهرة, فإنه طيب القلب للغاية ومن شدة حبه لابنتيه يحاول ان يبعدهما عن عمله غير المشروع في تجارة السلاح. ويعاني تمزقاً نفسياً شديداً فهو لا يريد ان تهتز صورته امام الناس خصوصاً انه من علية القوم, كما انه لا يستطيع ان يوقف عمله الذي اصبح لا يرضى عنه. وبالطبع, فإن شخصية كهذه فيها تقلبات ومراحل نفسية متعددة تغري أي فنان بتجسيدها. وملامح الشخصية الخارجية هنا لا يتوقف الجمهور امامها طويلاً بعد ان يكون قد انفعل بملامحها الداخلية. ونجحت مع المخرج خيري بشارة في تقديم الشخصية بصورة مقبولة كما كتبها المؤلف محمد صفاء عامر.

للتلفزيون مكانة فنية

·         هل تضع شروطاً معينة لعملك في التلفزيون؟

- شروطي هي العمل الجيد المرتفع المستوى والدور الجديد الذي يجذبني خصوصاً ان التلفزيون حالياً أصبح في مكانة فنية عالية وله جماهيرية واسعة وهو مجال فني رائع وأحبه للغاية.

·         إذن لماذا ظهورك خلاله على فترات متباعدة؟

- هذا يرجع الى دقتي الشديدة في اختيار وانتقاء أدواري واعمالي, فليس كل ما يعرض علي يلائمني لذلك آخذ وقتاً طويلاً احياناً كي اعثر على العمل الجيد, وارى أن هذا افضل من الظهور كثيراً في اعمال متوسطة القيمة.

·     على رغم انك شاركت في أفلام اوروبية عدة وعلى رغم جماهيريتك العريضة واشادة النقاد بك كفنان, صرحت اكثر من مرة انك ترفض أن تكون نجماً فهل من تفسير لذلك؟

- هذا صحيح, أنا لا أعتبر نفسي نجماً فأنا فنان يجتهد ويحب التمثيل وأنا مخلص جداً لهذه المهنة وهي هوايتي في الوقت نفسه. صحيح انني شاركت في افلام فرنسية واوروبية وافلام لدول المغرب العربي عرضت في أوروبا, لكن لا أرى نجومية في ذلك. فالنجم العالمي هو الذي يمثل في افلام غربية عدة بخاصة في السينما الاميركية, والممثل العربي الوحيد الذي يمكن أن نطلق عليه لقب نجم عالمي هو عمر الشريف.

·         لماذا فشلت السينما المصرية في تقديم انتاج مشترك, مع الغرب, على غرار ما تفعله دول المغرب العربي؟

- المسألة ليست في الانتاج المشترك, لأن المعونة التي تمنح لدول المغرب العربي نتيجة للتبادل الثقافي, اضافة الى التأثير الطبيعي لأوروبا على هذه البلدان نتيجة الاحتلال الفرنسي والايطالي والاسباني.

·         ما معنى الطبيعة الخاصة؟

- علاقتنا مع الغرب مختلفة لأننا شعب يؤثر ولا يتأثر وهذا حقيقي, فقد عشنا سنوات طويلة خاضعين للاحتلال البريطاني ولم نتأثر به كما تأثر غيرنا, ومن هنا كانت هذه الطبيعة الخاصة الاختلاف عن غيرنا. أما بالنسبة للسينما المصرية فطبيعتها الخاصة ترجع الى كونها عريقة وظهرت مع بدايات السينما في العالم, فهي سينما ذات تاريخ وتقاليد واسلوب وهذا يجعلنا غير مستوعبين في شكل اكبر للرؤى السينمائية الجديدة في الغرب لاننا مازلنا نحمل تاريخنا السينمائي القديم, ولا نستطيع التخلص من الكلاسيكية السينمائية المصرية على رغم احترامنا الشديد لهذا التاريخ, أما الآخرون فقد بدأوا من السائد حاليا حيث لا يملكون تاريخاً سينمائياً كتاريخنا وربما جاء هذا في صالحهم.

انتقد السينما ولكن...

