كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

بين أشباح إسماعيل الهتشكوكية وشباب غودار «الصيني» الصاخب وتاريخ الفن السابع

كان (جنوب فرنسا) - إبراهيم العريس

مهرجان كان السينمائي الدولي

الدورة السبعون

   
 
 
 
 

منذ فيلم الافتتاح وحفلة عرضه الصاخبة والتي دارت تحت وقع الارتياح الذي يشعر به أهل الفن والثقافة عموماً من جهة، لمجيء رئيس شاب للجمهورية الفرنسية يبعث الأمل الأوروبي في نفوس كانت قد اتّسمت بمقدار لا بأس به من الكآبة خلال المرحلة السابقة، ولوحظت في الدورة السابقة لمهرجان كان؛ ومن جهة ثانية للهزيمة التي منيت بها الجبهة الوطنية الفرنسية وكل العقول المتحجرة التي تساندها في الانتخابات ذاتها، منذ حفل الافتتاح هذا، وحضور مونيكا بيلوتشي، وسط رهط من نجوم التمثيل والإخراج، سيدة للاحتفال، أعطت هذه الدرة السبعون من مهرجان «كان» السينمائي الدولي نكهة سينمائية حقيقية، ولا سيما أن فيلم الافتتاح هذا، والذي قُدّم خارج المسابقة الرسمية، يدور في أجوائه، كما في جوهر موضوعه من حول السينما. تحديداً من حول تصوير فيلم سينمائي. وكما يحدث عادة بالنسبة إلى هذا النوع من الأفلام، بدا «أشباح إسماعيل» للفرنسي آرنو ديبليشان، قاسماً للنقاد منذ عرضه الأول، بين من رأوا فيه «تحفة سينمائية استثنائية ترفع من شأن السينما الفرنسية» (لوي غيشار في مجلة «تيليراما») ومن رأى فيلمه فيلماً كان يمكنه أن يكون جيداً «لكنه تاه في طريقه ولم يعرف كيف يربط بين الجانب الذي يشكل موضوع الفيلم ذاته، والجانب الذي يشكل موضوع الفيلم داخل الفيلم» (كما يقول نيكولا شالر في «النوفيل أوبسرفاتور»). والحقيقة أن الوقت لا يزال أبكر من أن يسمح لنا بالاعتداد بأي من هذين الرأيين اللذين يتقاسمهما على أي حال عدد من النقاد الذين كتبوا عن الفيلم حتى الآن. ونحن ما أوردناهما إلا للدخول في موضوع يشكل حصة أساسية من المناخ العام الذي يخيّم على هذه الدورة من «كان».

اخدم نفسك بنفسك!

إنه، وبكل بساطة، موضوع السينما نفسها: السينما عن السينما. الأفلام التي تجعل من الحديث عن السينما موضوعاً مميزاً لها. و «أشباح إسماعيل» هو فيلم من هذا الطراز، يقدم لنا بطله المدعوّ إسماعيل فويّار (ماثيو آمالريك)، وهو يعيش أزمة إبداع في وقت يشتغل فيه على إنجاز فيلم جديد له. الفيلم المزمعة كتابته عمل تشويقي جاسوسي، من النوع الذي يهتم به ديبليشان نفسه منذ زمن بعيد على أي حال. وهو من أجل إنجاز الكتابة يتوجه للإقامة في جزيرة صغيرة نائية مع امرأته سيلفيا (شارلوت غينسبورغ) ليعمل بهدوء بعيداً من الزحام في كتابة النص الذي يستعيره من حياة ومغامرات أخيه بول ديدالوس (لويس غاريل، الحاضر كذلك في فيلم آخر هو «المريع» عن فصل من حياة جان لوك غودار حين كان يصور فيلم «الصينية» في الستينات، كما سنرى بعد سطور). المهم أن إسماعيل ينهمك في الكتابة بنشاط حين تظهر له فجأة امرأة صباه وحبيبته السابقة كارلوتا (ماريان كوتيّار) التي كانت ماتت قبل تسع سنوات... ولسوف يمضي جزء من زمن الفيلم قبل أن نعرف ما إذا كانت ميتة بالفعل تعود الآن، أم أنها لم تمت أصلاً. المهم أن عودة هذا الشبح، تخلخل حياة إسماعيل وأفكاره. ومنذ تلك اللحظة سيحدث الكثير من الاختلاط بين الحياة التي يعيشها إسماعيل، وبين المشاهد التي يسجلها على الورق.

وإذا كان علينا أن نلاحظ هنا تشابهاً في الأسماء والمواقف بين هذا الفيلم وتحفة هتشكوك «فرتيغو»... فإن هذا ليس من قبيل الصدفة. فمن الواضح هنا أن المخرج الفرنسي، الذي كثيراً ما اهتم على خطى المعلم الكبير، بالحبكات البوليسية والجاسوسية في أفلامه السابقة، إنما يريد من «أشباح إسماعيل» أن يكون واحداً من أكثر أفلامه ذاتية، بدءاً من التحية التي يوجهها إلى ألفريد هتشكوك، وصولاً إلى جعله بطل الفيلم كاتباً ومخرجاً سينمائياً، ليبدو في نهاية الأمر وكأنه أنا/ آخر له. ومن هنا، ومهما كان الأمر، ومهما كان من شأن قبول هذا الفيلم بصفته فيلم افتتاح مميّزاً خارج المسابقة لدورة من «كان» تريد لنفسها أن تكون استثنائية، لا بد من قبوله بوصفه تحية حقيقية للسينما ذاتها. عملاً يفتتح دورة من «كان» تجعل من السينما أحد أعمدة مواضيعها وجوهرها في زمن تبدو السينما معرضة للعديد من الأخطار. في هذا الإطار وحده، لا بد من تحية «أشباح إسماعيل» كعمل سينمائيّ/ سينمائيّ، وضع المهرجان مباشرة في قلب السينما.

غودار غودار

السينما إذاً حاضرة في شكل متعدد، أشرنا إلى بعض وجوهه في رسائل سابقة. ولكن لا بد من التوقف هنا في شكل أساسيّ أيضاً عند فيلم آخر عن السينما من توقيع ميشال هازانوفيتس، السينمائي الذي فاجأ جمهور «كان» قبل سنوات بتحفة سينمائية من نوع نادر قدّمت بالأسود والأبيض لتطوف حول العالم بعد «سعفة ذهبية» كانيّة بدت أكثر من مستحَقّة. ونتحدث هنا طبعاً عن فيلم «الفنان»، الذي اعتُبر يومها تحية بديعة للسينما الصامتة في لحظة نهايتها وانبثاق السينما الناطقة. هازانوفيتس، يعود الآن في المسابقة الرسمية بفيلم آخر عن السينما، وبشكل أكثر تحديداً، عن شيخ السينما جان لوك غودار. وليس الفيلم وثائقياً كما كان في الإمكان أن نتوقع، بل هو عمل روائيّ يلعب فيه الممثل الشاب لوي غاريل دور غودار وهو في أواسط الثلاثينات من عمره يوم كان يعيش مرحلته النضالية/ الماوية الصاخبة، ويوم اقترن بالممثلة والكاتبة الشابة، التي اقتبس فيلم هازانوفيتس وعنوانه «المريع» سيناريو فيلمه من كتاب وضعَتْه عن حياتها مع غودار. الفصل الذي يشكل موضوع الفيلم، هو ذاك الذي يصور غودار وهو يشتغل على فيلم «الصينية» ويستعد، بشكل غير واضح إلى مبارحة مرحلة الشغف النضالي ليخوض تجارب سينمائية جديدة ومتنوعة. ومن هنا، من الواضح أن الفيلم يغوص في سنوات الستين وأجوائها بشكل قد يبدو، بصورة أو أخرى، قريباً من ذاك الذي صوّره برناردو برتولوتشي في فيلمه «الحالمون» قبل سنوات عن المرحلة ذاتها. السؤال اليوم هو: هل يحضر غودار العرض العالمي الأول لهذا الفيلم الذي يجعل حياته موضوعاً سينمائيّاً؟ وما الذي سيكون عليه رأيه في ما ترويه عنه امرأته السابقة واستحوذ عليه مخرجٌ دائماً ما أبدى تقديره إياه؟

كل هذا سنعرفه لاحقاً... وعندما يشاهَد هذا الفيلم المثير للفضول. أما الآن، فيكفينا أن نوجه إليه تحية مشابهة لتلك التي يمكن توجيهها إلى فيلم الافتتاح لمجرد كونه فيلماً يجعل من السينما نفسها موضوعاً له.

