كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

هموم السياسة والهجرة طاغية

والمفاجآت لا تتوقف!

برلين - قيس قاسم

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السابعة والستون

   
 
 
 
 

كل شيء في مهرجان برلين السينمائي منظم ومزدحم، طوابير دخول الصحافيين إلى قاعات العرض، الصالات ذاتها ممتلئة بالجمهور والهرولة لوصول كل واحد لغايته ظاهرة، حتى السوق لا تسكن حركته وأخباره تُنقَل لحظة بلحظة، آخرها كان الإعلان عن مجموعة أفلام عربية جرت الموافقة على دعمها هذا العام، فيما تصدرت صورة الممثلة هيام عباس بالحجم الكبير صفحة إحدى كبريات الصحف الألمانية، بعد أدائها الرائع في فيلم «إنسرياتيد».

على المستوى العربي، حظيت حتى الساعة غالبية العروض بقبول نقدي. أما المفاجآت، فلا تزال تأتي من أوروبا الشرقية، وهذه المرة من الهنغارية إلديكو إنَدي ورائعتها المتبارية في مسابقة الدب الذهبي «من جسد وروح»، معززة بقوتها الانطباع الأولي عن الدورة الحالية بغياب الأسماء الوازنة فيها والبحث جدياً عن أسماء ومواهب سينمائية حضورها يمثل للبرليناله اكتشافاً، كـ «فِليسيتيه» ودخول لبنان طرفاً إنتاجياً فيه.

موهبة واعدة

ينقل المخرج السنغالي الفرنسي الجنسية آلان غوميز مناخ مدينة كينشاسا بعين وثائقية، فيما يرسم تجربة مواطنتها المغنية فِليسيتيه (الممثلة فيرو تشاندا) بأخرى روائية نبيهة، فهو يعرف كيف يدخل من الخاص إلى العام، وكيف يُبقي أواصر الشد بين البشر ومجتمعاتهم حاضرة بأسلوب شفيف يُنسيك فقر الإنتاج، فالموهبة الواعدة تخرج كما الماسة من الفحم. قوة الفيلم في مناخه، مجريات قصته تدور معظمها في حانة ليلية بائسة تتفاعل فيها ذوات ممزقة، ووسطها كانت تعيش مغنية بسيطة فجأة انقلبت حياتها ووجدت نفسها في مواجهة العجز بعد إصابة ابنها بحادث سير. ليس الحادث من شغل جُل مساحة العمل، بل ما رافقه من كشف لواقع المدينة وطغيان قلة التضامن بين سكانها، ناهيك عن أنانية رجال السلطة وفقر حال بلاد تعرفنا إليها من خلال «قتال» الأم لتأمين مبلغ إجراء العملية الجراحية لساق ولدها قبل الاضطرار لبترها. كل ما الفيلم متوازن، التمثيل والصورة والموسيقى التي استخدمت للتعبير عن مستويين من الحياة في مدينة مسطحة، الأولى سوية يعبّر فيها وجود الفرقة السمفونية عن شغفها بالثقافة وتشكل بمعنى ما خلفية «راقية» للمكان البائس، وأخرى صاخبة تصاحبها المشاجرات والزعيق ويصدح وسطها صوت «فِليسيتيه» ويكاد لا ينتبه إليه أحد. في مناخ كهذا كانت الأم تجابه قساوة المجتمع وفيه ستخسر في النهاية معركتها، فتأخرها عن توفير مبالغ العملية الجراحية لساق ولدها المصاب، أدى إلى بترها! ومع عتمة المناخ السائد تبرز على الدوام علامات إنسانية متعاونة دونها يستحيل الاستمرار في الحياة. روح «فِليسيتيه» حلوة، والفيلم مشغول برشاقة لا غرابة أن يحظى بقبول نقدي لافت لا ينبع من تعاطف مع شح الإمكانات السينمائية في بلد أفريقي بل مع قوة الموهبة وقدرتها على تجسيد الحكايات باقتصاد إنتاجي وفي مطلق الأحوال إشراكه في المسابقة يحسب للبرليناله ورهانه الشجاع.

أوروبا الطاغية

يلاحظ في الدورة السابعة والستين طغيان الأفلام الأوروبية عليها، توافقاً مع ثيمته الرئيسة وحجم الإنتاج السينمائي الأوروبي ذاته، وتلفت المشاركة الأوروبية الشرقية الانتباه، وبخاصة المجرية، التي بدأت بالتفرد من بين مجموعتها بأسماء وأفلام مهمة، من بين آخرها «قتلة على كراسي متحركة» (عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة) وفي أيامها الأولى عرض البرليناله «من جسد وروح». فيلم صادم يجمع النفسي بالفلسفي والبشري بالحيواني، خلطة مركبة بطلتها طبيبة مختبر تعيش في عزلة وانطواء، عند دخولها في مهمة رسمية لفحص عينات من لحوم الأبقار المذبوحة في مجزرة خاصة، تتعلق بمديرها الإداري.

ارتباط غير معلن سيغيّر مسار حياتهما بطريقة غريبة. نص الفيلم كتب بأسلوب غرائبي لم يتورع عن المزج الإيحائي بين حياتَي الأبقار والبشر في بعدها الوجودي، بوصف العنصرين حيوات تعيش في المكان ذاته، طرف منها يبيح لنفسه ذبح وسلخ الآخر من دون تأنيب ضمير ولا أدنى إحساس بآلام حيوانات هي حقاً من دم ولحم! الاختلاط وتعقيداته يتم في مجتمعات تشهد تحولات كبيرة، تترك أثراً واضحاً على العلاقات بين الناس مع أن مخرجته أرادت التركيز على حياة الطبيبة بوصفها حالة ليست بالضرورة تعكس المتغير المجتمعي الكبير، فتقترح بدل ذلك مناقشة الفكرة الفلسفية التي تشدد على استحالة فهم جوانيات الكائن البشري وفك تعقــيداته النفسية. مسيرتنا مع المنجز الهنغاري ســتوصلنا إلى النتيجة ذاتها ولكن عبر طريق كثير الالتواءات والمنعرجات نصدم في كل خطوة عليها بتحول سلوكي غير خاضع لقياس عادي، وبالتالي نجد أنفسنا أمام أكثر من قصة لبطلين يترددان في البوح بمشاعرهما، وفي مرات أوصلهما التردد إلى حافة الموت. يمس «من جسد وروح» الأرواح والأجساد ويكشــف عن هشاشتها حين يغدو التعبير عنها مكتوماً خجولاً، خارجاً حتى عن ســـياقه العام باعتبار هنغاريا بلداً أوروبياً يتمتع الناس فيه بحرية التعبير عن حاجاتهم الروحية والجسدية وإمكان إشباعها.

