شعار الموقع (Our Logo)

 

 

أحدث صفقات بيع الأفلام المصرية حدثت الأسبوع الماضي‏,‏ حيث تم بيع‏800‏ فيلم‏(‏ تمثل ثلث السينما المصرية طوال تاريخها‏),‏ من شركة فنون إلي شركة روتانا التي يملكها الأمير الوليد بن طلال وكان شراء شركة فنون لهذه الأفلام قبل عدة سنوات قد أثار ضجة كبيرة‏,‏ وقال أصحاب فنون إن الهدف هو الحفاظ علي التراث السينمائي من الضياع‏,‏ وترميم الأفلام‏..‏ وقد ثبت اليوم أن الأمر كله لم يكن سوي صفقة تجارية‏..‏ وهنا نطرح السؤال‏:‏ تراث السينما المصرية‏..‏ أين يذهب؟

أعلنت الشركة الجديدة عن طريق مقربين من صاحب شركة روتانا الأمير الوليد بن طلال ـ أن الشركة لن تحتكر الأفلام التي قامت بشرائها وأنها سوف تسمح بتداول هذه الأفلام بين القنوات‏,‏ وأنها سوف تخص التليفزيون المصري بأسعار خاصة جدا‏..‏ وأنه تقرر إنشاء محطة فضائية جديدة لعرض الأفلام غير مشفرة وإنشاء شركة للانتاج السينمائي‏..‏ وهذا يعني أن صفقة شراء الأفلام هذه المرة تمت عن فكر وتخطيط‏,‏ وليس بسبب الكسب السريع كما حدث مع الشركة الأولي‏.‏

فما تعليق ورأي السينمائيين في هذه الصفقة الجديدة؟

الناقد علي أبوشادي رئيس المركز القومي للسينما تساءل‏:‏ لماذا حالة الانزعاج والخوف من عملية البيع أو انتقال الأفلام من فنون إلي روتانا‏..‏ ان انتقال الأفلام إلي مستثمر عربي تشهد مشاريعه علي نجاحه وجديته أفضل كثيرا من التخوفات التي ترددت حول بيع الأفلام لاحدي الشركات الأجنبية‏,‏ فعلي الأقل أن المالك الجديد يعشق مصر وفنانيها إضافة إلي أنه سيقيم محطة فضائية لعرض الأفلام وهو يملك مشاريع كثيرة وآلاف الأفدنة في توشكي‏..‏ وتساءل أبوشادي‏:‏ لماذا البكاء علي التراث السينمائي الذي كان بين أيدينا‏,‏ وأين كانت الأجهزة المعنية ورجال الأعمال المصريون؟

وطالب علي أبوشادي بضرورة تعهد الشركة المالكة بالموافقة علي طبع أي نسخة من الأفلام التي تريدها مصر لأغراض ثقافية وليست تجارية علي حساب مصر حتي توضع ضمن أرشيف السينما المصرية‏.‏

وقال المخرج طارق الكاشف‏:‏ إن عملية شراء أي مستثمر لأصول أي شركة لم يعد يحدث تخوفات أو ذعرا كما يحدث عند البعض هنا‏,‏ لأن كبري الشركات اليابانية اشترت حقوق وأصول شركة أمريكية ولم تحدث ضجة‏,‏ بل إن الشركة اليابانية حققت نجاحا أكبر‏..‏ فالمستثمر الحقيقي يبحث دائما عن النجاح وزيادة رأس ماله‏..‏ فلماذا الخوف؟ إن التراث السينمائي باق وسيظل وعملية البيع والشراء مكفولة للجميع فهذه مسألة عرض وطلب‏.‏

وقال الكاتب وحيد حامد‏:‏ إن شراء روتانا للأفلام التي كانت لدي شركة فنون له معني واحد هو أنه من حق أي مستثمر أن يشتري مايريد في ظل مناخ الاستثمار مثل أوروبا وأمريكا وأنا لست ضد تملك هذه الأفلام‏,‏ ولكن أطالب بأن يكون للبلد الذي انتج هذه الأفلام حقوق عرض علي شاشته الأرضية بمبالغ مالية قليلة حتي لا يأتي يوم ولا نجد فيلما واحدا يعرض علي شاشة التليفزيون المصري‏.‏

وقال المنتج حسين القلا‏:‏ إن قيام شركة فنون ببيع أفلامها لم يكن متوقعا لأنني نفيت كثيرا هذه الفكرة عندما كنت أعمل بها ولكن يبدو أنهم اشتروا لكي يبيعوا‏!‏

وأضاف‏:‏ علينا أن ننتظر‏,‏ ولا نفرط كثيرا في التفاؤل حتي نري مدي جدية التجربة‏,‏ وفكر القائمين عليها‏,‏ ومدي التزامهم بما أعلنوا من حرية تداول الأفلام وعدم احتكارها‏!‏

وبعد‏....‏

ليست المشكلة فقط في أن التليفزيون المصري لن يجد أفلاما يعرضها بعد بضعة أشهر‏,‏ فهذه صفقات تجارية يمكن الاتفاق عليها‏,‏ والتغلب عليها‏..‏ ولكن المشكلة الأكبر أن هذه الأفلام لا نملك لها أصولا في وزارة الثقافة أو المركز القومي‏,‏ لأننا لا نملك أرشيفا لأفلامنا‏..‏ وهذه هي الكارثة المسكوت عنها‏!‏

الأهرام اليومي في  17 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

بيع 800 فيلم في سوق الفضائيات

تراث السينما المصرية.. أين يذهب؟

محمود موسى