كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

خاص- سباق الدب الذهبي (2):

"امرأة مدهشة" يصعد إلى قمة ترشيحات البرليناله

أحمد شوقي

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السابعة والستون

   
 
 
 
 

نواصل عرض تقييمنا الخاص لجميع الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية لمهرجان برلين السينمائي الدولي السابع والستين، في محاولة لإلقاء نظرة على واحدة من أهم المنافسات السينمائية في العالم، واستقراء الاحتمالات الممكنة لما ستسفر عنه اختيارات لجنة التحكيم في مطلع الأسبوع المقبل. كُتبت هذه الرسالة بعد عرض عشر أفلام من بين 18 فيلماً تتنافس في المسابقة.

أثر الحيوان Spoor - أنجيكا هولاند (بولندا)

في قرية صغيرة على الحدود البولندية التشيكية كل سكانها تقريباً يمارسون الصيد في الغابات المجاورة، تعيش سيدة متقاعدة محبة للحيوانات مع كلبتيها، حتى تختفي الكلبتان بشكل مفاجئ، لتبدأ السيدة دوسيكو الوقوف على طريقتها في وجه مجتمع محلي يتعامل جميع أفراده تقريباً مع القتل غير المبرر للحيوان باعتباره أمر بديهي من يحاول مناقشته مخبول.

الفيلم يمزج بين مشاهد الحيوانات البرية المصورة بشكل شبه تسجيلي، مع حكاية تشويقية حول مقتل صيادي القرية تباعاً بصورة لا توحي بتدبير قتلهم (طبعاً بالإمكان تخيل ما يحدث بشكل عام)، بالتوازي مع خلق مواجهات درامية متتالية بين السيدة دوسيكو التي تصير مهووسة حرفياً بالدفاع عن الحيوانات، وبين المحيطين بها ومنهم على سبيل المثال قس القرية الذي يتحفظ على تشبيهها الكلاب بأبنائها، مؤكداً أن الحيوانات ليس لها أرواحاً خالدة وبالتالي لا يعد قتلها خطيئة.

"أثر الحيوان" هو الفيلم المثالي لمحبي الحيوانات والمطالبين بحقوقها، وفيه أداء مؤثر من الممثلة المخضرمة أنجيكا ماندات، وقدرة من المخرجة على خلق جو عام بريّ حقاً. يعيبه بعض التعثر في إيقاع السيناريو خاصة في فصل الفيلم الثاني، لكنه يبقى واحداً من أبرز الأفلام المعروضة في المسابقة حتى الآن.

التقييم: ثماني درجات من عشرة

امرأة مدهشة A Fantastic Woman- سيباستيان ليليو (تشيلي)

من بين عشرة أفلام تم عرضها حتى الآن، يمكن القول أن المخرج التشيلي المخضرم هو الوحيد الذي ضمن جائزة واحدة على الأقل، بعدما قدم أكثر أفلام المسابقة اكتمالاً على كل المستويات. عمل من الطراز الأول في السيناريو والإخراج والتمثيل، وقضية إنسانية وحقوقية تمنحه المزيد من الثقل لدى لجنة التحكيم.

أداء بديع من الممثلة المتحولة جنسياً دانيلا فيجا، لشخصية فتاة متحولة تنهار كل أحلامها في ليلة واحدة، فتجد نفسها وحيدة في مواجهة عالم كامل من الرفض والاتهام والتنكيل الجسدي والنفسي. حبيبها رجل الأعمال الذي يكبرها بعقدين يصاب بأزمة صحية مفاجئة في ليلة الاحتفال بميلادها، لتغير مقعدها في ظرف ساعات من الحبيبة الحالمة بأيام أفضل، إلى شخص غير معترف بهويته الجنسية، تلاحقها اتهامات وتكذيب لكل ما تقوله، ويريد الجميع حرمانها من أبسط حقوقها في وداع رجل يحبها وتحبه.

ليليو مخرج كبير بحق، يتعامل مع كل تفصيلة من فيلمه بإتقان لا يفتقد للمشاعر. يقسم الحكاية لأجزاء أولها يحمل بعض التشويق لحين التأكد من هوية البطلة الجنسية، لتنطلق بعدها سلسلة من التداعيات بالغة القسوة التي تواجهها مارينا بهشاشة أحياناً وتماسك أحياناً، مع كثير من الألم وبعض الجنون.

التقييم: تسع درجات من عشرة

ليال مشرقة Bright Nights - توماس أرسلان (ألمانيا)

أسخف أفلام مسابقة برليناله وأكثرها مللاً. فيلم سند وجوده الوحيد في المسابقة هو الرغبة الدائمة في تمثيل ألمانيا بأكثر من فيلم. عدد الأفلام الألمانية هذا العام هو ثلاثة يمكن القطع قبل مشاهدة الفيلمين الآخرين أن "ليال مشرقة" سيكون الأسوأ بينهم.

حكاية محفوظة عن الأب الذي لا تربطه أي علاقة بابنه ثم يضطر لخوض رحلة معه بعد وفاة الجد، لكن مع افتقاد تام حتى لما يقوم بصياغة الحكاية المحفوظة الاعتيادية: لا منطق محبوك لأسباب الرحلة ودوافع موافقة الابن عليها، لا مواقف حقيقية يتعرض لها البطلان في رحلتهما تكفي لجعلها سبباً للتقارب بينهما، ولا مواجهة فعلية بينهما تصل بهما إلى التصالح الافتراضي الذي كان من الطبيعي أن ينتهي عليه فيلم أكثر نمطية من الكليشيه.

يمتلك فيلم أرسلان لقطة هي الأسوأ على الإطلاق. قرابة الأربع دقائق نتابع من خلالها تحرك سيارة في طريق جبلي عبر كاميرا من وجهة نظر السائق. أربع دقائق من السير بلا هدف في طريق لا يمتلك أي جماليات تذكر، بكاميرا مهتزة بسبب حركة السيارة، دون أي داعٍ درامي أو سبب لوضع لقطة كهذه.

التقييم: درجتان من عشرة

الحفل The Party - سالي بوتر (بريطانيا)

فيلم مسرحي الطابع أشبه باسكتش طويل خفيف الظل، نجح في انتزاع العديد من الضحكات خلال العرض الصحفي، تفاعلت مع المواقف السيئة التي يشهدها لقاء يفترض أن يكون احتفالاً بين مجموعة أصدقاء من البرجوازية البريطانية بتعيين إحداهن وزيرة في حكومة الظل.

التصوير بالأبيض والأسود والتكوينات الغرائبية والتمثيل الكاريكاتوري، كلها أدوات حاولت المخرجة استخدامها للهرب من أكبر مأزق في فيلمها، وهي كونه عملاً حوارياً فحسب، كل مصادر قوته تنبع من الحوار خفيف الظل الذي يمتلك أحياناً وجهة نظر ناقدة لطبقة الشخصيات، ويكون في أحيان أخرى مجرد ضحك من أجل الضحك.

بشكل عام لا يمكن وصف تجربة "الحفل" بالسوء، ففي النهاية قضى الجميع سبعين دقيقة مليئة بالضحكات، لكن يصعب تصور وصول الفيلم لأبعد من هذا سواء في منافسة برليناله أو بعدها.

التقييم: ست درجات من عشرة.

