شعار الموقع (Our Logo)

 

 

"كل أفلامي بالنسبة اليّ تجارب. لأنني اريد ان اتعلم, والتجربة الذاتية احسن معلم. وأي ظاهرة جديدة لها مؤيدون ومعارضون, وهذا الشيء لا يضايقني لأنني توقعته". بهذه الكلمات تعبر المخرجة السعودية هيفاء المنصور عن تجربتها مع السينما. هيفاء انتجت وأخرجت خلال العامين الماضيين ثلاثة افلام قصيرة. آخرها فيلم "أنا والآخر", الذي حصل على جائزة أفضل سيناريو في مسابقة "فيلم من الامارات", والتي اختتمت فعالياتها في الثاني من الشهر الجاري في أبو ظبي. كما عرض الفيلم في جامعة Central Florida ضمن برنامج "فيلم في الولايات المتحدة", وذلك تلبية لدعوة وجهت لها, من الملحق الثقافي في السفارة الأميركية في الرياض كواحدة من سبعة مخرجين اختيروا من مختلف دول العالم.

قصة الفيلم تدور حول ثلاثة شبان لا ترد أسماؤهم, يتجهون بسيارتهم الى احد مواقع عملهم في الصحراء. وعلى رغم ان اثنين منهم من سكان شارع واحد, إلا ان العمل هو الشيء الوحيد الذي يجمع بين عقلياتهم. فالأول ليبرالي ويفهم من سياق الحديث انه درس في الولايات المتحدة, اما الثاني فمتزمت ومعاد لكل ما هو غربي, والثالث من سريعي التأثر بالآخرين, كونه لم يختر منهجاً واضحاً لحياته. ويبدو جلياً ان هذا الأخير يميل كل مرة الى وجهة نظر احد زميليه, في تخبط واضح. ومنذ اللحظات الاولى للفيلم يبدأ الصدام بين الثلاثة وتتجلى العقدة حينما تتعطل السيارة ما يضطرهم لقضاء الليل معاً. تتطور الأحداث الى ان تصل الى مشهد محاولة المتزمت قتل الليبرالي, وذلك لأن اياً منهما لم يستطع اقناع الآخر باعتقاداته. في النهاية يكتشف الثلاثة ضرورة تقبل كل منهم طريقة تفكـير الآخر, ويظهر ذلك المعنى بخاصة في المشهد الاخير, وهم يدفعون السيارة ليكملوا مسيرتهم.

مدة الفيلم لم تتجاوز الخمس عشرة دقيقة, لكنه كان وقتاً كافياً لطرح قصة متكاملة. لها بداية وعقد متصاعـدة الى ان نصل الى الذروة في مشهد محاولة القتـل. وعلى رغم الاختـيار الذكي للقضية, كونها تنتقد السلوك الانساني المتعصب في اي بقعة من الارض, الا ان النهاية لم تـكن بالإتقـان المطلوب, بل كانت سريعة ومباشرة. الأداء التمثيلي كان جيداً, وقد ساعد الحوار والماكيـاج في التعبير عن الفئات المقصودة. كما حاولت المخرجة الجمع بين الاسلوب المباشر والرمزية في بعض الاحيان. لكن المباشرة غلبت على جو العمل, فحتى الرموز التي استخدمتها كانت واضحة جداً, كلوحة السيارة التي رمزت اليها بـ(و ط ن, 100).

الكادرات كانت جيدة, لكن تكرار استخدام اللقطات القريبة, أبعدها عن التنويع. اضافة للأداء البطيء في بعض الاحيان والمباشرة المتكررة. وبشكل عام فالفيلم يستحق الثناء باعتباره تجربة (ثالثة) حاولت فيها المخرجة المنتجة التطرق الى قضية اجتماعية مهمة, هي الدعوة لتقبل الآخر كما هو ومحاولة التعايش معه.