·         هل هذا تلميح الى انك غير راضٍ عن السينما المصرية حالياً؟

- لم اقل ذلك ولا يمكن أن انتقد السينما المصرية لأنه مجال عمل انا احد افراده ولا اريد ان انتقد الآخرين لكنني ضد النغمة المتشائمة التي تتحدث في شكل دائم عن انهيار السينما المصرية وسقوطها. وفي رأيي انه طالما الجمهور يقبل على الافلام والايرادات تصل الى الملايين كما يحدث الآن, فهذا الرواج في حد ذاته جيد لأن السينما صناعة وتجارة كما هي فن.

·         وما تقويمك للحركة المسرحية في مصر حالياً؟

- لا يمكن أن نقول ان لدينا مسرحاً حقيقياً, يوجد بعض الاستثناءات لكن لا يمكن أن نقول عن كل العروض المقدمة انها مسرح حقيقي. فمن حيث التأليف والاخراج ليس لدينا المؤلف او المخرج العبقري, كلهم عاديون وبعد ألفريد فرج ونعمان عاشور ويوسف ادريس وسعد الدين وهبة لا أرى جيلاً آخر من مؤلفي المسرح في المستوى نفسه.

·         هل هذا الكلام ينطبق على مسرح القطاع الخاص ام العام؟

- ينطبق على الاثنين معاً, فمخرج القطاع العام او مسرح الدولة يعتمد على الكلاسيكيات من دون اضافة ابداعية حقيقية, والمسرح الخاص يقدم اشياء لا علاقة لها بالمسرح. واذا كانت هناك حالات جيدة فهي استثنائية وقليلة مثل مسرح عادل امام ومحمد صبحي وجلال الشرقاوي.

·         هل هذا من اسباب وجودك بكثافة احياناً في اعمال صبحي وعادل امام؟

- قدمت العديد من الاعمال معهما وارى انهما من اكثر الفنانين المصريين التزاماً في فنهما وفي كل ما يقدمانه للجمهور, فهما يختاران اعمالهما بعناية وبعد دراسة متأنية ويهتمان بكل تفاصيل العمل مع معايشتهما لكل مشاكل المجتمع وواقعه, من هنا أجد سعادة في العمل معهما.

·         لك أعمال كوميدية ناجحة تتوازى مع الادوار والانماط الأخرى فلماذا انت قليل في اعمالك الكوميدية؟

- احب الكوميديا وأرى أنها اطار واسلوب جيد لمعالجة مشكلات المجتمع شرط ان تكون كوميديا موقف ومن خلال موضوع جاد وليس من خلال شخص يريد ان يضحك الناس فقط وبأي وسيلة, لأن الممثل في هذه الحال سيتحول الى بهلوان, والكوميديا تحتاج الى اداء محكم لأنها دراما ولا بد لمن يقدمها ان يكون صادقاً وبعد ذلك تأتي البسمة والضحكة من الموقف الذي يصنع نفسه.

·         هل تبذل جهداً للحفاظ على مستوى ادائك الفني؟

- الممثل يملك كل المشاعر ويخرجها في الوقت المناسب والمفروض ان يكون مهيأ لتقديم كل الادوار, وهناك ممثلون يحبون تقديم الادوار البعيدة عن شخصياتهم لكنني اعطي لكل شخصية ابعادها ولا يهمني درجة قربها او ابتعادها عني.

·         أي شخصياتك التي جسدتها تشبهك وأيها بعيدة عنك؟

- هناك شخصيات عدة فيها ملامح من شخصيتي لكن اقرب شخصية جسدتها وكانت قريبة جداً مني كإنسان هي "دكتور مفيد ابو الغار" في مسلسل "الراية البيضا" الذي اخرجه محمد فاضل وكتبه اسامة انور عكاشة وشاركتني بطولته الراحلة سناء جميل. لكن شخصية السائق ولا اتذكر اسمها في فيلم "عفاريت الاسفلت" من ابعد الشخصيات عن تكويني كإنسان فهو كان رجل من بيئة فقيرة يعيش على هامش الحياة. وفي شكل عام احاول ان اكون في خدمة الشخصية بصرف النظر عن قربها او بعدها عن شخصيتي.

جريدة الحياة في  5 مايو 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

جميل راتب

السينما بخير... أنا لست متشائماً

أحمد الجندي