شعار الموقع (Our Logo)

 

مقالات مختارة

حوار صريح مع المخرج السينمائي المصري محمد خان

عمر الشريف يفوز بـ"سيزار" أفضل ممثل

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

كتبوا في السينما

 

 

 

 

 

 

القاهـــــــرة ـ مراكــــش ـ دبــي

‏3‏ مهرجانات عربية كبيرة في نفس الوقت‏..‏ لماذا؟‏!‏

 كتب ـ نــــادر عـــدلي

 

 

 

 

مهرجان دبي السينمائي .. جسر للثقافة البصرية بين الحضارات

عمان ـ ناجح حسن-

يتمحور مهرجان دبي السينمائي الدولي الأول الذي ستنطلق فعالياته خلال الفترة ما بين 6 الى 11 الشهر المقبل برعاية ولي عهد دبي في دولة الامارات العربية حول مفهوم تعزيز التفاعل الثقافي والتألف الدولي والذي سيحضره نخبة من وجوه السينما الهوليوودية والعالمية الى جانب حشد من قطاعات العاملين في الحقل السينمائي والإعلامي.

وتشتمل اقسام المهرجان الذي يقام للمرة الاولى في دولة الامارات العربية المتحدة على جملة من الأفلام العالمية والعربية الحديثة الانتاج والكلاسيكية من كلا النوعين الروائي الطويل والقصير وفي تنوع يحاكي اوجه الثقافة والبيئة العربية في تواصلها مع ثقافات عالمية اخرى، بغية التأكيد على قيمة الفكرة الرئيسية التي وجد من أجلها هذا المهرجان بتعزيز جسور التواصل الانساني والتفاهم بين الحضارات. ويتوقع القائمون على اقامة مثل هذا المهرجان ان يضع اسسا متينة لمهرجان سينمائي دولي تم توفير كل الامكانات المادية ليتسنى له المنافسة مع مثيله من المهرجانات العالمية مثل مهرجانات القاهرة، ومراكش وقرطاج ولندن، وسواها وهي ما ستثبته الدورات القادمة من المهرجان فيما لو تقرر الاعتراف الدولي به كواحد من المهرجانات الكبيرة مثل البندقية وكان وموسكو وبرلين، والقاهرة ويتفاءل كثير من المتابعين ان دولة الامارات قادرة بإمكانياتها العديدة ان تصنع من هذه الاحتفالية السينمائية واحدة من المناسبات الدولية في منطقة الخليج العربي ولما تمثله من فورة اقتصادية تبدو كمكان ملائم في اقتصاديات صناعة الافلام وتسويقها وفي توجه التوكيد ذلك فقد عملت مدينة دبي الاعلامية الجهة المنظمة للمهرجان على وضع سائر خبراتها وامكانياتها لأن يصبح علامة بارزة وهامة علي خريطة المشهد السينمائي العالمي.

وستتوزع الأفلام المشاركة على أقسام المهرجان والتي ستعرض للضيوف في أكثر من مجمع للصالات السينمائية وفق لترتيبات خاصة ولن تقتصر على دبي وحدها بل ستتعداها الى مناطق اخرى، وقررت اللجنة المنظمة للمهرجان اهداء احد اقسامه الرئيسية وهو «جسر الثقافة» اضافة الى حفل الختام الى ذكرى مؤسس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تخليدا لسيرة حياته.

ومن المقرر ان يتضمن قسم «جسر الثقافة» على مجموعة مختارة من الأفلام العالمية التي تناقش موضوعاتها التفاهم بين دول العالم والداعية الى الانسجام بين الثقافات المتنوعة بين البشر في تواصل حضاري بين الشعوب.

وفي هذه المناسبة ابدى كثير من النقاد العرب المتابعين للمناسبات والاحتفالات السينمائية في ارجاء الوطن العربي استغرابهم من الصدفة التي جعلت من اشهر ثلاثة مهرجانات سينمائية تحمل الصفة «الدولية» تنعقد في اوقات متداخلة وفي الشهر نفسه مما يعني في نظرهم ضرورة التنسيق المسبق بين القائمين على المهرجانات الثلاثة مما سيحجب اجزاء عن بريق المناسبة لهذا المهرجان او ذاك.

الرأي الأردنية في 24 نوفمبر 2004

 

خلال أيام‏..‏ تبدأ ثلاثة مهرجانات عربية كبيرة في مصر والمغرب والإمارات في نفس الوقت‏,‏ ومن المقرر أن تختتم المهرجانات الثلاثة أعمالها في ثلاثة أيام متتالية‏..‏ ويعد هذا تزامنا غريبا فعلا ويستحق التأمل‏!‏ ويطرح أسئلة مثل‏:‏ هل هذا التزامن هو نوع من المنافسة أم عدم تنسيق أم حالة من التسابق ليسرق الأضواء من يملك الامكانات الأفضل‏,‏ والاعداد الأجود‏,‏ والرؤية والهدف من اقامة مهرجانه؟‏..‏ وهذه أسئلة قائمة ومشروعة لأن كل مهرجانات الدنيا يتم التنسيق فيما بينها‏..‏ فلماذا لم ننسق نحن؟‏!‏

