كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مهرجان كان: لعبة التخمينات ترتبك أمام واقع سينمائي محيّر

كان (جنوب فرنسا) - إبراهيم العريس

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 

لم يحدث في معظم دورات مهرجان كان السينمائي، أن يحل اليوم الأخير ويبدأ ترقب ما ستعلنه لجنة التحكيم في الحفلة الختامية (مساء اليوم الأحد)، من دون أن يكون ثمة بضعة أفلام تميّزت في المسابقة الرسمية ويتوقع فوزها بإحدى الجوائز القليلة التي يمنحها المهرجان عادة، وصولاً طبعاً إلى «السعفة الذهبية» التي تعتبر عادة أسمى المكافآت السينمائية في العالم.

حتى كتابة هذه السطور، وإذ لم يبق علينا إلّا أن نشاهد فيلماً واحداً أخيراً من أفلام المسابقة هو «أنت لم تكن أبداً هنا» للين رامزي، لا يبدو التكهن أمراً مريحاً لمن يحاوله، إلا في حالات ضئيلة عبّرنا عن إحداها في رسالة الأمس وهي التي تتعلق بأفضل ممثلة حيث بدا متميّزاً حقاً أداء الألمانية ديان كروغر في «نحو التلاشي» والروسية فازيلينا ماكوفتسيفا في «امرأة عذبة». ومهما يكن من أمر، إذا كان علينا هنا أن نطلق العنان لتخميناتنا التي تنبني عادة على جملة من معطيات نحاول أن نقيم شيئاً من التوازن بينها، فإننا سنعتبر كلاً من هذين الفيلمين مرشحاً لواحدة من الجوائز الثماني الأساسية، بدءاً، كما أشرنا، من جائزة أفضل ممثلة. ولكن، هناك أيضاً جائزة أفضل سيناريو التي قد يفوز بها فاتح آكين عن «نحو التلاشي» إن لم يلفت أداء ديان كروغر نظر المحكمين، وعلى رأسهم بيدرو المودوفار المخرج الإسباني الذي عُرف دائما بغرابة أطواره، السينمائية على الأقل، ما يرجّح كفة أن يدفع في اللحظات الأخيرة إلى منصة السعفة عملاً لا يتوقعه أحد. أما بالنسبة إلينا، فإن هذه السعفة يمكن أن تتأرجح بين الفيلم الروسي «دون حب» والفيلم السويدي «المربع»، وفي الحالة الثانية قد يعتبر الفوز «ثأراً» لفيلم «طوني إردمان» الألماني الذي ينتمي في شكل ما إلى عوالم «المربع» نفسها، وشكّل عدم فوزه بأي جائزة، نوعاً من فضيحة صغيرة في العام الفائت.

وفي هذا السياق أيضاً، قد يدافع المودوفار عن فيلم «120 ضربة في الدقيقة»، على الأقل لجائزة لجنة التحكيم الكبرى. وفي مجال جائزة أفضل إخراج، فقد تكون من نصيب صوفيا كوبولا التي يرى البعض أن الوقت قد حان لتفوز في كان، خصوصاً أنها جرؤت هنا، في تحقيق فيلمها المتباري «المخدوعات»، على إعادة إنتاج لفيلم سبق أن حققه دون سيغل، في نوع من تحدٍّ نادر. ولكن، في هذا السياق أيضاً، نوا برومباخ وفيلمه «حكايات نيميروفيتش» الذي قد يعني نيله جائزة الإخراج - أو السيناريو - مكافأة للسينما المستقلة الأميركية...

في المقابل، يتطلع النقاد الفرنسيون إلى عدم الخروج من مولد الجوائز بلا حمّص، وهم إذا كانوا يأملون بما هو «أهمّ» من جائزة التمثيل الرجالي التي قد تذهب إلى فنسان لندون عن دوره في «رودان»، فإن هذه الجائزة ذاتها لن تكون مستحقة، فكيف بما هو أكثر لهذا الفيلم الذي على رغم سوئه يندفع الفرنسيون بقوة نحو تطويبه بجائزة كبرى؟

في التمثيل الرجالي، لن يكون من غير العادل أن تذهب الجائزة إلى الكوري هايهيو كوون عن دوره المميز في فيلم «اليوم التالي» لهونغ سانغسو الذي لن يفاجئنا فوزه بجائزة لجنة التحكيم الخاصة متنافساً في هذا، مثلاً، مع «أوقات طيبة» للنيويوركيين المستقلين الأخوين صفدية.

طبعاً، ليس هذا كله إلا من قبيل التكهنات وربما التفضيلات أو الأمنيات الخاصة. وكالعادة قد لا تتطابق حسابات الحقل مع حسابات البيدر. أما الكلام الفصل فسيكون مساء اليوم حيث، ومن بعد أن نكون شاهدنا فيلم لين رامزي، قد تكون ثمة تعديلات، إذ إن الذين يعرفون شيئاً عن هذا الفيلم يتوقعون له، منذ الآن، أن يكون متميزاً تميّز الأفلام السابقة لهذه المبدعة التي تعرف دائماً كيف تفاجئ.

الحياة اللندنية في

28.05.2017

 
 

أول فيلم سينمائي عن المخرج جون لوك غودار

العرب/ أمير العمري

'المهيبة' فيلم عن زواج وطلاق جون لوك غودار أكثر منه فيلما عن فكره وفنه وشخصيته القلقة الباحثة عن الحقيقة وعن الحق.

كان (فرنسا) - لم يكن فيلم المخرج الفرنسي ميشيل هازانافشيوس الجديد “المهيبة” موفقا، لا في عنوانه ولا في اختيار موضوعه ولا في طريقة معالجته المفتعلة لشخصية سينمائية بمستوى شخصية المخرج السويسري-الفرنسي الكبير جون لوك غودار الذي تجاوز السادسة والثمانين من عمره.

عنوان الفيلم “المهيبة” يشير إلى اسم أول غواصة نووية فرنسية كان يوصف طاقمها بقوة البأس، وهو وصف يبدو أن غودار مع الممثلة آن ويازمسكي التي أصبحت زوجته الثانية بعد آنا كارينا، اتفقا على إطلاقه على علاقتهما العاطفية، بمعنى أنها علاقة قوية لا يمكن أن تنفصم. وبطبيعة الحال من لا يعنيه أمر الغواصة الفرنسية لن يتمكن من استيعاب العنوان الغريب خاصة أن الفيلم يميل للاستخفاف بموضوعه، ويتعامل معه بقصدية مغرضة، ربما يكون دافعها الغيرة الشخصية من شهرة وتأثير غودار، وعجز مخرج الفيلم هازانافشيوس عن تحقيق ولو نسبة ضئيلة مما حققه غودار في عالم السينما من نجاح.

اختار هازانافشيوس (الذي أصبح معروفا بعد فيلم “الفنان”- 2011) فترة محددة من حياة غودار لكي يجعل فيلمه يدور خلالها، هي أكثر فترات حياة المخرج الكبير قلقا وتمردا وتقلبا، وفي الوقت نفسه من أكثر فترات التاريخ الفرنسي الحديث بل والتاريخ الأوروبي اضطرابا، فهي الفترة التي شهدت مظاهرات الاحتجاج العنيفة ضد الحرب في فيتنام، وشهدت ذروة الحرب الباردة، ثورة الشباب الأوروبي ضد القيود السياسية والاجتماعية العتيقة، وظهور السينما الجديدة، اغتيال غيفارا، تصاعد الثورة الثقافية في الصين، غزو قوات حلف وارسو لتشيكوسلوفاكيا ثم انتفاضة العمال والطلاب في فرنسا (مايو 1968) التي كانت تسعى للإطاحة بنظام الجنرال ديغول، وشارك فيها غودار وزملاؤه من مخرجي الموجة الجديدة، ونجحوا حتى في وقف فعاليات مهرجان كان السينمائي.

