شعار الموقع (Our Logo)

 

 

عرض مساء امس الاول في قاعة رواق البلقاء بالفحيص الفيلم التسجيلي «هموم صغيرة» للمخرج فيصل الزعبي الذي يناقش فيه جوانب ابداعية وفكرية في حياة الكاتب الاردني هاشم غرايبة والذي يأتي ضمن سلسلة افلام تسجيلية انتجها التلفزيون الاردني بمناسبة اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية.

وقال الكاتب هاشم غرايبة في تصريح لـ «الرأي» عن رؤيته الخاصة للعمل الذي اكد انه يأتي كشكل من اشكال التوثيق للكتاب والمبدعين المحليين وكمحاولة لتنشيط الحركة الثقافية، واهمية فيلم «هموم صغيرة» تصب ضمن اتجاهين انه اولا يأتي تكريسا لجهود القائمين على العمل من مخرج ومعد وفنيين وتقنيين ليعكس جانبا من الوان الابداع الفني الذي نحن بأمس الحاجة اليه اليوم، ومن جهة ثانية يعطي العمل اضاءة وتعريفا للكتاب مما سيعود بالفائدة على المشهد الثقافي بشكل عام، فقد جرت العادة ان تأتي برامج الثقافة على هيئة حوارات مباشرة لا تلقى تلك الجماهيرية الواسعة من اوساط المتلقين، لكن مثل هذا النوع من الافلام وبما يتضمنه من جماليات بصرية ونواحي فكرية ابداعية ورؤى اخراجية يعزز من اهميتها: نظرا للترابط بين سرد السيرة للمبدع واعماله الادبية او الفنية.

وبالنسبة لفيلم «هموم صغيرة» فقد امتاز بأنماط من السرد الحياتي لمراحل عشتها شخصيا منذ الطفولة في سهول حوارة الى ما انا عليه اليوم وما تخللها من محطات دراسية وجوانب من العمل العام اختصرها العمل في (40) دقيقة تسلط الضوء على الشخصية في لحظات من المعايشة الحقيقية للكتابة او داخل العاظلة واستعان المخرج بلقطات وصور من الماضي القريب من دون افتعال في اظهار البيت الاول الذي تفتحت فيه رؤيتي على العالم، واتجهت الكاميرا الى سجن اربد الذي امضيت فيه فترة من الاعتقال ويضيف هاشم غرايبة ان تأثير الريف والسجن وسنوات الدراسة كان لها محطاتها البارزة بالعمل اضافة الى ما تضمنه من تعليقات للنقاد على جهودي الادبية.

من ناحيته اشار المخرج فيصل الزعبي الذي حقق سلسلة «سيرة مبدع» ان «هموم صغيرة» يأتي ضمن توجه التلفزيون الاردني لدعم الفنان والاديب المحلي، وهناك اصرار من مدير عام الاذاعة والتلفزيون على انجاز هذه السلسلة في رصد لكل المبدعين الاردنيين والذي يأتي كتكريم لما يقدمه كل منهم من صورة مشرقة للابداع والتي آمل ان تتوسع الفكرة لتشمل سائر حقول الابداع الاخرى في مرافق حياتنا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وزاد الزعبي انه عادة ما يلجأ الى الاستعانة بالفيلم التسجيلي في توثيق جوانب الشخصيات الابداعية في رصد لحقبة زمنية يعيشها الاديب مثلما هو في حالة الكاتب هاشم غرايبة وتناوله من جوانب عدة وان هذا النوع من الاعمال البصرية صار من الضروري الالتفات اليه بغية تعريف المشاهد المحلي بقاماته الابداعية المحلية وتقريبهم اليه سواء اثناء دراسته في الجامعة او من باب المعرفة العامة لأطياف الثقافة الوطنية. وعبر خلدون الداوود صاحب رواق البلقاء عن سعادته بعرض العمل في الفحيص التي صار بمقدورها اليوم ان تهيىء الفرصة لعرض افلام وابداعات بصرية تساهم مع غيرها من الصالات والمؤسسات الثقافية في ابراز لون جديد من النشاطات الثقافية. وبخصوص فيلم «هموم صغيرة» اوضح الداوود انه عمل يأتي ليثبت قدرة التلفزيون الاردني على متابعة المشهد الثقافي وتوثيق الكثير منها للأجيال القادمة مما سيدفع بالمثقف المحلي الى الاعتزاز والفخر بتكريمه من مؤسساته الوطنية.

من هنا يجيء العرض الخاص الذي اقامه رواق البلقاء لفيلم «هموم صغيرة» والذي نتبين فيه بوضوح حجم الجهد المبذول على صعيد لغته البصرية وادواته الفنية من الوان وموسيقى، وصوت، مما سيحتم علينا اقامة هذا النوع من العروض في خانة برامجنا المستقبلية.

واثنى الاعلامي ماهر سلامة على فكرة العرض في رواق البلقاء مما اتاح الفرصة للكثيرين بالتعرف على جوانب انسانية وأدبية في حياة هاشم غرايبة طالما كانت خافية عليهم.

من جهته قال صاحب فكرة «سيرة مبدع» والباحث ومعد الافلام يحيى القيسي بأن «هموم صغيرة» واحد من عشرين فيلما توثيقيا لأبرز رموز الفكر والادب والفن في الاردن، وقد بثّ التلفزيون الاردني احد عشر فيلما للشخصيات التالية: مؤنس الرزاز، د. احسان عباس، د. ناصر الدين الاسد، حيدر محمود، رفيق اللحام، محمود طه، امجد ناصر، راسم بدران، توفيق النمري، روكس العزيزي، وما زالت بانتظار ان تتم عمليات المونتاج للأفلام المتبقية للشخصيات التالية: د. وجدان علي، د. خالد الكركي، د. كرام النمري، مهنا الدرة، سليمان الموسى، طارق مصاروة ، عزالدين المناصرة، نبيل المشيني، حيث انجزت عمليات الاعداد والتصوير منذ نحو اكثر من عام، ولا اعرف لصالح من كل هذا التأخير.

اعود فأقول بأن فيلم «هموم صغيرة» يرصد تجربة هاشم غرايبة من الداخل، ويبرز جوانب جديدة في سيرته الحياتية والابداعية، وانا راض عن انجاز المخرج الزعبي في هذا المجال من الناحية الفنية رغم وجود عدد من الملاحظات التي لا مجال لذكرها هنا، فهي في النهاية تصب في صالح العمل. وتمنى القيسي ان يقوم المخرج بتنفيذها قريبا لكي يخرج العمل على أكمل وجه.

الرأي الأردنية في  14 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

عرض فيلم

"هموم صغيرة"

في رواق البلقاء

ناجح حسن