كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

جوائز (كان).. ولسوعة خرزانة المحتسبين الجدد فى مصر!

طارق الشناوي

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 

قبل أن أبدأ فى تناول الجوائز التى هى ذروة المهرجان، ما رأيكم فى تلك المفاجأة، أنه كان لدينا كمصريين ممثلة لها فيلم عُرض رسميا فى (كان)، حتى عام سابق فقط كانت تمارس مهنتها كمهندسة معمارية، ولكنها قررت تغيير مسارها، درست كورس فى أمريكا لمدة عام لفن التمثيل، وذهبت لمهرجان (كان) العام الماضى وهى تبحث عن فرصة، لتصعد هذه الدورة على السجادة الحمراء بعد أن وقع اختيار المخرج الكورى الشهير هونج سانج سو عليها فى فيلم عنوانه (على شرف كلارا)، عُرض رسميا خارج التسابق، وكانت واحدة من 6 بطلات على رأسهن إيزابيل هوبير، النجمة الفرنسية الشهيرة، حيث تؤدى الفنانة المصرية الصاعدة شهيرة فهمى فى الفيلم دور مخرجة فرنسية، الفيلم ناطق باللغتين الفرنسية والكورية، والصدفة أنها قدمت نفسها للمخرج الذى كان يبحث عن وجه جديد، فتحمس بعد اختبار لم يدم سوى بضع دقائق، كان يصور الفيلم فى مدينة كان، ربما تبدو تفصيلة خارج السياق، ولكن فى وقت عانينا فيه من نُدرة تواجدنا كمصريين فى (كان) هذا العام، باستثناء المخرج محمد دياب، عضو لجنة تحكيم قسم (نظرة ما)، فلا بأس من أن نضيف لرصيدنا القليل مشاركة الفنانة المصرية الصاعدة شهيرة فهمى فى فيلم عُرض رسميا ضمن فعاليات تلك الدورة.

لم تكن هناك مفاجآت عند إعلان جوائز المهرجان فى لجنة التحكيم التى رأسها المخرج الإسبانى الشهير المودوفار، غالبا ما تأتى الصدمة فى المسافة بين الواقع والتوقع، عندما يشيد معشر النقاد وعدد من المجلات المصاحبة للمهرجان ويمنح نقادها المعتمدون درجات كبيرة فيحتل فيلم ما فى أكثر من مطبوعة الصدارة، بينما تأتى الجوائز وهو خارج السياق والسباق، الحقيقة أن المهرجان لم يكن من ضمن أفلامه، أتحدث هذه المرة عن المسابقة الرئيسية، فيلم فارق، حيث لم نعثر على الفيلم الذى يُحدث هذا التباين فى المستوى، كما أن كل الجوائز تقاربت مع أغلب آراء النقاد بعد أن اختفى الفيلم القادر على سرقة الكاميرا، لم يكن الفيلم الحائز على السعفة (المربع) ينطبق عليه هذا التوصيف، فلا هو الفيلم المتسيد للجميع، وأيضا لم يكن فيلما خارج التسابق، فهو لم يشكل حالة استثنائية أو فارقة فى المستوى، بل تستطيع أن تقول بضمير مستريح إن الاختيارات فى تلك الدورة لم تكن فى مجملها تليق بالرقم (70) الذى كان يستحق بالطبع أفلاما أفضل، السعفة مثلا هذه الدورة رُصعت لأول مرة بـ167 الماسة، للتناسب مع الحدث، ويبقى رقم الدورة دافعا لنا لكى نعيد النظر فى حساب دورات مهرجان (القاهرة السينمائى الدولى)، الذى يخصم من عمره الدورات الثلاث التى لم تقم فى 80 و2011 و2013، بينما مهرجان كان، والذى افتتح عام 46، يكتفى بخصم دورة واحدة من الحساب، وهى التى ألغيت عام 68 تضامنا مع مظاهرات الطلبة، بينما ألغى المهرجان بسبب ضعف الميزانية دورتين فى عامى 48 و50، ولم تسقط من حساب المهرجان، فلماذا أسقط مهرجان القاهرة تلك الدورات من حسابه؟، الدورة الوحيدة التى لم تضف للرقم فى (كان) هى تلك التى تم إلغاؤها ومع سبق الإصرار وليس لظروف خارجة عن إدارة وإرادة المهرجان، وهى 68 للتضامن مع مظاهرات الطلبة فى فرنسا والعالم، بينما لا ينطبق على مهرجان القاهرة هذا المعيار سوى عام 80 عندما اختلف منصور حسن، وزير الثقافة والإعلام الأسبق، مع جمعية كتاب ونقاد السينما، التى كانت تقيم المهرجان فى بدايته، ورفض منح تصريح بالموافقة، فألغيت الدورة، وعلى هذا الأساس تصبح الدورة التى تفتتح يوم 21 نوفمبر لمهرجان القاهرة تحمل رقم (41) وليس (39) كما هو معلن.

دعونا الآن ننتقل للجوائز، الفيلم الفائز بالسعفة (المربع) للمخرج السويدى روبن أوستلوند يحكى قصة رجل مطلق يعتنى بطفليه ويعمل أمين مخزن فى متحف للفن المعاصر يسرق هاتفه ولم يكن عادلا فى تطبيقه للقانون والمبادئ المتعارف عليها فى محاولاته لاسترداد التليفون، بينما كل ما يعلنه هو المثالية، وللدلالة على ذلك يقدم مشهدا فى إحدى الحفلات لرجل يأخذ كل صفات القرد، يهدد الجميع فقرروا فى النهاية ضربه بعنف، فى تلك المساحة بين المعلن والمستتر تجرى أحداث الفيلم السويدى، أما الفيلم الفائز بالجائزة الكُبرى للمهرجان، وهى تلى فى الأهمية السعفة، فهو الفيلم الفرنسى (120 ضربة فى الدقيقة)، وكان قد سبق للفيلم قبل يومين أن حصل على جائزة (الفيبرسكى) النقاد، الفيلم تعود أحداثه للثمانينيات من القرن الماضى، وهو يدافع عن حقوق الشواذ، والمقصود بالرقم هو ضربات قلب مصابى الإيدز، التى تصل إلى 120 مهددة حياتهم بالخطر، وفى ليلة العرض الرسمى للفيلم تواجدت بالقرب من السجادة الحمراء منظمة تدافع عن حقوقهم وترفع اليفط المؤيدة لهم، بل وتطالب بإباحة الشذوذ فى (الشيشان)!!.