كان غودار قد حقق شهرة كبيرة في فرنسا وخارجها بأفلامه الأولى: “النفس الأخير” و”المرأة هي المرأة” و”الجندي الصغير” و”احتقار” و”امرأة متزوجة” و”الفافيل” و”بييرو المجنون” و”مؤنث مذكر” وصولا إلى ذروة التمرد في الشكل والمضمون في فيلم “الصينية” عام 1966.

هذا الفيلم تحديدا هو الذي يخصص له فيلمنا هذا مساحة مميزة بل ويحاكي مخرجه أسلوب غودار في استخدامه اللوحات والشعارات والقطع الخشن للقطات والانتقالات غير التقليدية والتناقض بين ما نراه من صور وما يظهر من عناوين فوقها، بل إنه يصل أيضا إلى محاكاة طريقة غودار في وضع ترجمة إنكليزية تتناقض تماما مع المعنى الذي يتردد عبر الحوار الفرنسي (وهو ما فعله غودار فيما بعد بزمن طويل في فيلم “الاشتراكية”). ولكن الأهم على الصعيد الشخصي أن فيلم “الصينية” كان الفيلم الذي منح فيه غودار آن ويازمسكي دور البطولة، وكانت في التاسعة عشرة من عمرها، بينما كان غودار في السابعة والثلاثين، وكانت تقوم بدور طالبة ثورية.

المخرج السويسري تمرد على طبقته وأعلن اعتناق الماوية، لاعنا أفلامه السابقة، قرر بعد 1968 أن يصنع وحدة سينمائية-سياسية مع المثقف اليساري جون بيير غوران

وحدة سينمائية

غودار البورجوازي الذي تمرد على طبقته وأعلن اعتناق الماوية، لاعنا أفلامه السابقة، قرر بعد 1968 أن يصنع وحدة سينمائية-سياسية مع المثقف اليساري جون بيير غوران أطلق عليها “وحدة دزيغا فيرتوف” تيمنا باسم السينمائي السوفييتي الشهير، لكن الفيلم يصور هذا الاختيار في تهكم وسخرية، ولا يتوقف أمام أفكار غودار السياسية وكيف تطورت ولماذا اتخذ هذا المسار بقدر ما يركز على العلاقة العاطفية والزوجية بين غودار وزوجته الشابة، وغيرته الشديدة عليها ورغبته في صبها في قالب ما طبقا لقناعاته الأيديولوجية، واحتجاجه على اشتراكها بالتمثيل في أفلام أخرى يعتبرها ضمن السينما الاستهلاكية (في الفيلم ينشأ نزاع بينهما بعد قبولها العمل في فيلم “بذرة الإنسان” للمخرج الإيطالي ماركو فيريري).

إن أيّ مشاهد محايد لفيلم “المهيبة” لا بد أن يخرج بانطباع أن غودار أحمق وعنصري، نرجسي ومتمرد بدون قضية، كاره للبشر وعاجز عن الحب، منغلق على نفسه، يجري وراء الأوهام والشعارات الفارغة، يدمر علاقاته ويخسر بالآخرين دون مبرر. إنه يتشاجر مع صحافي امتدح أفلامه السابقة التي أصبح يتنكر لها. وعندما يسأله أحدهم متى سيخرج فيلما مثل “النفس الأخير” يشيح بوجهه، كما يستهجن ويسخر من الشرطي الذي يقول له إنه أعجب وزوجته بفيلم “احتقار”.

هازانافشيوس (وهو يهودي ينحدر من أسرة من اليهود الليتوانيين) يتهم غودار بمعاداة اليهود، عندما يصرّح أمام مؤتمر طلابي بأن “اليهود أصبحوا نازيي اليوم” ويظل يتلاعب مرات عدة بالعبارة ويقلبها ويعدّلها على نحو هزلي. وغودار لم يكن يوما معاديا لليهود بل كان نقده لإسرائيل في إطار تعاطفه المعروف مع القضية الفلسطينية، وهو ما يتجاهله الفيلم بل يضعه ضمن سياق استفزازي مما يثير غضب الطلاب ورفضهم وإدانتهم فردانيته وبورجوازيته، وإرغامه في النهاية على مغادرة المنصة وسط صيحات الاستهجان، لكي يصرّح فيما بعد بتعال شديد -حسب الفيلم- بأن ما يعجبه من ثورة الطلاب الثورة وليس الطلاب!

يمكن تصنيف فيلم هازانافشيوس في إطار الكوميديا الهزلية، وهو أسلوب يظلم كثيرا المخرج الكبير ويجرد مواقفه من أيّ عمق فلسفي أو فكري، ويصوّره مراهقا نزقا متقلب المزاج، متمردا دون قضية، غيورا بشكل مرضيّ، عديم الثقة في النفس، تتحطم نظاراته في كل مرة يتعرض لمطاردة الشرطة أثناء اشتراكه في المظاهرات، جبان يفرّ عند قدوم الشرطة، لكنه يتعثر ويسقط على الأرض بسبب يعزوه إلى سوء اختيار حذائه فيذهب ويشتري غيره، لكن قدميه تؤلمانه بسبب ضغط الحذاء الجديد فيقترح على زوجته الشابة وضع كتلة من أوراق الصحف المبتلة داخله حتى يصبح أكثر رقة.

ينجح الفيلم في تصوير مظاهرات انتفاضة 1968 في قلب باريس، من خلال المجاميع التي تبدو كبيرة على الشاشة من المتظاهرين الذين يحتلون الشانزليزيه والساحات الباريسية الشهيرة، ولا شك أن التقنية الرقمية الحديثة لعبت دورا أساسيا في توليد هذه اللقطات المثيرة، كما يصوّر خلاف غودار مع المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي ولكن في شكل يفرغه تماما من محتواه الفكري والسياسي، ويصل إلى تصوير تدهور علاقته بآن ثم انفصالهما، ثم اتجاه غودار إلى “الإخراج الجماعي” حسب الوصايا الماوية، ثم كيف تبدأ شكوكه في اختياراته الأيديولوجية.

تعليق صوتي

يستخدم المخرج حجما قديما للشاشة من أفلام ستينات القن العشرين فتظهر الصورة بنسبة 1 إلى 2 تقريبا، كما يستخدم اللقطات “السلويت” التي يظلّ ينتقل بينها وبين اللقطات “الطبيعية على غرار ما كان يفعله غودار في أفلامه، ويستخدم التعليق الصوتي من جانب طرف محايد ربما يكون مخرج الفيلم نفسه، وهو يروي عن غودار ثم يقدم آن ويازمسكي التي تروي بصوتها عبر مقاطع الفيلم قصة علاقتها بالمخرج الشهير. والحقيقة أن الفيلم في معظمه يمكن اعتباره عن العلاقة بين الاثنين، ولكن ما الفائدة، وما الذي يستخرجه الفيلم منها سوى الكليشيهات الهزلية، وما الذي يضيفه لنا عن عالم غودار!

تنجح ستاسي مارتن في القيام بدور آن ويازمسكي، معبّرة عن شخصية فتاة محبة عاشقة تشارك زوجها أفكاره، ثم كيف تدرك في نهاية الأمر استحالة الاستمرار في العيش معه (عاشت مع غودار 12 عاما). أما لويس غاريل في دور غودار، فلم يكن مقنعا بسبب ميله للكاريكاتورية والمبالغة، كما أنه لا يجمعه بغودار من حيث الملامح -رغم الماكياج- سوى نظارات غودار الشهيرة!

إن “المهيبة” فيلم عن زواج وطلاق جون لوك غودار أكثر منه فيلما عن فكره وفنه وشخصيته القلقة الباحثة عن الحقيقة وعن الحق. لذلك لا نعتقد أنه سيكون له مكان في تاريخ السينما فغودار أكبر كثيرا من هذا الفيلم بل ومن هازانافشيوس طبعا!

ناقد سينمائي من مصر

####

صخب في مهرجان كان بسبب الخنزيرة 'أوكجا'!