... وفصول من تاريخ السينما

طبعاً لن نحصي هنا كل الأفلام أو التظاهرات التي تدور من حول السينما ونتحدث مجدداً عن كون هذا الفن السابع أضحى، وبكل بساطة، جزءاً أساسياً من تاريخ الزمن الذي نعيش فيه، وبأكثر مما فعل أي فن آخر، لكننا نشير أخيراً إلى برنامج خاص من برامج المهرجان، أُدرج ضمن إطار البرنامج الأعمّ «كلاسيكيات السينما»، وعنوانه الخاص هو «وثائقيات حول السينما». ويتألف هذا البرنامج من خمسة أعمال متنوعة حُققت جميعاً في العام 2017 تحت شعار «تاريخ السينما من طريق السينما نفسها»، والأعمال هي التالية:

> «التاريخ البلجيكي لمهرجان كان» لهنري جيرلاش (بلجيكا، ساعة ودقيقتان)، وهو كما يدل عنوانه نوع من تحقيق سينمائي يتسم بالمرح والإيجابية في تصويره لاكتشاف جمهور كان السينما البلجيكية دورة بعد دورة، فيما يعتبره صانعوه نوعاً من «حكاية بلجيكية لأكبر مهرجان سينمائي في العالم».

> «دافيد ستراتون حياة سينمائية» لسالي آيتكن (أستراليا، ساعة وسبع وثلاثون دقيقة). والفيلم يقدم نفسه بوصفه «مغامرة حب» عاشها الناقد ستراتون في البلد الأسترالي الذي تبناه وجعله يكتشف نفسه من خلال حبه للسينما ودفاعه عن عوالمها ونقده أفلامها. كما أن الفيلم يعتبر في الوقت ذاته أنشودة حب للسينما الأسترالية التي يمكن القول إن مهرجان كان عمل دائماً على اكتشافها وتتبع جديدها.

> «عامل السينما» لطوني تزييرا (الولايات المتحدة، ساعة ونصف الساعة تقريباً). يتحدث هذا الفيلم عن ليون فيتالي الذي كان ممثلاً فتياً في فيلم «باري لندون» لستانلي كوبريك ليصبح من بعده وبالتدريج ولمدة عقدين من الزمن أحد أقرب مساعديه. ويغوص الفيلم في تلك العلاقة المركبة والمعقدة التي قامت على الدوام بين كوبريك وفيتالي مستندة إلى نوع من التفاني والتضحية اللذين دائما ما أبداهما الشاب تجاه معلمه الكبير... ناهيك بفرح العمل مع أستاذ سقراطي من طينة كوبريك بالنسبة إلى شاب لم يعرف منذ بداياته طريقاً إلى السينما خارج الدروب التي رسمها ذاك الذي كان ولا يزال يعتبر واحداً من أكبر مبدعي الفن السابع في تاريخ هذا الفن.

> «أن تصبح كاري غرانت» لمارك كيدل (فرنســا، ساعة وخمس وعشرون دقيقة). قد يكون غرانـــت منسياً بعض الشيء اليوم، ومن هنا يبدو من العـــدل أن يأتي هذا الفيلم لتذكيرنا بذاك الذي كان ذات يوم «نجم النجوم» في السينما الأمــــيركية، قبل أن يغرق ذات يوم في المخدرات ويمضــــي سنين أساسية من كهولته وهو يداوي نفـــسه من تلك الآفة ومن الشياطين التي خلقتها لديــه. واللافت في هذا الفيلم أننا نرى غرانت نفســــه وهـــو يحكـــي لنا قصته بلهجة لا تخلو من المرح والظرف على رغم المأساة التي عاشها.

> «جان دوشيه، الفتى الصاخب» لفابيان هاجيج، غيّوم نامور، وفنسان هاسّير (فرنسا، ساعة ونصف الساعة). يقوم هذا الشريط على فكرة طريفة: ثلاثة من الشبان من محبي السينما يلاحقون حياة وكتابات الناقد السينمائي والباحث الفرنسي المعروف، طارحين أسئلتهم على رفاقه وأصدقائه والسينمائيين الذين كتب عنهم وأولئك الذين اختلفوا أو اتفقوا معه ولا سيما مع الجانب الفلسفي غير السهل من كتاباته الفلسفية. ومن خلال دوشيه، على أي حال، ثمة في هذا الفيلم جزء من تاريخ مجلة «دفاتر السينما» التي كتب فيها دوشيه وتعتبر بدورها جزءاً أساسياً من تاريخ السينما والسينيفيلية الفرنسيتين، وبالتالي تاريخ «الموجة الجديدة» في السينما الفرنسية...

 ####

نيكول كيدمان:

حضور رباعي لملكة المهرجان

منذ الآن صار للدورة السبعين من مهرجان «كان» ملكتها، سواء كانت متوجة أو غير متوجة. هي نيكول كيدمان التي يبدو واضحاً هنا أنها تعود الى عيد السينما العالمية من مكان بعيد جداً. ولكن العودة مضاعفة أربع مرات ولم يسبق أن حقق ممثل/نجم ما يشبهها من قبل. فإلى حضورها الفعلي والإهتمام المتجدد الذي تبديه صحافة العالم كله بها باعتبارها واحدة من أبرز النجمات الحاضرات في «كان» حتى من قبل وصولها والتأكد منه، تحضر النجمة الأسترالية الهوليوودية الكبيرة، في أربعة أعمال أساسية، منها عملان في المسابقة الرسمية حيث ستنافس نفسها مع أخريات، على جائزة أفضل ممثلة، ومنها حلقات من مسلسل سينمائي حققته جارتها النيوزيلندية جين كامبيون قبل سنوات، يصار اليوم الى تكريمه في واحدة من دورات «كان» الأكثر احتفالاً بالأعمال غير السينمائية، ومنها أخيراً الفيلم الجديد لجون كاميرون ميتشل الذي كان اشتهر في فيلمه السابق «باصات قصيرة» بكونه أكثر المخرجين الأميركيين جرأة في إباحيته. واضح أن فيلم كاميرون ميتشل مع نيكول كيدمان وعنوانه «كيف تتحدث الى الفتيات في الحفلات» سيكون أكثر رزانة من سابقه، وسيحقق تزاحماً ومراهنات حتى وإن كان معروضاً خارج المسابقة الرسمية.

أما فيلما المسابقة اللذان تقوم نيكول ببطولتهما فأولهما الفيلم الذي تعود به صوفيا كوبولا الى مسابقة «كان» ويقدم بعنوان «الطرائد»، وهو فيلم تدور أحداثه أيام حرب الإنفصال الأميركية من حول جندي شمالي يلتجئ الى مهجع للفتيات. في الفيلم تؤدي نيكول دور مركيزة بالغة الأناقة. بينما تؤدي دوراً يوصف منذ الآن بأنه بالغ الصعوبة في فيلم اليوناني يورغوس لانتيموس «مقتل البجعة المقدسة»، الذي يقدّم بكونه فيلماً تراجيدياً مغموراً بالدماء والأحزان. وأخيراً تحضر نيكول كيدمان كما أشرنا في الحلقات العديدة من الموسم الثاني للمسلسل الذي حققته جين كامبيون للتلفزة قبل سنوات بعنوان «أعلى البحيرة».

