كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

قتل غزال مقدس' عودة إلى ألغاز لانثيموس العبثية

العرب/ أمير العمري

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 

من أفضل أفلام مسابقة مهرجان كان السينمائي الـ70 الفيلم الجديد من الإنتاج البريطاني الأيرلندي قتل غزال مقدس” The Killing of a Sacred Deer للمخرج اليوناني يورغوس لانثيموس الذي سبق أن فاز بجائزة لجنة التحكيم في كان 2015 عن فيلمه سرطان البحر” Lobster. وهذا هو سادس أفلامه الروائية الطويلة وثاني أفلامه الناطقة بالإنكليزية، وهو أكثر أفلام مخرجه سلاسة وتدفقا ووضوحا وجمالا.

كان (فرنسا) - لا أعتقد أن هواة تصنيف الأفلام طبقا لنظام تصنيف الأنواع الأميركي يمكن أن ينجحوا في حصر الفيلم الجديد قتل غزال مقدس للمخرج اليوناني يوغوس لانتيموس (43 سنة) داخل نوع محدد، فهو ببساطة ليس فيلما من أفلام الرعب كما أنه ليس من أفلام الإثارة والجريمة (ثريلر) أو الكوميديا أو الدراما النفسية، فمن الممكن العثور فيه على ملامح لكل هذه الأنواع مجتمعة، لكنه ينتمي أساسا إلى سينما الفكر والخيال والفن الرفيع والتعبير عن رؤية مدهشة للعالم خاصة بصانعه، وهي امتداد لحسه العبثي الساخر كما تلوح في أفلامه السابقة، وهنا يصدق القول إن لانتيموس يصنع فيلما واحدا ممتدا أو يخرج الفيلم نفسه بتنويعات جديدة مهما اختلف الممثلون أو اختلفت اللغة المستخدمة في الفيلم.

من الأسطورة

عنوان الفيلم مستمد من الأسطورة اليونانية التي تتلخص باختصار شديد في ضرورة التضحية بأحد أفراد العائلة تجنّبا لهبوط لعنة الآلهة على أفراد العائلة جميعا، فهو إذن عنوان رمزي لا علاقة له بقتل أي غزال في الغابة.

نحن أمام أسرة من الطبقة الراقية في المجتمع تتكون من الأب ستيفن” (كولن فاريل) وهو جراح قلوب وزوجته آن” (نيكول كيدمان) طبيبة العيون، والابنة كيم” (رافي كاسيدي) وهي طالبة في الثالثة عشرة من عمرها، والابن بوب” (ساني سولجيك) وهو في نحو السابعة.

لانتيموس يصنع فيلما واحدا ممتدا أو يخرج الفيلم نفسه بتنويعات جديدة مهما اختلف الممثلون واللغة المستخدمة

هذه الأسرة التي تتمتع بمستوى اجتماعي رفيع، تقطن منزلا فسيحا تتوفر فيه كل مظاهر الحياة الحديثة المريحة، ينتمي الأب والأم إلى دائرة العلم، أي بعيدا عن الخرافة، لكنهما سيقفان عاجزين أمام ما ستتعرض له الأسرة من مأزق عجيب، يتناقض تماما مع أي تفسير علمي.

العلاقة بين الزوج والزوجة في الفراش تخضع لطقوس غريبة، فهي تبدو كما لو كانت علاقة خضوع سلبي من جانب المرأة، ونهم من جانب الرجل لا يعكس رغبة حقيقية، بل حاجة لتفريغ طاقة.

ستيفن على صلة ما بشاب اسمه مارتن (باري كيوغان) يمنحه ستيفن الهدايا، ويتعامل معه بود ولكن بحذر، أما مارتن فهو يظهر فجأة في المستشفى الذي يعمل فيه ستيفن، يقدمه ستيفن لزميله طبيب التخدير ماتيو” (بيل كامب) باعتباره زميلا لابنته كيم، وأنه يريد أن يدرس الطب ويرغب في الاطلاع على مسار الأمور في المستشفى.

أما مارتن، فهو الابن الوحيد لمريض سابق أجرى له ستيفن عملية جراحية في القلب، ولكنه مات خلال العملية وكان في السادسة والأربعين من عمره، كان ذلك قبل عشر سنوات، ولعل هذا هو سبب تعامل ستيفن الحذر معه واستجابته له ومحاولة كسب وده عن طريق تقديم الهدايا له ثم دعوته إلى منزله وتقديمه لأفراد أسرته.

يواصل مارتن الاتصال بستيفن، يدعوه تارة لمقابلته وتبادل الحديث معه، ثم يدعوه لتناول طعام العشاء في المنزل مع والدته الأرملة الجذابة، وعندما يستجيب ستيفن على مضض، يحاول مارتن أن يدفعه دفعا لإقامة علاقة جنسية مع أمه التي تعاني من الحرمان، وتأخذ هي بزمام المبادرة تجاه ستيفن، لكنه يرفض ويغادر غاضبا.

سرعان ما يسقط بوب ابن ستيفن مشلولا ويرفض تناول الطعام بعد نقله إلى المستشفى، لكن الأطباء يعجزون عن التوصل إلى معرفة سبب إصابته بالشلل، كما يفشلون في علاجه، هنا يعلن مارتن لستيفن أنه مسؤول عن قتل والده، وأن من العدالة أن يدفع الثمن، ويطالبه بضرورة التكفير عن الذنب بالتخلص من أحد أفراد أسرته طواعية، وإلا يفقد الثلاثة: الزوجة والابن والابنة.

وبعد إصابة الابنة كيم بدورها بالشلل يسري الفزع داخل الأسرة ويتبادل ستيفن وآن الاتهامات، وتبدأ آن بالبحث عن حقيقة العملية الجراحية التي أجراها ستيفن لوالد مارتن لتعرف أنه كان قد تناول الخمر قبلها، وأن الخطأ خطأه هو وليس خطأ طبيب التخدير.

ترفض كيم تناول الطعام، ثم يعتقل ستيفن الشاب مارتن في قبو المنزل ويقوم بتعذيبه حتى يرضخ ويستخدم تأثيره النفسي الخفي، الذي لا يقدم له الفيلم تفسيرا، لإعادة بوب وكيم إلى السير بشكل طبيعي، لكن مارتن يبقى على يقينه من ضرورة وقوع فعل التكفير”.

هذه المسارات التي تبدو طبيعية أو مفهومة داخل سياق سلس يضفي عليها لانثيموس بأسلوبه الخاص طابعا مشوبا بالعبث، فالعالم من الداخل ليس كما يبدو لنا من الخارج.

العلاقة الجنسية بين الزوجين مثلا تتصف هي أيضا بالغرابة، كما تتصف علاقة آن الزوجة بطبيب التخدير الذي يطلب من آن الحصول على مقابل يتمثل في متعة الجنس اليدوي مقابل تزويدها بمعلومات عن العملية التي شارك فيها كطبيب للتخدير مع ستيفن وتسببت في موت والد مارتن.

رؤية عبثية

يكشف الحوار عن التلاعب العبثي الساخر المضحك الذي يمارسه لانثيموس هنا، فالابنة كيم في أول لقاء لها مع مارتن أثناء استضافته على العشاء تصرّح أمام الجميع بأنها عرفت للمرة الأولى الدورة الشهرية، ومارتن يقول في أحد حواراته الساخنة مع ستيفن إنه يمكن أن يعتبر ما يحدث مجرد حالة رمزية أو ميتافور”.

