كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

رسالة كان | ناعومي كاواسي vs جاك دوايون: صراع النور والعتمة!

عثمان تزغارت

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 

كانلكلّ دورة من دورات «مهرجان كان» تحفتها المبهرة وسقطاتها المدوية. وشاءت مصادفات البرمجة أن تتزامن عروض الفيلم الأكثر ألقاً وتوهجاً، هذه السنة، مع الفيلم الأكثر خيبة وسطحية.

ففيما أتحفت اليابانية ناعومي كاواسي جمهور الكروازيت، أمس الأربعاء، بفيلمها «نحو النور»، الذي ينضح رقة وشاعرية، خيّب المعلم الفرنسي جاك دوايون الآمال التي عُلّقت على عودته إلى «كان»، للمرّة الأولى منذ عام 1984، إذ جاء فيلمه المقتبس عن سيرة النحات رودان باهتاً وسطحياً.

«لا يوجد ما هو أجمل من شيء ماثل أمامك، لكنك تدرك أنّه على أهبة الزوال»، من هذه الحكمة اليابانية القديمة تنطلق صاحبة «الحباحب» (2000)، لتحقق فيلمها الأكثر اكتمالاً منذ «غابة موغاري» (الجائزة الكبرى ــ «كان» ــ 2007). فيلم يعبق لوعة وشجناً، لكنه يتحدى ألم الفقدان عبر الروح الشاعرية لشخوصه التي تغتنم وتثمن المتع الصغيرة العابرة، بالرغم من المصير التراجيدي الذي يترصد بها.

من خلال رؤيتها الإخراجية المحكمة وبنيتها السردية المتقشّفة، أطلقت كاواسي، التي تتحدر من مدرسة «السينما التأملية» اليابانية العريقة، العنان لموسيقى بصرية آسرة ترافق عبرها شخوص فيلمها (ومشاهديه) من العتمة إلى النور. بطلة الفيلم كاتبة شابة متخصّصة في تأليف التعاليق الوصفية التي تساعد فاقدي البصر على متابعة الأفلام السينمائية. ترتبط عاطفياً بواحد من هؤلاء المكفوفين، الذين تم اختيارهم كعينة تمتحن عليها نصوصها التعليقية، وتكتشف أنه مصوّر شهير مصاب بمرض وراثي يجعله يفقد البصر تدريجياً. من خلال الحب الذي ينشأ بينهما في صمت، ترافق كاميرا كاوزاي المصور الكفيف، خلال الأيام الأخيرة التي يقضيها متقلباً بين العتمة والنور، قبل أن يصاب بالعمى الكامل. وإذا به يكتشف أنّ فقدان الرؤية لا يستطيع أن يأسره في العتمة، لأنّ قلبه العاشق يقوده نحو نور أكثر جمالاً وتوهجاً: نور البصيرة!

في موازاة قصة الحب هذه، تستعيد كاواسي تيمة الفقدان والفجائع العائلية، التي تشكّل لازمة في كافة أعمالها، سواء منها الأفلام الروائية، كباكورتها «سوزاكو» (الكاميرا الذهبية ــ «كان» ــ 1996)، أو رائعتها «هانيزو، روح الجبال» (2011)، أو أعمالها التوثيقية التي حملت بصمات بيوغرافية قوية، حيث عادت فيها على خطى طفولتها المعذبة، وهي التي تخلى عنها والداها عند ولادتها، وتربّت في كنف خالتها في منطقة جبلية نائية وفقيرة القمر الشاحب» ــ 1993، «رقصة الذكريات أو رسالة شجرة الكرز ذات الأزهار الصفراء» ــ 2002...).

حملت شخصية مؤلفة التعاليق السينمائية في «نحو النور» إحالات بيوغرافية واضحة، من خلال فقدان متعدّد الأشكال الأب (الميت أو الغائب؟) والابن الذي يعيش بعيداً والأم المصابة بالألزهايمر، التي تفقد ذاكرتها وذكرياتها أمام ناظري ابنتها المفجوعة.

كرجع صدى لذلك، احتلت تيمة الفقدان مكانة مركزية أيضاً في «الفيلم داخل الفيلم» (نحن هنا أمام رابع عمل في هذه الدورة يتضمن «فيلماً داخل الفيلم»!)، الذي تقوم البطلة بكتابة تعليقها عليها تمهيداً لعرضه للمكفوفين. ويروي قصة زوج عجوز يرافق زوجته إلى شاطئ البحر، خلال أيامها الأخيرة، وهو يدرك أن فقدانها بات وشيكاً، وينحت لها تمثالاً من الرمل يظهر شامخاً ومتألقاً في المشهد الافتتاحي للفيلم، وينهار في المشهد الختامي، بالتزامن مع لحظة الفقدان الأليمة.

بعد عرض الفيلم، بات روّاد الكروازيت يتساءلون: كيف يمكن أن تفلت «السعفة» من كاواسي ومن تحفتها الشاعرية، ما لم تحدث معجزة خارقة في الأيام الثلاثة المتبقية من عمر هذه الدورة؟

في المقابل، السؤال الذي كان على كل الألسنة بعد عرض «رودان» جاك دوايون هو: كيف أمكن لمخرج من مقام صاحب «غواية إيزابيل» (1985) أن يقتبس من شخصية عبقرية وإشكالية كالنحات رودان بورتريهاً باهتاً ومخيباً على كلّ الصُعد: حتى قصة الحب العاصفة التي جمعته بتلميذته، التي أصبحت غريمته لاحقاً، النحاتة كاميه كلوديل، اختزلها الفيلم في غيرة الأخيرة من «روز»، زوجة رودان!

عشاق الفن السابع، الذين ما زالون يذكرون رائعة برونو نويتن المقتبسة عن سيرة كاميه كلوديل (بطولة إيزابيل عجاني ــ 1988)، يدركون أنّ العلاقة الإشكالية التي ربطتها برودان كانت علاقة ندية ومتحرّرة، لم تكن مشوبة بالغيرة العاطفية، بل مسكونة بثنائية التجاذب والتنافر بين فنانين عملاقين.

اختار دوايون أن يصور فيلمه في الفضاء المغلق للمحترف الذي كان رودان وكلوديل يتقاسمانه. الشيء الذي كان واعداً على الصعيد الدرامي والبصري، في آن معاً. فقد كان بإمكان الفيلم أن يرصد، في عتمة المحترف، تقلبات العلاقة العاصفة التي جمعت بين شخصيتين أشبه بنمرين متوحشين. لكنه، للأسف، ضاع في العتمة، ولم يستطع أن يمسك بتوهجهما كعاشقين لدودين، ولا بعبقريتهما الفنية، حيث قدمهما في صورة باهتة جعلتهما أشبه بنمرين من ورق يتواجهان داخل قفص بارد ومظلم!

####

رسالة كان | كلينت إيستوود: قتَلنا الـ Politically correct

ساندرا الخوري

بات «مهرجان كان» الذي انطلق قبل نحو أسبوع في منتصف مشواره. شيئاً فشيئاً، تتضح الرؤية وتبرز الافلام اللافتة التي تملك حظوظ الفوز، مع العلم أن آراء النقاد قد تأتي مختلفة تماماً لخيارات لجنة التحكيم أحياناً. كما لا يمكن الحسم حتى اللحظة الأخيرة وحتى عرض آخر أفلام المسابقة الجمعة.

في نيسان (ابريل) الماضي، لدى الكشف عن لائحة الافلام المشاركة في «كان»، تحدّث مديره الفني تييري فريمو عن عرض فيلم تابع لـ«حقيقة مزعجة»، بعد مرور 10 سنوات على تقديم نائب الرئيس الاميركي السابق آل غور الفيلم في المدينة الفرنسية. مساء الاثنين، كان الحاضرون في المهرجان على موعد مع الجزء الثاني للفيلم من إخراج بوني كوهين وجون شانك وفي حضور آل غور. يتابع المخرجان آل غور من بلد الى آخر في الفيلم، حيث نراه يقدّم المحاضرات ويجتمع بمسؤولين سياسيين، بغية عرض حلوله لمحاربة الاحتباس الحراري الذي يشهده كوكبنا. يحمل الفيلم عنوان «تتمة مزعجة: وقت التحرك». بعد مرور كل هذه السنوات، يلقي الوثاقي الضوء على كواليس رحلات آل غور الدولية، وسعيه الى التأثير في السياسة العالمية في مجال البيئة. فالأخير تخلى منذ زمن عن فكرة دخول مجال السياسة مجدداً، ويؤكد في أحد مشاهد الفيلم ممازحاً إنه «سياسٍ متعافٍ». وكلما تقدّم في عملية الشفاء هذه، صعب عليه العودة إليها. خلافاً للجزء الاول، لم يعد آل غور يكتفي بوضع الاصبع على الجرح وإظهار مخاطر الاحتباس الحراري. فهو في هذه المرحلة، يجول العالم محاولاً إقناع المسؤولين بضرورة التحرك وبإمكانية فعل ذلك. كما يلقي باللوم على المستفيدين من الاستمرار في استعمال موارد الطاقة التقليدية الملوثة للبيئة في سعيهم الى التخفيف من أهمية الطاقات البديلة. الفيلم يحمل الأمل وحباً للأرض عارضاً الحلول الواقعية التي لم يفت الأوان اللجوء إليها. وقد لقي استقبالاً حاراً والتصفيق المطوّل بعض عرضه الاولي في المهرجان.