من هنا سيصفق الحضور في هذه الدورة الاستثنائية من «كان»، كثيراً للنجمة المقتربة من عامها الخمسين وهي المولودة العام 1967 في هونولولو، والتي على رغم أدائها البديع ظلت تعتبر ملحقة بزوجها السابق النجم توم كروز حتى وقع الطلاق بينهما، فانفردت بسمعة كممثلة متميّزة وحازت على جوائز ما كان من شأن كروز على رغم نجوميته كلها أن يحلم بمثلها. فرأى كثر أنها حققت نوعاً من الثأر لنفسها. وربما يكتمل هذا الثأر في الدورة الكانية لهذا العام، حتى وإن كان كثر في المهرجان يأخذون عليها ما صرّحت به بعد فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أنه «يجب الآن مساندته طالما أنه فاز» هي التي كانت شاركت في حملات ضده كمرشح. وهي التي تناضل علانية في سبيل حقوق المرأة واختارتها منظمة الطفولة العالمية لتكون سفيرتها. مهما يكن، نعرف دائماً أن عالم النجوم عالم غفور، قد يعاتب لكنه لا يعاقب!

الحياة اللندنية في

19.05.2017

 
 

'أشباح إسماعيل' الكئيبة تفسد افتتاح مهرجان كان

العرب/ أمير العمري

افتتح الفيلم الفرنسيأشباح إسماعيل للمخرج أرنو ديسبلاشن الأربعاء الدورة السبعين لمهرجان كان السينمائي، وسط وجوم كبير من النقاد والمتابعين، حيث بدا الفيلم غير لائق بعراقة المهرجان.

كان (فرنسا) - اختار مدير مهرجان كان السينمائي تيري فريمو، أن يكون فيلم افتتاح الدورة السبعين، فيلما ينتمي إلى الدولة المضيفة فرنسا، هو فيلمأشباح إسماعيل للمخرج أرنو ديسبلاشن.

والسبب الذي يروج في أوساط المهرجان أن رفض قبول الفيلم السابق للمخرج نفسه وهو فيلم سنواتي الذهبية” (2016) ضمن المسابقة الرسمية أو حتى البرنامج الرسمي ولو خارج المسابقة، رغم مستواه الفني الرفيع، وذهابه عوضا عن ذلك لافتتاح تظاهرة نصف شهر المخرجين المنافسة، أثار غضب الصحافة الفرنسية، مما دفع إدارة المهرجان إلى قبول الفيلم الجديد ربما دون أن تهتم كثيرا بوجود نسختين من الفيلم نفسه، الأولى هي النسخة القصيرة التي عرضت في الافتتاح (111 دقيقة) والثانية نسخة أطول بنحو عشرين دقيقة، وكلتاهما من اختيار المخرج في حدث غريب من نوعه وإن لم يكن استثنائيا!

غير أن المشكلة لا تكمن في اختيار النسخة؛ ففي يقين كاتب هذا المقال أنه أيا كانت النسخة فالمشاكل التي يعاني منها الفيلم مشاكل كامنة في بنيته من أول السيناريو الذي يُعد العمود الفقري للفيلم.

إن أي مشاهد محايد لهذا الفيلم الذي قوبل بوجوم شديد عند نهاية عرضه أمام النقاد والصحافيين، يمكنه أن يدرك على الفور لماذا يتأرجح مستوى معظم المخرجين الفرنسيين صعودا وهبوطا؟ ولماذا يفشل الفيلم الفرنسي الذي يرغب في الوصول إلى شريحة عريضة من الجمهور، في تحقيق هدفه، بينما ينجح الفيلم الأميركي؟

فوصفة النجاح في الفيلم الأميركي الشائع تتركز أساسا في السيناريو.. كيف يمكن أن يقنعك بالشخصيات التي تشاهدها أمامك وتتابع مشاكلها وتعقيدات العلاقات فيما بينها، وكيف تشعر وأنت تتابع الحبكة أنك أصبحت أيضا طرفا مباشرا فيها أو على الأقل، أن من صاغها يحترم ذكاءك ويقدم لك شيئا يمكنك فهمه واستيعابه دون أن تضل في منتصف الطريق.

مشكلة السيناريو

هذا فيلم يريد صاحبه أن يتجنب الحبكة التقليدية، وأن يروي قصة فيها من ذاكرته الذاتية، وأن يطعمها ببعض المصادر والإشارات إلى بعض الأفلام الشهيرة وخاصة من عالم هيتشكوك، ولكن هيتشكوك كان يعمل على السيناريو من الألف إلى الياء، يعيد كتابة الفيلم مرات ومرات ويكتب الديكوباج التفصيلي بنفسه، ويجعل أبطال أفلامه قريبين من المتفرج مهما بدوا بعيدين، في عالم من الخيال الساحر من دون أن يدخلك في متاهات.

بطل أشباح إسماعيل” -ويدعى إسماعيل- مسيحي بروتستانتي، وليس عربيا أو مسلما كما قد يتبادر إلى أذهان البعض، خاصة أن هناك الكثير من الأحاديث في الفيلم عن الانتماءات الدينية لشخصياته، وهو مخرج سينمائي يحاول أن يخرج فيلما يدور في أجواء الجاسوسية والمغامرات، تدور أحداثه في طاجيكستان وغيرها، بطله الشاب إيفان الذي حصل على عمل بالسلك الدبلوماسي الفرنسي ثم أرسل إلى دوشنبه، حيث يتحول بعد ذلك إلى رجل استخبارات ربما دون أن يدري هو نفسه، فلا شيء في ذلك الفيلم من داخل الفيلم واضح أو منسوج بطريقة تثير الاهتمام باستثناء المشهد الأول الذي يدور في أروقة الخارجية الفرنسية، حيث يجري إسناد الوظيفة إلى إيفان بشكل عبثي على عكس توقعاته.

الحوار أتى سطحيا لا يخدم الفيلم، بل جعله كشريط صوتي ناطق مقتبس من إحدى تمثيليات الراديو المملة

أما إسماعيل (ماتيو أمالريك) الذي يكافح في إخراج فيلم تجاري ربما على غير اقتناع منه، رغم أنه يضفي على شخصية إيفان بعض ملامح شقيقه الذي يذكره غير مرة في سياق الفيلم، فهو مرتبط ارتباطا مهنيا وروحيا بمعلمه وأستاذه المخرج القديم بلوم، إضافة إلى أن إسماعيل كان أيضا متزوجا من ابنة بلوم كاروليتا” (ماريون كوتيار) لكنها اختفت منذ 20 عاما، واضطر إسماعيل إلى تسجيلها من بين الأموات قبل ثماني سنوات.

وقد أصبح الآن مرتبطا بامرأة أخرى تدعى سيلفيا” (شارلوت غينسبرغ) تقول له عندما يلتقيها في المرة الأولى إنها لا تحب سوى الرجال المتزوجين، لكنها رغم أنه يؤكد لها كونه أعزبَ، تقيم معه علاقة عاطفية وجنسية صارخة، لا يفسدها سوى الظهور المفاجئ للزوجة الغائبة كاروليتا التي تقول إنها كانت تعيش على الهامش لفترة طويلة ثم ذهبت إلى الهند وتزوجت رجلا أحبها، لكن توفي مؤخرا فعادت تطالب بزوجها!