الممثلة مونيكا بيلوتشى، والتى أثارت الاهتمام بتلك القبلة التى كانت حديث الميديا فى الافتتاح، حرصت هذه المرة أثناء تقديم حفل الختام على أن تكتفى بالحديث عن المرأة المبدعة ووجهت تحية لجين كامبيون، المخرجة التى حصلت على السعفة الذهبية عام 1993 عن فيلم (البيانو)، وكانت هى المرأة الوحيدة طوال دورات المهرجان التى تم تتويجها بالسعفة. ورغم ذلك فإن من الجوائز الهامة التى ذهبت للمرأة- صوفيا كوبولا عن فيلم (المخدوعات) أحسن مخرجة من الجوائز التى تمنح على هامش المهرجان- هى تلك التى كانت من نصيب نيكول كيدمان، حيث شاركت هذه الدورة فى أربعة أفلام لم تحصل على جائزة عن أى منها، ولكنها توجت بتلك الجائزة الخاصة عن مجمل حضورها السينمائى.

كانت هذه رحلتى معكم من مهرجان (كان) وهو الأكثر أهمية على مستوى الصحافة والإعلام العربى وليس من أكثر، فهو يحقق الدرجة الأعلى من الاهتمام حتى من (برلين) و( فينسيا)، وهما يقفان على نفس الدرجة عالميا، صادف هذا العام شهر رمضان بطقوسه ومسلسلاته وحكاياته المتعددة، فكان لابد فى رسائلى الأخيرة أن أتوقف أيضا أمام شاشة رمضان، فلا يمكن للكاتب أن ينعزل عن اهتمامات الناس أو يخلق موجة بعيدة عنهم، وهكذا تابعت معكم فى الأيام الأخيرة لمهرجان كان ما يجرى عبر شاشة التليفزيون، ولنا حتى كتابة هذه السطور ثلاثة أيام من ماراثون رمضان، ولى هذه المرة ملاحظتان سريعتان وهما حرف (فى) والذى يسبق فيه اسم النجم العمل الفنى، لم يعد هو السائد فى قسط من العروض مثل (واحة الغروب) و(رمضان كريم) و(الجماعة) وغيرها، وهذا يعنى انضباطا فى العمل الفنى، لأنك عندما تسند المسلسل لنجم ما فهذا يعنى أنه صار هو المسلسل بكل تفاصيله، وهو ما ينطبق حاليا على عدد أيضا من النجوم مثل عادل إمام فى (عفاريت عدلى علام)، وابنه محمد إمام فى (لمعى القط)، وعمرو يوسف فى (عشم إبليس) وغيرهم بالطبع، وأيضا استوقفتنى حالة التنمر التى تابعناها من خلال أكثر من هيئة وجهاز فى بلدنا، وعلى رأسها الأعلى للإعلام ونقابة الإعلاميين، حيث قررا أن يلعبا دور الرقيب فى مراجعة المسلسلات والبرامج أخلاقيا وهو أمر يبدو فيه إرضاء للمجتمع ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، رغم أن هناك جهة رقابية مسؤولة، ولا تنسى أن النقابات الفنية يحلو لها بين الحين والآخر ممارسة هذا الدور، ناهيك عن المجالس الأعلى المتخصصة التى كثيرا ما تقدم كشف حساب رقميا يدين فى كل رمضان الدراما والبرامج ويتهمها بإفساد المجتمع، الكل يُمسك حاليا بالخرزانة متوعدا الجميع وهاتك (يا لسوعة)، وتلك حكاية عن المحتسبين الجدد، تستحق أن نتوقف عندها فى الغد!!.

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

29.05.2017

 
 

«رجل شريف» للإيراني محمد رسولاف:

رجل وحيد في مواجهة الفساد

كان «القدس العربي» من نسرين علام:

فاز فيلم «رجل شريف» للمخرج الإيراني محمد رسولاف بجائزة «نظرة ما»، ثاني أهم تظاهرات مهرجان كان بعد المسابقةالرسمية، متفوقا على 17 فيلما اختيروا للمشاركة في نفس الفئة في الدورة السبعين للمهرجان (17 إلى 28 مايو/ أيار الجاري).

وأثنت لجنة تحكيم «نظرة ما» على الفيلم لشجاعته وجرأته وقيمته الفنية. وترأس لجنة تحكيم «نظرة ما» الممثلة الأمريكة أوماثيرمان، وتضم في عضويتها المخرج المصري محمد دياب والمخرج البلجيكي جواكيم لافوس والممثل الفرنسي من أصل جزائري رضا كاتب وكارل أوتش مدير مهرجان كارلوفي فاري السينمائي. 

وكان رسولاف، المعارض للنظام الإيراني والذي اصدرت سلطات بلاده حكما بالسجن في حقه، شارك في «نظرة ما» عام2011 بفيلمه «وداعا» وفي عام 2013 بفيلم «المخطوطات لا تحترق».

في فيلمه «رجل شريف»، المشارك في تظاهرة «نظرة ما» يقدم المخرج الإيراني محمد رسولاف فيلما جريئا شجاعا، يصور كيف يسعى مجتمع قامع إلى إسكات أي صوت مغاير، وإلى تحطيم أي شخص يسعى للعيش مستقلاً خارج إطار المنظومة التي تسحقه.

يطرح رسولاف في فيلمه الذي صور سرا شمال إيران، قضايا طالما شغلته في أفلامه السابقة: الفساد الحكومي والقمع الذي يضغط بكل قوته ليسحق الفرد، الذي يعمل جاهدا ويحاول بكل ما أوتي من قوة الحفاظ على استقلاليته ومبادئه. 

من المرجح ألا يعرض الفيلم في إيران، حيث حكم على رسولاف عام 2010 بالسجن ستة أعوام، تم تخفيفها إلى عام واحد، ولكن مواجهاته التي طالت مع النظام الإيراني، تعني فرض الكثير من القيود على أعماله، ومنعها شبه المؤكد من العرض داخل البلاد.

 ورغم أن الفيلم يقدم نقدا لاذعا وإدانة دامغة للنظام الإيراني، إلا أنه يناقش قضايا ذات أصداء إنسانية، تتخطى حدود البلدان للنفاذ إلى قلب الفرد الذي يواجه ويتحدى للبقاء وفيا لمبادئه.