في ما يتعلق بأفلام المسابقة، يتصدر حتى الآن فيلما «120 دقة في الدقيقة» لروبن كامبيّو و«المربع» لروبن أوستلند قائمة الاعمال المفضلة لدى النقاد في المهرجان. في المقابل، كانت هناك أفلام منتظرة جداً، لعل أبرزها «نهاية سعيدة» لمايكل هانيكه. يصور المخرج النمساوي الحائز سعفتين ذهبيتين من المهرجان عائلة بورجوازية تعيش في كاليه الفرنسية، مقدماً دراسة بلهجة ساخرة للبورجوازية، ومتطرقاً في الوقت نفسه وبطريقة غير مباشرة الى مسألة المهاجرين هناك. فهؤلاء هم أشخاص لا أهمية لهم في ظلّ مشاكل العائلة الكبيرة، وأشبه بديكور لتكميل المشهد. يستعين هانيكه مجدداً بجان لوي ترانتينيان الذي نراه هنا في دور العجور اليائس الراغب بوضع حدّ لحياته بكل الوسائل الممكنة، وإيزابيل أوبير الابنة القاسية التي تدير الاعمال. شقيقها توماس طبيب يعاني المشكلات مع ابنته التي رُزق بها من زواج سابق ويجد صعوبة في الاهتمام بها. أما بيار، ابن آن، فيبدو خارجاً عن هذه العائلة ويعاني عقدة النقص. ولكن كل هذه القصص المتداخلة التي يكشف لنا الفيلم علاقتها بعضها ببعض تدريجاً لن تكون مادة لفيلم سودواي محزن. فهانيكه يستمتع بإلقاء نظرة مختلفة على الموضوع بنوع من الخفة والسخرية اللامبالية. في أحد الحوارات التي تتبادلها مع حفيدته، ندرك أن شخصية ترانتينيان هي نفسها شخصية فيلم «حب» إذ يروي للصغيرة كيف ساعد زوجته المريضة على الموت، وهو بالتالي يحتاج الآن الى من يسديه الخدمة نفسها.

«رودان» لجاك دوايون كان من الافلام المنتظرة أيضاً، خصوصاً أن الممثل الفرنسي فانسان لاندون يضطلع فيه بشخصية الفنان الشهير. يعود بنا العمل الى باريس العام 1880، حيث يحصل رودان الذي بلغ الأربعين على أول طلب رسمي من الدولة. يعيش مع روز شريكته منذ سنوات طويلة، ويقع في غرام كامي كلوديل التي كانت إحدى اكثر طالباته موهبة. تبدأ قصة حب عاصفة ممزوجة بالشغف والاعجاب المهني. ويركز الفيلم على تحفة «بالزاك» التي قضى رودان سنوات طويلة في العمل عليها، وكانت نقطة سوداء في مساره آنذاك، قبل أن تعتبر لاحقاً نقطة تحول مهمة في مجال الفن المعاصر. تماماً كما في أعمال رودان، اللمس وإثارة الاجساد ظاهرتان بطريقة واضحة في العمل الذي يركز على حركة الاجسام وحريتها. كما نرى علاقة الفنان الوثيقة بالطبيعة والاشجار التي يحب ملامستها بحثاً عن نوع من الالهام لأعماله.

بمعزل عن الافلام، يحفل المهرجان أيضاً بالجلسات والدروس السينمائية. حضور كلينت إيستوود الى المهرجان في عطلة نهاية الاسبوع كان لتقديم فيلمه «غير مُسامَح» وإعطاء درس في السينما من أبرز اللحظات، خصوصاً أن إطلالات المخرج والممثل الاميركي في هكذا نوع من التظاهرات نادرة.

لحظات طويلة من الانتظار والترقب وخيبة كبيرة للبعض بعد تعذر دخولهم صالة «بونويل» حيث دار الحوار مع إيستوود، من دون أن ننسى لقطات الـ «سيلفي» مع السينمائي قبل مغادرته الصالة. تلك كانت الاجواء المحيطة باللقاء الذي أداره أحد النقاد الاميركيين. عاد إيستوود بالذكريات الى تجاربه التمثيلية الاولى الفاشلة في المدرسة، والى حبّه منذ كان طفلاً لأفلام الويسترن. كما تحدّث عمن اعتبرهما مرشديه في السينما دون سيغل وسيرجيو ليوني، مخبراً بعض القصص الطريفة من هنا ومن هناك. بالنسبة الى إيستوود الذي بات في الـ86 من العمر، عالمنا اليوم ينقصه الخيال وحس الفكاهة، ويعتبر اننا أصبحنا جديين الى حد كبير. بالحديث عن دوره في «هاري القذر»، أكّد أنه أحب النص آنذاك، وأن التفكير في اتباع ما هو صائب أو "Politically correct" دوماً لم يكن وارداً في ذلك الوقت، وهذا ما يقتلنا في نظره اليوم.

####

جورج نصر في «كان 70»: تكريم ونوستالجيا

بعد 60 عاماً على عرض فيلمه «إلى أين؟» في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي الفرنسي، مشى «أبو السينما اللبنانية» المخرج جورج نصر (90 عاماً ــ الصورة)، مساء أمس الخميس، على سجّادة «كان» الحمراء وعلى درجات قصر المهرجانات، في مشهد عاطفي مؤثر.

ثم وقف له الجمهور مصفقاً لدقائق في صالة Bunuel حيث عُرِضَت، ضمن الدورة السبعين من المهرجان التي تختتم غداً السبت، وفي إطار تظاهرة «كلاسيكيات كان»، نسخة مرمَمة من فيلمه «إلى أين؟» (1957)، بمبادرة من شركة «أبّوط برودكشن» للإنتاج و«مؤسسة سينما لبنان».
وعلى خشبة المسرح التي اعتلاها بطلب من مدير المهرجان تييري فريمو، وقف نصر ببذلة الـ «سموكينغ» التي صممها بودي ديب، وخاطب الجمهور قائلاً إن فيلمه «وضع لبنان على خريطة السينما العالمية»، إذ كان أوّل شريط لبناني يعرض في أي مهرجان دولي. وتابع: «عندما أنجزت هذا الفيلم، لم يكن عندنا ممثلون محترفون ولا تقنيون محترفون ولا معدات، فاستعنت بحدّاد لصنع سكة للكاميرا، وبنجار لصنع عربة الكاميرا المتنقلة والألواح العاكسة للإضاءة»، مضيفاً أنّه «لم يكن يوجد سينما لبنانية في تلك المرحلة، وكنا نحن رواد السينما اللبنانية
».

رداً على سؤال فريمو حول إذا ما كان قد حضر فيلمه مجدداً منذ عام 1957، قال نصر: «ثمة مشهد صامت، يقتصر على الصورة، عندما أشاهده تدمع عيناي. انه مشهد مؤثر جداً».

وألقى فريمو كلمة أشار فيها إلى أنّ «إلى أين؟» هو ثالث فيلم يُعرض ضمن «كلاسيكيات كان» هذه السنة، غير أنّ «الفارق بينه وبين الفيلمين السابقين اللذين عرضا هو أنّ المخرج حاضر لتقديم فيلمه». في معرض تطرّقه إلى الوثائقي الخاص بنصر بعنوان «نصر» (A Certain Nasser) الذي أخرجه أنطوان واكد وبديع مسعد، أكد فريمو أنّه يعرض «لمرحلة مجهولة من تاريخ السينما العالمية»، واصفاً لبنان بأنه «بلد كبير... هذا الفيلم يبين لنا أن السينما اللبنانية لا تعود الى 20 عاماً فحسب، ولكن انطلقت قبل ذلك بوقت طويل».

من جهتها، لفتت ميريام ساسين من شركة «أبّوط بروداكشن» إلى أنّه «نعرض هذا الفيلم بتأثر كبير، فمع نشاط السينما اللبنانية الشابة اليوم، من الجيد أن نعود إلى الأصول وأن نبيّن أن السينما اللبنانية بدأت منذ زمن بعيد. من المهم كذلك أن نكرم الذين أطلقوا السينما اللبنانية في وقت لم يكن يوجد سينما في لبنان».

