شعار الموقع (Our Logo)

 

 

            شارك مخرج أفلام الكارتون الفرنسي جاك ريمي جيرير في مهرجان أفلام الكارتون الرابع بمدينة مكناس المغربية، وكان فيلمه "رؤيا الضفادع" فيلم افتتاح الدورة. خلال وجوده بمكناس التقت "إيلاف" المخرج، الذي تحدث عن ظروف إعداده "رؤيا الضفادع" التي استمرت ست سنوات، كما يتطرق إلى أسباب اختياره موضوع "التعايش" كفكرة محورية في الفيلم. ويثير المخرج موضوع هيمنة أفلام الكارتون الأميركية ويقدم حلولا للتغلب على هذه الهيمنة.

·         لماذا اختيار عنوان "رؤيا الضفادع"؟

- تشتهر الضفادع في الثقافة الغربية، وأعتقد حتى في ثقافات أخرى، بقدرتها على معرفة مسبقة لأحوال المناخ وتقلباته، إن لها قدرة على معرفة تساقط الأمطار. هذا كان أحد أسباب اختيار عنوان "رؤيا الضفادع". هذا المركب الاسمي يتكون من كلمتين، الأولى لها معان غامضة، وهي كلمة "رؤيا" أما كلمة "ضفادع" فتحمل معنى واضحا.

·     كتب السيناريو من قبل ثلاثة كتاب سيناريو، كيف نسقتم على مستوى الكتابة، هل أوكلت لكل كاتب مهمة في تطور الحكي في السيناريو؟

- أشير أن الحكاية الأساس أنا من كتبها وأعدها، وانضم إلي فيما بعد الكاتبين الآخرين لتطوير السرد والدفع به إلى ما شاهدته. تعاوننا نحن الثلاثة تطوير هذا المتخيل الحكائي وعشنا تطور أفكار الشخصيات. كنا نتحاور ونتناقش ونتجادل في كل النقاط.

·         هل من السهل أن يعمل 3 أشخاص على سيناريو واحد؟

- الأمر في غاية الصعوبة والإثارة في الآن معا.

·         هذه الطريقة مألوفة في أميركا وجديدة في فرنسا؟

- أعتقد أننا أول من اشتغل على فيلم كارتون فرنسي بهذه الطريقة، إنها تجربة جديدة ومثيرة.

·     عادة ما تصور أفلام الكارتون بناء على قصص مصورة، وفي فيلم "نبوءة الضفادع" كان العكس، إذ صور الفيلم وبعد توزيعه نشرت الرواية والقصة المصورة؟

- "نبوءة الضفادع" عمل أصيل، وصدوره في قصة مصورة ورواية كانت المرحلة الثانية كما أشرت، فبعد الانتهاء من الفيلم شرعت في كتابة الرواية والقصة المصورة. فأنا كنت صاحب الفكرة الأساسية في الفيلم وأشرفت على كتابة الحوار والكتابة الدرامية للفيلم، والكاتبان الآخران ساعداني بأفكارهما في الفيلم ولم يشاركاني في كتابة القصة المصورة والرواية.

·         كم استغرق إعداد الفيلم؟

- تطلب خروج الفيلم إلى القاعات السينمائية الفرنسية ست سنوات، ربما أطول فيلم كارتون في تاريخ السينما الفرنسية. خصصت سنتان لكتابة السيناريو ورسم وإبداع الرسوم ثم إعداد "ستوري بور"، في السنوات الأربع الأخيرة اشتغلنا على توضيب الفيلم وصناعة حركات الرسوم...واختيار الممثلين الذين سيشاركون بأصواتهم والتسجيل معهم وتوضيبها.

·         كم رساما شارك في الفيلم؟

- قرابة 120 فنانا موزعين بين رسامين وملونين ومكلفين بالديكور.