«في هذا البلد لا خيار لديك سوى أن تكون قامعا أو مقموعاً»، هكذا يقول رضا (رضا أخلاغيراد)، الشخصية المحورية في الفيلم، بعد أن ينال منه الإجهاد وطيلة الصبر والمواجهة. يقف رضا وحيدا كشجرة في مهب رياح عاتية، تحاول أن تحطمها تحطيما. 

اعتزل رضا العاصمة طهران بعد أن فُصِل من جامعة لتأهيل المعلمين، لمشاركته في احتجاجات لتحسين ظروف العاملين في أحد المصانع. 

وبعد مغادرة طهران، ينتقل رضا إلى الريف في شمال البلاد لينأى بنفسه وزوجتهوطفله عن المتاعب وملاحقات النظام. يبني بيتا صغيرا ومزرعة صغيرة للأسماك الذهبية التي يستخدمها الإيرانيون بكثرة لتزيين المنازل في عيد النوروز. يظن رضا أنه سيحيا في هدوء، ولكنه يجد أن الأقدار والفساد يقفان له بالمرصاد. ثمة شركة قوية غامضة تضم في عضويتها أشخاصا متنفذين فاسدين تود الاستيلاء على مزرعته الصغيرة التي يسدد أقساط أرضها بشق الانفس وبالاقتراض من المصارف. ثمة أوجه شبه بين أجواء القمع والترهيب والتهديد التي يتعرض لها رضا وأجواء فيلم «ليفاياثن» (الطاغوت) (2014) للمخرج الروسي أندريه زفيا غينتسيف. في الفيلمين تتحالف قوى الفساد الحكومي والمؤسسي والديني لتحطيم الفرد الصغير الذي يحاول أن يحافظعلى حياته البسيطة من الانهيار.

يوضح الفيلم منذ بدايته استقامة رضا والتزامه بالمبادئ التي يرضاها لنفسه، فنراه يقرر دفع الغرامة المقررة على قسط قرضه المصرفي بدلا من أن يقدم رشى وهدايا لمسؤولي المصرف للتغاضي عن الغرامة المفروضة عليه. يحظى رضا باحترام زوجته مديرة مدرسة البلدة الصغيرة التي يقيمان فيها، وهي تسانده في التمسك بمبادئه، ولكنها في الوقت ذاته تخشى عليه من وقوفه بمفرده في مواجهة التيار وتصديه بمفرده للفساد.

نشهد في الفيلم الصراع غير المتكافئ بين الفرد والجماعة. يجد رضا أنه لا سند له ولا عون في محاولته الحفاظ على مزرعته الصغيرة، فالجميع يخشون الشركة الكبيرة التي تسيطر على حياة البلدة، والجميع ينفذون أوامرها التي تقضي بترهيب رضا حتى يتخلى عن أرضه. إنها أرض الخوف التي يخشى فيها الجميع من القمع فيتحولون إلى قامعين لكل من لا ينصاع للجماعة وللشركة الكبيرة. 

تكثر المحن والاختبارات والمكائد التي يتعرض لها رضا، وتتعرض مزرعته لتخريب متعمد، ما يعني الخراب المادي لمصدر قوته وقوت أسرته، ولكنه يحاول ألا تمسه القذارة التي يغرق فيها الآخرون. يحاول رسولاف إيجاد معادل بصري لكفاح رضا ضد أوحال الفساد، التي يغرق فيها الآخرون، فنجد أن المكان الوحيد الذي يشعر فيه رضا بالراحة والأمان هو ذلك الينبوع المختبئ وسط الجبال الذي يذهب ليستحم في مياهه، كما لو كان يغسل عن نفسه الأدران التي قد تعلق بجسده جراء تعامله مع مجتمعه الفاسد.

####

المخرج التركي الألماني فاتح اكين يعرّي إزدواجية نظرة الغرب للإرهاب

حسام عاصي - كان – «القدس العربي» :

ما ميز مهرجان كانّ هذا العام كانت الإجراءات الأمنية التي اتخذتها السلطات الفرنسية لحماية رواده. جنود يرتدون بزات عسكرية ويحملون أسلحة أتوماتيكية جابوا الشوارع والشواطئ وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان تم اخلاء قاعات عرض ثلاث مرات لأسباب أمنية وأجبرت الفحوصات الأمنية المشددة رواد المهرجان على الانتظار في طوابير طويلة تحت الشمس الحارقة. كل هذه الإجراءات، التي لم يسبق لها مثيل، هي رد فعل للإرهاب الإسلامي. ولكن المشكلة هي أن أصابع الاتهام متجهة إلى كل المسلمين وليس الإرهابيين وحسب.

بلا شك أن الأفلام الغربية خلقت وعززت وخلدت فكرة كون العرب والمسلمين مصدر الإرهاب في العالم من خلال حصرهم في تجسيد الشخصيات الإرهابية الشريرة المتعطشة لقتل الغربيين الأبرياء. وهذا أيضا ينعكس على أرض الواقع. فعندما يكون مرتكب جريمة إرهابية عربيا أو مسلما، يسمى إرهابي أما الأخرون فيكونون مختلين عقليا أو يعانون من أزمات نفسية. وهذه هي الفكرة التي قلبها المخرج التركي الألماني فاتح اكين رأسا على عقب في فيلمه الذي شارك في مسابقة مهرجان كان الرسمية، «في الظلام»، الذي يطرح فيه الأوروبيين كإرهابيين والمسلمين كضحاياهم.

الفيلم مكون من ثلاثة أجزاء. في الأول نشاهد شابا كرديا مسلما، هو نوري، يخرج من السجن، حيث حُبس هناك بسبب تجارته بالمخدرات، ويتزوج من حبيبته الألمانية الشقراء، كاتيا، ويفتح صفحة جديدة في حياته، وهي ممارسة مهنة المحاسبة التي تأهل لها في السجن. 

وبعد أربعة أعوام نقابل كاتيا برفقة طفلهما في طريقهما إلى مكتب نوري، حيث تتركه وتذهب إلى الحمام التركي مع زميلتها. وعند رجوعها تجد شارع مكتب زوجها مدججا برجال الأمن. قنبلة انفجرت أمام مكتبه ومزقته هو وابنه.