وكانت «أبّوط برودكشن» و«مؤسسة سينما لبنان» قد بادرتا إلى ترميم الفيلم الذي وصفتاه بأنه «كنز وطني»، انطلاقاً من ضرورة «الحفاظ عليه واتاحة مشاهدته وإعادة اكتشافه لجمهور جديد في السنة التي تصادف الذكرى الستّين لمشاركته ضمن المسابقة الرسمية في الدورة العاشرة من مهرجان «كان» في عام 1957».

الأخبار اللبنانية في

25.05.2017

 
 

كانّ 70- بين غودار ورودان: شذرات من سِير ملغومة

كانّ - هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

فيلم السيرة يعود إلى #مهرجان_كانّ السبعين (١٧-٢٨ الجاري) من أوسع  باب. لا يعني ذلك أنّه كان غائباً في السنوات الأخيرة، ولكن وجود فيلمين عن شخصيتين إشكاليتين تركتا بصمات دامغة على الفنّ في أوروبا، لا بد أن يكون حدثاً استثنائياً ينبغي الالتفات إليه. العمل الأول، وهو المريع لميشال أزانافيسيوس (سبق أن أنجز الفنانّ العام ٢٠١١)، يطرح فصلاً قصيراً من حياة المخرج جان لوك غودار، أي الفترة الأكثر إشكالية في حياته، في حين يحملنا رودان للمخرج الكبير جاك دوايون إلى علاقة النحّات الفرنسي أوغوست رودان بالعمل والجهد والتأمل في واحد من أكثر أفلام المسابقة رصانة وحميمية.  

في حين أطلت شخصية رودان في أفلام عدة، منها كاميّ كلوديل لبرونو نويتان، فكان حضور غودار في #السينما أقل بكثير.

الفيلمان استُقبلا بآراء متفاوتة وبعض الفتور، على الرغم من أنّ رودان خطف أنفاس بعض الصحافة الفرنسية، فخصصت له مجلة بوزيتيف مثلاً غلاف عددها الجديد، علماً أنّه يخرج في الصالات الفرنسية بالتزامن مع عرضه في كانّ. ثمة واقع لا يمكن تجاهله هو أنّ رودان أبعد في الذاكرة مما هو غودار. فصورة المخرج الفرنكو سويسري لا تزال حاضرة في الأذهان، ومن الصعب جداً استبدالها بصورة جديدة من صناعة السينما الراهنة. أضف أنّ غودار في ذاته شخصية سجالية، وسجاله غير مرتبط دائماً بالفنّ، إنما بكل كلمة لفظ بها وصولاً بارتباطاته السياسية والعقائدية التي كانت دائماً محل خلاف حتى مع أقرب المقربين له.

الفيلمان مختلفان جداً في مقاربتهما للسيرة. “المريع، فيلم ساخر إلى حد كبير، لا يمكن أخذه كوثيقة للاطلاع على غودار. أيا يكن، فغودار في مرحلته الماوية، لا يمكن أخذه نموذجاً لغودار، ومن الخطأ بناء استنتاجات انطلاقاً منها. الفيلم يستمد أسلوبه من هذه الحقيقة. ثم إنّ غودار هنا، خلافاً لرودان هناك، يعبر أزمة إبداعية حادة، مع أنّ الفيلم لا يسمّيها بوضوح. إنّه ممتلئ باليقين ولا يطرح الكثير من التساؤلات، كما الحال عادة في الأفلام البيوغرافية. فهو يجد نفسه في مرحلة تغيير شامل (أيار ٦٨ إلخ)، يبحث ولا يجد السينما التي تليق بهذه الفترة. إذا كانت الشخصية التي يقدّمها أزانافيسيوس (انطلاقاً من مذكّرات آن فيازيمسكي التي مثّلت في أفلام عدة له قبل أن يتزوّجا بارتباط دام ثلاث سنوات)، تبدو ضعيفة مشككة (غودار يغار على زوجته، يحتقر آراء الآخرين، مستفزّ يعلن ما لا يفوز بالإجماع…)، فهذا لأنه عالق في أكثر مراحل حياته ضياعاً، غير قادر على التطلع إلى المستقبل ويفشل في استثمار دروس الماضي.

كتب ناقد عربي أنّ هذا الفيلم فعل ما لم تستطع مجلة بوزيتيف فعله طوال نصف قرن، وهو تدمير غودار. في رأيي، هذه قراءة ساذجة لفيلم من قبل مَن ساد لديه اعتقاد بأنّ أحدهم استثمر مالاً ووظّف وقتاً كي يشتم صاحب بيارو المجنون أو يحطّ من شأنه. لا مخرج، على الأقل عندما يكون من نوع أزانافيسيوس، يخصص فيلماً لشخصية ليحطّ من شأنها. أرى الفيلم نقيض ذلك. إنّه رد اعتبار ورسالة حبّ، مهما يكن الخطاب الذي يتبنّاه، في النهاية هناك شغف غودار بكل ما ينتجه، وشغف مَن يصوّر هذا الشغف. ولكن هناك، خصوصاً في منطقتنا، مَن اعتاد أن تكون أفلام السِير، دعاية للشخص أو مديحاً لانجازاته، بعيداً من أي مراجعة له، وهي غالباً ما تكون مراجعة للفترة التي عاشت فيها الشخصية.

غودار في المريع شخصية ظريفة، تكاد تكون كاريكاتورية في بعض الأحيان (المخرج كان دائماً مقلداً شاطراً في صناعة فيلم على طريقة فلان الفلاني”)، ولكن ليست منفّرة البتة. إنّه العبقري الذي قرر ألا يفهمه أحد، حتى مَن تشاركه الفراش ليست دائماً معه على موجة واحدة. الفيلم يناقش بهدوء البعض القليل من أفكار غودار السياسية، كل تلك الأفكار التي ألهمته أفلاماً شكّلت بداية القطيعة مع العالم ووضعته في نوع من عزلة. الفيلم هو أيضاً حكاية تلك العزلة، وفقدان الثقة بينه وبين الآخرين، تحضيراً لدخول مرحلة جديدة ستحوّل فنّه إلى الأبد. وهذه الفكرة وجدت تجسيداً كاريكاتورياً لائقاً لها من خلال مشهد النظارات التي تقع من عيني غودار وتُداس غير مرة. غودار ليس غودار من دون نظاراته وبلاغته الكلامية وراديكاليته، وعرف الممثل لوي غاريل كيف يأتي بكلّ هذه التفاصيل الى الشخصية التي يجسّدها. غاريل قفز قفزة كبيرة، لقد نطَّ من محو التمثيل في أدوراه السابقة الى التمثيل الذي يحتاج محو للممثل في هذا الفيلم.

جاك دوايون أكثر حشمةً في تصويره رودان. يذهب في العمق، محاولاً إيجاد لغة يفكّك بها لغز رجل نراه يتكلّم كثيراً عن عمله. يتشارك رودان مع غوادر حقيقة أنّ الإثنين من مصمّمي الأشكال. في مقطع من الفيلم، يقول رودان إنّه شقلب تراتبية المواد. التراتبية الكلاسكية هي: الذهب، البرونز، الحجر، الخشب، الطين. إنّما هو قلبها، واضعاً الطين في الصدارة. في رودان، لا تتوقعوا فيلماً جماهيرياً يكرّس صورة للنحات في الثقافة الشعبية، ويبسّط فنّ المعلّم وحياته، ويعرّج على علاقته الشهيرة مع كاميّ كلوديل (يصوّرها من وجهة نظر رودان). لا شيء من هذا كله! نحن في فيلم لدوايون وسيبقى كذلك حتى النهاية. الناتورالية على الطريقة الفرنسية هي الغالبة على كلّ نمط آخر.

يبدأ الفيلم مع بلوغ رودان الأربعين من العمر وبداية الاعتراف به رسمياً كفنان كبير، وإسناده مَهمة نحت رائعته بوابة الجحيم، ثم بالزلك الذي يختتم الفيلم بمشهد للمنحوتة الضخمة معروضة بالهواء الطلق في اليابان، وهذا أكبر تحية للفنان الذي يُحتفى هذه السنة بمئة عام على رحيله. فنسان لاندون الفائز بجائزة التمثيل هنا قبل سنتين عن دوره في قانون السوق، درس النحت أشهراً عدّة قبل وقوفه أمام الكاميرا (ومثله غاريل الذي روى لصحافي أنّه هالته فكرة تجسيد أسطورة كغودار). لا يهتم دوايون إلا برودان وهو ينحت، الباقي تفاصيل مملة في حياته. إنّه رجل يؤمن بالعمل، ومن هنا ديداكتية الفيلم التي وجدها البعض ثقيلة، خصوصاً أنّنا لا نفهم الكثير مما يقال. ثم، ثمة علة الشخصيات الثانوية التي تعبر ديكور نهاية القرن التاسع عشر، لتتمتم بضع كلمات غير واضحة. هؤلاء ليسوا سوى مونيه أو سيزان أو ميرابو. في المقابل، يمكن أن نرفع القبعة لدوايون لأنه لم يُذعن لمتطلبات السوق. أنجز فيلماً يُشبهه ويشبه ما سعى إليه دائماً: الحرية في العمل. المادة، الاصرار على الكمال، الأسلوب كلّ ما يشكّل عند النحّات بحثاً متواصلاً (بلا جدوى أحياناً)، هو في الحين نفسه صنو المخرج.