الموضوع الذي ضاع

كل الالتباسات المفروضة على الحكاية من بطلة الفيلم مقدم بأسلوب إيحائي ذكي منقول على الشاشة بقدرات إخراجية وتمثيلية مدهشة خلقت منه تحفة سيقال فيها الكثير، على عكس الأميركي «العشاء»، الذي كان بيد صاحبه موضوعاً قوياً ضاع بكثرة الثرثرة، والخوف من الدخول سريعاً إلى قلب مشكلة التصادم الاجتماعي بين البيض والسود في الولايات المتحدة الأميركية. يبني الفيلم معماره السردي على حكاية حرق مراهقين بيض مشردة سوداء، وهي واقعة تردد المخرج أورن موفرمان في الإمساك بأطرافها مع إقدامه على موضوع إشكالي يستحق المعاينة المباشرة.

يذهب «العشاء» إلى واحدة من أخطر الظواهر الغربية المسماة بالعنصرية «غير الواعية»، وعبرها يكرس دعاتها الأغلبية كقوة تفوّق مطلقة، كما كان يجادل المدرس كلاري لومان (الممثل ستيف كوغان) المحيطين به وبينهم أخوه عضو الكونغرس ستان لومان (الممثل ريتشارد غير الحاضر المهرجان) ويبعد عن نفسه صفة العنصرية، مع أن كل مضامين أفكاره تصب فيها. في الدعوة المقامة بناد للأثرياء لأفراد العائلة (تصغير للوسط الأميركي الراقي وتناقضاته)، لم يأت الفيلم خلال نصف زمنه الأول بجديد، إلى أن وصل إلى نقطة انقلابية فيه، حين كشف أن واحداً من المراهقين الأبيضين هو ابن المعلم لومان، وقد جرى التستر على جريمته بتحويلها أمام الرأي العام قضيةً عادية ضحيتها امرأة متشردة يشكل وجودها في الشارع خطراً على العامة وما موتها سوى نتيجة موضوعية لخيارها الوجودي! كلام كان له أن يحافظ على تماسكه لولا كشف وسائل التواصل الاجتماعي الفيديو الخاص بعملية الحرق وتعارض مواقف عضو الكونغرس مع سلوك أخيه وولده. المشهد الأخير يكثف فكرة «التفكك» الذي يصيب المجتمع الأميركي وعجزه عن إيجاد حل لقضية خطيرة تمس وحدته وقيمه.

الهم السياسي والمجتمعي لم يغب عن معظم الأفلام العربية المعروضة خلال أيام البرليناله الأولى، وفيلم اللبنانية ماري جرمانوس سابا «شعور أكبر من الحب» لا يخالفها، إلا في أسلوب معالجته قضية تمس تاريخ الحركة العمالية اللبنانية، وبخاصة عمال مصانع التبغ. من خامة بصرية لا تتعدى بضع دقائق (أفلام ووثائق مسجلة) تمكنت سابا من خوض سجال حول دور النساء في النضال العمالي وموقف الأحزاب اليسارية منها.

من «العدم» قرأت اللبنانية فصلاً من تاريخ بلادها السياسي، مستعينة بعدد من صنّاعه وتسجيل المتغير في نظرتهم إلى تجاربهم الشخصية، بعد مدة من الزمن تكفي لمعاينة كيف كانت الحماسة الثورية طاغية وتفوق نشوة الخوض فيها، في بعض الأحيان نشوة الحب، في تلميح إلى «عبودية» النضال الثوري في حقب ما يسمى بالتحرر الوطني ومآلاتها. برزت خلالها أحزاب وغاب فيها الموقف النقدي لها، سلوك ساد عمل الأحزاب الشيوعية، فيما يعتني فيلم سابا بتجربة منظمة العمل الشيوعي اللبناني. ما جمعته من حوارات مع نساء خضن التجربة ونقابيين آخرين كفاها لعرض رؤية نقدية لماض يظل في حاجة إلى قراءة مسؤولة أجدر من يقوم بها هم المبدعون، والسينمائيون من بينهم.

يجدر التوقف حقاً عند منجز مغامر استخدم أشد الوسائل «المفسدة» للوثائقي الجيد، وحول الحوارات إلى مداخل للماضي، من دون أن يضيع في التفاصيل أو يفقد البوصلة الهادية إلى الهدف النهائي، أي صناعة فيلم متماسك يتناول جزءاً من حركة سياسية لعبت دوراً ثورياً في لبنان، حالها حال دول عربية أخرى، لكنها ومن دون أن تشعر، تماهت مع «محافظة» فكرية وموقف النساء المشاركات في الإضرابات العمالية يكشف جانباً منها. مرة أخرى يعزز الفيلم اللبناني فكرة أن هذا البلد هو الأقدر على صناعة الوثائقي العربي لأسباب يطول وقت بحثها، لكن ما قدم في البرليناليه يعززها بالتأكيد.

ثلاثة مصريين يفوزون بجوائز في مهرجان برلين 

- أعلنت مؤسسة روبرت بوش عن مشروعات الأفلام الفائزة بجائزة الفيلم خلال انعقاد الدورة الحالية لمهرجان برلين. وتوجت المخرجة المصرية ندى رياض بجائزة الفيلم الروائي القصير عن فيلمها « الفخّ» The Trap، وتدور أحداثه في منتجع بحري مصري منعزل، حيث آية التي تنتمي إلى الطبقة العاملة وتجد نفسها محاصرة في شكل متزايد من صديقها المتسلط إسلام، فإلى أي مدى سوف تحتمل لتصبح حرة؟».

بينما فاز فيلم «وراء الباب» للمخرجة ياقوت الحبابي بجائزة الفيلم الوثائقي، وذهبت جائزة فيلم التحريك من نصيب Night للمخرج أحمد صالح، وقد جاء هذا الإعلان ضمن فاعليات المنصة التفاعلية برلينال للمواهب التي تُقام في إطار الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وتتمثل الجوائز في 3 منح إنتاجية تبلغ قيمة كل منها 60 ألف يورو، في مجال الإنتاج السينمائي المشترك بين صُناع الأفلام العرب والألمان.

وضمت لجنة تحكيم جائزة الفيلم كلاً من مدير مشروعات صندوق السينما فينشنزو بونيو، مدير الهيئة الملكية الأردنية للأفلام جورج ديفيد، مدير تحرير شركة ZDF/Arte الصحافية دوريس هيب، والمدير الإقليمي لـمعهد غوتة في العالم العربي إلك كاشل موني، ومدير شركة أفلام مصر العالمية ماريان خوري، مؤسِسة ومديرة جمعية متروبوليس السينمائية ببيروت هانيا مروّه والمنتج ألكساندر فادو.

يشار إلى أن النسخة الأولى من جائزة الفيلم بدأت في العام 2013، ومن خلال برنامج تدريبي يستغرق عاماً، تستهدف المبادرة في المقام الأول الإنتاج العربي الألماني المشترك بين المخرجين الشباب الذين يبدأون العمل في مجال السينما، والطلاب والشباب حديثي التخرج من أكاديميات ومعاهد السينما والإعلام ويحملون الجنسية العربية، وإن كانوا يمتلكون مشروعاً في مرحلة التطوير في أي من فئات الأفلام السابق ذكرها، ليكون لديهم معرفة بكيفية تطوير مشروعاتهم، ويحتكوا بأسواق السينما الدولية.

