كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فى اليوم الخامس بمهرجان برلين..

رئيس الوزراء الفرنسى يمنح دانيال برول وماكس ريميلت وبيرجريت كولير وسام فارس الفنون

رسالة برلين علا الشافعى تصوير AFP

مهرجان برلين السينمائي الدولي

الدورة السابعة والستون

   
 
 
 
 

أفلام المسابقة الكبرى " The Party" و"Mr Long"و"Helle Nächte" يغلب عليها الطابع الإنسانى

رسالة برلين علا الشافعى تصوير AFP

شهد اليوم الخامس من مهرجان برلين السينمائى، عرض عدد من الأفلام التى يغلب عليها الطابع الإنسانى، الفيلم الأول هو فيلم bright  nights  أو Helle Nächte المشارك فى المسابقة الكبرى  للمهرجان وهو الفيلم الذى يتناول علاقة بين أب وأبنه بعد انفصاله عن والدته، حث يصطحبه إلى جنازة جده ليقضيا معا عدد من الأيام وهو العمل الذى يقوم ببطولته الممثل جورج فريدريك والممثل المراهق تريستان جوبل ومارى لينبيرجر وهانا كارلبيرج وهو عمل للمخرج توماس أرسلان.

والفيلم الثانى هو البريطانىThe Party" والذى ينافس بالمسابقة الكبرى والذى تدور أحداثه فى إطار كوميدى تتحول إلى تراجيدى، حول حفل فى لندن أقامته امرأة تدعى "جانيت" وتجسدها كريستين سكوت توماس، متزوجة من "بيل" ويجسده تيموثى سبال وهو سياسى تم ترقيته ليكون مسئولا فى أحد الأحزاب الهامة التابع لها، وضحى بيل من أجل مصلحة زوجته بالكثير من الفرص، ولكنه يشعر بالندم وخيبة الأمل بعد ذلك، وتنقلب الأحداث رأسا على عقب، والعمل تم تصويره بتقنية الأبيض وأسود، ويفجر مجموعة من الاكتشافات فى علاقة الأصدقاء ببعضهم البعض.

الفيلم يشارك فى بطولته سيليان ميرفى وإميلى مورتيمر وتيموثى سبال وباتريشيا كلاركسون وكريستين سكوت توماس وشيرى جونز وبرونو جانز ومن تأليف وإخراج  Sally Potter.

أما ثالث الأفلام فهو فيلم المسابقة Mr Long وهو إنتاج تايوانى صينى كورى مدته ساعتين وربع،  ويدور حول علاقة قاتل محترف بطفل وهو من بطولة تشين تانج وشوا ويناجى ومن إخراج سابو.     

كما عرض الفيلم المصرى صيف تجريبى فى مسابقة الفورم  وهو من إخراج وتأليف محمود لطفى وهو العمل الذى يغوص فى عالم صناعة الأفلام من خلال رحلة محمود وزينب فى البحث عن النسخة اصلية من فيلم مصرى كلاسيكى من الثمانينات، وهو العمل الذى تمت مصادرته من الحكومية المسئولة سباب مجهولة وهو من بطولة زينب مجدى ومريم صالح وأحمد مجدى وعمرو وشاحى وطارق والى وأسامة الوردانى ونوارة مراد وسلافة غانم، وشهدت فاعليات اليوم إقامة عدد من جلسات التصوير للترويج إلى الأفلام بالمهرجان ومنهم أبطال فيلم Mr Long وصناع فيلم The Queen of Spain والذى غابت  عن الحضور بينيلوب كروز، حيث أقتصر الحضور على المخرج فيرناندو ترويبا وتينو دارين وأنتونيو ريسنيس و صناع فيلم The Party ممن تألقوا أيضا على السجادة الحمراء للمهرجان قبل عرض الفيلم  فى مساء اليوم الخامس للفاعليات.

كما شهد أيضا اليوم منج الألمان الثلاثة دانيال برول وماكس ريميلت  وبيرجريت كولير وسام فارس الفنون والآداب من قبل رئيس وزراء فرنسا برنار كازنوف وذلك فيSoiree Francaise Du Cinema" ضمن فاعليات المهرجان.

####

بالصور..أكى كاوريسمكى وساكارى كوسمانين يرقصان بجلسة تصوير بمهرجان برلين

برلين - علا الشافعى تصوير AFP

خضع الممثل شيروان حاجى والمطرب ساكارى كوسمانين والمخرج أكى كاوريسمكى صناع الفيلم الفنلندى الألمانى The Other Side of Hope أو TOIVON TUOLLA PUOLEN لجلسة تصوير للترويج للعمل المنافس فى مسابقة مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67، وهى الجلسة التى عمتها البهجة والكوميديا والرقص حيث رقص المخرج أكى مع المطرب سكارى أمام عدسات المصورين.

فيلم The Other Side of Hope أو TOIVON TUOLLA PUOLEN يتناول حياة اللاجئين فى أوروبا حيث تدور أحداث الفيلم حول لاجئ سورى يلجأ إلى فنلندا ويعمل بائعا متجولا ويتعرف على مجموعة من اللاجئين هناك إلا أنه يواجه صعوبات فى التأقلم مع المعيشة هناك ويرصد المخرج حياة اللاجئين فى إطار كوميدى.

والفيلم من كتابة وإخراج وإنتاج أكى كاوريسمكى الذى انقطع عن تقديم أعمال جديدى على الشاشة الفضية 6 سنوات، ويشارك فى بطولته تومى كوربيلا وفيل فيرتانن وكاتى اوتينين وشيروان حاجى ويورن دونر وتانيلى ماكيلا وتيمو توريكا وماريا جارفينهيلمى وهانو بيكا بيوركمان، الفيلم تم طرحه جماهيريا فى فنلندا 3 فبراير الجارى ومن المنتظر طرحه فى السينمات بفرنسا 15 مارس المقبل وبالسويد 17 من نفس الشهر وفى بريطانيا 28 أبريل المقبل.

####

ردا على جدار ترامب..

