كاميرا المخرج كوينتين تارانتينو.. العنف ضرورة مشهدية ترجمة - تيسير ابو شومر |
يعتبر المخرج السينمائي الاميركي (كوينتن تارانتينو) الاكثر تميزا واصالة بين ابناء جيله ، وذلك بسبب اسلوبه ورؤيته السينمائية والتي اضحت مدرسة سينمائية لفتت انظار صناع السينما في العالم وبخاصة في الولايات المتحدة الاميركية. ويتميز تارانتينو باسناده لقصص شعبية بسيطة ليقوم بدوره بيلورتها سينمائيا على الشاشة وخير مثال فيلم «كلاب المستودع» الذي اخرجه بداية تسعينيات القرن الماضي، وهذا الفيلم هو الذي سلط الاضواء على تارانتينو، هذا الشاب الذي كان يعمل في مركز بيع الافلام السينمائية، ثم تكرس اسمه الى ان ترأس لجنة التحكيم لمهرجان كان السينمائي عام (2005) في فرنسا. العنف هو السمة البارزة في افلام (تارانتينو)، احيانا يضمنها بشيء من الفكاهة المسلية الى جانب افكاره غير المألوفة ، ورغم جنونية افلامه الا انها تبهر المشاهد بسحرها الخاص، ويتضح هذا وبشكل جلي في اخر افلامه «اقتل بيل» وهو فيلم استند الى قصة او قصص مستهلكة خاصة في السينما الاسيوية ، وتحديدا الصينية والتي يتناول معظمها موضوع الانتقام، سواء لمقتل اب او ام او شقيقة او صديق، الى ان يصل الى هدفه (رئيس العصابة) في مواجهة ثنائية تنتهي بانتصار البطل، وقام تارانتينو باخراج جزء ثان لفيلم «اقتل بيل» بسبب النجاح الذي حققه فيلمه الاول، بالاضافة الى اداء النجمة «اوماترومان» والتي خضعت اشهرا عديدة في تعلم فنون القتال الاسيوية المختلفة. بقراءة هادئة نستطيع ان نتلمس الجانب الاخر من شخصيته (تارانتينو) كاتبا ومخرجا فجميع افلامه قام هو بنفسه بكتابتها، اضافة الى انه كتب اعمالا لمخرجين آخرين مثل «قتلة بالفطرة» للمخرج اويفر ستون و«رومانسية حقيقية» للمخرج توني سكوت، وغيرهما. واذا تحفظ بعض العاملين في حقل السينما على وصف (تارانتينو) بأنه صاحب مدرسة سينمائية جديدة (تارانتنينوية) ، فبالامكان القول ان هذا الفنان يعمل خارج الضوابط والقوانين والمعايير المألوفة في عالم السينما، وهذا وصف لا يختلف اثنان عليه. ان المتابع لفن السينما ، يجد ان (تارانتينو) قد تأثر ببعض المخرجين الكبار منهم: «اورسون ويلز، فرانسيس فورد كوبولا، ومارتن سكورسيزي»، ويعتبر هؤلاء من المخرجين المجددين في السينما وقد اختط كل منهم لنفسه اطارا خاصا ، وكان (تارانتينو) قد شاهد جميع افلام هذه الكوكبة من المخرجين... ولكن اين شاهدها؟ شاهدها في محل بيع افلام (الفيديو) الذي كان يعمل فيه ، وهذه المهنة هي التي اوصلته واتاحت له الجلوس الى جانب فنانين يعتبرون من اهم سينمائيي هوليوود، وليزداد نشاطا في تبادل الاحاديث مع اهم فناني السينما، فقد ذهب يوما الى ولاية (اوتاه) عام 1991 ليشاهد فعاليات مهرجان (سندانس) السينمائي والذي ينظمه النجم (روبرت ريدفورد). ان احد اسباب نجاح (تارانتينو) في السينما هو انه مشاهد جيد للسينما، ولم يرهن نفسه لشركات الانتاج الكبيرة ، والتي من شأنها تقييده كمخرج وعدم السماح له بانجاز افلام خارجة عن المألوف مثل «كلاب المستودع»، وكذلك الامر بسبب تدخل هذه الشركات في اختيار الممثلين وفرضهم على المخرج، الامر الذي لا يتفق مع سينمائي صاحب رؤية سينمائية خاصة به، وكان التحدي بينه وبين شركات الانتاج السينمائي الكبيرة، وكانت النتيجة بعد مشاهدة فيلمين: «كلاب المستودع»، «قصص خيالية».