كاتيا تشك أن مرتكبي العملية هم من النازيين لأنها شاهدت فتاة ألمانية تترك دراجتها الهوائية المحملة بقفص أسود أمام مكتب زوجها ولكن الشرطة تصر على التحقيق معها عن خلفية زوجها وإمكانية انتمائه لحركات إسلامية متطرفة، وبعد إنكارها لذلك وتأكيدها بأنه كان علمانيا، يتحول التحقيق إلى علاقته مع تجار مخدرات وعصابات الاجرام. كما أن الإعلام الألماني وصف العملية كحرب بين تجار مخدرات بدلا من التحقيق بالأمر. ورفضت الشرطة توجيه التهمة للنازيين حتى إن وصلها تبليغ عن تورط أعضاء الحركة النازية بالعملية وقبضت على المشتبه بهم وهما الفتاة التي شاهدتها كاتيا وزوجها.

الجزء الثاني وهو العدل تجري احداثه في المحكمة، التي رغم الأدلة القاطعة ضد الزوج النازي، تبرأهما من جريمتهما بحجة أن كاتيا استخدمت المخدرات بعد مقتل زوجها لتخفيف ألم محنتها ولهذا لا يمكن قبول شهادتها بمشاهدة المتهمة أمام مكتب زوجها. وفي الجزء الثالث تلجأ كاتيا للانتقام بعملية انتحارية تقتلها وتقتل الزوج النازي.

واضح أن اكين أراد أن يسلط الضوء على الإرهاب الذي تتجاهله السينما الغربية، وهذا ما أثار حفيظة بعض النقاد الغربيين، ومنهم بيتر برادشو من جريدة «الغارديان» البريطانية، الذي اتهمه بتزييف الواقع ومحاولة توجيه الأنظار من الإرهاب الحقيقي، الذي يهدد العالم وهو الإرهاب الإسلامي إلى إرهاب خيالي. ولكن في حديث مع مجلة «فاريتي»، أكد أكين أن أحداث فيلمه مستلهمة من الواقع وأن المسلمين في أوروبا يتعرضون للارهاب النازي، ولكن الإعلام لا يعير العمليات الإرهابية اهتماما عندما يكون ضحاياها من المسلمين. 

فعلا فعندما وصلت أخبار العملية الإرهابية في مدينة مانشستر البريطانية الأسبوع الماضي، أعلن مهرجان كانّ عن دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا هناك، كما احتل الخبر عناوين الصحف وتصدر نقاشات المهرجان. ولكن لاحقا تجاهل المهرجان تماما مقتل الأقباط في عملية إرهابية وقعت في مصر، ولم يعلن دقيقة حداد، ولم يناقشها أحد وكأنها حدثت على كوكب آخر.

وهذا ما يطرحه اكين في «في الظلام» وهو أن هناك تبلد إحساس في الغرب من قبل المؤسسات والناس تجاه مآسي وآلام المسلمين. فليس فقط الشرطة تتصرف بلا إحساس تجاه مأساة عائلة نوري، بل أن أم كاتيا الألمانية تحث ابنتها على نسيان زوجها المسلم، متهمة إياه بتدميرها بتجارة المخدرات، وكأنه كان بعوضة وليس انسانا. وفي النهاية تنفجر كاتيا غضبا من أمها وتطردها من بيتها.

أكين هو مسلم علماني. كما أن نوري علماني، ولكن ذلك لم يحمه من الاشتباه به ولم يستحوذ تعاطف الألمان معه. فكل مسلم بغض النظر عن انتمائه المذهبي أو ميوله الفكري وكل عربي بغض النظر عن دينه يواجه التحديات والعنصرية والمخاطر نفسها. وهذا هو الواقع الذي يعيشه العرب والمسلمون في المهجر.

ولهذا جعل اكين من شخصية كاتية الألمانية محور المشاعر في الفيلم من خلال طرحها كضحية العملية الإرهابية، التي تعيش ألم فقدان احبائها. كما أنه اختار ممثلة وعارضة أزياء ألمانية شقراء ذات عيون زرقاء وهي ميلاني كورغر لكي يضمن تعاطف الجمهور الغربي معها مما يمهد الطريق لاكين لاثارة غضبهم وازدرائهم للإرهابيين النازيين. 

أكين يدرك انه لو كانت كاتيا مسلمة لفشل في تحقيق تماهي الجمهور الغربي معها، وربما تحيزوا مع النازيين، الذي يشبهونهم شكلا وحضارة ضدها. وكانت زميلة دنماركية شقراء اعترفت لي وكانت تغطي مهرجان كانّ أنه يصعب عليها التعاطف مع أشخاص لا يشبهونها شكلا وأحيانا تخشاهم، ولكنها تتعاطف بسهولة مع البيض بشعور لاوعي.

ولكن رد فعل كاتيا بارتكاب عملية انتحاريه ضد النازيين هو الأكثر إثارة للجدل. هل أكين يريد أن يبرر العمليات الانتحارية للغربيين من خلال دفع شخصية بيضاء إلى القيام بها؟ هي فقدت رغبة الحياة بعد مقتل عائلتها وعزمت على الانتحار، ولكنها غيرت رأيها عندما تم اعتقال مرتكبي الجريمة، الذي بث فيها الأمل بأن تحقق العدل لزوجها وابنها. ولكن قرار المحكمة دثرها في غبار اليأس ودفعها مرة اخرى لانهاء حياتها وتحقيق العدل لعائلتها بنفسها. وربما هذه هي رسالة أكين للغربيين وهي ان الظلم السياسي والاجتماعي هو الذي يخلق الارهاب والعمليات الانتحارية وليس الحضارات والديانات.

أكين يستخدم السينما ليتحدى الرأي العام والفكر الدارج في الغرب عن الارهاب وليطرح وجهة نظر المسلم، الذي لا صوت له. ولكن فيلمه هو نقطة في بحر شاسع ومن أجل توسيع وتضخيم هذه النقطة لا بد من دعم مخرجين عرب ومسلمين من كل أنحاء العالم لعرض القضايا العالمية في أفلامهم من منظور شعوبهم وألا يستمر الغربيين في فرض أفكارهم ومبادئهم على العالم أجمع بدون تحد.

####

«نجمات» الشبكات الاجتماعية يتألقن على السجادة الحمراء

كان – أ ف ب:

يتألقن على السجادة الحمراء مع أنهن لسن نجمات في السينما، بل هن «نجمات» على شبكات التواصل الاجتماعي مع عشرات آلاف المشتركين الذين يتابعون ما يكتبنه عبر الانترنت عن مغامرتهن في كان.