####

كانّ 70 - "سيدة رقيقة" لسرغي لوزنيتسا: الحياة ولا شيء آخر

كانّ - هوفيك حبشيان - المصدر: "النهار"

اكتشفتُ الأوكراني سرغي لوزنيتسا في مهرجان تسالونيك العام ٢٠١١ يوم أقيمت استعادة لأفلامه الوثائقية. لطالما اعتقدتُ أنّه أحد أبرع الذين صوّروا الزمن، وهذا ما تأكد لي أكثر أمس حين شاهدتُسيدة رقيقة، ثالث أفلامه الروائية الطويلة والمعروض في مسابقة الدورة السبعين من#مهرجان_كانّ (١٧-٢٨٨ الجاري). القصّة، كما في العديد من أفلامه، تُختصر  ببعضة سطور: سيدة تريد زيارة زوجها المحكوم بجريمة قتل في سجنه، بعدما أعيد إليها الطرد الذي كانت أرسلته له. إلا أنّ جملة إجراءات وظروف تعترض طريقها وتؤخر اللقاء، فتجد نفسها تتنقل من مكان إلى آخر، ليكون المخرج بذلك أمام واقعية تصوير حكايات هذه الأمكنة.     

للوزنيتسا رؤية خاصة لروسيا تتجلّى هنا بأروع صورة. إنها رؤية منبثقة من إحساسه السينمائي الذي جعل منه مخرجاً كبيراً يجيد تصوير كلّ ما تضعه أمامه. له الفضيلة في جعل الأشياء تنطق شعراً، وبالشعر لا نقصد جماليات البهجة الساذجة، بل التقاط البؤس السينيجيني الذي ينبت في الأراضي القاحلة البعيدة. منذ مشهد الافتتاح، يتكرّس هذا الأسلوب ليمنح الزمن للزمن. لا يوجد الكثير من السينمائيين الذي ينتظرون جلاء الغبار من حقل الصورة بعد مرور الحافلة فيه، قبل الانتقال الى اللقطة التالية. فيلم لوزنيتسا إخراجي في المرتبة الأولى، يتكوّن من أشياء صغيرة، ولكن يا للغرابة، فالصغائر هي التي تبني هذا العالم.

ما يقدّمه هنا هذا الأوكراني هو عالم كاملٌ متكاملٌ، يعرف كيف يلتقط مزيج الفولكلور والرومنطيقية والروح السلافية في بلاد دوستويفسكي. يصعب شرح الفيلم بكلمات متقنة، دقيقة. فهو طريقنا إلى رحلة مفتوحة وتجربة تتكون من انفعالات ولحظات جمال مطلق. إنّه فيلم الضياع، ولكنه ضياع مفيد، يشرّج خلاله المرء بطارياته، وإذا لم يجد شيئاً في آخر الطريق، قد يجد نفسه. كما يقول جيم جارموش: "من الصعب أن تتيه عندما لا تعرف أين تذهب”!

مع لوزنيتسا نشعر بالمكان والزمان. قد يكون فيلمه الملحمي هذا الذي يبلغ طوله ساعتين و٢٣ دقيقة، من أكثر الأفلام التي لم أرَ فيه مغالاة على مستوى الطول. فهذه التي أمام كاميرا لوزنيتسا روسيا، وما أدراك ما هي، روسيا عندما تقع في شراك مخرج كبير، أكان ميخالكوف أم غيرمان أم لوزنيتسا.

شخصيات، كلام ولحظات فرح مشبّعة بالكحول، رغم المآسي والماضي وسوء الطالع. إنّها الحياة ولا شيء آخر (عنوان فيلم لبرتران تافيرنييه)، مع عابرين في الكادر يمضون إلى جهة مجهولة. يعرف لوزنيتسا كيف يجمّد الزمن لحظة لقائنا بهؤلاء، ليصبح اللقاء أهم ما في الدنيا، بالرغم من أنّهم، نكرّر، عابرو سبيل.

وسط هذا، ثمة سيدتنا الرقيقة الناعمة. إنّها العين الخارجية على روسيا، ناسها، بؤسها، طغاتها، وأولئك الذين يثرثرون كثيراً، أو الذين يصمتون ويتلقون الضربات تلو الضربات ثم هناك ذلك المشهد الفيلّليني الذي يدوم ويدوم، قبل أن نعلم أنّه لم يكن سوى ثانية. نعم، الأحلام ثوانٍ. والكوابيس أيضاً.

يسخر لوزنيتسا من كلّ شيء، ضمنياً. بنبل شديد ودهاء في صرف النظر عن نياته لتضليل المُشاهد. فيلمه هذا يحفل بالتضاد: القبح والجمال، اللهو والملل، ناس لا يملكون شيئاً وآخرون في يدهم السلطة والقيادة. وينهي فيلمه مع ناس لا يثير فيهم هذا كله إلا الرغبة في سبات عميق. لم يكن ينقص لوزنيتسا إلا هذا الفيلم، كي تتكرّس موهبته نهائياً. فيلمه أكبر من الحياة.

النهار اللبنانية في

25.05.2017

 
 

حساسية عربية يجب أن نستوعبها

طارق الشناوي

تساءلت المنتجة والرئيسة الأسبق لمهرجان «قرطاج» دُرة بوشوشة فى ندوة أقيمت على هامش المهرجان عن أهمية الوصول بالعمل الفنى إلى العالم عن طريق عرضه بأكبر المهرجانات التى تحظى باهتمام الصحافة و«الميديا» الدولية، فهذا يتيح له تسويقا أفضل، وضربت مثلا باثنين من المخرجين المصريين قدما فى نفس التوقيت تقريبا فيلمين محمد دياب «اشتباك» وشريف البندارى «على معزة وإبراهيم»، وقالت إن «اشتباك» صار فيلما يتم تداوله عالميا، مخرجه أيضا فى لجنة التحكيم فى قسم «نظرة ما» هذا العام، وهذا ما سوف يلعب دورا إيجابيا فى تسويق اسمه فى العديد من المشروعات السينمائية القادمة بينما «على معزة» فبالرغم من أنه تواجد فى سوق «كان»، إلا أن حظوظه قليلة حتى فى التسويق الخارجى، لأن منظومة المهرجانات تفرض سطوتها على الجميع. من الممكن أن أوافق جزئيا على ما ذكرته درة، ولكن يبقى العمل الفنى هو الفيصل فى التسويق، لدينا مثلا نموذج فيلم «18 يوم» عرض قبل خمس سنوات فى إطار رسمى بمهرجان «كان»، ولكن خارج التسابق كنوع من تأكيد الحفاوة بثورات الربيع العربى، وشوهد الفيلم بكثافة عالية جدا، وسط اهتمام عالمى غير مسبوق، فالكل يترقب كيف يرى صُناع السينما فى مصر ونجومها الثورة، الفيلم يحوى عشرة أفلام قصيرة بتوقيع عدد من أهم مخرجينا يسرى نصرالله وشريف عرفة ومروان حماد وكاملة أبوذكرى وشريف البندارى ومحمد على، وغيرهم، وفى الممثلين منى زكى ويسرا وعمرو واكد وأحمد حلمى وغيرهم، إلا أن النتيجة على الشاشة كانت متواضعة، فلم يهتم أحد بترويجه خارج الحدود، الأكثر إيلاما أنه لا أحد تحمس لعرضه داخل مصر، ثم وهذا هو الأهم، لم يعد أحد من صُناعه على كثرتهم يذكرونه بالخير ولا بالشر، الكل تجاهله، وكأنه سقط مع سبق الإصرار من تاريخ السينما.

العرض العالمى قطعا لا يكفى، ولكن تستطيع أن تعتبره بمفهوم كرة القدم ضربة البداية، أو كما يصفونه لغويا براعة الاستهلال، يجب أن تبدأ بنقطة قوية وجاذبة للناس حتى يشاهدوك، ولكن كل هذا لا يعنى منح عمل فنى قيمة لا يستحقها.

وإذا كانت العروض تتابع على الشاشات، فإن على شاطئ الريفيرا لدينا الأجنحة التى تتواصل فيها الندوات واللقاءات، ويحرص رؤساء المهرجانات العربية فى الإعلان عن موعد بدء الفعاليات القادمة.. طبعا، يحدث كل هذا الزخم، ولا يزال غياب مصر عن الحصول على مساحة خاصة بها لغز لا يمكن التماس أى أعذار حال دون إقامته، والأمر لا يمكن أن تحسبه مجرد تقشف لضعف الميزانية، فكل الدول الشقيقة التى لدى بعض منها أيضا معاناة اقتصادية لم تتوان عن التواجد ورفع علم بلادها، وأغلب الأعلام ترفرف ما عدا علم بلادى!!.