ليغدو فنان سينما يشار له بالبنان، واطلق عليه بعضهم لقب «شعلة لا تنضب». واجه (تارانتينو) الكثير من المعوقات والعقبات لتحقيق حلمه، وقد اجتازها بكل ما اوتي من قوة معنوية واصرار... وكان له ذلك، فقد اجتاز معوقات كثيرة، وبفضل من الممثل القدير (هارقي كيتل) والذي كان اول شخص تلمس موهبة (تارانتينو) كمخرج. وبعد ان انتهى من كتابة فيلم «كلاب المستودع» كانت العقبة الكأداء هي التمويل، وقام الممثل (هارفي كينل بانتاج الفيلم ، بعد ان قرأ سيناريو الفيلم والذي نال اعجابه، وانجز الفيلم عام 1992 . يتناول فيلم «كلاب المستودع» قصة مجموعة من اللصوص المحترفين، يتم جمعهم في احد المستودعات للتخطيط لعملية سرقة كبيرة، وكان ملفتا للنظر ان هؤلاء اللصوص وعلى الرغم من وجودهم داخل مكان واحد، الا انهم لا يعرفون بعضهم بعضا، وقد اتفق على ان يستخدموا اسماء غير حقيقية للتواصل فيما بينهم، وهذه الاسماء هي مجموعة من الالوان مثل، السيد ابيض ، السيد اخضر، ... وهكذا. والشيء الذي يستحق التوقف عنده هو اداء ممثلي الفيلم جميعهم من دون استثناء، وهم من الممثلين المتميزين في الاصل:هارفي كيتل، «شوارع قذرة»، «بيانو» ، «الضابط السيء»... وهناك ايضا الممثل البارع «ستيف بوشيمي» نجم فيلم «فارغو» و«طائرة المساجين» والممثل مايكل مادسون ، الذي قام بدور زعيم عصابة اجرامية في ضواحي نيويورك امام النجم (آل باشينو) و(جوني ديب) وهناك ايضا الممثل (كرس بن) و(تارانتينو) نفسه. عندما عرض الفيلم النقاد علق احدهم قائلا: «لو لم ينجح (تارانتينو) في السينما لكان قاتلا متسلسلا حقيقيا، في اشارة لهوس (تارانتينو) جالسينما وتميزة في اخراج مشاهد العنف، وقد اختلف بعض نقاد السينما حول هذا الفيلم في حين ان اغلبية النقاد اشادوا به، وقد وصفه بعضهم بالمنفر والمقزز لكثرة مشاهد العنف في الفيلم، وكان رد (تارانتينو) انه استشهد في معرض رده على منتقديه بافلام مخرجين كبار مثل (فرانسيس خورد كوبولا)، (بريان دي بالما) و (مارتن سكورسيزي) وهؤلاء اهم مخرجي مشاهد العنف في السينما من خلال افلامهم مثل : «العراب» باجزائه الثلاثة، و«الوجه ذو الندبة» و«سائق التاكسي» وغيرها. الممثلة (جنيفر بيلز بدورها تعلق على اسلوب (تارانتينو): «كونيتن ليس جيمس ستوارت، ومن المؤكد ان هنالك جانبا مظلما... مخفيا في شخصية (تارانتينو) وهذا الجانب لا نراه على السطح الا عند الضرورة المشهدية... ويبدو عندها كوحش كاسر من خلال الشخصية التي تقوم بالدور، في اشارة لمشهد من فيلم «كلاب المستودع» عندما يقوم «مستروايت» «مايكل مادسن» حيث يقوم هذا الاخير بقطع اذن احد رجال الشرطة الذي قام باحتجازه في المستودع. هذا الجانب المظلم لهذا السينمائي خطف ابصار المشاهدين خاصة ان افلامه ترتكز على حكايات وقصص، شعبية بسيطة موجهة للاطفال ومنها ما هو