وفي دليل على هذه الظاهرة الجديدة، لم يعد سلم قصر المهرجانات الشهير حكرا على نجوم من أمثال نيكول كيدمان (فيلمان في المسابقة الرسمية) وويل سميث (عضو لجنة التحكيم) فقد صعدت درجاته ايضا الناشطة عبر يوتيوب اماندا ستيل البالغة 17 عاما التي يتابعها 2,8 مليون مشترك او رائدة «إنستغرام» السويسرية كريستينا بازان (2,4 مليون مشترك).

وتتربع على هذه الفئة من دون منازع عارضتا الأزياء بيلا حديد وإميلي راتاجكوفسكي. وهما نجمتان فعليتان عبر تطبيق «إنستغرام» لتشارك الصور مع 13 مليون مشترك لكل منهما.

وعلى حسابهما صور متألقة على السجادة الحمراء او على متن يخت فاخر او في كواليس مجريات المهرجان. وهذا يصب في مصلحة شركاء هؤلاء النجمات من ماركات مستحضرات تجميل كبيرة ودور أزياء ومجوهرات التي تنشر اسماؤها هنا وهناك.

قبل ازدهار وسائل التواصل الاجتماعي حتى، أدركت الماركات أنها قادرة على ضمان دعاية واسعة من خلال توفير الملابس مجانا إلى المشاهير المشاركين في كان الذين غالبا ما يكونون بعيدين عن اوساط السينما.

وهي باتت الآن تلجأ أكثر فاكثر إلى ما يعرف بـ «المؤثرين» الذين قد يتقاضون الأموال منذ أول «بوست» يبثونه. وأجرهم «رهن بالجمهور المتابع» لهم الذي يقيم بحسب عدد متتبعيهم على ما يوضح جو غالييزي احد مؤسسي «فايرل نايشن» وهي وكالة متخصصة في هذا المجال في تورنتو مضيفا «قد يصل المبلغ إلى مئة الف دولار اذا كان لدى الشخص أكثر من خمسة ملايين مشترك».

وفي اسفل الهرم ثمة «مؤثرون» مع عدد من المشتركين يقل عن المليون مع سهرات أقل تألقا وفساتين أقل جمالا. وفي هذه الفئة من يعيد بيع الملابس التي تقدم لهن من أجل الحصول عل مزيد من المال.

تعتبر السلوفينية مايا ملنار التي لها 264 الف مشترك عبر «إنستغرام» أن يكون المرء من «المؤثرين» هو مهنة بحد ذاتها. وهي تبث صورا لملابسها عبر «إنستغرام» منذ سنوات وتكتب مدونة حول رحلاتها.

وتؤمن مايا مالنار التي ترفض الافصاح عن عمرها معيشتها من تسويق صورتها لدى الماركات التي تمرر منتجاتها عبر ما تنشره. وتقول الشابة الشقرء لوكالة فرانس برس «انه عمل جيد، لا يسعني أن اشتكي».

ومنذ وصولها إلى كان تنشر مايا صورها عبر «إنستغرام» وقد نالت 4700 رأي مؤيد على صورة لها بفستان أسود على منصة في إحدى الدارات وثمانية آلاف تأييد على صورة فطورها على الرمل.

-تؤكد صديقتها لورنا اندروز وهي مضيفة طيران بريطانية سابقة «نحن مقاولات. رأينا ان ثمة مجالا متاحا في السوق واردنا الاستفادة منه». وهي تصنف نفسها على أنها «مؤثرة» متوسطة الحجم مع 464 الف مشترك عبر «إنستغرام».

####

الفيلم السويدي « الميدان» يفوز بالسعفة الذهبية… الألمانية ديان كروجر أفضل ممثلة… والأمريكي خواكين فينيكس أفضل ممثل

كان – «القدس العربي»:

منح مهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا، مساء أمس الأحد، الفيلم السويدي الساخر «الميدان» أو «سكوير» للمخرج روبن اوستلوند، جائزة السعفة الذهبية كأفضل فيلم لمهرجان العام الحالي 2017 .

كما منح الممثلة الألمانية ديان كروجر أفضل ممثلة، عن دورها في فيلم « نحو التلاشي».

وفاز الممثل الأمريكي خواكين فينيكس بجائزة أفضل ممثل عن دوره كأحد المحاربين القدامى في فيلم «لم تكن أبدا حقا هنا» للمخرجة لين رامسي.

وفازت مخرجة هوليوود صوفيا كوبولا بجائزة أفضل مخرج عن فيلمها الميلودرامي «ذي بيجيلد» أو «المغشوش» عن الحرب الأهلية الأمريكية.

 وكانت لجنة الحكام ممثلة ببيدرو المودوفار وزملائه التقوا منذ التاسعة من صباح أمس الأحد في فيلا على مرتفعات المدينة الساحلية الفرنسية أبقي موقعها طي الكتمان، وقد حُرموا من هواتفهم النقالة تفاديا لأي تسريبات.

ولم يظهر الأعضاء التسعة في اللجنة إلا خلال حفل الختام الذي انطلق عند السابعة والربع مساء بتوقيت غرينيتش، وتعين عليهم الاتفاق على أسماء الفائزين من خلال منح سبع جوائز إلزاميا هي السعفة الذهبية والجائزة الكبرى وجوائز أفضل إخراج وأفضل سيناريو وأفضل أداء لممثلة ولممثل وجائزة اللجنة بحسب النظام الداخلي للمهرجان.

القدس العربي اللندنية في

29.05.2017

 
 

"مستوحى من قصة حقيقية" يُعيد رومان بولانسكي إلى مهرجان "كانّ"

كانّ ــ نديم جرجوره

3 مشاركات، ورئاسة واحدة للجنة التحكيم الرسمية، وزيارات عديدة لمهرجان "كانّ". رومان بولانسكي (1933) يأتي إلى "كانّ"، مرة أخرى، في دورتها الـ70، رفقة فيلمه الأخير "مستوحى من قصّة حقيقية"، المقتبس من رواية بالعنوان نفسه، للكاتبة الفرنسية دِلْفين دو فيغان (1966)، المعروض خارج المسابقة. 

المُشاركة الأولى له تعود إلى عام 1976، مع فيلمه "المستأجر"، قبل 26 عاماً على مُشاركته الثانية بـ "عازف البيانو"، الحائز على "السعفة الذهبية" في الدورة الـ55 (15 ـ 26 مايو/أيار 2002). المُشاركة الثالثة متمثّلة بـ "فينوس والفرو"، في دورة العام 2013، هو الذي كان رئيس لجنة تحكيم الدورة الـ44 (9 ـ 20 مايو/أيار 1991). 