العرب/ أمير العمري

الفيلم يتخذ شكل المغامرة المثيرة التي تميز هذا النوع من الأفلام الأميركية، وتبرز في الفيلم بوجه خاص، الأساليب حديثة التقنية.

ما أن بدأ عرض فيلم “أوكجا” للمخرج الكوري بونغ جون هوو، أمام أكثر من ألفي شخص في مسرح لوميير الكبير بمهرجان كان، إلا وبدأ الجمهور في الصراخ والصياح والصفير في شكل احتجاجي لم يحدث من قبل. انفجر صياح الاحتجاج بمجرد ظهور شعار شركة “نيتفليكس” الأميركية منتجة الفيلم الذي صور أصلا للعرض على أجهزة الأيباد والهواتف المحمولة وغير ذلك من البدع الجديدة في عالم التكنولوجيا الرقمية، وليس للعرض على شاشة السينما.

وقد فهم البعض أن الاحتجاج موجه لمشاركة “نيتفليكس” في مسابقة المهرجان الكبير خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس لجنة التحكيم المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار خلال المؤتمر الصحافي قبيل افتتاح المهرجان، مستنكرا أن يتسابق فيلم لن يعرض على الشاشات الكبيرة، مع غيره من الأفلام السينمائية (الطبيعية)، ومضى ألمودوفار أبعد من ذلك حينما أكد أنه ليس من الممكن منح جائزة لفيلم لن يعرض على الشاشة الكبيرة. وكان مهرجان كان قد أعلن على لسان رئيسه أن المهرجان لن يقبل في مسابقته بدءا من العام القادم، أيّ فيلم لا يكون لديه موزع سينمائي للعرض في فرنسا، أي ضرورة أن يعرض في قاعات السينما.

إلى جانب الاحتجاج على “نيتفليكس” كان السبب الرئيسي للضجة التي ثارت مع بدء فيلم “أوكجا” طريقة العرض التي أخفت جزءا من الصورة من أعلى، وبعد مضي نحو 15 دقيقة اضطر المسؤولون إلى وقف العرض لمدة عشرة دقائق حتى تم إصلاح الخطأ التقني، وأصدر المركز الصحافي للمهرجان بيان اعتذار عمّا حدث وانتهى الأمر، لكن ظل التساؤل قائما: لماذا قبل المهرجان العريق فيلما من هذا النوع أصلا في مسابقته؟

يبدو فيلم “أوكجا” وكأنه مصنوع للأطفال، فالفيلم يصوّر كيف تتحايل شركة “أميركية” من أجل إقناع المستهلكين في العالم بأنها تقدم لهم لحوما طبيعية جيدة لم تتدخل فيها الوسائل الحديثة في التهجين والهندسة الوراثية والتلاعب بالجينات وما إلى ذلك، فتلجأ إلى استخدام الوسائل الصناعية الحديثة لإنتاج عدة آلاف من الخنازير العملاقة ترسل منها 26 فقط إلى أماكن متفرقة من العالم لتصبح في رعاية رعاة مختارين.

وجود الفيلم الذي يحمل الكثير من التسلية والإثارة داخل مسابقة كان أمر غريب، فهو ليس من الأفلام التي اعتاد المهرجان عرضها في مسابقته الرئيسية للأفلام الطويلة

وترتبط الخنزيرة العملاقة “أوكجا” الموجودة في كوريا منذ طفولتها بعلاقة صداقة قوية مع فتاة صغيرة تدعى “ميجا”، تعتبرها ملكا خاصا لها بعد أن يتخلى لها عنها جدها، تعاملها بحب ورفق شديدين تماما كما نتعامل مع الحيوانات الأليفة، تصحبها للرعي في الغابات والمناطق الجبلية الخلابة في كوريا.

مديرة الدعاية في الشركة، التي تقوم بدورها الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون، تشرح في المشهد الأول من الفيلم وسط حضور كبير، أمام كاميرات التلفزيون، كيف أن هذه الخنازير العملاقة (السوبر) ستصبح الحل العملي لأزمة الغذاء في العالم. وتقيم الشركة مسابقة لاختيار أكبر خنزيرة لتفوز الخنزيرة أوكجا باللقب، ولكن يتعين أن يأتوا بها من كوريا إلى نيويورك لكي يتم تكريمها ثم ذبحها وتوزيع لحمها. تتدخل جماعة دولية لحماية الحيوانات وتسعى لإفساد الخطة لكنها تقنع صاحبة الخنزيرة (ميغا) بأن تقبل بنقل أوكجا إلى نيويورك ثم فضح ممارسات الشركة أمام الرأي العام واستعادة أوكجا وإعادتها إليها.

يتخذ الفيلم شكل المغامرة المثيرة التي تميز هذا النوع من الأفلام الأميركية، وتبرز في الفيلم بوجه خاص، الأساليب حديثة التقنية سواء في تصميم الخنزيرة التي تتسع لها بالكاد شاحنة ضخمة، ثم تصويرها داخل حظيرة هائلة تضم أعدادا كبيرة من الخنازير العملاقة، ثم تهريبها وما يعقب ذلك من مطاردة مثيرة، تقذف خلالها أوكجا على مطارديها فضلات من مؤخرتها في مشهد مضحك، ثم حسّها المرهف، كما نرى كيف تبكي بين ذراعي صديقتها، وكيف تتفاعل مع البشر، وكلها تفاصيل ستعجب جمهور الأطفال، سبقت تجربتها من قبل في أفلام كنغ كونغ الشهيرة.

وجود الفيلم الذي يحمل الكثير من التسلية والإثارة داخل مسابقة كان أمر غريب، فهو ليس من الأفلام التي اعتاد المهرجان عرضها في مسابقته الرئيسية للأفلام الطويلة، كما أن الاستخدام المكثف للوسائل التقنية الحديثة في الصورة غرضه الأساسي استعراض العضلات وتوليد أكبر قدر من التشويق والإثارة على طريقة الفيلم الأميركي الشائع، كما أن أداء جاك غلينهال في دور مهرج تلفزيوني يعمل لحساب الدعاية في الشركة يضحك الجمهور عن طريق شقلباته وحركاته المبالغ فيها، لم يكن موفّقا بل ظل ثقيل الوطأة. والنتيجة أننا أمام فيلم من تلك الأفلام التي ربما يشاهده كثيرون، دون أن يبقى في الذاكرة طويلا.

العرب اللندنية في

28.05.2017

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان (10):

خلطة من الأفلام ذات المصادر الأدبية وتساؤل حول من سيكون الرابح الأكبر

كان - محمد رُضـا

يسدل مهرجان "كان" هذا المساء الستارة على دورة وصفها عديدون بأنها، في أفضل الأحوال وبكثير من اللطف، إشكالية.

دورة عرض فيها نسبة أعلى من الأفلام المتسابقة غير المميّـزة. ودورة واجه فيها جمهور المنتقدين لقيامه بإدخال أفلام من شركتي «نتفلكس» و«أمازون» غير المصنفتين كمؤسستين سينمائيّـتين، وبل قام باختيار أعمال تلفزيونية لتقديمها، ولو خارج المسابقة.

مع عرض آخر أفلام المسابقة يوم أمس (السبت) فإن المهرجان، الذي ما زال لديه فيلماً واحداً خارج المسابقة لكي يعرضه بعد توزيع الجوائز هذا المساء (فيلم تشويقي جديد للمخرج رومان بولانسكي)، أظهر أنه لم يكن جاهزاً بأفلام متميّـزة كثيرة، ناهيك أن تكون متميّـزة لدورة أريد لها أن تحتفي بمرور 70 سنة على إقامته.

مدير المهرجان، تييري فريمو، أوحى بأن الأفلام التي أرادها، ومن بينها «دنكيرك» للأميركي كريستوفر نولان و«أنيت» للاوس كاراكس و«فكتوريا وعبدل» لستيفن فريرز، لم تكن كلها متوفرة وقتما حان موعد إغلاق الإنتساب. وربما يؤكد ذلك أن فيلم لين رامزي الذي هو آخر أفلام المسابقة المعروضة بدا كما لو أنه لم يسعه الوقت الكافي حتى لإضافة أسماء العاملين به في النهاية.