غياب الإقناع

كان يمكن أن يكون أشباح إسماعيل عملا أكثر إقناعا لو كانت كل أحداثه تدور في شكل تداعيات تتداعى من وعي إسماعيل الذي يغرق نفسه في الشراب والمخدرات.. فهو يعاني من عقدة المبدع وعجزه عن الفصل بين حياته الخاصة وحياة أبطاله، لكن المشكلة أن الفيلم يسعى لإقناعنا بأن ما نشاهده واقع بالفعل، دون أن يقدم أولا تبريرا لغياب كاروليتا ثم لعودتها المفاجئة، كما لا يستغل عودتها ليفجر التناقضات الكامنة داخل إسماعيل بل يكتفي بمظاهر الهستيريا الخارجية والرفض والبارانويا، رغم أنه لا يمانع أولا من ممارسة الجنس معها قبل أن يثور عليها ويحتج على ما يراه محاولة من جانبها لإفساد علاقته بسيلفيا.

أما سيلفيا فهي تتودد إلى كاروليتا وتتبادل معها حوارات زائدة لا معنى لها عن ديانتها لنعرف أنها مسيحية بروتستانتية بينما كاروليتا من أصول يهودية، وذلك قبل أن تنقلب عليها وتتهمها بأنها تحاول تدمير علاقتها بإسماعيل.

والمشكلة الأكبر أن ديسبلاشن يحاول أن يلوي عنق الشخصيات والأحداث (وكلها تتصف بالسطحية الشديدة) ويصوغ بناء سينمائيا ينتقل بين الماضي والحاضر (دون منطق درامي محدد)، يرجع عامين إلى الوراء ثم عامين آخرين إلى الوراء قبل أن يعود إلى الحاضر دون أن يفهم المتفرج أو يقبل هذا الانتقال الذي لا يرسخ شيئا.

كما ينتقل من كوميديا التهريج (الفارص) إلى الميلودراما (يطلق النار على مساعده دون سبب ثم يعتذر له، ومساعده يقوم بالاتفاق مع ربيبه بلوم باختطافه لكي يكمل الفيلم)، والفيلم نفسه (داخل الفيلم) ينتقل من الطبيعة الغامضة للدبلوماسي، أو الجاسوس المفترض إيفان إلى الحديث عن أحد شيوخ الإرهاب في أفغانستان، مع تصوير ساذج وهزلي لعلاقة إيفان بفتاة سطحية تدعى فونيا، تقابله في أرشيف الوزارة وتتزوجه على الفور وترحل معه، يجذبها فيه أنه قد أصبح جاسوسا، وكأنها ترى فيه جيمس بوند مثلا.. أو هذا على الأقل ما يريد أن ينقله لنا المخرج ديسبلاشن عن السينما السائدة التجارية، فينتهي وقد فشل في محاكاتها كما فشل في تجاوزها!

يلمس ديسبلاشن مشكلة الفقدان المفاجئ، والحب، والرغبة، وعقدة المبدع، وتناقض عالمه مع العالم الواقعي، وعجزه عن السيطرة على ما يحيط به، وعبث الدنيا عندما تتلاعب به، وهجوم الماضي على الحاضر وأشباح الماضي التي تحوم فتؤرق الفنان. لكن المشكلة أن ديسبلاشن لا ينجح في تعميق أي من هذه الأفكار بل يظل يحوم حولها دون أن يقترب منها.

ورغم الجهد الذي يبذله ماتيو أمالريك (بطل معظم أفلام ديسبلاشن) في دور إسماعيل، إلا أن سطحية الشخصية وغياب الدلالات العميقة عن القصة بأكملها يجعلان أداءه يتراوح بين الكاريكاتيرية والنمطية الميلودرامية مع الميل إلى المبالغة الشديدة خاصة أن الحوار السطحي لا يخدمه، بل يبدو الفيلم كأنه شريط صوتي ناطق مقتبس من إحدى تمثيليات الراديو المملة.

أما ماريون كوتيار فغياب الأبعاد عن دور كاروليتا يفقدها سحرها ورونقها كممثلة راسخة على الشاشة، ولا يبدو دور سلفيا متناسبا أصلا مع شارلوت غنيسبرغ.

فيلم الافتتاح الذي عرض خارج المسابقة سيمضي سريعا ويصبح طي النسيان بعد أن تبدأ المسابقة في الكشف عن أفضل ما عندها من أفلام المخرجين الراسخين.

ناقد سينمائي مصري

 ####

فانيسا ريدغريف تطرح قضية اللاجئين في 'أسى البحر'

العرب/ أمير العمري

يسلط مهرجان كان في دورته السبعين الأضواء على قضية اللاجئين والموقف الأوروبي منها، من خلال عرض مجموعة من الأفلام في أقسام المهرجان المختلفة. أول هذه الأفلام الفيلم التسجيليأسى البحر الذي أخرجته الممثلة البريطانية الشهيرة فانيسا ريدغريف المعروفة بمواقفها التقدمية.

كان (فرنسا) - يدور الفيلم التسجيليأسى البحر الذي أخرجته الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف بين الخاص والعام، وبين تصوير المشكلة والدعوة إلى العثور على حل لها، بحيث يصبح الفيلم أقرب إلى أفلام الدعاية الموجهة، فمخرجته ذات الانتماء اليساري التقليدي على قناعة بالدورالتعليمي للفيلم التسجيلي.

وتستخدم ريدغريف في الفيلم الكثير من المواد التي قامت بتصويرها، من مسيرات الاحتجاج على السياسة الرسمية البريطانية إزاء اللاجئين، إلى المقابلات مع عدد من النشطاء والشخصيات السياسية التي تمارس ضغوطا على الحكومة البريطانية المحافظة من أجل السماح بفتح باب اللجوء أمام أعداد أكبر من اللاجئين، إلى الربط بين الماضي والحاضر، وعقد المقارنات المباشرة بين السياسة التي تبنتها بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية والسياسة الحالية.

وتصل ريدغريف في تحمّسها لموضوعها إلى حد استخدام الكثير من لقطات الأخبار التلفزيونية عن القضية، بل وتستخدم تقريرا تلفزيونيا إخباريا كاملا أعده مراسل التلفزيون البريطاني إندا برادلي، ينقل أحوال اللاجئين في مخيم كاليه الفرنسي الذي عرف إعلاميا باسم غابة كاليه ويقع في الميناء الفرنسي المطل على بحر المانش، ومنه كان ينتقل اللاجئون إلى الشاطئ البريطاني أو يتم تقديم طلباتهم للسلطات للنظر فيها، والتي لا تلقى القبول سوى في حالات محدودة للغاية، وقد انتهى الأمر إلى قيام السلطات الفرنسية بإغلاق المخيم كما نرى في الفيلم.

الطابع التعليمي المباشر للفيلم يتبدى في ظهور ريدغريف المباشر في الفيلم مرات عدة، تواجه الكاميرا، تخاطب المشاهدين مباشرة، وتدعوهم إلى ضرورة تفهم ظروف اللاجئين والتعاطف معهم، أو تظهر مع ابنتها جولي ريتشاردسون في مظاهرة احتجاج في ميدان الطرف الأغر في قلب العاصمة البريطانية لندن، أو خلال تفقد معسكر اللاجئين في كاليه.

وتسعى ريدغريف في فيلمها إلى الربط بين حياتها الخاصة وبين القضية العامة، فهي تروي كيف مرت بتجربة اللجوء خلال الحرب العالمية الثانية فرارا من قصف الطائرات النازية، كما يروي اللورد ديبس الذي يسعى داخل مجلس العموم البريطاني من أجل إقرار تشريع بقبول أعداد أكبر من الأطفال في بريطانيا، كيف أنه كان ابنا ليهودي تشيكي، وقد فر مع والده بعد دخول قوات هتلر واحتلال تشيكوسلوفاكيا وجاءا إلى بريطانيا، حيث استقرا فيها ثم لحقت بهما والدته فيما بعد.

ويصف مارتن شيرمان كيف يعاني اللاجئون في مخيم كاليه وغيره من المخيمات في تركيا، من الصدمة الرهيبة التي نتجت عن الفقدان وعن مواجهة الموت، وكيف يسعون للفرار إلى الأمام باستمرار إلى أن يجدوا أنفسهم عاجزين عن تحقيق النجاة، واقعين في مأزق عدم معرفة مصيرهم.