وعندما يقابل مارتن ستيفن في مكتبه بالمستشفى يسأله عن كمية الشعر الذي يوجد تحت إبطه ثم يطلب منه أن يزيح قميصه ليرى بنفسه، والابنة كيم تطلب من شقيقها بوب الذي يرقد بين الحياة والموت أن يسمح لها بالحصول على جهاز الاستماع الموسيقي الخاص به بعد أن يموت، وعندما تراه ينزف دما من عينيه -كما تنبّأ مارتن- تنادي على والدها لتزف إليه النبأ وهي في حالة ابتهاج، وعندما يرفض ستيفن مداعبات والدة مارتن الجنسية ويقرر المغادرة ترجوه أن يبقى فقط لكي يتذوق طعم التورتة التي أعدتها”.. وقبل أن تستسلم آن لممارسة الجنس مع ستيفن تسأله هل تريد وضع التخدير الكلي؟، أي أن هناك قائمة يختاران منها.. وهكذا.

ديكور منزل الأسرة الفسيح يجمع بين مظاهر الثراء والحداثة، وتعكس غرابة تصميم الأسقف بتكويناتها التكعيبية اضطرابا ما، خاصة أسقف غرف النوم، ويوحي الطابع العتيق للمنزل من أسفل بأننا انتقلنا داخل أقبية تنتمي للعصور الوسطى، حيث توجد غرفة للتعذيب وبندقية صيد قديمة.

الكاميرا تتحرك كثيرا، تجوس داخل الردهات الطويلة الممتدة وكأنها تتلصّص، تسير وراء الشخصيات، تتابع الشخصيات أحيانا من زوايا مرتفعة غريبة تعكس الطابع الغرائبي للموضوع، تسير في حركة ترافلنغ إلى الأمام وإلى الوراء تتابع سير الشخصيات داخل ردهات المستشفى، مما يمنح المشهد طابعا خاصا ينقل للمتفرج إحساسا بالتنويم، بالغرابة، وبالاغتراب عن الواقع، إننا أمام مزيج من برغمان وهيتشكوك ومن بريسون وديفيد لينش، مع أحداث غريبة لكنها قريبة، وصور تخفي بقدر ما تصرح، ليس هناك تفسيرا لما نراه من وقائع غريبة، ومارتن قد يكون هو أداة التطهير الإلهية أو أداة الانتقام وتحقيق العدالة.

المونتاج داخل المشهد يجعل اللقطات تنتقل بين الوجوه عن قرب، تركز طويلا على الانفعالات المكتومة ونظرات الشرود في وجه مارتن بوجه خاص، وشعور آن بالقلق الشديد مع الرغبة في التحكم في النفس.

ولا شك أن أداء الممثلين جميعا وفي مقدمتهم نيكول كيدمان وكولن فاريل والممثل الصاعد باري كيوغان في دور مارتن، يلعب دورا أساسيا في توصيل ذلك الإحساس بالرعب إلى المشاهدين، والتعبير بدقة وتحكم مثير للإعجاب عن الانفعالات الداخلية المتناقضة التي تنتقل بين الحيرة والخوف والشك والرفض. إننا أمام طرح جديد مثير لفكرة تطبيق العدالة والانتقام ولو عن طريق مصدر قد لا يكون إنسانيا تماما أو أن فيه شيئا ينتمي إلى قوة أكبر تدفعه لتحقيق الانتقام.

على كل المستويات الفيلم جدير بالتقدير، رغم ما قوبل به في نهاية عرضه للنقاد والصحافيين في مهرجان كان بصيحات استهجان، فما أكثر الأفلام التي تصدم المشاهدين، لكنها تصبح فيما بعد من الكلاسيكيات السينمائية، ألم يكن هذا نفسه استقبال البعض لفيلم المخرج النمساوي مايكل هانيكهيوم سعيد؟، لكن هذا موضوع آخر.

ناقد سينمائي مصري

####

كوثر بن هنية:

'على كف عفريت' حادثة يمكن أن تقع في أي مكان

العرب/ أمير العمري

المخرجة التونسية كوثر بن هنية تعرض فيلمها 'على كف عفريت' في مهرجان كان وتستعد لفيلم جديد يروي قصة لاجئ سوري يقبل دعوة من فنان أميركي مشهور لتتغير حياته.

كان (فرنسا) - أخطأت المخرجة التونسية الموهوبة كوثر بن هنية اختيار العنوان الإنكليزي لفيلمها على كف عفريت، فقد جعلت العنوان The Beauty and the Dogs أي الحسناء والكلاب” (تنويع على الحسناء والوحش)، وهو عنوان بعيد تماما عن الذهنية الغربية التي تعتبر الكلاب حيوانات أليفة، منزلية، محببة، صديقة للإنسان، تحظى بكل تكريم ومعاملة حسنة وليس كما ينظر إليها في الثقافة العربية والإسلامية.

وكان حريا بكوثر ربما أن تطلق على فيلمها الحسناء والذئاب، فهو عنوان مناسب أكثر للفيلم، كما أن العنوان بالفرنسية الحسناء والأوغاد أيضا عنوان مناسب أكثر من العنوان العربي للفيلم الذي لا يعكس المغزى الحقيقي للموضوع، فتعبير على كف عفريت يشير إلى وضع عام مهتز يمكن أن ينهار في أي لحظة، أي أنه عنوان يخرج الفيلم من الحالة التي يصورها بكل خصوصياتها، رغم كونها بالطبع تعكس حالة انهيار عام في مجتمع ما قبل الثورة في تونس.

كوثر بن هنية تحدثت عن فيلمها لموقع مهرجان كان وقالت إن موضوع الفيلم يعتمد بتصرّف على الحادثة التي وقعت عام 2012 في تونس، أي اغتصاب فتاة من جانب رجال الشرطة الذين يفترض أن يقدموا لها الحماية والأمن، ثم إصرارها على المضي قدما في تسجيل شكوى رسمية ضدهم ومقاضاتهم رغم كل ما مورس عليها من ضغوط وإهانات، بل واتهامات، وفي النهاية كسبت قضيتها.

وقالت بن هنية إنها شعرت بالإعجاب الشديد تجاه هذه الفتاة التي أصرت على التصدي لعنف الشرطة وأصبحت إحدى بطلات العصر الحديث، إنها تمثل ذلك التحول الديمقراطي في تونس، وأفراد الشعب في حاجة لمثلها، لكي يناضلوا من أجل نيل حقوقهم وإرغام النظام على القبول بالديمقراطية. ورغم ذلك تضيف بن هنية أنها لم تكن ترغب في أن يكون فيلمها قاصرا على الوضع في تونس فقط، بل أرادت أن تكون له أصداء عالمية، فموضوعه يمكن أن يحدث في أي مكان.

وحول الوضع أثناء التصوير قالت بن هنية إن التصوير تم في تسعة مشاهد متصلة كان المشهد الواحد منها يقتضي أن تدور الكاميرا أحيانا لخمس عشرة دقيقة دون توقف، وكان لا بد من ضبط كل عناصر الصورة، وكان هناك شعور بالتوتر والرغبة في تفادي الوقوع في أي خطأ، فأي هفوة تقنية أو تردد كان معناهما إعادة المشهد بأكمله مرة ثانية.