الزيارة الأولى تعود إلى نهاية خمسينيات القرن الـ20: "في مدرسة السينما في "لودز" (بولندا)، كنا نشاهد أفلاماً سوفييتية، وأخرى من دول الشرق، وأفلاماً أجنبية، منها تلك المتوَّجة في "كانّ". هكذا اكتشفتُ "ألعاب ممنوعة" لرينيه كليمان، و"سارق الدرّاجة" لفيتّوريو دي سيكا، و"عطلة نهاية أسبوع مفقودة" لبيلّي وايلدر. عام 1957، جئتُ إلى باريس لزيارة شقيقتي، ساعياً إلى "كانّ". لم أعرف أين تقع المدينة، لكني كنتُ أعلم أن أندريه فايدا سيُقدِّم "إنهم يحبّون الحياة"، الذي أدّيت فيه دوراً صغيراً. سألتُ عنه. تمكّنت من العثور عليه. دعاني إلى مشاهدة "الختم السابع" لإنغمار برغمان. لن يستطيع أحدٌ أن يتخيّل مقدار سعادتي. يوم مغادرتي، كنتُ متوتراً للغاية، بسبب تأخّر الباص، خوفاً من تأخّري عن موعد إقلاع الطائرة. فجأة، اقترح ثنائيٌّ عليّ مشاركته أجرة الـ "تاكسي". عرّفني الرجل عن نفسه: "أنا آبل غانس، وهذه مساعدتي نيلي كابلان". الدهشة عقدت لساني، فأنا كنتُ أظنّ أنه متوفٍ". 

عام 1968، أثناء ثورة الطلاب (مايو/أيار)، أراد فرنسوا تروفو أن يُشاركهم (هو ولوي مال وجان ـ لوك غودار وآخرين) في اعتصامٍ ضد المهرجان، للمطالبة بوضع حدّ له كمهرجان نجوم، و"إتاحة المجال للحوار". لم يكن موافقاً على مطلبهم، "لأني أرى أنه من العبث إيقاف مهرجان كهذا، رغم أنه لم يكن يُنظَر إليه بشكل جيّد". كما أنه لم يكن يُوافق وودي آلن على رأيه، القائل بضرورة عدم التنافس في الفنون: "يجب أن تكون هناك منافسة في كل شيء، في الرياضة كما في الفن. عام 1991، قبل موافقتي على رئاسة لجنة التحكيم، فكّرت كثيراً، وتساءلت عن النتائج السلبية لموقعي في صناعة السينما (لكني وافقتُ في النهاية)". 

أما أجمل ذكرى له في "كانّ"، فكانت يوم حصوله على "السعفة الذهبية": "كنتُ في منزلي في باريس، عندما اتصل بي المنتج آلان سارد، طالباً مني التوجّه فوراً إلى "كانّ"، لأن هناك جائزة في انتظاري، لكنه لم يكن يعلم ما هي. الملحق الصحافي الخاص بالفيلم، جان ـ بيار فانسان، عرف ما هي، فكانت صدمتي كبيرة. لكن التأثّر الأقوى كان على خشبة المسرح، لأني لم أصدّق الأمر، حتى اللحظة الأخيرة". 

####

مهرجان "كانّ" بدورته السبعين ينتهي بفوز "المربع": وداعاً

كانّ ــ نديم جرجوره

تنتهي الدورة الـ 70 لمهرجان "كانّ" السينمائيّ، ولا ينتهي النقاش النقدي الذي يتناولها، ويتناول المهرجان والأفلام المُشاركة، واللحظات المختلفة التي تَسِمها. هذا قدر المهرجان نفسه، والمهرجانات الأخرى، الفاعلة والمؤثّرة في صناعة السينما، ولغتها وفضاءاتها وأسئلتها ومشاغلها. فالأفلام المُشاركة في مسابقتها الرسمية، أو في مسابقاتٍ وبرامج أخرى، تبدأ رحلة عروضها التجارية في العالم، وفي مهرجانات أقلّ مرتبة دولية من "كانّ"، خلال الأيام القليلة المقبلة، علماً أنها (الأفلام) "تولد" ـ للمرة الأولى، دولياً ـ في تلك المدينة، وفي مهرجانها، الأول والأهمّ، وإنْ لم يكن الأقدم بين المهرجانات الثلاث الأساسية (وهي، بالإضافة إليه، برلين والبندقية). 

يُردِّد متابعون دائمون لمهرجان "كانّ"، أن كلّ دورة من دوراته السنوية "تنتهي" قبل يومين (تقريباً) من الموعد المحدّد لإعلان نتائج المسابقة الرسمية (علماً أن نتائج المسابقات والبرامج الأخرى تُعلن قبل يومٍ واحدٍ فقط). والقصد من هذا كامنٌ في أن "السوق السينمائية" (الأشهر والأهم والأكثر حيوية) تُنهي أعمالها قبل وقتٍ قليل. هناك من يعتبر أن "العرضَ الصحافي الأخير" ـ الخاصّ بآخر فيلمٍ مُشارك في المسابقة الرسمية (الذي يُقام قبل يومين، أحياناً) ـ موعدُ الختام؛ بينما يذهب آخرون إلى أن انتهاء أعمال لجنة التحكيم الخاصّة بتلك المسابقة (لن يعرف أحدٌ، خارج الدائرة الضيّقة للجنة التحكيم ولإدارة المهرجان، متى يحصل) هو الموعد المذكور. 

لن يكون هذا كلّه مهمّاً. نقّاد وصحافيون سينمائيون عديدون يُغادرون المهرجان والمدينة إما قبل لحظات من موعد حفلة الختام، أو بعده بقليل، أو ربما في اليوم التالي. والأخيرون يريدون مُشاهدة مزيدٍ من أفلامٍ، يغيبون عن المواعيد السابقة لعرضها، اضطراريّاً. فاليوم الأخير، الذي يشهد حفلة الختام، يُخصَّص بعرض أفلام المسابقة الرسمية كلّها، ما يُتيح فرصةً أخيرة لمُشاهدة ما لم يُشَاهَد. 