وتطالب ريدغريف الدول الأوروبية باحترام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وتعرض مشاهد تسجيلية من الأرشيف تظهر فيها اليانور روزفلت زوجة الرئيس الأميركي الأسبق، وهي تقرأ فقرات من الإعلان الذي صدر عن الأمم المتحدة بعد الحرب الثانية.

كما تطالب ريدغريف العالم بعدم ترك اليونان وحدها تواجه ضغط اللاجئين، وتستخدم في فيلمها الكثير من مواد الأرشيف ومنها لقطات نادرة للاجئين المجريين بعد دخول القوات السوفييتية المجر عقب انتفاضة بودابست الشهيرة عام 1956، وتستخدم الكثير من مشاهد دمار المدن في سوريا.

وتبدأ فيلمها بلقطات لشابين من أفغانستان وغينيا يؤديان الصلاة الإسلامية داخل مخيم كاليه، ثم يتحدثان عن معاناة اللاجئين في قوارب الموت، وهناك أيضا مشهد لانتشال مجموعة من اللاجئين عند وصول قاربهم إلى الشاطئ.

الفيلم مؤثر دون شك، واضح في رسالته ومضمونه، لكنه يعاني من غلبة الطابع التقليدي الخطابي المباشر، فريدغريف لا تترك مساحة للصمت، للتنفس الطبيعي للصور واللقطات، تسهب كثيرا في تقديم الشخصيات العامة المؤيدة لموقفها، لا تستفيد كثيرا من الموسيقى ومن العلاقة بين الصوت والصورة، كما تستطرد كثيرا إلى أن تطلع المشاهدين على ملصق صممته حفيدتها الصغيرة وهو تصميم لعبارة مرحبا باللاجئين”.

ومن العوامل التي تهبط بإيقاع الفيلم محاولة ريدغريف العثور على صلة ما بين مسرح شكسبير -خاصة مسرحية العاصفة”- ومأساة اللاجئين، من خلال إعادة تمثيل أحد المشاهد التي تدور بين بروسبيرو وميراندا، وحديث عن أسى البحر الذي استمدت منه عنوان فيلمها، وهي تصنع مقاربة تجدها قريبة من نفسها باعتبارها ممثلة شكسبيرية مخضرمة من أجل تقريب الأمر إلى المشاهدين، ولا نظن أنها نجحت في ذلك بل ربما زادت الأمر تعقيدا وغموضا.

مع ذلك يبقى للفيلم تأثيره بسبب شهرة مخرجته وظهورها بنفسها فيه بعد أن بلغت مرحلة الكهولة، مع عرض صور كثيرة لها في طفولتها وشبابها المبكر، ودعوتها الواضحة لقضية عادلة تستحق أن تنال الاهتمام سينمائيا وفنيا.

ناقد سينمائي مصري

العرب اللندنية في

19.05.2017

 
 

الفستان الإسرائيلي يثير غضب العرب في كان

أسامة عبد الفتاح

سادت حالة من الاستياء الشديد بين النقاد والسينمائيين العرب المتواجدين في مدينة كان الفرنسية لحضور وتغطية مهرجانها السينمائي الدولي بعد التصرف الذي أقدمت عليه وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية‏,‏ ميري ريجيف‏,‏ عندما ارتدت فستانا عليه صورة مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصي وقبة الصخرة خلال افتتاح المهرجان مساء أمس الأول‏.‏

وازداد الغضب العربي بعد ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية من أن الوزيرة حرصت علي ارتداء الفستان للتأكيد علي أن القدس المحتلة هي العاصمة الأبدية للكيان الصهيوني, علي حد زعمها. ودعا بعض النقاد العرب زملاءهم المتواجدين في كان إلي تنظيم وقفة احتجاجية بالمدينة قبل مغادرة ريجيف للتأكيد علي عروبة القدس وعلي ضرورة عدم خلط الفن بالسياسة.
وقال محللون ووسائل إعلام غربية أن تصرف ريجيف جاء ردا من الحكومة الإسرائيلية- علي أرض فرنسا- علي القرار الذي اتخذته منظمة العلوم والثقافة والتربية( اليونسكو), التابعة للأمم المتحدة, في2 مايو الحالي بمقرها في باريس, بإلغاء السيادة الإسرائيلية علي القدس المحتلة
وكانت اليونسكو قد صوتت في ذلك اليوم بأغلبية22 صوتا مقابل10 مع امتناع23 دولة عن التصويت- من بينها فرنسا- لصالح قرار يعتبر القدس مدينة خاضعة للاحتلال الإسرائيلي. وصدر القرار, الذي عملت إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة لإجهاضه, بالتزامن مع الاحتفالات الإسرائيلية بما يعرف بـعيد الاستقلال, وهو ذكري احتلال إسرائيل للمدينة العربية المقدسة
.

وعملت علي إصدار القرار عدة دول عربية, وهو يؤكد أن إسرائيل تحتل القدس وليس لها في البلدة القديمة أي حق, ويشمل أيضا الاعتراف بأن مقابر الخليل وقبر راحيل في بيت لحم مقابر إسلامية. كما يصادق القرار علي18 قرارا صدرت مسبقا في اليونسكو ضد إسرائيل, ومنها عدم أحقية إسرائيل في الأماكن المقدسة في القدس, وأن هذه الأماكن تابعة للمسلمين فقط, والمسجد الأقصي مكان خاص بالمسلمين, وليس لليهود أي حق فيه.

..وفستان مونيكا بيلوتشي يثير الجدل

أثارت النجمة الإيطالية مونيكا بيلوتشي(52 عاما) حالة من الجدل في أروقة مهرجان كان السينمائي بسبب الفستان الذي ارتدته خلال حفل افتتاح المهرجان مساء أمس الأول, والذي تولت تقديمه, حيث جاء شفافا ويظهر بوضوح صدرها العاري.. وفيما انتقدتها معظم وسائل الإعلام الفرنسية, قالت صحف وقنوات أخري أن ذلك معتاد في كان, وأن بيلوتشي ليست الحالة الأولي, حيث سبقتها العديد من النجمات الفرنسيات وغير الفرنسيات.

كما أثارت بيلوتشي المزيد من الجدل بعد التصرف الغريب الذي أقدمت عليه خلال حفل الافتتاح, حيث قبلت الممثل الكوميدي الفرنسي أليكس جوتز, الذي شاركها تقديم الحفل, قبلة سينمائية طويلة علي خشبة مسرح لوميير الكبير من باب تقديم فقرة كوميدية, إلا أنها ووجهت بانتقادات واسعة واعتبرها الكثيرون غير لائقة.

الأهرام المسائي في

19.05.2017

 
 

رسالة كان | المواجهة الروسية ــ الأميركية انتقلت إلى الكروازيت!

 عثمان تزغارت

كانتصدّرت عروض اليوم الثاني من «مهرجان كان» الـ 70 مواجهة فكرية وأسلوبية مفتوحة بين عملاقين من كبار صناع الفن السابع، هما: تود هاينز وأندريه زفياغينتسيف.

لم تقتصر هذه المواجهة على انتماء هذين المخرجين إلى دولتين عظيمتين متصارعتين (الولايات المتحدة وروسيا)، بل امتدت أيضاً إلى التيمة المشتركة التي تصديا لها في عمليهما: الطفولة المعذبة التي تعاني التمزق العائلي على خلفية تفكك البنى السوسيولوجيّة التقليدية تحت معول الليبرالية الساعية لتكريس المجتمع الاستهلاكي كنمط حياة مهمين، في نيويورك الثمانينيات بالنسبة الى هاينز، وفي موسكو الألفية الجديدة بالنسبة إلى «زفيا»، كما بات يلقب المعلم الروسي، اختصاراً لاسمه المستعصي على النطق!