استيحاءات هيتشكوكية

الفيلم هو «أنت لم تكن هنا حقاً» وهو مأخوذ عن رواية قصيرة للكاتب جوناثان آمس أرادت المخرجة رامزي نقلها بإيقاعها وجوانبها الحادة. هي غير مكتوبة كسرد كلاسيكي وفيها أحداث تختلط بأحداث وأخرى تقفز فوقها، وهكذا الفيلم مع إضافة أن العديد من مشاهد الإستعادة (فلاشباك) تظهر في غير موضعها كما لو أن المخرجة كانت فعلاً بحاجة لمزيد من الوقت للقيام بتوليف الفيلم على نحو أجدى.

إنها حكاية قاتل مأجور أسمه جو (يواكين فينكس) يعيش اليوم بأوجاع الأمس الدفينة. شخصية مرتبكة وحادة يطلب منها البحث عن فتاة في الرابعة عشر من عمرها تم خطفها من قِـبل عصابة تتاجر بالفتيات الصغيرات في عالم موحش يسوده الفساد بين النافذين وأصحاب الثراء. الفكرة بحد ذاتها مقبولة وإن لم تكن منفردة وهناك ما يذكرنا بأن مهمّـة روبرت دينيرو في «تاكسي درايفر» سنة 1976  لم تكن مختلفة بإستثناء أنه لم يكن قاتلاً مأجوراً بل سائق تاكسي يغشوه الضباب دافعاً به لمحاولة تصفية أشرار مشابهين.

جو لديه أسباباً أهم من أسباب شخصية دينيرو في ذلك الفيلم وبعضها لا يعود فقط إلى ماضيه البعيد حين كان لا يزال ولداً صغيراً. فهو شارك في المجهود الحربي الأميركي كمجند والتحق بالمخابرات المركزية بعد ذلك وفي الحالتين قتل ما يكفي لكي يزيده ذلك اضطراباً. هناك مشاهد منجزة بتفاصيل بصرية رائعة لكنها لا تمنح العمل إلا حسنة واحدة في هذا السياق وهو الذي كان يحتاج إلى قدر من التأني وبعض الإيضاح الممنهج جيداً.

الفيلم الذي سبقه، وذاك الذي سيختتم الدورة هذه الليلة كلاهما تشويقي أيضاً.

الفيلم السابق هو «عشق مزدوج» للفرنسي فرنسوا أوزون المقتبس من رواية أيضاً هي «حياة توأم: عشق مزدوج» للكاتبة الأميركية جويس كارول أوتس صاحبة أكثر من 40 رواية منذ مطلع الثمانينات وإلى اليوم. الماضي يلعب هنا دوراً مهماً فالفيلم حول طبيب نفسي أسمه بول (جيرومي رنيير) الذي يعالج إمرأة شابة (مارين فات) لجأت إليه لأنها باتت تعتقد أن أوجاع معدتها ناتجة عن حالة نفسية وليس بدنية (كما أكد كذلك الأطباء). كليو تجذبه وسريعاً ما يبدآن علاقة قبل أن تعلم بأن للطبيب شقيق توأم ولو أن ماضيه (أو ماضيهما إذا أحببت) يبقى خارج قدرتها على الإلمام.

لويس (شقيق بول) هو أيضاً طبيب نفسي وهي تعرض مشكلتها الصحية عليه وتجد أن حلوله ليست متطابقة مع تلك التي وفرها بول. والأمور تتعقد من هنا وصاعداً وتتسع لمزيد من المتاهات التي يعالجها أوزون جيداً لكنه يستعير من هيتشكوك ودي بالما (من الأخير مبدأ المرايا الرامز لتعدد الشخصيات) ولو أنه يفتقد قدرتهما على إبقاء التشويق خالياً من عيوب الرغبات الشخصية التي لديه.

عودة بولانسكي

أفضل منه فيلم رومان بولانسكي الذي يأتي ليختتم الدورة السبعين والمرء يتمنى لو كان اختير للإفتتاح فلربما منح الحضور طمأنينة لم يستطيع «أشباح إسماعيل» المتوعك توفيرها.

بولانسكي في «قصة من الواقع » مبني أيضاً على مزيج من سينما هيتشكوك وسينما دي بالما. موسيقى ألكسندر دسبلات ليست بعيدة الشبه بموسيقى برنارد هرمان لفيلم ألفرد هيتشكوك «فرتيغو» (1958) وحياكة قصّـة تتناغم ومعطيات علاقة صراع بين إمرأتين وتقترب ثم تنزوي بعيداً عن المثلية الجنسية تشبه تلك التي أقدم عليها الأميركي دي بالما في فيلمه الفرنسي (انتجه طاق بن عمّار) «شهوة» (2012) ولا حتى فيلم ألان كورنيو «جريمة حب» (2012). وهو أيضاً مقتبس عن رواية أدبية وضعتها دلفين دي فيغان قبل بضع سنوات.

يفتح الفيلم على كاتبة ناجحة أسمها (أيضاً) دلفين (إيفا غرين) وهي توقع كتابها الأخير في حفل أدبي. هناك تتعرف على إمرأة تتقدم منها في نهاية صف طالبي التوقيعات أسمها «هي» Elle، كما تقدم نفسها.

إل (إيمانويل سينجر) تعمل ككاتبة في الظل وتمنح دلفين أسباباً سريعة للتواصل معها. "أستطيع مساعدتك على كتابة روايتك المقبلة"، تقول لها. لكن إل لا ترغب في المساعدة بقدر ما ترغب في التسلط على حياة دلفين وإدارتها كما ترغب. في مكان ما من منتصف الفيلم، وبعد أن انتقلت إل لتعيش في البيت ذاته الذي تعيش فيه دلفين، تدرك الأخيرة أنها أصبحت في خطر السقوط في حفرة المرأة الأخرى وهي تسقط فعلاً إنما على سلم منزلها الباريسي ما يصيبها بكسر في الساق. هنا لم يعد هناك إمكانية عدم اتكالها على إل خصوصاً وأن صديقها (فنسنت بيريز) غائب في رحلة إلى الولايات المتحدة.

سيبقي الفيلم مشاهديه مستمتعين معظم الوقت. فيه بعض التشويق وفيه بعض الحيل وبعض التاريخ الغامض للشخصيات، لكن النظرة الأعمق تكشف عن سيناريو مرتب ليقود مشاهده من وضع لآخر بفعل الصدف والإختيارات المنتقاة من المفارقات على الرغم من إحتمالات أخرى يتم إلغاؤها.

أذا ما كان مدير المهرجان تييري فريمو يعتقد أن المهرجان المنسدل أدّى دورة ناجحة فإن المنتج والموزع الفرنسي تييري لانوفل يكشف في حديث بيننا أن المسألة انتقلت بالفعل من مهرجان يقصد دعم السينما عموماً إلى مهرجان صناعي يكثّـف وجود السينما الفرنسية:

"ليس كل السينما. هل شاهدت فيلماً فرنسياً فنياً أو مستقلاً هنا في السنوات الخمس الأخيرة مثلاً؟ غير ممكن".

موضوع متواصل

إلى ذلك يشير إلى أن ما تم عرضه من أفلام فرنسية لم ينل معظمها تقدير غالبية النقاد هو أفضل ما تقدّمت به شركات التوزيع: "هل شاهدت أفلاماً من باتيه وغومون مثلاً؟" وعند الإجابة بالنفي أضاف: "لأنها لا تملك أفلاماً جديرة بالتقديم حتى ضمن هذا الحيز المحدود من الفن".