وقفة للفنانين أمام سور برلين لتعزيز السلام بدلا من العزلة

رسالة برلين - علا الشافعى تصوير AFP

قاد ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67 وقفة أمام سور برلين، ضمت الممثلة البريطانية سيينا ميلر والمخرج المكسيكى دييجو لونا والممثل الألمانى دانيال برول والمخرج الهولندى بول فرهوفن وأعضاء لجنة التحكيم، حيث التقطت المجموعة عددا من الصور فى رسالة منهم لتعزيز السلام والوحدة بدلا من العزلة وراء الجدران.

وقفة للفنانين أمام سور برلين لتعزيز السلام والوحدة بدلا من العزلة 

ويأتى ذلك ردا على قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ببناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك، خاصة وأن ذلك الجدار كان محور حديث المخرج المكسيكى دييجو لونا عضو لجنة تحكيم المهرجان فى المؤتمر الصحفى الذى عقد للجنة التحكيم حيث قالت الأمريكية ماجى جيلينهال عضو لجنة التحكيم إن وجودها فى مهرجان برلين كممثلة عن الولايات المتحدة فى حدث بارز بهذا الشكل من دواعى سرورها وأنها فرصة ليعرف العالم أن هناك الكثيرين فى بلدها على استعداد للمقاومة لامحة بذلك إلى سياسات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

مدير المهرجان مع أعضاء لجنة التحكيم أمام سور برلين

فيما قال المخرج المكسيكى دييجو لونا بالمؤتمر ردا على سؤال حول شعوره وهو فى برلين وسط قرار الرئيس الأمريكى ترامب ببناء جدار فاصل بين المكسيك وأمريكا، رد ضاحكا: إنه هنا فى برلين لمعرفة كيفية هدم الجدار، موضحا أن الشىء الإيجابى فى الأمر هو أنه يجب أن يكون هناك رد فعل على ذلك وأن يكون هو جزء من رد الفعل الذى يتلخص فى إرسال رسالة حب لأن الحب هو السبيل الوحيد لمواجهة الكراهية، مشيرا إلى أنه يعبر الحدود مع الولايات المتحدة من 3 إلى 4 مرات شهريا وأنه لديه العديد من قصص الحب هناك وأنه لن يسمح للجدار بأن يقف فى مواجهة قصص حبه هناك.

####

روبرت باتينسون وتشارلى هونام وسينا ميلير فى جلسة تصوير بمهرجان برلين

برلين - علا الشافعى - تصوير AFP

خضع روبرت باتينسون وتشارلى هونام وسينا ميلير، نجوم فيلم The Lost City of Z  لجلسة تصوير بمهرجان برلين السينمائى الدولى فى دورته الـ67، وذلك للترويج للفيلم الذى يعرض ضمن فعاليات المهرجان.

The Lost City of Z  هو قصة المستكشف بيرسى فاوست، والذى سافر إلى الأمازون فى فجر القرن العشرين، واكتشف دليلًا لم يسبقه إليه أحد وكان طوال رحلته يجد المساندة من زوجته، إلى أن حدث اختفاؤه الغامض عام 1925.

الفيلم من إخراج المخرج جيمس جراى، وبطولة روبرت باتينسون وتشارلى هونام وسينا ميلير وتوم هولاند وأنجوس ماكفادين وهارى ميلينج.

الفيلم يعرض فى المهرجان كعرض عالمى أول، حيث يشارك فى المهرجان 22 فيلما فى عرضها العالمى الأول، منها الفيلم الفرنسى The Midwife  للمخرج مارتن بروفوست، والكندى الأيرلندى Maudie للمخرجة ايسلينج والش، والفيلم التجريبى the bomb  للمخرج كيفين فورد، وLa libertad del Diablo   الوثائقى المكسيكى للمخرج افيراردو جونزاليز.

####

رواد الدورة الـ67 من مهرجان برلين فى انتظار تحفته الفنية..

الفيلم المجرى on the body and soul ينتصر للفن.. و"Viceroy's House" صورة سينمائية ثرية وإيقاع متمهل يكشف مسئولية بريطانيا عن تقسيم الهند

رسالة برلين علا الشافعى

فى الرحلة اليومية التى أقطعها مع الناقد طارق الشناوى سيرًا على الأقدام، من الفندق لمقر مهرجان برلين السينمائى الدولى، فى دورته الـ67 والتى تتواصل حتى 19 فبراير الجارى والتى عادة ما تبدأ فى الثامنة والربع صباحا، بتوقيت برلين.. نتحدث كثيرا عن المهرجانات ذكرياته بالأشخاص الذين كانوا يسافرون معه، عن التنقل من مكان إلى مكان لمشاهدة فيلم، أو محاولة البحث عن تذكرة، وأيضاً حكاياته التى لا تنتهى عن نجوم عاصرهم، أو سمع عنهم من المقربين..وهى حكايات تثير البهجة وتجعلك تتذكر الكثيرون من نجوم السينما المصرية، ورموزها.. وقد يبدو الحال فى لحظات أننا دائما نعيش فيلم داخل فيلم.. فأنت أيضا قد تتحول لقصة تروي، أو تجد من يضعك فى سيناريو ينسج ملامحه، إلا أن الشىء الأكيد أيضا أن ملاحظات كل منا فى مشواره اليومى وتنقله من فيلم إلى آخر ومن كان يجاوره فى العرض تصلح لدراما من نوع مختلف، فى الرحلة اليومية قد يلفت نظرك أجزاء من باقيا سور برلين_ والذى كان يفصل بين ألمانيا الشرقية والغريبة_ وصار أطلالا تحمل الكثير من التفاصيل والوقائع التاريخية والقصص الإنسانية وأيضا فى الرحلة اليومية تجد الكثير من المحجبات، وأصحاب الملامح العربية، أو ترى تجمعا لعدد كبير من الفتيات السوريات فتعرف أن هنا منزل للاجئات أو فتاة عربية محجبة تجلس فى مطعم تتناول غذائها مع شاب يحمل ملامح ألمانية... وطالما أصبحنا نشاهدهم فى الشارع بشكل يومى.. يكون من الطبيعى أن تجدهم أيضا على الشاشات وفِى خلفية المشاهد التى يتم تصويرها فى الشوارع وهذا تحديدا ما ظهر هذا العام فى الأفلام الألمانية والنمساوية، التى عرضت فى المسابقة حتى الآن.