شهدت هذه الدورة فى «كان» ولادة أكثر من مهرجان. «المملكة الأردنية الهاشمية»، فى العام القادم، تُقدم أول مهرجان سينمائى، واختاروا تيمة العمل الأول للفيلم العربى، فهذا هو الهدف، وإن كان فى الحقيقة القائمون على المهرجان الوليد يريدون دائرة أوسع من العمل الأول، باعتباره أول أو ثانى أفلام المخرج، يسعون لزيادة مساحة الفرص أمام الاختيار، لأن أفلام العمل الأول عربيا بسبب ندرتها وتهافت أيضا اغلب المهرجانات المنافسة عليها، لن تحقق لهم كل هذا الرواج، ولكن لا يزال الأمر محتاجا لقدر من الدراسة، لأن الدائرة ستتسع وسيفقد المهرجان الوليد خصوصيته، لو أدخلنا عناصر أخرى للمفهوم العمل الأول، مثل التصوير والمونتاج والتمثيل وغيرها، فكثير مثلا ما شاهدنا المخرجين الكبار وهم يستعينون بعنصر فنى أو أكثر فى التمثيل أو المونتاج أو التصوير وغيرها لأول مرة، ولكن يبقى الأهم، وهو أن المهرجان سينطلق من المملكة الأردنية التى شاهدت لها سينما وليدة، ولكنها قادرة على التنافس مثل الفيلم الأردنى «ذيب»، الذى وصل إلى القائمة القصيرة فى ترشيحات «الأوسكار» قبل عامين، تونس أعلنت أيضا عن قرطاج الذى سينطلق 4 نوفمبر بإدارة جديدة لتلافى أخطاء الدورات الماضية، كما أن هناك مهرجانا محليا وطنيا فى تونس يقام فى الأسبوع الأخير من ديسمبر، وسوف توزع الجوائز أشبه بـ«الأوسكار» يوم 6 يناير، من خلال الترشيحات للجمعيات والنقابات التونسية، التى كما قال لى الصديق الناقد فتحى الخراط يصل عدد أعضائها إلى نحو 1000، وهو رقم من الممكن الاستناد إليه عند الوصول إلى النتائج النهائية.

«دبى» تعقد فى جناحها أكثر من لقاء عربى وعالمى، كما يعلن مهرجان «الشارقة» لسينما الأطفال موعد انطلاقه وتتعدد الأفكار واللقاءات العربية، والجزائر تعلن عن مهرجا «وهران» والمغرب عن «مراكش»، وتبقى مصر وهى تترقب وتشارك فقط فى الحضور والتهنئة، بينما لدينا ليس فقط مهرجان «القاهرة»، ولكن «الإسكندرية» و«الإسماعلية» و«الأقصر» و«أسوان» و«شرم».. وغيرها، كان من الممكن أن يلعب جناح مصر فى المهرجان دوره فى تأكيد تواجد كل هذه المهرجانات على الساحة المصرية، إلا أن الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة لم تكن تملك المرونة الكافية لإصدار قرار باعتماد ربع مليون جنيه.

قالت لى د. ماجدة واصف، رئيسة مهرجان «القاهرة»، إنها بالفعل حصلت على موافقة مهرجان «كان» بينما وزارة الثقافة وقعت فى براثن الروتين، ويبقى أن هذا الزخم العربى لا يواكبه فى الحقيقة حضور للسينما العربية فى مصر، وهو ما يغضب قطاعا من صناع الأفلام، لا نزال نفتقد مهرجانا عربيا يليق باسم مصر، أكثر من مهرجان لديه فعلا تظاهرة عربية، ولكن ما هى القيمة، كما أن عددا من صُناع الأفلام لديهم قناعة بأن مصر لا تعرض أفلامهم فى دور العرض وعن سبق الإصرار.

روى لى المنتج التونسى حسن دلول تلك الحكاية الموغلة فى القدم إلا أنها شديدة الدلالة، دلول كان مسؤولا فى السبعينيات عن مركز تونس السينمائى التابع للدولة، التقى قبل قرابة خمسة عقود بالمسؤول فى ذلك الوقت عن السينما المصرية عندما كانت تابعة للدولة ومنوطا بها أيضا إنتاج الأفلام، فقال له - وكان وقتها المهندس محمد الدسوقى، وهو بالمناسبة ابن شقيقة أم كلثوم هو المسؤول- قال دلول للدسوقى إن مصر لديها 2500 فيلم روائى نريد التعاقد على عرضها تجاريا فى كل دور العرض التونسية، وفى المقابل رصيدنا فى الإنتاج الروائى التونسى لا يتجاوز 17، ونريد أن تعرض تجاريا فى مصر، قال لى دلول: فوجئت بأنه يقابل هذا الاقتراح بضحكة صاخبة، ومَن معه فى المكتب أيضا شاركوه الضحك، قال له: فيلمك غير ناطق بالعربية: أجابه هو فقط غير ناطق باللهجة المصرية وينطق بالتونسية وهى لهجة عربية، لم يتحمس الدسوقى، وأيضا فى المقابل لم يتحمس دلول لإتمام الصفقة، وشهدت فعلا الصالات فى تونس تراجعا لعرض السينما المصرية، ويواصل دلول: أنتجت فيلم «شيشخان» وأسندت بطولته إلى كل من شريهان وجميل راتب، وأديا دوريهما باللهجة التونسية، وذلك سنة 90 حتى أثبت أن اللهجة التونسية ليست فقط مفهومة، ولكن من الممكن أن ينطق بها بطلاقة فنانون مصريون، إلا أن الفيلم لم يعرض فى مصر بنفس الحجة، فقررت أن أعيد - الدوبلاج - باللهجة المصرية، وبالفعل سجل كل من شريهان وجميل راتب مجددا الحوار الناطق بالمصرية، وأرسلت فقط نسختين للعرض التجارى ولا تزال النسختان لدى الموزع صالح فوزان فى مكتبه بالقاهرة، لم يتحمس أحد، فهل كانت المشكلة فى اللهجة أم أن هناك أسبابا أخرى.

قلت له: لك بالطبع كل الحق فى الغضب، ولكن الجمهور المصرى إيقاعه وهواه أمريكى، وذلك مثل أغلب دول العالم، ويبقى فى الحقيقة فيلم «شيشخان» الناطق باللهجتين التونسية والمصرية، وبطولة الرائعة شريهان والمخضرم جميل راتب- يبقى اكتشافا يستحق أن يلقى عليه مهرجان «القاهرة» الضوء فى ندوة موسعة تعقب عرض الفيلم، يحضرها بطلاه ومخرجاه محمود بن محمود وفاضل الجعايبى، وأيضا كل العرب المشاركون فى المهرجان، لنسأل كيف نخلق مساحة عربية مشتركة للفيلم العربى فى مصر؟، وأتمنى أن تلتقط د. ماجدة واصف هذا الخيط لمهرجان القاهرة فى دورته رقم (39).

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

25.05.2017

 
 

رسالة كان (6):

الفيلم الجزائري "طبيعة الحال".. إحباط كبير من موهبة واعدة

أحمد شوقي

في مهرجان بحجم كان لا تضم برامجه الرسمية سوى فيلمين عربيين طويلين فحسب، من الطبيعي أن يكون جزء من برنامج أي عربي متواجد هو مشاهدة الفيلمين. بدون حساب "إلى أين؟"جورج نصر الذي تُعرض نسخته المرممة في قسم الكلاسيكيات بمناسبة مرور ستين عاماً على عرض الفيلم في كان. لكن هذا العرض الاحتفائي خارج الحسابات بالطبع.

لا يتبقى لنا إذن سوى الفيلمين المشاركين في مسابقة نظرة ما: "على كف عفريت" للتونسية كوثر بن هنية الذي تناولناه في رسالة سابقة، والجيد إجمالاً رغم عدد من العيوب الواضحة، و"طبيعة الحال" للجزائري كريم موساوي، الفيلم الذي جاء مستواه للأسف محبطاً ومخيباً للآمال.

و"طبيعة الحال" هو الاسم الذي اكشتفناه أخيراً من تترات الفيلم بعدما اجتهدنا وترجمنا الاسم الإنجليزي إلى "طبيعة الوقت" ليصحح لنا الأصدقاء الجزائريين بأن الاسم هو "في انتظار السنونوات" ليتضح خطأ جميع الأطراف، في ظل لوم يجب أن يوجه لصُناع الفيلم الذين لم يشغلوا أنفسهم بتوضيح عنوانه العربي الرسمي للإعلام حتى يوم العرض، واكتفوا بعنوانين بالإنجليزية والفرنسية فقط!

