شعار الموقع (Our Logo)

 

 

تضم الافلام التي نزلت الى ساحة المنافسة على الجوائز السينمائية وعلى الايرادات على شباك التذاكر في الولايات المتحدة خلال الاسابيع العديدة الاخيرة عددا كبيرا من الافلام الضخمة الانتاج، اضافة الى العديد من الافلام الجادة الاقل تكلفة التي يكثر عرضها في اواخر كل عام مع اقتراب موسم الجوائز السينمائية وبعض الافلام الكوميدية.

وقد اصبح الانتاج المتزايد للافلام الضخمة الانتاج التي تضم في معظمها افلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي ظاهرة سينمائية في هوليوود منذ فترة السبعينيات من القرن الماضي مع ظهور موجتي افلام الخيال العلمي وافلام الكوارث.

ومما شجع استديوهات هوليوود الكبرى على انتاج المزيد من الافلام الضخمة الانتاج الايرادات الخيالية التي حققها الكثير من هذه الافلام والتي بلغت مئات الملايين من الدولارات بالنسبة للمئات من هذا النوع من الافلام، واقترن هذا النوع من الافلام بالتقدم التكنولوجي الكبير الذي حققته صناعة السينما في مجال المؤثرات الخاصة وهي عنصر اساسي في افلام الحركة والمغامرات والخيال العلمي واحد الاسباب الرئيسية للتكاليف الضخمة لانتاجها.

وتشتمل الافلام الضخمة الانتاج الحالية في دور السينما الاميركية على ثلاثة من الافلام الحربية التاريخية الملحمية التي تشترك في عدد من العوامل التي يثير بعضها الدهشة، وهذه الافلام هي «الساموراي الاخير» للمخرج ادوارد زويك والممثل توم كروز، و«الجبل البارد» للمخرج انثوتي مينغيلا والممثلين جود لو ونيكول كيدمان، و«سيد وقائد: الجانب البعيد للعالم» للمخرج بيتر وير والممثل راسيل كرو.

ومن الامور المشتركة العديدة بين هذه الافلام الثلاثة انها جميعا من الافلام الحربية التاريخية الملحمية التي تقع احداث قصصها في القرن التاسع عشر وقد زادت تكاليف انتاج كل منها على 120 مليون دولار ويقوم ببطولة كل من هذه الافلام نجم او نجمة سينمائية من الصف الاول بين نجوم هوليوود.

وهي من اخراج مخرجين مرموقين يتمتع كل منهم برصيد سينمائي مثير للاعجاب ورغم التوقعات الكبيرة لفوز هذه الافلام الثلاثة بعدد كبير من جوائز روابط النقاد الرئيسية في الولايات المتحدة، وحصولها على ايرادات ضخمة على شباك التذاكر فان النتائج في هذين المجالين جاءت مخيبة للامال، اذ لم يفز اي من هذه الافلام الثلاثة بجائزة افضل فيلم للعام 2003 من اي من روابط النقاد الاميركيين الاثنتي عشرة الرئيسية كما لم يفز اي من ممثليها بجوائز افضل اي من هذه الروابط.

والمخرج الوحيد بين مخرجي الافلام الثلاثة الذي فاز بجائزة افضل مخرج حتى الآن هو المخرج ابوارد زويك، مخرج فيلم «الساموراي الاخير» الذي فاز بتلك الجائزة من المجلس القومي الاميركي لاستعراض الافلام السينمائية الذي يمثل اقدم روابط نقاد السينما في الولايات المتحدة.

كما لم يفز فيلمان من هذه الافلام الثلاثة بأي من جوائز الكرات الذهبية، وحصل فيلم «الجبل البارد» على جائزة واحدة من هذه الجوائز هي جائزة افضل ممثلة في دور مساعد التي فازت بها الممثلة رينية زيلويجير.

الا ان وضع هذه الافلام الثلاثة تحسن بالنسبة للترشيحات لجوائز الاوسكار فقد رشح فيلم «سيد وقائد: الجانب البعيد للعالم» لعشر جوائز بينها جائزة افضل فيلم، ورشح فيلم «الجبل البارد» لسبع جوائز كما رشح فيلم «الساموراي الاخير» لاربع جوائز الا ان معظم هذه الترشيحات تشمل الفئات الفنية.

اما على صعيد الايرادات على شباك التذاكر في دور السينما الاميركية فقد فشل اي من هذه الافلام الثلاثة في تحقيق النتائج الطموحة المتوقعة لمثل هذه الافلام الملحمية التي تحمل اسماء نجوم كبار مثل توم كروز ونيكول كيدمان وراسيل كرو، والفيلم الوحيد بين هذه الافلام الثلاثة الذي تجاوزت ايراداته الخط السحري وهو 100 مليون دولار، هو فيلم «الساموراي الاخير» الا ان هذا الفيلم لم يحقق هذا الانجاز الا بعد سبعة اسابيع من افتتاحه وقد حصد حتى الآن 106 ملايين دولار.

اما الفيلمان الآخران، فقد كان اداؤهما على شباك التذاكر اقل حظاً. اذ حقق فيلم «سيد وقائد: الجانب البعيد للعالم» 84 مليون دولار فقط خلال الاسابيع التسعة الاولى لعرضه، وحقق فيلم «الجبل البارد» 73 مليون دولار خلال الاسابيع الخمسة الاولى لعرضه.