تلك الصور المتلاحقة والتى تسجلها بعينيك وفِى عقلك وأحيانا بهاتفك المحمول..وتشاهدها على الشاشات أيضا تؤكد أن العالم يشهد تغييرات كبيرة، وتعكس الكثير من الأزمات.. ليس ذلك فقط بل تعيد طرح الأسئلة عن الكثير من القضايا الجدلية، وتسجل الوقائع التاريخية.. فى أفلام المسابقة للدورة 67 من البيرينالى ستجد أن القضايا التاريخية والأزمات السياسية الناتجة عنها كان لها حظ كبير فى بعض العروض وهو ما انعكس فى فيلمى البريطانى الهندى Viceroy's House والأسبانى La Reina de Espana

ومع مرور الأسبوع الأول من المهرجان، يتفاوت مستوى الأفلام المشاركة.. ولا يزال رواد المهرجان ينتظرون تحفته الفنية التى تخطف الأنظار _ كما يروق للناقد الكبير سمير فريد أن يطلق عليها _ والتى قد تظهر فى الأيام المتبقية..وحتى الآن لا يزال الفيلم المجرى on the body and soul هو الفيلم الذى أسر معظم النقاد والمتابعين طبقا للتقديرات التى تمنح بصفة يومية فى المجلات المتخصصة والتى تصدر يوميا..ولم يقترب أى فيلم منه حتى الآن رغم أهمية القضايا التى تطرح فى بعضها، لأن الانتصار دائما للفن ولغة الصورة، أو العمل الذى يأخذك أبعد مما يعرض على الشاشة.

Viceroy’s house

هذا الفيلم.. يعد وثيقة هامة لمرحلة تاريخية فى تاريخ الهند، وتحديدا فى مرحلة ما بعد الاستقلال، ويكشف كيف تم الاتفاق على تقسيم الهند وتأسيس دولة باكستان والتى أقيمت على أساس دينى، حيث تم تقسيم شبه القارة الهندية بعد عدة اتفاقات واجتماعات مابين المسئولين والقادة البريطانيين ونهرو وغاندى الذى حضر بعضا من هذه الاجتماعات، وطوال الوقت كان يعلن عدم رضائه عن التطورات وفكرة التقسيم والتى أدت إلى اندلاع أعمال شغب قاسية وتحركات شعبية، حين وجد كل من المسلمين، والسيخ، والهندوس أنفسهم على الجانب الخاطئ من مقاطعات بنجاب وبنغال، والبنغال هى التى أصبحت شرق باكستان فيما بعد. لقى حوالى نصف مليون حتفهم نتيجة العنف الطائفى، وكان هناك ملايين بلا مأوى.. ونظرًا للقضية الجادة التى يتناولها.. الفيلم ستجد أن مخرجته الهندية Gurinder Chadha  شديدة العناية بكل التفاصيل حيث صنعت فيلما شديد الكلاسيكية، صورة سينمائية ثرية، وإيقاع متمهل يرصد تلك الحالة من العنف والطائفية على إيقاع قصة حب بين فتاة مسلمة "عاليا" وشاب هندوسى" وطوال الاحداث تتساءل المخرجة عن تراجيديا الهند والتى صنعها الاحتلال البريطانى قبل مغادرته وإعلان الهند دولة مستقلة فى 1947، ولكن بعد تقسيمها وهو الثمن الذى لا تزال الهند تدفع ثمنه حتى الأن_ ( مشهد غاندى وهو لا يزال ممدا فى محاولة لتصنع النوم وعائلته تخبره أن احتفالات الاستقلال والتقسيم قد بدأت وهل يرغب فى المشاهدة فيهز راأسه قائلا لا شىء يستحق الاحتفال اليوم )_ كما أن المخرجة استطاعت توظيف الكثير من المواد الأرشيفية ببراعة شديدة خدمت التطور الدرامى وكشفت الكثير من الوقائع وما يفعله الاستعمار عادة حتى لو قرر مغادرة المكان، والاحتلال البريطانى اذا كان قد خلق ازمة فلسطين لصالحه فهو أيضا من صنع فتنة الهند وقسمها ايضا لصالحة الفيلم ملئ بالكثير من المشاهد الانسانية وهو ما جعل بعض الحضور يبكون فى العرض..على حال الانسانية وتدهورها وما تفعله السياسية فالأمر ليس وليد اليوم.

والعمل يشارك فى بطولة كل من جيليان أندرسون ومايكل جامبون وهيو بونيفيل وسايمون كالو وأوم بورى وهوما قريشى وسامرات تشاكرابارتى وروبن سوانس ومن اخراج المخرجة جيرندير تشادلها.