وعن الوضع الحالي في السينما التونسية قالت بن هنية إنه منذ اندلاع الثورة في 2011 تشهد تونس إعادة البناء، فالديمقراطية مازالت في بداياتها، ولكن حرية التعبير تمارس يوميا، وهذه الحرية أتاحت للجيل الجديد من المخرجين التعبير عن رؤاهم في أفلام سينمائية صادقة وجدت طريقها إلى المهرجانات السينمائية الدولية.ومع ذلك، تضيف بن هنية مازال يتعيّن بذل الكثير من الجهود على الصعيدين السياسي والقانوني من أجل دعم هذه الروح الجديدة الناشئة وتمويل أعمال هؤلاء الشباب الموهوبين، وضمان استمرار الإنتاج السينمائي في تونس الذي لا يزال شديد التواضع فيما يتعلق بعدد الأفلام”.

وحول مشروع فيلمها القادم قالت بن هنية إنه سيحمل عنوان الرجل الذي باع جلده وهو يروي قصة لاجئ سوري في بيروت يدعى سامي علي، يقبل دعوة من فنان أميركي مشهور فينتقل من دائرة اللاجئين البائسين ليصبح فنانا مرموقا على الصعيد العالمي، ينتقل من معسكرات اللاجئين إلى متحف اللوفر وقاعات العروض الفنية في نيويورك، ولكنه يحاول أن يتحرر من هذه المصيدة من أجل استعادة حبيبته.

العرب اللندنية في

26.05.2017

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان كان (9):

{المخدوع} بنكهة أخرى في كان

صوفيا كوبولا تعيد صناعة فيلم لأول مرّة

«كان»: محمد رُضـا

العمل السينمائي الوحيد الذي نُقل إلى الشاشة الكبيرة كان للمؤلف توماس كولينان (1919 - 1995)، هو The Beguiled من إخراج دون سيغل عام 1971. وتعمد إليه ثانية المخرجة صوفيا كوبولا في نسخة جديدة عرضها المهرجان الفرنسي في مسابقته قبل يومين.

ليس سهلا احتواء العنوان الإنجليزي بتفسير واحد: Beguiled ومعناه، المخدوع الواقع تحت فعل مراوغة أو خطّـة ناتجة عن إغواء. يمكن تسمية الفيلم بـ«المخدوع» (أو «المنخدع») وفي نسخة صوفيا كوبولاً تنطبق الكلمة على الإناث الست لدى تسلل الجندي الشمالي إلى مدرستهن الخاصة، فوقعن تحت تأثير جاذبيته كونهن يعشن في حرمان ما، وكونه الرجل الوحيد في ذلك المكان، بالتالي هن «منخدعات» أكثر من خادعات كما ورد في نسخة سيغل.

حاولت طوال مدة عرض الفيلم الجديد (94 دقيقة)، تجاهل الفيلم الأصلي، لكن ذلك لم يكن ممكناً. ينقل الفيلم الجديد الحكاية كلّها والتغييرات التي في عمل المخرجة ليست حاسمة أو جديدة بحيث تمكن المشاهد من إلغاء فيلم سيغل إذا ما كان شاهده.

* براءة ورجولة

في الأصل، وكما ورد على الغلاف الأخير من نسخة «بينغوين» البريطانية للنشر، عندما اشترت حقوق الرواية الأميركية الصادرة سنة 1966. تلعب القصّـة على نسيج من العوامل النفسية والعاطفية والمرح الداكن. هذا المزيج ما بين العمق والترفيه الذي تقترحه الرواية والذي عمد إليه المخرج دونالد سيغل جيداً، هو ذاته المفقود في فيلم صوفيا كوبولا في أول فيلم لها تعيد تصويره (أو كما يسمى بـRemake).

الحكاية الواردة هي بالخطوط العريضة والمتوسطة ذاتها: جندي جريح (كولن فارل في الفيلم الجديد وكلينت إيستوود في النسخة الأولى) من الجيش الشمالي، خلال الحرب الأهلية الأميركية في مطلع ستينات القرن التاسع عشر، يسقط جريحاً بالقرب من مدرسة فتيات في الجنوب الأميركي وبمعزل عن باقي رفاقه. تكتشفه فتاة صغيرة فيُنقل إلى داخل المدرسة التي لم تعتد على أن يدخلها رجل.

يُداوى الجندي من جراحه، لكن خلال الفترة التي يستغرقها العلاج، يغوي الرجل فتاتين راشدتين، واهماً كلا منهما بإخلاصه لها، فيقع الخلاف بينهما وبين الإناث الأخريات. في النهاية يكون ضحية فعلته فيُقتل مسمما (باقتراح من فتاة صغيرة) للتخلص منه.

تختلف نسختا الفيلم في التفاصيل. في فيلم ابنة فرنسيس فورد كوبولا، هناك مدرّسة واحدة (نيكول كيدمان) مسؤولة عن حفنة من الفتيات (ست). في نسخة سيغل هناك مدرّستان وعدد أكبر من الطالبات. أيضاً، يخلو فيلم كوبولا من امرأة سوداء تخدم في المدرسة وتقوم بمهام التنظيف والعناية بالمكان وهو الأمر الطبيعي (الوارد في الحكاية أصلاً)، لكنّ هذا لم يغب عن نسخة سيغل. وفي فيلم كوبولا تُقطع ساق الرجل، بينما البطل في نسخة 1971، يحتفظ بساقه.

ثم هناك ما هو أهم من الفروقات بين العملين. دون سيغل، وقد عمل مع كلينت إيستوود خمس مرات، كان «المخدوع» ثالثها، جعل من الرجل المحور الظاهر في الفيلم وليس البعد العاطفي المستتر. إنه من يسقط فريسة الإناث اللواتي أدخلنه جريحاً وعملن على العناية به. صحيح أنّه جلب على نفسه النهاية الوخيمة، بعد أن غرر بالفتيات وألب بعضهن على بعض، لكنّه خُـدع بدوره مصدقاً ما تبدّى من براءتهن وقبولهن به، بينما كنّ قد خططن لقتله بشوربة فطر مسموم.

في نسخة صوفيا كوبولا تركيز على أنّ الفتيات هن المنخدعات اللواتي صدّقن الرجل وألفن إليه وترددن في تسليمه إلى الجيش الجنوبي، فبادرهن بعد ذلك بمحاولة فرض سيطرته عليهن.

* بين ممثلين

مع وجود العدد الكبير من الشخصيات النسائية في نسخة دون سيغل، هناك قدر أوسع من تباين الشخصيات النسائية. مثلاً يجد الرجل نفسه، في كلا الفيلمين، في جنة مليئة بالنساء وعليه أن يقتنص الفرصة. كذلك فإن إحدى أهم الشخصيات الثانوية هي الخادمة الأفرو - أميركية، لكونها تعكس وضعاً واقعياً. غيابها في نسخة كوبولا يخلق تساؤلات، فالحرب الأهلية نشبت على مبدأ تحرير «العبيد»، ووجودها يجسد هذه الحقيقة كما أنّها، في الفيلم السابق، واحدة من الإناث الجميلات التي سوف تخلق لإيستوود بديلاً عاطفياً محتملاً.