مثير للضحك وسرعان ما ينساها القارئ بعكس الفيلم الذي يبقى في ذاكرة المشاهد. وبعد عرض فيلمه الثاني «قصص خيالية» تفوق (تارانتينو) على ابناء جيله من السينمائيين، علما انه اعتبر فيلميه «كلاب المستودع» و«قصص خيالية» افلاما تجريبية خشية من ردود افعال الجمهور والنقاد على هذا الاسلوب السينمائي غير المألوف. كان فيلم «قصص خيالية» اختبارا لمستقبل (تارانتينو) السينمائي وكانت المفاجأة ان نجم الفيلم ايما نجاح على المستويين النقدي والجماهيري ونال جائزة السعفة الذهبية في مهرجان (كان السينمائي في فرنسا، ومن المعروف ان بعظهم احتج على منح الجائرة لهذا الفيلم المليء بمشاهد العنف حتى انه خلق حالة من الارباك لسينما التسعينيات، هذه الحالة انتهت باعتراف كثير من فناني السينما ان المخرج (تارانتينو) صاب مدرسة سينمائية متفردة هي المدرسة (التارانتوية). * فيلموغرافيا: 1- كلاب المستودع (1992). 2- «يالب فيكشن» (1994). تمثيل: جون ترافولتا، بروس ويلز، سامويل ل. جاكسون، تيم روث، هارفي كيتل، روزانا اركيت، اوماتروماند، وكريستوفر والكند. 3- «من الفجر حتى الغروب» (1996) اخرجه روبرت رودروغيز، وكتبه كونيتن تارانتينو بالاضافة الى مشاركته في التمثيل، ونجوم الفيلم كانوا جورج كلوني، جولييت لويس، ساس هايك، فرد وبليامسون، جون ساكسوند. 4- «جاكي براوند» (1997) تمثيل: روبرت دي نيرو، سامويل جاكسون، كريس تاكر، بام غرير ، وبربجيت فوندا. 5- «اقتل بيل» في جزءين. (2001/2003).
الرأي الأردنية في 30 ديسمبر 2005 |
فيلم الاسبوع .. (سيد الحرب) لنيكولاس كيج بقلم: يحيى القيسي ضمن الكم الكبير من أفلام هوليوود يمكن أن يجد المرء أفلاما ذات طابع جاد، ومنحى بالغ الأهمية للناس، ولعل فيلم «Lord of War» أو سيد الحرب يندرج في هذا الإطار، وهو يتناول مسألة في غاية الأهمية وهي تجارة السلاح في العالم وبعض أسرارها، وكيف تكون مصائب قوم عند قوم فوائد، ولعل من الأهمية الإشارة أولا إلى طابعه الجريء في تناول الموضوع، وحياديته في الطرح، وجدية موضوعه، وقد كتب سيناريو الفيلم وأخرجه أندرو نيكول المعروف في أفلامه السابقة بمثل هذا النوع من الأفلام الجادة والجريئة، ونتعرف أولا على شاب أميركي من أصول أوكرانية هو يوري أورلوف (الممثل نيكولاس كيج) الذي ادعى والده أنه يهودي لتسهيل أعماله في أميركا بعد الهجرة إليها، ويبدو أنه تقمص الدور تماما، ونسي مسيحيته التي تذكره زوجته دائما بها، ويكتشف يوري أن العمل في مطعم والده لا يجدي شيئا، وأن السلاح هو أفضل حقول التجارة، لا سيما وهو يتعرف على سلاح إسرائيلي هو رشاش عوزي، ويبدأ أولى الصفقات به، ثم لا يلبث أن تتوسع تجارته حتى تخترق مناطق قصية من العالم،ويضم إليه شقيقه فيتالي ) الممثل جيرد ليتو) ليساعده في أمره، ولعل من الضروري البدء أولا بوصف الفيلم منذ إشارته، فهي ذات دلالات تقنية وموضوعية مهمة، فالمشاهد الأولى تنقل لنا حكاية رصاصة، وكيف تبدأ من قطعة النحاس التي تطرقها الآلات، ثم تتشكل على شكل طلقة فارغة ( فشكة) وتمر بمراحل التعبئة ثم التغليف، والتصدير والنقل، حتى فتح الصناديق عند المشترين ثم استخدام هذه الرصاصة لتنطلق باتجاه رأس لفتى أفريقي وتقتله، وكل هذه الحكاية بدت ممنتجة، ومصورة بطريقة فريدة، وجديدة، فيبدو أن الكاميرات المستخدمة من النوع الصغير جدا، والذي يتابع الطلقة منذ بدايتها، وحتى انطلاقها من داخل الرشاش أو المسدس إلى رأس الإنسان، من الواضح أن تقنية جديدة قد دخلت عالم السينما في هذا الفيلم، ثم يظهر لنا يوري أورلوف واقفا تحت كومة من الطلقات الفارغة، ويتحدث للكاميرا كما في أي فيلم وثائقي «هناك 500 مليون قطعة سلاح في العالم، أي لكل 12 شخصا قطعة واحدة» ويضيف أنه باع السلاح لمتحاربين في شتى أنحاء العالم، وهدفه فقط الحصول على المال ودون أبعاد سياسية، فلا دخل له بعقيدة المتقاتلين، ولا بشرعية حروبهم، ويشير ساخرا إلى أنه لم يكن يتورع عن بيع السلاح حتى إلى أسامة بن لادن أيضا، لولا أن شيكاته في تلك الفترة كانت مرتجعة.. وبالطبع تنقل لنا الكاميرا مشاهد من بعض صفقاته، ومنها بالطبع لبعض الميليشيات في لبنان خلال الثمانينات، و بعض الدول العربية الأفريقية، ويوري يفرح كثيرا إذا سمع باشتعال حرب في منطقة ما، ويتوتر إذا علم بمحادثات سلام تقام بين الأطراف، فكل هذا يؤثر على سوقه، ولكن للشيطان حصته المستمرة من القتل والرصاص المتواصل، ولهذا يجد دوما ضالته في مكان ما، وحينما وضعت الحرب الباردة أوزارها، وخف التوتر بين المعسكرين السوفيتي والأمير كي وحلفائهما، ظن يوري أن نهايته قد حانت، ولكنه يزور عمه الجنرال في اوكرانيا، ويقنعه ببيعه أسلحة من مخلفات الاتحاد السوفييتي بعد انفصال أوكرانيا عنه، ويبدأ بالمتاجرة بكميات كبيرة من الكلاشينكوف الشهير، وبعض الأسلحة الثقيلة ومنها الطائرات العمودية، ويعاني من أمرين الأول ملاحقة تاجر الأسلحة سيمون وايز (الممثل إيان هولم ) المتواصلة لسوقه، والتنافس معه، والثانية ملاحقة فرقة من الانتربول بقيادة فالينتاين ( إيثان هوكي ) لتجارته غير المشروعة، وفيما هو يعاني من أخيه المصاب بالإدمان على الهروين، وتلبية رغبات زوجته الجميلة الممثلة السابقة والموديل آفا ( بريجيت مويناهان ) للعيش في صورة لائقة بمكانتها، وضمن مستوى رغيد، ويبدو لنا يوري محترفا في عمله، وداخلا في تفاصيل كثيرة من إشكاليات الدول والمهربين، وتبدو القصة الأساسية له في دولة ليبيريا الأفريقية التي تعاني من الحروب الداخلية المتواصلة، ونتعرف على رئيس الدولة الجنرال الديكتاتور بابتيستي ( الممثل إيمون ولكر ) وابنه الذي يشبهه في عبثه وقسوته، وكيف أصبحا زبونا دائما لأسلحة يوري، وتقود