شعار الموقع (Our Logo)

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

كتبوا في السينما

 

 

 

 

 

 

تتنقل بين تجارة الأطفال وواقع الأرمن

3 أفلام وثائقية لبنانية تقلّب دفاتر المعاناة

بيروت - هوفيك حبشيان

 

 

 

 

 

 

 

ثلاثة مخرجين وثائقيين لبنانيين في ثلاثة أفلام تتناول قضايا الفرد والظلم الاجتماعي هي “اطفال الأرز” لديمتري خضر مع زوجته المخرجة سينتيا شقير، “تاء مربوطة” لنينو كيال و” أرمن لبنان” لكارمن لبكي وللثلاثة حكايتهم الخاصة انتاجاً وتصويراً مع افلامهم يتحدثون عنها.انهى المخرج اللبناني ديمتري خضر فيلمه “أطفال الأرز” عن تجارة الأطفال في لبنان، بعدما انجز شريطه “سفر” الذي شاركته في إخراجه زوجته المخرجة سينتيا شقير. وديمتري أحد مؤسسي “بيروت دي سي”، وهو بجانب عمله في الأفلام الوثائقية، يعمل على الكثير من المشاريع والافلام. ويقول ديمتري عن بدايته: “درست في كلية الإعلام وأكملت دراساتي العليا في بريطانيا، ولكنني فعلياً تعلمت في ميدان العمل اكثر من أي شيء آخر. عندما عدت الى لبنان، عملت في التلفزيون، وكنت لفترة مدير برامج في “تلفزيون لبنان”، وكنت دائما بموازاة عملي في التلفزيون أنجز مشاريع اخرى، فأنتج حيناً وأخرج أفلاماً قصيرة حيناً آخر. سنة 1998 أخرجت فيلماً عن ايران اسمه “الأيقونات الحية”، وهذا كان أول فيلم طويل لي، انجزته وحدي متعاوناً مع “التلفزيون الجديد” في الانتاج، ثم اشتراه تلفزيون “آرتي”.

ويقول خضر عن “أطفال الأرز”: “تطلب تصوير الفيلم نحو عامين، وصور في امستردام. عملياً، كنت وحدي اثناء التصوير، فأشرفت على الصوت والانتاج والإخراج، وكان التواصل في هذه المدينة صعباً بسبب اللغة. وعندما عدنا الى لبنان، ادركنا ان الاشياء في لبنان أصعب، فمن الصعب الكلام عن تجارة الأطفال بهذه البساطة. والفيلم يطرح هذا الألم والوجع الذي يشعر به هؤلاء الاشخاص، ولا علاج له، وهذه مسؤولية الشعب اللبناني”.

وعن أعماله المقبلة يقول: أخرج الأفلام الروائية لأني اعتبرها سهلة، واميل للأفلام الوثائقية التي تحاول ان تكون خلاقة ومتجددة بشكلها ولغتها السينمائية.

عن عمله مع زوجته المخرجة سينتيا شقير، يضيف: “عملنا في “سفر” كان مصادفة. فهذا كان نتيجة تطور علاقتي مع السفر، وكيف تعيش سينتيا هذا الواقع، كوني اسافر كثيراً. الفيلم تكوّن على ما كان عندنا من مشاهد مصورة. رؤيتي تختلف عن رؤية سينتيا، فلديها رؤية نقية اكثر مني.. أحب عملها كثيرا ك “إيلي فيروز” مثلا، ونتشارك في الحياة، فلماذا سنتشارك في العمل؟”.

وعن نظرته للسينما اللبنانية يوضح: “أنا متفائل.. فهذه مهنتي ونحن نعيش منها. ولكن في رأيي هنالك مشاكل رقابة. ونحن في “بيروت دي. سي” ننظم مهرجاناً لعدم وجود مهرجانات جيدة، مع احترامي للجميع، ولكننا في الأساس صناع أفلام، وهمنا ان يرى الناس أفلامنا. فيلمي مثلا انتجته ال “New T.V” وكانوا ممتازين. أعطوني الوقت الذي احتاجه ولم يتدخلوا في شيء، وسيعرض قريبا على التلفزيون، كما ان التلفزيون الهولندي مهتم به”.

في فيلمه القصير “تاء مربوطة” يصور نينو كيال مجتمعاً انقلبت فيه المفاهيم الاخلاقية باسلوب طريف ولاذع.

·         لماذا اخترت موضوعاً كهذا؟

كتبت الفيلم وصديق اسمه طوني ابو سمرا. القصة نتيجة تجارب شخصية متراكمة، طرحنا مسألة الفرضية في العمل السينمائي. في البداية، وضعنا بعض النقاط الاساسية، وطرحنا افكاراً حولها، وكان من الممكن انجاز فيلم طويل بكل الافكار التي كانت في متناولنا. لا أعرف ما الذي دفعنا الى الاكتفاء بفيلم قصير. فاختصرنا الافكار، وحافظنا على الاشياء الاساسية. لم ارد تحويله الى” سكيتش” ممل. ممكن اعتبار الفيلم دعابة وواقعياً في آن واحد. تستطيع ان تفكر كما تريد. لم يكن عندنا اتجاه معين. في السينما احب معالجة الافكار الطريفة التي تمر بسرعة على الشاشة. في فيلمي السابق مثلاً، صورت رجلاً يحتاج الى الدخول الى الحمام، لكن لا يجد مكاناً يقضي فيه حاجته. ومررت تلك الفكرة الطريفة في فيلم لم يتعد الدقائق العشر. اما في فيلم “تاء مربوطة” فمعالجة الفكرة تطلبت وقتاً أطول.

·         ألم يكن من الصعب اقناع الوجوه المعروفة بالتمثيل في فيلمك؟

هذه الوجوه، مثل كارمن لبس وانطوان بالابان وروجيه عساف، خدمت الفيلم. لم أكن املك أي موازنة. هؤلاء اصدقاؤنا، ووافقوا على المشاركة في الفيلم بعد ان قرأوا السيناريو. ما هو ايجابي هو انهم اظهروا الحماسة تجاه المشروع. في البداية لم تكن كارمن قد استوعبت الفكرة، خصوصاً في ما يختص المشهد الذي ينتقد النمط التلفزيوني في التمثيل، وكانت مستغربة ولا تفهم ما الذي تفعله.

·         ماذا عن صعوبات التصوير؟

محطة “المستقبل” قدمت المعدات اللازمة للتصوير، وتكفلت أنا بالانتاج، وبلغت تكاليف العمل في حدود الاربعة آلاف دولار. كون الموازنة كانت ضئيلة، ولم نملك الا 5 أيام للتصوير، وصلنا الليل بالنهار. ضعف الموازنة يجعلك تشعر بالذنب حيال الآخرين، فالعاملون لا يتقاضون الاجر، لذلك ليس باستطاعتك تأخيره. ورغم ذلك كانت الحماسة موجودة باستمرار.

·         هل لديك طموح لخوض مشروع الفيلم الطويل؟

- حالياً اعمل على تأليف فيلم طويل، واشعر بالاستعداد لتلك المهمة. ليس لدينا في لبنان كتّاب سيناريو، لذا يضطر المخرج أن يحمل تلك المهمة على عاتقه. المشكلة هي اننا نعمل في مجالات اخرى، لان السينما وحدها لا تكفي للعيش.

مأساة الأرمن

كارمن لبكي تؤرخ تجربة شعب بعد فيلم “أرمينيا في لبنان” و”البرازيل في لبنان”، فيلم جديد للمخرجة كارمن لبكي عنوانه “أرمن لبنان”. التقطت مشاهد في تركيا وسوريا ولبنان وأرمينيا لتحكي المجزرة التي تعرض لها الأرمن في تركيا وتشتتهم في عدد من البلدان، والمعاناة التي عاشوها ولم تستطع ان تثبط عزائمهم

·         لم أطلقت على فيلمك الوثائقي عنوان “أرمن لبنان” مع انه يتكلم عن الأرمن في سوريا وتركيا وارمينيا ولبنان؟

- عندما ذهبت الى تركيا لأقول ان أرمن لبنان جاؤوا من كيليكيا، وأصل الى سورية لأقول كم تعذبوا ليصلوا الى لبنان حيث استقروا وشغلوا مناصب سياسية واجتماعية وغيرها، واخترت أرمينيا لوجود لبنانيين فيها من اصل ارمني. لم اخرج عن الموضوع لان قصة أرمن لبنان هي قصة أي ارمني. ولأقول أيضاً ان الأرمن في لبنان لم يأتوا عقب مجزرة 1915 بل هم موجودون فيه منذ أيام تيغران الكبير الذي حكم المنطقة، والأرمن الكاثوليك وصلوا سنة 1741 وبنوا بلدة بزمار وعام 1715 وصلوا الى زغرتا.

