تخرج المخرج سمير سيف فى المعهد العالى للسينما عام 1969 وكان اول دفعته وقدم اول افلامه عام 1976 وهو دائرة الانتقام واصبح فيما بعد اهم مخرج للحركة فى السينما المصرية وافلام الحركة او الاكشن لم تكن عشقا ومهنة لسمير سيف فقط بل تعدت ذلك الى الدراسة حيث حصل فى جماليات الحركة فى الفيلم المصرى على شهادة الدكتوراة ليصبح من مخرجى السينما القلائل الذين يحملون لقب الدكتور قبل لقبهم كمخرجين. سمير سيف الذى قدم العديد من افلام الحركة لم يكتف ببراعته فى هذه النوعية فقط ولكنه قدم ايضا نوعيات مختلفة من الدراما واجاد فيها وحققت افلامه العديد من الجوائز ورغم شهرته كمخرج لافلام الحركة او الاكشن الا ان اخر فيلمين له كانا بعيدين تماما عن الاكشن وهما سوق المتعة للنجم محمود عبد العزيز ومعالى الوزير للنجم احمد ذكى وهو ما جعلنا نبدا الحوار مع الدكتور سمير سيف عن غياب افلام الحركة من السينما المصرية وغيابه هو شخصيا عنها فقال: كلنا بدون شك نعرف ان السينما المصرية الان تمر بظروف صعبة حيث سيطرة النوع الواحد على كل الموضوعات المعروضة وما يقدم بخلاف هذا النوع لا يمكن ان يكون مقياس للحكم عليه فهناك تجارب قليلة تحاول ان تبتعد عن هوجة الكوميديا المنشرة الان وانا قبل ان اكمل كلامى اريد ان اقول اننى لست ضد الكوميديا ولست ضد ان تكون موجودة فانا شخصيا قدمت افلام كوميدية كثيرة ولا امانع فى تقديمها مستقبلا. ولكنى ضد ان يكون نوع واحد هو المسيطر على الشاشة حتى لو كان هذا النوع هو افلام الحركة التى احبها فانا مع التنوع الذى يجعل من السينما متعة لذلك انا حزين على غياب هذا التنوع وان كانت السينما فى العامين الماضيين بدأت تقدم انواع مختلفة وسينما متنوعة ولكن هذه التجارب لا تشكل نسبة مقارنة بما يتم تقديمه من افلام كوميدية. واعتقد ان الفرصة مواتية اليوم لتقديم اعمال سينمائية مختلفة وفلدينا فرصة كبيرة بتقيل الجمهور للفيلم الجديد والجيد مهما كان نوعه والعام الماضى وما قبله كانا شاهدين على ذلك فقد قبل الجمهور سهر الليالى وديل السمكة ومن نظرة عين وقبلها قبل فيلم مافيا ومعالى الوزير وكلها افلام غير متشابهة وفى نفس الوقت ليست كوميدية وانحاز الجمهور لها . وهذه المسألة فى رأى فرصة السينما المصرية لتعديل مسارها واعتقد اننا لو انتهزنا الفرصة الان سوف تعود السينما لتنتج الافلام الرومانسية وافلام الحركة والمغامرة والافلام الغنائية و الاجتماعية وتعود الصناعة الى سابق عهدها صناعة متكاملة ووقتها يمكن ان ينوع المخرج بتقديم اشكال كثيرة من الافلام ولا يكون اسيرا لنوع واحد وهذا ما انصح به شباب المخرجين دائما.
ـ اولا انا لا اعتبر افلامى الاخيرة افلاما اجتماعية بالمعنى الحرفى للكلمة وثانيا انا قدمت على مدار اكثر من ثلاثين عاما افلاما كثيرة شملت كل انواع الدراما وان كانت افلامى فى مجال الحركة هى التى يركز عليها البعض لكنى انا شخصيا لا استطيع ان انسى قطة على نار واخر الرجال المحترمين والمتوحشة والراقصة والسياسى وغيرها الكثير ما بين كوميدى واجتماعى وسياسى وغيرها فانا مخرج محترف اجيد تقديم كافة الاشكال والانواع لذلك فانا لا اعتبر نفسى متخصصا فى افلام الحركة .
ـ تربطنى انا والمؤلف الكبير وحيد حامد علاقة صداقة واخاء وحب منذ زمن بعيد فقد التقيت به سينمائيا لأول مرة عام 1982 فى فيلم غريب فى بيتى مع النجمة الراحلة سعاد حسنى والنجم نور الشريف الذى قدمنى فى فيلم دائرة الانتقام وبعد غريب فى بيتى التقيت به فى الغول مع عادل امام ثم فى اخر الرجال المحترمين لنور الشريف ايضا والهلفوت لعادل امام والراقصة والسياسى . وغيرها من الاعمال المهمة فى تاريخ السينما المصرية ووحيد حامد من اهم من كتبوا الدراما السينمائية فى مصر وانا سعيد بعلاقته وبأبداعه المستمر فهو من القلائل المتجددين والذين يهتمون بالناس ومشاكلهم وانا ايضا احب هذه النوعية من السينما التى تقول شيء وتعبر عن شيء.
ـ من قال هذا ففى العام الماضى قدمت فيلم ديل السمكة من بطولة عمرو واكد وحنان ترك وهم من نجوم الشباب وانا الان اعد لعمل به مجموعة كبيرة من نجوم الشباب فأنا من انصار الشباب واحب العمل معهم وان كنت تقصد التعامل مع المؤلفين الشباب فهذه مسألة واردة ايضا وربما تحدث مستقبلا.
ـ الحقيقة ان هناك عددا كبيرا من المخرجين الجيدين الذين ظهروا فى الفترة الماضية ومن بينهم هانى خليفة وايهاب لمعى ومحمد امين وغيرهم.
ـ شريف مخرج كبير ومتجدد وانا شخصيا معجب به جدا منذ زمن وانا شخصيا اعجبت جدا بتجربة مافيا واثنيت عليها وانا ايضا معجب باحمد السقا والذى عرفت انه سوف يقدم فيلم حركة جديد وهو متميز فى هذه النوعية من الافلام وان كنت اتمنى ان يقدم افلاما كثيرة ومتنوعة فهذا التنوع هو الذى يصنع التاريخ واحمد ممثل رائع يستحق النجاح.
ـ هذه مسألة يطول شرحها فقد اعددت فيها رسالة دكتوراة كاملة ولكنى احب ان اقول ان فيلم الحركة هو الفيلم الذى يستخدم فيه الفعل الجسمانى من معارك ومطاردات وما الى ذلك كحل درامى اما الجماليات فهى خاصة باخراج الفيلم وتنظيم الحركة وغيرها. البيان الإماراتية في 10 مارس 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
مشيداً بالمخرجين الشباب: سمير سيف: أفلام الحركة فن وعلم وأنا سعيد بأعمالي |
|