صخب "السوق السينمائية" يختفي، والمنصّات تُفرِغ محتوياتها تدريجياً. مطبوعات عديدة، تصدر يومياً في كلّ دورة، تتوقّف عن العمل في اليوم ما قبل الأخير. لكن صخب الحاضرين يخبو كلّياً، مع اللحظات الأولى من فجر اليوم التالي لإعلان نتائج المسابقة الرسمية. أي أن الدورة الـ 70 هذه تنتهي، فعلياً، فجر اليوم الاثنين، في 29 مايو/ أيار 2017 (بفوز فيلم المربع)، الذي يشهد "تتمة محلية بحتة" للمهرجان، بدعوة "عُمدة" المدينة الجنوبية الفرنسية "كانّ"، ديفيد لينار، نحو 6000 من أبنائها إلى "تسلّق السلالم"، والمشي على "السجادة الحمراء"، لمُشاهدة الفيلم الفائز بـ "السعفة الذهبية"، علماً أن بطاقات الدعوة موزَّعة صباح الأحد، 28 مايو/ أيار 2017، التي يحصل على واحدةٍ منها كلّ مواطن يُثبت أنه فرنسيّ (بطاقة الهوية)، وأنه مُقيم في "كانّ" (عقد إيجار أو شراء منزل) 

أما النقاش النقدي، فمستمرّ، ما دامت العروض التجارية لغالبية الأفلام حديثة الإنتاج، ستبدأ تباعاً، في فرنسا والعالم، منذ منتصف الأسبوع الجاري. نقاشٌ هو جزءٌ من يوميات المُشاهدة، إذْ يلتقي نقّاد وصحافيون سينمائيون، في مناسبات لاحقة لكلّ "عرض صحافي"، فيتناولون الأفلام والمواضيع وأحوال "السوق السينمائية"، ويسألون ويُحاورون ويلتقون سينمائيين ونجوماً وموزّعين ومنتجين ومموِّلين، فيمتلكون كمّاً من المعلومات والمعطيات، المتعلّقة بالصناعة والإبداع والتوزيع، كما بالمشاريع المقبلة. 

الحصيلة الأولى لأحوال تلك السوق تكشف ـ بحسب بعض المسؤولين ـ أن ارتفاعاً ملحوظاً في أرقام الزائرين والمُشاركين، يَسِم الدورة الـ 70 لمهرجان "كانّ". يُشير تقريرٌ إلى أن 12 ألفاً و324 مشترياً تجوّلوا في أروقة الحيّز الخاص بالسوق، بينهم 2113 مُشاركاً أميركياً، و1801 فرنسياً، و1186 بريطانياً. منظّمو السوق يقولون إن ارتفاعاً كبيراً في أعداد المُشاركين تشهده هذه الدورة، على مستوى الدول الآسيوية، خصوصاً الصين، الحاضرة بـ 600 مُشترك، بزيادة تبلغ 21 في المائة عن دورة العام الفائت. يُضيف التقرير أن مؤسّسات وشركات فرنسية تتمكّن من احتلال المساحة الأوسع في شبكة التوزيع الدولي لأفلام "السوق السينمائية"، التي يبلغ عددها 3820 فيلماً. 

لن يكون مُنصفاً ذكر أسماء الأفلام المُباعة كلّها، لكثرتها. لكن بعضها مُشارك في المسابقة الرسمية، كـ "الرهيب" للفرنسي ميشال أزانافيسيوس، الذي يتناول فصلاً من سيرة المخرج السينمائيّ السويسري الفرنسي جان ـ لوك غودار، يرتكز على علاقته بآن فيازيمسكي؛ و"رودان" لجاك دوايون، عن النحات الفرنسي أوغست رودان، ومرحلة تصميمه منحوتة بلزاك، وعلاقته بكاميل كلوديل؛ و"أنتَ لم تكن هنا إطلاقاً" للبريطانية لين رامسي، عن جندي أميركي سابق يسعى إلى إنقاذ فتاة من براثن وحش بشريّ؛ وغيرها. 

هذه أفلامٌ تحتاج إلى نقاشٍ نقدي، يختلف عن أحوال السوق والتجارة والاقتصاد والمال، ويُرافق إطلاق عروضها التجارية، الفرنسية والدولية، قريباً.

####

"المربع" السويدي يفوز بالسعفة الذهبية لمهرجان "كان"

كان ـ العربي الجديد

بعد 12 يوماً من العروض المتنوّعة لأفلام حديثة الإنتاج، شاركت في المسابقة الرسمية للدورة الـ70 لمهرجان "كان" السينمائيّ الدوليّ، تمّ الإعلان عن النتائج النهائية، في حفلة مرتكزة على بساطة وجمالية معتادتين.

وبعد توقّعات كثيرة، تداولها نقّاد وصحافيون سينمائيون في اليومين السابقين لحفلة الختام، بدت الأسماء الفائزة كأنها أفضل الموجود في مسابقة وُصفت معظم أفلامها بالعادية، أو بكونها غير قادرة على الإبهار الجماليّ المعروف، غالباً، في مهرجان كهذا.

ورغم ذلك أبدى متابعون للمهرجان ارتياحهم إلى فوز "المربع" للسويدي روبن أوستلاند بـ"السعفة الذهبية"، وإلى نيل الفيلم الفرنسي السجاليّ "120 دقّة في الدقيقة"، لروبان كامبيّو، بالجائزة الكبرى.

وإذْ حصلت الأسترالية نيكول كيدمان على جائزة العيد الـ 70 للمهرجان، هي التي شاركت في 3 أفلام (اثنان منها  في المسابقة الرسمية)، انتزعت المخرجة الأميركية صوفيا كوبولا من الجميع جائزة الإخراج، عن "المخدوع"، أحد الأفلام التي أدّت فيها كيدمان دور البطولة النسائية.

إلى ذلك، فاز "بلا حبّ"، للروسي أندريه زفياغنتسيف، بجائزة لجنة التحكيم، وتقاسم جائزة السيناريو فيلما "قتل الغزال المقدّس" لليوناني يورغوسلانتيموس (كاتب السيناريو أيضاً، بالتعاون مع إفتيميس فْليبّو)، و"أنت لم تكن هنا إطلاقاً" للبريطانية لين رامسي (كاتبة السيناريو أيضاً)، وهو الفيلم نفسه الذي مُنح ممثله الأول يواكين فونيكس جائزة التمثيل. في حين أن ديان كروغرنالت جائزة أفضل ممثلة، عن دورها في "التلاشي"، للألماني التركي فاتح آكين.

أما بالنسبة إلى المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، فقد نال "ليلة هادئة" للصيني كيو يانغ "السعفة الذهبية"، وحصل "كاتّو" للفنلندي تيبّو آيراكسينن على تنويه خاص من لجنة التحكيم.