الحياة اللندنية في

17.02.2017

 
 

سمير فريد أول ناقد عربي مكرم بالبرلينالي: الأنظمة العربية تخشى السينما

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

قال الناقد السينمائي المصري سمير فريد في حوار خاص لبي بي سي إن الانظمة العربية تخشى السينما لأنها أكثر تأثيرا على مختلف فئات الجمهور كما انها محببه لسهولة تلقيها.

جاء ذلك في اعقاب تكريمه من قبل مهرجان برلين السينمائي الدولي ب جائزة كاميرا البرلينالي التقديرية في حفل خاص مع المنتجة والموزعة الصينية نانسون شي والممثل الاسترالي جيفري راش.

وأضاف فريد أن حركة السينما المستقلة الان في ازدهار كبير في الوطن العربي، وأن المشكلة لا تكمن في وجود المبدعين أو الابداع إلا انها تتمثل في علاقة الحكومات العربية بالسينما.

ولا يرى سمير أن الرقابة تمثل مشكلة للأبداع لان الفنان يجب أن يتحايل على الرقيب ليظهر مدى موهبته.

وتعد هذه هي المرة الاولى التي تكرم فيها شخصية صحفية عربية على مدى تاريخ المهرجان.

جاء ذلك ضمن فعاليات المهرجان الذي يستمر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري.

واشاد بيان صحفي صادر عن إدارة المهرجان بالخبرة السينمائية لفريد قائلا : “إن آرائه يؤخذ بها في جميع انحاء العالم كما إنه من نقاد السينما البارزين في العالم العربي.”

واعرب سمير عن سعادته بالتكريم مؤكدا أنه يعتبره تكريما للنقد السينمائي بشكل عام كما لشخصه خاصة في ظل الأزمة التى يتعرض لها النقد السينمائي منذ سنوات.

وأضاف فريد انه بسبب التغيير والثورة التكنولوجية الحالية فهناك طرح يشكك في جدوى وجود النقد السينمائي حيث أن المعلومات عن الأفلام متوفره عبر الانترنت للجميع.

واكد سمير ان هذا التكريم يثبت أن النقد ضرورة للعملية الابداعية لتقديم الأفضل بين الانتاج الزخم الذي تشهده صناعة السينما كل عام.

وذكر فريد أن النقد السينمائي يعد من أصعب أنواع النقد لأن الأفلام السينمائية تتضمن الموسيقى والفن التشكيلي والفلسفة والتاريخ والتصوير وغيره وعلى الناقد ان يكون ملما بكل هذه الامور.

واعرب سمير عن سعادته بالتطور الذي تشهده الحركة النقدية في العالم العربي حاليا، مضيفا: “هناك تنوع كبير .. فهناك النقد (الفاشي والعنصري) والكلاسيكي والتقليدي وهذا التنوع يعطي زخما ويجعل الوضع النقدي أفضل كثيرا مقارنة بالوقت الذي بدأت فيه.”

وعن تأثر كتابته النقدية السينمائية والفنية بالسياسة قال فريد إنه من جيل شهد حرب 67 وفشل الاشتراكية وفشل الانفتاح مما جعله ينغمس في السياسة ولكن هذا ليس ضرورة للناقد الفني الناجح، مؤكدا أن معيار الناقد الناجح هو أن يكون له منهجا محددا يحكم عمله.

وفي نهاية الحوار اعرب فريد عن حزنه مما تشهده المنطقة العربية من صراعات الا انه شدد على أن المعاناة تصنع فنا عظيما.

سينماتوغراف في

17.02.2017

 
 

اليوم تعلن جوائز مهرجان برلين السينمائى

بقلم   سمير فريد

تعلن اليوم جوائز الدورة ٦٧ من مهرجان برلين السينمائى الدولى المعروف باسم «البرلينالي» (٩-١٩ فبراير ٢٠١٧) وتعرض الأفلام الفائزة فى مسابقات المهرجان الأربعة للجمهور غداً إلى جانب الفيلم الفائز بجائزة أحسن مخرج فى فيلمه الطويل الأول، وجائزة أحسن فيلم تسجيلى طويل التى تقدم للمرة الأولى فى تاريخ المهرجان العريق.

المسابقات هى للأفلام الطويلة والقصيرة ولأفلام الأطفال وأفلام الشباب، ولكل منها لجنة تحكيم خاصة، وكذلك جائزة الفيلم الأول وجائزة الفيلم التسجيلى الطويل، والتى يستحق الفيلم الجزائرى الفرنسى «تحقيق فى الجنة» إخراج مرزاق علواش الذى عرض فى «البانوراما» الفوز بها عن جدارة.

جاء فيلم فنان السينما الجزائرى العالمى الكبير حدث فى تاريخ السينما العربية حيث يعبر عن المشكلة الكبرى التى يعانى منها العالمان العربى والإسلامى، والتى امتدت إلى كل العالم، وهى مشكلة الإسلام السياسى الذى يلجأ إلى العنف والإرهاب لفرض الحكم الدينى، وإعادة إنتاج حكم الكنيسة فى العصور الوسطى فى أوروبا، والتى تعرف بعصور الظلام. وقد عانت الجزائر من الإسلام السياسى فى تسعينيات القرن العشرين فيما أصبح يعرف بالعشرية السوداء، أى السنوات العشر السوداء التى قتل فيها مئات الألوف، والتى كان شعار الإرهابيين فيها وهم يهاجمون هذا الحى أو ذاك من أحياء المدن «لا حى فى الحى».

ويعتبر مرزاق علواش نموذجاً للفنان المتفاعل مع مجتمعه وعصره حيث تناول موضوع الإسلام السياسى فى الجزائر فى العديد من أفلامه، وكلها روائية طويلة منذ فيلمه الأول «عمر جتلاتو» عام ١٩٧٧، والذى كان نقطة تحول فى تاريخ السينما الجزائرية. ولكنه فى فيلمه الجديد «تحقيق فى الجنة» يخرج ولأول مرة فيلماً تسجيلياً، كما أنه أول أفلامه المصورة بالأبيض والأسود.

اختيار جنس الفيلم التسجيلى يؤكد مدى صدق هذا الفنان، فقد تجاوز الواقع كل خيال، وأصبح هناك من يدهس الأبرياء بسيارته فى فرنسا، أو يطعن الركاب فى القطارات فى ألمانيا وهو يهتف «الله أكبر»، فلم يعد هناك مجال لمزيد من الخيال، وإنما مواجهة الواقع مباشرة بالفيلم التسجيلى، بدلاً من الفيلم الروائى.

تنوع المسابقة

تميزت مسابقة الأفلام الطويلة (١٨ فيلماً) بالتنوع الكبير على مختلف المستويات، ليس فقط من حيث جنسيات الأفلام من أوروبا وآسيا والأمريكتين، وإنما أيضاً من حيث تنوع الأماكن التى تدور فيها الأحداث، وتعبر عن ثقافات الشعوب المختلفة. ولم تغب ثقافة أفريقيا السوداء، فالفيلم الفرنسى «فيليستة» إخراج آلان جوميز من الإنتاج الفرنسى، ولكن كل أحداثه تدور فى الكونجو.

