شعار الموقع (Our Logo)

 

 

بعد مشاهدة فيلم "الضوء" THE LIGHT (26 دقيقة) لبيار سلوم ورفاقه لا يمكنك ان تمر باشارة سير دون ان تبتسم.

... احمر اصفر اخضر وبالعكس. فيمر شريط الحرب اللبنانية امامك علما ان "الضوء" ليس عن الحرب، وان اشارات السير التي وضعت اخيرا على تقاطع شوارع المدينة هي آخر مؤشر لخروج بيروت  من الحرب.

فكرة فريدة. والفيلم ذكي واضح، صريح، مباشر، انتقادي ساخر وعميق (راجع الدليل العدد 563). اليوم وقد انهى سلوم فيلمه وعرضه الاسبوع الماضي في صالة الاونيسكو للمهتمين والاصدقاء نسأل: ما هو مصيره؟

يقول حنا بطل الفيلم: "انا استاذ جغرافيا ورياضيات و14 سنة مسؤول عن السير في بيروت". ويبدأ الفيلم عندما يزف ابن حنا الى والده خبر وضع اشارة سير على تقاطع الطريق قرب منزلهما. انه حدث رائع بالنسبة اليه ولو عرف حنا ما ستتسبب به تلك الاشارة من متاعب لكان اطلق النار عليها اول الفيلم لا في نهايته ووفر على نفسه كل ذلك الاذلال الذي تعرض له.

"النظام قبل العلم". و"لما يكون الحق معك ما لازم تتراجع". شعارات يطلقها حنا (قبل عملية سحقه من نظام "كل من ايدو الو") يطلقها بكثير من الاصرار والملائكية، وينشر المسكين تعاليمه:"التمدن، القانون، الحضارة،  هيك كان لبنان قبل الحرب".

مثالي حنا. كان يعيش بامان وطمأنينة مع زوجته وولديه حتى حشروه باشارة السير تلك: رمز الحضارة "السابقة" والتي ستكون سببا رئيسيا في تحوله الى خارج عن القانون، مثله مثل سكان الحي والجوار وكل من يمر تحت... الاشارة، في هذا الوطن.

هادف فيلم بيار سلوم ورفاقه انما بكثير من حس الدعابة. ادار ممثليه باحترافية (حنا خوري حقيقي، ماريبال صوما طبيعية، فيليب عرقتنجي ممتاز في دور الازعر "الكلاس" الخ) مفتاح الفيلم مشهده ما قبل الاخير عندما يصعد البخار الى رؤوس المتنازعين على افضلية المرور فيحولون الشارع الى ساحة حرب ويتضاربون بكل ما طالته ايديهم من... خضر وفاكهة، كما جاءت الموسيقى التي وضعها ميشال فاضل خصيصا للفيلم جيدة ومكملة له رؤية ولغة.

فيلم جيد اذاً. لكن ما هو مصيره هو وعشرات الافلام القصيرة التي ينفذها محترفون او ينجح في ايصالها الى الاحترافية طلاب لبنانيون يتخرجون في الجامعات السمعية - البصرية التي اصبحت عديدة وواعدة؟

في افضل الاحوال يتم عرض هذه الاعمال مرة او اثنتين امام جمهور نخبوي. ثم قد تجد طريقها للعرض في بعض المهرجانات السينمائية القليلة في لبنان او خارجه. ومرة اخرى امام جمهور نخبوي، فمتى يراها الجمهور العريض وكيف تسوّق ومن يرد تكاليف انتاجها؟

في لبنان، التلفزيونات قد تساعد، عندما تشتري حقوق بعض هذه الافلام وتعرضها. لكن التلفزيونات اللبنانية في غيبوبة.

اذاً، صالات العرض! لماذا لا يتم عرض هذه الافلام في صالة واحدة من كل مجمع سينمائي وما اكثرها. صالة تخصص لعرض الافلام القصيرة او اقله لعرضها قبل الفيلم. اليس عند ماريو حداد (صالات امبير) او حكمت انتيبا (صالات بلانيت) وغيرهما مكان لهؤلاء الشبان، لهذه الافلام القصيرة الممتازة احيانا؟!

يظن البعض ان عند وزارة الثقافة خطة لهؤلاء وافلامهم؟!

...لا تعليق.

جريدة الحياة في  5 مارس 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

مي المصري.. اطفال المخيمات اصبحوا يحلمون بالحب والسينما

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

"الضوء" لبيار سلوم:

إنتقادي عميق.. لكن ما مصيره؟

جوزف بونصار