La Reina de Espana

الفيلم الذى تقوم ببطولته النجمة الجميلة والمتألقة بينلوب كروز والذى أقيم له عرضان فى نفس اليوم، ورغم أنه يعرض فى القسم الرسمى خارج المسابقة، إلا أنه يعد واحدا من أهم الأفلام التى عرضت حتى الأن على مستوى السرد السينمائى وبصريا، وطريقة طرحه السياسى بشكل كوميدى يحمل قدرا كبيرا من السخرية، حيث بدأت المشاهد الأولى بلقطات من داخل استوديوهات السينما فى أسبانيا نماذج مختلفة لفنانين، ومصممى أزياء، يستعدون ويحضرون لفيلم عن ملكة اسبانيا " إليزابيث " ونفهم أن هناك منتج أمريكى وكاتب أحضرهم فرانكو لعمل هذا الفيلم، وفجأة يظهر رجل كبير يتجه داخل الأستوديو حاملا مجلة على غلافها أن نجمة أسبانيا والتى تعمل الآن فى هوليوود..وتحمل الجنسية الأمريكية _ تجسدها بينلوب كروز_ ستأتى لتصوير الفيلم وتجسد دور الملكة، ومن استقبال هذا الرجل من العاملين فى الاستوديو نفهم انه كان واحد من المخرجين الأسبان المهمين، ولكن نظرا لنشاطه السياسى وعمله ضد فرانكو، وخوفا من السجن هرب إلى فرنسا.. الفيلم بشكل أو بأخر هو رسالة حب إلى السينما من مخرج العمل فرناندو تروبيا حيث قرر ان يسرد ما هو التصوير وماهية حتى شكل العلاقات الحميمية التى تجمع بعض العاملين داخل التصوير سواء النجمة وعامل الكرين أو النجم الأمريكى الذى جاء ليمثل دور الملك فيرناندو ويقوم بالتحرش بممثل أسبانى داخل الاستوديو لدرجة انه يغتصبه فى مرة وبهدوء وذكاء شديدين وحس كوميدى صارخ تتصاعد الأحداث لتكشف المجتمع بكامله سواء مهنة السينما، أو المجتمع الأسبانى وما يعانيه فى ظل حكم فرانكو، إضافة إلى لمحات تاريخية شديدة الذكاء عن الملكة إليزابيث تلك الملكة التى تصفها الكثير من المراجع التاريخية بالملكة الأقبح، والتى صنعت الكثير من الأزمات واضطهدت الديانات والملل المختلفة ( وفِى واحد من اذكى مشاهد الفيلم تمسك بينلوب كروز بكتاب وتتجه لتسأل المخرج البولندى والذى ينام طوال الوقت فى لوكيشن التصوير عن الشخصية، وأنها لا تعرف كيف تجسدها السيناريو يؤكد انها كانت ملكة عظية، ومرجع فى يدها يؤكد انها كانت امرأة متسلطة وأطاحت بالكثيرين كما أنها لم تستحم طوال حياتها سوى مرتين أو ثلاث فى ميلادها وعند زواجها ووفاتها ) وبهذه الرشاقة الفنية والحس الكوميدى الساخر لدرجة الوجع ومن داخل فوضى التصوير والعلاقات التى تبدو منظمة، تتكشف لنا على مهل فوضى المجتمع وهو ما يجعل هناك حالة من السحر خصوصا وان الفيلم غير تقليدى فى بنائه السينمائى، احيانا يدخلك المخرج عالم التحضير وتصوير مشاهد الفيلم وسرعان ما يأخذك إلى حياة كل الشخصيات المشاركة، خصوصا بعد ان يتم اعتقال المخرج الاسبانى العائد من جديد، حيث نعرف ان احد رجال فرانكو من العسكريين، قد تزوج من زوجته وربى ابناءه الذين لا يعرفونه، وعندما يلمحه بعد ان جاء متسللا ليرى ابنته فى عرسها، ليقبض عليه من جديد، ليس ذلك فقط بل يحاول قتله داخل المعتقل أكثر من مرة، دون تراجيديا أو تعقيد بل بسلاسة شديدة وهو ما يجعله فيلما كوميديا مميزا للغاية ومليئا بالمشاعر، وتحديدا فى المشاهد التى بدأ فيها فريق العمل فى التفكير بخطة لتهريب زميلهم المخرج وكأنه مشهد داخل تصوير الفيلم، ويصل الفيلم لبلاغة شديدة فى التعبير تحديدا فى المشهد الذى يأتى فيه فرانكو لزيارة موقع التصوير ورفض مكارينا البطلة التى تجسد دور الملكة إليزابيث لقاءه ولكن بعد إلحاح من زملائها تخرج وتقف بعيدا تدخن سيجارتها، ويذهب فرانكو إليها وتعامله بنديه لتكون هى ملكة اسبانيا الحرة والحقيقية التى ترفض الظلم خصوصا وأنها عانت منه باعتقال والدها وموته.

وفِى هذا الفيلم قدمت بينلوب كروز واحدا من أهم أدوارها وهو شخصية ماكارينا خاصة وأنها تحمل الكثير من التحولات والانفعالات المركبة فهى أحيانا توحى أنها طفلة عابثة يعجبها عامل فى الاستوديو فتصطحبه إلى غرفتها وأحيان أخرى نجمة مدللة وسرعان ما تتحول إلى امرأة قوية حرة تدافع عن زميلها وفِى شجاعة نادرة تقرر وضع خطة لإنقاذه معهم إضافة إلى اللمحات الكوميدية فى الشخصية والتى تقول عنها فى تصريحات صحفية أن الشخصية بها الجزء الأصعب بها لم يكن تذكر اللكنة الأندلسية بل تحويلها إلى اللغة الإنجليزية.

يجمع فيلم "ملكة إسبانيا" نفس فريق عمل "فتاة أحلامك"التى قدمته من قبل ويشارك فى العمل مع كروز كل من لوليس ليون، وأنطونيو ريسينس، وخورخى سانز، وسانتياجو سيجورا، وخيسوس وانضم لفريق عمل الفيلم الجديد ممثلون آخرون مثل آنا بيلين، وخابيير كامارا، والأمريكيان ماندى باتينكين، وكارى إلويس.

####

بالصور.. فى اليوم السادس لمهرجان برلين.. كاترين دينوف تكشف عن شرط قبول أدوارها..

أكى كاوريسمكى وساكارى كوسمانين يرقصان بجلسة تصوير The Other Side of Hope..

ووقفة للفنانين أمام سور برلين لتعزيز السلام

رسالة برلين - علا الشافعى - تصوير AFP

شهد اليوم السادس لمهرجان برلين السينمائى الدولى فى دروته الـ67 كما كبيرا من الفعاليات والأحداث، بدأ اليوم الثلاثاء بجلسة تصوير خضع لها الممثل شيروان حاجى والمطرب ساكارى كوسمانين، والمخرج أكى كاوريسمكى صناع فيلم المسابقة الفنلندى الألمانىThe Other Side of Hope أو TOIVON TUOLLA PUOLEN قبل عرضه بالمساء وهى الجلسة التى عمتها البهجة والكوميديا والرقص، حيث رقص المخرج أكى مع المطرب سكارى أمام عدسات المصورين، وهو العمل الذى يتناول حياة اللاجئين فى أوروبا، حيث تدور أحداث الفيلم حول لاجئ سورى يلجأ إلى فنلندا ويعمل بائعا متجولا، ويتعرف على مجموعة من اللاجئين هناك، إلا أنه يواجه صعوبات فى التأقلم مع المعيشة هناك، ويرصد المخرج حياة اللاجئين فى إطار كوميدى.

وهو العمل الذى قام بكتابه وإخراجه وإنتاجه أكى كاوريسمكى، ويشارك فى بطولته تومى كوربيلا وفيل فيرتانن وكاتى أوتينين وشيروان حاجى ويورن دونر وتانيلى ماكيلا، وتيمو توريكا وماريا جارفينهيلمى وهانو بيكا بيوركمان.

