كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الدراما المسرحية تسيطر على أفلام مسابقة مهرجان برلين

العرب/ أمير العمري

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السابعة والستون

   
 
 
 
 

غلبت الدراما المسرحية التي تعتمد على الأداء التمثيلي والحوار أكثر مما تعتمد على العناصر الأخرى المميزة للسينما كفن مثل المونتاج والتصوير والديكور، وغابت القدرة على التلاعب بالزمن، في عدد كبير من الأفلام التي كنا ننتظرها بلهفة في مسابقة مهرجان برلين السينمائي الـ67.

جاء فيلم الحفل The Party (أو الحزب، فالعنوان باللغة الإنكليزية يحيل على المعنيين) الذي تعود به المخرجة البريطانية سالي بوتر إلى السينما بعد غياب، مخيبا للآمال على صعيد الطموح السينمائي، والذي قدم في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي الـ67، وإن لم يمنع هذا من الاستمتاع به في إطار التركيبة المسرحية الكوميدية التي تدور حول تناقضات البورجوازية، ونفاقها وخداعها لذاتها.

والموضوع قد لا يكون جديدا، أما ما أعجب النقاد والجمهور هنا، فهو الطريقة التي صاغت بها المخرجة تلك العلاقات من خلال الاستعانة بعدد من عمالقة التمثيل، الذين بدا البعض منهم نمطيا في أدائه مثل الألماني برونو غانز والإنكليزي تيموثي سبول، بل وحتى الممثلة الإنكليزية كريستين سكوت توماس. والموضوع يدور حول مجموعة من الشخصيات التي تنتمي إلى الطبقة الوسطى، حين تلتقي على العشاء في منزل جانيت (سكوت توماس) التي تريد أن تصعد سياسيا من خلال حزب العمال الذي تمثله (لا يذكر اسم الحزب في الفيلم لكن ذلك واضح من اتجاهات الشخصية)، والجميع أتوا ليحتفلوا بحصولها على منصب سياسي في الحكومة بعد النجاح الذي حققه الحزب في الانتخابات الأخيرة.

كعادة هذا النوع من الأفلام- المسرحية، تدور بين الجميع حوارات تكشف عمّا يوجد بينها من تناقضات وما تخفيه من ميول ورغبات سلبية، وما تنكشف عنه من خيانات، ورغبة في الوقت نفسه في التعالي على الأزمة بغرض تحقيق مكاسب من نوع آخر، ولكن الموقف العبثي الساخر سينفجر في وجه الجميع. سالي بوتر تسخر من تلك الشخصيات، تعرّيها وتفضح نقاط ضعفها وتهافتها وانتهازيتها ورغبتها السطحية في التمسك بقناع من النفاق الاجتماعي، إنها تقدم صورة مصغرة لما وصلت إليه الطبقة الوسطى في المجتمع الإنكليزي حاليا، من خلال الكوميديا السوداء التي تفجر تلك التناقضات الكامنة، وقد يؤدّي أيضا إلى السقوط في الجريمة، لكن الجريمة هنا مجازية.

الفيلم الفرنسي "المولدة" يمزج بين الميلودراما والكوميديا الخفيفة، شأنه في ذلك شأن معظم الأفلام الفرنسية

نجحت سالي بوتر في التحكم بأداء الممثلين، ودفع الحركة والحيوية داخل الفيلم، رغم أن الأحداث كلها تقع تقريبا داخل غرفة الاستقبال في منزل المرأة المضيفة، أي السياسية جانيت. والفيلم المصور بالأبيض والأسود بميزانية محدودة، ويقع في 71 دقيقة فقط، يبدو أقرب إلى مسرحيات الفصل الواحد الساخرة التي كان يكتبها المؤلف المسرحي البريطاني الراحل هارولد بنتر، وكان يتمّ تصويرها تلفزيونيا في الثمانينات من القرن الماضي.

العشاء

على صعيد مشابه كثيرا، ولكن على طريقة السينما الأميركية في معالجة مثل هذه المواضيع، شاهدنا الفيلم الأميركي الوحيد في المسابقة العشاء The Dinner للمخرج أورين موفرمان، الذي جاء، رغم وجود عدد كبير من نجوم التمثيل في بطولته، خاليا من المتعة السينمائية، فهو أقرب إلى مسرحية تدور داخل مطعم من مطاعم الصفوة، تتخلله -في محاولة للتغلب على محدودية المكان- بعض مشاهد الفلاش باك أو التذكر من خلال التداعيات، لكنها لم تنجح في إنقاذ الفيلم من السقوط في الرتابة والتكرار، خاصة وأن موضوعه العائلي ليس جديدا، فهو يتعلق بموقف شقيقين هما على النقيض من بعضهما البعض في اختياراتهما في الحياة، أحدهما عضو كونغرس يطمح إلى الترشح ليكون حاكم ولاية، والثاني أستاذ جامعي جامح في أفكاره، متمرد ينتقد زيف المؤسسة الاجتماعية.

وتتفجر الخلافات داخل العائلة (أي بين الرجلين وزوجتيهما وبين الجميع) سواء حول قضايا مؤجلة وخلافات قديمة متغلغلة، أو بعد أن يرتكب ولدا العائلتين المراهقان جريمة لا مبرر لها، وبدافع اللهو والعبث، ليكتشف الرجلان أنهما قصرا في تربيتهما للولدين، وأنهما أصبحا أيضا مطالبين باتخاذ موقف واضح: هل يتركان ابنيهما يواجهان عواقب جريمتهما، أم يدافعان عنهما ويستغلان كل ثغرة قانونية لإعفائهما من العقاب؟ هل العقاب ضرورة أم يمكن أن يفاقم الأزمة؟

ريتشارد غيّر في دور عضو الكونغرس الديمقراطي المتمسك بالأخلاقيات، وسينتهي إلى الخضوع لما تراه زوجته الجديدة الشابة، وزوجة شقيقه، كما سيخضع شقيقه (الذي يقوم بدوره ببراعة ستيف كوغان) المثالي في النهاية ويستجيب لواقعية رأي زوجته. وتصبح المرأة هنا أكثر قوة وقسوة وواقعية، بل وقدرة على التعايش مع الخطأ من الرجل بمثالياته الزائفة التي ستنهار في نهاية الأمر عند الشعور بالخطر الذي تمثله على فكرة العائلة”.

ولا يتناسب عنوان الفيلم الفرنسي في مسابقة مهرجان برلين السينمائي الـ67، المولدة The Midwife، مع موضوعه وحبكته ومسار الأحداث فيه. صحيح أن هناك شخصية امرأة تعمل ممرضة متخصصة في توليد النساء هي كلير (تقوم بالدور كاثرين فروت)، لكن البطلة الحقيقية في الفيلم، أو بالأحرى الشخصية الثانية الموازية لشخصية كلير والتي تستقطب الاهتمام ربما أكثر منها، هي شخصية بياتريس (التي تقوم بدورها كاترين دينيف).

تركيبة مسرحية

وصحيح أيضا أن في الفيلم بعض المشاهد لعمليات توليد تقوم بها كلير كجزء من عملها، لكن هذه المشاهد لا علاقة لها بموضوع الفيلم، أما الموضوع فيتمحور حول تلك العلاقة المعقدة بين كلير وبياتريس، والأخيرة كانت عشيقة والد كلير، وقد اختفت منذ ثلاثين عاما وعادت اليوم تطلب مساعدة كلير، بعد أن أصبحت مريضة بسرطان في المخ وتوشك على توديع الحياة، تريد أن تعوّض كلير عن سنوات الشقاء بأن تترك لها جزءا من أموالها.

