كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رسالة كان (7):

حكايات آل مايروفيتز.. متوالية الإحباط يجسدها داستن هوفمان وولديه

أحمد شوقي

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 

أشياء كثيرة يمكن قولها حول "حكايات آل مايروفيتز The Meyerowitz Stories"، فيلم المخرج الأمريكي نواه بامباك المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي السبعين، والمدجج بمجموعة من النجوم في أدوار البطولة يتصدرهم المخضرم داستن هوفمان، مع نجمي الكوميديا بين ستيلر وآدم ساندلر، في دورين قد يفجر أحدهما مفاجئة ويهدي جائزة التمثيل في المهرجان لممثل يعتبره غالبية الجمهور في عداد المهرجين مثل آدم ساندلر.

هذا هو المدخل الأول للحديث عن الفيلم. الاختيار الجيد لفريق تمثيل كل فرد منه تقريباً يظهر في صورة لم نعتد أن نشاهده عليها. وهو نجاح من المخرج الموهوب بامباك الذي قال إنه استمتع كثيراً خلال اختيار أبطال الفيلم لأنهم يلعبون أفراد أسرة واحدة، وعادة ما يكون أفراد الأسرة هم تنويعات لنفس الشخصية. بامباك يرى هوفمان وستيلر وساندلر تنويعات لشخصية واحدة وهذا رأي يستحق التفكير.

عن أزمة نتفليكس وودي آلان

مدخل آخر يمكن طرحه هو علاقة الفيلم بأزمة "كان ـ نتفليكس" التي شغلت الجميع خلال الأيام الأولى للمهرجان. صحيح أن "أوكجا" أخذ الاهتمام الأكبر بسبب عرضه في بداية المهرجان وما صاحب عرضه من اعتراض ومشكلة تقنية، لكن "حكايات آل مايروفيتز" هو الطرف الآخر للأزمة، وهو يستحق أن ننظر إلى علاقته بالأمر من زاوية أخرى.

"أوكجا" فيلم يستحيل أن نتخيل أن يقتصر عرضه بعد كان على الشاشات الصغيرة. فيلم ضخم الإنتاج فيه مستوى مبهر من المؤثرات البصرية والكائنات المخلقة رقمياً، بصورة تجعل قرار نتفلكس برفض توزيعه في الصالات خطأ لا يقبل النقاش. "حكايات آل مايروفيتز" على النقيض تماماً، فهو النموذج المثالي لدراما الشاشة الصغيرة التي عندما تبلغ درجة معينة من الجودة، يمكنها أيضاً أن تُعرض في منصة مثل مهرجان كان.

دراما كلاسيكية لا مجال فيها لأي إبهار بصري، فقط شخصيات مرسومة ببراعة وصراع يتصاعد بينهم وممثلين كبار يؤدون هذه الشخصيات. عناصر صالحة لصناعة مسلسل تلفزيوني بنفس صلاحيتها لصناعة فيلم كهذا، وهي بذلك تتفق تماماً مع أدوات الوسيط الذي صُنعت له بالأساس، مع تشريح طريف وعميق للشخصيات يبرع فيه نواه بامباك من أفلامه السابقة. هذا فيلم يمكن لنتفليكس أن تدافع عن إنتاجه للشاشات المنزلية، عكس "أوكجا" تماماً.

يمكن أيضاً مناقشة علاقة الفيلم بأعمال المخرج الكبير وودي آلان. التشبيه الذي ذكرته معظم المقالات الغربية التي تناولت الفيلم. والتشابه لدى النقاد الغربيين تأثر وتحية وشيء إيجابي، وليس على طريقة النقد العربي الذي يسفه الفكرة ويتهم صاحبها إما بالسرقة أو بعد الأصالة، وكأن كل صانع أفلام عليه أن يخترع العجلة كي يصير ناجحاً.

بامباك متأثر بوودي آلان بالتأكيد في فيلمه، على الأقل في بناء الشخصيات وعلى رأسها شخصية الأب (هوفمان)، النحات طفولي المزاج الساخر من كل شيء، والذي يتحرك ويتحدث بطريقة تشبه شخصية آلان نفسه، وهي الشخصية الرئيسية في معظم أفلامه حتى لو لعبها غيره كما يعلم جميع المتابعين.

عن أزمة آل مايروفيتز

كل ما سبق مداخل مناسبة للحديث عن الفيلم، لكن يبقى الأهم هو الحديث عن الفيلم نفسه. هذه الدراما التي تجمع بين خفة الظل والفحص العميق لعلاقة أسرية تبدو غرائبية لكنها بشكل ما موجود في نسبة لا بأس بها من البيوت حول العالم.

يقولون أنه من الصعب أن ينشأ طفل ووالده فنان شهير، فما بالك لو كان والده نحات متوسط الشهرة، شبه مغمور، فاشل في زيجاته، يؤمن بأنه عبقري مظلوم لم يعطه العالم حقه، وينحاز بين أبنائه فيحب ابنه الأصغر ماتيو (ستيلر) ويعتبره مثالاً للنجاح، بينما يعامل الأخ الأكبر داني (ساندلر) بجفاء وسخرية طوال الوقت، في بيت يتجاهل فيه الجميع وجود أخت ثالثة (إليزابيث مارفل) تصرخ وتسألهم في لحظة مواجهة: هل تعملون ما يعنيه أن تكون فتاة في هذه العائلة؟

متوالية من الإحباطات العاطفية والمهنية

الأب يعتبر نجاح ماتيو تعويضاَ لعدم تحققه المهني، فيذكره في كل مرة يقابله داني بحب ودفء يقابله بجفاء. ماتيو في المقابل يعاني من كون هذا الحب لا ينعكس في صورة اهتمام بما يفعله حقاً، هو مجرد تعويض لا انشغال حقيقي، وبالتالي يعامل والده ببرودة تحمل في داخلها عدالة شعرية. يكن إعجاباً خافتاً بداني الذي أجبرته التفرقة على أن يكره أخيه نصف الشقيق.

الأمر معقد قليلاً؟ هذا منطقي لأنه إنساني، ومشاعر البشر في الواقع معقدة. لا حب مطلق أو كراهية أكيدة لاسيما عندما نتحدث عن أفراد أسرة واحدة. هذا التعقيد يأخذه بامباك للشاشة، ويخلطه بطريقته لينتج فيلماً يبدو خفيفاً لكنه يحمل داخله أفكاراً كبيرة

تصاعد نحو المصالحة

بين التعليقات الساخرة من شخصيات لا تتوان عن التعبير عن رأيها بصراحة جارحة، والمواقف المحرجة التي يتسبب كل منهم لذويه فيها، يتصاعد تعلقنا بالنحات اليهودي المغمور هارولد مايروفيتز وزوجته الرابعة التي لا تفيق من الخمر وأبنائه الثلاثة الذين تضعهم الظروف أمام فرصة أخيرة للاحتفاظ بوصف الأسرة: عليهم رعاية والدهم بعد وعكة صحية عنيفة يتعرض لها.

إحراج تلو الآخر، وتصرفات صبيانية من رجال على حافة الكهولة، ومشاجرة بالأيدي بين أخين في ساحة مستشفى يُعالج فيها والدهما، كلها طريق مدجج بالصعاب الطريفة كان على آل مايروفيتز عبوره نحو المصالحة. ورغم أن عنوان الفيلم يوحي بكونها "حكايات" للعائلة، فإنها في حقيقة الأمر حكاية واحدة طويلة ممتدة، حكاية بطول أعمارهم رواها لنا نواه بامباك بطريقته الخاصة مع نزعة وودي ـ آلانية.

موقع "في الفن" في

26.05.2017

 
 

كانّ 70 - "العشيق المزدوج" لأوزون: مارينا هيتشكوكية حتى رموشها!

كانّ- هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

فرنسوا أوزون ونحن، كبرنا معاً. شهدنا على تحولاته، نزواته، عطشه المتواصل للتصوير فيلماً بعد فيلم. كبر أمامنا بالعمر والأهمية. كثر منّا يذكرون بداياته، ويستطيعون أن يعدّدوا على الأقل نصف أعماله. 17 فيلماً في 20 سنة، طال خلالها أنواعاً سينمائية عدة. ديناميكية يُحسد عليها، وهو لم يبلغ بعد الخمسين من عمره.  