أحداث الفيلم إلى مقتل شقيق يوري فيتالي، وهو يحاول أن يفجر شحنة الأسلحة حينما استيقظ ضميره، وعرف أن هذا السلاح سيقتل به أناس أبرياء، ولكن تراجع يوري عن الأمر يبدو مستحيلا، في ظل تورطه في الصفقات وعقده علاقات كبرى مع متنفذين، وفي إحدى الحوارات يقول لأخيه «السيارات والمشروبات الكحولية تقتل من البشر أكثر ما تقتله الأسلحة، مع فارق أن الأسلحة أفضل لأن بها صمام أمان». الفيلم إذن يدور حول هذا العالم السري المحكوم من السماسرة الذين يمدون نيران الحروب بالوقود الذي يبقيها مشتعلة أي الأسلحة التي لا تبقي ولا تذر،ويبدو لنا هذا العالم بدون أية روادع أو أخلاق، فالأطفال هم أيضا من أكثر المستهلكين للأسلحة حينما يتم تزويدهم بها، وزجهم في الحروب الأهلية، ويدافع الديكتاتور بابتيستي عن هذا الأمر بقوله «الطلقة التي تخرج من بندقية لا تختلف إذا كانت خرجت من يد رجل بالأربعين من العمر أو بالرابعة عشرة»، وحينما ينكشف أخيرا وكر يوري المليء بالأسلحة، وتتخلى عنه زوجته، ويتبرأ والداه من أفعاله، ويواجه الحكم عليه بالسجن المؤبد بسبب أفعاله، ولا سيما بعد أن ألقى القبض عليه تحري الأنتربول فالنتين، يبدو يوري هادئا وواثقا من أنه سيطلق سراحه، لأنه إذا كان هو تاجرا صغيرا للأسلحة فإن دولته هي التاجر الخفي الأكبر في العالم، وما هو إلا أداة صغيرة من حلقة كبيرة، ويقول إن بوش رئيس الولايات المتحدة الأميركية هو أكبر تاجر سلاح في العالم، وعلى كل حال يبدو الفيلم وثيقة إدانة لكل من يتاجر بالقتل، ويصب الزيت فوق النار، ولكن المشكلة تبدو معقدة كثيرا في النهاية فثمة دول كبرى متورطة أيضا في هذه التجارة وبشكل جلي ورسمي. بقي أن أشير إلى أن الفيلم يشكل درسا وثائقي الطابع يمكن للسياسيين والعسكريين أن يدرسوه، ويستفيدوا مما ورد فيه، ولا سيما وهو قد صيغ بطريقة سلسة في المونتاج وعناصر الإخراج، وضمن تشويق مؤثر، بعيدا عن أفلام الأكشن والمبالغات التي تتميز بها كثير من الأفلام الهوليودية. لقد أحسن المخرج آندرو نيكول صياغة السيناريو، ما حمله فيه من إشارات جريئة، وبدا مسيطرا على وقائع الفيلم رغم تنوعها، وتبدل الأماكن التي تصور فيها المشاهد ولا سيما في أفريقيا وأوكرانيا، وكما أن أداء الممثلين من النجوم وما دونهم بدا مقنعا ومؤثرا، وبسيطا، ودون تهويل. نيكولاس كيج في دور يوري هنا لا يبدو نسخة عن جيمس بوند وحيله، بل يبدو شخصا عاديا أوتي الكثير من الذكاء، والحرفية ليقود تجارة صعبة، يرغبها الجميع، ويخشونها في الوقت نفسه، وهي تستبدل بالماس والنقود والمخدرات أحيانا، ولكنها لا تتورع عن قتل من يتاجر فيها، كما حدث لسيمون وايز، وفيتالي وغيرهما. فيلم «سيد الحرب» يثير الكثير من الجدل، ويترك مشاهده واقعا في الحيرة، وتعصف برأسه الكثير من الأسئلة عن هذا العالم الخفي وأسراره. الرأي الأردنية في 30 ديسمبر 2005