المولدة

من هذا المدخل يسعى المخرج مارتن بروفوست إلى تجسيد التناقض بين المرأتين: الأولى، أم لشاب يدعى سيمون، من علاقة غير شرعية قديمة، تولت بنفسها تربيته وأصبح الآن بدوره يوشك أن يصبح أبا من علاقة بصديقته الحامل رولاند، ولكن كلير الملتزمة بقيم الواجب والإخلاص للعمل ورفض الارتقاء من أجل المال، تجد صعوبة في البداية في قبول تقديم المساعدة للمرأة التي كانت سببا في تدمير أسرتها معنويا بعد أن أغوت والدها وجعلته يتخلى عن زوجته وابنته.

ومع ذلك، تستجيب كلير في نهاية الأمر للقيم النبيلة المغروسة فيها وتحاول أن ترعى بياتريس، أما الأخيرة، فهي بوهيمية، تسرف في تناول الشراب والطعام، ولا تجد حرجا في الإقبال على التدخين مجددا بعد أن كانت قد أقلعت عنه، وعلى ممارسة المقامرة، فتخسر الكثير وتربح القليل، وتريد أن تستمتع بالحياة حتى آخر رمق قبل أن يأتي الموت. عدوى حب الحياة تنتقل من بياتريس إلى كلير التي تبدأ بالاهتمام بنفسها وبعلاقتها مع بول، سائق الشاحنة الذي يميل إلى التحرر والاستمتاع بالحياة ويحاول أن يقيم معها علاقة عاطفية وجسدية تتحرج من إقامتها في البداية، ثم تدريجيا تنغمس فيها.

الفيلم مزيج من الميلودراما والكوميديا الخفيفة، وشأن معظم الأفلام الفرنسية من هذا النوع، يلعب الحوار بين الشخصيات الدور الأساسي سواء في نقل المشاعر، أو في الكشف عن الخلفية الخاصة لكل شخصية من شخصياته. وتتولد الكوميديا من بعض المفارقات التي تنتج بالضرورة من التناقض بين شخصيتي المرأتين، وتشبث بياتريس بالإقبال على كل ما يمكن أن يوفر لها السعادة بغض النظر عن العواقب التي تشي بتدهور حالتها الصحية يوما بعد يوم.

في فيلم من هذا النوع يكون التمثيل هو العنصر الذي يوظف لتوصيل التناقضات الكامنة بين الشخصيات المختلفة، فنصبح أمام مباراة في الأداء بين الممثلتين الكبيرتين في السينما الفرنسية، لكن المشكلة أن كاترين دينيف التي تصرّ على تكرار هذا النوع من الشخصيات، لا تتمتع بخفة الظل التي تكفل للفيلم البقاء في الذاكرة، فهي ثقيلة الوطأة على الشاشة، وإن كان هذا الرأي يمكن أن يخالف انطباع الجمهور الفرنسي الذي يقبل أيّ شيء تقدمه دينيف منذ أن فقدت سحرها القديم الذي كان يميزها في أفلام بونويل وبولانسكي وجاك ديمي وكلود شابرول وفيليب دي بروكا وغيرهم من كبار المخرجين.

العرب اللندنية في

16.02.2017

 
 

سمير فريد.. ناقد زاده السينما

( ملف خاص)

كتبالمصري اليوم

جاء تكريم مهرجان برلين السينمائى فى دورته رقم 67 التى تستمر حتى يوم 19 فبراير الجارى للناقد السينمائى الكبير سمير فريد ليضاف إلى سلسلة تكريمات عالمية حصل عليها رائد النقد السينمائى وعميد النقاد العرب من كبرى المهرجانات مثل كان ونيودلهى ودبى وغيرها. سنوات طويلة والأفلام المصرية غائبة عن خريطة المهرجانات السينمائية الدولية نتيجة أزمات عديدة مرت بها الصناعة وظل سمير فريد بمفرده ممثلا لمصر فيها بمشاركاته وكتاباته النقدية عن الأفلام بكافة لغاتها داخل مصر وخارجها. اهتمت المهرجانات بما يكتبه وينشره من نقد ومن آراء فنية .استفادت المهرجانات العربية من خبرته السينمائية الطويلة ولم يتأخر عن مساعدتها بالرأى والنصيحة والكتب التى ينسجها بقلمه. مشوار نقدى وسينمائى حافل بدأه فريد عقب تخرجه من قسم النقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية مطلع الستينيات عبر آلاف المقالات اليومية والأسبوعية فى كبرى الإصدارات المصرية والعربية والعالمية وعشرات الكتب التى تذخر بها المكتية السينمائية العربية والتى يصل عددها إلى 70 كتابا تقريبا فى النقد السينمائى يحلل فيها الأفلام ويرصد هموم الصناعة. مقال «صوت وصورة» الذى يكتبه بانتظام فى «المصرى اليوم» منذ أعدادها الأولى يتصدر قائمة المقالات الأكثر قراءة ونجح فى تحويله إلى شاشة مقروءة يتبادل فيها الآراء مع قراءة فى مختلف الأمور الثقافية والسياسية والاجتماعية.

فريد: ثوراتنا العربية ربيع وليست خريفاً

فى الندوة التى أقامها مهرجان القاهرة السينمائى لمناقشة كتاب ربيع السينما العربية، كشف الناقد الكبير سمير فريد أن الكتاب يعد تعبيراً عن موقف سياسى، وهو الموقف الذى يشترك فيه مع الكثير من النقاد والسياسيين.

وقال: مازلت مؤمناً أن الثورات التى حدثت هى ربيع رغم كل المآسى الشتوية التى شهدتها ومازالت تحدث، وأرى أنه ربيع لأنه فكرة تنطوى على إرادة فى التغيير الحقيقى، وأضاف: هذه الثورات كانت حرة لم ينظمها حزب أو فرد. وشبه فريد هذا الربيع بسقوط جدار برلين الذى كان الهدف الرئيسى منه الرغبة فى التغيير.

وواصل: هذه الثورات كانت تهدف بالأساس إلى الرغبة فى التغيير الحقيقى والرغبة فى الحرية.

رئيس الاتحاد الدولى للنقاد:

تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأفلام

«سمير فريد واحد من أهم نقاد السينما البارزين فى العالم العربى، ويعتبر خبيرا سينمائيا تأخذ بآرائه حول العالم وهو الناقد الذى رافق مهرجان برلين لعقود طويلة، حيث بدأ مسيرته فى عالم النقد الصحفى من خلال جريدة الجمهورية المصرية فى عام 1965 ومسيرته الفنية ممتدة لأكثر من 38 عاما»، هكذا وصف مهرجان «برلين» الناقد الكبير، مبرزا أهمية وقيمة الجائزة التى تُعد المرة الأولى التى يفوز فيها ناقد سينمائى بها، وأول شخصية من مصر والعالم العربى وأفريقيا. وفى حفل خاص أقامه المهرجان على شرف الناقد الكبير أكد الناقد الألمانى كلاوس إيدر، رئيس الاتحاد الدولى للنقاد، أن «فريد» تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأعمال السينمائية.