كما شهدت فعاليات اليوم جلسة تصوير أخرى خضع لها روبرت باتينسون وتشارلى هونام وسينا ميلير، نجوم فيلم The Lost City of Z   وهو العمل الذى يروى قصة المستكشف بيرسى فاوست، والذى سافر إلى الأمازون فى فجر القرن العشرين، واكتشف دليلًا لم يسبقه إليه أحد، وكان طوال رحلته يجد المساندة من زوجته، إلى أن حدث اختفاؤه الغامض عام 1925، وهو من إخراج المخرج جيمس جراى، وبطولة روبرت باتينسون وتشارلى هونام وسينا ميلير وتوم هولاند وأنجوس ماكفادين وهارى ميلينج.

وفى حدث سياسى فنى، قاد ديتر كوسليك مدير مهرجان برلين السينمائى الدولى، وقفة أمام سور برلين، ضمت الممثلة البريطانية سيينا ميلر والمخرج المكسيكى دييجو لونا والممثل الألمانى دانيال برول، والمخرج الهولندى بول فرهوفن وأعضاء لجنة التحكيم، حيث التقطت المجموعة عددا من الصور فى رسالة منهم لتعزيز السلام والوحدة بدلا من العزلة وراء الجدران، وذلك ردا على القرار الأمريكى ببناء جدار عازل بين أمريكا والمكسيك.

وفى نهاية اليوم عقد المهرجان مؤتمرا صحفيا للنجمة الفرنسية كاترين دينوف قبل عرض فيلمها Sage femme أو The Midwife  وهو العمل الذى قام بكتابته وإخراجه مارتن بروفوست، ومن بطولة كاترين دينوف وكاثرين فروتت  وأوليفييه جورميه وميلين ديمونجو.

وتحدثت النجمة الفرنسية المخضرمة حول شخصيتها بالعمل، حيث تجسد دور باتريس سوبوليفسكى، وكشفت دينوف عن شرط قبولها أدوارها فى السينما، حيث أكدت أنها لا بد من الشخصية أن قريبة إلى قلبها.

وأضافت دينوف ردا على سؤال حول فيلم la la land والذى فاز بالعديد من الجوائز السينمائية العالمية، أن الفيلم جيد استطاع مخرجه دامين شازيل أن يقدم فيلما موسيقيا ممتعا فى وقت ندرت فيه تلك الأنواع من الأفلام.

اليوم السابع المصرية في

14.02.2017

 
 

«شؤون سورية»

بقلم   سمير فريد

لم يعد هناك مهرجان دون فيلم أو أكثر عن مأساة سوريا. استيقظ ضمير العالم، بعد فوات الأوان. سوريا تحولت إلى ساحة للصراعات الدولية، وتحولت أغلب المدن والقرى إلى خرابات، وأصبح أكثر من نصف الشعب من اللاجئين فى الداخل أو فى الخارج، على نحو يؤكد أن المأساة السورية هى الأكبر فى العالم اليوم.

وفى بانوراما الدورة ٦٧ من مهرجان برلين (٩-١٩ فبراير ٢٠١٧) عرض الفيلم البلجيكى الفرنسى اللبنانى «شؤون سورية» إخراج فيليب فان ليو، وهذه ترجمتى لعنوان الفيلم المركب INSYRIATED، ولعلها تكون مناسبة، والناطق بالعربية من بدايته إلى نهايته من دون لغة أخرى.

هذا هو الفيلم الروائى الطويل الثانى لمخرجه الذى ولد فى بروكسل عام ١٩٥٤، وتخرج فى معهد INSAS، كما درس التصوير فى معهد الفيلم الأمريكى فى لوس أنجليس، وكان أول أفلامه كمدير تصوير «حياة المسيح» إخراج برونو دى مونت عام ١٩٩٧. و«شؤون سورية» ثانى أفلامه الروائية الطويلة كمخرج بعد «يوم أن تركنا الله» عام ٢٠٠٩، وكلا الفيلمين عن سيناريو من تأليفه.

تدور أحداث الفيلم فى حلب المدمرة لمدة يوم من الصباح إلى صباح اليوم التالى داخل عمارة سكنية لم يعد فيها سوى أسرة أم يزن (هيام عباس) التى تعيش مع أبومنذر (محسن عباس) والد زوجها، وابنتيها يارا (إليسار كادو) وعلياء (نينار حلبى) وابنها الصبى يزن (محمد جهاد سليك). وتعيش معهم جارتهم حليمة (ديما أبوعبود) وزوجها سمير (مصطفى الكار) وطفلهما الرضيع بعد أن قصف مسكنهم فى الطابق العلوى. وطوال الفيلم (٨٥ دقيقة) لا نغادر مسكن أم يزن.

يقرر سمير الهجرة مع زوجته وطفلهما عبر بيروت، ويخرج لإجراء بعض الترتيبات، وما إن يصل إلى الساحة أمام العمارة حتى يطلق عليه أحد القناصة الرصاص، ويسقط على الأرض، ولا يبدو منه سوى قدميه من بعيد. وهذا هو الحدث الرئيسى الذى يربط البناء الدرامى للفيلم.

ترى المشهد خادمة أم يزن الآسيوية ديلهانى (جولييت نيفاس)، فتخبر أم يزن التى تطلب منها عدم إخبار حليمة. ويقوم رجال الأمن بالهجوم على العمارة لمعرفة من الذى لايزال فيها، وتنجح أم يزن فى إخفاء أسرتها، ولكنهم يعثرون على حليمة، ويقوم رئيسهم باغتصابها. ولا تملك أم يزن سوى إخبار حليمة بما حدث لزوجها، وتقوم يارا بمساعدة صديقها كريم بسحب جسده إلى الداخل، وندرك أنه لايزال على قيد الحياة، بل يأتى منذر زوج أم يزن فى النهاية مع عدد من المسلحين ويقومون بنقله للعلاج.