·         لم اخترت هذه الدول؟

- لأنها الشاهدة على ماضي الأرمن وحاضرهم.

·         على أي أساس اخترت المناطق في تركيا؟

- اخترت المناطق التي تضم آثار المجزرة. كل سنة يحاول الأتراك تدمير جزء من هذه الآثار. ففي منطقة سيس في تركيا مركز البطريركية الارثوذكسية قديماً، أصبحت اليوم مكاناً تعيش فيه حيوانات مثل الدجاج وغيرها، وقد منعت من تصويرها، لكنني تذرعت بالسياحة والتقطت صوراً فيها.

·         فكرة من هذا الفيلم؟

- فكرتي وهو من إنتاجي وإخراجي. انه شهادة لشعب صامد رغم المجازر.

·         ما الصعوبات التي واجهتك؟

- عندما ذهبت الى تركيا لم يعرف الأتراك انني أصور فيلماً عن الأرمن، بل من اجل فيلم سياحي، وكانت تقف حواجز تركية على الطرق تطرح علي أسئلة وترسل معي أشخاصاً لمرافقتي، وعندما كنت أصور كنيسة كانوا يقولون لي هذه كنيسة وما علاقتها بالسياحة، ولم اصدق بأنني سأعود حية من تركيا.

·         كم من الوقت استغرق تحضير الفيلم؟

- استغرق سنة بين تصوير وجمع معلومات وترجمة.

·         ممن تألف فريق العمل؟

- أعدت وكتبت النص الإعلامية نضال أيوب وألقته المقدمة كاتيا مندلق بالإضافة الى مصورين ومترجمين رافقوني طوال رحلتي.

·         يتضمن فيلمك مشاهد حية وتواريخ. من أين حصلت عليها؟

- المشاهد الحية حصلت عليها من معهد الابادة الارمنية في أرمينيا والتواريخ والأحداث حصلت عليها من المقابلات التي أجريتها مع علماء تاريخ ومع أشخاص ناجين من المجزرة.

·         لماذا كانت مقدمة الفيلم حواراً بين صبي وجدته؟

- أحببت ان تكون المقدمة حواراً بين الجدة والحفيد، لأقول إنني لست أنا من يخبر القصة بل الجدة الارمنية، ومع وجود فارق العمر بين الجيلين، ولكنهما أرمنيان بالدم والإحساس.

·         يتضمن الفيلم مشاهد عذاب وفقر أكثر من مشاهد حياة؟

- عندما صورت في تركيا عرضت تاريخ الأرمن والعذاب الذي تعرضوا له. وهذا الواقع لا يمكنني ان أغير فيه، وفي لبنان لم تكن هناك مشاهد حزن، بل عرضت المناصب التي شغلوها والمهن التي يعملون فيها في منطقة برج حمود وعنجر وانطلياس وغيرها، واستعنت بالممثل بيار شمسيان ليخبرنا عن تجربته الفنية ليخرج الفيلم من جديته قليلاً.

·         هل واجهت صعوبة في التحدث مع كبار العمر؟

- عندما تحدثت العجوز من عنجر عن نجاتها من المجزرة فهمتها، ولكن واجهت مع البدو في سوريا الكثير من المتاعب، فهم يتكلمون لغة فريدة من نوعها وكان يرافقني شخص يترجم لي ما يقولون.

·         هل واجهت متاعب في الحصول على الأشخاص المفقودة هويتهم؟

- أينما ذهبت في منطقة دير الزور في سوريا وطلبت مقابلة ارمني فاقد هويته أو ضاع عن عائلته يرشدونك إليه.

الخليج الإماراتية في 26 نوفمبر 2004