في أسلوب كوبولا المتمحور حول أنثوية الوضع أكثر من ذكوريته، فقدت المخرجة كوبولا وجهة النظر المتوسطة الذي وفرها الروائي معايناً الموضوع والتاريخ والمكان والإشكالات المترتبة جميعاً. في الوقت ذاته، يفشل الممثل البريطاني كولين فارل (المحتفظ بلكنته الآيرلندية المخففة)، في تقديم تشخيص ثري وقوي وليس مجرد أداء تنفيذي. هو ربما جيد فيما أتيح له: تقديم دور الجندي الذي يحاول السيطرة على نساء المكان بالخديعة. لكن إيستوود نفّـذ مشروعاً أكثر أهمية كدراما: هو الرجل الذي يحاول السيطرة على نساء المكان بالخديعة، لكنه الأقدر على تجسيد الشخصية الرجولية (الماتشو)، وهو ما كان مقصوداً في الأساس لشحذ الدراما بالتناقضات الحادة وخدمة لإيستوود كنجم واثب.

فارل، حجماً، لا يقنع في هذا المجال، والأهم أنّ المخرجة خلعت أنيابه، فإذا به أضعف جسدا وشخصاً، من أن يجسد تلك الذكورية.

«المنخدعات»، حسب كوبولا، عليه أن يكون فيلماً نسائياً لأنّها امرأة. وهذا أضعف مبرر يمكن اعتماده في هذه الحالة. لقطاتها بعيدة ومتوسطة وكذلك التمثيل من الجميع: بعيد عن إثارة الاهتمام أو متوسط. لا ألفة يمكن أن يشعر بها المرء حيال أي من الأوضاع أو الشخصيات، ولا يستطيع الفيلم تجسيد أبعد مما يعرضه. وإذا كانت مشكلة فيلم سيغل أن الجمهور لم يُعجب بدور إيستوود - الأيقونة، لكونه أكثر دكانة من المتوقع له، فإن الجمهور هنا لن يكترث لأن تكون العصمة بيد النساء، لأن الشخصيات الواردة منها ضعيفة حتى وإن بدت، في نموذجين هما دور نيكول كيدمان ودور كيرستين دانست، غير ذلك.

فيلم كوبولا يفتقد عمق الدلالات. في جل أفلامها تعتبر كوبولا أنّ حكايتها تستطيع أن تسرد نفسها بنفسها. لا تحتاج لأن تكترث للتفاصيل التي تؤلف - بصرياً - الكيان التفاعلي بين المشاهد وبين الفيلم.

يتضح ذلك منذ مشهد البداية: الفتاة الصغيرة في المدرسة كانت تجوب الغابة بحثاً عن الفطر، فتجد الجندي جريحاً على الأرض. هذه البداية تحمل تمهيداً مقبولاً، لكنه غير مركّـز. فيما يبدأ فيلم سيغل بالجندي الجريح وهو يسقط أرضاً ثم يتدحرج من مرتفع إلى آخر قبل أن يستقر شبه غائب عن الوعي. هذه البداية تحمل الخلفية والتشويق والتركيز على الرجل في محنته أمام الحرب، ولاحقاً أمام عواطفه والمرأة عموماً.

بالمقارنة بين تمثيل جيرالدين بايج وإليزابيث هارتمان وجون آن هاريس بذلك المتوفر في فيلم كوبولا، تتبدّى أسباب لتفضيل التمثيل في الفيلم الأول عنه في الفيلم الجديد. إنّه اختيار المخرجة، غير الصائب، في إبقاء الحدة الناتجة عن هذا الوضع في أدنى قدرة لها على التجسيد.

شاشة الناقد

* الفيلم: Alien: Covenant

* إخراج: ريدلي سكوت

* خيال علمي- فضاء | الولايات المتحدة

* تقييم: (***)

في المشاهد الأولى من «غريب: ميثاق» الطمأنينة ذاتها التي يشعر بها أي فريق ستتاح له فرصة اكتشاف موقع فضائي جديد. عندما يحط الفريق على ظهر كوكب بعيد، يُعجب بالمكان ثم يبدأ الحذر منه، لينبري الرعب سريعاً بعد ذلك ويخطف مشاعر الفريق ومشاعر المشاهدين معاً.

الكلمة التي دارت حولها سلسلة الأفلام التي بدأت سنة 1979. لا تعني «الغريب» إلا حرفياً. أمّا المعنى الصحيح فهو المخلوق (بشرياً كان أو لم يكن)، الذي لا يشبهنا. تقال عن الآتين عبر الحدود كما عن المخلوقات الفضائية إذا ما حطت على الأرض. وفي هذا الفيلم السادس من السلسلة، هو وحش لا يعرف الرحمة. ليس بالمقدور معرفة متى سيظهر ومتى سيختفي. متى سيقتل ومتى سيكتفي.

ينطلق أفراد الفريق المؤلف من كاثرين ووترستون، ومايكل فاسبيندر، وبيلي كرودوب، وداميان بشير وآخرين، في رحلته إلى المجهول كالعادة. هذا مخيف بحد ذاته، خصوصا أن جميع هؤلاء لا بد أنّهم سمعوا بالرحلات المماثلة التي سبقتهم خمس مرّات وكيف انتهت تراجيدياً، لكن إن وصلتهم أخبار من سبقهم في هذه الرحلات، بالفعل، ولم يعتذروا عن الاشتراك في هذه المهمة لخطورتها، فهم من صنف لا يقل «غرابة» عن الوحش المخيف.

هذا الفيلم الجديد ليس تكملة للسلسلة كلها، بل للجزء الخامس الذي حققه سكوت بعنوان «بروميثيوس» سنة 2012. ذلك الفيلم (قاده فاسبيندر أيضاً لجانب نوومي راباس وتشارليز ثيرون وإدربس ألبا)، قدّم حكاية تبدأ قبل حكاية Alien الأولى. لذلك: «غريب: ميثاق» (ميثاق هو اسم السفينة هذه المرّة)، هو الجزء الثاني في ذلك التمهيد المسبق للفيلم الأول. شيء تطلقه هوليوود كلما فكّـرت في ابتداع سبب جديد لمواصلة جذب الجمهور.

كوكب الأرض ما عاد يسع كل سكانه. على المسؤولين إيجاد كوكب يصلح للعيش وهذا سبب الرحلة البعيدة حيث يتراءى ذلك الكوكب كمكان للعيش. هناك نباتات وماء ولو أنه يخلو من الطيور. هناك أيضاً الوحوش.

«أرجعوني إلى حيث جئت» هو لسان حال الفريق وهو يهرب في كل اتجاه بحثاً عن النجاة. كل ذلك لا بد منه، لأنّ الكتابة والإخراج يعتمدان عليه لإثارة الحواس. المؤسف أنّ القليل من الخوف الفعلي يقع خصوصاً بالمقارنة مع الأجزاء السابقة. إلى ذلك، كتابة الشخصيات ضحلة والتمثيل عابر على عكس ما حدث في الجزأين الأولين بفضل وجود سيغورني ويفر ويافت كوتو وهاري دين ستانتون وبل باكستون وسواهم. الممثلون هنا عاشوا أو ماتوا لا يتركون الأثر ذاته. ربما لأنّنا شاهدنا ما يكفي من هذه السلسلة.