الشكل والمضمون

شكل الفيلم كلاسيكى على نحو نموذجى حيث يحقق الوحدات الأرسطية الثلاث (الزمان والمكان والموضوع)، ومضمونه إنسانى خالص. إنه ليس فيلماً سياسياً يحلل أسباب المأساة، وينحاز إلى هذا الطرف أو ذاك، وإنما يعبر عن كيف تتحول المنازل إلى سجون، وكيف تتحول الحياة إلى جحيم أثناء الحرب. ولكن هذا لا يعنى أنه فيلم يقف على الحياد بين النظام الديكتاتورى والشعب الذى ثار ضد هذا النظام، وذلك من خلال اغتصاب حليمة بواسطة رجل النظام.

اللقطة الأولى فى الفيلم للجد ينظر من النافذة ويدخن، وكذلك اللقطة الأخيرة، فالدائرة مغلقة، ولكن بقاء سمير على قيد الحياة، واحتمال إنقاذه فى النهاية، يعنى أن الأمل قائم فى الخروج من تلك الدائرة المغلقة. ونقطة الضعف الكبرى فى الفيلم فى تفاصيل الحياة اليومية وتفاصيل العلاقات بين الشخصيات، والتى تفتقد الإقناع الدرامى. ونقطة القوة الكبرى أداء هيام عباس لدور أم يزن، وهو دور المرأة التى تستبسل فى الدفاع عن أسرتها دون هوادة، ومهما كان الخطر، وتعرف متى تصمت وتكتم انفعالاتها الخاصة، ومتى تبوح بها. ولا غرابة فى ذلك وهى الممثلة الفلسطينية العالمية التى عملت مع عدد من كبار مخرجى أمريكا وأوروبا، وأصبحت من رموز الإبداع العربى المعاصر.

المصري اليوم في

14.02.2017

 
 

«تحقيق فى الجنة» يسأل عن حور العين الـ72!

طارق الشناوي

هل من الممكن أن يعرض هذا الفيلم فى العالم العربى بدون غضب المؤسسات الدينية، بل قطاع وافر من المجتمع؟ أشك كثيراً، إذا كان فيلم محايد فى تقديم صورة الداعية مثل «مولانا» أثار تساؤلات واحتجاجات، شعبية واجتماعية، فى أكثر من دولة عربية، فما بالكم بفيلم يدخل مباشرة وبلا مواربة فى مفهوم الجنة والنار، هل هى مادية كما يعتقد بذلك عدد من رجال الدين أم أنها مجازية فى النص الدينى.. «تحقيق فى الجنة» الفيلم التسجيلى الطويل للمخرج الجزائرى، مرزاق علواش، استوقفه كيف أن هناك من يتلاعب بهذا المفهوم ويحاول أن يجعله معبراً للحصول على مآرب أخرى، مثلاً تتم الدعوة للاستشهاد فى سبيل الله مقابل الدخول للجنة، وهكذا نجد الجماعات التكفيرية تلتقط هذا السلاح، لإقناع الشباب بالموت بالحزام النسف، لدخول الجنة، التقط المخرج الجزائرى مرزاق علواش الفكرة بذكاء وقرر أن يجعلها نقطة الانطلاق فى فيلمه «تحقيق فى الجنة» الذى يعرض فى قسم «البانوراما».

سبق لهانى أبوأسعد، المخرج الفلسطينى، أن تناول غسيل المخ والوعد بالجنة فى فيلمه «الجنة الآن» قبل 12 عاماً وهو الفيلم الحاصل على «الكُرة الذهبية» وكان من بين الخمسة أفلام المرشحة وقتها للأوسكار، مرزاق علواش ليس بعيداً عن تلك المنطقة الشائكة، خاصة أن الجزائر اكتوت بنار التطرف فيما عرف وقتها بـ«العشرية السوداء»، حيث كان المتطرفون يرفعون راية الإسلام، ويقتلون الإعلاميين والصحفيين والمثقفين والنساء، الكل تحت مرمى النيران، ونصل السكاكين والخناجر مُشهر على الرقاب، ولهذا يأتى فيلمه الجديد «تحقيق فى الجنة» استكمالاً لنفس الخط بعد فيلمه الروائى «التائب» الذى عُرض 2012 فى قسم «أسبوعى المخرجين» بمهرجان «كان»، إلا أنه هذه المرة يقدمه فى إطار السينما التسجيلية وبرؤية بها نبض ومذاق التحقيق الصحفى البرامجى، حيث إن فريق البحث يبدأ فى رصد كيف يرى الناس الجنة، ومن الذى يدخلها.

فريق البحث يلتقى مع كل الفئات والأعمار مع اختلاف البيئة، ونلاحظ أن أغلب النساء العابرات فى الشارع، والتى حاولت المحققة الحصول منهن على إجابة، لم يتحمسن للتصوير، بينما جاءت إجابة البسطاء وهى تحدد مواصفات الجنة بالمعنى المباشر وليس المجازى، بل وصل الأمر إلى تحديد عدد حور العين برقم 72 حورية، كل ذلك فى محاولة لرصد الحلم المباشر الذى يَعِدون به من يستشهد بالجنة بمفهوم يخاطب الغريزة، وهو بالتأكيد بعيد تماماً عما قصده القرآن الكريم، ولكنها القراءة المتعسفة التى تصنع أمثال «القاعدة» و«داعش» و«نصرة الإسلام» و«أحرار الشام» وغيرها من المنظمات الإرهابية التى تتدثر عنوة براية الإسلام، مثل هذه القضايا، تجد دائماً تحفظاً وتخوفاً من الجمهور فى الخوض بين ثناياها، فهى بمثابة «تابو»، يمنعهم من الاقتراب، المشاهد الأجنبى ربما لا تعنيه تحديداً تلك التفاصيل، ولكن العالم كله يعيش تحت كابوس «الإسلاموفوبيا» دائما هناك حادث إرهاب أو جثث وضحايا وأشلاء تتناثر هنا وهناك، لو تأملت عمق الفيلم ستجد أن البناء الفكرى الذى يقدمه المخرج هو الدعوة لإعادة قراءة الخطاب الدينى لكى نفهم صحيح الإسلام، وهذا لن يحدث بعيداً عن تفنيد الآيات وما تحمله من معان بدلا من أن نترك رجال الدين يمتلكون وحدهم مفاتيح التفسير، رغم أن الإسلام تحديداً لا يوجد فيه مفهوم ولا توصيف لرجل الدين.