السرد أم شكله؟

كريم موساوي مخرج واعد، شاهدنا له من قبل فيلماً قصيراً بديعاً بعنوان "الأيام الماضية"، شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان كليرمون فيران بل وكان أحد أفضل أفلامها. لكن موساوي في فيلمه الطويل الأول يتعثر بصورة غير متوقعة، والسبب كالعادة ـ وكما هو الحال في الفيلم التونسي ـ الانشغال بلعبة السرد بدلاً من السرد نفسه.

"طبيعة الوقت" يقوم على حيلة سردية نكتشفها بعد مضي نحو 25 دقيقة من الفيلم، نتابع فيها حكاية الرجل الخمسيني الذي يجبن عن الدفاع عن شخص يتم الاعتداء عليه، في مدخل قوي للفيلم وإن كان كل مشهد ما فيه أطول مما ينبغي. فجأة وبعد مرور الدقائق الخمس وعشرين، نترك البطل الذي تابعناه وتبدأ الكاميرا في رصد شخصية فرعية من الحكاية الأولى لنتابع حكاية السائق الشاب الذي يضطر لنقل أسرة نفهم لاحقاً أن علاقة كانت تجمعه بإحدى بناتها، البنت التي تجبره الظروف على قضاء الليلة معها.

وبالطبع ننتقل بعد فترة إلى حكاية ثالثة ـ فقد فهمنا اللعبة ـ لطبيب يستعد للزواج يكتشف أن هناك امرأة تتهمه بالمشاركة في اغتصابها، أو على الأقل بعد التدخل بإيجابية لحمايتها من الاغتصاب، قبل أن ينتهي الفيلم بمقدمة حكاية رابعة لشخصية كان من الممكن أن يتابع حكايتها لتسلم الراية لخامسة وهكذا بلا نهاية.

الفيلم الذي يمنح مشاهده شعوراً بأنه أطول بكثير من زمنه المقارب لساعتين، كان من الممكن أن يمتد لساعتين إضافيتين، وكان من الممكن أن ينتهي بعد الحكاية الثانية لو أراد المخرج ذلك، أو كان بالقليل من التباديل والتوافيق أن يتغير ترتيب الحكايات فيه. كلها احتمالات ورادة تخبرنا بوضوح أنه لا يوجد بناء درامي منطق ومتماسك، فالفيلم الذي يمكن إعادة ترتيب أجزاءه دون أن يتأثر هو فيلم يعاني من مشكلة بالتأكيد.

لماذا نجمع الحكايات؟

أي فيلم يفترض فيه الجدية لابد وأن يدرك صانعه تيمته الرئيسية التي يريد أن يرويها في فيلمه. لا نقصد هنا قضية سياسية أو اجتماعية أو أي شكل من أشكال الرسالة أو القيمة الأخلاقية، ولكن نعني الكلمة الواحدة التي يدور حولها الفيلم: الحب، الخيانة، العجز، الفقدان، كلها نماذج لما يمكن أن تكونه تيمة الأفلام.

قيمة هذه التيمة تتضح أكثر في الأفلام التي تتضم أكثر من حكاية على التوازي أو التوالي (كما في "طبيعة الوقت"). المخرج بدلاً من أن يحكي قصة واحدة يمنحها زمن الفيلم كاملاً، يروي عدة حكايات في مدد زمنية أقل، وبالتالي لابد من وجود سبب يبرر وجودها معاً. هذا السبب هو التيمة التي نزعم إنها غائبة أو على أفضل تقدير ضبابية ملغزة في فيلم موساوي.

هل الفيلم يروي عن التصالح الغائب في مجتمع ما بعد عشرية الإرهاب بعنفه وقسوته؟ ربما، لكن هذا ينطبق على الحكايتين الأولى والثالثة، بينما لا علاقة له بالثانية التي تشغل وحدها نصف زمن الفيلم. هل الفيلم يتعلق بالطبقية والفروق الاجتماعية؟ وارد، لكن الحكاية الثانية فقط هي التي تشكل الطبقية فيها عائقاً، أما في الحكايتين الأخرتين هي موجودة في الخلفية لكن دون تأثير يذكر.

من الصعب الوصول للتيمة أو السبب الفعلي وراء حكاية هذه الحكايات، وحتى إن كان موجوداً في ذهن المخرج فهو لم يتمكن للأسف من صياغة ذلك في صورة فيلم متماسك يمكن أن يجذب المشاهد إليه. والنتيجة هي كونه أحد أكثر أفلام المهرجان التي شهدت انصراف المشاهدين من الصالة خلال العرض (لا ينافسه سوى "رودان" لجاك دوايون الذي لم يتوقف الصحفيون عن مغادرته حتى النهاية).

ربما صاغ كريم موساوي بعض اللحظات الطازجة في فيلمه، وأغلبها في الحكاية الثانية خاصة عندما يذهب الشاب والفتاة لقضاء الليلة وحدهما. موساوي حاول أيضاً استخدام مزيج ثري من مختلف الأشكال الموسيقية، راي وروك وسيمفونيات متناثرة ولها حضور مادي مرئي وليس فقط في شريط الصوت. فكرة منحتنا مقطوعات موسيقية ممتعة لكن من جديد ما علاقة هذا بموضوع الفيلم؟ هي مجرد تنويعة لفكرة غياب ما يجمع العناصر ليصنع منها فيلماً.

قد يكون اختيار "طبيعة الحال" للمشاركة في مسابقة نظرة ما خطوة مهنية مهمة في مسيرة موساوي، المخرج الذي أثبت موهبته من قبل بالفعل. لكنه على المستوى الفني كان خطوة للخلف. خطوة يجب على المخرج الشاب تجاوزها حتى لا نفقد موهبة واعدة توقعنا منها الكثير في كان 2017 فخيب الناتج ظنوننا.

موقع "في الفن" في

25.05.2017

 
 

ينافس على السعفة:

نهاية غير سعيدة في فيلم «النهاية السعيدة» لمايكل هانيكه

كان ـ عبد الستار ناجي

يعتبر المخرج مايكل هانيكه أحد أبرز رموز السينما الأوروبية والفرنسية والنمساوية على وجه الخصوص وقد صنع أغلب أعماله السينمائية في فرنسا حتى بات الكثير يعتقدون بأنه فرنسي كما فاز بجائزتين للسعفة الذهبية وهو إنجاز لم يحققة اإلا القلة في السينما العالمية ونشير هنا إلى أفلامه الفائزة ومنهاحب والشريط الأبيض وفي رصيده كم عامر من الأعمال السسينمائية الكبيرة التي رسخته مخرجاً كبيراً عميقاً هو الأقرب إلى أن يكون مخرج فيلسوف.

في أحدث أفلامه النهاية السعيدة ـ Happy End” يذهب إلى حكاية أسرة أرستقراطية تعيش مرحلة حرجة من تاريخها في شمال فرنسا حيث مدينة كالية تزدحم باللاجئين ولكننا لا نرى اللاجئين إلا في المشاهد الاأخيرة .

الحكاية ترصد لنا انهيار الأرستقراطية من خلال حكاية العائلة حيث الوالد يعيش أيامه الاخيرة وهو يرقب السقوط المتتالي لتلك الأسرة، ويبدأ الفيلم مع مشروع عمراني يتم التحضير له. حيث الكاميرا ثابتة على مشروع كبير يتم إعداد أساساته وفجأة تهوي إحدى زوايا تلك الحفرة العميقة كإشارة لما هو قادم من أحداث .

ننتقل بعدها إلى جوانب من حكايات تلك الأسرة التي تقودها الابنة الكبيرة التي تريد أن تسيطر على كل شيء في تلك الأسرة، مع وجود آخر فاشل في علاقاته الزوجية مطلق ويحضر للارتباط بأخرى ويقيم علاقة ثالثة، تزوره ابنته من زوجته الأولى للإقامة في المنزل الفخم ولكنه لا يستطيع صنع علاقة مع ابنته بمعنى أن العلاقة تبدو مقطوعة من الابناء. بينما الأخ الثالث الأصغر غارق في المشاكل ضائع فوضوي ينتقل من مشاجرة إلى أخرى ومن مشكله إلى ثانية وهكذا وتمضي الأحداث على هذا المنوال حتى اليوم الذي يخرج به الأب إلى الشارع ليجد أن كل شيء قد تغير وهناك عدداً من اللاجئين الأفارقة يتجولون في المدينة ولا تعرف ماذا يدور بينهم من حوار.

إلى المشهد قبل الأخير حيث تقيم الأسرة حفل لعدد من الأسر الصديقة وفي منتصف الحفل يقوم الأخ الأصغر باحضار عدد من اللاجئين إلى المنزل في مشهد يذكرنا بأحد أعمال لويس بونويل حيث يدخل عدد من الفقراء المعدمين إلى إحدى الاأسر الأرستقراطية الثرية.