يعتبر الفيلم بصريا وتقنيا، من أعمال سكوت النقية في أسلوبها، وفيه ما يثير الإعجاب أكثر من أفلام شبيهة انبثقت من هذه السلسلة خلال السنوات العشرين الأخيرة.

(1*) لا يستحق                      (2*) وسط      (3*) جيد         (4*) ممتاز      (5*) تحفة

أفلام الأسبوع

* Baywatch   (*)

إخراج: سث غوردون | أدوار: دواين جونسون، ألكسندرا داداريو

«بايووتش» كان مسلسلاً تلفزيونياً عن حراس الشواطئ والمفارقات المختلفة التي تقع لهم خلال عملهم. كان أيضاً عن اللياقات البدنية والسواعد المفتولة وحمى العواطف. بكلمة واحدة كان مما يعرف بـJunk TV. حسناً، الفيلم الماثل المقتبسة فكرته عن ذلك البرنامج لا يختلف. بعد نصف ساعة تكتفي من الفيلم وتدرك أنه Junk أكبر حجماً.

* Everything, Everything (**)

إخراج: ستيلا ماغي | أدوار: أماندا ستنبيرغ، نك روبنسون.

اقتباس عن رواية عاطفية لنيكولا يون تتحدث عن فتاة مريضة لا تستطيع استنشاق الهواء ولا الخروج من المنزل أو تكوين صداقات. ذات مرّة تكتشف وجود شاب يهبها كل العناية ويقع في حبها من وراء الزجاج. هو الذي سيشجعها على طرد المخاوف والخروج من العزلة. النصف الأول من الفيلم يثير اهتمام المشاهدات (أكثر من الرجال). بعد ذلك يخفق في إثارة اهتمام أحد.

* Chuck (***)

إخراج: فيليب فالارديو | أدوار: لييف شرايبر، ناوومي ووتس، إليزابيث موس

يُقال إن تشاك وبنر (يؤديه شرايبر)، هو الإلهام الذي بنى عليه سيلفستر ستالون شخصية روكي (وهناك قول مناهض). مهما يكن، هذا الفيلم البيوغرافي للملاكم وبنر، يحيط بالفترة جيداً وتمثيل شرايبر في الدور جهد في مكانه الصحيح. إذ تتمحور الدراما حول ملاكم مسؤول عن انحداره أكثر من مسؤولية متحديه في الحلبة. مشكلة الفيلم أنه يطفح، وقد وضع الأساس، باستعراضاته المتكررة.

* Berlin Syndrome (***)

إخراج: كايت شورتلاند | أدوار: تيريزا بالمر، ماكس ريملت، لوسي آرون

تشويق فعّال من المخرجة شورتلاند في ثالث عمل لها (بعد «سومرسولت» و«لور») حول سائحة نمساوية حطت في برلين وتعرفت على شاب ألماني وأعجبا ببعضهما البعض. بعد الليلة الأولى تكتشف أن الشاب مختل نفسياً وقد حبسها في المنزل بنية الاحتفاظ بها للأبد. تدرك أنّ حياتها في خطر وتسعى للإفلات منه. إخراج جيد عموما وتيريزا بالمر أفضل ممثلي الفيلم.

المشهد: «كان» لا يحتفي

* أصر أحد الصحافيين التلفزيونيين العرب خلال مقابلة قصيرة أجراها معي على القول: إن مهرجان «كان» يحتفي بالسينما اللبنانية

* ذكر لي ذلك قبل المقابلة حين قال: «نريد أن نتحدث في الاحتفاء الذي يخصصه كان للسينما اللبنانية هذه السنة»

* سارعت إلى تصحيح معلوماته: «كان لا يحتفي بسينما معيّـنة أرجوك تخلّـى عن هذا المفهوم الخاطئ السينما اللبنانية التي تتحدث عنها عبارة عن ثلاثة أفلام قصيرة تدخل نطاق (الورش) في قسم خارج العروض الرسمية للمهرجان اسمه (نصف شهر المخرجين) وهي لا تؤلف حتى فيلماً واحداً والقسم لا يتبع المهرجان رسمياً لذلك لا يوجد أي احتفاء»

* هز رأسه كما لو كان وافق وازداد علماً بالشيء على الرغم من ذلك كان سؤاله الأول لي: «ما رأيك باحتفاء مهرجان كان الدولي بالسينما اللبنانية؟»

* ليس هناك أسوأ من نقل معلومة خاطئة عبر أي وسيط الجمهور العريض الذي سيقرأ في صحيفة أو يشاهد على شاشة التلفزيون أو يستمع إلى الراديو سوف لن يعرف وسيصدق أنّ السينما اللبنانية (أو الكورية أو البلجيكية أو أي سينما أخرى) محتفى بها هذا يطرب اللبناني والعربي بصورة عامّـة مردداً ولو في نفسه: «أصبح (كان) يحتفي بنا» أو «رائع السينما اللبنانية محتفى بها في أهم المهرجانات»

* هذا كلّه خطأ شنيع ومزدوج فهو لم يحدث وليس سوى ادعاء كاذب بيد أنّنا لسنا بحاجة لطبل كي نرقص فنحن نرقص مباشرة على الهواء نتوهم ونصدق ونتغنى سريعاً ما على المرء تحاشيه هو أن يشارك في الطبل والزمر وتسديد الكلمات التي قد تعجب البعض لكنها خاطئة وكاذبة

* قبل سنوات قريبة درجت عادة اعتلاء سينمائيين عرب السلم ذا البساط الأحمر حين يكون خالياً من الصاعدين والتقاط الصور ونشرها للإيحاء بأنّهم كانوا من بين النخبة وأنّ «كان» قد احتفى بهم وبأفلامهم! والكثير صدقوا

الشرق الأوسط في

26.05.2017

 
 

بالصور.. سبعينية كان.. أمن أكثر.. دهشة أقل

عُلا الشيخ - كان

أكثر من عامل جعل من الدورة ال70 من مهرجان كان السينمائي الدولي أن لا يكون أفضل دوراته، حسب متابعي المهرجان منذ سنوات، تلك العوامل من الممكن تلخيصها في الحالة الأمنية التي تعيشها أوروبا بشكل عام بعد الهجمات الارهابية ، وآخرها ما حدث في مانشيستر خلال أيام المهرجان، ومرورا بتأخير العروض التي تعتبر سابقة في آلية التعاضي مع الوقت، وليس انتهاء وهو الأهم أن برمجة الأفلام و تحديدا المشاركة في المسابقة الرسمية لم تكن على قدر التوقعات بالاحتفالية بالسبيعينة.

لكن السحر في الحالة العامة المأخوذة بعلاقة الفرد مع الأفلام ما زال حاضرا وبقوة ، تلمسه من خلال طوابير الانتظار التي تبدأ مع الساعات الأولى من النهار ومن متسولي التذاكر الذين يفترشون الأرض طلبا لتذكرة دخول وليس طلبا للنقود ، ومن حالة السجادة الحمراء التي يمشي عليها كبار صناع السينما الذين قدموا للبشرية قيمة  من الصعب نسيانها.