وشمل التنوع أجناس الفن السينمائى الثلاث (روائى تسجيلى تشكيلى)، ومختلف الأنواع والأساليب، ومن يخرجون أفلامهم الطويلة الأولى، ومن أصبجوا راسخين فى تاريخ السينما مثل الألمانى فولكر شوليندورف والفينلندى آكى كيورسماكى، وكان من بين الأفلام أربعة لمخرجات وهن سالى بوتير وإديكو إيندى وأجنسكا هولاند وتريزا فيردى.

أخبار وأصداء

شرفنى سفير مصر فى برلين الدكتور بدر عبدالعاطى والمستشار الثقافى فى السفارة الدكتور أحمد غنيم بحضور حفل تسليمى جائزة «كاميرا البرلينالي» يوم الأربعاء، ثم دعوتى إلى السفارة يوم الخميس للاحتفال بالجائزة، وتسليمى الرمز التذكارى للمكتب الثقافى. وقد تم احتفال السفارة قبل محاضرة الدكتور ديتريش راو مدير المتحف المصرى فى ليبزج عن أعمال البعثة الألمانية للتنقيب عن الآثار فى مصر، والتى أعلن فيها أن البعثة عثرت فى هليوبوليس، أو ما يعرف الآن باسم «المطرية» على شواهد تدل على إمكانية وجود أحد معابد رمسيس الثانى فى المنطقة.

المصري اليوم في

18.02.2017

 
 

خاص- سباق الدب الذهبي (3):

توقعاتنا لجوائز برليناله بعد اكتمال أفلام المسابقة

أحمد شوقي

بعد الانتهاء من مشاهدة 18 فيلماً بالكامل هي جميع الأعمال المتنافسة في المسابقة الدولية لمهرجان برلين السينمائي الدولي السابع والستين، نواصل رصدنا التقييمي للأفلام، مع وضع قائمة بتوقعات لمن ستذهب إليهم الجوائز التي سيتم الإعلان عنها مساء اليوم السبت من قبل لجنة تحكيم رأسها المخرج الهولندي الأمريكي بول فيرهوفن، وشارك فيها عدد من كبار صناع السينما من بينهم النجمة الأمريكي ماجي جيلينهال والمنتجة التونسية درة بوشوشة.

بويز Beuys - أندرياس فييل (ألمانيا)

صعوبة الإقدام على صناعة فيلم عن فنان مؤثر تكمن في ضرورة أن يأتي العمل ـ ولو قليلاً ـ بقدر من الدهشة يتناسب مع موضوعه. هذه هي المشكلة الجوهرية في الفيلم التسجيلي الوحيد المتنافس على الدب الذهبي، والذي يحاول مخرجه رصد تجربة الفنان المثير للجدل جوزيف بويز، واحد من أكثر المؤثرين في صورة الفن الحديث، وصاحب إتجاه تأسيس يعتبر أي إنسان هو فنان بالضرورة، وأي شيء يصلح أن يكون عملاً فنياً.

آراء بويز ظلت وستستمر موضعاً لجدل وخلاف لا ينتهي، لكن فيلم فييل جاء على النقيض منها: تائه متخبط البناء، بلا سياق تاريخي أو فني يصنع من المادة الأرشيفية الثرية التي يملكها فيلماً يضيف لمن يشاهده. مجرد مجموعة من لقطات كثير منها بالطبع مثير ومدهش خاصة أحاديث بويز نفسه. لكن الناتج النهائي عنها ليس مفيداً لأي طرف، فمن يعرفون بويز لن يجدوا في الفيلم ما يضيف إلى موقفهم أو يعدله، ومن لا يعرفونه من العسير أن يجدوا في الفيلم ما يهمهم أو يدفعهم لاستكماله من الأساس.

التقييم: ثلاث درجات من عشرة

الجانب الآخر للأمل The Other Side of Hope - آكي كوريسماكي (فنلندا)

واحد من أفضل ثلاثة أفلام ضمتها المسابقة، وأحد المرشحين البارزين للجوائز مالم ترغب لجنة التحكيم في تفادي فوز فيلم آخر يتعلق باللاجئين بعد تتويج "فوكوماريه" جيافرانكو روزي بدب العام الماضي الذهبي.

فيلم كوريسماكي ليس بالضبط عن اللاجئين، بل هو بالأساس عن الإنسانية التي لا ينبغي أن نسمح للمتغيرات السياسية أن تفقدنا إياها. مهاجر سوري غير شرعي يصل هلسنكي داخل شحنة فحم، يُرفض طلبه باللجوء فيهرب ليساعده رجل فنلندي ستيني ترك مهنته وقرر أن يشتري مطعماً ليديره.

وعبر الصداقة غريبة الأطوار التي تنشأ بين المهاجر خالد ورب العمل ويكستروم وأربع شخصيات أخرى، يستخدم المخرج المخضرم لغته السينمائية المعتادة بمواقفها الكوميدية الهادئة والهازئة بالعالم، بتكويناته وديكوراته التي تعيد العالم كله ثلاثة عقود للخلف. ليصنع كوريسماكي فيلماً السياسة داخله بشكل عضوي طبقاً لموضوعه، لكنه لا ينشغل بها قدر انشغاله بالبشر، تماماً ككل أفلام مخرجه.

التقييم: ثماني درجات من عشرة

كولو Colo - تريزا فيافيردي (البرتغال)

قراءة ملخص هذا الفيلم وتطورات أحداثه يبدو أكثر إمتاعاً بكثير من مشاهدة الفيلم نفسه. حكاية أسرة برتغالية يترك الأب فيها عمله فتضطر الأم للحصول على وظيفة إضافية بينما تبدأ الابنة رحلات ليلية تستكشف فيها العالم من وجهة نظر مراهقة محبطة لم يعد أهلها قادرين حتى على تسديد فاتورة الكهرباء. المشكلات بدلاً من أن تقارب بين الثلاثة تتسبب في عزلة كل منهم في دوامته الخاصة.

الحكاية تبدو في السطور السابقة تحمل بذور المتعة، لكن المخرجة تحولها إلى ساعتين وربع من الرتابة مع بعض اللحظات الجيدة القليلة. الذهنية الواضحة في اختيار كل عناصر الفيلم وعلى رأسها حركة الكاميرا والتكوين وديكور شقة الأسرة تزيد التفاعل مع الفيلم صعوبة، وطوال الوقت يرتفع حاجز بيننا وبين التفاعل مع هذه الشخصيات رغم محنتها وما تتعرض له من مواقف.