أوزون، الذي يعني اسمه بالفرنسية (صوتياً) “نتجرأ، يُخرج أفلاماً غير متوقعة، مليئة بالحياة والوجوه المعبّرة والشغف والسينيكية. ثمة دائماً ما يمكن أن نحبّه في كلّ جديد له. التمثيل أو الإخراج أو البنية السردية أو ببساطة النحو الجذّاب الذي يحملنا بواسطته إلى حقب وأماكن مختلفة

هذه السنة، يُشارك في #مهرجان_كانّ السبعين (١٧-٢٨ الجاري) بـالعشيق  المزدوج” (ثالث مشاركة له في المسابقة الرسمية) بعدما كان في أيلول الفائت يعرض فرانتز في البندقية، واحد من أبرع أعماله. تردّد في ردهات المهرجان أنّ الفيلم ينطوي على مَشاهد جنس فاضحة، من تلك التي يحبّها كانّ ويعتمد عليها لإثارة النعرات وجذب الأضواء. بعد المعاينة، يُمكن القول إنّه ما من شيء يتجاوز الحدّ. تبقى معالجة أوزون هنا أقل استفزازاً للأخلاق الحميدة من شابة وجميلة الذي جاء به إلى هنا في العام 2013

في العشيق المزدوج، وهو فيلم جانر، يستعين أوزون بمارينا فاكت، الشابة والجميلة في فيلمه السابق. لكنها نضجت أكثر واكتملت أنوثتها وصارت امرأة في منتصف العشرينات تهزّ العروش بجمالها الأندروجيني. لم تعد تلك اللوليتّا التي كانت تؤجر جسدها لرجال أعمال في غرف الفنادق الفخمة. الفيلم ينطلق من الشخصية التي تجسّدها. إنها كلويه التي تعاني ألماً في المعدة. فتزور طبيبة، تنصحها بزيارة معالج نفسي (جيريمي رينييه)، ما تفعله بلا تردد. في عيادته، تروي كلّ شيء، مجريات حياتها المتأزمة، ليتبين لنا أنّها حالة صعبة”. مع ذلك، كلويه شابة ساحرة، يتمنى المرء أن يمسك يدها ثانية واحدة. تفاصيل وجهها لا تشي بأي سرّ، يصعب اختراقها، مغلقة حتى إشعار آخر. أوزون يعرف من أين يأتي بممثليه. لا يمزح مع الشكل الخارجي. المظهر بأهمية المغزى. سينماه وحدة متكاملة. مارينا فاكت ستكون اللوحة البيضاء التي سيرسم عليها أوزون كلّ أفكاره وأهوائه وانحرافاته. إنّها هيتشكوكية حتى رموشها. طبعاً، لن تطول الحكاية قبل أن يقع المعالج النفسي في عشقها. ثم، فجأة، وهي تعود من وظيفتها إلى المنزل، تكتشف كلويه أنّ لهذا الرجل الذي انتقلت للعيش معه، شقيقاً توأماً يمارس المهنة نفسها. اكتشاف سيغيّر كلّ شيء!

كيف نروي هذا الفيلم من دون أن نحرق بعض الأحداث؟ الأفضل الاكتفاء بالحد الأدنى، والقول إنّه حكاية متداخلة ومتشعّبة تحملنا إلى ذروة المشهدية خطوة خطوة. الإحالات واضحة على ألفرد هيتشكوك وبراين دو بالما، الابن الروحي للأخير. تلاعب بالأحاسيس، تلصّص، ازدواجية، سادية، هذه كلّه مفردات من عالم المعلّمين الذي يتجسَّد هنا خير تجسيد. لا يتوقّف الفيلم عند هذا الحدّ: حتى شكلياً، الفيلم يفيض بالغمزات: كادر يذكّر بـالنافذة الخلفية، سلالم حلزونية تخرج مباشرة من مخيلة هيتش. أما في تعامله مع التوأم والجسد، فيظهر أيضاً حسّاً كروننبرغياً. تضاف إلى ما سبق، حرفة المخرج الممتازة التي تضبط هنا إيقاع الفيلم ضبطاً جهنمياً، نعيش بواسطته خضّات عاطفية وهزّات نفسية ومفاجأت تقضّ المضاجع. اقتبس أوزون رواية حيوات التوائم لجويس كارول واتس، محوّلاً رواية فيها تفاصيل علمية إلى نصّ نفسي مملوء بالبارانويا والقلق والوسواس، حيث الشخصيات ترى نفسها في المرآة وتتفاجأ.

####

بعد 60 عاماً، جورج نصر يعود إلى كانّ

كانّ- هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

أمس، كان يوماً مهماً في حياة المخرج اللبناني جورج نصر. لقد عُرض فيلمه إلى أين؟ في #مهرجان_كانّ (١٧-٢٨ الجاري) بنسخة مرممة، 600 عاماً بعد  مشاركته في مسابقة المهرجان نفسه. وقتها كان الفيلم قد وضع السينما اللبنانية على الخريطة العالمية، كما يردد دائماً مخرجه التسعيني الذي عبر ستة عقود من تاريخ #السينما، وكان حاضراً في هذه الاحتفالية المدير الفني للمهرجان تييري فريمو قال إنّ إلى أين؟ المُدرج في إطار كلاسيكيات كانّ، من الأفلام القليلة التي قدّمها مخرجه، فالعديد منهم توفوا ولم يعودوا من عالمنا هذا.  

قال نصر إنّه عندما أنجز الفيلم، لم تكن في لبنان احترافية، لا في التمثيل ولا في التقنيات، فاستعان بحدّاد لصنع سكة وضع عليها الكاميرا، كذلك بنجار لصنع عربة آلة التصوير المتنقلة والألواح العاكسة للإضاءة. عندما سأله فريمو إذا كان شاهده مجدداً منذ العام 1957، جاء رده: "ثمة مشهد صامت يقتصر على الصورة، تدمع عيناي عندما أشاهده. انه لمشهدٌ مؤثر جداً".

في مطلع الخمسينات، أراد نصر متابعة دراسته في الولايات المتحدة، فسافر الى شيكاغو، ثم إلى كاليفورنيا ليتقدّم بطلب الى جامعة "يو سي أل آي”. إلا أنّ الجامعة لم تعترف بشهادته في شيكاغو، فاضطر الى معاودة دراسته من جديد. كان يسكن في غرفة صغيرة عند سيدة عجوز. وفي يوم من الأيام كانت تعرّفه إلى لوس أنجلس، فتوقفت في محطة لتتزود بالوقود. هناك رأت شاباً يدعى جيم كان يسكن لديها. سألها ماذا يفعل، فأجابها بأنه يدرس السينما. فقال نصر: ما هي السينما؟ بالنسبة إليه، كانت السينما نعمة إلهية. لم يعرف أنّ في إمكان أيّ كان أن يدرسها، فسأله عن مكان دراسته فأجابه: في جامعة "يو سي ال آي" في قسم خاص. في اليوم التالي تسجّل فيها. كان نصر يشاهد 8 أفلام في الاسبوع على مدى أعوام. وبعد أربع سنوات تخرّج. ثم تدرّب عاماً في استوديوات هوليوود، وكذلك في #فرنسا، حيث عُرض عليه أن يمثّل. ولكنه أراد أن ينجز أفلاماً لبنانية وعاد الى وطنه العام 1955. في العام 19577، سافر الى كانّ ليعرض أول فيلم له "إلى أين؟". ذكره الناقد والمؤرخ السينمائي جورج سادول في كتابه "تاريخ السينما العالمية”.

عرض الفيلم في كانّ حصل بعد مرور سبعة أشهر تقريباً على تأميم قناة السويس. أمّم جمال عبد الناصر القناة في تشرين الأول، وعرض الفيلم في آذار. يقول نصر: ”عانى الكثيرون من عبد الناصر وظنوا أنّني من أقربائه. لقد تعرضتُ للقدح والذم من بعض الجرائد. فـ"فرانس سوار" تعرّضت لي شخصياً، أما "لو فيغارو" فلقبت الفيلم بـ"محاولة شعرية لبنانية". وبعدما شاركتُ في مهرجانات عدة، اكتشفتُ أنّه لا يمكن تقديم فيلم من دون تحضيرات مسبقة أو علاقات عامة ومن دون آلية عمل. لقد كنا سذجاً مبهورين بفكرة وصولنا الى كانّ...".