السوق، حسب رصد المجلات الأميركية والفرنسية المتخصصة بالصناعة والإنتاج، مثل «ذا هوليوود ريبورتر» و«فيلم فرنسيس» و«فاراياتي»، كان ضعيفاً. الصفقات إما عقدت قبل الحضور إليه أو إنها لم تكن بالمبالغ العالية التي كانت سائدة حتى ثماني سنوات مضت.

وخلال الساعات الأخيرة من المهرجان طفت إلى السطح مجدداً عقدة «نتفلكس» التي عرضت فيلمين من إنتاجها هما «حكايات مايروفيتز» و«أوكيا» بنجاح نقدي محدود. ما أعاد القضية إلى الظهور بيان من «إتحاد السينمات الأوروبي» (UNIC) يمثل 36 سوقاً أوروبية، شدد على أن كل الأفلام عليها أن تكون صالحة للعرض في صالات السينما.

هذا الإتحاد القوي من شأنه أن يحبط أي مسعى لنتفلكس أو لمنافستها أمازون في عرض أفلامها في أي مهرجان أوروبي، وربما آسيوي إذا ما أصدر إتحاد مشابه مثل هذا المشروع.

وهذا ما يعارضه المخرج رومان بولانسكي الذي صرّح تعليقاً على البيان وعلى التجاذبات التي سادت المهرجان منذ إعلانه اشتراك هذين الفيلمين في المسابقة بأن لا خطر على السينما من وجود العرض المنزلي المباشر. قال:

"الناس لا تذهب إلى صالات السينما بسبب تقنيات الصوت الأفضل ولا بسبب المقاعد الأكثر راحة فقط، بل لأنها تريد أن تشاهد الأفلام معاً".  ثم أضاف: "الجمهور يحب مشاهدة الأفلام على نحو جمعي. إنها تجربة متأصلة تختلف كثيراً عن تجربة مشاهدة الأفلام في المنزل وحيداً".

وبينما ترفض هذه المسألة أن تُـطوى قبل أن يسدل «كان» ستار النهاية فإن الحديث الجامع والأهم هو من الذي سيفوز بالجائزة في هذه الدورة؟

هناك عدة حقائق قد تضعنا أمام الأفلام الأعلى احتمالاً بالفوز أهمها أن المميّـز فعلاً محدود وقليل. معظم الأفلام المشتركة في هذه الدورة ذات عجينة متشابهة من المواد البصرية والفنية ما يجعلها متشابهة في مستوياتها الإبداعية.

صوب النتائج

كما تقدّم هناك الفيلم الروسي «بلا حب» الذي نال التقدير الأعلى بين النقاد في هذه الدورة. إنه جديد مخرج يوفر لمشاهديه الأسلوب والعين الناقدة أسمه أندريه زفينتسيف وفيلمه الجديد، وإن ليس الأفضل بين أعماله السابقة، ما زال يحمل هاتين المتعتين في الشكل والمضمون.

وكان يمكن له أن يبقى في سدّة الترجيحات وحيداً لولا فيلم آخر حمل قوّة شبه مساوية عنوانه «مخلوق رقيق» لمخرجه الليتواني سيرغي لوزنيتسا. إنه فيلم يدور بكامله حول إمرأة تعيش في بلدة روسية (فاسيلينا ماكوفتسيفا) استلمت طرداً كانت أرسلته لزوجها السجين. لا تعرف لماذا أعيد إليها ولم يوفر لها أحد أي تفسير فتقرر أن تقطع المسافة الطويلة بين قريتها وبين السجن الكامن في مقاطعة روسية بعيدة لعلها تحظى بالجواب. حال وصولها تجد نفسها ممنوعة حتى من الدخول من بوابة السجن الخارجية. ستسعى وستصد أكثر من مرّة وستقضي ليلتها الأولى في بيئة من السكارى والثانية ما بين الشارع وغرف إنتظار، هذا قبل أن يلتوي الفيلم 90 درجة جانبية ليدخل في عالم من الفانتازيا في فصل طويل وغير متصل فعلياً بما سبق يمكن لصقه بأي فيلم آخر ليؤدي ذات الهدف غير المحدد.

روسيا في هذا الفيلم بلد من العاهرات والسكارى والفساد الإجتماعي. لكن المشكلة هنا هي أنه بوجود استثناء واحد عن هذه القاعدة (هو الزوجة المصرّة) فإن هذا الموقف يقتنص نفسه. يقلل من قيمة النقد لعدم امتثاله للواقعية ولخلوه من عنصر آخر (ولو واحد) يقدّم تنويعة ما.

أسلوبياً، يحمل ذات ما حرص المخرج عليه في أفلامه التسجيلية والروائية معاً وهو توظيف كل مشهد يحمل أكثر من شخص واحد فيه، للإستماع إلى حكايات متبادلة بين الشخصيات حتى وإن لم تكن متصلة بالأحداث. مشهد مثل إنتقال بطلة الفيلم في مقطورة مزدحمة بينما تتناهى إلى مسامعنا ما يتبادله باقي الركاب من حوار كما لو أن مهمّـة الفيلم سرد الحكاية الأساسية وكل حكاية أو موقف ممكن، سرعان ما يخضع الفيلم لرتابة غير مقبولة.

على ذلك قد يفوز هذا الفيلم بجائزة ما. كذلك فيلم تود هاينس «ووندرستراك» لكونه يلتقي في صميمه مع ما يتعامل وإياه رئيس لجنة التحكيم المخرج الأسباني بدرو ألمادوفار من قضايا في أفلامه: الماضي العابق بمشاكل نفسية وعاطفية تؤدي إلى حاضر من اللون نفسه.

في المقابل، فإن ما يخرج من الإعتبارات المبدأية هو أكثر مما يدخلها وفي هذا الصدد فإن الرأي المنتشر هنا أن فيلمي  صوفيا كوبولا «المنخدعات» وميشيل هنيكه  («نهاية سعيدة») لا يستحقان الفوز ما يرفع من احتمال فوز «ووندرستراك» أيضاً أو فيلم التركي- الألماني فاتح أكين «في الإختفاء».

وبما أن المهرجان فرنسي ومعظم أفلامه مبللة بتمويل فرنسي (حتى لو تحدثت بلغة أخرى) فمن غير المستعجب خروج أحدها بجائزة ولو في مدار جوائز لجنة التحكيم.

الشرق الأوسط في

28.05.2017

 
 

خمسة أفلام مرشحة للتتويج الليلة في كان

رسالة كان‏:‏ أسامة عبد الفتاح

تختتم مساء اليوم الأحد الدورة الاحتفالية السبعون من مهرجان كان السينمائي الدولي بتوزيع الجوائز‏,‏ وعلي رأسها السعفة الذهبية المرموقة والمتنافس عليها من قبل‏19‏ مخرجا في المسابقة الدولية الرسمية‏.‏

وقد بدأ أمس بالفعل توزيع جوائز الدورة, حيث فاز فيلم ليرد, للمخرج الإيراني محمد رسولوف, بالجائزة الأولي لمسابقة نظرة ما, التي رأست لجنة تحكيمها النجمة أوما ثورمان, وشارك في عضويتها المخرج محمد دياب من مصر. وذهبت جائزة لجنة التحكيم إلي فيلم بنت أبريل, للمخرج ميشيل فرانكو, والإخراج لتيلور شريدان عن فيلم ريح النهر, والأداء لجاسمين ترينكا عن فورتوناتا, وجائزة شاعرية السينما الخاصة لفيلم بربارا, إخراج ماتيو أمالريك.

كما أعلنت جوائز لجنة تحكيم النقاد( الفيبريسي), والذين اختاروا فيلم120 ضربة في الدقيقة, للمخرج الفرنسي روبان كامبيو, من المسابقة الرسمية, وفيلم اقتراب, للمخرج الروسي كانتيمير بالاجوف, من مسابقة نظرة ما, وفيلم مصنع اللاشيء, للمخرج البرتغالي بدرو بينيو, من القسمين الموازيين أسبوع النقاد ونصف شهر المخرجين, علما بأنه كان يشترط- في هذه الجائزة الأخيرة- أن يكون الفيلم عملا أولا أو ثانيا.