كان السؤال عن الجنة ومن يدخلها؟ فتأتى الإجابة من الشباب المسلم أنها للمسلمين فقط، ولا يمكن أن يدخلها مسيحى أو يهودى، وهذا هو ما يمكن أن تعتبره معبراً عن الأغلبية، لو اتسعت الدائرة وانتقلت لباقى العالم الإسلامى، لن تتغير الإجابة، وأتصور أن المتعصب فى أى دين سيرى فقط أن باب الجنة سيفتح لاتباع دينه فقط، سواء كان مسيحياً أو يهودياً، ولم يكتف المخرج بهذا السؤال، بل انتقل لمنطقة أكثر حساسية: إذا كان للرجل 72 حورية، فما هو نصيب المرأة عندما تدخل الجنة؟!.

الفيلم يمشى على حد السيف، فهو لا يقترب أبداً من العقيدة ولا المسلمات الدينية، ولكنه يحاول أن يحرك ولو قليلاً الفكر الدينى الذى يُصدر للبسطاء، بأن الإسلام يَعِدْ من يدخل الجنة فى العملية الإرهابية بالحور، لتصبح المكافأة مادية ومباشرة.

حرص مرزاق على أن ينقل آراء رجال الدين المتزمتين وعدد من الأدباء والأديبات والمفكرين والشباب والأطفال والكل يتحدث كيف يرى الجنة، من خلال ثقافته ومفهومه الخاص.

ليس دور الفيلم أو هدفه الإجابة عن أى سؤال، فهو لا يقدم نفسه كمتبحر فى شؤون الأديان، لكنه أراد أن يقول بصوت واضح النبرات إن هناك قنبلة موقوتة تنتظرنا جميعاً بسبب هذا المفهوم القاصر للدين، وإن الصراع لن يحسم بقوة السلاح، لأن المتطرف فى النهاية سيضحى بحياته لدخول الجنة، ولهذا ينبغى أن تكون البداية فى الإجهاز على الأفكار الخاطئة فى الدين. مرزاق علواش يضع دائما قضية التطرف الدينى على قائمة اهتمامه الفنى، وفيلمه «التائب»- الذى سبق «تحقيق فى الجنة» بأربع سنوات- لم يغفل أبداً هذه الرسالة، وكان يجيب عن هذا السؤال: هل تمحو السنون المعاناة وهل يموت الثأر فى النفوس.. الرحمة فوق العدل، ولكن هل من نعفو عنهم يستحقون بالفعل المغفرة؟!

فى الجزائر وفى عام 1999 أصدرت الدولة قراراً بالعفو عن الإرهابيين، تطلب منهم العودة لمنازلهم والخروج من الجبل إلى الحياة مقابل عدم ملاحقتهم جنائياً.. المخرج «مرزاق علواش» تساءل: هل هم مهيأون لكى يصالحوا الحياة.. الإرهاب كما يراه «علواش» لم يكن حالة طارئة، بل هو عقيدة تعيش فى أعماقهم، وزمن العفو بالنسبة لهم سيتحول إلى مساحة لالتقاط الأنفاس وبعدها يستعدون مرة أخرى للانقضاض على الحياة.

عندما تعفو الدولة، هل يغفر الناس؟ المخرج أجاب عن السؤال، مؤكداً أن الإرهاب فى الصدور وأن الناس لم تنس، كان الإرهاب المسلح فى الجزائر قاسياً ولا يعرف سوى نزيف الدماء وهو يغتال المئات من الأبرياء، إلا أن الوجه الآخر من الصورة أن الإرهابى أيضاً لم ينس ولا تزال فى أعماقه رغبة لكى يغتال ويقتل ويتاجر حتى فى قبور الأبرياء.

نتذكر دعوة «نيلسون مانديلا» فى جنوب أفريقيا بأن يحقق العدالة أولاً، فهو طلب أن يعفو الناس الذين أضيروا من العنف العنصرى، وأن يحصلوا على التعويض لو أرادوا.. العفو ليس دولة أو حاكماً يصدر قراراً ولكن بشراً وقع عليهم الظلم ودفعوا الثمن هم فقط من حقهم المغفرة.. بينما فى الجزائر كما قال «علواش» من خلال الشريط السينمائى «لا تزال النار تحت الرماد فلا الناس تنازلت عن طلب الثأر ولا الإرهابى تراجع عن موقفه».

عاشت الجزائر عشر سنوات تحت مرمى تلك النيران المتبادلة بين قوات نظامية تحاول أن توقف نزيف الدماء وبلد يحترق وتستنزف دماؤه ويدمر اقتصاده ويفقد بنيته التحتية ولا يجنى غير الدمار.

«مرزاق» كانت لديه قناعة مسبقة أحالها إلى فيلم يؤكد استحالة العيش المشترك، المخرج هذه المرة فى «تحقيق فى الجنة» يذهب بنا إلى منطقة أبعد وأرحب، وهى كيف أن القراءة الخاطئة والمتعسفة للإسلام، دفعت بكل تلك الدماء، من الشباب، والنزيف لن يتوقف، طالما كثر عدد المتاجرين بالدين، وما أشد حاجتنا فى مصر والعالم الإسلامى لتبنى تلك الدعوة!!

tarekelshinnawi@yahoo.com

المصري اليوم في

14.02.2017

 
 

«جانغو» وتحدي الفن للسلطة في افتتاح مهرجان برلين

نسرين علام - برلين- «القدس العربي»:

افتتحت في التاسع من الشهر الجاري الدورة السابعة والستون من مهرجان برلين السينمائي (البرليناله) ، ويستمر حتى 19 فبراير/ شباط. ويترأس لجنة التحكيم المخرج الهولنـدي بـول فيرهوفن، الذي شارك العام الماضـي بفيلمه «هي» في مهرجان «كان»، وحصـل الفيـلم ذاته هـذا العام على جائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم أجنـبي.

مهرجان هذا العام يعطينا الانطباع انه آثر أن يسلط الضوء على الأسماء التي لا يهتم بها عادة. ولا تضم قائمة الأعمال المشاركة في المسابقة الرسمية (18 عملا) من الأسماء الكبيرة سوى الفنلندي آكي كواريسماكي والمخرج الألماني المخضرم فولكر شلندروف. لكن غياب الأسماء الكبيرة لا يعني خلو المهرجان من النفائس السينمائية التي نترقب مشاهدتها في الأيام المقبلة

افتتح المهرجان هذا العام بفيلم يعلي صوت الفن وصوت الموسيقى على صوت القمع والاضطهاد. واستهل أيامه ومسابقته الرسمية بفيلم «جانغو»، للمخرج الفرنسي إتيان كومار في أول فيلم روائي طويل له. والفيلم عن العازف الشهير جانغو رنهاردت، مؤسس الجاز الغجري في العالم.