بعض أصحاب الصالات في بيروت رفضوا عرض الفيلم، وبعضهم طلب أجراً أسبوعياً ضخماً. وافق اثنان منهم بغية دعم السينما اللبنانية. وقالا لنصر إنّ هناك ثلاثة أسابيع او خمسة شاغرة في إمكانهما عرض الفيلم خلالها ولكن في اليوم التالي تراجعا عن قولهما. بعد أسبوعين، وعندما كان نصر متجهاً في الباخرة الى فرنسا في رحلة سياحية، شاهد أحد أصحاب الصالات اللبنانية على متنها، كان ينزل في الدرجة الأولى. في بادئ الأمر، تظاهر بأنّه لا يعرفه. وبعد ثلاثة أيام، أمضيا سهرة معاً، وكشف أنّه تعرض لضغوط منعته من عرض الفيلم. وفي النهاية، عُرض "الى أين؟" في "دار الاوبرا"، وكان الجمهور اعتاد مشاهدة الأفلام العربية. لذا شعر بشيء من الغرابة. وعلى رغم ذلك، استمر الفيلم اسبوعين على الشاشات. ويقول نصر إنّ الصالات الاخرى عرةت الأفلام الأميركية والأوروبية لمنافسته، لمنع نشوء سينما لبنانية، وهو بنفسه دفع ثمن ذلك.

لم يهاجر نصر البلاد رغم الحروب والمآسي. بعد إلى أين؟، أنجز فيلمين لم ينالا أيّ اهتمام، فاتّجه الى الإعلانات والأفلام الوثائقية السياحية.

النهار اللبنانية في

26.05.2017

 
 

من «الريفييرا» إلى «البقرة المقدسة»

طارق الشناوي

تعلن نتائج مهرجان كان مساء غد وسط ترقب عالمى صاحب تلك الدورة الاستثنائية فى تاريخ المهرجان الأشهر حيث حملت رقم (70)، فكان ينبغى أن ترصع هذه المرة السعفة الذهبية بحبات الألماس، ولأننى كنت مدركا أننا فى مصر والعالم العربى كله نعيش فى مهرجان آخر أكثر ضراوة وبالتأكيد أيضا جاذبية لدى القارئ فكان لابد من العودة فبيل نهاية المهرجان بأربع وعشرين ساعة، وعند بداية ماراثون رمضان بساعات، حيث تسابقت كالعادة العديد من المحطات فى بث المسلسلات، منذ ليلة أمس مع أول سحور رمضانى، بدأت حالة استثنائية قبل عشر سنوات، ثم تحولت إلى طقس دائم، بات يفرض نفسه على كل القنوات إلا ما رحم ربى، الكل يريد أن يقول لك بصوت عال إفطارك وسحورك عندنا وإوعى (تبربش مجرد بربشة فى حتة تانية).

كل شىء فى النهاية من الممكن أن تحيله إلى معادلة اقتصادية، وما يضمن الاستمرار هو أن تنضبط المعادلة سواء فى «كان» أو فى «رمضان»، وهكذا من الممكن أن تجد مثلا حالة مدينة «كان» أثناء المهرجان، الأزياء والعطور والحلى والذهب والإكسسوارات كلها مرادفات تعثر عليها وبكثرة، هى فى النهاية منظومة متكاملة تجمع بين الترفيه والثقافة والجمال، يجمعها معادلات اقتصادية، حتى زيادة الكثافة الأمنية جزء من شروط تلك الحالة، تواجد عدد من القناصة فوق سطح قاعات العرض الكبرى فى المهرجان «لوميير» و«دى بى سى» وأيضا العمارات المتاخمة للمهرجان، كل ذلك سببه ليس فقط الخوف من الإرهاب، ولكن أيضا لضمان الحماية من اللصوص، فلقد سبق أن اقتحم اللصوص فى الدورات السابقة، أكثر من محل مجوهرات، دائما تُطل علينا فى الصورة حساب الأرقام، داخل السوق فى «كان» يبدأ التخطيط لمشروعات لإنتاج أفلام مشتركة، الكل يبحث فى الصباح عن تمويل، ثم فى المساء يتوجهون لسلم قاعة «لوميير» ليصبح الهدف سرقة الكاميرا، نجمة تبكى لأنها عادت للوقوف على السلم بعد غياب، وفنانة ناشئة استطاعت الحصول على دعوة للمهرجان وكتبت خلف ظهرها اسمها ورقم تليفونها وقالت إنها تنتظر من يمنحها دورا، والغريب أنها أثارت التعاطف وليس الاستهجان مثلما كان من الممكن أن يحدث عندنا، الغريب أنها لم ترد تليفونيا على من اتصل بها ربما كانت مجرد لعبة، تذكروا ما حدث مع الراقصة التى حضرت افتتاح مهرجان القاهرة العام الماضى وبدأت بعدها الاتهامات تنهال على المسؤولين عن المهرجان، ومن الذى منحها الدعوة، واعتبروها تسىء لسمعة مصر. مهرجان «كان» فى هذه الدورة تستطيع أن تلخصه فى عناوين رئيسية وهى أنه ناصر المرأة بزيادة عدد أعضائها فى لجان التحكيم وأيضا كم المشاركات فى المسابقات الرئيسية كمخرجة، وإن كنت أرى أن تعمد اختيار المرأة هو وجه آخر لتعمد إقصائها، الاثنان يعبران عن العنصرية، حتى لو قرأها البعض من منظور ما تمييزا إيجابيا، فإنه يظل تمييزا، المرأة تستحق التواجد فى جنبات المهرجان لأنها فقط مبدعة. أصبح لزاما علىّ لأول مرة بعد ربع قرن من الانتظام، أن أغادر لأول مرة المدينة الساحرة «كان» لألحق مبكرا بماراثون رمضان على الشاشة، لأن القارئ أيضا لديه بوصلة فى القراءة وليس من الذكاء أن تخاصم مشاعر الناس، أو تطلب منهم فقط أن يتابعوك من «كان» بينما عيونهم مصوبة فى اتجاه الشاشة الصغيرة، عدد من النقاد العرب حرصوا على إعلان كريستين إيميه، المسؤولة عن الإعلام، أن موعد المهرجان يتعارض مع رمضان، وهو ليس فقط شهر الصيام، فمن الممكن أن تصوم وتشارك فى المشاهدة وأنت خارج الوطن، ولكن مصر والعديد من دول العالم العربى يصبح فيها رمضان حالة طقسية تسيطر على كل الميديا. طبعا تغيير موعد «كان» لمراعاة خصوصية شهر رمضان عند العرب- أراه مستحيلا؛ فمن المؤكد أنهم لاعتبارات متعددة وقع اختيارهم على هذا التوقيت وشركات الإنتاج السينمائى ضبطت مواعيدها وكذلك النجوم على هذا التوقيت فى شهر مايو، نفعلها فقط فى عالمنا العربى ونوقف كل الأنشطة والمهرجانات لأننا ندرك أن مزاج الناس صار رمضانيا. رمضان هذا العام كما تشى صفحته الأولى هو الأصعب دراميا، ولا بقاء سوى للأقوى، بالمعنى الرقمى فهو الذى يحدد المكانة التى عليها النجم، وهكذا مثلا نجد أن كل الكبار تواروا هذا العام لأن المعادلة الاقتصادية لم تكن لصالحهم أبدا. تلك هى الحقيقة التى يجب ألا نغفلها رغم أنهم دائما يجملون الحقيقة، قائلين إن المسلسل لم يكتمل حلقاته أو إننى حبا فى جمهورى لم أشأ أن أقدم لهم عملا فنيا لا يليق بهم وغيرها وغيرها،، كل هذا لا يمت بصلة قربى أو نسب للحقيقة، التى تؤكد أنه التسويق ولا شىء آخر حال دون استكمال المشروع، مثلا فإن تواجد عادل إمام وهو بكل هذا الحضور على الخريطة الرمضانية، هذا يعنى أنه مهما اختلفنا فيما بقدمه للجمهور فإن الرقم والواقع يؤكد أنه الأكثر ترقبا بين الجميع، إنه الأعلى أجرا محققا الكثافة الإعلانية الأكبر، ومن جيل الكبار أيضا يسرا بمسلسل «لأعلى سعر» لا يستطيع أحد أن ينكر أنها تتواجد بحكم أنها تشكل قوة جذب، وهو ما ينطبق بشكل ما على ميرفت أمين فى «لا تطفئ الشمس». الوحيد فى منظومة الكبار صاحب قرار الابتعاد عاما والظهور عاما هو يحيى الفخرانى. إنه الورقة الجاذبة رقميا يسبقه فقط عادل إمام، ولكن الفخرانى يمارس مهنة التمثيل بروح الهاوى هو يريد عملا يجذبه لكى يذهب للسينما، تركيبة الفخرانى الهاوى هى التى تحكم علاقته بالشاشة فى رمضان وليس قواعد السوق التى تتيح له التواجد سنويا. بالطبع يغيب أيضا محمد رمضان هذا العام؛ فهو نجم لديه معادلة تضمن له البقاء فى مساحة مميزة، ورقة رابحة على مائدة شركات الإنتاج، إلا أن تجنيده فى الجيش حرمه هذا العام، ومن الممكن أن تعتبر اختفاءه القسرى قد يُحدث تغييرا على الخريطة لأنه شكل العام الماضى، ولا شك، قوة تسويقية جاذبة.