التقييم: خمس درجات من عشرة

عودة إلى مونتوك Return to Montauk - فولكر شلوندورف (ألمانيا)

أكبر مخرجي المسابقة عمراً وتاريخاً يعود بفيلم أشبه بالدراما التلفزيونية في معظم أجزائه. طاقم التمثيل الرائع يحمل الفيلم على عاتقه خلال نصفه الأول، الذي يصل فيه روائي ألماني شهير (ستيلان سكارسجارد) إلى نيويورك لإطلاق كتابه الجديد، وهناك تعيش زوجته التي تصغره سناً (سوزان فولف)، لكنه يصير مهووساً بمطاردة حبيبته القديمة التي انفصل عنها قبل سنوات (نينا هوس).

الحكاية كما هو واضح ملائمة تماماً لدراما اجتماعية تلفزيونية، لكن ثلاثي التمثيل ومعهم مخرج استعاد بعض حيويته في نقل عالم نيويورك الصباحي والليلي إلى الشاشة، يبثون في الفيلم شحنات متتالية من التوتر والرغبة في معرفة دوافع الشخصيات، وعلى رأسها البطل الذي يبدو حرفياً وكأنه مدمن متعاف وجده نفسه فجأة أمام جرعة من مخدره المفضل. إلا أن هذا التوتر يتناقص في الوقت الذي يفترض أن يبلغ فيه ذروته، حتى تكون أضعف مشاهد الفيلم إجمالاً في تتابع سفر الحبيبين القديمين إلى مونتوك، أي في الذروة التي اختارها شلوندورف عنواناً لفيلمه

في المجمل "عودة إلى مونتوك" ليس فيلماً سيئاً (أفضل الأعمال الألمانية الثلاث في المسابقة بالتأكيد)، لكنه شوهد من قبل عديد المرات، لا يمتلك خصوصية تجعله يبقى في الذاكرة طويلاً خاصة وهو آت من صانع أفلام محنّك.

التقييم: ست درجات من عشرة

على الشاطئ في الليل وحيدة On the Beach at Night Alone - هونج سانجسو (كوريا الجنوبية)

لا يزال المخرج الكوري هونج سانجسو قادراً على تقديم حكاية عن الحب بأبسط صورة ممكنة لتكون النتيجة جيدة (بنسبة أكبر للمشاهد المعتاد على أعماله). ممثلة كورية تترك بلدها وتذهب إلى ألمانيا هرباً من علاقة فاشلة. نشاهدها لحوالي نصف ساعة تقديمية في هامبورج تقابل شخصيات وتتحدث عن مشاعرها (الفعل الذي يميز معظم شخصيات سانجسو عموماً)، قبل أن تعود إلى كوريا ليبدأ الجزء الأفضل من الفيلم على مستوى الدراما والإيقاع.

لا حبكة هنا بالمعنى المفهوم، وإنما تصاعدات من المشاعر والحوار المعبر عنها، ينقلها المخرج للشاشة بطريقته المعتادة التي تمثل لقطات الزووم إن ـ المزعجة أحياناً ـ بصمتها البصرية. ليقربنا الفيلم أكثر في نصفه الثاني من الممثلة التي تشكل علاقتها بمخرج متزوج واحدة من تساؤلاتها عن الحب والحياة. لا يبدو فيلماً مناسباً لمحبي الأعمال المزدحمة بالاحداث، ولا يبدو أيضاً خياراً مثالياً إلا للجنة تحكيم تريد الانتصار لنوع ما من السينما يصعب تصوّر أن يكون هو المفضل لبول فيرهوفن وماجي جلينهال.

التقييم: ست درجات من عشرة

خواكيم Joaquim - مارسيلو جوميز (البرازيل)

خواكيم خوسيه دا سيلفا زافيه هو أحد كبار مناضلي الاستقلال والمساواة في البرازيل خلال القرن الثامن عشر، وهو الشخصية الرئيسية في فيلم المخرج مارسيلو جوميز، والذي بدلاً من أن يصنع سيرة ذاتية اعتيادية، يقرر أن يروي رحلة خواكيم قبل أن يصير بطلاً، وبالتحديد الفترة التي كان فيها ضابطاً في الجيش البرتغالي، مالك للعبيد وباحث عن الثروات ومناجم الذهب.

على المستوى البصري يقدم "خواكيم" صورة بالغة الثراء والواقعية للبرازيل قبل أكثر من قرنين، بطبيعتها الجميلة والقاسية. على مستوى الفكرة يكسر جوميز الشكل التقليدي للبطل الوسيم الشجاع بتقديم بطل ضد anti-hero نعلم أنه سيصير لاحقاً قائداً للمناضلين. أما على مستوى بناء الشخصية تبقى هذه هي الحلقة الأضعف في الفيلم الذي يسير طويلاً في طريق المغامرة بحثاً عن الذهب، ولا يضع يده رغم كل المجهود على المنعطف الرئيسي ـ كدراما أو نظرية ـ الذي قرر خواكيم عنده تغيير قناعاته ومسار حياته.

التقييم: ست درجات من عشرة

يوماً سعيداً Have a Nice Day - ليو جيان (الصين)

للمرة الأولى من قرابة العشر دورات يختار برليناله فيلم تحريك للتنافس في المسابقة الرسمية. خيار يبدو غريباً في ظل مستوى فيلم الصيني لو جيان الذي يملك الكثير من النوايا الطيبة والعناصر الجيدة لكنه يبقى أقل من التنافس في محفل مثل برليناله. سباق ثمانينياتي الطابع يدور حول حقيبة تحتوي على مليون يوان صيني. شخصيات تتقاطع مصائرها وتحركها غرائز الطمع والغضب والإغواء لتقتل بعضها البعض. حكاية اعتيادة يعبر عنها المخرج برسوم يدوية ثنائية البعد تجمع بين الجودة في تصميم الأماكن ورسم تفاصيلها، والتبسيط المخل في تقنيات التحريك التي تجعل مشهد يقارب النصف دقيقة لا نشاهد فيه حركة سوى عين تغمض وتفتح على سبيل المثال.

"يوماً سعيداً" يحتوي على شخصيات خفيفة الظل، وحوار ذكي كثير من جمله مرتبطة بمرجعيات فنية وسياسية راهنة، لكنه يبقى رغم ذلك فيلماً بلا تحدٍ حقيقي، تستمتع بمشاهدته ثم تنساه سريعاً لأنه لا يحمل على مستوى الدراما أو الفكر أو التكنيك ما يجعله عملاً مؤثراً أو يدفع لجنة تحكيم للانتصار له على أفلام أخرى.

التقييم: ست درجات من عشرة

أنا حبيبتي Ana, Mon Amour - كالين بيتر نيتزر (رومانيا)

آخر فيلم تم عرضه من مسابقة برليناله هذا العام، وأفضل عمل شاهدناه من المسابقة في الأيام الأخيرة من المهرجان. نيتزر الذي توّج قبل عدة دورات بالدب الذهبي عن "وضع الطفل" الملتزم بكل سمات الموجة الرومانية الجديدة، بجمالياتها المقتصدة وحكاياتها الخطية سريعة الإيقاع ذات الخلفية السياسية، يغير من جلده في "أنا حبيبتي" فلا يستعين إلا بطريقة التصوير والإضاءة، بينما يتخذ طريقاً أكثر رحابة وحرية في السرد.