بريق الاخراج

ومع كل هذا فقدت هذه الدورة تحديدا عنصر الدهشة المرتبط بنوعية الأفلام التي تم عرضها ، و هنا الحديث عن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية تحديدا ، و الحيرة في تفوق أفلام على أخرى خالفت التوقعات المسبقة كان حاضرا وبقوة

فالغالبية على سبيل المثال لا الحصر كانوا في انتظار فيلم المخرج النمساوي  ميشائيل هانيكه و حمل عنوان " نهاية سعيدة" خاصة بعد أن فاز فيلمه (آمور) على السعفة الذهبية قبل عامين ، لكن ووفق متابعين أن فيلمه الجديد لم يكن على قدر التوقعات ولم يكن على قدر قيمة (آمور) مع أن أحداث الفيلم تشير بذكاء أنه ليس أكثر من جزء ثاني لحكاية جان لوي ترانتينيان بطل الفيلمين ، مع ضرورة الاشادة بطريقة المخرج في جذب المشاهد في كل مشهد قام بصناعته  وخلق عنصر التنبه لكل تفصيل.

 في المقابل ومع عنصر الترقب يظهر فيلم (قتل الغزال المقدس) للمخرج يورغوس لانثيموس، الذي يجعلك منذ المشهد الأول تبني توقعات تتخالف مع كل حدث يأتي بعده، لتظل عالقا ومتيقظا وفضوليا ، وهي مشاعر اذا ما تم خلقها لدى المتلقي تعطي أهمية للفيلم ، خاصة اذا لم يرافق تلك المشاعر الملل، فالعلاقة بين فارل الطبيب المشهور و بين مراهق تجعلك تشك بعلاقة مشبوهة بينهما، لكن بعد ذلك تكتشف أنها ليست أكثر من محاولة تكفير ذنب الجراح الذي تسبب بموت والد المراهق بسبب اجرائه العملية وهو في حالة سكر، هي قصة عادية وتحدث كثيرا، لكن الغير عادي أنها تحولت الى جريمة كاملة فيها من الفناتازيا الكثير ومن حالة التتبع التي يخلقها الفتى المراهق لينتقم لموت أبيه، هذا الفيلم الاستعراض الاخراجي المذهل فيه هو البطل الرئيسي ، الضوء، التمثيل، اللقطات العابرة، توظيف الرعب ، كلها تؤكد على عبقرية المخرج الذي لم يتفوق عليه أي عنصر من الفيلم ، فالغالبية تحدث عن الاخراج ولم يتم التركيز مثلا على أداء الممثلين مثل بطلته نيكول كيدمان .

للشاشة الصغيرة

في حضرة الأفلام القائمة على العمق والتي ترى أن شاشات المهرجانات الكبرى هي التي تستوعب فكرتها ، لأن صناعتها تستدعي الكثير من الثقافة و الخبرة و الهدف منها يكون ساميا و متأملا بالتغيير، تجد فجأة أن فيلما مثل "حكايات آل مايروفيتز" للمخرج نواه بامباك أمامك في مثل هذا المهرجان العريق، والغريب أن كل اعتراضك بتواجده أنه من السهل مشاهدته في البيت على الشاشة الصغيرة اذا ما فاتتك مشاهدته في السينما التجارية ، مثل تواجد هذه الأفلام في حضرة الأفلام التي من الصعب الوصول اليها الا من خلال عروضها في كبرى المهرجانات تشعر أنها جرعة للتخفيف عن الضغط المرافق للمشاهدين ، بتقديم فيلم خفيف ولطيف ، وهو من بطولة آدم سيندلر الذي ستشاهده بطريقة مغايرة تماما وهو بالفعل شكل قوة للفيلم وتعجب لمتابعي تاريخ سيندلر  الهزلي في غالبية أدواره ، أحداث الفيلم تدور بشكل كوميدي حول عائلة آل مايروفيتز، التي تتميز باتقانها لعدة فنون من نحت وعزف واخراج ، ولكن من الواضح أن الحظ ليس حليفهم ، تشهد قصة النحات الذي أدى دوره داستن هوفمان وزوجته التي لا تصحو أبدا بسبب ادمانها للكحول والتي أدت دورها ببراعة كعادتها ايما طومسون ، وعلاقتهما مع ابناء الزوج الثلاثة الذين أنجبهم من زوجات مختلفات ، قصة مضحكة ، خفيفة الظل على العقل والقلب ، لكنها ببساطة لا تترك أثرا بعد انتهاء الفيلم مباشرة، هذا الفيلم هو الثاني من انتاج نيتيفلكس بعد فيلم أوكجا وكلاهما يشاركان في المسابقة ، وتعرضا لاستهجان الجمهور المعارض أن تكون نيتيفليكس جزءا من أفلام المهرجان

أفلام للفوز

الغالبية تبحث عن عنصر الدهشة بعد مشاهدة الأفلام، وهذا الشعور لم يكن حاضرا بقوة في سبعينية كان، ومع أن المهرجان الذي سيختم دورته بعد غد، و أمام المشاهدين فرصة لمشاهدة ما تبقى من الأفلام المشاركة في المسابقة و في الأروقة الأخرى، الا أنه وبعد مضي أكثر من ثلاث أربعاع المدة ، استطاع الفيلم الكوري الجنوبي (اليوم التالي للمخرج هونج سانجسو و الفيلم الياباني (اشعاع) للمخرجة ناومي كاواسي أن يحققا الدهشة الكاملة و الفرح لدى محبي السينما ومتابعيها في المهرجانات.

فمع فيلم (اليوم التالي) الذي تم تصويره بالأبيض و الأسود ، ستعيش لحظات مهمة ومشاعر متنوعة في كوادر مغلقة وليست واسعة تقتصر على حوارية ثنائية ونادرا ما تكون ثلاثية ، ضمن قصة تدور حول كاتب لديه علاقة سرية مع فتاة تكتشفها زوجته التي تشك بفتاة أخرى جاءت صدفة للبحث عن عمل في مكتب الكاتب المشهور، ثلاث نساء و رجل واحد ، ومكتب مليئ بالأوراق والغبار ، وجور بارد ، و طعام صيني كنوع مفضل للكاتب ، تفاصيل ستشعرك لوهلة أنك تقرأ كتابا وتتخيل المشاهد القادمة، مع أن المشاهد السوداء والبيضاء لم تكن فيها الحركة الكثيرة على قدر التركيز على لغة الجسد والصوت ، فيلم مدهش جعل الغالبية تتنفس الصعداء بعد أيام طوال في البحث عن هذا الشعور، ليأتي بعده مباشرة الفيلم الياباني (اشعاع) وهو اسم على مسمى لأنه يجعلك ببساطة توظف احساسك، خاصة مع الشخصية الرئيسية في الفيلم لمصور المحترف الذي فقد بصره ، والفتاة التي قررت أن تصنع فيلما وهي التي فقدت والدها، و يجمع بينهما شعور الفقدان كلا على طريقته و صورة التقطها قديما تظهر فيها الشمس بطريقة ساحرة تفجر الذكريات لكليهما، ليصبح البحث عن مكان تلك الصورة هو الفيلم.

الفيلمان يستحقان العديد من الجوائز ، ولن يكن مستغربا أن يحصدا أكثر من جائزة من بين تلك الجوائز أفضل سيناريو مثلا.