هل اختفاء رمضان لصالح الآخرين؟ من المؤكد أننا فى النهاية لدينا كلنا مساحة زمنية من القدرة على المشاهدة والتى تتحول إلى معادلة اقتصادية، رمضان فى العام الماضى حقق المركز الأول فى كثافة المشاهدة، أكثر من شركة أرادت احتكاره، مساحته الغائبة تفسح المجال لآخرين، أرى مثلا أن محمد إمام فى «لمعى القط» سيستفيد من غيابه، حيث يرى كثرا وعلى رأسهم عادل إمام طبعا أنه يستحق أن يمسك بتاج العرش بعد أبيه، وهو الوحيد الذى يتمنى عادل أن يحقق كثافة إعلانية تتجاوزه، إلا أن الأمر ليس مجرد رغبات ولا حتى حماية أدبية تتحقق من نجم بحجم عادل، إنها فقط إرادة الناس. محمد، ولا شك، مجتهد إلا أنه ليس كوميديانا، هو يقدم نفسه فى تلك المساحة ودائما يتناثر حوله نجوم الضحك، حدث ذلك فى آخر فيلمين له، ونجحت الخطة وحسبت له الإيرادات لأن اسمه يتصدر الأفيش، هذه المرة هو لمعى القط وعلى الميمنة والميسرة عدد من نجوم الضحك، فهل تتكرر الخطة وينجح ببركة ضحكات الآخرين، لدينا طبعا أحمد السقا وكريم عبدالعزيز يعودان بعد غياب عام، ويوسف الشريف وعمرو يوسف وأمير كرارة كل منهم يؤكد مساحته الدائمة على الخريطة الرمضانية. إذا كانت السينما المصرية رجلا بينما المرأة تقف بعيدا عن المقدمة، فإن الدراما التليفزيونية من الممكن أن تعتبرها امرأة ورجلا، حضور المرأة يشكل قوة ضاربة، وهكذا تلمح أسماء غادة عبدالرازق وسمية الخشاب ومنة شلبى وهند صبرى وهيفاء وهبى ودنيا سمير غانم وياسمين عبدالعزيز ونيللى كريم وزينة تتصدر المشهد. نعم عشنا ولا نزال بقايا من أحاديث نجوم وحكايات وأفلام شارع «الكروازيت» وقاعة «لوميير» وشاطئ «الريفييرا»، لنعيش الآن مع نجوم الشاشة الصغيرة أو نجوم «البقرة المقدسة» كما وصفهم أشهر وأهم كاتب درامى عرفناه فى رمضان وشكل ذكرياتنا أسامة أنور عكاشة. الإعلانات هى التى تتحكم فى المنظومة الرمضانية برمتها، وهم احتلوا المقدمة فصار الجميع خاضعا لها، ورحل أسامة ومع الأسف لم يستطع هزيمة «البقرة المقدسة»!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

28.05.2017

 
 

يوم ديفيد لينش في احتفالات كان

أسامة عبد الفتاح

كان أمس الخميس يوم المخرج الأمريكي الكبير ديفيد لينش في مهرجان كان السينمائي الدولي‏,‏ حيث احتفت به إدارة المهرجان في حفل أقيم بمسرح لوميير الكبير مساء أمس وتم خلاله عرض الأجزاء الجديدة من مسلسل لينش الشهير توين بيكس‏,‏ أو القمتان التوأم‏,‏ ووضعت الإدارة ذلك العرض ضمن الاحتفالات الرسمية بحلول الدورة السبعين للمهرجان‏.‏

كما تم أيضا الاحتفال بمرور25 عاما علي مشاركة لينش في المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم القمتان التوأم: مسيرة نارية معي, الذي تم إنتاجه بعد نجاح المسلسل عام1992, ولاقي الفيلم وقتها ترحيبا شديدا وإشادة كبيرة لكنه لم يحصل علي جوائز. وتشارك النجمة مونيكا بيلوتشي, التي اختارها المهرجان هذا العام لتقدم حفلي الافتتاح والختام, في بطولة الأجزاء الجديدة.

وعرض كان أمس مرتين- صباحا للصحفيين ومساء للضيوف- أول جزءين من المسلسل المعروف جماهيريا بـلغز لورا بالمر, والذي أعلنت شركته المنتجة أنه سيصل إلي18 جزءا يبلغ طول كل منها56 دقيقة.

وكان المسلسل قد عرض لأول مرة في8 أبريل1990 علي شبكة قنوات إيه بي سي الأمريكية, وتم إنتاج موسم ثان منه في العام التالي, قبل أن يستغل لينش ومنتجوه نجاحه لعمل الفيلم الذي شارك به في كان عام.1992 وبذلك يكون ما عرض أمس هو بداية الموسم الثالث للمسلسل.

والمعروف أن لينش(71 عاما) من أهم مخرجي أمريكا والعالم. حقق نجاحا كبيرا في بداياته عندما قدم فيلم الرجل الفيل(1980), وفاز بسعفة كان الذهبية عام1990 عن فيلم قلب متوحش, كما حصد جائزة أفضل مخرج في كان أيضا عام2001 عن فيلم طريق مولهولاند مناصفة مع المخرج الأمريكي جويل كوين عن فيلمه الرجل الذي لم يكن هناك.

ونشر الموقع الرسمي للمهرجان أمس حوارا مع لينش نفي فيه ما تردد عن اعتزاله السينما واعتزاله الفن نهائيا بعد الانتهاء من مسلسل القمتان التوأم, وتساءل متعجبا: من قال إنني سأتوقف عن السينما؟ لا أحد يعرف ماذا سيحدث في المستقبل.

وأوضح أن كتابة سيناريو الحلقات الجديدة استغرق ثلاث سنوات بالتعاون مع مارك فروست, مضيفا أنه يعتبر ما كتباه, وما سيتولي هو إخراجه, فيلما طويلا يبلغ طوله18 ساعة سيتم تقسيمها إلي18 حلقة.

أخبار من المهرجان

** في إطار المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة, عرض أمس فيلمان للجمهور: وقت طيب, للمخرجين بيني وجوش سافدي, وكروتكايا للمخرج سيرجي لوزنيتسا. كما عرض للصحفيين ليلا فيلم العاشق المزدوج, إخراج فرانسوا أوزون.

** وفي إطار قسم نظرة ما الرسمي, عرض أمس فيلما: عروس الصحراء, إخراج سيسيليا أتان وفاليريا بيفاتو, وفتيات أبريل, للمخرج ميشيل فرانكو. كما أقيم عرض ثان لفيلم طبيعة الحال, للمخرج الجزائري كريم موساوي.

** وعرض خارج المسابقة- وهو قسم رسمي- فيلما:12 يوما, للمخرج ريمون دوباردون, وبولهاندانج, إخراج بيون سانج- هيون.

الأهرام المسائي في

26.05.2017

 
 

حكايات "كان": شباب يريدون بطاقات ملونة

كانّ ــ نديم جرجوره

لا تنتهي حكايات "كان"، حتّى بعد إعلان النتائج الرسمية للمسابقات كلّها. قبل ذلك، تضجّ الحياة اليومية بكمّ من اللقطات والحالات، في"قصر المهرجانات"وخارجه، كما في الأمكنة الأخرى التابعة للمهرجان، وخارجها أيضاً. التجوّل في أروقة هذا كلّه مثيرٌ لمتعة المُشاهدة. فالمهرجان السينمائيّ، إذْ يُعتبر الأول والأهمّ في العالم، يبقى أكثر جذباً لعاملين في صناعة السينما، ولنجومها والمهتمين بها، كما لمتابعي أخبار هؤلاء النجوم، ضيوف كلّ دورة من دوراته السنوية. والجانب الاستعراضيّ فيه يُشكِّل مساحةً للفتنة والسحر والجمال، من دون أن يطغى على الفنيّ والإبداعي والجماليّ، أو الاقتصادي والمالي والإنتاجي. 