دراما روائية ملحمية الطابع، عن سنوات من علاقة تجمع شاب برجوازي بفتاة جميلة لكنها فقيرة لا تعرف والدها وتعاني من متاعب نفسية مزمنة. الزمن يتحرك بحرية كثيراً بخلاف الخطية المعتادة، مع قدر كبير من الحسية لقدر مبالغ فيه أحياناً. يميز الفيلم الأداء الجيدة من بطليه المرشحان لجائزتي التمثيل، ويعيبه التوقف كثيراً لتحليل دوافع وتصرفات الشخصيات نفسياً، وبعضها واضح ليس في حاجة لسماع طبيب نفسي فيه (حرفياً فالبطل يزور طبيب نفسي ويستشيره). "أنا حبيبتي" مختلف بالتأكيد عن "وضع الطفل" الذي كان أكثر إحكاماً ومباشرةً في توجهه.

التقييم: سبع درجات من عشرة

توقعات الجوائز

بالانتهاء من مشاهدة الثمانية عشر فيلماً المتنافسة صار بإمكاننا أن نضع توقعاتنا للجوائز، أو بتعبير أكثر دقة نضع الخيارات التي سنكون راضين عن لجنة التحكيم إذا ما اتفق أعضاؤها مع الخيارات ذاتها، فمن المتوقع ودائم الحدوث أن تفاجئك اللجان باختيارات غريبة وغير متوقعة.

أحسن ممثلة: أصعب منافسة في ظل ظهور الكثير من البطلات بأداء متميز، لكن فرس الرهان ستكون دانيلا فيجا الممثلة المتحولة جنسياً بطلة "امرأة مدهشة"، التي قد يمثل فوزها ضربة بمزدوجة بتكريم ممثلة رائعة والإعلان عن موقف اجتماعي. باقي الممثلات المميزات المرشحات للجائزة هن بطلات كل من "فيليسيتيه"، "عن الجسد والروح"، "أثر الحيوان" و"أنا حبيبتي".

أحسن ممثل: التنافس هنا أقل حدة، ببروز أدوار رجالية أقل، يتصدرها رضا كاتب بطل "جانجو" وبطلا "عن الجسد والروح" و"أنا حبيبتي"، مع احتمالية لاختيار بطل الفيلم البرازيلي "خواكيم" أو منح جائزة الإبداع الفني للفيلم عن التصوير.

أحسن سيناريو: الأفضل في رأي كاتب هذه السطور هي سيناريوهات أفلام "امرأة مدهشة"، "عن الجسد والروح" و"الجانب الآخر للأمل".

أحسن إخراج/ الدب الفضي/ الدب الذهبي: الجوائز الثلاثة الكبرى والتي يصعب التمييز بينها (فمن البديهي أن يكون أحسن مخرج هو صانع أحسن فيلم): سنكون راضين تماماً إذا ما ذهبت الجوائز إلى "امرأة مدهشة"، "الجانب الآخر للأمل"، "عن الجسد والروح". يليهم "فيليسيتيه" و"أنا حبيبتي" و"أثر الحيوان".

موقع "في الفن" في

18.02.2017

 
 

شاهد: «لوجان» ينال إعجاب جمهور «برلين السينمائي»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

بعد 17 عامًا من صدور أول جزء من سلسلة أفلام الخيال العلميإكس مين، تفوق عدد من الشخصيات والتي نالت إعجاب الجمهور المتابع لهذه السلسلة المميزة، وكان من أبرز هولاء النجوم شخصيةلوجان ذو المخالب الحديدية والتي يجسدها النجم هيو جاكمان، حيث حرص على الظهور طوال أجزاء الفيلم بشكل مميز حتى نال إعجاب متابعيه، ويطل علينا جاكمان هذا العام بطرح ثاني أجزاء سلسلته الخاصة حيث قدم في العام 2013 الجزء الأول من سلسلة أفلامهذا وولفرين والذي لاقى نجاحًا وحقق إيرادات كبيرة.

وعلى هامش مهرجان برلين السينمائي أقيم أمس العرض الأول لفيلم لوجان والذي حاز على إشادة عدد من النقاد السينمائين والذين أبدوا إعجابهم بالفيلم، وبأداء هيو جاكمان في تجسيد الشخصية، حيث تدور أحداث الفيلم حول عودة شخصية لوجان من جديد للنضال من أجل مواجهة قوى مظلمة جديدة، وسط ظهور متحولة صغيرة تغير مجرى الأحداث، والفيلم من بطولة النجم هيو جاكمان والنجم باتريك ستيورات، ومن إخراج جايمس مانجولد، ومن المقرر أن يبدأ طرح الفيلم بصالات السينما حول العالم في الثالث من مارس المقبل.

سينماتوغراف في

18.02.2017

 
 

برلين ٦٧- "فيليسيته" الحائز على "الدبّ الفضة": كلّ هذا العنف!

برلين - هوفيك حبشيان

المخرج الفرنسي السينيغالي ألان غومي يحلّ ضيفاً على #مهرجان_برلين (٩ - ١٩ الجاري) بفيلم "فيليسيته" (حاز على "الدبّ  الفضة") المشارك في مسابقة الدورة السابعة والستين التي تنتهي الأحد بعد توزيع الجوائز مساء السبت. العمل إشكالي في طبيعته، ذلك أنه يحمل العوارض التي يحملها عدد كبير من الأفلام الراهنة المشغولة بتقنيات الديجيتال. هذه التقنيات المتاحة لأكبر عدد، جعلت الأفلام أكثر طولاً، لكنه طول بلا طائل. فالفيلم الذي كان طوله سابقاً ساعة ونصف الساعة، أصبح الآن ساعة و٤٥ دقيقة، وهكذا. دراما يائسة مثل "فيليسيته"، تستفيض في مشاهد تأكيدية، لاثبات الشيء لا لتصويره، فتعود وتتكرّر تلك المشاهد بلا إضافة حقيقية سوى الرغبة في التأكيد على المأساة وتضخيم ملامحها. وهذا أمر فاعليته مشكوك فيها. استطراداً، ثمة هذه السنة في برلين أفلام ذات خواتيم متعثّرة. يمكن السينمائي أن يضع نقطة انطلاق لفيلمه كيفما يريد، وأحدٌ لن يحاسبه على ذلك. في المقابل معظم الآراء حول فيلمه ستتوقّف على كيفية إظهار نهايته. هذا الرأي لا يشمل بالضرورة الأفلام الشاعرية أو تلك التي تراهن على المناخ لا القصة. المقصود هنا هو أعمال تفشل في تضييق العبارة، والنزول في الأشياء عمودياً، فنراها تلجأ إلى المعالجة الأفقية. خلاصة القول أنه ثمة فيلم جيد في "فيليسيته"، إلا أنه يحدث أن ينتهي بعد نحو ساعة من البداية، الباقي يجرجره غومي خلفه كجثة، ريثما يجد مكاناً لطمرها. صورة الجثة هنا تعبيرية، لا أعني بها القول إنّ الفيلم يفتقر المزايا، هي فقط للإشارة إلى فيلم يُغتال لقطة بعد لقطة.