السيد لونج Mr. Long - سابو (اليابان)

تجربة غريبة يقدم عليها المخرج الياباني سابو في "السيد لونج"، بتقديمه عمل يجمع بين أكشن شرق آسيا على الطريقة الكلاسيكية التي يصرع فيها شخصاً عشرين خصماً باستخدام مديّة صغيرة، وبين الكوميديا الملامسة لحدود الفارص، وبين قصة حب غير معتادة تنشأ بين القاتل المحترف التايواني الذي يجد نفسه مضطراً للعمل كطباخ شوارع في اليابان كي يعود لوطنه، وبين مدمنة مخدرات تعيش في رعاية ابنها الذي لا يتجاوز سبع أو ثماني سنوات.

المقدمات كما يبدو مناسبة لصناعة فيلم مختلف مدهش في تفاصيله. لكن المشكلة تكمن في أن هذا الاختلاف والإدهاش يظهر في لحظات بعينها متناثرة في زمن الفيلم الممتد لحوالي الساعتين والربع، يفصل بينها الكثير والكثير من الحشو والركود الدرامي والمشاهد التي يمكن الاستغناء عنها. إيقاع بطيء اختاره المخرج لفيلمه لا يبدو هو الأنسب لسبب بسيط هو أن "السيد لونج" لا يصير ممتعاً بحق إلا في اللحظات التي يتخلص فيها من هذا التمهل.

التقييم: خمس درجات من ستة

####

مهرجان برلين- "اصطياد أشباح"..

إعادة بناء لذاكرة السجين الفلسطيني

أحمد شوقي

على مدار السنوات الماضية، بدأت موجة من الأفلام التسجيلية ـ العربية غالباً ـ في التعامل بشكل مغاير مع تجربة السجن، ليس من مدخلها السياسي والاجتماعي كما اعتادت السينما أن تتناولها قديماً، وإنما كخبرة نفسية عنيفة تترك آثاراً لا تُمحى في روح كل من يتم احتجازه داخل السجن. وخلال العام الماضي شاهدنا فيلما بعنوان "تدمر" للمخرجين مونيكا بورجمان ولقمان سليم يعيد فيه سجناء سجن تدمر بناء نسخة من السجن في محاولة لاستعادة مشاعرهم وراء الأسوار.

المخرج الفلسطيني رائد أنضوني يأتي لبرليناله 67 بتجربة مشابهة في المدخل أكثر عمقاً في تفاصيلها يعرضها فيلمه الجديد "اصطياد أشباح" المعروض ضمن قسم البانوراما التسجيلية. فيلم أنضوني بدأ من إعلان نشره بصحيفة في رام الله يطلب فيها من النزلاء السابقين في سجن مسكوبية بالقدس للعمل في فيلم حول خبرتهم، ليأتي له سجناء سابقين بمسكوبية وآخرين كانوا بسجون أخرى، بالإضافة إلى مهتمين بالقضية وراغبين في الوجود ضمن فريق الفيلم.

يقوم أنضوني مع فريقه بإعادة بناء السجن من ذاكرتهم، مع اتفاق مسبق أبرمه معهم المخرج هو تصوير كل مراحل بناء السجن واستعادة الذكريات داخله وإعادة تمثيلهما من قبل طاقم الفيلم، لتكون هذه العملية هي ذاتها الفيلم. الفيلم ليس عن الذاكرة أو عما حدث داخل مسكوبية، وإنما هو عن تبعات هذا في أرواح الشخصيات، كيف خلقت تجربة السجن شخصية جمعية تضم كل من اتم احتجازهم، شخصية مرجعها الأول هو التخلي عن كل الأقنعة التي يرتديها البشر ـ والرجال خصوصاً ـ خلال تعاملهم مع الآخرين

داخل السجن لا مجال للتظاهر بالتماسك في مواجهة آلام تعذيب لا يتوقف. داخل السجن يمكن أن يصير تبوّل سجين في سرواله علامة على القوة لا الضعف. داخل السجن تسقط أقنعة الذكورة الاعتيادة وتحل محلها صداقة متينة ممزوجة بالدم والعرق والأنين، مع كثير من المناوشات والسخرية وأحياناً الشجار الذي لا يُفسد الود. منازعات تتولد هنا وهناك بين شخصيات الفيلم، ليس فقط في إطار العمل ومحاولة فرض السطوة المهنية، وإنما أيضاً داخل المشاهد التمثيلية التي كثيراً ما يفلت فيها الزمام من يد أحدهم عندما يزيد انغماسه في ماضي السجن.

"اصطياد أشباح" يسترجع بالطبع الكثير من أساليب التعذيب البدني والنفسي في السجن الإسرائيلي، لكن الأهم من هذا هو تأكيده بطريقة خلاقة أن كل هذا التنكيل لم ينجح في أن يكسر نفوس من تعرضوا له. صحيح أضاع بعض سنوات عمرهم وترك في أرواحهم ندبات تنتهز الفرصة للظهور على السطح، لكنهم احتفظوا بإنسانيتهم وكرامتهم وخفة ظلهم وتماسكهم كأفراد ومجموعات، وهذا انتصار حقيقي يهديه الفيلم لكل سجين فلسطيني سابق أو حالي.

موقع "في الفن" في

14.02.2017

 
 

مهرجان برلين- "الجانب الآخر للأمل"..

لا قيمة للقوانين إذا أفقدتنا إنسانيتنا

أحمد شوقي

على مدار السنوات الخمس الماضية، تم صناعة مئات الأفلام بمختلف الأنواع والجنسيات حول أحداث الربيع العربي وتبعاتها المتمثلة في موجات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا. بما جعل الموضوع يفقد مع التكرار قدرة تفاصيله على إثارة الدهشة، غير إنه عندما يُقدم أستاذ سينما بحجم الفنلندي آكي كوريسماكي على معالجة نفس الموضوع في فيلمه الجديد "الجانب الآخر للأمل" المعروض ضمن مسابقة برليناله الدولية، فمن الطبيعي أن تكون النتيجة على مقاسه، كبيرة ومدهشة.

لا فكاك من السياسة في فيلم يسرد صداقة غير متوقعة بين لاجئ سوري يصل داخل شحنة فحم إلى هلِسنكي وتاجر أقمصة فنلندي يقرر ترك مهنته وشراء مطعم يديره. لكنها سياسة كوريسماكية، مشغولة بالبشر أكثر من نشرات الأخبار ومصنوعة بطابع صانعها السردي والبصري الذي لا يُخطئه محب لسينماه.

رد فعل أبطال كوريسماكي يفصله ثوان عن الفعل نفسه، لا شجار يدوم أكثر من ثوان، العالم المعاصر أشبه بنسخة بالية منه قبل عقود، والشخصيات تعيش حياة ثقيل الوطأة مثقلة بالهموم مهما بدت مثالية، لكنهم يواجهونها مستعينين بخفة ظل تهوّن الصعاب، وتعاطف نبيل يذكرنا "الجانب الآخر للأمل" أن علينا ألا نفقده مهما دفعتنا السياسة والأخبار لذلك.