وكانت جوائز مسابقة سيني فونداسيون والأفلام القصيرة, والتي رأس لجنة تحكيمها المخرج الروماني الكبير كريستيان مونجيو, قد أعلنت أمس الأول, حيث فاز الفيلم البلجيكي بول موجود هنا, للمخرجة فالنتينا موريل, بالجائزة الأولي, والفيلم الإيراني حيوان, للمخرجين الشقيقين بهرام وبهمان آرك, بالثانية, وذهبت الثالثة إلي الفيلم الفرنسي موت تائهين, إخراج توماسو أوسبرتي.

أما جوائز الليلة الكبيرة التي ستعلن اليوم, فأرشح لها عددا قليلا من الأفلام لأن معظم الأعمال التي شاركت في المسابقة تأرجحت بين البناء التجاري النمطي, والأفكار المكررة التي قتلت بحثا, والإنتاج الأوروبي التقليدي الذي يعاني من الترهل والتطويل.. ولا يزيد عدد الأفلام التي تستحق الجوائز- وهي السعفة الذهبية والجائزة الكبري وجائزة لجنة التحكيم وجوائز الإخراج والسيناريو والتمثيل رجال ونساء- عن خمسة أو ستة, ومنها بلا حب, للمخرج الروسي أندريه زفياجنتسيف, صانع وحش البحر( ليفياثان), الفيلم الجميل الذي ترشح للأوسكار وفاز بالكرة الذهبية قبل عامين, وإن كان فيلمه الجديد أقل تماسكا وقوة.

وهناك الفيلم المفاجأة120 ضربة في الدقيقة, للمخرج الفرنسي- المولود في المغرب- روبان كامبيو, الذي فاز بجائزة النقاد أمس, والذي ينتمي للسينما التي لا يحبها البعض لكنها كاشفة ومؤثرة ومهمة, السينما الخشنة التي لا تهتم بالجماليات والبصريات قدر اهتمامها بالموضوع.. والفيلم, الذي يقترب من كونه وثائقيا, يعود إلي أوائل تسعينات القرن الماضي, حين كان وباء الإيدز منتشرا ومتوحشا, وكان قد حصد- علي مدي عشر سنوات- مئات الأرواح حول العالم. ويركز كامبيو علي جماعة أكت أب- باريس النشطة جدا ضد الإيدز وضد حالة اللامبالاة التي كان يتعامل بها جميع المسئولين وجميع الجهات المختصة مع الوباء.

كما أن هناك اكتشافا آخر لفيلم مفاجئ آخر وبديع هو المربع, للمخرج السويدي روبين أوستلوند, والذي يتتبع- بخفة ظل ورشاقة شديدة- حياة وأزمات مدير شاب لمتحف للفن الحديث, ويعتمد- مثل معروضات المتحف- علي أسلوب حداثي تماما ومختلف في السرد يتميز باللمسات الكوميدية الذكية, ويبدو متشظيا في ظاهره لكنه في الحقيقة متماسك للغاية, وتمثل قطع الموزاييك التي يتكون منها عملا فنيا جميلا وموحيا.

وهناك فيلم التلاشي, للمخرج الألماني/ التركي الكبير فاتح أكين, الذي كان قد افتتح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي منذ سنوات قليلة بفيلمه القطع, والذي يقدم هنا إدانة للنازيين الجدد في ألمانيا, مؤكدا- بصورة غير مباشرة- أن الإرهاب لا يرتبط بالضرورة بالإسلام, كما يدين العدالة العرجاء التي تجعل الإرهابيين يفرون بجريمتهم, وتجبر البطلة, التي فقدت زوجها وابنها, علي اللجوء للحل الفردي, وأرشح ديان كروجر, التي قامت بالدور, لجائزة أفضل ممثلة, كما أرشح فازيلينا ماكوفتسيفا عن فيلم امرأة رقيقة, للمخرج الأوكراني سيرجي لوزنيتسا, إلا لو رأت اللجنة مجاملة النجمة نيكول كيدمان لاشتراكها بفيلمين في المسابقة.

أما جائزة أحسن ممثل, فأرشح لها لوي جاريل عن فيلم الرهيب, الذي يدور حول حياة أسطورة السينما العالمية جان لوك جودار, ويحمل توقيع المخرج الفرنسي الكبير ميشيل أزانافيسيوس, الذي أبهر العالم واكتسح جوائز الأوسكار قبل سنوات قليلة بفيلمه الأبيض والأسود والصامت أيضا الفنان, وإن كان فيلمه الجديد لم يعجب الكثيرين.

وقد تمنح لجنة التحكيم جائزة التمثيل رجال بصورة جماعية لأبطال120 ضربة في الدقيقة لأدائهم الرائع الذي يجعل الفيلم يبدو وكأنه وثائقي لفرط صدقهم, أو تجامل كولين فاريل, رفيق نيكول كيدمان في فيلميها!

الأهرام المسائي في

28.05.2017

 
 

مهرجان كانّ يسلم جوائزه...

لجنة التحكيم مجتمعة في فيلا في مكان سري

المصدر: أ ف ب

يلتقي بيدرو المودوفار وزملاؤه في لجنة تحكيم #مهرجان_كانّ السينمائي منذ الساعة 9,00 صباح اليوم (07,000 ت غ) في فيلا على مرتفعات المدينة الساحلية الفرنسية أبقي موقعها طي الكتمان، وقد حُرموا من هواتفهم النقالة، تفاديا لأي تسريبات.

ولن يظهر الأعضاء الـ9 في اللجنة مجددا إلا خلال احتفال الاختتام الذي ينطلق عند 7,15 مساء (17,15 ت غ). ويتعين عليهم الاتفاق على أسماء الفائزين من خلال منح 7 جوائز إلزاميا هي "السعفة الذهبية" و"الجائزة الكبرى" وجوائز "أفضل إخراج" و"أفضل سيناريو" و"أفضل أداء" لممثلة ولممثل، و"جائزة اللجنة"، وفقا للنظام الداخلي للمهرجان.  

ولا يمكن أن تتضمن قائمة الفائزين سوى جائزة واحدة تمنح مناصفة، غير أن هذا التدبير لا يسري على السعفة الذهبية. كذلك، لا يمكن الفيلم نفسه أن يحصل سوى على جائزة واحدة ضمن هذه القائمة. ومع ذلك، يمكن جمع جائزة "أفضل سيناريو" و"جائزة اللجنة" بأخرى عن "أفضل اداء"، لكن فقط بموافقة رئيس المهرجان الفرنسي بيار ليسكور الذي يشارك في المداولات مع المندوب العام تييري فريمو، من دون أن يكون لأي من هذين الأخيرين الحق في التصويت.  

وكما في كل سنة، ثمة تكهنات كثيرة عن هوية الفائزين: وقد أعاد خلط الأوراق في السباق للفوز بـالسعفة الذهبية" فيلم "يو وير نيفير ريلي هير" للبريطانية لين رامسي الذي عرض في اليوم الاخير من المسابقة، ليدخل في المنافسة مع الفيلمين الروسي "في غياب الحب"، والفرنسي "120 باتمان بار مينوت" اللذين كانا الأوفر حظا.  

ويقول الرئيس السابق للمهرجان جيل جاكوب الذي شارك في المداولات لاختيار الفائزين في نحو 40 دورة سابقة: "قائمة سيئة بالفائزين تكون في كثير من الأحيان نتيجة لتسويات. أما القائمة الجيدة، فهي نتيجة لآراء نقاد دوليين يكونون عادة من أصحاب الكفاءات، على سبيل المثال عندما تكون الأفلام الأربعة أو الخمسة الأهم موجودة في قائمة الفائزين. إذا لم تكن الحال كذلك، فيبقى هذا الوضع نقطة سلبية بالنسبة الى المهرجان".   