إلهام شاهين:

قاموس المُخرِجات أحدث إصداراته

كشفت الفنانة إلهام شاهين، رئيس شرف مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، أن المهرجان سوف يصدر كتابا جديدا للناقد الكبير سمير فريد ضمن مطبوعات الدورة الأولى للمهرجان التى تنطلق يوم 20 فبراير الجارى بعنوان «قاموس المخرجات فى السينما العربية».

وقالت إلهام: نحن سعداء لأن مطبوعات مهرجان أسوان ستتضمن هذا الكتاب الهام الأول من نوعه لناقد كبير بحجم سمير فريد، وأن ذلك يعطى المهرجان نوعا من الدعم الذى يحتاجه فى دورته الأولى. وهو الذى رشح للمهرجان فيلم «ليلى بنت الصحراء» ليعرض فى الافتتاح. وأضافت: كتاب «قاموس المخرجات فى السينما العربية» يعرف بجميع مخرجات الأفلام الروائية الطويلة فى جميع الدول العربية منذ بداية السينما وحتى الآن، ويتضمن سيرة وأفلام كل مخرجة، مما يجعله المرجع الشامل للمعلومات عن مخرجات السينما العربية.

عمرو واكد:

تكريمه حدث تاريخى

أعرب الفنان عمرو واكد عن سعادته بتكريم الناقد الكبير سمير فريد فى مهرجان برلين ومنحه كاميرا البيرانالى وقال لـ«المصرى اليوم» إن سبب سعادته بتكريم فريد لأنه أول عربى ومصرى وأفريقى يتسلم هذه الكاميرا والجائزة المهمة والكبيرة فى حدث تاريخى. وأضاف «واكد»: إن تكريم سمير فريد حدث مهم فى تاريخ السينما المصرية وحدث أهم فى تاريخنا كسينمائيين، مشيرًا إلى أن السينما كصناعة عليها أن تستفيد من هذه الجائزة التى شرفت السينما المصرية. وتابع: «عندما أقدم فيلما أو أشترك فى أى مهرجان فى العالم أذهب بعد المشاركة وعرض أفلامى وأنتظر كتابة مقالاته عنها، لأننى حريص كل الحرص على قراءة مقالاته بانتظام عن أعمالى وعن السينما المصرية والعالمية، فهو مرجع قوى وشخصية مثالية وفنية مخضرمة، فأنا أعرفه شخصيًا فهو ناقد واع وفاهم يعرف قيمة الفن والسينما فى العالم وتأثيرها فى مصر لذلك تجده مهتما بنقل كل ما يحدث فيها لنا،المزيد

كمال رمزى:

ترسانة الجدية.. آفاق الحرية

الآن، اختلف مشهد النقد السينمائى عما كان عليه منذ نصف قرن.. فيما قبل تواجدت صفحات الفن فى الجرائد والمجلات، دأبت على تقديم أخبار النجوم، وصورهم، مزاجهم، مشاريعهم.. مع الأيام، خفتت تلك الاهتمامات لتفسح المجال لما هو أهم وأجدى: تقييم الأعمال الفنية، تحليلها، تفسيرها وتلمس أفكارها، إبراز عناصرها الإبداعية، بالتالى، أصبح للجرائد والمجلات نقاد متخصصون، بعد أن كان يطلق عليهم المحررون الفنيون.

عوامل عدة أدت إلى هذه النقلة الواسعة.. فى مقدمتها سمير فريد الذى تفرغ تماماً للنقد السينمائى منذ التحاقه بجريدة الجمهورية فى منتصف الستينيات.. صحيح، كان فى الساحة سعدالدين توفيق، حسن إمام عمر، عثمان العنتبلى، إلى جانب جيل جديد، مثل هاشم النحاس، صبحى شفيق، فتحى فرج.. لكن سمير فريد، جاء متفرداً فى مجاله، درس النقد وأصول الدراما، على يد مجموعة من الثقات: محمد غنيمى هلال، أستاذ الأدب المقارن، صقر خفاجة، المتبحر فى التراث اليونانى.. الأهم محمد مندور، برحابة أفقه، اتساع ثقافته، ذائقته المرهفة، فضلاً عن منهجه الاجتماعى الباحث دوما عن العلاقة المركبة بين الفن والواقع.

دخل سمير فريد عالم النقد السينمائى مدججا بثقافة رفيعة، قرأ عيون الأدب العالمى، الأمر الذى يتجلى واضحاً فى مقالاته التى نشرها فى مجلات رصينة، جمعها فى كتب، منها «أدباء العالم والسينما» «شكسبير، كاتب السينما» «نجيب محفوظ والسينما». كتابات جان بول سارتر، بالترجمات الرصينة التى قام بها غنيمى هلال وعبدالرحمن بدوى، تركت أثرا عميقا فى أسلوب سمير فريد، سواء من ناحية الصياغة أو الأفكار والقيم.. فى مقالات ناقدنا، تجد فيها الوضوح، التعبير المحدد، الموجز، القاطع، الأهم من ذلك الإيمان بالحرية، الاستقلال بالرأى، الالتزام بما يراه صحيحاً، الوقوف إلى جانب الإبداعات الجديدة.

هذه الدعائم الأربع، لا تزال حاضرة فى مواقف وكتابات سمير فريد، لذا سنراه فى الصفوف الأولى من المدافعين عن حرية التعبير، ليس بالنسبة لنفسه فقط، بل فيما يخص الآخرين، حتى لو اختلف معهم فكرياً، فبرغم خصومته مع حسام الدين مصطفى، هاجم بضراوة، مصادرة «درب الهوى»، كما وقف، من قبل ومن بعد ضد منع «زائر الفجر» لممدوح شكرى، «العصفور» ليوسف شاهين، «المذنبون» لسعيد مرزوق، «ناجى العلى» لعاطف الطيب، «المهاجر» ليوسف شاهين، «الأبواب المغلقة» لعاطف حتاتة.

دفاع سمير فريد عن حرية التعبير ينهض على فهم الرقابة كـ«جستابو على الروح» طبقا لتعريف جان لوك جودار، بالإضافة لكونها مقدمة اتجاه النظام نحو الفاشية، خاصة حين يرتفع الشعار المضلل الذى يزعم «الإساءة لسمعة مصر». فى كتابه، الموثق بدقة «تاريخ الرقابة على السينما فى مصر» يبين بجلاء، خارطة معارك حرية التعبير، يتعمد فيه سمير فريد، تسجيل الآراء المتباينة، المناقضة، للمصفقين، المهللين، لمنع عرض الأفلام، معتمداً على أرشيفه الخاص، الدقيق، الشامل، الذى جمعه بجدية ودأب.

علاقة سمير فريد بالمهرجانات، خارج مصر، بدأت مبكراً منذ عام 1967، حين ذهب إلى «كان» بمؤازرة من فتحى غانم، رئيس تحرير «الجمهورية» حينذاك.. لم يتوقف ناقدنا عن متابعته «دورة تلو الأخرى»، يتعامل معه كأنه طالب سيؤدى امتحاناً، عليه الاستعداد له بكل جدية.. قبل السفر، يعرف عناوين الأفلام، مصادرها، مخرجيها، أبطالها.. يقرأ كل ما يتعلق بها وبهم.. تاريخهم، إنجازاتهم، أساليبهم، ثم يذهب مدججا بالخبرة والدراية، لا يكاد يغادر قاعات العرض.. بالضرورة، يأتى الحصاد وفيرا.. تجده فى كتبه، من بينها «مهرجان كان 1946- 1991»، و»دليل مهرجان كان 1946 -2001».. لذا فاز بميدالية مهرجان كان مع عشرين ناقداً من مختلف دول العالم بمناسبة الدورة الأخيرة فى القرن العشرين.