في مسابقة "نظرة ما"، تبوّأ الإيراني محم راسّولوف المرتبة الأولى، بنيل "رجل نزيه" الجائزة الأولى؛ بينما حصل "فتيات إبريل" للمكسيكي ميشال فرنكو على جائزة لجنة التحكيم. وفي حين نال الأميركي تايلور شيريدان جائزة الإخراج عن Wind River، ذهبت جائزة أفضل ممثلة لياسمين ترينكا عن دورها في "فورتوناتا" للإيطالي سيرجيو كاستيلّيتو.

أما الفرنسي ماتيو آمالريك، فظفر بجائزة أفضل قصيدة سينمائية، عن فيلمه "باربارا"، الذي مثّل فيه أيضا.

العربي الجديد اللندنية في

29.05.2017

 
 

"كان70": جائزة الدورة لـ" كيدمان" وسعفتها لـ"الحديقة" السويدية

محمد حجازي

أضافت السويد إلى لائحة كبار مخرجيها( إنغمار بيرغمان، بيل أوغست، و لاس هالستروم) إسم المخرج الشاب "روبن أوستلوند" الذي توّجته لجنة تحكيم الدورة 70 من مهرجان كان السينمائي الدولي برئاسة المخرج الأسباني العالمي " بدرو آلمودوفار" بالسعفة الذهبية عن فيلمه: the square”" ( الحديقة)، فأصيب بشبه صدمة إيجابية جعلته يبدو سعيداً على المنصة إلى حد الهلوسة.

فوز الفيلم السويدي كان مفاجأة كاملة، فيما كانت أنظار النقاد والمتابعين تتجه إلى أشرطة أخرى، خصوصاً "120 battements par minute"( 120 نبضة في الدقيقة) للمخرج "روبن كامبيللو" الفائز بالجائزة الكبرى، وأثّرت المخرجة "صوفيا كوبولا" إيجاباً بفيلمها" the beguiled" (الفريسة) ونالت جائزة أفضل مخرجة، ومعها في البطولة النجمة الأوسترالية العالمية "نيكول كيدمان" التي إختارها المهرجان فائزة بجائزة الدورة الـ 70، وحظي الممثل الأميركي جواكن فينيكس بجائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم" you were never really here"( لم تكن أبداً هنا بشكل فعلي) أما جائزة أفضل ممثلة فحازتها الممثلة الألمانية "دايان كروغر" عن دورها في aus dem nichts” " للمخرج الألماني التركي الأصل "فاتح أكين".

جائزة التحكيم نالها شريط" lovless" إخراج أندريه زفياغنتساي، وتقاسم جائزة السيناريو فيلما" the killing of a sacred deer" ، و " you were never really here". ومنحت السعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير لـ" a gentle night" لـ "كيو يانغ"، ومنحت لجنة التحكيم تقديراً خاصاً لفيلم" katto" لـ "تيبو أيراكسنان"، وقطف جائزة الكاميرا الذهبية شريط" jeune femme" ( إمرأة شابة) لـ "ليونور سيرايل" الذي تبارى في مسابقة" نظرة ما". ونال المخرجان الإيرانيان "بهرام وبهمان أرك" الجائزة الثانية في مسابقة الأفلام القصيرة عن فيلم" heyvan" مع مبلغ 11 ألفاً و250 يورو، كما فاز المخرج الإيراني "محمد رسولوف" بالجائزة الأولى لمسابقة " نظرة ما" عن فيلمه" un home integer"( رجل نزيه).

قيل الكثير عن خصوصية الأفلام المشاركة في الدورة الـ 70 للمهرجان، عن مشاعر خاصة، وأسماء جديدة بدت كبيرة في خطواتها الأولى وهو ما سنثبته في قراءات لاحقة لهذه النماذج كنوع من أنواع الشفافية والتصفية للفوز بأفلام ذات وزن وقيمة وأفق سينمائي. وطبعاً شعرنا بالأسف على غياب الجوائز أو التقديرات عن المشاركات العربية في هذه الدورة، ونسأل إلى متى يظل الحضور العربي يعاني في محاولاته إقتحام جوائز هذه المهرجانات العالمية..

المصدر: الميادين نت

الميادين نت في

29.05.2017

 
 

فيلم 'الميدان' يقتنص السعفة الذهبية

العرب/ كان (فرنسا)

الفيلم المتوّج بالسعفة الذهبية يتناول متحفا ثريا بالأعمال الفنية في ستوكهولم ويجمع بين السريالية والكوميديا والإثارة والنقد الاجتماعي.

فاز الفيلم السويدي الساخر (ذا سكوير) بالسعفة الذهبية أعلى جائزة يمنحها مهرجان كان السينمائي الدولي.

وتتناول أحداث الفيلم متحفا ثريا بالأعمال الفنية في ستوكهولم ويجمع بين السريالية والكوميديا والإثارة والنقد الاجتماعي.

وأشاد النقاد بمخرج الفيلم وكاتبه روبن اوستلوند وقالوا إنه يقدم "سينما تنطوي على الكثير من المخاطرة" تجمع بين الكوميديا والإثارة ولحظات من السريالية البحتة.

والحدث الأبرز في الفيلم هو حفل عشاء خيري لرعاة المتحف حيث يقفز فنان استعراضي من فوق طاولة إلى أخرى مقلدا القردة في مشهد غريب مشوب بالتوتر ينتهي بالعنف.

وكان من المتوقع فوز فيلم (120 بيتس بير مينيت) الفرنسي الذي يحكي قصة عن التوعية بمرض الإيدز في الثمانينات بالسعفة الذهبية لكنه جاء في المركز الثاني بحصوله على جائزة لجنة التحكيم.

وفازت صوفيا كوبولا بجائزة أفضل مخرج عن فيلم (ذا بيجلد) وفاز خواكين فينيكس بجائزة أفضل ممثل عن فيلم (يو وير نيفر ريلي هير) وفازت ديان كروجر بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم (إن ذا فيد) الناطق بالألمانية.

ولم تفز نيكول كيدمان التي لعبت دور البطولة مع كولن فاريل في فيلم (ذا كيلينج أوف إيه ساكريد دير) بجائزة أفضل ممثلة لكن لجنة التحكيم التي ترأسها المخرج الإسباني بيدرو المودوفا منحتها جائزة خاصة.

العرب اللندنية في

29.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)