حكايات "كان" مستمَدّة من يومياته، بين صالاتٍ تعرض أحدث الإنتاجات غير المعروضة سابقاً (باستثناء "كلاسيكيات كان"، واستعادات وبرامج تكريمية)، وسهراتٍ تمتدّ حتى فجر اليوم التالي. في حين أن العروض السينمائية، التي تبدأ عند الـ 8 والنصف صباح كل يوم (عروض صحافية)، تُقدِّم آخر عرضٍ عند انتصاف كل ليلة. أما المنصّات، فجزءٌ من لعبة "السوق السينمائية"، إذ لا شيء يعلو فوق المال: مشاريع ولقاءات إنتاجية وترويجية؛ ولقطات من أفلام قيد الإنجاز، تُعرض أمام منتجين أو مموّلين أو ممثلي صناديق منح؛ وصفقات تُعقد، وأخرى تفشل، أو يُؤجَّل البتّ النهائي فيها، إلى مناسبة أخرى. 

هذا عالمٌ قائمٌ بذاته. هناك مطبوعات معنية بهذا الجانب لوحده فقط، تُقدِّم معطيات ومعلومات "لمن يهمّه الأمر". عروض السوق حكرٌ على العاملين فيها، لكن صحافيين قليلين ينشرون معلومات، بعضها يُفيد بأن نيكول كيدمان، مثلاً ـ الحاضرة في الدورة الـ 70 لـ "كانّ"، بـ 3 أفلام وحلقتين تلفزيونيتين ـ تُشارك في عرضٍ "سرّي جداً" (!)، لبضع دقائق فقط، "مُمنْتَجَة" خصيصاً بـ "السوق السينمائية"، من النسخة الأميركية لـ Intouchables الذي حقّقه الثنائي الفرنسي إيريك تولدانو وأوليفييه نكّاش عام 2011. تُضيف المعلومة أن المقتطفات معروضةٌ أمام مشترين وموزّعين كثيرين، وأن كيدمان ـ التي تمثّل في النسخة الأميركية ـ حاضرةٌ إلى جانب شريكيها الممثلين كيفن هارت وبراين كرانستن. 

لن يتمكّن أحدٌ من معرفة نتيجة المُشاهدة، قبل وقت. هذه أمور تحصل كل لحظة، في سوق سينمائية تُعتبر الأهم في العالم. فاقتصاد السينما يبقى ملكاً للعاملين فيه، ريثما تتأكد الأمور، وإنْ تُنشر، بين حين وآخر، معلومات "غير مؤكّدة". في "كان"، لن تتبدّل الحالة هذه. لكن منشورات ومطبوعات، موزّعة يومياً على نقّاد وصحافيين، تمنح معطيات عملية. مثلٌ على ذلك؟ إقليم "إيل دو فرانس" (المعروف أيضاً باسم "الإقليم الباريسي") "متورّط" مباشرة في دعم إنتاجات فرنسية كثيرة، بينها 14 فيلماً مُشاركاً في "كانّ الـ 70"، في المسابقة الرسمية، كما في برامج أخرى، وخانة التكريم، و"عروض خاصّة". يتضمّن الملف معلومات كثيرة عن المشاريع المنفَّذة، أو الجاهزة للتنفيذ، بالإضافة إلى تحديد المبالغ المدفوعة لكلّ مشروع. 

لكن حكايات أخرى، تدور في فلك السينما، تتناثر في زوايا أخرى: فهناك، مثلاً، من يُمضي نهاراً كاملاً أمام المدخل الرئيسي لمقرّ المهرجان، رافعاً لافتاتٍ متفاوتة الأحجام، مكتوبٌ عليها تمنّيات بالحصول على دعوات لمشاهدة هذا الفيلم أو ذاك. غالبية هؤلاء شبابٌ يأتون من مدنٍ فرنسية مختلفة، بسعي حثيث إلى مُشاهدة الجديد، من دون تردّد أو تعب أو تراجع، ويرفعون الصوت قليلاً أمام مدخل مقرّ المهرجان، حيث يخرج النقاد والصحافيون: "هل لديكم بطاقة دعوة لا تريدونها؟". 

إنهم طلاب جامعات، أو موظّفون، أو متقاعدون يريدون اكتشاف معنى مُشاهدة فيلمٍ جديد، في مهرجانٍ عريقٍ وفاعل ومؤثّر في المشهد السينمائيّ. بالإضافة إلى ذلك، هناك "هائمون" بالنجوم، وهذا انتظارٌ من نوعٍ آخر: يصطفون طويلاً أمام المدخل الخارجي لفنادق فخمة، تمتد على الـ "كروازيت"، لعلّهم يكتسبون "نعمة" رؤية ضيف يعشقون، وإذا تكرّم الضيف ووقّع على ورقة أو دفتر أو صورة أو منديل لهم، فهذا يعني إما أنهم لا يزلون في حلمٍ، وإما أن الحلم تحقّق، وهم لا يُصدِّقون. 

في مقابل أفرادٍ يسعون إلى بطاقة دخول مجانية، تتشكّل حشود طويلة، قبل ساعاتٍ من بدء عروضٍ مختلفة. والحشود تلك يغلب عليها نقّاد وصحافيون وعاملون في صناعة السينما، لا يكترثون بشمسٍ حارقة أحياناً، أو بمطرٍ يهطل قليلاً أو كثيراً بين حين وآخر. يندسّ بينهم، أحياناً، شراة البطاقات، وعلى الجميع انتظار موعد السماح بالدخول (نصف ساعة قبل كل موعد، ثم التأكّد من البطاقات، ثم التفتيش الأمني). أما النقاد والصحافيون، فلديهم بطاقات المهرجان، الموزّعة على ألوانٍ تضع كلّ واحد منهم في خانة مختلفة: فالأبيض، (وإنْ يكن عدد الحاصلين عليه قليلٌ)، يُمنح كتكريم لنقّاد وصحافيين يأتون المهرجان منذ أعوام مديدة، ويعملون في مؤسّسات تُعتَبر الأكبر والأهم، والأوسع انتشاراً، والأكثر تأثيراً. هؤلاء يدخلون فوراً، أي من دون انتظار، ومقاعدهم محجوزة سلفاً. أما اللون الزهر، الذي يحتل المرتبة التالية للأبيض، فنوعان: لون زهر مع دائرة صفراء، وهو ملك مجموعة "مُعزَّزة ومُكرَّمة"، يكون أفرادها أول الداخلين إلى الصالة. يليهم مباشرة حاملو البطاقات ذات اللون الزهر فقط. أما اللونان الأزرق والأصفر، فعلى حاملي بطاقاتهما انتظار دخول هؤلاء جميعهم، ما يعني أن بعضهم ربما لن يعثر على مقعدٍ، فيضطر إلى انتظار موعد آخر، لعرض ثانٍ، في صالة مختلفة.

العربي الجديد اللندنية في

26.05.2017

 
 

فاتح أكين وفرانسوا أوزون.. نفس جديد يهب على «كان السينمائي»

كان ـ مها عبد العظيم

دخل السباق في الأيام الأخيرة من الدورة السبعين لمهرجان كان مخرجون من العيار الثقيل على غرار الألماني فاتح أكين والفرنسي فرانسوا أوزون، فبعثت فيه أفلامهم روحاً جديدة أحيت الكروازيت بعد أيام من الخيبات والفتور التي ميزت هذه الدورة.

مع اقتراب نهاية الدورة السبعين لمهرجان كان الذي يختتم في 28 مايو/أيار، عرضت أفلام انتظرها الجمهور بفارغ الصبر على غرار “من العدم” للألماني فاتح أكين و”العشيق المزدوج” للفرنسي فرانسوا أوزون، و”الوقت المناسب” للأخوين الأمريكيين جوش وبيني صفدي.

تدور أطوار “من العدم” وسط الجالية التركة بمدينة هامبورغ الألمانية، وهي المدينة التي ولد فيها فاتح أكين (فهو ألماني من أصول تركية). يحرك الفيلم تساؤلات سياسية واجتماعية تخترق أوروبا اليوم. وهو أول فيلم تمثل فيه ديان كروغر بالألمانية، لغتها الأم. ويقول آكين أن كروغر هي “مارلين ديتريتش الحديثة”. كان فاتح أكين قد اشتهر بفيلم “هاد أون” الحاصل على الدب الذهبي في مهرجان برلين العام 2004. كما أحرز المخرج جائزة أفضل سيناريو في مهرجان كان 2007 عن “من الجهة الأخرى”. أما في “ذي كات” (2014) يتناول بشجاعة إبادة الأرمن التي لا تعترف بها تركيا.

بعد الحداد والبحث عن العدالة، يتناول أكين في “من العدم” انتقام امرأة ألمانية تدعى “كاتيا”، من المسؤولين عن انفجار قنبلة أودى بحياة زوجها تركي الأصل، وابنهما ذي السنوات الست. ويقول فاتح أكين إن مسائل الفقد والحزن والرغبة في الانتقام هي مواضيع عالمية جامعة “لا تتغير مع الثقافات أو الجنسيات”. ويتابع أكين “حرصت على أن يكون فيلما شخصيا. فهذه الشخصية تحمل مخاوفي وغضبي”.