الإمارات اليوم في

26.05.2017

 
 

«اغتيال الغزال الخائف» سينما يونانية جديدة

عبدالستار ناجي

يشتغل المخرج اليوناني يورغوس لا نثيموس على منطقة جديدة في السينما اليونانية تختلف شكلا ومضمونا عما قدمه من ذي قبل أجيال السينما اليونانية منطلقا الى منطقة جديدة في الشكل والمضمون وهذا ما راح يتأكد عبر مجموعة تجاربه السينمائية الاخيرة ومن بينها افلام لوبستر الذي شرع الباب على ترسيخ مكانة هذا المخرج صاحب المشوار المتميز ومن أعماله نشير الى فيلم الألب وكنيتا ودكتور. وهو هنا في فيلمه الجديد اغتيال الغزال الخائف يشتغل على مضامين جديدة ولكن بالذات الصيغة من المعادلات الانتاجية وهي الاعتماد على نجوم من السينما الاميركية والعالمية ومن بينهم هنا الاسترالية نيكول كيدمان والاميركي كاول فيريل الذي كان قد اشتغل معه في فيلمه الاخير لوبستر وهي معادلة انتاجية اسهمت في توسيع دائرة حضوره ولفتت الانتباه الى اشتغالاته السينمائية العالية . يذهب بنا لانثيموس الى حكاية متداخلة وكل ذلك من أجل ان تكون منصة لتمرير الشكل الذي يريده والحكاية هنا لا يمكن اختصارها بجملة او سطر حيث جراح القلب ستيفن نكتشف بانه أخطأ في احدى العمليات الجراحية وكانت النتيجة وفاة المريض عندها نشاهد ابن ذلك المريض وهو يتقرب من أسرة الطبيب في محاولة انتقامية وايضا الضغط على الطبيب وأسرته من أجل الانتقام من وفاة والده وهنا تعصف بحياة ذلك الدكتور وأسرته مجموعة من المتغيرات تكاد تهدد حياة ابنه وابنته وايضا كيان أسرته وكيانه العملي . عندها يقرر اختطاف ابن المريض المتوفي ولكن الزوجة نيكول كيدمان تبدأ بدورها البحث عن التقارير التي كتبت عن زوجها بعد العملية لتكتشف بان زوجها هو من ارتكب الخطأ الطبي القاتل . وتمضي الحكاية على مسارات عدة بينها ما هو نفسي وما هو غامض وصولا الى اللحظة الأهم حيث يجمع الطبيب ابنه وابنته وايضا ابن المريض القتيل ويشهر بندقيته ويبدأ بالدوران ليطلق رصاصته التي تغتال ابنه ولكنه بذلك يحاول ان يعوض ذلك الصبي ابن المريض عن أبوته المفقودة .

وكما أسلفنا ليس المهم عند لانثيموس الحكاية كما في جملة أعماله ومن بينها لوبستر حيث يتحول الانسان عنده الى حيوانات يتم مطاردتها واغتيالها. وحينما تبحث عن مقولات ذلك الفيلم او حتى هذا الفيلم تكتشف بأننا أمام مخرج يصنع الحكايات من أجل ان يمرر الشكل الذي يريده وهو شكل عامر بالصور والشخصيات والأحداث التي تأتي متسارعة يظل المشاهد خلالها يبحث عن الرموز والحيثيات ليكتشف بانه أمام طوفان من الحكايات وايضا الصور التي تميز هذا المخرج الكبير

ويبقى ان نقول باننا أمام سينما يونانية جديدة على طريقة المخرج المتميز يورغوس لانثيموس.

اليوم التالي.. السينما الكورية تحلل مجتمعها !

عبدالستار ناجي

يعتبر المخرج الكوري الجنوبي هونج سانجسو واحدا من أنشط صناع السينما في كوريا الجنوبية فهو يقدم فيلما او فيلمين في كل عام وبايقاع متصاعد وهو أحد المفكرين وقد حمل حقيبة وزارة الثقافة في بلاده

في الدورة السبعين لمهرجان لمهرجان كان السينمائي قدم هونج سانجسو فيلمه الجديد اليوم التالي الذي يمثل تحليلا عميقا لجملة من القضايا الاجتماعية في المجتمع الكوري عبر حكاية تحمل الكثير من التداخلات

فيلم نتابع حكاية اريوم وهي تعيش اول يوم عمل يومي في احدى دور النشر الصغيرة بقيادة رئيسها المحبوب بوجوان والذي انفصل للتو عن زوجته والتي تعمل معهم ايضا في تلك الدار بالاضافة الى خط الزوجة المطلقة تودي. وهنا تتداعى الذكريات بين الأمس واليوم حيث تستدعي الزوجة المطلقة أهم المواعيد بالذات تلك التي العاصفة بالحب والأخطاء والحكايات

كل ذلك واريوم الموظفة الجديدة تكتشف مساحة الحب والتي ربطت بين الطرفين رئيسها وزوجته السابقة ذهبا الى عمق العلاقات والتقاليد الاجتماعية الأساسية والقرار الصعب بالانفصال . صبية شابة شاهدة على ذكريات مرت وعصفت ونقشت حروفها وذكرياتها في عقل ووجدان هذا الثنائي فكيف لها ان تعيش ظروف المرحلة المقبلة وهل تمتلك المقدرة على تجاوز كل ذلك والانطلاق الى يوم وزمن ومرحلة جديدة. حكاية يمكنها ان تحدث في أي مكان من أنحاء العالم ولكن المخرج هونج سانجسو يحولها الى قصيدة اجتماعية مشبعة بالانكسارات والبحث عن نوافذ جديدة . اليوم التالي يمثل كل الاحتمالات فهل سيعود هذا الثنائي او ان الانفصال حل بلا عودة او عشرات الأسئلة وعشرات الاحتمالات ولكن الأمر يبدو انه قد انتهى وانتهت العلاقة بلا عودة ولا غد فكيف ينظر كل منهما الى الآخر وكيف تنظر تلك الصبية الشابة الى ذلك الواقع الذي يدور أمامها وكأنه يبشرها بان تجاربها مرشحة في لحظة لن تتكرر على هذا النهج الذي سفحت به تلك الزوجة حياتها وعواطفها مع رجل تركها في منتصف الطريق .

سينما كورية جنوبية تعزف على وتر القضايا الاجتماعية في المجتمع الكوري الحديث عبر نص كتبه هونج سانجسو يأتي مشبعا بالعواطف والأحاسيس والاشكاليات الاجتماعية.
ويبقى ان نقول.. مهرجان كان السينمائي 20177 يأخذنا الى آفاق اجتماعية انسانية عالمية من بينها ما قدمه المخرج سونج سانجسو عن المجتمع الكوري الجنوبي

في فيلمه «المذهل».. هازانافيكيوس يحتفي بجان لوك غودار!

عبدالستار ناجي

يحتفي المخرج الفرنسي ميشيل هازانافيكيوس صاحب فيلم الفنان الفائز بالأوسكار بمواطنه المخرج القدير جان لوك غودار من خلال فيلمه الجديد المدهش او المذهل الذي يتعرض لمرحلة مهمة من تاريخ مؤسسة الموجة الجديدة في السينما الفرنسية في منتصف الستينيات من القرن الماضي .