عندها يخرج الأب مع حفيدته التي وصلت إلى المنزل والتي تقضي طيلة وقتها مع جهاز الهاتف ومخاطبة الأصدقاء على المواقع الاجتماعية، وتقوم الحفيدة بدفع جدها إلى إحدى الزوايا حتى ينزلق الكرسي المتحرك لعرض البحر وكأنه يتجه إلى الغرق.. بينما تقوم هي بتصوير المشهد وبثه على الهواء من خلال حسابها في أحد المواقع الخاصة بالتواصل الاجتماعي. في تلك اللحظة تأتي الابنة الكبرى وشقيقها الأوسط من أجل محاولة إنقاذ الأب وحتى هذه اللحظة تبدو نهاية سعيدة ولأننا أمام مخرج فيلسوف فإن النهايات لا تبدو كما هو في الصورة الظاهرة لأن كل التفاصيل تشير إلى نهايات غير سعيدة بالذات لتلك الأسرة الأرستقراطية بل للأرستقراطية بشكل عام حيث انهيار المشروع ومشاكل الأسرة وعجز الأب وسيطرة الابنة وسطوتها وفشل العلاقات الزوجية للابن الأوسط وعزلة الأجيال وانشغال الأبناء كل ذلك عبر إشارات تتطلب كثيراً من التحليل العميق لأننا أمام مخرج ذي كعب عالي الصورة عنده لا تأتي عنده مجانية بل عميقة ثرية تثير الدهشة بعمقها وثرائها مع مايكل هانيكه عدد بارز من نجوم السينما الفرنسية تتقدمهم ايزابيل هوبير ومعها القدير جان لوي ترنتيان الذي كان قد شاركه في بطولة فيلم حب. سينما من نوع آخر سينما تذهب اإلى عمق المجتمع وقضاياة وإشكالياته المصيرية الكبرى أما عن اللاجئين فإنهم يبقون في الهامش ولكنهم يدخلون الكادر من أجل المشاركة بقضاياهم والمهم معاناتهم.. لأنه مصير مشترك. النهاية السعيدة.. لم تكن سعيدة في فيلم المخرج مايكل هانيكه لأنها تأتي مزدحمة بالهم الإنساني والغد المظلم.

سينماتوغراف في

25.05.2017

 
 

شاهد.. صوفيا لورين خاطفة للأنظار فى مهرجان كان عام 1964

كتبت : رانيا علوى

يضم أرشيف صور مهرجان كان السينمائى الدولي ملايين الصور لأهم وأشهر نجوم العالم، وبعضها صور نادرة لم يرها قطاع من عشاق السينما والمعنيين بها، ومن هذه الصورة التى التقطت للنجمة الشهيرة صوفيا لورين خلال حضورها إحدى فعاليات المهرجان عام 1964، وكانت ترتدي لورين ملابس بسيطة باللون اللأخضر.

يذكر أن صوفيا لورين قدمت عددا هائلا من الأعمال الفنية الناجحة، ومن أبرزها: "Marriage Italian Style" و" Countess from Hong Kon" و"The Priest's Wife" و"Man of La Mancha" و "A Special Day" و"Ready to Wear"، وغيرهم .

####

بالصور.. روبرت باتينسون وتاليا وسافدى بمؤتمر Good Time بمهرجان كان

كتبت : رانيا علوى

حضر اليوم النجم العالمى روبرت باتينسون المؤتمر الصحفي لفيلم Good Time " وذلك ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 700،  والذي أقيم في مدينة كان الفرنسية ، و تسلطت الأضواء علي نجم "توايلايت " فور وصوله حيث يتمتع باتينسون بشعبية جارفة .

كما حضرت المؤتمر الممثلة الأمريكية تاليا وبستر والتي داعبت الكاميرا ، و كان بصحبه تليا وباتينسون مخرجي الفيلم وهم جوش سافدي و و بيني سافدي .

يذكر أن فيلم Good Time " سيعرض رسميا بدور العرض الأمريكية 11 أغسطس المقبل ، بينما يعرض في الولايات المتحدة الأمريكية 111 أكتوبر القادم ، و يشارك روبيرت باتينسون بطولته كل من جنيفر جيسون ليج و برخد عبدي .

####

بالصور.. فريق عمل "the merciless" بمؤتمر صحفى ضخم

فى مهرجان كان السينمائى

كتبت : رانيا علوى

وصل منذ قليل فريق عمل الفيلم الكوريthe merciless " استعدادا لمؤتمر صحفي ضخم يقام ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 700  في مدينة كان الفرنسية ، فظهرت الممثلة الكورية جيون هاي جين بإطلالة بسيطة و براقة حيث ارتدت فستان طويل باللون الاسود حصد إعجاب قطاع كبير من محبيها و عشاقها ، و حضر ايضا لمكان المؤتمر الممثل الكوري يم سي وان والممثل سول كيونج جو.

يذكر أن فيلمthe merciless " من إخراج وتأليف باين سونج هيون ، و مده عرضه 120 دقيقة ، و بدأ تصوير الفيلم 18 أغسطس 2016 و أنتهي 10 ديسمبر 20166 ، و تدور أحداث العمل حول  سجين وهو يتمتع بأكبر قدر من القوة بين السجناء ويضع قواعد لهم جميعا .

####

حكاية صورة جمعت 113من أهم صناع السينما فى العالم بمهرجان كان

كتبت : رانيا علوى

اجتمع 113 من أهم مشاهير ونجوم وصناع السينما العالميين في صورة التقطت ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 70 ، وهي الصورة التي ستدخل التاريخ بضم أهم نجوم الفن السابع عالميا.

وجاء التقاط هذه الصورة احتفالا بالذكرى الـ 70 لانطلاق فعاليات مهرجان كان السينمائي الذي يعد أهم مهرجان العالم، وأكد موقع " فواسي" أن الحلم أصبح حقيقة، واجتمع أهم صناع السينما في الـ 30 عام الماضيين في نفس المكان ونفس الوقت، و هي حالة  استثنائية ، وواحدة من أهم الصور التي تستحق أن تدخل التاريخ .

ولأن القائمة طويلة فكان من أبرز النجوم الموجودين بالصورة كاترين دونوف وجيسيكا شاستين و إيزابيل هابر و مونيكا بيلوتشي و ديان كروجر وآل فانينج وماريون كوتيار و سلمي حايك و لوديفين ساجينيار و ايمانويل بيرت و نيكول جارسيا و بيرينيس بيجو و جوليات بينوش و نيكول كيدمان و اوما ثرومان و ويل سميث وكريستوف ولتز و شارليز ثيرون و غيرهم الكثيرين.

####

بالصور.. إيلى صعب سر فساتين الفنانة الهندية سونام كابور بمهرجان كان 2017

كتبت أسماء زيدان

ساعات قليلة مضت على انتهاء مهرجان كان المهرجان الأشهر فى العالم، الذى تميز هذا العام  بالعديد من الإطلالات الجميلة والمميزة وجاءت من بين تلك الإطلالات الفريدة إطلالة سونام كابور الممثلة الهندية الشهيرة .

وارتدت سونام فستان من ألوان الباستيل، ملئ بالتطريز البسيط والمميز من توقيع مصمم الأزياء العالمى إيلى صعب، ولم يكن هذا الفستان الوحيد الذى ارتدته سونام بمهرجان كان ونال إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بل ارتدت أيضاً فستان ذهبى اللون، به حزام جلدى من منطقة الخصر وذو ذيل طويل مثبت من منطقة الخصر أيضاً.

اليوم السابع المصرية في

25.05.2017

 
 

بالصور.. صناع فيلم L'Amant Double فى كان

كتب على الكشوطى

حضر صناع الفيلم الفرنسى L'Amant Double المؤتمر الصحفى للفيلم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ700، والتقطت عدسات المصورين صناع العمل المخرج فرانسوا اوزون والفنان جيريمى رينييه وجاكلين بيسيه ومارين فاكث.

مهرجان كان السينمائى يترأس لجنة تحكيمه المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار، فيما تضم اللجنة تضم 8 أعضاء وهم نجمى هوليوود جيسيكا شاستين وويل سميث، والألمانية مارين ادى، والنجمة الصينية فان بينج بينج، وأجناس جأوى والمخرج Park Chan-wook، أيضًا جبريال يارد والمخرج الإيطإلى بأولو سورنتينو.

فيما تترأس لجنة تحكيم نظرة ما النجمة الأمريكية أوما ثرومان، وتضم لجنة التحكيم المخرج المصرى محمد دياب والممثل الفرنسى رضا كاتب، والمخرج البلجيكى جواشيم لافوس، وكاريل أوش وهو المخرج الفنى لـ"Festival International de Karlovy Vary".

####

بالصور.. صناع فيلم L'Amant Double فى كان

كتب على الكشوطى

حضر صناع الفيلم الفرنسى L'Amant Double المؤتمر الصحفى للفيلم ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى فى دورته الـ700، والتقطت عدسات المصورين صناع العمل المخرج فرانسوا اوزون والفنان جيريمى رينييه وجاكلين بيسيه ومارين فاكث.