أزمة بين يوسف شاهين وبشري: الممثلة الشابة رفضت بطولة فيلمه الجديد لتضمنه مشاهد ساخنة! القاهرة ـ من محمد عاطف: نشبت أزمة عنيفة بين الفنانة الشابة بشري وبين المخرج الكبير يوسف شاهين الذي رشحها لبطولة فيلمه الجديد هي فوضي وتوقع أن تطير فرحا بهذا الترشيح خاصة أنها مازالت في بداية طريقها الفني وخبرتها بالتمثيل ضئيلة حيث كانت وجها جديدا في مسلسل العمة نور ولم يكن يعرفها أحد ثم شاركت ببعض المسلسلات آخرها رياح الغدر أمام ميرفت أمين.. وأول مشاركة سينمائية ظهرت بها بشري كانت مع يوسف شاهين في فيلمه الأخير إسكندرية نيويورك . لكن الصدمة التي أدت إلي الأزمة بين بشري وشاهين أن الممثلة الشابة فاجأت المخرج الكبير باعتذارها عن فيلمه الجديد وسط دهشته الشديدة.. وذلك بمجرد قراءتها لنص السيناريو والحوار الذي كتبه يوسف شاهين كما تعود في أفلامه. تردد في الوسط الفني أن السبب الحقيقي وراء اعتذار بشري اعتراضها علي الظهور في مشاهد إغراء ساخنة داخل الفيلم حسب ما جاء في السيناريو والحوار. بمواجهة بشــري بما قال حاولت تحســــين الصورة بكلام مزوق من الخــــارج لكنه يؤكــد من داخله صحة ما تردد عن سبب اعتذارها لأول بطـــــولة مطلقة علي الشاشة السينمائية مع أكبر المخرجين في العالم العربي. في البداية قالت بشري: الفيلم جيد جدا والدور الذي رشحني فيه يوسف شاهين من الصعب علي أي ممثلة رفضه.. لكنني أحب أن أؤكد علي نقطة أساسية أنني لم أرفض الفيلم لأسباب أخلاقية لأن يوسف شاهين يقدم سينما محترمة وليست خارجة عن الأداب العامة.. وسبق أن شاركت في فيلمه الأخير إسكندرية نيويورك .. ولكنني فضلت تنوع أدواري السينمائية ولا أركز علي أسلوب واحد مع مخرج واحد.. بجانب ذلك وجدت أن المرحلة العمرية للدور المرشح لي يختلف عن المرحلة التي أعيشها حاليا.. وبصراحة مللت من تقديم دور الفتاة الأرستقراطية التي يحاصرني بها المخرجون لطبيعة شكلي وأسعي إلي تغيير ذلك في أدواري كي أقدم دور فتاة شعبية. أضافت بشري: لدي التزام آخر مع شــركة الكاسيت التي تطرح ألبومي الغنــــائي الجديد بعد الأضحي وعنوانه بعد الغرام أن أركز علي الدعاية الخاصة به فور طرحه وهذا يجعلني بعيدة عن أي عمل فني آخر في هذه الفترة. قالت: كما تعاقدت مع جهاز السينما بمدينة الإنتاج الإعلامي لبطولة فيلم بأمر الحب إخراج محمد علي وهو أحد تلاميذ يوسف شاهين.. ولذلك اعتذرت للأستاذ يوسف شاهين وأنا حزينة علي هذه الفرصة رغم أنه اكد علي بإعادة تفكيري في الموضوع مرة اخري قبل أن يرشح غيري للدور. أصدقاء بشري المقربين أكدوا أنها ترفض تقديم ادوار بها إغراء في الوقت الذي تقدم فيه برنامجها تليفزيونيا للأطفال وترغب ألا يأخذوا عنها صورة سيئة في أدوارها السينمائية. القدس العربي في 30 ديسمبر 2005 |