تجري الحوادث في كينشاسا. فيليسيته مغنيّة يصدح صوتها في إحدى الحانات قبل أن ينتهي الحفل بعراك. هذه حال المدينة التي تعيش فيها: عنيفة، لا ترحم. كلّ هذا العنف على تفاصيل وجهها وفي سلوكها اليومي ونبرة صوتها. حياتها سلسلة لقطات متشابهة، تسير بلا مشكلات على ما يبدو، إلى اليوم الذي يتعرّض فيه ابنها ذو السنوات الـ١٤ لحادثة، فيُنقل إلى المستشفى حيث يرقد في انتظار أن يخضع لجراحة مكلفة لا تملك الأم المفجوعة ثمنها. ما سنتابعه بعد ذلك هو سعيها إلى جمع المال المطلوب لإجرائها ونهوض الابن.

غومي الذي سبق وعرض في مسابقة برلين قبل ٥ سنوات، فيلمه "اليوم"، يرسم هنا بورتريهاً لسيدة قوية تخترق الشاشة بحضورها الاستثنائي (تمثيل جبّار للكونغولية تشاندا بيا). تتشكّل الشخصية من عيّنات نسائية عدة يعرف غومي عدداً منها في الواقع. هي تحديداً المرأة التي لا تستسلم مهما حصل. فهذا الكاراكتير الصلب هو ما حضّه لإنجاز الفيلم. يقول: "كنت مهتماً بالديالكتيك الخاص بالنضال والقبول، وهذه تيمة خاصة بكلّ أفلامي". ثمة أيضاً قصة حقيية ألهمت غومي: أحد أولاد عمومه البالغ ١٧ عاماً، تعرّض لحادث سير. حصل خطأ طبي في المستشفى ففقد على إثره ساقه. مزج غومي رؤيته للمرأة الافريقية القوية بحكاية ابن عمه، فكان "فيليسيته": فيلم ينبض بالحياة، يرينا الأحوال المعيشية والاجتماعية والانسانية لواحدة من أفقر العواصم الافريقية، حيث الحياة والموت رهنا العشوائية. ينبغي القول إنّ الخلفية التي تتطوّر فيها الحوادث، ليست إيجابية البتة. لحسن الحظ، ثمة الموسيقى التي تضطلع بدور مهم، فإذا استطاعت فيليسيته أن ترى طرف النفق، فتساعدها الموسيقى والأغنيات التي تنشدها في ذلك، لبرهة. أما صمتها الحزين في النهاية، فهو أفظع ما في الفيلم، إذ يدخلها في متاهة الموت والقبول بالحتمية. فيليسيته سيدة نصف حيّة ونصف ميتة، كما تقول عن حقّ الممثلة التي تجسّد دورها. نراها تسير بكلّ أحزانها وآمالها وتصميمها على الحياة في الليل السينيغالي الحالك.

####

فرهوفن يُنقذ الدورة ٦٧: "جسد وروح" يستحقّ "دبّ" برلين!

المصدر: "النهار" - برلين - هوفيك حبشيان

فاز فيلم المخرجة الهنغارية إيلديكو انييدي بجائزة "الدبّ الذهب" في #مهرجان_برلين السينمائي السابع والستين (٩ - ١٩ الجاري). بعد نحو عشرين عاماً من الغياب عن #السينما، عادت انييدي بفيلم كبير اكتشفناه في بداية المهرجان. كان أول فيلم  مسابقة يُعرض على الصحافة، فوقع العديد منا تحت سحره، حد أنّ إسناد لجنة التحكيم التي يترأسها الهولندي بول فرهوفن جائزة له أصبح أمراً أكثر من متوقع، خصوصاً في ظل انعدام اعمال مبهرة كثيرة ضمن المسابقة الرسمية.

وذهبت جائزة لجنة التحكيم الكبرى (دبّ فضة) للمخرج الفرنسي السينيغالي ألان غومي عن فيلمه "فيليسيته" الذي يصوّر حكاية مغنية تسعى إلى جمع المال لتأمين ثمن جراحة ابنها القابع في المستشفى بعد تعرّضه لحادث. "أفضل مخرج" نالها الفنلندي آكي كوريسماكي عن عمله الممتاز "الجانب الآخر للأمل"، الفيلم الذي ينقل معاناة سوري في هلسينكي ترفض السلطات الفنلندية منحه صفة اللاجئ بحجة أنّ "بلاده آمنة". المخرجة البولندية الشهيرة انييشكا هولاند نالت جائزة ألفرد باور لعمل يُشرّع آفاقاً جديدة، عن فيلمها "سبوور". جائزتا التمثيل ذهبتا الى كلٍّ من كيم مينهي عن دورها في "وحيد على الشاطئ" للكوري الكبير هونغ سانغ سو وجورج فريدريش عن دوره في "ليالٍ مشرقة" للألماني توماس أرسلان. جائزة السيناريو كانت من نصيب غونزالو مازا وسيباستيان ليليو عن نصّ "امرأة رائعة" ليليو نفسه، في حين اكتفى واحد من أجمل أفلام المسابقة، "آنّا، مون أمور" للروماني كالين بيتر نتزر بـ"دبّ فضة" لأفضل مساهمة فنية (مونتاج)، اسندت إلى المونتيرة دانا بونيسكو. وفاز الفلسطيني رائد أنضوني بجائزة أفضل وثائقي عن جديده "اصطياد اشباح" (٥٠ ألف أورو)، وهي جائزة تُمنح في برلين للمرة الأولى.

ختاماً، لم تكن الدورة التي تنتهي الأحد من أفضل ما شاهدناه في السنوات الأخيرة، إلا أنّ لجنة التحكيم أدركت كيفية ردّ الاعتبار الى بعض النصوص السينمائية التي تستحقّ، وهي بذلك أنقذت ماء الوجه لحدث ثقافي يزداد تسيّساً عاماً بعد عام. ولعلّ إنجازها الأهم هو الالتفاف حول "جسد وروح"، هذا العمل الاستثنائي بالمقاييس كافة.

النهار اللبنانية في

18.02.2017

 
 

مهرجان برلين: «الجانب الآخر للأمل»: قد يجد اللاجئ العون والبسمة أحيانا

نسرين علام - برلين – «القدس العربي» :

أن تجد الدعابة وسط المأساة، أن تتعاطف مع موقف إنساني أقل ما يقال عنه إنه معاناة صرفة برسم ابتسامة على الوجوه، دون حاجة لذرف الدموع، أن تتمكن من إضحاك المشاهد حتى القهقهة، مع الحفاظ على فهمه وتفهمه للأزمة الإنسانية الموجعة التي يراها، هذا ما ينجزه ببساطة تامة ونجاح كبير المخرج الفنلندي المخضرم آكي كواريسماكي في فيلمه الجديد «الجانب الآخر للأمل، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين في دورته الحالية (9 إلى 19 شباط/فبراير الجاري).