تعامل سمير فريد مع المهرجانات كافة، بذات الطريقة، لذا حظى بمكانة مرموقة، فى المهرجانات العربية، حيث يصبح مجرد حضوره، قيمة فى حد ذاتها.

على أبوشادى:

صديقى سمير .. أيقونة مصرية

لم يكن سمير فريد، وما زال، بالنسبة لى، ذلك الناقد الكبير قيمة وقامة، الذى مارس النقد السينمائى المتخصص والمنهجى منذ منتصف الستينيات وحتى الآن، والذى أكد، باستمرار، وأصر على أن يعرَّف بالناقد «السينمائى»، وليس الناقد الفنى، كما كان شائعًا، وهو من حاول طوال خمسين عامًا تكريس هذه الصفة، احترامًا منه للتخصص ولمهنته التى زاولها منذ تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية عام ١٩٦٥، وانطلق منذئذٍ يكتب عن السينما فى صحيفة الجمهورية التى اختارها بدلًا من صحيفة الأهرام التى رشِّح للعمل بها حيث كان يعمل والده الصحفى الكبير سعيد فريد خشية أن يحسب نجاحه، أو فشله، على أبيه، ومنذ أن التحق سمير بالجمهورية ناقدًا متخصِّصًا وعمره لا يتجاوز الثانية والعشرين، ظل وفيًا لها حتى اليوم رغم تراجعها فى فترات كثيرة!

آمن سمير، منذ شبابه المبكر، كناقد تقدمى، بضرورة التغيير إلى الأفضل اجتماعيًا واقتصادياً وثقافياً وفنياً، وبالقطع سينمائياً، فكان دائمًا خلف كل نشاطٍ يحقق ذلك، كقوة دافعة، ذات قدرة على القيادة والتنظيم، وبات عضوًا مؤسسًا فى كل التجمعات السينمائية التى تهدف إلى ظهور سينما جديدة تعبر عن الواقع المصرى/ العربى المعاصر، رافضًا للسينما القديمة، المراوغة التى تزيِّف وعى الجماهير وتصرفها عن المطالبة بحقها فى حياة أفضل، خاصة بعد هزيمة ١٩٦٧، والانتفاضة الشعبية المطالبة بالمحاسبة والتغيير.. فصاغ مع زملائه من السينمائيين الشباب عام ١٩٦٨، بيانًا ثوريًا يرفض الهزيمة، ويطالب بسينما جديدة، أمينة وصادقة تثرى الوعى، وتُرْهف الوجدان.. فكان ميلاد «جماعة السينما الجديدة» عام ١٩٦٩ التى اتخذت من البيان منهجاً ودستورًا، ثم احترامًا منه للنقد السينمائى كفرع رئيسى فى العملية السينمائية لا تستقيم بدونه، كان أول من دعا لإنشاء جمعية أهلية تضم نقاد السينما فى مصر، ككيان مستقل عن النقابة الغائبة فى تلك الفترة، وأثمرت دعوته بإنشاء «جمعية نقاد السينما المصريين» عام ١٩٧٢، وسعى بنجاح لعضويتها فى «الاتحاد الدولى للنقاد» وتلاها تكوين «اتحاد النقاد السينمائيين العرب».

بات سمير فريد أيقونة مصرية فى كل المحافل والمهرجانات والتجمعات السينمائية المصرية والعربية، والمهندس الأول للوائحها وقوانينها، وأصبح أحد أعلام النقد السينمائى فى العالم، فهو الفارس فى مهرجان «كان» السينمائى، وهو المكرَّم فى مهرجان «برلين» السينمائى، وكلاهما أهم وأكبر مهرجانات السينما الدولية، مع مهرجان «ڤينيسيا» بإيطاليا، فقد ظل سمير لسنوات طويلة، ربما من ١٩٦٧ وحتى الآن مشاركًا منتظمًا فى كل دورات المهرجانات الدولية الكبرى، وحين تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، منحه روحًا جديدة، وقدَّم أفضل دورات المهرجان على المستوى الفنى بخبرته العميقة، وعلاقاته الوثيقة مع كبار مخرجى السينما فى العالم.

أيضا منح سمير، كمفكر سينمائى، المكتبة العربية ما يربو من سبعين كتابا، باحثاً وناقداً ومؤرخاً ومنظِّراً، وأصبحت كتبه وكتاباته تشكل مكتبة متفردة، وجناحاً منفرداً فى معظم المكتبات الخاصة والعامّة، إضافة إلى رئاسته تحرير أول صحيفة مصرية فنية أسبوعية «السينما والفنون» التى أوقفت بعد ٣٥ عددًا فقط لأسباب سياسية، وجعل سمير منها منبراً ديمقراطياً لكل الاتجاهات النقدية العربية، كما أصدر على نفقته الخاصة مجلة «السينما والتاريخ» ليوثِّق عبر صفحاتها ويعيد نشر الكتابات المتميزة والفريدة والمجهولة فى تاريخ الصحافة السينمائية.

لم يكن أيضًا، بالنسبة لى، ذلك المثقف المنشغل بالشأن العام، دائم الاشتباك مع كل القضايا المصرية والعربية، وأحياناً الدولية، التى تشغل الرأى العام، يطرح وجهة نظره، بشجاعة، حتى وإن اختلفتْ مع آخرين، يدافع عنها بحججٍ قوية، ودفوع منطقية، مفكراً، بشكل دائم، خارج الصندوق.

لم يكن سمير، بالنسبة لى كل ذلك، رغم كونه «كل ذلك» بالفعل، وأكثر، لكنه كان، فى المقام الأول، وما زال.. صديقى سمير.. منذ أن تعارفنا فى أواخر الستينيات عن طريق صديقنا المشترك الناقد السينمائى الراحل فتحى فرج الذى ساهم مع سمير والمخرج والكاتب السينمائى القدير رأفت الميهى فى إضاءة طريقى إلى عالم السينما والنقد.. ولثلاثتهم فضلٌ كبير.. من ذلك الحين، وحتى الآن، لم نفترق.. سمير وأنا، وكان ثالثنا العزيز الناقد الكبير كمال رمزى، وفِى بعض الفترات شكَّل الصديق والمخرج والناقد هاشم النحاس الضلع الرابع مما دعا زميلنا سامى السلامونى، رحمه الله، أن يمنحنا، فى دعابة شهيرة، صفة «عصابة الأربعة» التى تتحكم فى مصائر النقد والنقاد فى مصر... وليتنا كنَّا كذلك!!

كنَّا وما زلنا، وسنظل، أصدقاء حقيقيين.. يسعد كلٌ منا بنجاح الآخر ويدعمه.. تلاقت أفكارنا ومواقفنا وهمومنا وآمالنا.. اتفقنا كثيرًا، واختلفنا قليلًا.. وكان اختلافا لا خلاف.. تمتد سهراتنا ومناقشاتنا منذ أن بدأناها فى منزله السابق بشارع الجيش، وحتى الآن، تغلُب عليها المودَّة، وتجمعها المحبة، ويظللها الاحترام..