بعد الانفجار، تحقق الشرطة بشأن حياة الزوج: هل كان متديناً؟ هل كان يتاجر بالمخدرات؟ قبل أن تستقر الشكوك على وقوف نازيين جدد وراء الاعتداء. يبحث أكين من وجهة نظر نادرة، العنف والميز العنصري والأفكار النمطية التي تستهدف الأجانب في ألمانيا. ويشير الفيلم إلى أحداث واقعية، إذ قتل العديد من لأشخاص من أصول تركية في ألمانيا على يد مجموعة نازيين جدد (تدعى حرفيا سرية قومية-اشتراكية). وأكد المخرج أنه كان “بحاجة إلى تصوير الفيلم” كرد فعل على هذه الجرائم موضحاً أن “أحد الضحايا كان يسكن غير بعيد عن بيتي في حي ألتوما بهامبورغ، وهو شاب كان يلعب كرة القدم مع أخي في صغره”. ويتابع “كان من الممكن أن أكون بين الضحايا، إذ إني أشاركهم نفس الأصول”.

في الفيلم يلقى المشتبه بهما، وهي فتاة ألمانية وصديقها، المساعدة من رجل يوناني ينتمي إلى حزب “الفجر الذهبي” للنازيين الجدد في اليونان حيث يصنف “منظمة إجرامية”. فيلقي بذلك أكين الضوء على خطر صعود تيارات اليمين المتطرف وقضية كراهية الآخر في أوروبا. ويجمع الفيلم بين الميلودراما عبر بورتريه مؤثر لأم وزوجة تسعى لإطفاء غليلها من قاتلي أقرب الناس إليها، وتقنيات الإثارة المحكمة من جهة أخرى والمستلهمة حسب أكين من أفلام .. اليوناني كوستا غافراس! (ألم نقل أن السينما تجمع الشعوب؟)

بدوره هز فيلم “العشيق المزدوج”، في سجل مختلف عن فيلم أكين، الكروازيت. “أخيراً بعض الحكايات الجنسية”، قال النقاد بعد أن طغت على أفلام هذه الدورة غراميات قليلة وفاترة. يشارك أوزون (الذي أخرج 17 فيلما في ظرف 20 سنة !) للمرة الثالثة في المسابقة الرسمية بعد “المسبح” في 2003 و”شابة وجميلة” عام 2013، لكنه لم يفز من قبل بجائزة في مهرجان كان حيث تستقبل دائما أفلامه ببرود. لكن “العشيق المزدوج” ألهب الأفكار وأراق الحبر لسبره أقصى المواقف “الفرنسية المثقفة” بسلسلة مراجعها المتعددة من التحليل النفسي إلى الأدب والتجريب الجنسي.

كلوي” امرأة حساسة ومكتئبة تعالج لدى خبير نفسي فتقع في حبه، يقرران العيش سوياً بعد بضعة أشهر فتكتشف أنه يخفي عنها جوانب عديدة من حياته. بعد جرعة من الأدرينالين نتصور فيها أبشع الكذبات والخيانات الزوجية والنزعات الإجرامية، يتجاوزنا الخيال فنصل مع كلوي إلى مكتب طبيب نفسي آخر: لويس. لويس هو توأم بيار، زوج كلوي، الذي ينكر وجوده إلى حد تغيير اسمه. تقع كلوي في شرك علاقات جنسية منتظمة مع لويس، تراوح بين الانحراف النرجسي والاغتصاب والشهوة.

يركب أوزون سيناريوهات متعددة تبعث على الدوار: تلك التي نتوقعها ونخشاها، مفاجئة ومألوفة. فكلوي ضحية أخوين جهنميين يستخدمانها لتصفية حسابات الطفولة، وكلوي تحب رجلاً في حين يشفي أخاه غرائزها الجنسية الدفينة، وكلوي حامل من أحدهما.. بل إن كلوي تحمل في بطنها نطفة توأم لم يكتمل. كل شيء وارد في الفيلم وكل شيء يبقى مفتوحاً وثري الخلفيات. والأروع هو أن أوزون نظم ونسق كل هذا الهوس في شكل “مرآة”، فالازدواج هي علامة القراءات المتعددة للشخصيات وحياتها، وأيضا للأساليب البصرية المذهلة المستخدمة. ويتوقع العديد أن “العشيق المزدوج” سينال إحدى الجوائز في مهرجان كان، لا سيما جائزة أفضل ممثلة لمارين فاكت (في دور كلوي).

####

فاتح أكين يبدأ اليوم عرضه الأول لفيلم «IN THE FADE» بمهرجان كان

كان ـ «سينماتوغراف»

يبدأ، اليوم الجمعة، المخرج الألماني التركي الأصول “فاتح أكين”، العرض الأول لفيلم الدراما “In The Fade”، والذي يشارك به أكين في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في دورته الـ70، وينافس من خلاله على جائزة السعفة الذهبية.

وتدور أحداث الفيلم في إطار درامي حول امرأة تفقد زوجها وابنها بعد تفجير إرهابي، محملة بالعديد من مشاعر الحزن والألم، تعود كاتيا للانتقام من جديد، والقصة من تأليف أرك بوم، وشارك في كتابة السيناريو فاتح أكين، فيما تقوم الممثلة ديان كروجر ببطولة الفيلم.

وشارك أكين من قبل بمهرجان كان السينمائي عام 2007 بفيلم “The Edge of Heaven”، والذي حصد من خلاله جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أفضل سيناريو فيلم سينمائي، كما رشح الفيلم لجائزة السعفة الذهبية.

####

جائزة «المواهب الشابة» للفلسطينية ميسلون حمود في «كان السينمائي»

كان ـ الوكالات: «سينماتوغراف»

سلمت أيقونة التمثيل الفرنسي إيزابيل هوبير جائزة “مواهب شابة” لبرنامج “نساء في الحراك” للمخرجة الفلسطينية ميسلون حمود. و”نساء في الحراك” هي جائزة تخصصها مؤسسة كيرينغ ومهرجان كان تكريماً لمساهمة النساء في دعم السينما.

في إطار برنامج “نساء في الحراك” woman in motion الذي تدعمه مؤسسة كيرينغ kering ، لتسليط الضوء على دور النساء في دفع الفن السابع، جمع “العشاء الرسمي” لمهرجان كان في دورته السبعين 200 ضيف. وسلمت جائزة “نساء في الحراك” للممثلة الفرنسية الكبيرة إيزابيل هوبار، التي اختارت بدورها تكريم المخرجة الفلسطينية، المولودة في المجر.. ميسلون حمود عبر جائزة “المواهب الشابة”.

تم عرض فيلم ميسلون حمود “بر بحر” عام 2016، ويروي قصة ثلاث شابات عربيات يتشاركن العيش في شقة في وسط تل أبيب. بين الدراسة والعمل، تدور حياة البنات على وقع نزعة التحرر من ضغوط المجتمع عبر اتباع نمط عيش يظن العديد أنه حكر على الشباب الغربي: كحول وحشيش، ممارسة الجنس، سهر.

إحدى شخصيات الفيلم تنحدر من قرية أم الفحم التي كان رد فعل بلديتها غير مسبوق، إذ أصدرت بيانا جاء فيه “نؤكد رفضنا القاطع واستنكارنا الشديد لما يسمى بفيلم “بر بحر”، لما فيه من إساءة مباشرة لأم الفحم وأهلها بشكل خاص، ولمجتمعنا الفلسطيني في الداخل بشكل عام. كما ندعو أهلنا في مدينة أم الفحم خاصة ووسطنا العربي عامة بكل فئاته وأحزابه وحركاته إلى رفض هذا الفيلم ومقاطعته”.

وأكدت المخرجة أن كل ما تلقته من تهديدات دليل على نجاح الفيلم.

####

الأعمال الفائزة بجوائز سينيفونداسيون والأفلام القصيرة في «كان السينمائي»

كان ـ الوكالات: «سينماتوغراف»

على هامش فعاليات الدورة الـ70 لمهرجان كان السينمائي، تم اليوم توزيع جوائز لجنة تحكيم سينيفونداسيون والأفلام القصيرة برئاسة كريستيان مونجيو وبعضوية كلوتيلد هيسم وأثينا راشيل تسانجاري وباري جينكينز وإريك خو جوائز سينيفونداسيون 2017 خلال حفل أقيم في مسرح بونويل، تلاه عرض الأفلام الفائزة.