تجمع بين هاينز و«زفيا» سمات تقارب عدّة. كلاهما سينمائيان مقلان. فـ «خزانة العجائب» يعدّ ثامن عمل روائي لهاينز، منذ باكورته «السم» (عن سيرة جان جينيه)، التي افتكت الجائزة الأولى في مهرجان «ساندانس»، عام 1991، بينما يمثل «بلا حب» خامس أعمال زفياغينتسيف، الذي سطع نجمه عام 2003 بـ «العودة» الذي خطف «الأسد الذهبي» في مهرجان البندقية.

منذ أن حط الرحال، للمرّة الأولى، على الكروازيت بعمله الثاني «منجم الذهب الحريري» (1998)، لمس النقاد لدى هاينز تأثيرات أسلوبية قوية من وحش السينما الأميركية، أورسن ويلز. أما «زفيا»، فقد وجد فيه جمهور الكروازيت، عند اكتشافه من خلال فيلمه الثاني المبهر «النفي» (عام 2007)، وريثاً لمدرسة الشكلانيين الروس العريقة.

في عمليهما اللذين ينافسان على السعفة الذهبية هذه السنة، قدّم المعلمان الأميركي والروسي المرافعة الفكرية ذاتها ضد تسليع العالم وتنميط حياة الناس وفق ما تقتضيه المنافسة الليبرالية المسعورة. لكن كل واحد منهما، سلك منحى مغايراً على صعيد الأسلوب.

«زفيا» وُفَّق في طرق باب التراجيديا بامتياز، بينما وقع هاينز في فخ الميلودراما. تباين انعكس أسلوبياً في المنحى التشكيلي الساحر لدى المعلم الروسي، الذي أمعن ــ كعادته ــ في التلاعب بالإضاءة، جاعلاً شخوصه تتقلب باستمرار بين ثلاثية الظل والضوء والعتمة. في مقابل منحى أكثر كلاسيكية لدى هاينز، الذي أقام لعبة مرايا تقليدية بين الحقبة النيويوركية الذهبية، في الثلاثينيات، من خلال مشاهد صورها بالأبيض والأسود، وبين حقبة الهجمة الليبرالية في الثمانينيات، التي صوّرها بالألوان.

هذان الخياران الأسلوبيان المتباعدان ألقيا بظلالهما أيضاً (حتماً؟) على البنية السردية للفيلمين. روح التراجيديا لدى «زفيا»، جعلته يزج ببطله الطفل ضحية التمزّق العائلي نحو مصير دموي، حيث انتهى قتيلاً (أو منتحراً؟)، مرمياً في البحيرة التي شكّلت مرابع صباه. لم يفلت هاينز من تقليد الـ Happy End الهوليوودي، مما زجّ به في الشطط الميلودرامي، من خلال سلسلة من المصادفات والاكتشافات التي تقود بطله الطفل، الذي يعاني بدوره من التمزّق العائلي، إلى التعرّف إلى سيدة يتبيّن لاحقاً أنّها جدته!

آراء النقاد تباينت في ترجيح الكفة بين المعلمين. لكن ما لا اختلاف عليه أنّ عمليهما نجحا في وضع سينما المؤلف في صدارة الكروازيت، منذ العروض الرسمية الأولى لهذه الدورة.

على صعيد المشاركات العربية، هذه السنة، عُرض ظهر أمس في افتتاح تظاهرة «أسبوعي المخرجين» مشروع «فاكتوري لبنان»، الذي تضمّن أربعة أفلام قصيرة تم تصويرها في بلاد الأرز، مشاركة بين ثمانية مخرجين (أربعة لبنانيين وأربعة أجانب).

انطلق هذا التقليد، منذ العام 2012، ضمن «أسبوعي المخرجين»، الذي يعد المحترف الذي تخرجت منه، على مدى نصف قرن، أجيال متتالية من كبار صنّاع السينما. تتمثل فكرة الـ «فاكتوري» في تخصيص مجموعة من الأفلام لبلد معين يتم إخراجها بالتزامن بين مخرجين محليين وآخرين قادمين من مختلف مناطق العالم.

بعد جنوب افريقيا العام الماضي، خُصّص «محترف» هذه السنة للبنان، عبر أربعة أفلام. تشارَك أحمد غصين مع الفرنسية لوسيه لاشينيا في إخراج «تشويش»، بينما تقاسمت شيرين أبو شقرا إخراج «أوتيل النعيم» مع السويسري مانويل ألميريدا، واشترك رامي قديح مع البوسنية أونا غونجاك لتقديم «سلامات من ألمانيا»، وحمل الفيلم الرابع El Gran Libano توقيع مونيا عقل والكوستاريكي إرنستو فيلابولوس.

وستكون لنا عودة تفصيلية، يوم الإثنين المقبل، إلى هذا المشروع المميّز، ضمن جردة الحساب التي سنخصّصها لأهم فعاليات الأسبوع الأوّل من «كان» الـ 70.

####

بداية متعثرة لـ«نتفليكس» في «كان»

بعد الجدل الذي أثاره رئيس لجنة تحكيم مهرجان «كان» السينمائي، الإسباني بيدرو ألمادوفار، أخيراً، بهجومه على شبكة «نتفليكس» الأميركية على خلفية رفضها عرض أفلامها في صالات السينما. وبعدما منع القائمون على الحدث الفرنسي الشهير الأفلام التي لم تعرض على الشاشة الكبيرة للمرّة الأولى من الاشتراك في سباق 2018 على جائزة الأرفع: أي «السعفة الذهبية»، تعرّضت «نتفليكس» لصفعة جديدة.

شهد عرض أوّل أفلامها ضمن فعاليات مهرجان «كان» بعنوان «أوكجا»، اليوم الجمعة، بلبلة كبيرة، ما اضطر المنظمين إلى قطعه لحوالى ثماني دقائق بسبب مشكلة تقنية، حسب ما نقلت وسائل إعلام أجنبية عدّة. فالستارة لم تُرفع بالكامل عن الشاشة، ما تسبب بإخفاء أعلى الكادر في الفيلم، كرأس الممثلة تيلدا سوينتون على سبيل المثال. وفي القاعة في مسرح «لوميار» الكبير، علت أصوات الصفير بمجرّد ظهور لوغو الشبكة المتخصصة في إنتاج وبث المحتوى الترفيهي.

وفي تعليق على ما جرى، أصدر «كان» بياناً أكد فيه أنّ مسؤولية ما جرى تقع «بالكامل على الفريق التقني للمهرجان، الذي يعتذر من المخرج وفريق عمله والجهة المنتجة والجمهور». وأرجع مراقبون الخطأ إلى «سوء تقدير من قبل التقنيين الذين كان عليهم التنبّه لأنّ مقاسات الصورة ليست سينمائية»، حسب ما نقل موقع «هيئة الإذاعة البريطانية».

وكانت المنصة التي تعتمد بشكل أساسي على الـ«ستريميغ» قد أعلنت أن فيلمَيْها «أوكجا» للكوري الجنوبي بونغ جون ــ هو وThe Meyerowitz Stories لنوا بومباك، اللذين يتنافسان على نيل جائزة السعفة الذهبية، لن يُعرضا في السينمات الفرنسية، ما أثار غضب جزء من العاملين في المهنة، وخصوصاً من مشغلي الصالات والنقاد.

الأخبار اللبنانية في

19.05.2017

 
 

عطل فني يوقف عرض فيلم "اوكجا" في "كان السينمائي"

كان - غسان خروب

تعرض فيلم "اوكجا" للمخرج الكوري الجنوبي بونج جون هو الى عطل فني بعد مرور نحو 6 دقائق على بدء عرضه في مهرجان كان السينمائي، تسبب في ايقاف الفيلم، ما أدى الى استياء الجمهور الذي انتظر طويلا في طوابير ممتدة قبل تمكنه من دخول قاعة العرض بسبب اجراءات الامن والتفتيش.