طارق الشناوى:

سمير فريد ومتعة الخلاف

اسمه عند كثيرين ممن يمارسون النقد السينمائى فى العالم العربى صار مرادفاً للمهنة، أحد أهم النقاد فى الساحة ممن يتعاطون مع الكلمة المطبوعة على مدار خمسة عقود من الزمان وبغزارة ودأب وإصرار وتحد، لم يكتف بهذا القدر بل كان فاعلاً فى الحياة السينمائية، من خلال مشاركته فى اللجان ورئاسته لبعضها وإقامته عدداً من المهرجانات، كما أنه، وهذا هو المفتاح الذى تطل منه عليه، دائما ستجده يقف فى أول الصف مدافعا شرسا عن الحرية والتى يراها ينبغى أن تمنح للجميع، وليس فقط ممن يتوافقون معه فكريا أو سياسيا، لم أضبطه يوما صامتا أمام أى اعتداء لكبت الآراء يمارس على الفنانين أو الكتاب والصحفيين. لا أنكر أننا لا نتفق كثيرا وليس فقط قليلا فى تناول العمل الفنى أو فى الدفاع عن توجه ما أو قرار يتحمس له أو جائزة يمنحها، وغيرها من أمور تجرى فى حياتنا الثقافية، ولكن لم يحدث، وهذه كلمة حق، موثقة بالعديد من المواقف، أن امتد الاختلاف فى وجهات النظر إلى خلاف شخصى، على العكس تماما عندما نلتقى، خاصة خارج مصر، لأن اللقاء فى مصر نادر، بمجرد أن ألتقيه لا يتبقى سوى الدفء، فى اللجان التى تجمعنا أحيانا أتحمس لرأى يقف على الجانب الآخر تماما من رأيه، ولكن المشاعر الإنسانية كانت ولاتزال لا تعرف سوى الحب. عندما بدأت ممارسة مهنة النقد السينمائى فى منتصف الثمانينيات كان قد سبقنى عشرات من الأسماء التى حققت لمعاناً وشهرة وحضوراً، وكان لها خصوصية فى الكتابة، أذكر منهم سامى السلامونى ورؤوف توفيق ومصطفى درويش ورفيق الصبان وكمال رمزى وعلى أبوشادى وإيريس نظمى وأحمد صالح وخيرية البشلاوى ويوسف شريف رزق الله وأحمد رأفت بهجت وآخرين، كل منهم كان له مذاق خاص، ولكن وجدت أن أكثر ناقدين يقفان كطرفى نقيض فى المنهج والأسلوب وأيضا فى تفاصيل التعامل مع الحياة، هما سامى السلامونى وسمير فريد. السلامونى نموذج للكاتب والناقد الذى لا يعنيه سوى المهنة وما يكتبه على الورق، ولا أتذكر أننا رأيناه يوما يرتدى بدلة وكرافت مهما كانت خصوصية المناسبة، بينما سمير متأنق فى ملبسه وأسلوبه، فهو يحرص على الصورة الذهنية للناقد.

وكثيرا ما كان يصلنا عن خلافات وصراعات بينهما، ولكن اكتشفت بعدها كم كان كل منهما يقدر الآخر، وأن خلاف المنهج لم يؤثر أبدا على الجزء الدافئ فى العلاقة الإنسانية، بل كانت هناك زيارات متعددة من سمير للسلامونى بحكم أن السلامونى كان رافضا لمبدأ الزواج، فكان بيته مقصدا لعدد كبير من الأصدقاء، وعند وداع سامى قبل ربع قرن فى قرية لسلامون) بالدقهلية، كان سمير هناك قد سبقنا إليه مشاركا فى وداعه، وعلمت بعد ذلك أيضا أنه قبل رحيله بأيام عندما علم بمرضه كان فى زيارة منزلية له. سمير بين النقاد هو الأكثر إخلاصا للمهنة، ولم يضبط يوما وهو متوجها نحو الشاشة الصغيرة فى رمضان، مثل أغلب النقاد، وأنا منهم، نهجر السينما تمشيا مع رغبات القراء فى هذا الشهر الكريم، وهكذا نتحول إلى كائنات تليفزيونية نتابع الدراما ونملأ المساحات المتاحة بتلك المادة التليفزيونية المطلوبة صحفيا. ولكن سمير يظل على العهد ويعتبر هذا الشهر فرصة لكى يلتقط أنفاسه ويعيد شحن بطارية أفكاره، ليظل محتفظا بإيقاعه السينمائى، ولا يمارس فعل الخيانة مع التليفزيون.

سمير بقدر ما هو مخلص للسينما أيضا فهو مخلص للقراءة مباشرة للصحف والكتب وهو لا يتعامل مع الوسائط الحديثة إلا فى الضرورة، رغم أنه مارس أيضا الكتابة النقدية فى عدد من المواقع، إلا أنه يفضل التعامل الورقى. ينتمى تاريخيا إلى جريدة (الجمهورية)، وأنا أنتمى إلى مجلة (روزاليوسف)، إلا أننا قبل نحو عام ونصف العام تزاملنا على صفحات أكثر الصحف الخاصة توزيعا (المصرى اليوم)، وأكثر من مرة نتابع الرسائل من المهرجانات معا مثل (برلين) و(كان)، وهذا التواجد زاد من مساحة الاقتراب. أتذكر الفيلم اللبنانى (ربيع)، كان معروضا فى (كان) مايو الماضى بقسم (أسبوع النقاد)، كان سمير قد سبقنى فى الدخول لدار العرض، كما أنه يحمل الكارنيه (الأبيض)، وهو الناقد العربى الوحيد الذى يحمله، والذى يوفر له التواجد فى كل الأفلام، مهما كانت موجات الازدحام، رغم ذلك وجدته ينتظرنى على الباب، حتى نشاهد الفيلم معاً، ونتجاذب الحديث. هذه الدورة فى برلين التقينا قبل أيام، فى الفيلم البلجيكى (انسرياتيد) الذى كان معروضا فى سينما (ماكس7)، وبالصدفة نُشر المقالان معا الثلاثاء الماضى، وكانت معه السيدة الرائعة زوجته منى غويبة، وقبلته مهنئاً بالجائزة، ويقينى أن (كاميرا البرينالى) فى مهرجان برلين، التى حصل عليها الأربعاء الماضى، بداية لرحلة عطاء قادمة رائعة يملؤها بقلمه إبداعاً.

المصري اليوم في

16.02.2017

 
 

قبل ختام مهرجان برلين on the body and soul و Félicité

وa fantastic woman لا تزال الأفضل وتتصدر الترشيحات..

فيلم المخرج مرزاق علواش "تحقيق فى الجنة"

يقلب الموازين بعمل شائك لتصورات المسلمين عن الجنة

رسالة برلين علا الشافعى

رغم اقتراب نهايات فعاليات مهرجان برلين السينمائى الدولى والذى تعلن جوائزه ١٩ من فبراير الجارى، وانتظار متابعى المهرجان لرؤية مفاجات اللحظة الأخيرة.. إلا أن هناك شبه إجماع من النقاد والمتابعين على أن الأفلام الأقرب إلى الجوائز a fantastic woman أو Una mujer fantástica للمخرج  سيباستيان ليليو و بطولة دانيلا فيجا وفرانسيسكو ريايز ولويس جنيكو والين كابينهيم وأمبارو نوجيارا، والفيلم المجرى on the body and  soul وFélicité بطولة بابى ماباكا والمخرج الين جوميز  والممثلة فيرو تشاندا بيا وجيتان كلوديا، ونادين ندبو وعزيزة كينجومبى.    