ويضيف: "أجواء المداولات حول الطاولة لا تكون دائما متشابهة، إذ انها تتغير تبعا لشخصيات أعضاء اللجنة. في نهاية المهرجان، يكون الأعضاء منهكين. فإضافة الى المنافسة، يشاهدون أفلاما أخرى، ويريدون لقاء أشخاص كثيرين. لكن في يوم إعلان الفائزين، يكونون شديدي التركيز ومدركين لأهمية التحديات" التي يواجهونها.  

ويشير إلى أن "كل عضو في اللجنة له في كثير من الأحيان مرشحه المفضل الذي يدافع عنه بديبلوماسية أو شراسة، لكن دائما مع مبررات جاهزة. التوتر يكون عموما ملموسا. يكمن الدور الفني للرئيس في تهدئة الأجواء".  

ويقول مازحا: "أعضاء اللجنة لهم الحق في أخذ استراحة مع تناول مشروبات باردة ووجبات خفيفة. لكنهم لا يتناولون طعام الغداء إلا عند الانتهاء من إعداد قائمة الفائزين. بهذه الطريقة نضبطهم".   

تقليديا، يُستخدم دلو للمشروبات كوعاء يضع فيه كل عضو في اللجنة ورقة مطوية. "وفي حضور رئيس المهرجان، يراقب المندوب العام العملية، بينما يسجل أحد الأمناء مجريات التصويت بكاملها تفاديا لأي اعتراض"، وفقا لجاكوب الذي يلفت إلى أن "المداولات قد تطول، فيما التصويت برفع الأيدي أمر نادر".  

خلال الدورة الـ50 للمهرجان العام 1997، كانت المداولات حادة مع مشادات كلامية فعلية بين الممثلة الفرنسية ايزابيل ادجاني التي كانت تترأس اللجنة حينها، والمخرج البريطاني مايك لاي، وفقا لجاكوب. وحُسم الجدل يومذاك بمنح جائزة "السعفة الذهبية" مناصفة فيلمي "لانغي" لشوهي اينامورا و"طعم الكرز" للايراني عباس كياروستامي.  

وبات نظام مهرجان كانّ السينمائي يمنع منح أكثر من عمل هذه الجائزة مناصفة. ويوضح جاكوب: "حالما يتم الاتفاق على قائمة الفائزين، نتصل بالسينمائيين لإبلاغهم بأهمية حضورهم الاحتفال الختامي"، ويقول: "لا نبلغهم البتة بالجائزة التي نالوها للابقاء على عنصر المفاجأة على المسرح".  

النهار اللبنانية في

28.05.2017

 
 

اليوم.. ختام فعاليات الدورة السبعين من مهرجان كان

كتبت - بوسي عبدالجواد:

تختتم، اليوم الأحد، فعاليات الدورة السبعين من مهرجان كان السينمائي الدولي، واحد من أهم المهرجانات السينمائية فى العالم، الذي أقيم هذا العام في مدينة كان الفرنسية، والإعلان عن أسماء الأعمال التي تتنافس على "السعفة الذهبية"، وهي أرفع جائزة في المهرجان.

تضم قائمة الأفلام المنافسة على السعفة الذهبية BPM Beats Per Minute للمخرج روبن كامبيلو، وفيلم The Beguiled للمخرجة صوفيا كوبولا، وفيلم The Day After للمخرج هونج سانج سو، وفيلم A Gentle Creature للمخرج سيرجى لوزنتسا، وفيلم Good Time للمخرجين جوش وبينى سافدى، وينافس المخرج مايكل هاينيكى بفيلمه Happy End على جائزة السعفة الذهبية، والمخرج فاتح أكين بفيلمه In the Fade، في حين ينافس المخرج كورنيل ميندريكزو بفيلمه Jupiter’s Moon، بينما ينافس المخرج يورجوس لانثيموس بفيلم The Killing of a Sacred Deer، وينافس أيضًا فيلم Redoubtable للمخرج ميشيل هازنافيسيوس، وفيلم "Loveless"، وفيلم  The Meyerowitz Stories للمخرج نواه بومبش، وفيلم Okja، وفيلم Radiance للمخرجة نعومى كأواسى.

تضم القائمة أيضًا أفلامًا مثل Wonderstruck للمخرج تود هينز، وفيلم You Were Never Really Here للمخرجة لين رامزى، وThe Double Lover وThe Square، وRodin.

يُشار إلى أن الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالى ظهرت على الملصق الدعائي الخاص بمهرجان كان هذا العام.

الوفد المصرية في

28.05.2017

 
 

بالفيديو والصور.. كيف ودعت ديان كروجر مدينة"كان" بعد تسلمها "أفضل ممثلة"

كتبت : رانيا علوى

بعد تسلمها جائزة أفضل ممثلة لهذا العام عن دورها في فيلم " The Fade "، وذلك ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 700 ، ودعت النجمة العالمية ديان كروجر مدينة كان الفرنسية على طريقتها الخاصة .

ونشرت ديان كروجر علي صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي الشهير " إنستجرام " مقطع فيديو قصير وهي في الطائرة بينما كانت تصور احدي السفن ، وعلقت جروجر أنها لن تنسي زيارتها لكان هذه المرة .

كما نشرت النجمة البالغة من العمر 40 عام عده صور التقطتهم كروجر و هي تحمل جائزتها ، فظهرت بأحدي الصور وكأنها تندهش من نيل الجائزة .

اليوم السابع المصرية في

29.05.2017

 
 

(كان) آخر لقطة و(رمضان) أول قطفة

طارق الشناوي

أعلنت مساء أمس الأول جائزة قسم (نظرة ما) فى مهرجان (كان) السينمائى، حيث فاز الفيلم الإيرانى (رجل النزاهة) للمخرج محمد رسولوف بالجائزة الكبرى، وكان رسولوف قبل خمس سنوات، وفى نفس القسم، قد حصل على جائزة الإخراج عن فيلمه (وداعا)، بينما خرجت السينما العربية هذه المرة وهى تحمل فقط لقب التمثيل المشرف بفيلم المخرجة التونسية كوثر بن هنية (على كف عفريت) الذى اقترب من دائرة الترشح، بينما الفيلم العربى الثانى (طبيعة الحال) للمخرج الجزائرى كريم الموسوى استبعد من البداية.

رسولوف أحد المخرجين المغضوب عليهم فى إيران وأفلامه، وآخرها الفيلم الفائز، لا تعرض فى إيران بحجة أنه يسىء للدولة بنشر الفساد خارج الحدود، وكان قد صدر بحقه أحكام بالسجن وأخرى تبعده أيضا عن ممارسة المهنة، ولكن سقطت مؤخرا الأحكام وفيلمه حصل على موافقة الرقابة بالتصوير، وإن كانت قد اشترطت عليه ألا يقدم فيلما قاتما على حد وصفها، إلا أنه حرص فى فيلمه على فضح الفساد من خلال شاب بسيط يسعى لكسب رزقه بكل الطرق، ومنها تربية الأسماك، ويكتشف أن هناك من يتآمر عليه لموت الأسماك، وعندما يذهب إلى طهران لا يجد من يسمعه ويتأكد من اختراق القانون فى كل مناحى الحياة. أفلام رسولوف مثل جعفر بناهى وأصغر فرهدى تحصل على جوائز ولكنها غير مسموح بعرضها فى البلاد لأن الرقابة تمنع تداولها، ولكن كل عشاق السينما فى إيران، وهم كثر، شاهدوا تلك الأفلام التى يتم تداولها عبر (السى دى) ولا تملك الدولة القدرة على ملاحقة الملايين، ولكنها فقط تمنع بما تملك من قوة القانون العرض الجماهيرى.

السينما الإيرانية تقدم نموذجا لقيود تضعها الدولة، إلا أنها أسفرت عن فن يمس القلوب ويقتنص الجوائز العالمية، فهى منذ الثورة الإيرانية عام 79، وهى تعتبر السينما عدوا لها حتى لو سمحت فى السنوات الأخيرة بهامش من الحرية فإن النظرة المتزمتة لها سطوتها.