في عالمنا الواقعي يُرفض طلب السوري خالد باللجوء، فالحكومة الفنلندية التي لا تتوقف عن بث أخبار الحرب في حلب تقول له بشكل قاطع أن حلب آمنة بما يكفي لترحيله إليها. أما في عالم كوريسماكي يمكن لخالد أن يهرب فيقابل ويكستروم، يتشاجران ويتبادلا اللكمات، ثم يقدم له الرجل وجبة ساخنة وعرضاً بالعمل والمأوى بل وبأوراق مزورة تضمن بقائه في هلِسنكي.
خالد وويكستروم، ومعهما عمّال المطعم الثلاثة واللاجئ العراقي الذي يتعرف عليه في معسكر اللجوء، يمثلون العالم كما يريده المخرج، حيث لا قيمة لقوانين تُفقد البشر إنسانيتهم. عالم يمكن أن نلمس فيه رغم كل الفروق العرقية والقومية والاقتصادية والثقافية، أن اللاجئ الذي ترك حياته ورائه ليصل لمكان لا يعرفه يحلم فيه بعيش آمن، ليس إلا وجه آخر للرجل الذي باع كل ممتلكاته وذهب ليقامر بالمبلغ ربما كسراً لنمطية عالمه أو بحثاً عن انطلاقة لحياة جديدة أمتع.

مشهد مقامرة ويكستروم بممتلكاته المشحون بالخطر، وتتابع انفصاله عن زوجته دون كلمة، ومشاهد تفتيش السلطة للمطعم ثم تحويل نشاطه لصناعة السوشي، وغيرها من المشاهد الممتعة التي يمكن مشاهدة كل منها بشكل مستقل دون أن يفقد متعته، هي شواهد تؤكد أن تميز "الجانب الآخر للأمل" لا يكمن فقط فيما يحتويه من أفكار إنسانية تخص قضية الساعة، ولكن الأهم هو قدرة المخضرم آكي كورسماكي على صياغة هذا المضمون في فيلمٍ مرضٍ، سواء لمن يعرف سينما المخرج وبصمته الخاصة، أو للمشاهد العادي الذي لا يعرف الكثير عن عوالم كوريسماكي.

اضغط على الرابط لمتابعة مدونو البرليناله 2017).

موقع "في الفن" في

15.02.2017

 
 

أفلام ليست على مستوى التنافس في برلين السينمائي

المصدرعلا الشيخ- برلين

ليست المرة الأولى التي نتفاجأ فيها من مستوى أفلام تدخل في التنافس على المسابقة الرسمية في مهرجان برلين السينمائي ، وفي هذا العام تحديدا في الدورة ال67 منه ، والى اللحظة لم يتعد مستوى الأفلام الجيدة أصابع اليد الواحدة، لذلك كان السؤال مشروعا عن ماهية اختيار تلك الأفلام التي تتنافس ، في ظل وجود أفلام تستحق التنافس تعرض في الأقسام المختلفة من مهرجان برلين مثل قسم البانوراما .

ومن ضمن الأفلام التي شكلت حالة من الصدمة لتواجدها في المسابقة الرسمية فيلم "الفأر البري" من النمسا ، فهذا الفيلم بالرغم من أنه يعتبر فيلما جميلا وخفيفا ، تشعر أن عرضه في دور السينما التجارية سيكون له صدى أوسع من عرضه ضمن مسابقة ، فهو فيلم كوميدي من تأليف وبطولة وإخراج الممثل النمساوي جوزيف هادر.

تدور أحداث الفيلم حول ناقد موسيقي يفقد وظيفته بعد 25 عاما ، ليعيش كذبة أنه ما زال على رأس عمله، ويخفي الحقيقة عن زوجته ، لأنه يخطط للانتقام من مديره الذي أقاله، لكن حالة التفكير بالانتقام التي لا تتساوى مع حسه الموسيقي تضع الفيلم في مشاهد كوميدية لا تنتهي، كان ضحك الجمهور المستمر دليلا على وقعها .

في المقابل تم عرض الفيلم الألماني ليال مشرقة للمخرج توماس أرسلان ، هذا الفيلم خرج منه غالبية الجمهور مذهولا من شدة دونيته فنيا ، أداء متواضع و سيناريو ممل، وقصة مكررة مع طريقة علاج دون المستوى، تحكي علاقة أب مع ابنه ، والتي انقطعت لمدة أربع سنوات، لكنه يرى نفسه يخوض رحلة معه بعد وفاة الجد في محاولة لردم سنوات كثيرة من الغياب ، من الممكن أن تكون القصة جاذبة ومثيرة، الا انها متواجدة بكثرة في أفلام عديدة، لكن الملل في رتم التصاعد الدرامي في أحداث الفيلم ، يجعل المشاهد يتعجب من تواجد مثل هذا المستوى في المسابقة .

ومن ناحية أخرى ، ومع السينما الأميركية التي يتم اختيارها للتنافس في المسابقة الرسمية في مهرجان برلين ، تشعر أن لجنة الاختيار تقصد اختيار أفلام أميركية غريبة ، وليست على قدر عال من التأثير ، وكأنها تريد أن تظهر مستوى متدن للسينما الأميركية لجمهور من كافة أنحاء العالم ، ففيلم "العشاء للمخرج أوروين مورفمان ، وبطولة ريتشارد غير ، من الممكن أن يفشل حتى تجاريا عند عرضه في دور السينما، مع أنه يحمل القليل من العناصر الفنية الجاذبة، فغالبية أحداث الفيلم تدور في مطعم ، والسيناريو يتطور مع كل طلب من قائمة الطعام، وهذا بحد ذاته يعتبر فكرة جاذبة ، وبما أن العشاء يجمع عادة المتحابين، خاصة اذا كان في مطعم، فهناك شقيقان و زوجاتهن ، احد الأشقاء يشغل منصبا رفيعا في الحكومة، عليه أن يناقش قرار طريقة عقاب أبنائهم الذين تسببوا في قتل امرأة متشردة، لتدخل عراكات الأشقاء و زوجاتهن في مناحي مختلفة، تدخل فيها العاطفة مع السياسة مع الذكريات الأليمة التي تجمع الأشقاء وغيرها الكثير من المشاعر التي كان من الممكن أن تكون ضمن سيناريو أكثر قوة .

الفيلم يستفزك من ناحية سلبية وليست إيجابية ويجعلك تنظر الى ساعتك كل فترة كي تهدئ نفسك على الوقت المتبقي منه كي ينتهي.

الإمارات اليوم في

15.02.2017

 
 

أفلام مهرجان برلين تنتصر لصورة المرأة القوية

العرب/ أمير العمري

حتى الآن وبعد أن انتهى الأسبوع الأول من الدورة الـ67 لمهرجان برلين السينمائي، يظل غائبا عن المسابقة الرسمية العمل الكبير المرموق الذي يصعد فوق باقي الأفلام، ليتربع على القمة، ويصنع لنفسه مكانا بارزا كإحدى التحف السينمائية التي يفاجئنا بها الفن السينمائي عاما بعد عام، كلما ظن البعض أنه لم يعد في الإمكان أبدع مما كان.

يمكن القول إن أفلام المسابقة الرسمية للدورة الـ67 لمهرجان برلين السينمائي، جاءت في معظمها إلى حد الآن، متوسطة المستوى، بل إن الكثير منها بدأ بداية جيدة، توحي بالابتكار والجرأة، لكن سرعان ما خبت الفكرة، وقل الطموح، وتراجع التألق الأولي، بعد أن يضل المخرج الطريق، ويظل يدور حول الفكرة الأولية، محاولا -دون نجاح يذكر- إنقاذ الفيلم من الهبوط، عن طريق إدخال بعض الشخصيات والأحداث والمواقف الفرعية التي تبتعد بالفيلم عن الفكرة الأساسية وتبدو أقرب إلى الشطحات التي تؤدي بالمتفرج إلى فقدان الاهتمام.

ومع ذلك تميز فيلمان أو أكثر من أفلام المسابقة بابتعادهما عن النمطية وما هو شائع في الدراما التقليدية، بحثا عن آفاق جديدة للتعبير عن رؤية المخرج-المؤلف.