وكان العطل الفني قد اثار حفيظة النقاد ايضا الذين طالبوا بضرورة اصلاح الفيلم سريعا ليتسنى لهم مشاهدته.

وكان المهرجان قد مد اول من امس سجادته الحمراء امام نجوم ومخرج الفيلم الذي سبق له أن اثار الجدل واسعا، كونه يمثل اولى مشاركات نتيفلكس في المهرجان، حيث كانت الشركة قد  أعلنت في وقت سابق عن نيتها عرض الفيلم على موقعها الالكتروني بمجرد انتهاء عرضه في المهرجان.

وكانت الممثلة تيلدا سوبينتون قد صرحت خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته نتيفلكس قبيل عرض الفيلم ان تواجدها وفريق الفيلم في المهرجان لم يكن بغرض المنافسة على جوائز المهرجان، وانما الغرض هو تقديم تجربتهم الجديدة للجمهور.

تصنيف فيلم اوكجا يأتي تحت اطار الخيال العلمي والمغامرات، واحداثه تدور حول فتاة شابة تخاطر بكل شيء في حياتها، لمنع شركة متعددة الجنسيات من اختطاف حيوان ضخم يدعي "اوكيا" والذي تبني معه صداقة قوية. والفيلم من تأليف جون رونسون وبطولة تيلدا سوينتون وجيك غيلنهال، وليلى كولينز  وبول دانو  وديفون بوستيك وستيفن إيان.

البيان الإماراتية في

19.05.2017

 
 

شاهد.. أفلام تتنافس على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي

كتبت - إيمان محمد

انطلق أول أمس الأربعاء، مهرجان كان السينمائي في الدورة الـ17 له، وهو يعد أهم المهرجانات السينمائية في العالم، كما يحتفل "كان"هذا العام بمرور 70 عامًا، على تأسيسه حيث يلتقي نجوم السينما العالمية من 17 إلى 28 مايو 2017 في مدينة كان بجنوب فرنسا.

وتشهد هذه الدورة حضورًا قويًا للسينما العربية مقارنة بالسنوات الأخيرة، من خلال الأفلام الرائعة التي تتنافس على الجوائز العامة خاصة جائزة السعفة الذهبية،  في حين غابت السينما المصرية عن المنافسة بعد أن كانت حاضرة بقوة في الدورة السابقة بفيلم "اشتباك" للمخرج محمد دياب.

وتنشر " بـوابـة الـوفــد" لقرائها الأفلام المشاركة في مهرجان "كان" السينمائي هذا العام :

Loveless

فيلم درامي روسي من إخراج أندريه زفاجينتسيف، رُشح لجائزة السعفة الذهبية في المهرجان هذا العام، وتدور قصة الفيلم حول زوجان يمران بإجراءات الطلاق ويحاولان بيع منزلهما والاستعداد لحياتهما الجديدة.

Happy End

الفيلم إنتاج فرنسي ألماني أسترالي مشترك، وهو فيلم دراما تدور أحداثه حول لقطة من حياة عائلة أوروبية برجوازية، ويشترك في بطولة الفيلم ايزابيل اوبير وجان لوي ترينتينيان وماتيو كازافيتش وغيرهم.

The Beguiled

هو فيلم دراما وتشويق بطولة النجمة نيكول كيدمان، التي تظهر بأربعة وجوه في أربعة من أفلام المهرجان، وإخراج المخرجة الشابة صوفيا كوبلا. أما عن قصته فتذكرنا بقصة فيلم "الراعي والنساء" للراحلين أحمد زكي وسعاد حسني، حيث تدور أحداثه حول مجموعة نساء يعثرن على جندي اتحادي جريح خارج المدرسة الداخلية اللاتي يعشن بها، ليقررن إيداعه بها، ومع دخوله إلى عالمهن ينجح في خداعهن وإغوائهن الواحدة بعد الأخرى مما يؤدي لانقلابهن على بعضهن البعض، ثم عليه هو نفسه.

Wonderstruck

الفيلم الدرامي من إخراج تيم هاينز وتأليف بريان سيلزنك، وبطولة النجمة جوليان مور وميشيل ويليامز. وتدور قصته عن صبي صغير في الغرب الأوسط تُحكي بالتوازي مع قصة فتاة يافعة في نيويورك منذ خمسين عامًا، حيث يسعى كلاهما إلى ذات الارتباط الغامض.

Okja

الفيلم من إخراج وكتابة جون هو بونج، رُشح لجائزة السعفة الذهبية في المهرجان هذا العام، وتدور قصة الفيلم حول قصة نضوج "ميجا" بتتبع انتقالها بين قارات مختلفة، موضحًا كيف تتسع آفاقها على نحو ما من أحد يتمناه لأبنائه؛ حيث تواجه الواقع بقسوته المتمثلة في تجارِب الطعام المُعدَّل وراثيًّا، والعولمة، والإرهاب البيئي، وهوس البشرية بالصورة والعلامة التجارية والترويج للذات.

Rodin

أخرجه وكتب السيناريو الخاص به جاك دويلون، والفيلم رُشح لجائزة السعفة الذهبية في المهرجان هذا العام، وتدور قصته حول قصة الحياة الرومانسية الخاصة بنحات فرنسي مع حبيبته.

The Killing of a Sacred Deer

الفيلم الثاني الذي تشارك فيه نيكول كيدمان، ومن إخراج وتأليف يورجوس لانثيموس، رُشح لجائزة السعفة الذهبية في المهرجان هذا العام، وتدور أحداثه حول مُراهقة تحاول أن تُحضر جرّاح لامع إلى عائلتها المختلة وجعله جزءًا منها، لكن محاولتها تتخذ منعطفًا غير متوقع بالمرة.

The Double Lover

هو فيلم درامي فرنسي قام بإخراجه المخرج فرانسوا أوزون ورُشح لجائزة السعفة الذهبية في المهرجان هذا العام، وتدور قصته حول امرأة شابة تدعى "كلوي" تقع في حب طبيبها النفسي ولكنها تكتشف بعد ذلك أنه يخفي جزءا من هويته عنها.

Hikari

فيلم درامي ياباني من إخراج ناعومي كاواسي وبطولة ماساتوشي ناجاسي.

الوفد المصرية في

19.05.2017

 
 

خاص - رسالة كان (2):

تصريح ألمودوفار يثير الجدل.. وافتتاح مقبول لنظرة ما

أحمد شوقي

في الوقت الذي اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي العربية بموضوعين رئيسيين هما قبلة مونيكا بيلوتشي لأليكس لوتز، والفستان الذي ارتدته وزيرة الثقافة الاسرائيلية ميري ريجيف، وكلاهما وقع خلال حفل الافتتاح، شهدت أروقة المهرجان نفسه أحاديث تبدو أكثر قيمة من الناحية السينمائية، لاسيما وفيها ما يتعلق بمستقبل المهرجان والصناعة بشكل عام.

على رأس الموضوعات يأتي التصريح المثير للجدل الذي أطلقه رئيس لجنة التحكيم المخرج الإسباني بيدور ألمودوفار خلال المؤتمر الصحفي للجنة. ألمودوفار رد على سؤال بخصوص أزمة فيلمي نتفلكس بإنه "لا يري أن السعفة الذهبية أو أي جائزة أخرى يجب أن تذهب إلى فيلم لن يجد بعد المهرجان طريقه للعرض على شاشات السينما".

رأي ألمودوفار قد يتفق معه الكثيرون، لكن عندما يأتي من رئيس لجنة تحكيم بصدد تقييم مسابقة تضم فيلمين لن يُعرضا في القاعات، وكأنه قرار مسبق باستبعاد عملين لمخرجين كبار من التنافس ("أوكجا" لبونج جون هو و"حكايات مايروفيتس" لنواه بامباك). 