مهرجان كان السينمائى يترأس لجنة تحكيمه المخرج الإسبانى بيدرو ألمودوفار، فيما تضم اللجنة تضم 8 أعضاء وهم نجمى هوليوود جيسيكا شاستين وويل سميث، والألمانية مارين ادى، والنجمة الصينية فان بينج بينج، وأجناس جأوى والمخرج Park Chan-wook، أيضًا جبريال يارد والمخرج الإيطإلى بأولو سورنتينو.

فيما تترأس لجنة تحكيم نظرة ما النجمة الأمريكية أوما ثرومان، وتضم لجنة التحكيم المخرج المصرى محمد دياب والممثل الفرنسى رضا كاتب، والمخرج البلجيكى جواشيم لافوس، وكاريل أوش وهو المخرج الفنى لـ"Festival International de Karlovy Vary".

اليوم السابع المصرية في

26.05.2017

 
 

أفلام أغضبت جمهور ونقاد وصحافيين «كان السينمائي»

كان ـ مها عبد العظيم

يتجدد الجدل في كل عام وتنقسم الكروازيت، يضاعفه الاختلاف بين النقاد الفرنكوفيين والأنكلوسكسونيين، في تراوح بين الترحيب والتنديد بعد عرض كل الأفلام تقريبا. لكن الأغلببة هذا العام أجمعت على الاستياء من فيلميرودان للفرنسي جاك دوايون، وقتل الأيل المقدس لليوناني يورغس لانتيموس، ويشارك كلاهما في المسابقة الرسمية لمهرجان كان 2017.

عام 1880 في باريس تطلب الدولة رسميا ولأول مرة من النحات أوغست رودان، بعد أن صار في الأربعين من العمر، أعمالا فنية وبينها باب جهنم والقبلة والمفكر التي صنعت لاحقا مجده. كان يعيش رودان مع روز، شريكة عمره، حين تعرف على كامي كلوديل التي تتحول من تلميذته الموهوبة إلى مساعدته ثم عشيقته. بعد عشر سنوات من الحب العاصف والإعجاب المتبادل، ينفصلان فيتفرغ رودان لعمله بحماسة وعزيمة. يواجه النحات الرفض الشديد من جهة، بسبب أسلوبه الذي يقطع مع التقاليد الفنية، ومن جهة أخرى يرحب العديد بجرأته في صقل الأجساد. ويخلق رودان مع منحوتة الكاتب الفرنسي بلزاك، والتي نبذها معاصروه، نقطة بداية النحت الحديث.

غادر العديد من الصحافيين القاعة في مهرجان كان أثناء عرض رودان للمخرج الفرنسي جاك دوايون، وصاح صحافي إسباني فيلم عجوز” ! إن كان رودان قد صنع ثورة في عالم الفن، فدوايون لا يزحزح قيد أنملة الخطوط الموروثة البالية الكلاسيكية. فحتى في بحث علاقة رودان بكلوديل، التي سبق وأن تقمصتها جولييت بينوش وإيزابيل أدجاني في أفلام أخرى عالية التحدي، لم يرتق بها إلى درجة التوتر والجنون التي طبعتها. حياة رودان هامة وثرية بحد ذاتها، لكن فيلم دوايون (73 عاما) يتسم بسطحية مدوية لا تكاد تكون ولو بيداغوجية.

أبرد من المرمر، أثار الفيلم غضب الكروازيت التي شككت في شرعية تواجد الفيلم ضمن المسابقة الرسمية. فاستغرب الجمهور اختيار شريط يتناول هوس الفنان بالمادة وولهه بالجسد والعاطفة، بهذا القدر من الملاسة والإيضاحات السياقية المباشرة التي تقضي على إمكانية التأثير في المشاهد.

رغم جمالية بصرية كبيرة تكاد تكون مصقولة، على مستوى الإضاءة وبلاستيكية الصور، خيب فيلم دوايون رواد المهرجان الذين رأوا فيه نوعا من الزور واعتبروا أنه اختير لأن المهرجان، الذي يحتفل بعيده السبعين، يمر بفترة حنين إلى الماضي تضعف رؤيته للمستقبل.

رغم الفشل اللاذع الذي عرفه الفيلم، يبقى بالإجماع أداء فانسان لاندون الحائز على جائزة أفضل ممثل في دورة 2015 (عن فيلم قانون العمل”) مبهرا. ويصرح لاندون الذي لعب الدور الرئيسي في الفيلم لفرانس24 أن السينما هي سياسة يقول أن تصنع بلزاك بهذه الطريقة، في حين اعتيد أن يظهره الفنانون بريشة في اليد اليمنى ومحبرة في اليد اليسرى وجالس على أريكة عريضة المساند، هي سياسة، هي بداية النحت الحديث”. استنادا إلى هذا التصريح، نتأكد من القيمة السياسية لعمل رودان، لكن ليس لعمل دوايون

كان فيلم قتل الأيل المقدس لليوناني يرغوس لانتيموس بدوره قد خيب الجمهور وقوبل بتصفير الاستهجان في نهاية العرض. عام 2015 برز سرطان البحر الفائز بجائزة لجنة التحكيم كأحد أغرب الأعمال التي شاهدناها. وهاهو الفيلم الجديد يعمق أيضا المذهب السريالي الجنوني الذي أرساه عبر أعماله السابقة على غرار أنياب وآلبس”.

في قتل الأيل المقدس يسعى ستيفن وهو جراح ماهر، إلى التقرب من مراهق ويربط به علاقة صداقة غامضة. يقتحم الأخير تدريجيا وبصفة شاذة عائلة ستيفن البورجوازية وتتفكك فيها المفاهيم على مختلف المستويات لا سيما الجنسي، فزوجة ستيفن (نيكول كيدمان) مثلا تتنكر في شكل مريضة مخدرة لإغراء زوجها لا شك أن المخرج اليوناني يبسط نظرة قصوى وقاسية على مدى انهيار إنسانيتنا. بنفس الطريقة، يدفع الفتى المراهق بستيفن إلى أبعد التحديات ويطلب منه أكبر التضحيات، فوالده قد توفي بين يدي الجراح واستغلال مشاعر الذنب لا حدود له.

يغذي خيال لانتيموس عالم المسرح التجريبي وكليبات الفيديو وإعلانات تسعينات القرن الماضي، لذلك فهو يولي نفس الأهمية للأشياء والشخصيات والديكور والصوت. للفيلم رمزية مسرح أوريبيد وبالتحديد إيفيجينيا فالسؤال الذي يطرحه هو بمن تضحي إذا وجب التضحية بأحد أفراد عائلتك؟”. ففي الأسطورة اليونانية، يأمر الملك أجاممنون بقتل ابنته إيفيجينيا كأضحية للسماح لسفنه بالإبحار إلى طروادة. لكن عوض تعميق التراجيديا، بحث المخرج المشاكس خواء التركيب إلى حد إدخال القلق في صفوف الجمهور الذي غادر أغلبه قاعة العرض، وكأنه سعى لهذا الهدف للافتخار بأنه غير مرحب به في الكروازيت.. شرط ألا تفسد عليه لجنة التحكيم الخطة الجهنمية المترفّعة فتمنحه سعفة ذهبية .

####

أهم صناع السينما في 30 عاماً صورة تدخل التاريخ

كان ـ «سينماتوغراف»

اجتمع 113 من أهم مشاهير ونجوم وصناع السينما العالميين في صورة التقطت ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الـ 70، وهي الصورة التي ستدخل التاريخ بضم أهم نجوم الفن السابع عالميا.

وجاء التقاط هذه الصورة احتفالا بالذكرى الـ 70 لانطلاق فعاليات مهرجان كان السينمائي الذي يعد أهم مهرجان العالم، وأكد موقع فواسي أن الحلم أصبح حقيقة، واجتمع أهم صناع السينما في الـ 30 عام الماضيين في نفس المكان ونفس الوقت، و هي حالة  استثنائية، وواحدة من أهم الصور التي تستحق أن تدخل التاريخ .

ولأن القائمة طويلة فكان من أبرز النجوم الموجودين بالصورة كاترين دونوف وجيسيكا شاستين وإيزابيل هابر ومونيكا بيلوتشي وديان كروجر وآل فانينج وماريون كوتيار وسلمي حايك ولوديفين ساجينيار وايمانويل بيرت ونيكول جارسيا وبيرينيس بيجو وجوليان بينوش ونيكول كيدمان واوما ثرومان وويل سميث وكريستوف ولتز وشارليز ثيرون وغيرهم الكثيرين.

يمكنك مشاهدة فيديو التقاط الصور من هذا الرابط 

http://www.festival-cannes.com/en/festival/actualites/videos/an-exceptional-photocall-for-the-festival-s-70th-birthday

سينماتوغراف المصرية في

26.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)