هنا يمكن القول إن صورة المرأة كشخصية تتمتع بالقوة والصرامة والقدرة على مواجهة مصيرها بشجاعة، ومواجهة العالم دون تردد أو تراجع أو خضوع للتهديدات، برزت بوضوح في أكثر من فيلم، منها على سبيل المثال الفيلم الفرنسي فليسيتيه للمخرج السنغالي الأصل آلان غومي الذي يحاول أن يكتشف من خلال أسلوب أقرب إلى أسلوب السينما التسجيلية، كيف تصمد امرأة مطلقة وحيدة تولت تنشئة ابنها بنفسها، وترفض التراجع أمام شتى الضغوط حتى لو اضطرها الأمر إلى أن تجثو على ركبتيها وتستجدي من أجل إنقاذ ابنها الذي تعرض لحادث، وأصبح مهددا بفقدان إحدى ساقيه بالبتر.

البحث عن حل

في النصف الأول من الفيلم تبرز المرأة (فليسيتيه) كشخصية قوية تتمتع بالحضور المدهش كراقصة ومغنية تغني الأغاني الكونغولية الشعبية في أحد بارات كنشاسا، وتتصدى لأي محاولة ذكورية لاستغلالها، تبدو شامخة في احتفاظها بكرامتها، لكنها تفقد توازنها بعد الحادث الذي يتعرض له ابنها، فتظل تدور على أطراف عديدة تطلب المساعدة المالية لتدبير ما يطالبها به المستشفى الذي يوجد فيه ابنها، مقابل إجراء عملية جراحية له.

"عن الجسد والروح" فيلم عن الوحدة، والألم، ومعاناة الإنسان من أجل تحقيق الحب في عالم يسيطر عليه العنف

خلال ذلك يوجه الفيلم نقدا شديدا لذلك الغياب الفادح لنظام حقيقي للرعاية الصحية في الكونغو، ثم نرى فليسيتيه تذهب إلى زوجها السابق الذي يطردها شر طردة، وإلى شقيقها الذي يتخلى عنها، بل ويأمر أعوانه بضربها وسحلها على الأرض، والواضح أن أهل فليسيتيه يتبرأون منها بسبب ما تمارسه من عمل.

أما صاحب البار الذي تعمل لديه، فهو لا يريد أن يدفع لها أجرها المتأخر، مما يجبرها على الاستعانة بالشرطة مقابل تقديم رشوة.. وهكذا، لكنها مع ذلك تصل متأخرة وتعجز عن إنقاذ ساق ابنها.

في النصف الثاني من الفيلم يركز السيناريو على العلاقة بين فليسيتيه ورجل منفلت، زير نساء، مدمن للخمر، تعجب رغم ذلك بقوته ورومانسيته وجرأته، تشعر بالارتياح له وبأنه يمكن أن يحتل مكان الأب الغائب لولدها. هنا، يسرف المخرج كثيرا في تصوير مشاهد ولقطات تجريدية عامة، ويضيف لمحات تساهم في إضفاء الغموض على مصير الشخصية الرئيسية بدلا من تسليط الأضواء عليها، مبتعدا عن تحليل الشخصيات ليبدو أكثر اهتماما بتسجيل مظاهر فوضى الشارع وتحايل البسطاء من أجل الحياة في سياق تسجيلي.

لعنة الحيوانات

في الفيلم البولندي مقتفية الأثر” (Spoor) للمخرجة المخضرمة أنييسكا هولاند، نحن أمام امرأة في أوائل الستينات من عمرها، تعيش وحيدة في بلدة على حافة غابة من الغابات التي تنتشر فيها الحيوانات النادرة التي تتعرض لعمليات منظمة من القتل على أيدي عصابات الصيادين الباحثين عن الثراء، بمساعدة السلطات التي تتستر على الصيد المحظور قانونا، مقابل المال، وهذه المرأة التي تؤمن بالعلاقة بين حركة النجوم ومصائر البشر، هي التي تتصدى بقوة دفاعا عن الحيوانات حتى لو سارت في طريق الجريمة، لا يثنيها شيء خلال دفاعها الحار عن حق الحيوانات في الوجود الحر، وهي تعتقد أن الأوبئة التي تجتاح العالم مثل مرض أنفلونزا الطيور وغيره، هي رد الفعل العقابي من جانب الكائنات الأخرى انتقاما من الإنسان لما ينزله بها.

الفكرة طريفة دون شك، والبداية كانت تبشر بعمل ممتع سينمائيا، غير أن المخرجة تستغرق كثيرا في الحوارات التي تقترب من المحاضرات العلمية بكل تفاصيلها، خاصة بعد أن يصبح أحد علماء الحشرات طرفا أساسيا في الحبكة، ولكن دون أن تتطور هذه الحبكة ليظل الفيلم يدور حول نفسه!

أفضل أفلام المسابقة على الإطلاق حتى لحظة كتابة هذه السطور، هو الفيلم الشيلي امرأة رائعة” (A Fantastic Woman) للمخرج سباستيان ليلو الذي أدهشنا قبل ثلاث سنوات بفيلمه البديع غلوريا الذي عرض في مسابقة هذا المهرجان (حصلت بطلته على جائزة أحسن ممثلة).

أما الفيلم الجديد فهو أكثر الأفلام التي شاهدناها اكتمالا، ورغم أنه لا يرقى إلى مستوى التحف السينمائية، إلا أنه يؤكد قدرة مخرجه على رواية قصة تدور حول شخصية رئيسية هي امرأة عاملة (تعمل في مطعم) ترتبط بعلاقة عاطفية مع رجل ثري يكبرها في العمر بنحو ثلاثين عاما.

وفي اليوم الذي تنتقل فيه للإقامة معه في شقته الفخمة، وبعد ممارسة الجنس، يموت الرجل نتيجة لانفجار أحد شرايين جسده بسبب ورم كان قائما بالفعل، أي أنها لم ترتكب جرما يمكن أن تحاسب عليه، ومع هذا، ومنذ هذه اللحظة، بعد أن تنقله إلى المستشفى حيث يلفظ أنفاسه الأخيرة، تصبح حياة مارينا جحيما لا يطاق بفعل ما تتعرض له من ضغوط هائلة: سواء من قبل الزوجة السابقة للرجل، أو ابنه الشاب، وكلاهما يطالبان بالعثور على سيارة المتوفى وشقته، أي طرد مارينا منها، بل ويستولي الابن أيضا على الكلبة التي رافقت مارينا طويلا وأهداها لها الرجل قبل وفاته. كذلك تحيط بمارينا الشكوك والاستجوابات العديدة من جانب الشرطة، والتي تصل إلى درجة مهينة، عن طريق إرغامها على الخضوع للفحص الجسدي والمطابقة وإجراء التحاليل الطبية، بحيث تنتهك خصوصيتها تماما، ثم حرمانها من حضور جنازة الرجل الذي كانت تحبه حبا حقيقيّا بإخلاص، ولم تكن طامعة في ماله بأي شكل، بل إنها ترفض أي نوع من التعويض المالي.

تخوض مارينا رحلة شاقة للتغلب على الأزمة العنيفة التي تتعرض لها، رافضة قبول أي مساعدة، إلى أن تتمكن من تجاوز أزمتها واستعادة حياتها مجددا.