يتألف اختيار سينيفونداسيون من 16 فيلما طلابيا، تم اختيارهم من بين 600 2 قادمة من 626 مدرسة فيلم في جميع أنحاء العالم.

الجائزة الأولى

PAUL EST LÀ (بول إس هير)

إخراج فالنتينا موريل

إنزاس، بلجيكا

الجائزة الثانية

HEYVAN (أنيمال)

من إخراج بهرام وبهمان أرك

المدرسة الوطنية الإيرانية للسينما، إيران

الجائزة الثالثة

DEUX ÉGARÉS SONT MORTS (تو يوسز دييد)

إخراج توماسو أوسبرتي

لا فيميس، فرنسا

وتخصص مؤسسة سينيفونداتيون منحة قدرها 000 15 يورو للجائزة الأولى، و 250 11 يورو للثانية و 500 7 يورو للثالثة.

ويضمن الفائز بالجائزة الأولى أيضاً عرض أول فيلم روائي له في مهرجان كان.

وسيتم عرض الأفلام الممنوحة في سينيما دو بانثون يوم 30 مايو الساعة 7 مساء.

وسيتم عرض جميع أفلام سينيفونداسيون في سينماثيك فرانكيس في 31 مايو و 1 يونيو.

####

محمد رسولوف.. مخرج إيراني لا يتوقف عن العمل وتحدي الضغوط السياسية

كان ـ الوكالات: «سينماتوغراف»

عندما حكمت السلطات الإيرانية على محمد رسولوف بالسجن ربما كانت تأمل أن يتوقف ذلك المخرج عن العمل أو على الأقل تخفيف حدة أفلامه التي تكشف أوجه الظلم القانوني والسياسي في الجمهورية الإسلامية.

وكان رسولوف قبل اعتقاله بصحبة المخرج الذائع الصيت جعفر بناهي في عام 2010 يصنع أفلاما تظهر مشاكل المجتمع الإيراني من خلال الرمزية بدلاً من السرد القصصي المباشر.

ففي فيلمه الكبير الأول (إيرن ايلاند) في 2005، تعيش أسر وتعمل من أجل ديكتاتور حميد الصفات على سفينة شحن يعلوها الصدأ على شاطئ. وفي ثاني أفلامه الذي أنتج عام 2009 (ذا وايت ميدوز)، يجمع رجل دموع أناس يعيشون على جزر من الملح.

وقال رسولوف (45 عاما) في مهرجان كان السينمائي “عندما وقعت هذه المواجهة بيني والأجهزة الأمنية كنت أفكر قائلا: حاولت دائما ألا أسمح بحدوث ذلك لكنه يحث الآن وأنا أريد أن أصنع أفلامي .. أريد أن أظل صادقا مع نفسي”.

لذا كان رد فعله تجاه اعتقاله هو عمل فيلمه (مانيوسكريبتس دونت بيرن) مسقطاً جميع الاستعارات والرمزيات لتصوير قصة اثنين من الحمقى تم توظيفهما لتعذيب وقتل المعارضين السياسيين.

وتم تصوير الفيلم في إطار من السرية بفريق عمل يتألف من ستة أشخاص ودون أي ترخيص. ولم يعرض الفيلم في دور السينما الإيرانية شأنه شأن كل أفلامه الأخرى.

أما فيلمه (مان أوف إنتيجريتي)، وهو أحدث أفلامه الذي ينافس في فئة (نظرة ما) بمهرجان كان هذا العام، حصل رسولوف على تصريح بتصويره لكن ذلك لم يحدث إلا بعد توقيع تعهد بألا يكون الفيلم “قاتماً” بالكامل.

وحظي (مان أوف إنتيجريتي)، وهو دراما عن رجل يرفض استخدام الرشا كطريق للخروج من المشكلات، بإشادة مجلة فارايتي التي وصفته بأنه “دراما مثيرة للتوتر والغضب حيال الفساد والظلم.. ونقد لاذع للمجتمع الإيراني المعاصر.. وهو ما من شأنه أن يكون له صدى على كلا المستويين المحدود والعالمي”.

وإلى جانب الإشادة الكبيرة التي حصل عليها إيرانيون أمثال بناهي وأصغر فرهادي، الذي فاز هذا العام بثاني جائزة أوسكار له، حصل المخرجون الذين ينتجون أفلاماً في إيران في مواجهة الرقابة والاعتقال والسجن على الدعم أيضاً.

وقال رسولوف “الدعم الدولي ساعد حقيقة جميع صناع السينما وخصوصا أنا من خلال وقف الضغط الذي يمارسونه علينا”.

وعلى الرغم من حكم السجن عليه لمدة عام والذي أوقف تنفيذه بعد دفع كفالة، لا يزال رسولوف يواجه خطر التدخل القضائي في عمله. لكنه متفاءل بشكل يدعو للدهشة، قائلا إنه يأمل في أن تعرض أفلامه يوماً ما بإيران.

سينماتوغراف في

26.05.2017

 
 

(المدى) في مهرجان «كان» السينمائي الدولي..

الدورة السبعون صوب الختام.. لكن بغياب الأفلام الكبيرة

كان/ عرفان رشيد

يُسدل مساء غدٍ الأحد الستار على الدورة السبعين من مهرجان « كان » السينمائي الدولي بعد إثني عشر يوماً شهدت خلالها شاشاته عرض كمٍ هائل من الأفلام في البرامج المتعدّدة، ومرّ عشرون فيلماً منها من تحت مِشرط رئيس لجنة التحكيم الدولية، المخرج الإسباني بيدرو آلمودوفار، وتنافست على السعفة الذهبية وجوائز المهرجان الأخرى.

وما ميّز مسابقة هذه الدورة هو قلّة الأفلام التي ستترك تأثيراً وحضوراً مُميّزاً في ذهن الجمهور، إذْ لم يزدْ عدد هذه الأفلام عن سبعة أو ثمانية أفلام جديدة، فيما تضمّنت البرامج الأخرى، كـ « نظرة ما » أو التظاهرات الجانبية مثل «نصف شهر المخرجين » و«أسبوع النقّاد » أفلاماً كان يُمكن أن تجد طريقها إلى شاشات المسابقة الرسمية، لولا أن غالب هذه الأفلام، لم تجد من يقف وراءها من شركات التوزيع والانتاج الضخمة والمؤثرة، وقلّما تنحو المهرجانات السينمائية، ومن بينها مهرجان كان، إلى عرض الأفلام التي لم تحصل بعد على موزّعين عالميين أو موزعين وباعة في فرنسا، في الأقل

هذا على الرُغم من السجال الذي دار في الأيام لأولى من المهرجان حول إصرار شركة «نيتفليكس» برفض عرض أفلامها في صالات السينما، وهو ما دفع رئيس لجنة التحكيم الدولية بيدرو آلمودوفار إلى التصريح قوله “أواجه صعوبة حقيقية في منح الجوائز إلى فيلم لن يُشاهده الجمهور في صالة سينما، بل فقط على شاشات التلفزيون…».

الهاجس الأمني لوّث الفرحة

وإذا كان من العسير على آلمودوفار وبعض رفاقه في لجنة التحكيم الدولية منح جائزة ما إلى فيلم «أوكجا » المُنجز من قبل  الكوري الجنوبي بونغ جون هو، بسبب إنتاجه من قبل «نيتفليكس»، فإن إختيارات الأفلام الفائزة بالجوائز  لا تذهب أبعد من التكهّنات التي دارت في الأيام الثلاثة الماضي، وهي تكهّنات على أفلام أقنعت الجمهور والنقد، ما وضعها في قمة تفضيلات المجلات السينمائية العالمية المتخصّصة كـ «فاراييتي» و«هوليوود ريبورتر ».

وكانت فاراييتي انتقدت اختيارات المهرجان وإدارته الفنيّة، إضافة إلى انتقادها المبالغة بالإجراءات الأمنية المشدّدة والتي أفضت إلى تأخيرات تحدث للمرّة الأولى في تاريخ مهرجان «كان »، وألقت «فاراييتي » باللائمة على هذه الإجراءات الأمنية مشيرة إلى أنّه “ لم تتم الاستفادة من الطقس الجميل الذي رافق أيام المهرجان بأسرها، وبدلاً من إدخال الناس إلى القاعات بشكل سلس، فقد ترك المنظّمون والفنانون عشرات الضيوف والصحفيين ببدلة التوكسيدو وهم يُصْلَوْنَ بنار الشمس الحارقة ويعانون ن تصبّب العرق المتواصل”.