الفيلم في ظاهره سيرة لجانغو، ولكنه أكثر من ذلك بكثير. هو فيلم عن رفض الفنان أن يهادن وينصاع للسلطة، عن قدرة الفن على التحدي، عن قدرة الفن على الإبهاج في وقت عصيب، عن محاولات السلطة تحجيم الفن وقولبته على شاكلتها، عن رفض الفنان أن يكون أداة لـ «بروباغدنا» السلطة وأغراضها. وهو فيلم أيضا عن الاضطهاد وعن محاولة القضاء على الغير لمجرد انه مختلف.

يعود جانغو وأسرته إلى جماعة من الغجر تتقارب أصولها مع غجر الروما، وتعرف الأصول العرقية لهؤلاء الغجر في فرنسا باسم»مانوش». ونظراً لإصرار هتلر على «تنقية» المناطق الواقعة تحت سيطرته من العناصر العرقية التي يعتبرها دنيئة، يجد جانغو نفسه مضطهدا على أيدي قوات النازي التي تحتل باريس عام 1943. 

وسط آتون الحرب العالمية كانت موسيقى جانغو المليئة بالطرب والبهجة والشجن في آن ملاذاً للفرنسيين من ويلات الحرب. وكانوا يأتون إلى ملهاه ليستمعوا إلى موسيقاه التي تجدد فيهم الحياة وتعطيهم بعض الأمل في المستقبل.

تحاول سلطات النازي تدجين جانغو واستخدامه ضمن آلتها الضخمة للدعاية، حيث توجه له الأمر بإحياء حفلات في ألمانيا برعاية غوبلز ويحضرها هتلر ذاته، على أن تكون الموسيقى التي يعزفها «نقية» خالية من العناصر «المناهضة للآرية»، ويقصد بذلك آثار موسيقى الجاز والسوينغ وموسيقى السود والغجر. ويرفض جانغو الإذعان لتكبيل النازي لموهبته، ويفضل المقاومة والمعارضة، فيكون مصيره الإضطهاد والتنكيل به وبأسرته.

وإذا كانت البداية عن أقلية من الأقليات ومـا تتـعرض له من اضطهاد، يبدو أنه لن يكـون الفيـلم الوحـيد عن الاقليـات والهـجرة. ومن الأفلام المرتقبة في «البرليناله» لهذا العام فيلم المخرج الفنلندي الكبير آكي كوريسماكي «الجانب الآخر للأمل»، وهو عن لاجئ سوري يصل إلى فنلندا، يرفض طلب لجوئه فيضطر للعيش بصورة غير شرعية يواجه فيها صنوفا من العنصرية ولكنه أيضا يكون صداقات ويجد السند، ومن أقدر من كوارسماكي على التعامل مع قضية شائكة مثل الهجرة بحس إنساني مرهف وبقدر عال من السخرية في آن.

قامة كبيرة أخرى تشارك في المهرجان، وهو المخرج الألماني فولكر شلوندورف الذي ينافس فيلمه «العودة إلى مونتوك» في المسابقة الرسمية. الفيلم عن كاتب في الستينيات من العمر يعود إلى نيويورك للقاء حبيبة سابقة له بعد سنوات من من الفراق، بكل ما يؤججه ذلك من حنين وذكريات.

وللسينما الآسيوية نصيب في المهرجان، حيث يشارك الكوري الجنوبي هونغ سانغ سو بفيلمه «وحيد على الشاطئ ليلاً». بعد علاقة مع رجل متزوج، تقرر الممثلة يونغي أن الوقت حان للابتعاد عما يحيط بها من شهرة، فتسافر إلى ألمانيا في محاولة لفهم كنه نفسها وأحاسيسها.

ومن الأفلام المرتقبة هذا العام فيلم «امرأة رائعة» للمخرج التشيلي سيباستيان ليليو، الذي ينسج أحداثه حول امرأة اسمها مارينا تعشق رجلا يدعى أورلاندو يكبرها بعشرين عاما، وتخطط للعيش معه وألا يفرقهما شيء. لكن أورلاندو يتوفى فجأة، لتفاجئ مارينا أنها مستبعدة من قبل أسرته عن حضور مراسم جنازته، لعدم تقبل الأسرة لفكرة أن مارينا متحولة جنسيا.

حضور عربي

وفي هذا العام، كما في الأعوام السابقة، نلحظ وجوداً قوياً للعرب والسينما العربية في مهرجان برلين. وتشارك في لجنة التحكيم الدولية لهذا العام المنتجة التونسية ومديرة مهرجان أيام قرطاج السينمائية درة بوشوشة الفراتي. وهي منتجة فيلم «نحبك هادي» للمخرج التونسي محمد بن عطية، والذي فاز عنه بجائزة أفضل فيلم روائي أول في مهرجان برلين العام الماضي. الفراتي أيضا هي منتجة فيلمي «الحرير الأحمر» و«جسد غريب» للمخرجة التونسية رجاء العماري.

ويكرم المهرجان الناقد المصري سمير فريد، وهو من أوائل العرب الذين غطوا المهرجان. كما يشارك المخرج السعودي محمود صباغ في لجنة تحكيم الفيلم الأول. وكان شارك العام الماضي في برلين بفيلمه «بركة يقابل بركة»، كما يشارك العراقي السويسري سمير جمال الدين في لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي.

وفي قسم البانوراما، ثاني أهم أنشطة المهرجان بعد المسابقة الرسمية، يقدم المخرج الجزائري مرزاق علواش فيلمه الجديد «تحقيق في الجنة».

ويقدم المخرج الفلسطيني رائد أنضوني فيلمـه «اصطياد أشـباح». ونتـرقب أيضا فيلم «ضـربة في الـرأس» للمـخرج المغـربي هشـام العسـري.

القدس العربي اللندنية في

14.02.2017

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2017)