هذا الفيلم يتميز عن سائر أفلام المسابقة من ناحية السيناريو الذي يميل إلى التركيز على موضوعه وعلى الشخصية الرئيسية في الفيلم، دون أن تفلت منه خيوط الموضوع الأساسي، مهما تفرع وامتد إلى تفاصيل وشخصيات أخرى تساند شخصية البطلة، مع الاحتفاظ بالقدرة على إثارة الدهشة والخيال، ودفع المتفرج إلى التفكير في ما سيحدث في المشهد التالي، أي أن الفيلم يملك طول الوقت الجديد الذي يكشف لنا عنه، يظل يسير إلى الأمام نحو تفاصيل جديدة تنير مناطق أخرى في الشخصية، كما يتميز الفيلم بالأداء الشامخ من جانب الممثلة دانييلا فيغ التي قامت بالدور الرئيسي والتي ربما تنال جائزة أحسن ممثلة، إن لم يحصل الفيلم نفسه على الدب الذهبي.

مارينا مثلها مثل غلوريا، تتحقق عن طريق الرقص والموسيقى، تترك جسدها ينتفض من أجل التخلص من آلامها، لكن التسامي الروحي يتحقق مع الغناء الأوبرالي الذي تتدرب عليه وتقدمه للجمهور أخيرا قبل أن يسدل الستار على هذا الفيلم البديع.

الروح والجسد

عن الروح والجسد” (On Body and Soul) هو عنوان الفيلم المجري الذي عرض بالمسابقة من إخراج إيديكو إنيدي الذي تعود به هذه المخرجة إلى السينما بعد 18 عاما من الغياب، لتدهشنا بموضوعها المبتكر، المثير للفكر والخيال.

مارينا في فيلم "امرأة رائعة" تتحقق عن طريق الرقص والموسيقى، تترك جسدها ينتفض من أجل التخلص من آلامها

تدور أحداث هذا الفيلم الغريب داخل مسلخ للحيوانات (سلخانة)، ويصور كيف تنشأ علاقة حب حقيقي بين اثنين لا يربطهما شيء مشترك، فالرجل تجاوز ما يسمى بمنتصف العمر، جاف الملامح، يبدو منطويا على نفسه، يخفي أكثر مما يعلن، لكنه شديد الرقة والحساسية في داخله، أما المرأة فهي فتاة شابة عذراء دون أي تجربة جنسية أو عاطفية، تبدو خائفة، وجلة، شاحبة، مترددة ومتلعثمة.

الاثنان يعملان معا في هذا المكان الذي يعكس قسوة وتوحش الإنسان في طريقة التعامل مع الحيوانات بالذبح وتقطيع الأوصال التي ينتج عنها تدفق الكثير من الدماء، وهذا هو معنى الجسد”.

الرجل مغرم بالفتاة ربما بسبب غموضها وبراءتها واغترابها مثله عن هذا العالم، لكنه مثلها عاجز عن التواصل معها. والاثنان يتواصلان فقط عن طريق الأحلام التي سنعرف أنها متطابقة، فكلاهما يرى الحلم نفسه: أنهما أصبحا غزالا وغزالة، يتلامسان قرب مشرب الماء في الغابة، يمرحان معا ويجريان في فضاء الغابة، دون أن يحدث بينهما ما يقع عادة بين الذكر والأنثى.

كيف يمكن تفسير هذا الحلم المشترك، وهل يمكن أن يتقارب الرجل والفتاة ويقيما علاقة حقيقية في الواقع وليس في الخيال، وما الذي يمكن أن يجمع بينهما، وكيف يمكن تفسير هذا الحلم؟

هذه التساؤلات وغيرها هي ما يطرح في الفيلم على نحو خافت، ومن خلال رسم دقيق للعلاقة المعقدة المرهفة بين الاثنين.

الفيلم عن الوحدة، والألم، ومعاناة الإنسان من أجل تحقيق الحب، عن انعدام التحقق في عالم يسيطر عليه العنف والشهوة والشراسة، عن غياب التواصل، والهرب إلى الأحلام، عن الحب الروحي المكتوم الذي ربما لا يكون من الممكن الوصول إليه سوى بعد أن يتم تعميد الجسد بالدم، وهذا هو معنى الروح”.

إخراج متمكن واثق، مع اهتمام كبير بالتكوين، بالإضاءة، بالانتقال السلس الممتع من عالم الخيال في الغابة، بسحره القريب ممّا وراء الواقع، إلى الواقع القاسي الدموي داخل المسلخ بصراعاته وبما يقع فيه من تجاوزات (أرضية).

التصوير يحافظ ببلاغة على ذلك الطابع الذي يميز الواقعية السحرية: واقعية الحلم، وواقعية الحياة، وتجسيد تمثيلي بارع ومعبر وبليغ، بلاغة الشعر، من جانب كل من الكسندرا بوربيلي (في دور الفتاة) وغيزا موركساني (الرجل).

ناقد سينمائي من مصر

العرب اللندنية في

15.02.2017

 
 

«الشرق الأوسط» في مهرجان برلين الدولي (4) :

برلين بوابة التألق للمخرجات حول العالم

مهرجانات السينما العربية في ازدياد... لكن هل ستحدث إضافة؟

برلين: محمد رُضا

مع تكاثر الرغبة في إقامة مهرجانات سينمائية في أنحاء العالم العربي، يرتفع عدد المخرجين الراغبين في الانخراط فيها ويسود، لما قد تخلقه هذه الفعاليات من فرص ثمينة أمام المخرجين الجدد.

لكن، يؤكد أحد المرشحين لقيادة أحد المهرجانات، والحاضر حاليا في مهرجان برلين، أن «هذا ليس هو واقع الحال». ويضيف: «المسألة في اعتقادي لا تخلو من الرغبة الفردية للمخرجين الذين يبحثون لأنفسهم عن موقع».

على ذلك، تتردد دومًا قرب انطلاق مهرجان جديد عبارة: «لن يكون مهرجانًا كبيرًا، لكن الحجم لا يهمنا». لكن الحجم مهم لدى الآخرين من ناحية، وتكاثر المهرجانات الصغيرة في أكثر من بلد يجعل المسألة تبدو كما لو كانت مجرد ملء خانات.

* البيت الخاص

هذا الواقع مطروح هنا في برلين، حيث هناك حضور لبعض القيادات المهرجاناتية العربية. لكنه واقع مصحوب بأمل كبير، فهناك مهرجان ستديره يد انتشال التميمي الخبيرة في منطقة الغردقة في مصر، يقوم على تمويله رجل الأعمال نجيب ساويرس، والاثنان لديهما من الخبرة والطموح ما يهدد مهرجانات كثيرة قائمة في مصر بالانضواء.

انتشال التميمي، الخبير في هذا الحقل منذ عشرين سنة، مديرًا لبرمجة مهرجان روتردام العربي، قبل التحاقه بمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، حتى توقف هذا المهرجان الجيد سنة 2015، يؤكد لـ«الشرق الأوسط»: «كل شيء يسير في اتجاهه الصحيح وفي الموعد المحدد. نرغب في أن نكون إضافة نوعية، وليس فقط مجرد مهرجان آخر في حياة السينما العربية».

هذا لا يمنع أن البعض في مصر بدأوا ينتقدون قيام التميمي، وهو عراقي الأصل، هولندي الهوية، عنوة عن مصريين آخرين، بقيادة هذا المهرجان الجديد.