وفى السياق ذاته شهد أمس الأربعاء عدد من الفاعليات أبرزها عرض الفيلم التسجيلى للمخرج الجزائرى مرزاق علواش Tahqiq fel djenna أو Investigating Paradise أو "تحقيق فى الجنة" وهو فيلم تسجيلى بالأبيض والأسود مدته 1355 دقيقة ويدور حول تحقيق بالفيديو عن الجنة فى عقول المسلمين وتصوراتهم لحور العين والخمر، بالإضافة إلى تسجيلات مع شرائح متنوعة ومتباينة مع شيوخ وكتاب ومثقفين وفنانين وعلماء نفس وهو الفيلم المثير للمناقشات فى كل مرة يعرض فيها حيث وضعته إدارة المهرجان على البرنامج فى 5 عروض ، ويدخل المخرج الجزائرى مرزاق علواش به منطقة شائكة جديدة وهو المعروف عنه إثارة الجدل دائما فى أفلامه الروائية فما بالك فى فيلم تسجيلى عن الجنة وكيف تدور مخيلة الشباب والرجال والنساء حولها ؟ خاصة بعدما استوقفه كيف أن هناك من يتلاعب بمفهوم الجنة ونعيمها ويحاول أن يجعله معبراً للحصول على مآرب أخرى، مثلاً تتم الدعوة للاستشهاد فى سبيل الله مقابل الدخول للجنة، وهكذا نجد الجماعات التكفيرية تلتقط هذا السلاح، لإقناع الشباب بالموت بالحزام الناسف، لدخول الجنة، فالمخرج الجزائرى مرزاق علواش ألتقط الفكرة بذكاء وقرر أن يجعلها نقطة لانطلاق فى فيلمه "تحقيق فى الجنة" الذى يعرض فى قسم «البانوراما».

وقد شهد أمس الأربعاء عرض عدد من الأفلام والفعاليات حيث بدأت أفلام المسابقة بفيلم colo وMaudie بطولة سالى هوكينز وهو للمخرجة إيسلينج والش وThe Bar للمخرج أليكس دى لا إجليسيا وبطولة بلانكا سورز و ماريو كاساس وفيلم Return to Montauk للمخرج فولكر شلوندورف وبطولة نينا هوس.

####

بالصور.. صناع فيلم On the Beach at Night Alone فى جلسة تصوير بمهرجان برلين

برلين - علا الشافعى تصوير AFP

خضع نجوم فيلم المسابقة الرسمية On the Beach at Night Alone بمهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67 لجلسة تصوير للترويج للفيلم وضمت الجلسة نجمة كوريا الجنوبية Kim Min-hee والمخرج هونج سانج سو والمونتير مارك بيرانسون والمصور بارك هونج ييول.

وتضم قائمة الأفلام المتنافسة فى المهرجان عددًا من الأفلام المهمة لكبار المخرجين حول العالم، ومنها أفلام Ana، mon amour الرومانى _الفرنسى للمخرج كالين بيتير نيتزير، والفيلم الألمانى Beuys للمخرج أندريس فيفل، والفرنسى Colo من إخراج تريسا فيللافيردى، والفيلم الفرنسى Django للمخرج اتيان كومار وهو فيلم الافتتاح، إضافة إلى الفيلم اللبنانى الألمانى Félicité من إخراج آلان جوميس، وفيلم الأنيميشن الصينى Have a Nice Day للمخرج الصينى ليو جان.

####

بالصور.. صناع Joaquim وIn Times of Fading Light فى جلسة تصوير ببرلين

برلين علا الشافعى - تصوير AFP

جمع صناع فيلم Joaquim  إزابيل زوا وجوليو ماتشادو وويلكيت بونجيه والمخرج ماركيلو جوميز جلسة تصوير لفيلمهم المشارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائى.

كما جمعت جلسة تصوير، الفنانة إيفجينيا دودينا والفنان سيلفستر جروث و برونو جانز أبطال فيلم In Times of Fading Light قبل عقدهم مؤتمرا صحفيا للحديث عن الفيلم.

وتضم قائمة الأفلام المتنافسة فى المهرجان عددًا من الأفلام المهمة لكبار المخرجين حول العالم، ومنها أفلام Ana، mon amour الرومانى _الفرنسى للمخرج كالين بيتير نيتزير، والفيلم الألمانى Beuys للمخرج أندريس فيفل، والفرنسى Colo من إخراج تريسا فيللافيردى، والفيلم الفرنسى Django للمخرج اتيان كومار وهو فيلم الافتتاح، إضافة إلى الفيلم اللبنانى الألمانى Félicité من إخراج آلان جوميس، وفيلم الأنيميشن الصينى Have a Nice Day للمخرج الصينى ليو جان.

اليوم السابع المصرية في

16.02.2017

 
 

«تحقيق فى الجنة» يطرح السؤال الصعب على شاشة برلين السينمائى

برلين ــ خالد محمود:

· الفيلم التسجيلى يدعو لإعادة تقييم الخطاب الدينى.. والجزائرى مرزاق علواش يخترق المحظور

يشكل الفيلم التسجيلى «تحقيق فى الجنة» صدمة كبيرة بمحتواه، وجرأة يحسد عليها واختياره لفكرة هى أبعد ما تكون جذابة سينمائيا.. المخرج الجزائرى مرزاق علواش المثير دائما للجدل بأعماله المفعمة بالنقد السياسى والتشريح الاجتماعى، قدم هذا العام على شاشة مهرجان برلين السينمائى الدولى الـ«67» تجربته السينمائية الجديدة «تحقيق فى الجنة»، الفيلم الوثائقى الطويل الذى مثل حلقة من حلقات الانتاج الفرنسى الجزائرى المشترك، يتناول العمل عبر 135 دقيقة حكاية رحلة يقوم بها صحفيون بعدة ولايات فى الجنوب الجزائرى، ومنها تيزى مستغانم والعاصمة الجزائر، للبحث فى مفهوم التطرف والتشدد، ويحاولون الكشف عن الدوافع والأسباب التى تغرى الشباب بنين وبنات باتجاه الانضمام للجماعات المتطرفة، والقيام بالعمليات الانتحارية على أمل دخول الجنة والظفر بالحور العين، ونعيم الخمر، والحياة المترفة.