والغريب أن كل هذه الآراء ومن قبلها بيان المهرجان وقراره بصدد شروط التقدم المستقبلية كلها أمور لم تأت إلا بعد إثارة القضية والاعتراض عليها في الصحافة الفرنسية. البعض يفسر الاعتراض إنه لا يرتبط فقط بحق المواطن الفرنسي في مشاهدة أي فيلم يتم الترويج له من خلال مهرجان بلده، ولكنه يمتد لسياسة نتفلكس التي تستفيد من الوجود في كان بينما لا تقوم بضخ أي دولار في الصناعة بشكلها الكلاسيكي.

النجم ويل سميث عضو لجنة التحكيم رد فوراً على ألمودوفار خلال المؤتمر الصحفي بأنه من مشتركي نتفلكس، وأن أبنائه يشاهدون أفلام الشبكة دون أن يؤثر ذلك على ذهابهم لقاعات العرض لمشاهدة الأفلام بشكل تقليدي. وإن كان رأي ويل سميث ليس خال من المصلحة، حيث يترقب عرض فيلمه الجديد "لامع Bright" الممول من قبل نتفلكس في شهر ديسمبر المقبل.

من المبكر جداً تخيل ما الذي سيفسر عنه هذا التنافس، وإن كان من السهل توقع استكمال فصوله خلال فترة التحضيرات لدورة 2018 وقبل الإعلان عن الأفلام المشاركة، والذي سيتزامن مع إطلاق الدورة الأولى من مهرجان كان للمسلسلات التلفزيونية، والذي تم الإعلان رسمياً عن إقامته خلال شهر أبريل المقبل. في شكل آخر لتفاعل المهرجان الأبرز مع المتغيرات المستمرة في الصناعة.

افتتاح نظرة ما.. وجه آخر للعملة

على صعيد آخر شهد اليوم الثاني افتتاح مسابقة نظرة ما بعرض فيلم "باربرا" من إخراج وبطولة الممثل الفرنسي ماتيو أمالريك الذي كان أيضاً بطل فيلم افتتاح المهرجان 

المثير للدهشة ليس فقط أن فيلمي افتتاح المهرجان ونظرة ما يمتلكان البطل نفسه، وإنما أنهما يتشابهان في أوجه تكاد تجعلهما وجهين لعملة واحدة. كلاهما فيلم فرنسي، بطلهما مخرج سينمائي لا يمكنه استكمال فيلمه، في "أشباح اسماعيل" بسبب معاناته من الكوابيس ثم ظهور زوجته التي اختفت قبل 21 عاماً، وفي "باربرا" بسبب صعوبة وصوله صياغة مناسبة لفيلم يروي سيرة حياة المغنية الفرنسية بابرا (1930-1997).

في العملين المخرج مهووس بالشخصية التي يقدم عنها فيلمه، وفي كلاهما يبدو أبرز عنصر هو الأداء التمثيلي النسائي للنجمة ماريون كوتيار في دور زوجة اسماعيل العائدة، وجاين باليبار في دور الممثلة التي تلعب دور باربرا وتحاول أن تصل لجوهر شخصية المغنية الغامضة.
غير أن "باربرا" أقل إحباطاً بكثير من فيلم ديبليشان، فبغض النظر عن كونه فيلماً موجهاً بالأساس للمشاهد فرانكوفوني الثقافة وبالتحديد لمحبي بابربرا وأغنياتها، لكن تمكن أمالريك من جعل الفيلم لا يقدم سيرة ذاتية عنها وإنها محاولات فاشلة، ليبلغ في نهايته نقطة ندرك فيها مع الأبطال استحالة الإمساك بما يمكن اعتباره سيرة ذاتية حقيقية عن امرأة موهوبة تمتلك حياة زخمة مثل باربرا
.

المسابقة تقلع على استحياء

حتى هذه اللحظة تم عرض ثلاثة أفلام فقط من أصل 19 فيلماً تتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، وبالتأكيد لا يزال الوقت مبكراً أن نقيم أونتوقع أو نفعل ما هو أكثر من الرصد. "بلا حب" للروسي أندريه زيفانيتسيف، "واندرستراك" للأمريكي تود هاينس، و"قمر المشترى" للبلغاري كورنيل موندروكزو هي عناوين الأفلام الثلاثة التي سنتناولها في رسالة الغد بالتحليل مع فيلمين آخرين في رصد لسباق السعفة الذهبية في ربع الطريق

لكن حتى هذه اللحظة نقول أن هاينس قدم فيلماً محبباً فيه صنعة إخراجية واضحة بين شقين مختلفي الزمان والأسلوب يتنقل الفيلم بينهما (ربما يحتاج أرنو دبليشان لمشاهدته!)، لكنه يقل في زخم محتواه الإنساني كثيراً عن أعماله السابقة وآخرها "كارول"، هو فيلم لطيف مبهج بديع الصنعة، لكنه أبعد ما يكون عن الثقل المتوقع من مخرج بقامة صانعه.

أما زيفانيتسيف فلم يخيب التوقعات وجاء بالعمل الأفضل في المسابقة (وفي المهرجان) حتى لحظتنا، عمل ينتمي لسينما صانعه قدر تماسه مع أفلام كلاسيكية ومع معادلات الموجة الرومانية الجديدة. بينما فاجئنا المخرج بمعالجة فانتازية هي الأغرب لقضية اللاجئين: لاجئ سوري يتعرض لإطلاق نار بدلاً من أن يقتله يجعله قادراً على الطيران. فيلم تم تصويره بشكل مبهر وفيه حكاية تشويقية متماسكة، لكنه يستمر في الغرابة بلا توقف ودون أن نصل من خلالها لشيء يذكر.

في الغد سنتطرق لأفلام المسابقة بالتفصيل، وإن كان الجميع حتى هذه اللحظة بانتظار الفيلم المدهش الذي يحرك المياة الراكدة ويخلق للدورة السبعينية زخمها الفيلمي.

####

صافرات استهجان في عرض أولى أفلام Netflix بمهرجان كان السينمائي

أمل مجدي

يبدو أن مشاركة شركة Netflix خلال الدورة المنعقدة لمهرجان كان السينمائي الدولي لن تمر مرور الكرام.

فبعد أن هاجم المخرج بيدرو ألمادوفار رئيس تحكيم المسابقة الرسمية، الشركة نظرًا لأنها تعرض الأفلام على شبكة الإنترنت وترفض طرحها بدور العرض، قائلًا: "أنا شخصيًا لا أتصور منح السعفة الذهبية أو أي جائزة أخرى لفيلم لا يمكن رؤيته على الشاشة الكبيرة، وهذا لا يعني أنني لست متفتحًا أو لا أرحب بالتكنولوجيا الحديثة".

واجهت اليوم الشركة الأمريكية مشكلة أخرى أثناء عرض أول أفلامها Okja، إذ أن الجمهور بدأ في إحداث ضجة وعلت الأصوات الاستنكارية لمدة تقترب من 15 دقيقة بحسب ما ذكر موقع The Hollywood Reporter.

وتبين بعد ذلك أن هناك خطأ تقني في عرض الفيلم على شاشة، حيث لم تتماشى أبعاد الكادر مع حجم شاشة السينما، وتداركت إدارة المهرجان الخطأ وأعادت تشغيل الفيلم بشكل صحيح ثم أصدرت بيان اعتذار للشركة والجمهور.

فيما أشار تقرير الموقع أن بعض المتواجدين داخل القاعة اعتقدوا أن الخطأ مقصود ويعد مؤامرة لتشويه صورة الشركة في أول عروضها.

يذكر أن شركة Netflix تشارك بفيلمين خلال الدورة 70 من المهرجان وهما Okja للمخرج بنوج جون هو و The Meyerowitz Stories للمخرج نوح بومباك.

موقع "في الفن" في

19.05.2017

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)