وفي حين أن مثل هذه الأصوات المنتقدة ترتفع من حين لآخر إزاء أي عمل يتولاه غير مصري (كما حدث فعلاً عندما تسلم سليم سحاب مايسترو دار الأوبرا قبل سنوات) إلا أن استقلالية المهرجان غير المدعوم من الدولة، كشأن المهرجانات المصرية الأخرى، تؤمّن بحد ذاتها الرد على هذا الانتقاد، من حيث إن هذا القرار في النهاية قرار مصري في منطلقه. لكن الرد الأمثل حقيقة أن كثيرًا من الإخفاقات ساد كثيرًا من المهرجانات في مصر، بسبب قلة الخبرة من ناحية وتصرّف بعض مديري المهرجان كما لو كان سيدير شؤون العالم بأسره، أو معتبرًا المهرجان بيته الخاص، علمًا بأنه من غير المجدي توفر الطموح من دون توفر التمويل الصحيح لتحقيقه.

ما تعمد إليه هذه المهرجانات غالبًا هو العمل بما توفر، ما يسبب النواقص وغياب البديهيات، وبالنسبة للبعض منها، غياب القدرة على تحقيق أدنى المطلوب من إقامة مهرجان ما، وهو إثارة النشاط الثقافي بين الهواة والمتابعين.

البعض يتحدّث هنا عن عدم رضا مهرجان القاهرة السينمائي عن مهرجان ساويرس. وهذا ليس بالشأن الغريب. منذ سنوات ثلاث ومهرجان العاصمة المصرية الدولي يحاول بإخلاص وجدية (عبر رئيسين متواليين هما سمير فريد وماجدة واصف) تأكيد أولويته وتثبيت حضور عربي - عالمي على الصف ذاته الذي يقف فيه دبي ومراكش. لكن مهرجان القاهرة محاط بالمنافسات إن لم يكن من مهرجان دبي الذي بات محطة الاختيار الأولى لدى المخرجين العرب، فمن تلك المهرجانات المتخصصة التي تقام في أكثر من مكان داخل مصر (الإسكندرية مثلاً) أو خارجها (قرطاج التونسي).

وكل ما يرغب فيه الآن قيام مهرجان مشيد بقوّة وتمويل كافيين، خصوصا أنه سيسبق المهرجان القاهري بشهرين أو ثلاثة أشهر من كل عام.

* نصيب المرأة كبير

كم يختلف حديث المهرجانات هذا في العالم العربي عما هو في برلين، حيث تجاوزت المهرجانات الغربية مثل هذه المشكلات منذ عقود. صحيح أن التنافس على القمّة بين برلين وفينيسيا و«كان»، قائم، لكن الصحيح كذلك أن لكل مهرجان وضعه الثابت وخبراءه الذين يولون جهودهم صوب المستقبل وليس صوب القيام بإصلاحات وتغييرات آخر لحظة.

بل يمكن القول إن هناك ثلاث قمم، وكل مهرجان من هذه المذكورة يحتل واحدًا منها: فينيسيا لتحبيذه الجانب الفني، و«كان» بسبب شيوعه وقوّة جذبه، وبرلين لضخامته وقدرته على جمع شمل المخرجين الصغار والكبار في صف واحد.

على ذلك، المنافسة باقية، وعليها أن تبقى، والأفلام المعروضة هنا تتحدى اختيارات المهرجانين المنافسين، كما الحال مع هذين المهرجانين حيال برلين.

وفي الأيام القليلة الماضية، شاهدنا مزيدًا من الأفلام التي يمكن لها أن ترد في اهتمامات مختلفة، فهي عن التعصب وعن المجتمع وعن البيئة وعن التاريخ في الوقت ذاته. وثلاثة منها من إخراج نساء.

المرأة لها نصيب أكبر في العروض الرسمية (داخل المسابقة وخارجها) مما تحظى به في «كان» أو «برلين»، والأفلام التي شوهدت من إخراج نساء هي ثلاثة حتى الآن: «عن الجسد والروح» للتشيكية إلديكو إنايدي، و«أثر» للبولندية أنييشكا هولاند، و«منزل الحاكم» للهندية غوريندر شاذا. وبرمجة أول من أمس (الاثنين) احتوت على فيلم للبريطانية سالي بوتر عنوانه «الحفلة».

يلتقي أسلوبا المخرجتين التشيكية والبولندية، ويختلف عنهما أسلوب عمل المخرجة الهندية. كل من إنايدي في «عن الجسد والروح» وهولاند في «أثر» يمارسان النحو الأوروبي من الإخراج، حيث الرعاية أولاً تصب في خانة الشخصيات وتسبق، قدر ما يتيح السيناريو لها، الأحداث كمحرك فعلي. أما المخرجة شاذا في «منزل الحاكم»، الوحيد بينها خارج المسابقة، فيتبع المعالجة الأممية، إذا ما صح التعبير، حيث هناك رعاية للشخصيات، لكن المنطلق والمنهج هو إبداء الحدث على الأسلوب الخاص وعلى عمق الشخصيات، كون الرغبة هنا هي الوصول إلى ما كان فيلم الراحل رتشارد أتنبورغ «غاندي» (1982) وصل إليه من جمهور الشبّاك.

موضوع «منزل الحاكم» يعود بنا إلى الهند سنة 1947، قبيل الاستقلال. البلد يغلي بالعداء والعنف بين المسلمين والهندوس (والسيخ) والحاكم البريطاني الجديد لورد ماونتباتان (الجيد هيو بونفيل) يصل وزوجته (جليليان أندرسون الممتازة) إلى دلهي للإشراف على مغادرة البريطانيين البلاد بعد قرون من الحكم. لكن الوقت يداهم الجميع. على بريطانيا الرحيل سريعًا وتسليم القيادة إلى جواهر لال نهرو في الوقت الذي تقع فيه المذابح المتبادلة بين الفرقاء في عموم الهند. هناك قصّة حب مثالية بين هندوسي ومسلمة لا تصل إلى مبتغاها في نهاية الأمر، لكنها تحتل محل الوسط فيما يدور كطرح خيالي وسط فيلم يريد أن يحدد أوضاعًا مرتبطة بالتاريخ. فالمسلمون يريدون الانفصال وباكستان باتت على وشك الولادة كدولة نتيجة عدم القدرة على ضبط اتفاق سياسي بين زعماء الهند.

تهتم المخرجة بالتفاصيل الفنية (تصاميم، ديكورات، تصرّفات، سلوكيات خدم) قدر المستطاع، وتنجز رونقًا عامًا غير مضر. لكنها لا تعمد، إما عن ذكاء وإما بسبب الميزانية، إلى تصوير المذابح التي دارت في ذلك العام، بل تتوقف عند حد الاستعانة ببعض الوثائقيات المصوّرة حينها. هذه تحط في أماكن مناسبة، لكنها تحرم الفيلم من الحدة، خصوصا أن المخرجة حريصة على ألا تنتقد أو تقف مع فريق ضد آخر. صحيح أن الفيلم يذكر أن الإنجليز تسببوا في نشأة الخلافات، كما يتحدث الفيلم، بين المجموعات الدينية، عبر المحافظة على التقسيم القائم بينها، لكنه لا يطرح ذلك إلا من خلال حوار عابر. كذلك هو حوار عابر، لكنه مهم، التذكير بأن البريطانيين «ماهرون في التقسيم» كما يذكّر أحد نهرو، على طريقة «فرّق واحكم» مضيفًا: «كما حدث في فلسطين».

على ذلك، كان من الأفضل أن يتبنّى العمل معالجة ذات وجهة نظر فعلية من مجرد توريد المسلمات.