فنحن نرى فى بداية الأحداث «نجمة» التى تعمل فى صحيفة يومية وتقوم بدورها الممثلة الجزائرية سليمة عبادة، وهى تبدأ تحقيقا جديدا بمساعدة زميلها مصطفى عن الجنة، ولكن ليست أى جنة.. إذ تتركز أسئلتها وبحثها على الجنة التى يقدمها الدعاة السلفيون المتطرفون فى المغرب العربى والشرق الأوسط وأوصافها المستخدمة، والذين يدعون إلى الجهاد من خلال خطب فيديوهات تنتشر الآن على شبكة الإنترنت، وتقرر لاستكشاف هذه الظاهرة. السفر عبر البلاد، لاجراء حوارات مع لديها حوارات مع عدد كبير من الناس بما فى ذلك المثقفين المخضرمين، الشباب الساذج وعلماء الدين المستنيرين والنشطاء، ويصبح من الواضح أن العولمة ساهمت فى ما أصبح الآن السوق الجامح للدين. أصبحت الجنة سلعة مرغوبة، ومن يروج لها هم الوهابيون الذين ادانهم تلفيلم بأنهم سبب ثقافة التطرف الموجودة بالمنطقة، وبالتحديد الجزائر، وكما جاء على لسان احد الذين ظهروا فى الفيلم انها وراء مأساة ماعرف بـ«العشرية السوداء»، وهم يحظرون فى خطبهم الجنس والمخدرات فى الأرض، لكن فى السماء هناك نساء وهناك النبيذ، فالفيلم يتعمق فى طرح اسئلة حول مفهوم الجنة والنار، وهل ما سيحدث فى الجنة مثلا حول ان كل شخص ستكون له 72 من الحور العين شىء مادى كما يعتقد بذلك عدد من رجال الدين أم أنها مجازية فى النص الدينى.. وإذا كان للرجل 72 حورية، فما هو نصيب المرأة عندما تدخل الجنة؟!.. وذلك عبر شهادات ومشاهد مؤلمة احيانا ومضحكة احيانا اخرى لتتشابك دراما مرزاق علواش التى رسمها بالأبيض والأسود وعبر سرد واقعى، وسيناريو اراد التوثيق للحظة والتاريخ، بخلقه تحليل متعدد الثقافات ووجهات النظر للأخطار التى تنبع من الفكر السلفى فى تفسيراته للقرآن الكريم، وهو بالتأكيد ابعد عما قصده القرآن الكريم، فهى تفسيرات لها مآرب اخرى وقد صنعت كثيرا من الجماعات التكفيرية المتعسفة، وهنا لا ننسى أحد أسئلة الفيلم الصعبة عندما تسأل الصحفية البعض: من سيخل الجنة فتأتى الإجابة من الشباب المسلم أنها للمسلمين فقط، ولا يمكن أن يدخلها مسيحى أويهودى!

الممثلة الجزائرية سليمة عبادة قال عن المشاركة فى الفيلم: «فخر لى المشاركة مع علواش» وأضافت: «الفيلم يهتم بموضوع حساس عن التطرف الدينى والفتاوى ويحلل تصور المشددين حول أحلام الجنة من خلال القيام بالعمليات الانتحارية» وأوضحت أن: «الحقيقة التى يتناولها الفيلم مؤلمة وهو يدق ناقوس الخطر حول مفهوم التطرف».

بدون شك تناول مرزاق علواش الذى كتب السيناريو بالاشتراك مع بهية علواش، موضوع الفيلم والظاهرة الدخيلة على المجتمع بذكاء شديد وبرؤية تحمل روح التحقيق الصحفى المصور، حيث إن فريق البحث يبدأ فى رصد كيف يرى الناس الجنة، وما الذى سيكون يدخلها، كما مرر علواش رسالته لإعادة قراءة الخطاب الدينى من اجل فهم صحيح الإسلام، وخاصة بين الفئات المتوسطة محزرا على لسن شخصياته من خطر قائم سيكبر كثيرا مع الوقت، وقد حرص على أن ينقل آراء من رجال الدين المعتدلين وعدد من الأدباء والأديبات والناشطات الحقوقيات والمفكرين والفنانين والاطباء النفسيين، والشباب والأطفال والجميع يتحدث كيف يرى الجنة، من خلال ثقافتهم ومفهومهم الخاص.

يأتى إنتاج هذا الفيلم «الفرنسى ـ الجزائرى» ضمن سلسلة أفلام علواش حول الإرهاب والتطرف، حيث أنجز علواش أفلاما حول الإرهاب منها «التائب» الذى عُرض 2012 فى قسم «أسبوعى المخرجين» بمهرجان «كان»، كما انتهى أخيرا من تصوير فيلم روائى طويل عن أحداث تيقنتورين الإرهابية التى استهدفت الجزائر.

####

«الصورة النهائية» سيرة ذاتية غير تقليدية لأحد عظماء التشكيليين فى «برلين السينمائى»

برلين ــ خالد محمود:

· أداء رائع للكبير «جيفرى راش» فى تجسيده لرحلة الشك واليقين

· الوجع السورى كان حديث الجمهور وهو يتابع وقائع أيام أسرة محاصرة رفضت ترك الدار فى «انسيريتيد»

يبقى للنجوم الكبار سحرهم الخاص فى الاداء وجاذبيتهم حيث يغلفون ادوارهم بروح هى نتاج خبرة سنوات العمر وموهبة بلا حدود، وهو ما لمسناه بحق فى اداء المخضرم جيفرى راش وهو يجسد الرسام والنحات السويسرى البرتو جياكوميتى فى الفيلم البريطانى السويسرى «الصورة النهائية» او Final Portrait الذى يعرض ضمن المسابقة الرسمية بمهرجان برلين السينمائى الدولى الـ67، ويرصد السيرة الذاتية لواحد من اكثر الفنانين التشكيليين مستعرضا أهم مراحل حياته الفنية، وما تخللها من أحداث شكلت حسه الفنى وآراءه فى الحياة وخاصة فى اخر عامين له.

تبدأ احداث الفيلم الذى اخرجه ستانلى توتشى فى باريس عام 1964، حيث نرى ألبيرتو جياكوميتى وهو الذى يقرر امام الحاح الآخرين فى دفعه للعمل، متى يحين الوقت للعمل فى الاستديو الخاص به، وكذلك اوقات اللهو والشراب، وحتى ربما الشعور بالغضب والفرح، وكل ذلك يتكشف شيئا فشيئا، عندما يأتيه شاب ثرى كاتب وناقد يُدعى «جيمس الرب» يجسد دوره ارمى هامر، ليطلب منه رسمه بورتريه، حيث خلال فترة جلسات رسم ذلك البورتريه نرى كيف يعيش الرسام، وكيف يفكر كطفل برئ، وهو الفنان الذى استطاع ان تحقق اعماله ارقاما قياسية فى سعر البيع، وكيف يخفى دخله فى مرسمه، وهو ما يجعله فى شجار دائم مع زوجته أنيت، لتحظى عشيقته كارولين بكل اهتمامه، والتى تجسدها كليمينس بويزى ويلجأ اليها كلما يهرب من عالمه الذى يحفظ اسراره شقيقه دييجو وهو ايضا فنان يساعده ويعيش معه.

اظهر المخرج ستانلى توتشى فنانه بكل ما أوتى من قوة وضعف، من فوضى واصرار خلال إنتاجه الفنى، وكذلك الشكوك، والقدرة والشجاعة على تدمير ما يرسمه ثم البدء من جديد، فى عدة مشاهد برع فيها سيناريو جيفرى راش، فى اسلوب سرده، وكأننا داخل صالة العرض نقوم بمراقبة فنان عبقرى فى داخل طقوس عمله، واستند سيناريو توتشى على كتاب «جيمس الرب.. ألف صورة لجياكوميتى».