وجميع هذه الارقام المتعلقة بايرادات الافلام الثلاثة منخفضة نسبياً في عرف هذه الايام بالنسبة للافلام التي تزيد تكاليف انتاجها على 100 مليون دولار، وكمثال على ذلك، فقد حصل الفيلم الخيالي «لورد الخواتم: عودة الملك» 338 مليون دولار على شباك التذاكر خلال خمسة اسابيع، وقد احتل هذا الفيلم المركز الاول في قائمة الافلام التي تحقق أعلى الايرادات في دور السينما الاميركية على مدى الاسابيع الخمسة الاولى لعرضه، كما قاربت ايراداته العالمية الاجمالية المليار دولار.

وتشير ايرادات الافلام الملحمية الثلاثة التي نحن بصدد الحديث عنها على شباك التذاكر في دور السينما الاميركية للوهلة الاولى الى انها قد تتعرض لخسائر مالية، إلا ان ذلك يستدعى شيئاً من الشرح والتوضيح. فالفيلم الاميركي الذي تبلغ تكاليف انتاجه 100 مليون دولار، على سبيل المثال، يحتاج الى ايرادات اجمالية لا تقل عن 250 مليون دولار قبل ان يحقق اية ارباح، اذ يضاف الى تكاليف الانتاج تكاليف اضافية تلقائية قد تصل الى 30 مليون دولار تنفق على الحملة الدعائية للفيلم، ويذهب معظمها للاعلانات التلفزيونية.

ثم تقطع نسبة كبيرة من الايرادات كحصة شركة التوزيع السينمائي، وقبل ذلك كله، تحصل دور العرض السينمائي على نصيب الاسد من ايرادات الفيلم على شباك التذاكر، وخاصة خلال الاسبوعين أو الاسابيع الثلاثة الاولى لعرض الفيلم، ثم تنخفض نسبة دور العرض تدريجياً بعد ذلك.

يضاف الى كل ذلك النسبة المئوية التي يحصل عليها نجم سينمائي كبير مثل توم كروز من ايرادات الفيلم أو من ارباحه، وهذا يتوقف على نوع العقد الذي يوقعه مع الاستديو السينمائي المنتج للفيلم، وهو مبلغ اضافي يضاف الى اجره المضمون المدفوع مقدماً عن الفيلم وهو 25 مليون دولار، وهناك فرق كبير بين حصول الممثل على نسبة مئوية من ايرادات الفيلم الاجمالية أو من ربحه الصافي.

ففي الحالة الاولى يبدأ حساب نصيب بطل الفيلم من ثمن أول تذكرة لمشاهدة الفيلم، في حين ان حساب الاقتطاع من الربح الصافي يبدأ بعد دفع كل نفقات انتاج الفيلم وحملته الدعائية ونصيبي شركة التوزيع السينمائي ودور العرض السينمائي.

على ان الارقام التي اشرنا اليها أعلاه ليست مكتملة، مما يستوجب الشرح والتوضيح مرة اخرى، فإيرادات الفيلم على شباك التذاكر في دور السينما الاميركية تمثل في المعدل نحو 43 بالمئة من الايرادات العالمية الاجمالية للفيلم على شباك التذاكر، اي ان فيلماً مثل «الساموراي الاخير» يتوقع ان يحصد ايرادات اضافية في دور السينما الاجنبية تبلغ نحو 140 مليون دولار، مما يجعل ايراداته الاجمالية المتوقعة 240 مليون دولار.

يضاف الى ذلك دخل الفيلم من مبيعات وتأجير اشرطة الفيديو، ومن حقوق عرض الفيلم على التلفزيون، ومن مبيعات الاسطوانات والاشرطة الغنائية أو الموسيقية للفيلم، ومن مبيعات المنتجات التجارية المرتبطة بالفيلم. وهناك افلام قليلة حصدت من مبيعات وتأجير اشرطة الفيديو اكثر مما حققته في صالات العرض السينمائي.

ويمكن ان نستنتج استناداً الى كل ذلك ان كلا من افلام «الساموراي الأخير» و«الجبل البارد» و«سيد وقائد: الجانب البعيد للعالم» سيحقق شيئاً من الربح في نهاية المطاف، ولكنه لن يكون بالقدر الذي كان يتوقعه منتجو هذه الافلام او حتى النقاد وغيرهم من المراقبين السينمائيين.

كما يمكن ان نستنتج من الاقبال المنخفض نسبياً للجمهور الاميركي على مشاهدة الافلام التاريخية الملحمية الثلاثة ان هذا النوع من الافلام لم يعد يشد المشاهد كما كان يفعل في الماضي، كما يؤكد مجدداً ان انفاق مبلغ ضخم على انتاج الفيلم لا يضمن نجاحه تجارياً.

ويترجم تجاوب الجمهور أو عدمه مع أي نوع من الافلام التي تنتجها هوليوود عادة في اقبال استديوهاتها او عدم اقبالها على انتاج المزيد من ذلك النوع من الافلام، ومن الممكن ان نتوقع، استناداً الى فتور تجاوب الجمهور مع الافلام الحربية التاريخية الملحمية خلال الاسابيع الاخيرة.

انخفاضاً واضحاً في انتاج هذا النوع من الافلام خلال العامين المقبلين لان هوليوود التي دأبت على ركوب موجات الانواع السينمائية الناجحة، ستعيد حساباتها في المستقبل المنظور، وذلك لان اكثر لغة يفهمها مديرو الاستديوهات وكبار المنتجين في هوليوود هي لغة الارقام وبالتحديد قوائم الربح والخسارة.

البيان الإماراتية في  10 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

رغم إنتاجها الضخم:

تراجع شعبية الأفلام التاريخية الملحمية في دور السينما الأمريكية