* حلم مشترك

«عن الجسد والروح» يختلف كثيرًا في كل شيء. هو حكاية واقعة في الزمن الحاضر ذات مضمون غريب بعض الشيء، ويلقي نظرة فاحصة على علاقات إنسانية وأخرى بين الإنسان والحيوان، وبينهما فكرة أنه بالإمكان حدوث لقاء بين رجل وامرأة يشتركان في حلم واحد من دون أن يدركا ذلك.

يبدأ فيلم إلديكو إنايدي هذا بمشهد لغزالين (ذكر وأنثى) فوق ثلوج منطقة جبلية في المجر. على أن الأحداث (البشرية) تقع في بودابست ذاتها. المشرف المالي أندريه (غيزا مورشاني) على مسلخ كبير يلتقي بالمرأة ماريا (ألكسندرا بوربلي) التي دخلت العمل للتو مشرفة على نوعية المواشي المذبوحة (هناك مشاهد لأبقار مسكينة يُدلف بها إلى القتل ثم كيف تُسلخ وترفع ويُقطع رأسها) وعندما تقع جريمة قتل ويتم انتداب طبيبة نفسية لمقابلة العاملين، لعلها تستطيع أن تحلل شخصياتهم، تكتشف أن أندريه وماريا يسردان أمامها، كل على نحو منفصل، الحلم ذاته. هو يحلم بأنه الغزال وهي تحلم بأنها الغزالة، ما يفسر سبب لجوء الفيلم إلى مشاهد الغزالين في البرية، لكنه لا يفسر كيف أن ذلك ممكن.

مع وجود هذه الاستحالة (مبدئيًا على الأقل) توجه المخرجة همّها إلى توطين هذه الفكرة غير المحتملة وتشييدها كحالة واقعة. تنجح في ذلك باستثناء أن العودة إلى هذه الاستحالة تبقى حتمية. ما يوفر الجانب المضيء لهذا العمل، التصميم المسبق للكيفية التي ستلتقط بها المخرجة يوميات الحياة هذه وتصاميم المشاهد بحيث لا توجد لقطة في غير مكانها.

فيلم أنييشكا هولاند «أثر» يدور أيضًا عن الحيوان لكن في نحو محوري. بداية هناك مشهد لغزلان أخرى في البرية البولندية ثم تتوالى مشاهد الحيوانات الهاربة من رصاص الصيادين. بطلة الفيلم دوجيكو (أنييشكا ماندات) تعيش في البرية في بيت خشبي بالقرب من بلدة مترامية الأطراف. مشكلتها أنها لا تستطيع قبول قيام حاكم البلدة ورجاله بصيد الحيوانات، خصوصًا في الأشهر التي ينص القانون على عدم الصيد فيها. ذات يوم تعود إلى منزلها لتكتشف افتقادها لكلبيها ولديّ» كما تقول للراهب الذي ينهرها عن هذا الوصف). زياراتها للبوليس متعددة ودائمًا شاكية إغماض البوليس عينيه أمام تجاوزات ذلك الحاكم. في الوقت نفسه هناك جرائم قتل مرتكبة في الغابة، والجامع بينها أن الضحايا من بين أولئك المنتمين إلى زمرة الحاكم الذين يشاركونه رحلات الصيد. ثم يشمل الأمر المتعاونين مع الوضع، كرئيس مركز البوليس وكالراهب. تتضح الصورة بعد حين عندما يكشف الفيلم، في الوقت المناسب، وقبل أن يذبل الاهتمام، بأن أنييشكا هي القاتلة، وينتهي وقد تم تهريبها من المنطقة وتفجير منزلها، لكي يبدو أنها انتحرت في داخله.

محكم في منهجه ومعالجته، ولا خطأ يشوبه في أي ناحية مهمّة، وفي الوقت ذاته مختلف، على نحو مثير للاهتمام، عن أعمال المخرجة السابقة. هولاند من بين مخرجي بولندا الممارسين للمهنة منذ الخمسينات، وأفلامها الماضية كانت صغيرة الإنتاج، وتدور حول موضوعات شخصية في إطار أحداث أقل طموحًا. هذا الفيلم كبير الإنتاج بالمقارنة مع ما حققته من قبل، ويشي بالرغبة في إثبات وجودها على نحو عالمي من جديد.

الشرق الأوسط في

15.02.2017

 
 

بالصور: تكريم الناقد السينمائى العربى سمير فريد فى مهرجان برلين

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

تم اليوم تكريم الناقد السينمائي العربي سمير فريد في مهرجان برلين السينمائي ومنحه ديتر كوسليك مدير المهرجان جائزةكاميرا البرينالي التقديرية، وذلك عن مجمل أعماله السينمائية، حيث كان دائما من بين الضيوف الدائمين على مهرجان برلين، وله عدد كبير من المؤلفات في المجال السينمائي، وبدأ الحفل بكلمة إفتتاحية للناقد الألماني كلاوس إيدر رئيس الإتحاد الدولي للنقاد.

وتعد هذه هى المرة الأولى التى يفوز فيها ناقد سينمائى وأول شخصية من مصر والعالم العربى وأفريقيا بجائزة برلين، وقالت إدارة مهرجان برلين السينمائى الدولى عن إنجازاته، إنه واحد من أهم النقاد والمؤرخين، وباعتباره خبيرا في السينما يؤخذ بنصيحته في جميع أنحاء العالم، وهو صديق لمهرجان برلين منذ عقود ومن أهم النقاد الذين يحضرون المهرجان سنويا.

ولد الناقد السينمائي والصحفي مؤرخ السينمائي المصرية سمير فريد في 1 ديسمبر عام 1943 بمدينة القاهرة و عمل لفترة بجريدة الجمهورية عام 1965 عقب تخرجه من قسم النقد في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1964 ومازال يكتب عمود يومي في جريدة المصري اليوم بعنوان صوت وصورة وقد تنصب وظيفة عميد النقاد السينمائيين العرب وحصل على جايزة الدوله للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة سنة 2002. ونال ميدالية مهرجان كان الذهبيه بمناسبة الدوره الأخيره فى القرن العشرين سنة 2000. إشترك فى إصدار تلات مجلات سينمائيه من 1969. وقد ألف العديد من الكتب وصدر له 50 كتاب ترجم بعدا منها.

سينماتوغراف في

15.02.2017

 
 

اليوم.. تكريم عراب النقد السينمائى العربى سمير فريد فى مهرجان برلين

برلين - علا الشافعى

تقول إدارة مهرجان برلين السينمائى الدولى عن إنجازاته، إنه واحد من أهم النقاد والمؤرخين، ومنذ اليوم الأول لوصولنا وتقريبا الجميع كان يسأل عن الناقد الكبير، وهل وصل، وكيف هى حالته الصحية الآن، خصوصا أنه لا يظهر كثيرا منذ ظروف مرضه الأخيرة، ولكن وحدها الصدفة جمعتنا بالناقد كبير وزوجته منى غويبة والزميل محمد هاشم عبد السلام قبل يوم تكريمه، وجلست معه لدقائق ليعطى الأستاذ الكبير درسا جديدا فى التحمل وقدرته على التعامل مع المرض والمثابرة.