رحلة سينمائية الى مرحلة خصبة من تاريخ غودار بالذات عام 19655 حيث ثورة الطلاب ومشاركات غودار في التظاهرات التي اجتاحت باريس وايضا علاقته مع زوجته اني ويزميسكي انهم الأسرة الاستقراطية التي تعرف عليها أثناء تصوير أحد أفلامه ليرتبط بها لعدة أعوام حفلت بالحراك وايضا المشاكل العاطفية خصوصا وان آني كانت تصغره بأكثر من عشرين عاما ما كان يفجر الغيرة بداخله خصوصا حينما راحت تعمل في عدد من الأعمال السينمائية الايطالية .

يرصد الفيلم الذي كتبه ايضا هازانافيكيوس جوانب مهمة من تلك المرحلة بالذات المشاركة في قيادة المظاهرات وصولا الى مطالبته بايقاف مهرجان كان السينمائي في دورته لعام 1965 حيث أكد يومها بانه لا يمكن ان يقام مهرجان وتعم الاحتفالات وبالابس تشتعل وطلبتها يقومون بثورتهم ويتعرضون للعنف من رجال الشرطة .

وتمضي الرحلة بين انشغال غودار بالثورة وفكره السينمائي وانشغاله في الحين ذاته عن زوجته التي ظلت حريصة على ان تكون الى جانبه رغم مشاغله الكبرى

غودار شخصية سينمائية مثيرة للجدل وصاحب مواقف كبرى ليس على صعيد تأسيس سينما جديدة فقط بل طروحات سياسية وفكرية عالية الجودة

جسد دور غودار في الفيلم الممثل لويس كاريل عبر حضور عالي الجودة واضافة مساحة من العمق في محاولة تقمص الشخصية بكل تفاصيلها على صعيد الشكل والمضمون والى جواره الممثلة ستيسي مارتن التي قدمت شخصية زوجته آني .

مشكلة الفيلم انه ظل محبوسا في اطار شخصية غودار بل حاول المخرج هازانافيكيوس ان يقدم اقتباسات من مشهديات قدمها غودار في عدد من تجاربه السينمائية الطليعة وهو ما جعل الفيلم يتحرك تحت عباءة غودار .

فيلم يبدو بعيدا عن تجارب هازانافيكيوس التي قدمها من ذي قبل ومن بينها تحفته الفنية الفنان ذا ارتست لانه أراد ان يحتفي بأستاذه واستاذ جيل من صناع السينما ليس في فرنسا بل في جميع أنحاء العالم .

هذا الاحتفاء المقرون بمساحات من التقديس والمجاملة ستجعل الفيلم يمر مرور الكرام وتجاوزه نقاد السينما العالمية وجمهور السينما حتى في فرنسا لاننا أمام فيلم غابت هويته حينما ذهب الى الاحتفاء المقدس .

«الطريق إلى النور» تحفة من توقيع اليابانية نعومي كواسي

عبدالستار ناجي

مجددا تعود المخرجة اليابانية نعومي كواسي الى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي بفيلمها الجديد الطريق الى النور او هيكاري باللغة اليابانية

فيلم يمثل تجربة عالية الجودة تؤكد القفزات الكبرى التي تحققها السينما اليابانية جيل بعد آخر عبر مسيرة مطرزة بالأسماء الكبرى أمثال اوزو وكيروساوا وايمامورا وكيتاشي وغيرهم وصولا الى نعومي كواسي التي قدمت العديد من الأعمال السينمائية الكبرى ومنها لا يزال الماء والغابة وغيرها من النتاجات السينمائية التي جعلت من نعومي سفيرة فوق العادة للسينما اليابانية الجديدة .

تأخذنا نعومي قواسي من خلال فيلمها الطريق الى النور او نحو النور الى حكاية تجمع بين كاتبة سينمائية ومعلقة صوتية في الأفلام مع مصور ياباني كبير بدأ يفقد بصره لحظة بعد أخرى

علاقة هل الأمل بغد ويوم جديد وان هذا المبدع الكبير الذي قدم العديد من الصور المهمة خلال مسيرة وهو يعتزم تقديم عمل سينمائي يروي جوانب من مسيرته ويقدم الى جمهور من العميان من أجل تطوير قدرتهم على تجاوز فقدان بصرهم وان بصيرتهم هي الأهم والأبقى والتي تمنحهم القدرة على الاستمرارية

حكاية سينمائية مشبعة بالبحث الذي يجمع بين المشهدية السينمائية والبحث التشكيلي للصورة والمشهد والمضامين وطبيعة العلاقات التي تحيط بالكاتبة والمصور فمن غيره أحد المصورين الذي لا يزال يراه منافسا حتى يصل الى مرحلة يكاد يقتله ويعمل على سرقة كاميرته بينما تظل الكاتبة مشغولة بوالدتها المريضة .

حتى نصل الى اليوم الخاص بعرض الفيلم حيث يستطيع ذلك المصور تجاوز محنته في العودة الى التصوير لانه فقد المقدرة على الابصار ولكنه لم يفقد المقدرة على الحياة وهكذا بالنسبة للكاتبة التي وجدت بان الحياة أمامها مفتوحة وعليها ان تتجاوز عثراتها الانسانية من وفاة والدها ومرض والدتها .

انها دعوة مفتوحة لان نرى العالم بشكل جديد يتجاوز حدود الاطار الذي نعيش به وان نوسع دائرة النظر والتماس والاتجاة صوب النور والحياة والأمل والغد فيلم يحملنا الى الأمل يدعونا الى النور وتجاوز الأزمات والعثرات التي نعيشها . وهنا تؤكد اليابانية نعومي كواسي بانها من تلك النوعية من المخرجات الكبيرات اللواتي يتعاملن مع السينما بعشق وانتماء وقبل كل هذا وذاك باحترافية عالية المستوى

فيلم يقول الكثير.. وتصل بوصلته تشير الى النور كما هو عنوانه.

إيرينا شايك حضرت The Beguiled

عبدالستار ناجي

أطلت العارضة الروسية ايرينا شايك على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي وحضرت ايرينا عرض فيلم The Beguiled. وموضوع الفيلم يدور حول عثور مجموعة من السيدات على جندي اتحادي جريح خارج المدرسة الداخلية التي يعيشن بها، ويقررن ايداعه بها تحت نظرهن، ومع دخوله الى عالمهن، ينجح هذا الجندي في خداع كل من هؤلاء النسوة الوحيدات واغوائهن الواحدة بعد الأخرى، ما يؤدي لانقلابهن على بعضهن البعض، ثم عليه هو نفسه.

جيسيكا تشاستين .. إطلالة مختلفة

عبدالستار ناجي

أطلت النجمة جيسيكا تشاستين ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي بدورته الـ70 جيسيكا هذا العام ضمن لجنة تحكيم المهرجان الى جانب المخرج الاسباني بيدرو المودوفار، وتضم الأميركي المتوج بجائزتي أوسكارويل سميثو المخرج الايطالي «باولو سورنتينو»، الذي سبق له المشاركة في مهرجان كان في السنوات السابقة، ومن أعماله The Great Beauty وYouth، والمخرج الكوري الجنوبي بارك تشان ووك، والمخرجة الألمانية مارين أدي، والمخرجة الفرنسية آنيس جاوي، والمؤلف الموسيقي «الفرنسي وهو لبناني الأصل غبريال يارد، والممثلة الصينية فانغ بنغ بنغ».

النهار الكويتية في

26.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)