لا تزال الأنظار فى (كان) ومن المنتظر حصول الفيلم الفرنسى (120 ضربة) على جائزة السعفة، فى تلك الدورة الاستثنائية التى لم تكن بأى حال مشبعة فنية، وصل مهرجان (كان) للقطة الأخيرة، ولم يبق أمامنا سوى لقاء لتحليل جوائز المسابقة الرئيسية غدا، بينما ماراثون رمضان فى التليفزيون بدأ قطفته الأولى.

قضيت أمس يومى فى ملاحقة هذا السيل المنهمر من الدراما، الملاحظة العامة أن الرقابة أرادت أن تريح وتستريح فقررت إعمال قانون التصنيف العمرى فوق 12 أو 16، وأرى به إسرافا، ولكن أمام مجتمع يريد من الدولة أن تتولى هى كل شىء بالنيابة عنه، ولديه قناعة تم تصديرها تؤكد أن العيب ليس فى المجتمع ولكن الدراما هى الفاسدة وهى المسؤولة عما وصلنا إليه، أرى فى تفشى الاتجاه إلى إشهار سلاح التصنيف العمرى فرصة لكى نتدرب كشعب ونعلم أبناءنا أن المشاهد مسؤول عما يراه وفى ظل سطوة الفضائيات يجب أن نملك القدرة على الاختيار، التصنيف العمرى هو ما تملكه الدولة، فلقد سقط تماما سلاح المنع، وإن كانت الرؤية الموضوعية تفرض علينا الإشارة إلى أن جهاز الرقابة بتكوينه الحالى غير مؤهل لتنفيذ قانون التصنيف العمرى لأنه يحتاج إلى أساتذة فى علم الاجتماع وعلوم النفس، بينما نظرة الرقابة فى مثل هذه الأمور لا تتجاوز الممنوعات المباشرة (جنس أو عنف) وأخذا بالأحوط تضعه فوق 16.

بين المسلسلات عندما يصبح الرهان على الأكثر ترقبا يجب أن نتوقف عند عادل إمام، الذى لا يزال يملك ولا شك قوة جذب لا يمكن تجاهلها، نعم البداية فى (عفاريت عدلى علام) أرشيفية تماما، عادل على السرير وبجواره زوجته التى أدت دورها هالة صدقى فى دور المرأة القبيحة المترهلة وبمكياج مبالغ فيه يبدو أنها ستواصل دورها، كما أن محمد ثروت، الذى انطلق بقوة العام الماضى فى (مأمون وشركاه)، عاود الظهور رغم أن طبيعة عادل هى تغيير من يقف بجواره كل عام، فهو شقيق زوجته وبباروكة صلعاء أيضا مبالغا فيها يؤدى دوره.

عادل لا تعنيه التجاعيد على وجهه التى ازدادت سطوتها، فهو يثق فى جمهوره، كما أن لياقته البدنية تراجعت كثيرا، ولكن لا يزال الجمهور على العهد.

الأرقام تؤكد أنه الأول، فهو الأعلى سعرا بين كل النجوم، لم يغير كاتبه الملاكى يوسف عوف، وإن كانت كل المؤشرات تؤكد أن هذا هو لقاؤهما الأخير، وبالطبع سيظل رامى إمام هو مخرجه الدائم، عادل لديه قوة دفع هى سنوات تقترب على الأربعة عقود من الزمان وضعته على القمة، ومن الواضح أن عادل حرص فى صفقة الاتفاق مع (إم بى سى) على أن يعرض مسلسل ابنه مباشرة (لمعى القط) بعد (عدلى علام)، فهو يريد أن تصل الرسالة بأنه الخليفة المنتظر للعرش، عادل يحتضن ابنه حتى لو شب عن الطوق وانطلق بعيدا عنه، المسلسل الذى كتبه حازم الحديدى أخرجه عمرو عرفة يحاول تفصيل دور يقرب محمد للناس من خلال تركيبة ابن البلد، ومن حقه طبعا، المشكلة أن الحلقة الأولى تيمة تجرى أحداثها فى الحارة، تعمد محمد اتباع نفس المنهج واستنساخ لمحات وتفاصيل عادل فى كل المواقف تشعر بأن عادل منذ 40 عاما يعود مجددا، عادل صار عند كثيرين ليس فقط نجما كوميديا له خصوصيته فى التمثيل، البعض يراه هو التمثيل الكوميدى، وهذا هو المأزق الذى أتمنى أن يعبره محمد فى الحلقات التالية.

مسلسلات الكل ينتظرها لأن مخرجيها صار لديهم رصيد (الحصان الأسود) المخرج أحمد خالد موسى، ولذى أراه واحدا من الموهوبين فى مجال الشاشة الصغيرة، ومن الواضح أن بينه وأحمد السقا ثنائية، حيث نشاهدهما معا على شاشة السينما بعد رمضان فى (هروب اضطرارى) وتشاركه نجمة صاعدة ياسمين صبرى، ولدينا كاملة أبو ذكرى (واحة الغروب) فى ثانى مسلسل لأديبنا الكبير بهاء طاهر بعد (خالتى صفية والدير)، المسلسل شاركت فى كتابته مريم نعوم وهالة الزغندى، كاملة تقدم حالة من الثراء البصرى تستحق الترقب بداية لافتة. ومن الواضح أن خلافا نشب حول من يسبق الآخر فى التترات، فلم يكتب اسم أى منهما، لا منة شلبى ولا خالد النبوى. الجماعة بداية ساخنة من قصر الملك المخرج شريف البندارى هو رهان للكاتب وحيد حامد، وهو كعادته يوثق المسلسل، المعلومات التاريخية التى تعوق فى البداية تدفق الدراما فى الحلقات الأولى يجب أن يملأها الكاتب بهذا السرد، ليمسك المشاهد بالعلاقات المتشابكة بين الشخصيات التى ستصبح هى أعمدة المسلسل، البعض يتعجل أو ينتظر من المسلسل أن يفجر طاقة الغضب ضد الإخوان ومنذ الحلقات الأولى بينما وحيد يسعى لتقديم رؤية فنية، تتناول بشرا، تم غسل أدمغتهم، لا نتعجل فى انتظار ضربات موجعة توجه لفكر الإخوان فى مجمل الرؤية وليست بالضرورة فى أولى الحلقات. الضحك امرأة، وأيضا جميلة، هذا هو ما يمكن أن تراه مع دنيا سمير غانم (لا لا لاند)، وياسمين عبد العزيز (هربانة منها)، طبعا عودة أحمد مكى مع شيكو وهشام ماجد تستحق الترقب.

لدينا (عشم إبليس) عمرو يوسف و(كلابش) أمير كرارة، كل منهما يريد تأكيد جدارته بمساحة ثابتة على خريطة رمضان، ولقاء ثنائى بين كريم عبد العزيز وشريف منير فى (الزيبق)، ويبقى نيللى كريم وزينة وبشرى وأحمد فهمى و(الأعلى سعرا) جميل أن نرى عملا فنيا أحداثه تجرى فى الأوبرا حتى لو كان مستوحى من فيلم الأوسكار (البجعة السوداء)، إنها ولا شك نقلة فى مساحة نادرا ما نراها على مستوى الشاشة الصغيرة، وكانت نيللى بحاجة لتلك المساحة.

ولا يخلو الأمر بمجرد انطلاق المدفع من أن يأتى المقلب الأول مع فيفى عبده، و(رامز تحت الأرض)، كيف نصدق كل ما رأيناه وفيفى لو تتذكرون العام الماضى كانت مع هانى رمزى فى صحراء يطاردها أسد، هذه المرة فى صحراء أيضا ورمال متحركة وكائن خرافى، هل تصدقون أن فيفى للمرة الثانية شتمت ولطمت وركلت وبصقت وهى لا تدرى أنه مقلب، أم أنها كالعادة تبيع لنا المقلب؟!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

28.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)