·         لوحظ أن الفكرة المحورية للفيلم هي "التعايش" هل هذه الفكرة فرضتها الظروف الدولية الحالية؟

- طبعا أنني أكتب وأخرج أفلاما تجمع بين التسلية والدعوة إلى التفكير، لذا كانت الفكرة الأساسية للفيلم هي فكرة "التعايش"، واخترت لهذا الغرض الجمع بين الإنسان والحيوان، وبين حيوانات متناحرة فيما بينهما كالحيوانات النباتية واللاحمة. كل شخصيات الفيلم مجرد رموز، وهي تتساءل في العمق عن كيف يمكن لإنسان أميركي مثلا، أن يتعايش مع عراقي. في هذا العالم الذي تسوده الحروب والتطاحنات الإثنية والسياسية والدينية يبقى الحل الوحيد لتحقيق السلم هو الاعتراف بالاختلاف والتعايش بين مكونات هذا الكون.

·         كيف استقبل الجمهور الفرنسي هذا الفيلم؟

- وزع الفيلم قبل أشهر في القاعات التجارية وفنية وحقق بفرنسا قرابة 900 ألف مشاهد، وبعدها وزع في 25 دولة.

·         هل من الممكن لأفلام كارتون فرنسية في الوقت الحالية منافسة أفلام "ديزني"؟

- منافسة أفلام الكارتون التي تنتجها "ديزني" صعبة. ما ساعد فيلمي على الانتشار، هو أنه لحسن الحظ، توجد في فرنسا قاعات لأفلام المؤلف يطلق عليها "آر إ إيسي". هذه القاعات دعمت الفيلم واستطاعت أن تخلق توازنا مع الأفلام التي تبرمجها القاعات التجارية. اشتغلت كثيرا بعد تصوير الفيلم على التواصل لجلب الجمهور، وساعدني في هذا العمل التلقي الإيجابي من قبل الصحافة الفرنسية، إذ أجمعت على جودة الفيلم. أعتقد أنه من الممكن منافسة الفيلم الأميركي الذي تقف وراء إنتاجه شركات عملاقة، وذلك بتقديم قصة جميلة قريبة من العقلية الفرنسية ورسوم قادرة على شد المشاهد. وعلى المخرج أن يخاطب عقل وقلب هذا المشاهد، وأن يكون صادقا في عمله.

·         هل حاولت مواجهة هذه السينما؟

- لأفلام الكارتون الأميركية سلطة كبيرة كما أسلفت، وأنا لا أقاومها بل أقدم رؤية فنية مغايرة ومختلفة عنها. ففيلم "رؤيا الضفادع" يحوي قيم جمالية وفنية ورسائل إنسانية مغايرة عما تقدمه استوديوهات ديزني. وطموح يفي هذا الفيلم أو الأفلام المقبلة هو البحث عن هذا الإبداع السينمائي المختلف عن أفلام ديزني. في فيلمي الأخير يمكن للأطفال والكبار أن يقارنوا طريقة الرسوم مع أفلام ديزني.

·     هل هذا التصور شخصي أم أنه جزء من التصور الفرنسي الداعي إلى الاستثناء الثقافي، على عكس التصور الأميركي الذي يرى في الثقافة سلعة مثل السلع الأخرى؟

- الاستثناء الثقافي ليس معركة أميركية فرنسية بل أميركية وثقافات العالم، وبعملي أثبت أنه يمكن تقديم رؤية مغايرة للعالم عن النظرة الأميركية. والاستثناء الثقافي يحمي ثقافات العالم، ويقف ضد تلك الثقافة المدعمة بالمال.

·         على ذكر المال، هل تلقى الفيلم دعما من الحكومة الفرنسية؟

- كان دعما محدودا من الدولة، خاصة بعد إنتاج الفيلم، إذ تتكلف البعثات الفرنسية في الخارج بتكاليف النقل والإقامة، وهذا يسمح بالتعريف بالفيلم ويساهم في انتشاره. الدعم الأساسي للسينما في فرنسا يأتي من التلفزيون.

·         انتظرت ست سنوات لإخراج فيلمك "رؤيا الضفادع" هل سننتظر ست سنوات لمشاهدة فيلمه المقبل؟

- منذ سنة ونصف وأنا أشتغل على كتابة مشروع فيلم جديد يحمل اسم "ميا ولوميكو"، وقد يأخذ مني ست سنوات أو أقل بقليل قبل أن يخرج إلى القاعات السينمائية.   

موقع "إيلاف" في  23 أبريل 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

مخرج أفلا الكرتون الفرنسي جاك ريمي جيرير يتحدث عن رؤيا الضفادع

أجرى الحوار: أحمد نجيم