اعتقد أن التزامن بين المهرجانات الثلاثة‏: ( القاهرة‏30‏ نوفمبر ـ‏10‏ ديسمبر‏), (مراكش‏6‏ ـ‏12‏ ديسمبر‏),(‏دبي‏6‏ ـ‏11‏ ديسمبر‏),‏ سوف يؤثر بشكل ما علي المهرجانات الثلاثة‏,‏ برغم أنها مهرجانات مهمة وتستحق أن نتوقف أمامها طويلا‏..‏ وأظن أن التزامن جاء نتيجة عدم التنسيق لا أكثر‏!..‏ وترجع أهمية هذه المهرجانات أنها من الأحداث التي تمثل التحضر والإبداع العربي أمام العالم‏,‏ وهو نحتاجه هذه الأيام لتصحيح ما يشاع عن العرب‏,‏ وتروجه الصهيونية العالمية واليمين المتطرف الأمريكي‏..‏ أيضا تأتي المناسبات الثلاث لتحقق تقاربا ثقافيا ولغة حوار بيننا وبين الغرب‏,‏ ومن خلال مبدعي الفن السابع بما لهم من تأثير عميق سواء كانوا نجوما أو فنيين‏..‏ فالسينما لغة ساحرة لها كلمتها وقوتها‏.‏

من ناحية أخري‏,‏ لايمكن أن نغفل أن المهرجانات الثلاثة تمثل إضافة حقيقية للمدن التي تقام فيها‏,‏ وللسينما في الدول الثلاث سواء علي مستوي الصناعة أو الفن ودعونا نتأمل في عجالة هذه الإضافة‏.‏

‏*‏ تنظم مدينة دبي مهرجانها السينمائي لأول مرة‏,‏ وبرغم أنه بلا مسابقة دولية‏,‏ إلا أنه يقام تحت رعاية ولي عهد دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ووفرت له ميزانية ضخمة‏,‏ والمهرجان يعني بالنسبة لهم مزيدا من الجذب لمدينة دبي التي أصبحت من مناطق الاستثمار والتسويق المهمة في العالم‏,‏ وبرغم أن الإمارات وبالتالي مدينة دبي ليس لها أي رصيد من الانتاج السينمائي إلا أن اقامة المهرجان يتزامن معه فتح استوديوهات جديدة كنواة للاستثمار السينمائي والتليفزيوني في دبي‏..‏ ولعل المهرجان أقيم أصلا لهذا الهدف‏,‏ ولا ننسي أن دبي ـ والإمارات ككل ـ تدفع الملايين سنويا لجذب الأفلام‏,‏ فهي سوق مهمة ولديها مئات الصالات السينمائية‏.‏

‏*‏ أما مراكش فهو مهرجان يمثل أهمية خاصة للمغرب‏,‏ فالمغرب الآن أصبحت مركزا مهما لتصوير الأفلام الأمريكية والأوروبية بما تملك من أماكن ساحرة وبما تقدمه من تسهيلات‏,‏ وارتفع حاليا إنتاجها السينمائي فأصبحت الدولة العربية الثانية بعد مصر في كم الإنتاج‏(‏ نحو‏10‏ أفلام‏)‏ والثالثة علي مستوي إفريقيا‏..‏ والدولة تدعم الإنتاج السينمائي بنحو‏50%‏ من كل فيلم‏,‏ بالإضافة إلي أن هناك مشاركة حقيقية في إنتاج الأفلام المغربية من أوروبا وفرنسا تحديدا‏..‏ فالمهرجان ـ وهذه دورته الرابعة ـ إذن له مردود استثماري وثقافي شديد الأهمية لذلك فهو يحظي برعاية من الملك محمد السادس شخصيا‏.‏

‏*‏ وإذا تحدثنا عن مهرجان القاهرة فهو الأقدم‏(‏ الدورة رقم‏28)‏ ومع ذلك فإن عائده الاستثماري مازال محدودا للغاية‏..‏ وليست لديه رؤية لدعم صناعة السينما المتعثرة في مصر‏..‏ برغم أنها صناعة تملك كل مقومات القوة والاستمرار‏..‏ ورعاية المهرجان عندنا تأتي من وزارة الثقافة‏,‏ وميزانيته محدودة ولعل استمراره وكثيرا من قوته ترجع لتاريخ مصر السينمائي كصاحبة صناعة سينمائية مهمة‏,‏ وتملك أهم المبدعين السينمائيين الذين يتحدثون بالعربية‏.‏

إننا أمام ثلاثة مهرجانات مهمة بالتأكيد‏,‏ ولابد أن يحدث تنسيق بينهما‏,‏ والبحث عن صيغ تعاون فالمهرجانات لم تعد مجرد احتفالية‏,‏ ومشاهدة شرائط وكفي‏..‏ بل إنها كصناعة بمعني الكلمة استثمار وتسويق يدعم الفن والإبداع‏..‏ ونحن كعرب سواء في مصر أو المغرب أو الإمارات يمكن أن يكون لنا وجود حقيقي في صالات العرض في الدنيا كلها‏,‏ والظروف كلها متاحة‏..‏ خاصة أن هوليوود وحدها مازالت صاحبة الكلمة العليا في الفن السابع‏.‏

هل نستفيد من اقامة المهرجانات الثلاثة في تحقيق وجود عربي سينمائي حقيقي علي مستوي العالم؟‏..‏ ليتنا نستطيع‏!‏

الأهرام العربي في 24 نوفمبر 2004