وأيضا تحدث بنفس بهجته المعتادة عن السينما وأهم الأفلام، ليس ذلك فقط بل أخرج أجندته الصغيرة والتى تضم جدول مشاهداته اليومية، حيث أكد أنه يحرص على مشاهدة فيلمين على الأقل، وليس ذلك فقط بل لم يخلُ حديثه من لفت أنظارنا إلى قضية مهمة وهى ترميم الأفلام المصرية، والذى أكد لنا أن الشركة المسئولة عن ترميم الأفلام المصرية لا تتعامل مع الأمر بحرفية، وهو ما أضر بالكثير من الأفلام المصرية، فهناك مشاهد من المفترض أنه تم تصويرها ليلا إلا أنه بعد ترميم النسخة دون مراعاة شكل وتقنيات التصوير والتحميض والطبع فى هذا الوقت تظهر المشاهد وكأنها نهارا، وهو ضد منطق الدراما فى معظمها، وأكد لنا أن هذا الأمر تداركته السينما المغربية، والتى قام المركز الوطنى هناك بترميمها بأحدث تقنيات.

وهو ما انعكس على شكل الأفلام المعروضة حاليا فى مهرجان برلين لنسخ قديمة تم ترميمها فى برنامج "الملتقى" تحت عنوان "عروض خاصة"، يقدم صفحات مهمة من تاريخ هذه السينما، والتى أصبحت السينما العربية الثانية بعد مصر من حيث كم الإنتاج السنوى من هذا هو سمير فريد لا يتوقف عن المتابعة والرصد، وأبدا لا يبخل بمعلومة لذلك استحق أن يكون عرابا للنقد السينمائى العربى، والذى يكرمه مهرجان برلين اليوم الأربعاء.

###

بالصور.. تكريم الناقد الكبير سمير فريد فى مهرجان برلين لإنجازاته النقدية

كتبت علا الشافعى

كرمت إدارة مهرجان برلين السينمائى الدولى، الناقد المصرى الكبير سمير فريد اليوم الأربعاء، عن إنجازاته، ولكونه واحد من أهم النقاد والمؤرخين السينمائيين.

وينشر "اليوم السابع" صور تكريمه من قبل إدارة المهرجان واحتفائها به كأحد أهم النقاد، وكان الناقد الكبير منذ اليوم الأول لوصوله يسأل عنه الجميع وعن حالته الصحية.

ولد الناقد السينمائى والصحفى ومؤرخ السينمائى المصرية سمير فريد فى 1 ديسمبر عام 1943 بمدينة القاهرة، ولقد عمل لفترة بجريدة الجمهورية عام 1965 عقب تخرجه من قسم النقد فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1964، ومازال يكتب عمود يومى فى جريدة المصرى اليوم بعنوان صوت وصورة وقد تنصب وظيفة عميد النقاد السينمائيين العرب وحصل على جائزة الدوله للتفوق فى الفنون من المجلس الأعلى للثقافة سنة 2002، ونال ميدالية مهرجان كان الذهبية بمناسبة الدورة الأخيرة فى القرن العشرين سنة 2000، واشترك فى إصدار ثلاث مجلات سينمائية من 1969.

وقد ألف العديد من الكتب وصدر له 50 كتابا ترجم بعضا منها كما أنه تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وكانت فترة رئاسته من أنجح الدورات.

اليوم السابع المصرية في

15.02.2017

 
 

مهرجان برلين يناقش مستقبل صناعة السينما العربية

عقدت فى مهرجان برلين السينمائى ضمن مناقشات السوق الأوروبية حلقة نقاشية عن صناعة السينما العربية تُقام فى سوق سينمائى دولى خارج العالم العربى، تحت عنوان التحديات والفرص فى صناعة السينما العربية، ادار الندوة التى عقدت بالتعاون مع مجلة فاريتى ومركز السينما العربية المحلل السينمائى نيك فيفاريللى، وشارك فيها رائدة الأعمال بيريهان أبو زيد (MoviePigs)، جاك كروجر (المدير العام لسينما فوكس)، المحلل السينمائى علاء كركوتى (مركز السينما العربية وMAD Solutions)، المنتجة لمياء الشرايبى (La Prod) والمنتج والسيناريست محمد حفظى (فيلم كلينك).

وركزت الندوة التى استمرت ما يقرب من ساعة على المعوقات التى تواجه الفيلم العربى داخل الوطن العربى وخارجه، واكد المنتج محمد حفظى أن عرض ا لفيلم غير مصرى تحديدا العربى يواجه أزمة حقيقة فى مصر، وأن هناك رفض واضح من الموزعين واصحاب دور العرض لمنح الفرص لهذه الأفلام بحجة أن الجمهور لا يقبل عليها وأنه غير متاح لها سوى 3 نسخ فقط رغم فتح المساحة أمام الفيلم الأمريكى.

وأكد أن السوق لا يسير باستراتيجية واضحة ولا يستطيع احد أن يخمن بان هذا الفيلم سحقق أعلى الايرادات أو عكس ذلك والدليل فيلم«هيبتا» الذى حقق نجاحا مدويا لم يكن متوقعا من أحد.

وقال حفظى انه ركز خلال الفترة الماضية تقديم موضعات تتناسب مع المنطقة بشكل عام مثل «هيبتا» و«الشيخ جاكسون» وقبلهما «اشتباك» وأنه يسعى دائما للتواصل مع الجهات الاوربية لفتح سوقا جديدة للفيلم المصرى فى الخارج.

أما علاء كركوتى فأكد أن أزمة اللهجة تواجه انتشار الافلام وهذا ما اضطره إلى وضع ترجمة لبعض الافلام العربية تحديدا الجزائرية والمغربية وأنه رغم النمو التى تشهده المنطقة فى الانتاج السينمائى الا أن الحصار لا يزال موجودا على انتشار الفيلم العربى.

وقالت المنتجة بيريهان أبو زيد أن فتح مجال لعرض بعض الأفلام فى المغرب يواجه أزمة حقيقة لأن الجمهور يتجه ناحية أفلام بعينها وهذا ما اضطرها إلى الأتجاه إلى أوروبا لفتح مجال جديد وفرصة لتسويق افلامها.

وشددت لمياء الشرايبى على وجود ازمة فى تسويق الافلام المحلية، وقالت أنه كلما كانت الأفلام تتحدث عن قضايا عربية تتناسب مع كل العرب كلما كان تسويقها والاقبال عليها سهلا وضربت مثالا بفيلم «هيبتا» الذى يتحدث عن علاقات الحب بشكل عام، كما تحدثت عن الأفلام الاماراتية التى نجحت ان تتجاوز الحدود وتظهر بمستوى عالمى لائق.

اوضح جاك كروجر مدير سينمات فوكس ان الفيلم العربى قادر على المنافسة والتواجد بشكل اقوى فى كل العالم مؤكدا أن هناك أفلاما لا تقل فى جودتها أفلاما عالمية كبرى ولكن لا تزال هناك أزمة تسويقية كبيرة.

الشروق المصرية في

15.02.2017

 
 

سمير فريد يتسلم "كاميرا البرلينالي" على هامش "برلين السينمائي"

كتبنورهان نصرالله

كرمت إدارة الدورة الـ67 من مهرجان برلين السينمائي الدولي النقاد سمير فريد بجائزة كاميرا البرلينالي التقديرية، في حفل خاص اليوم، وألقى خطاب التكريم الناقد الألماني كلاوس إيدر رئيس الاتحاد الدولي للنقاد.

يعتبر سمير فريد أو ناقد مصري يتم تكريمه في مهرجان برلين، حيث وصفه المهرجان فى بيان رسمى باعتباره "واحد من أهم نقاد السينما البارزين في العالم العربي، وبصفته خبيراً في السينما تعتبر آراؤه مطلوبة حول العالم، كما رافق مهرجان برلين لعقود".

الوطن المصرية في

15.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)