رؤية تطورت

تقول هيفاء المنصور عن فيلمها الأخير: "أحس بأن رؤيتي الاخراجية تطورت. ولمناسبة التحدث عن الفيلم, احب ان اشكر الفنانين السعوديين الشبان: صالح العلياني, طلال السدر ومشعل المطيري على تمثيلهم المتميز. فهم بالفعل طاقات ابداعية, ولا ينقصهم غير الفرصة المناسبة. وهذا الفيلم اعطاني فرصة لتعريف المجتمع الاميركي بنظرتنا اليه كأفراد وليس كحكومات, وان اتناقش مع اساتذة كبار للاادة من خبراتهم, كنوع من التبادل الثقافي".

وتضيف ان "عرض الفيلم في جامعة فلوريدا فتح لي المجال للدخول في مهرجانات ومسابقات اخرى. اولها مسابقة "فيلم في الامارات". اما عن رد الفعل في اميركا فقالت: "انا سعيدة جداً بالحفاوة التي لاقيتها في اميركـا. الجميع كان يشجعني, كما شعرت باهتمامهم بمعرفة المزيد عن عالمنا العربي وثقافتنا. حتى الملاحظات كانت توجه لي بأسلوب لبق كنوع من التشجيع والدعم المعنوي".

وفي ما يتعلق بعلاقتها بالنقاد والمدارس الاخراجية وبالحقل الاعلامي قالت: "علاقتي بالنقاد طيبة, وأنا آخذ ملاحظاتهم في الاعتبار. وذلك على رغم ان البعض هاجمني, لكنني خضت تجربة جديدة في مجتمعي, وأتوقع اي رد فعل وأنا من محبي السينما الايرانية, وأعتقد انه لو كانت لدينا سينما سعودية لكانت شبيهة بالايرانية. لكنني لا اتبع اسلوب مدرسة او مخرج معين".

مطالبة

وطالبت المنصور الجهات المسؤولة في السعودية, بالاهتمام بالشبان الذين يحاولون دخول مثل هذه المجالات: "من الملحوظ ان وسائل الاعلام مهتمة ومتابعة لجميع السينمائيين, سواء في الوطن ام في الخارج. إلا اننا في حاجة الى المزيد من التشجيع والاهتمام بالمواهب الشابة, وان نركز على الجانب التقني الذي نفتقر اليه وبشدة. على امل ان نسمع في يوم من الايام عن مهرجان سعودي للأفلام, او جمعية للسينمائيين السعوديين".

وهيفاء المنصور التي لم تدرس الاخراج, تقول عن بدايتها في هذا المجال: "أنهيت دراستي في مجال الادب الانكليزي من الجامعة الاميركية في القاهرة. ولم تكن شخصيتي قد صقلت بما فيه الكفاية لأقرر دراسة الاعلام, لكن حبي لهذا المجال دفعني للاهتمام بالنشاطات الجامعية. وفي المملكة كانت البداية بفيلم "من" عن قصة السفاح المتنكر بزي امرأة منقبة, اذ حظيت هذه الاشاعة باهتمام المجتمع وصارت حديث الساعة, فعرضت الفيلم في مسابقة "أفلام من الامارات" ولفت الأنظار اليّ, على رغم وقته القصير وبساطة الامكانات المستخدمة".

وتكمل: "اعجبتني التجربة فقررت خوضها للمرة الثانية بفيلم "الرحيل المر" ليعرض في "مهرجان الاسماعيلية" بموضوعه الانساني عن ابن القريـة الذي ترسله امه شاباً يافعاً لطلب العلم في المدينة. تاركاً خلفـه امـاً تـنـتـظر عـودة ابن هجرها وللأبـد. اردت من خـلاله رفض فكرة نسيان الاهل والوطن تماماً, في مقابل التحصيل العلمي والحياة المادية".

جريدة الحياة في  19 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

هيفاء المنصور تفوز بجائزة السيناريو في أبوظبي:

أنا من محبي السينما الإيرانية

رنيم القبج