محور الأحداث في «الجانب الآخر من الأمل» الذي يعود به كواريسماكي، إلى الإخراج بعد توقف دام ستة أعوام، هو خالد علي (شيروان حاجي)، اللاجئ السوري الذي يصل إلى فنلندا بعد الفرار من سوريا إلى أوروبا. يكون المقصد الأول لخالد هو تسليم نفسه كطالب للجوء. ونجده يسأل موظفا في الميناء عن أقرب مركز للشرطة، فيجيبه باستغراب وفي بعض التواطؤ «هل أنت متأكد من ذلك»؟

نجد في اللهجة الساخرة التي قيل بها السؤال خلاصة روح كواريسماكي وعالمه: هذه المشاكسة، هذه الروح المتمردة التي تسخر من القوانين ومما يجب فعله، هذا التعاطف الضمني مع من هم في محنة، هذا التكاتف، وهذه الإشارة إلى مجتمع يود أن يساعد أفراده ممن هم في ورطة إذا ما احتاجوا إلى ذلك.

لعل من أهم ما يشعرنا بصدق الفيلم هو أن كواريسماكي ينجح في رسم شخصية خالد كشخصية حقيقة نتعاطف معها ونحبها. خالد ليس رقما في إحصائية أو نشرة أخبار. إنه شخص لطيف نلمس فيه إنسانية كبيرة. نحزن حتى البكاء وهو يقص قصة بحثه عن شقيقته الوحيدة الباقية على قيد الحياة، التي حال إغلاق حدود دولة أوروبية بينه وبينها، نضحك ونشعر بالشجن في آن، وهو يعزف على العود، نتفهم بشدة رغبته في أن يعيش مثل أي فرد عادي. خالد، مثله كمثل الجميع، يود فقط أن يعيش حياة كريمة في أمان.

قصة خالد من حلب إلى فنلندا أقل ما يقال عنها إنها مأساة تدمي القلب، ولكن كواريسماكي هو الوحيد القادر على انتشالنا جميعا، بمن فينا خالد، من وسط المأساة، ليس فقط برسم البسمة على الوجوه، بل بإضحاكنا، تلك الضحكات والقهقهة التي ضجت بها قاعة العرض، التي تتسع لأكثر من ألفي مشاهد، ونحن نشاهد الفيلم في عرضه الأول في مهرجان برلين.

يعن لنا أن نتخيل أن كواريسماكي يتعامل مع معضلة اللجوء والهجرة بالحس الإنساني المرهف لتشارلي شابلن مع قدرته نفسها على الإضحاك، ذلك الضحك الذي يأتي من فهمه العميق للمأساة الإنسانية ومحاولته تضميد الجراح ببعض الابتسام والضحك.

تتوازى في الفيلم قصتان لمحاولات البدء من جديد ومحاولات تحقيق الأمل المرجو: القصة الأولى قصة خالد ومحاولته إيجاد حياة لنفسه في فنلندا. والقصة الثانية قصة فالدامار فيكشتورم (سكاري كيوسمانن)، وهو فنلندي ستيني سأم حياته الماضية وعمله السابق ويحاول البدء من جديد. يتقاطع المساران ويلتقيان ليكون كل من اللاجئ والمواطن عونا لبعضهما بعضا في رحلتيهما.

يسلط كواريسماكي الضوء في «الجانب الآخر للأمل» على أمر طالما شُغل به في أفلامه السابقة، ألا وهو ذلك التقارب والتماثل بين البشر على اختلاف بيئاتهم وألوانهم وأصولهم العرقية. إنهم جميعا بشر تجمعهم إنسانيتهم وأحلامهم الصغيرة. يقرر فيكشتورم إنه يريد حياة جديدة، فيبيع تجارته السابقة ويترك زوجته ويقرر فتح مطعم. لا يلتقي مسار خالد وفيكشتورم إلا بعد مرور نحو ثلث الفيلم، لكن لقاءهما ومحاولات فيكشتورم إنجاح مطعمه مصدر الكثير من الكوميديا في الفيلم.

يحول كواريسماكي المطعم إلى عالم صغير من التكافل والتكاتف والتعاون، وإلى ملاذ يجد فيه خالد من يحنو عليه ويساعده. ولكن ذلك كله يجري دون أي محاولة للوعظ أو لتقديم دروس، فكواريسماكي يربأ بسينماه عن ذلك. الجو العام للمطعم مشبع بالكوميديا، ولكنه ذلك الصنف من الكوميديا المميز تماما لأعمال كواريسماكي: تلك الروح الكوميدية الأوروبية الشمالية التي تأتينا بوجه جاد وروح عابثة.

ويحقق كواريسماكي بحسه الانساني الرفيع في «الجانب الآخر للأمل»، وهو العمل الثاني له عن المهاجرين إلى أوروبا بعد «لو هافر» (2011)، الكثير من التناغم والتكامل في الرؤية. هو لا يتغافل على الإطلاق عن النزعة العنصرية لدى البعض إزاء المهاجرين، مثل أولئك الذين يتحرشون بخالد ويحاولون ضربه. لكن خالد أيضا يجد من يحنو عليه ومن يصادقه ومن يساعده على البقاء في فنلندا وعلى العثور على شقيقته. هؤلاء الطيبون المشاكسون مع القانون أحيانا هم من يمد عالم كواريسماكي بنكهته الخاصة، وهم قلب القلب في عالمه. إنها نوازع الجنس البشري بشرها وخيرها مغلفة بكوميديا كواريسماكي وروحه الطيبة.

ونجد بالطبع الأجواء المميزة لعالم كواريسماكي. نشعر بأن فنلندا القرن الواحد والعشرين عادت إلى الوراء نحو نصف قرن مثلا.

الأثاث المنزلي العتيق بألوانه الصاخبة الفجة، ألوان المطعم وديكوراته العتيقة وطاولاته المتهالكة، الموظفون الحكوميون الذين يستخدمون آلات الطباعة بدلا من أجهزة الحاسب، السيارات القديمة. كواريسماكي، الذي كتب أيضا السيناريو المحكم للفيلم، يقدم لنا ذلك النوع الساخر من الكوميديا التي تتمكن من إضحاكنا رغم جدية الموقف. بعد تفقد لمسؤولي الصحة والجودة للمطعم، نجد فيلكشتروم يقول بجدية تامة «وجدوا كل شيء على ما يرام، بخلاف المطبخ وقاعة تقديم الطعام»، فنضحك رغم جدية الموقف. إنها العناصر والأجواء المحببة لكواريسماكي التي يشكل بها رؤيته الإنسانية الطيبة للعالم.

إنه عالم كواريسماكي، الذي تفوح منه رائحة التبغ والفودكا الرخيصة والكحول، الذي ندخله فنضحك ونسمو إنسانيا في آن ونخرج منه في حالة من البهجة الإنسانية. إن في العالم من يحنو على الغريب وإن البعض يمكن أن يجد لنفسه وطنا فيه من الدفء الانساني الكثير.

القدس العربي اللندنية في

18.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)