جوائز تدور في إطار ضيّق

التكهّنات تحصر الاختيارات التي يمكن أن تُركّز عليها لجنة التحكيم الدولية نقاشاتها، في عدد محدود من الأفلام، نُدرج بعضاً منها، وهي «بغضاء» للمخرج الروسي آندريه زفينياتسييف و «الساحة » للسويدي روبين أوستلوندو، و « 120 ضربة في الدقيقة الواحدة » للمخرج، مغربي المولد، روبين كامبيللو، و « نهاية سعيدة » للنمساويين مايكل هانيكة، و « تلاشي» او « صوب النور» للمخرجة اليابانية ناوومي كاواسي، و « الكائن الطَّيِّب » للمخرج البيلاروسي سيرغي لوشينيتسا.

حضيض ما بعد الضباب

بعد « الضباب » في عام 2012 و « جسور ساراييفو » و « ميدان »  في عام 201 و « أوستيرليتز » في العام الماضي، يعود سيرغي  لوشينيتسا إلى مهرجان « كان » ليُقدّم في المسابقة الرسمية فيلمه الجديد « الكائن الطَّيِّب »، ولمجرّد العرض يحتل الفيلم موقعاً متقدّماً ضمن الافلام المرشّحة لجائزة هامة ، وبالذات لجائزة أفضل أداء نسائي.صورة جميلة أعادت إلى الأذهان الكثير من الرسم الواقعي الروسي في القرن التاسع عشر وقسط من القرن العشرين، ممثلون كبار أبرزوا بأدائهم ثراء المدرسة الروسية في التمثيل وعبروا بالمشاهد  بخفة ورشاقة طوال الدقائق الـ 143 التي استغرقها العرض. وإذا ما افترضنا بأن يفكّر بيدور آلمودوفار بمنح جائزة للفريق التمثيلي  لفيلم ما مجتمعاً، فإن ممثلي لوشنييتسا بالتأكيد سيكونون الأكثر استحقاقات لتلك الجائزة.

تدور أحداث الفيلم في مكان ما، يقع في أقاصي روسيا، وفي زمن يبدو وكأنه توقّف بالكامل. وتشعر بذلك ليس فقط من مناظر ومشاهد وديكورات الفيلم او من الأزياء التي يرتديها الممثلون، او العربات والحافلات التي يستخدمونها ويستقبلونهم، بل أيضاً، وبالذات، من حالة اللامعقول التي تتحرك الشخصيات في ظلّها

ويظهر ذلك بجلاء في حالة الاستسلام اليائس التي تتعامل بها بطلة الفيلم ( وأدّتها فأسكينا ماكوفتسيفا)، والتي لا نعرف لها إسماً في الفيلم، وكل ما نعرف عنها هو انها تعمل كحارسة ليلية في محطة للوقود في منطقة نائية وفقيرة.

واختار المخرج تقديمها في دليل الفيلم باسم « السيدة الطيّبة ». 

وتقوم برحلة لا معقولة تعبر بها البلاد للوصول الى السجن الذي يقبع فيه زوجها، ولا تتمكن من لقائه.

ولم يكن لـ « السيدة الطيبة » أن تقوم بهذه الرحلة لولا ان دائرة البريد اعادت اليها علبة كانت ارسلتها الى الزوج وتحتوي على حاجيات وقطف ملابس، فتحاول إيصال كل ذلك اليه بنفسها. وخلال « رحلة الأوديسيا » هذه نكتشف اللامعقول المأساوي الذي يلف المواطن الذي يعيش في ظل أنظمة قمعية ومُذلّة. الفيلم ناطق بالروسية، لكن ما يحدث في داخله يمكن أن يقع في اي مكان من العالم، تتسيّد عليه سلطة قمعية

ويمكن لنا أن نقرأ مثيلاً لما يحدث في الفيلم في اعمال دوستوييفسكي وغوغل ونيكراسوف وغوركي، وكافكا، حيث « الحضيض » يتقاطع مع الكابوس البيروقراطي، الذي يُعدّ مُسبّباً أسياسياً في كينونة ذلك الحضيض.

المدى العراقية في

27.05.2017

 
 

بالصور.. صناع فيلم L'Amant Double فى كان

كتب على الكشوطى

حضر صناع الفيلم الفرنسى L'Amant Double المؤتمر الصحفى للفيلم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ700، والتقطت عدسات المصورين صناع العمل المخرج فرانسوا اوزون والفنان جيريمى رينييه وجاكلين بيسيه ومارين فاكث.

مهرجان كان السينمائى يترأس لجنة تحكيمه المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار، فيما تضم اللجنة تضم 8 أعضاء وهم نجمى هوليوود جيسيكا شاستين وويل سميث، والألمانية مارين ادى، والنجمة الصينية فان بينج بينج، وأجناس جأوى والمخرج Park Chan-wook، أيضًا جبريال يارد والمخرج الإيطإلى بأولو سورنتينو.

فيما تترأس لجنة تحكيم نظرة ما النجمة الأمريكية أوما ثرومان، وتضم لجنة التحكيم المخرج المصرى محمد دياب والممثل الفرنسى رضا كاتب، والمخرج البلجيكى جواشيم لافوس، وكاريل أوش وهو المخرج الفنى لـ"Festival International de Karlovy Vary".

####

"مش بس فلوس" تعرف على قيمة جوائز "Cinéfondation" بمهرجان كان السينمائى

كتبت : رانيا علوى

تقدم فئة " Cinéfondation " في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 70 منح للأعمال الفائزة، حيث ينل الفائز الأول منحة قدرها 15 ألف يورو ، وعن الفائز الثاني فجائزته 11.250يورو ، وعن المركز الثالث فينل منحة قدرها 7.500 يورو.

وينل الفائز بالجائزة الأولي فرصة لعرض أول فيلم روائي طويل له ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي كما أعلن القائمون علي المهرجان أن الأعمال الفائزة بهذه الفئة سوف تعرض بـ " Cinéma du Panthéon " وذلك يوم 30 مايو الجاري .

يذكر أنه تم اختيار الأعمال الفائزة بعد منافسة قوية بين 16 عمل تم انتقائهم من بين 2600 قدموا من 626 من مدارس السينما في شتي أنحاء العالم.

####

بلجيكا وإيران وفرنسا يحصدون جوائز "Cinéfondation"

كتبت رانيا علوى

أعلنت لجنة تحكيم فئة "Cinéfondation" برئاسة كريستيان مونجيو في مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ70 والمقام في مدينة كان الفرنسية عن الأعمال الفائزة بهذه الفئة، حيث تم اختيار الأعمال الفائزة بعد منافسة قوية بين 16 عمل تم انتقائهم من 2600 قدموا من 626 من مدارس السينما في شتي أنحاء العالم.

فاز بالجائزة الأولي "PAUL EST LÀ" من بلجيكا ، وكانت الجائزة الثانية من نصيب الفيلم الإيراني "AniMal"، وكانت الجائزة الثالثة لـ"DEUXÉGARÉS SONT MORTS" من فرنسا.

####

بالصور.. مراحل تصنيع فستان نيكول كيدمان بمهرجان كان السينمائى

كتبت رانيا علوى

اعتادت النجمة العالمية نيكول كيدمان علي خطف الأضواء نحوها بإطلالاتها الساحرة و التي يغلب عليها اغلب الأحيان الطابع الكلاسيكي ، مبتعدة تماما عن الظهور بالإطلالات المثيرة للجدل و الخارجة عن المألوف ، وهو ما جعل الكثير من عشاقها و معحبيها يعتبروها واحدة من أهم أيقونات الجمال و الموضة على السجادة الحمراء .

واستطاعت نجمة الأوسكار الشهيرة البالغة من العمر 49 عاما أن تثير ضجة كبيرة فور ظهورها بعرض فيلمها " The killing of a sacred deer " ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 70 ، فظهرت كيدمان مرتديه فستان A LINE من اللونين الأبيض و الأسود حمل إمضاء دار أزياء " Calvin Klein " و وصفت إطلالة نيكول بأنها الأقرب للـ " بالرينا " الساحرة .

ولأن فستان نيكول كيدمان مازال عالقا بأذهان محبيها وعشاقها نستعرض أهم تفاصيل تنفيذه بدءا من رسمه على الاسكتش وصولا لظهور نيكول كيدمان و هي ترتديه علي السجادة الحمراء .

يذكر أن "The Killing of a sacred deer" تدور أحداثه حول مراهقة تحاول أن تُحضر جراحا لامعا إلى عائلتها وجعله جزءا منهم ، و يشارك نيكول كيدمان بطولة العمل كولين فاريل و رافي كاسيدي.

اليوم السابع المصرية في

27.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)