الفيلم حمل ابعادة كثيرة، حول شكوك الفنان فى اللمسة النهائية لعمله، الذى يسعى للكمال، وهو متيقن من ذلك وهو ما منح الفيلم سحر مميز وخفة دم لشخوصة نتاج المواقف والتى جعلت للعمل مذاقا مختلف، خاصة ان معظم مشاهده تدور داخل استديو الرسام، حيث يجلس جيمس على كرسى ويمسك جياكوميتى بفرشته، ويبدأ الحوار، وقد استمرت اللحظة يوميا لمدة اسبوعين فى نفس المكان، وقد استطاع المخرج هروبا من لحظة الملل والشعور بالتكرار ان يضفى لمسات الجمل الشاعرية والانسانية التى تعكس فلسفة حياة تمس بطلنا، ومنحته نكهة خاصة والذى استحوز بمواقفه على مشاعر المشاهدين وتعاطفهم معه حتى فى لحظات جنونه وتمردة.

السيرة الذاتية لواحد من العباقرة هنا ليست تقليدية برسمها تاريخا، بل لمحات عكست كل الشخصية انطلاقا من موقف درامى واحد فى علاقة الناقد الشاب والفنان العجوز غريب الاطوار.

ويواصل مهرجان برلين السينمائى عروضه المثيرة للاهتمام بطرحها قضايا اجتماعية وسياسية واحداث معاصرة، سواء فى اوربا وامريكا وايضا العالم العربى الذى كان حاضرا بقوة عبر مجموعة من الافلام التى تناولت ازمة المواطن السورى وحصاره، والمواطن الفلسطينى حبيس الاحتلال الاسرائيلى، وكذلك افلام مشتركة الانتاج بين لبنان وقطر والمغرب ودول اوربية تتناول قضايا لهموم واحلام مشتركة.

الالم السورى كان حديث الجمهور وهو يتابع وقائع ايام اسرة محاصرة داخل داخل شقة عبر فيلم«انسيريتيد» الذى عرض فى قسم المنتدى للمخرج فيليب فان ليو الذى يشارك فى قسم البانوراما وبطولة الفنانة الفلسطينية هيام عباسو دياماند أبو عبود وجوليت نافيس ومحسن عباس ومصطفى الكار وهو انتاج بلجيكى لبنانى فرنسى مشترك.

ويحكى الفيلم الذى تم تصويره بالكامل فى لبنان عن عائلة الوجع السورى الذى تعيشه العديد من الأسر السورية فى حلب وغيرها من الأراضى التى تشهد صراعا بين نظام بشار والمعارضة والجماعات المتشددة والمرتزقة وغيرها من الاطياف التى تسعى لفرض سيطرتها على الأرض.

يتناول الفيلم حكاية اسرة محاصرة بطلقات نار وصوت مفرقعات، وتخاف من أى مجهول قادم يطرق بابها، داخل الاسرة نرى الام الصامدة «هيام عباس» التى تمنح افراد اسرتها القوة والعزيمة والصبر، ومعها عمها، وبناتها الثلاث وابن اخيها وشاب وامرأته وطفلهما لانعرف صلة قرابته، لكنه يستعد وزوجته للهجرجة، وعندما يخرج من البيت ذات صباح يطلق عليه النار، وتشوفه احدى بنات العائلة وهو ملقى امام المنزل لكن الام تطلب منها عدم اخبار زوجته، ويعود من جديد رجال النظام الذين ينادون الاسرة بترك المنزل، وامام حالة الصمت يدخل الرجال ليجدوا امامهم والدة الطفل ويقوم رئيسهم بإغتصابها لرفضها اخبارهم بمكان اختباء باقى افراد الاسرة داخل الشقة، فى مشهد مؤثر قدمته ببراعة الممثلة دياموند ابو عبود
مفاجأة الفيلم الحقيقية انه لم يشر إلى إلى نظام ينتمى اليه الجماعة المغتصبة، والى أى فصيل ينتمى من يقوم باطلاق النار لكنه نجح فى أن يعبر عن الوجع من خلال تلك الاسرة التى رفضت ان تخرج أسرتها من ديارها مثل الباقين وعدم الاستسلام مما تعرضت للاذى النفسى والبدنى وايضا اغتمن قبل رجال نظام يقومون بأى افعال غير شريفة تحت شعار الامن والامان.

تصوير العمل تم بالكامل داخل الشقة مما ساهم اكثر فى حالة التوحد بين العمل والمشاهد الذى حبست انفاسه فى لحظات كثيرة مع الاحداث، وحظى ابطال افيلم بتصفيق زاد عن الخمس دقائق بعد إنتهاء العرض واثناء صعودهم على المسرح.

ووصفت الفنانة هيام عباس الفيلم بالمؤلم ولكنه فى الوقت نفسه يعبر عن الواقع المر الذى هو ايضا موجود فى بعض البلدان العربية وليس فقط فى سوريا او فلسطين، ولكن يوجد فى ليبيا والعراق وغيرها من البلدان التى يتعرض اهلها لعملية اغتيال يومية وتهجير، وطالبت هيام الحكومات بفتح الحدود لاستقبال هؤلاء اللاجئين وحماية الاسر التى تواجه حربا غير انسانية، بينما قالت الممثلة اللبناينة دياموند أن مشهد الاغتصاب كان الاصعب بالنسبة لها، كما أن الحالة التى سيطرت على الاحداث طوال الوقت وضعتها فى موقف صعب، ولكنها فى الوقت نفسه فخورة بمشاركتها فى هذا العمل.

####

دروس سمير فريد.. وكاميرا البرلينالى

برلين - خالد محمود

يأتى تكريم الناقد السينمائى الكبير سمير فريد من مهرجان برلين السينمائى الدولى، ومنحه كاميرا البرلينالى التقديرية بمثابة تقدير كبير لمسيرة متميزة لناقد استمرت قرابة نصف قرن، جاب خلالها مهرجانات العالم ومحافله السينمائية لينقل للقارئ المصرى والعربى كيف يفكر العالم سينمائيا، ويحلل تجارب المخرجين الجدد ويكتشفهم مع الجمهور. استقبلت الصحافة السينمائية خبر تكريم سمير فريد بمهرجان برلين السينمائى الدولى بترحاب كبير وابرزت فارايتى وهوليوود ريبورتر جزء من مسيرته، كما استعرض الناقد الألمانى كلاوس إيدر رئيس الاتحاد الدولى للنقاد الذى القى كلمة التكريم قيمة فريد فى تحليلة للأفلام ولنشاط المهرجانات الكبرى. وكان قد سبق لمهرجان «كان» قبل بضع سنوات أن منحه جائزة مماثلة، كما أن مهرجان «اوسيان» فى الهند قبل خمس سنوات منحه جائزته التكريمية أيضا، وأيضا مهرجان «دبى». سمير فريد الذى وصفته إدارة المهرجان بأنه واحد من أهم نقاد السينما البارزين فى العالم العربى، وبصفته خبيرا فى السينما تعتبر آراؤه مطلوبة حول العالم، علمنى دروسا كثيرة فى مقدمتها الحرص على مشاهدة الأفلام ومتابعة المهرجانات، والاحتكاك بالثقافات السينمائية المختلفة، وقراءة ما يكتب عن الأفلام، كان يلقى نصائحة بشكل هادئ وغير مباشر، حيث يحكى تجارب من مواقف عاشها ومر بها، وقد عايشته عن قرب وهو رئيس مهرجان القاهرة السينمائى كيف يمنح الثقة لكل من حوله، ويجعله غيورا على عمله، وبمنهج علمى.

يحلم سمير فريد بترميم علمى دقيق لتراث السينما المصرية وأهم أفلامها.. يحلم بالحفاظ على التاريخ.

الشروق المصرية في

16.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)